رد: سماعيات من مقام الحجاز
سماعي من تلحين صديقي الأستاذ المرحوم محمود عجان وكان قد لحنه سنة 1939 من شهر نيسان,وهذا السماعي يعد في رأيي من عمدة سماعيات الحجاز بعد سماعي رفيق طلعة البي )الحجاز (تركي )وسماعي رفيق فرسان الحجاز أيضا (تركي )
وسجل هذا السماعي أداء فرقة النادي الموسيقي في اللاذقية والذي كان يترأسه العالم الموسيقي محمود عجان ( ولشدة محبتي به وولعي وضعت صورته في الأعلى رمزا أمام اسمي )
وفي كل زيارة لي في التسعينيات لصديقي ملحنه كان لا بد لي أن أسمعه بعزفه والذي ما سمعت مثل عزفه وبدون مبالغة إلى الآن
وللأسف فإن محمود عجان كان له فلسفة خاصة في عدم تسجيل عزفه لأحد ولا أعلم أن لأي إنسان أي تسجيل لمحمود عجان , بل لا يوجد مطلقا ,
فقد عاش وتوفي رحمه الله ومات عزفه الفريد ذاك معه , وله أكثر من (16) سماعيا وكلها في غاية الندرة والإبداع وبما يرتقي في القوة والإبداع وبراعة التصوير لمستوى الأساتذة الأتراك , وكلها بديعة فريدة ومنها سماعي راحة الأرواح وفيه ابتكار وجديد طرح في الإسلوب , وتسليمته مليئة بالتظليل الموسيقي وفيه تكنيك كثير ومنها سماعي الحجاز كار البديع وسماعي الراست والنكريز ...
ولئن نسيت .. فلن أنسى عزفه المئآت المرات لسماعي الفرحفزا والشد عربان لطنبوري جميل بي , وكان يؤديهم بطريقة تعبيرية عجيبة غريبة وبأسلوب شيق فريد تفوق به على الأتراك أنفسهم ومن هم أهله واختصاصه , فاعجب لشخصه ؟؟؟
ولم أعثر إلى الآن على أي تسجيل له عند أي شخص , وقد أخبرني هو بنفسه أنه ما سجل لأحد قط , ورغم محبته العظيمة لي ووداده الكبير ورغم إلحاحي الشديد عليه بتسجيل ولو سماعي واحد أو اي عزف منفرد له مما كان يسمعني إياه وكنت أغيب عن الوجود بسماعه فكان يجيبني : يا سيد محمد إذا سمعت في يوم من الأيام بأن لدى أي شخص أي تسجيل لمحمود عجان فحاققني وحاججني حينها , فكنت ألوذ بالصمت ونياط قلبي تتقطع , على فقداني لذلك العزف الفريد والذي لم أسمع مثله لا من الأساتذة الأتراك والمشهورين بذلك ولا من العازفين العرب , ولا تلوموني فلو سمعتم ما سمعته لعذرتموني
والسلام
__________________
الموسيقى رسالة سماوية مقدسة تخرج من أفواه الملائكة لا من أفواه الشياطين
|