اقتباس:
المهم .. أتابع بشغف ما تمتعنا به من إبداعات مسموعة ومكتوبه , لكنى لا أجد بعد كلمات الأحباب والزملاء الأفاضل كلام يمكن أن أضيفه , حقيقة والله , لكن حكاية البينما هذه بعد أن قرأتها وقبل أن أقرأ ما قلته فى معنى العنوان , أقول بمجرد أن انتهيت من قراءة متأنية لها , لا أدرى كيف أخذنى هذا العنوان الفريد الرائع الى عالم البرزخ ومعانيه التى أفاض فى بيانها فى عشرات المواضع وعلى وجوه عده سيدى ومولاى وقرة عينى إبن عربى فى فتوحاته , فتصورت أن هذه الكلمه هى المرادف الأدبى لكلمة البرزخ بمعناها الفلسفى والروحى
|
سيدي و أستاذي، الدكتور أنس
نعم ياسيدي ، هو ما تفضلتم به "البرزخ" و كنت في ردٍ على الفتى الرائع محمد أبو مندور ، قلت أن أول ماكتبته في هذه القصة هو عنوانها "البينما"
وهذا كما تراه يا دكتور أنس فضلٌ من الله ومنة.
وإن كان"بطلي" في البينما قد وصل برزخه بالسبب "الظاهر" للـ "الإنتقال" وهو الموت .
وليس لوقوع الزيادة في العلم من المـُتـَجَلـّي ، سبحانه وتعالى عليه( كما عند سيدي ابن عربي رضي الله عنه ، الذي أسهب في ذلك الجزء الذي تفضلت به ، عن سياحة الأرواح . توطئة للإخبار عن "رحلته الكبرى" التي لايصح لي إلا الإشارة -فقط الإشارة- إليها ، عسى يرضيكم وصفي لها "بالرحلة الكبرى" ) - قبل العودة إلى بطل البينما
يادكتور أنس ، أهامس سعادتك: أني أغار على نصوص أسيادي العارفين بالله ، و أربأ بها أن تقع عليها عين عامة أهل السبيل.
وسل سيادة الرئيس - الذي مافتئ يقدم ساقاً ويؤخر ساقاً هنا. كيف أن ضيفي لا يرى كنوزهم بينما شكمجية الحريم دائمة التجوال بالبيت كقطٍ مدلل.
و كنت كلما ذهبت إلى بيت صلاح علام بواحة الذيد(التي أخرجت إلى جزيرة العرب أعظم شعراء النبط على كل العصور : الماجدي بن ظاهر)
، كنت أقول له : ياصلاح إنت ازاي بيجيلك نوم و ضيوفك عمـَّالة تغرز بصرها في الرفوف دي ؟ يعني انت خايف على "أول عدد من جريدة الأهرام" ومخبي نسختك في المغارة، وسايب أسيادي : الفتوحات و الإحياء و غيرهما كده ، للي يسوى واللي . . . . يسوى أكتر.
مرة عرضت عليه ياكتور ، أرتبهاله ، لكنه -ربنا مايحرمني من حنية قلبه_ قالي بحنان السيد المشفق على خادمه:
أقطع إيدك
ولأني يادكتور أنس ، لا أملك حرفة إعادة مواليدي -من أمثال بطل البينما- إلى رحم الكتابة ، لأعيد نطفة أرواحهم إلى البدء من التخلق ، فارضاً عليهم صياغتي متعنتاً بما تقتضيه الصنعة.
فإني ، لما أُلقيَ إلي العنوان "البينما" قبل أن "يصلني" موضوع القصة. آويت إلى مكتبي بالعمل بعد انتهاء الدوام الرسمي مستبقياً عامل البوفيه ، الباكستاني المرح.
قبل أن تتفلت مني روح "البطل" المنعتقة ، و أنا المعجون من طينة النسيان. فكانت "البينما" -المكتوبة في نفسٍ واحد- التي توسطت لي عندكم فمنحتموني كل هذا الدفء ، بينما خريف كندا يجرب قسوته هنا
أستاذي الجليل الدكتور أنس
أن توفر من وقتك الثمين هذه المساحة التي تفضلت علي بها لنثر الفرح . شئ يفوق ضعفي ، وصفه.
وكنت قد آثرت الإنزواء بركنٍ من الحضرة الشافعية المباركة ، لاتزيدني الدهشة إلا استصغاراً لنفسي . أني أحسبني "مثقفاً" ولم أقرأ من الشافعي إلا ديوانه الحِكـَميْ .
و كأن فقه السياسة و الأدب قد شغلاني -فيما راح من عمري- عن فقه الشريعة.
نعم ياسيدي "البينما" نحتة لغوية موفقة لبعدٍ من أبعاد معنى "البرزخ"
و إن كان البرزخ سجناً يهين أمثالي من أهل الكثافة الغافلة ، فهو لأمثال الشافعي ، هدأة بين جولتين.
و إلا فما رسالته من برزخه لجند أمير الجيوش (الذي جاء ذكره في مستهل كتابك -الذي مدينتكم سميته-)




ياسيدي أنت تعلم بتزاورهم
فأبشر بواحدة منه
فإن أنارت رؤيته منامك يا دكتور أنس
فأقرئه من عاصٍ سلاما ، ولا تسأله أراضٍ هو عن متبعيه أم لا.
سترك الله