رد: أغاني عن " الجزائر " العزيزة... (أناشيد وأغاني وطنية)
لكم جزيل الشــــــــكر للقايمين علي المنتدي الرائع دة
اتمنـــــــــــــــي منكوا المزيد من النوادر الطربية الرائعة لفانانين الزمن الجميل
وشكرا علي الاغنية الرائعة للعندليب أرض الجزائر
رد: أغاني عن " الجزائر " العزيزة... (أناشيد وأغاني وطنية)
تحت هذا الربط أرشيف تاريخي مأكد هدية من أخونا الاستاذ رضا رشيد أشكره نيابة عنكم كمواطن جزائري أغنيتين من حفل أقيم بمصر في شهر ابريل 1962 يعني شهرين قبل الاستفلال الوطني و بحظور الزعيم و الرئيس السابق أحمد بن بلة بعد خروجه من السجن الاستعماري
1/نجاح سلام ما احلى الغني بعد الرصاص ما تكلم
2/محمد فوزي مليون شهيد كتبوا انتصارك يا جزائر و لا يفوت أحدا في الجزائر أن محمد فوزي هو الذي لحن قسما النشيد الوطني الجزائري
رد: أغاني عن الجزائر العزيزة (أناشيد وأغاني وطنية)
أغنية وطنية نادرة للفنان رابح درياسة ــ رحمه الله ــ في موضوع عيد الاستقلال كان الأخ حميد فيصل قد رفعها في قسم مثبت الحاج؛وإتماما لما قام به أخي حميد قمت بتنقيتها مما شابها من نقائص وآثرت إعادة رفعها في هذا القسم الأنسب.
أقدم لكم أعزائي رائعة اخرى من تسجيل للحفل الذى قام به عبد الحليم حافظ ومحمد قنديل بمدينة عنابة بالجزائر بمناسبة العيد الأول لاسقلال الجزائر وكان ذالك يوم 9 مارس 1963م...
سأبدأ بالاغنية التي غناها العندليب
قضبان حديد
قضبان حديد اتكسرت
والشمس طلعت نورت
أرض الجزائر
أيها الأخ العزيز بمناسبة حديثك عن المطرب الراحل محمد قنديل فإن له أغنية بعنوان : نار نار يا استعمار ، وهي من إصدار شركة الكواكب على اسطوانة الــ 45 لفة وقد أعياني البحث عنها ولم أجدها فإذا وجدتها الرجاء التكرم برفعها وشكرا
رد: أغاني عن الجزائر العزيزة (أناشيد وأغاني وطنية)
اخي علي ابو ناجي الاغنيه التى تقصدها هي احنا ما بينا وبينك ثار يا استعمار للراحل محمد قنديل وهى موجوده في المنتدى في الصفحه الخاصه بقنديل في منبر الطرب
الاسم: زكرياء بن سليمان بن يحي بن الشيخ سليمان، ولقب أسرته آل الشيخ.
ولد سنة 1908م. ببلدة بني يزجن، ولاية غرداية جنوب الجزائر. لقبَّه زميل دراسته سليمان بو جناح بـ "مُفدي" فأصبح لقبه الأدبي الذي اشتهر به.
بدأ مفدي زكرياء مساره في مسقط رأسه متعلما بكتّاب البلدة، حيث حفظ جزاء من القرآن ومبادئ العربية والفقه، ثم اصطحبه والده معه وهو ابن سبع سنين إلى مدينة عنابة شمال شرق الجزائر التي كان تاجرا بها، وفيها أتم حفظ القرآن، ثم جعل يتردد بينها وبين مسقط رأسه ولم تنتظم دراسته، حتى سنة 1922 إذ قرر والده إرساله إلى تونس، فالتحق بمدرسة السلام القرآنية، وبعد سنتين انتقل إلى المدرسة الخلدونية، ثم تحول إلى جامع الزيتونة، وأخذ عن علمائها دروس اللغة والبلاغة والأصول، وكان خلال ذلك طالبا ذكيا نجيبا، برزت مواهبه الشعرية مبكرا، وشغف بندوات الشعر والأدب التي كان يعقدها الأديب العربي الكبادي. كما كان يتلقف ما يصل إلى تونس من مجلات شرقية تبعث النخوة والوطنية فيتشربها ويتخذ مواضيعها مجالا للتدرب على الإنشاء والكتابة. نثرا وشعرا. وكان يعرض شعره على أساتذته في البعثة العلمية الميزابية بتونس لتقويمه، حتى انقاد له القريض.
وتعد فترة مكوثه بتونس مرحلة التكوين الأصيل التي وجهته التوجيه الأدبي والسياسي بعد ذلك.
وكان للبيئة الإسلامية الأصيلة التي نشأها ولمصادر ثقافته الدينية ولما عاينه من استبداد الاستعمار الفرنسي أكبر الأثر في تشكيل شخصيته الشعرية والمتحدية التي طبعت إنتاجه الأدبي.
ثم رجع من تونس إلى الجزائر، وتوجه للعمل التجاري ولكنه لم ينقطع عن مجال الفكر والأدب، وإن لم يكتب له النجاح في المجال التجاري رغم تقلبه في أنواع من النشاط وانطلاقه في مشاريع عديدة كان نصيبه فيها الفشل.
وكان من رواد الحركة الوطنية التي تبنت مبدأ الاستقلال، مثل حزب نجم شمال افريقية وحزب الشعب، وقد نظم فيها شعرا وطنيا صادقا، كما كان مؤيدا لجهود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ولكنه آثر الانضمام إلى الحركات الوطنية الأخرى، حتى جاءت الثورة فكان سباقا إلى رحابها فارتمى فيها ولقي في سبيلها ألوان العذاب، وسجنته السلطات الاستعمارية خمس مرات، دامت في مجموعها عدة سنوات .
وكان ضمير ثورة التحرير الحي ورائد قافلتها، يردد الوطنيون أشعاره في ساحات المعارك، وعلى أعواد المشانق، حتى بزغ فجر الحرية، فاستقر بالجزائر في نشاط وفتح مكتبا للتمثيل التجاري، ولكنه كان عاثر الحظ في هذا المجال، ولم تسعفه الظروف للاستقرار، فتوجه إلى تونس سنة 1963 ومكث بها إلى سنة 1969 حيث يمم شطر المغرب واستقر بالدار البيضاء وفتح مدرسة للتعليم الثانوي، وفتح خطا لنقل البضائع.
وظل يجمع كما دأب طول حياته بين أعماله التجارية والإدارية وإبداعاته الأدبية، وتردد كثيرا بين أقطار المغرب العربي مشاركا في تظاهراته ونشاطاته الثقافية والسياسية، وشارك بشعره ومناقشاته في جل ملتقيات الفكر الإسلامي بالجزائر .
هو صاحب الأناشيد الوطنيّة: النشيد الوطنيّ الجزائريّ، نشيد الانطلاقة الأولى "فداء الجزائر"، نشيد العلم الجزائريّ، نشيد الشهداء، نشيد جيش التحرير الوطنيّ، نشيد الاتّحاد العامّ للعمّال الجزائريّين، نشيد اتّحاد الطلاّب الجزائريّين، نشيد المرأة الجزائريّة، نشيد بربروس؛ بالإضافة إلى نشيد مؤتمر المصير بتونس و نشيد اتّحاد النساء التونسيّ و نشيد معركة بنزرت التاريخيّة؛ فضلا عن نشيد الجلاء عن المغرب، و نشيد الجيش المغربي، وغيرها من الأناشيد.
وختم حياته برائعته الخالدة "إلياذة الجزائر" جمع فيها ما تفرق في غيرها، وأبرز فيها لوح الجمال ولوح الجلال، جمال الطبيعة الساحر، وجلال التاريخ الزاخر.
وكانت وفاته يوم الأربعاء 02 رمضان 1397هـ الموافق 17 أوت 1977م بتونس وعمره تسعة وستون عاما ونقل جثمانه إلى الجزائر ودفن بمسقط رأسه في بني يزقن - ولاية غرداية.
من اجل ان يعلو هذا النشيد قدمت الجزائر اكثر من مليون ونصف مليون من الشهداء من اجل ان يتحرر الإنسان
الكلمات/ شاعر الثورة مفدي زكرياء ألحان/ الموسيقار محمد فوزي
__________________ ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. عمر بن الخطاب
ولد في مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري ، ومن أسرة عريقة في المجد والثراء والعلم وُلد الشيخ عبد الحميد بـن بـاديـس عام 1308 هـ/1889م ، فهو ينتسب إلى الأسرة الباديسية المشهورة في التاريخ . فالـمـعـز بن بــاديـــس (406-453) هــو الذي أبعد النفوذ العُبيدي (الفاطمي) عن المغرب ، وعمل على تنظيم انـفـصال المغرب الإســلامي سياسياً ومذهبياً عن الحكم العبيدي ، وحارب الشيعة الرافضة في إفريقـية ، وحمل الناس على اعتناق المذهب السني ، وكان الشيخ عبد الحميد يفتخر بأعمال هذا الجد ، أما والده محمد المصطفى فهو من كبار الموظفين والوجهاء في قسنطينة ، وعضو المـجـلــس الجزائري الأعلى ، وقد عرف دائماً بدفاعه عن مطالب السكان المسلمين في قسنطينة ، يقول عنه ابنه:
"إن الفضل يرجع أولاً إلى والدي الذي رباني تربية صالحة ووجهني وجهة صــالــحــة، ورضي لي العلم طريقة أتبعها ، ومشرباً أرده ، وقاتني وأعاشني وبراني كالسهم وراشـنــي وحماني من المكاره صغيراً وكبيراً.."(1).
فهذا الوالد لم يحاول ثني الشيخ عن أي عمل يقوم به في الدعوة كعادة الآباء الذين في مثل وظيفته ووجاهته ، كما أنه لم يُلحِقه بالمدارس الفرنسية كغيره من أبناء العائلات الكبيرة.
نشأ ابن باديس في بيئة علمية، فقد حفظ القرآن وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ثم تتلمذ على الشيخ (أحمد أبو حمدان الونيسي)، فكان من أوائل الشيوخ الذين لهم أثر طيب في اتجاهه الـديـنـي ، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: "اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة"، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية عند فرنسا.
في جامع الزيتونة:
في عام 1908 قرر ابن باديس - وهو الشاب المتعطش للعلم - أن يبدأ رحلته العلمية الأولى إلى تونس ، وفى رحاب جامع الزيتونة الذي كان مقراً كبيراً للعلم والعلماء يُشبه في ذلك الأزهر في مصر. وفي الزيتونة تفتحت آفاقه ، وعبّ من العلم عبًّا ، والتقى بالعلماء الذين كان لهم تأثير كبير في شخصيته وتوجهاته، مثل الشيخ محمد النخلي الذي غرس في عقل ابن باديس غرسة الإصلاح وعدم تقليد الشيوخ، وأبــان لــه عـــن المنهج الصحيح في فهم القرآن. كما أثار فيه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور حب العربية وتذوّق جمالها ، ويرجع الفضل للشيخ البشير صفر في الاهتمام بالتاريخ ومشكلات المسلمين المعاصرة وكيفية التخلص من الاستعمار الغربي وآثاره.
تـخـرج الــشـيخ من الزيتونة عام 1912 وبقي عاماً آخر للتدريس حسب ما تقتضيه تقاليد هذه الجامعة ، وعندما رجع إلى الجزائر شرع على الفور بإلقاء دروس في الجامع الكبير في قــسـنـطـيـنـة، ولكن خصوم الإصلاح تحركوا لمنعه، فقرر القيام برحلة ثانية لزيارة أقطار المشرق العربي.
في المدينة النبوية:
بعد أداء فريضة الحج مكث الشيخ ابن باديس في المدينة المنورة ثلاثة أشهر ، ألقى خلالها دروساً في المسجد النبوي ، والتقى بشيخه السابق (أبو حمدان الونيسي) وتعرف على رفيق دربه ونضاله - فيما بعد - الشيخ البشير الإبراهيمي. وكان هذا التعارف من أنعم اللقاءات وأبركها ، فقد تحادثا طويلاً عن طرق الإصلاح في الجزائر واتفقا على خطة واضحة في ذلك. وفي المدينة اقترح عليه شيخه (الونيسي) الإقامة والهجرة الدائمة ، ولكن الشيخ (حسين أحمد الهندي) المقيم في المدينة أشار عليه بالرجوع للجزائر لحاجتها إليه ، فكانت خير نصيحة. زار ابن باديس بعد مغادرته الحجاز بلاد الشام ومصر واجتمع برجال العلم والأدب وأعلام الدعوة السلفية ، وزار الأزهر واتصل بالشيخ بخيت المطيعي حاملاً له رسالة من الشيخ (الونيسي).
العودة إلى الجزائر:
وصل ابن باديس إلى الجزائر عام 1913 واستقر في مدينة قسنطينة ، وشرع في العمل التربوي الذي صمم عليه ، وهو إنقاذ أطفال المسلمين وشبانهم من هوة الجهل والتخلف ، فبدأ بدروس للصغار ثم للكبار ، والمسجد هو المركز الرئيسي لنشاطه ، ثم تبلورت لديه فكرة تأسيس جمعية العلماء المسلمين والتي تحدثنا عنها في العدد السابق ، ولكن نشاط الشيخ كان متعدداً ، واهتماماته كثيرة لا يكتفي أو يقنع بوجهة واحدة ، فاتجه إلى الصحافة ، وأصدر جريدة (المنتقد) عام 1925 وأُغلقت بعد العدد الثامن عشر ؛ فأصدر جريدة (الشهاب) الأسبوعية ، التي بث فيها آراءه في الإصلاح ، وخاصة إصلاح عقائد الناس من الخرافات والدجل وأساليب الطُّرُقيين ، واستمرت كجريدة حتى عام 1929 ثم تحولت إلى مجلة شهرية علمية ، وكان شعارها: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها" ، وتوقفت المجلة في شهر شعبان 1328هـ / أيلول عام 1939م بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وحتى لا يُكتب فيها أي شيء تريده الإدارة الفرنسية تأييداً لها ، وفي سنة 1936 دعا إلى مؤتمر إسلامي يضم التنظيمات السياسية كافة من أجل دراسة قضية الجزائر ، وقد وجه دعوته من خلال جريدة (لاديفانس) التي تصدر بالفرنسية ، واستجابت أكثر التنظيمات السياسية لدعوته وكذلك بعض الشخصيات المستقلة ، وأسفر المؤتمر عن المطالبة ببعض الحقوق للجزائر ، وتشكيل وفد سافر إلى فرنسا لعرض هذه المطالب وكان من ضمن هذا الوفد ابن باديس والإبراهيمي والطيب العقبي ممثلين لجمعية العلماء ، ولكن فرنسا لم تستجب لأي مطلب وفشلت مهمة الوفد.
إن هذه الدعوة للمؤتمر وحضوره ، وذهاب وفد العلماء إلى فرنسا كانت اجتهاداً من ابن باديس - رحمه الله - يرى فيه مصلحة الجزائر ولكن يجب الاعتراف هنا بأن هذه الخطوة كانت خطأً وبشتى المقاييس التي تقوّمه سابقاً ولاحقاً ، وتد أصاب الأستاذ مالك بن نبي عندما اعتبر هذا المؤتمر نقطة ضعف في شخصية العلماء حين لجأوا إلى الأساليب غير المجدية ؛ لأنها أساليب الضعفاء للحصول على فتات الموائد.
واستغل السياسيون هذا المؤتمر ليصلوا إلى أهدافهم الهزيلة ، وأما غير مالك بن نبي ممن يهاجم جمعية العلماء - فهم في الحقيقة لا يتقون الله في خصوماتهم ، ويتكلمون من منطق الحقد والخصومات السياسية الشخصية.
ومثل هذا الخطأ من ابن باديس لا ينبغي أن يحجب عنا العمل العظيم الذي قام به وهو قيادة جمعية العلماء منذ تأسيسها عام 1931م وحتى وافاه الأجل عام 1940م ، وفقدت الجزائر بفقده عالماً مجدداً ومصلحاً مربياً ، وضع كل جهده وإمكاناته لرفع شأن المسلمين في الجزائر ، ولم يشغله ذلك عن أوضاع المسلمين في كل مكان.
العوامل المؤثرة في شخصية ابن باديس:
لا شك أن البيئة الأولى لها أثر كبير في تكوين شخصية الإنسان ، وفي بلد كالجزائر عندما يتفتح ذهن المسلم على معاناته من فرنسا ، وعن معاناته من الجهل والاستسلام للبدع - فسيكون هذا من أقوى البواعث لأصحاب الهمم وذوي الإحساس المرهف على القلق الذي لا يهدأ حتى يحقق لدينه ولأمته ما يعتبره واجباً عليه ، وكان ابن باديس من هذا النوع ، وإن بروز شخصية كابن باديس من بيئة ثرية ذات وجاهة لَهو دليل على إحساسه الكبير تجاه الظلم والظالمين ، وكان بإمكانه أن يكون موظفاً كبيراً ويعيش هادئاً مرتاح البال ولكنه اختار طريق المصلحين.
وتأتي البيئة العلمية التي صقلت شخصيته وهذبت مناحيه والفضل الأكبر يعود إلى الفترة الزيتونية ورحلته الثانية إلى الحجاز والشام حيث تعرف على المفكرين والعلماء الذين تأثروا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما دعا إليه من نقاء العقيدة وصفائها. وكان لمجلة (المنار) التي يصدرها الشيخ رشيد رضا أثر قوي في النظر لمشكلات المسلمين المعاصرة والحلول المطروحة.
ومما شجع ابن باديس وأمضى عزيمته وجود هذه العصبة المؤمنة حوله ، وقد وصفهم هو بالأسود الكبار - من العلماء والدعاة أمثال الإبراهيمي والتبسي والعقبي والميلي... وقد عملوا معه في انسجام قلّ أن يوجد مثله في الهيئات الأخرى.
آثار ابن باديس:
شخصية ابن باديس شخصية غنية ثرية ومن الصعوبة في حيز ضيق من الكتابة الإلمام بكل أبعادها وآثارها؛ فهو مجدد ومصلح يدعو إلى نهضة المسلمين ويعلم كيف تكون النهضة. يقول:
"إنما ينهض المسلمون بمقتضيات إيمانهم بالله ورسوله إذا كانت لهم قوة ، وإذا كانت لهم جماعة منظمة تفكر وتدبر وتتشاور وتتآثر ، وتنهض لجلب المصلحة ولدفع المضرة ، متساندة في العمل عن فكر وعزيمة".
وهو عالم مفسر ، فسر القرآن كله خلال خمس وعشرين سنة في دروسه اليومية كما شرح موطأ مالك خلال هذه الفترة ، وهو سياسي يكتب في المجلات والجرائد التي أصدرها عن واقع المسلمين وخاصة في الجزائر ويهاجم فرنسا وأساليبها الاستعمارية ويشرح أصول السياسة الإسلامية ، وقبل كل هذا هو المربي الذي أخذ على عاتقه تربية الأجيال في المدارس والمساجد ، فأنشأ المدارس واهتم بها ، بل كانت من أهم أعماله ، وهو الذي يتولى تسيير شؤون جمعية العلماء ، ويسهر على إدارة مجلة الشهاب ويتفقد القاعدة الشعبية باتصالاته المستمرة. إن آثار ابن باديس آثار عملية قبل أن تكون نظرية في كتاب أو مؤلَّف ، والأجيال التي رباها كانت وقود معركة تحرير الجزائر ، وقليل من المصلحين في العصر الحديث من أتيحت لهم فرص التطبيق العملي لمبادئهم كما أتيحت لابن باديس ؛ فرشيد رضا كان يحلم بمدرسة للدعاة ، ولكن حلمه لم يتحقق ، ونظرية ابن باديس في التربية أنها لا بد أن تبدأ من الفرد ، فإصلاح الفرد هو الأساس.
وطريقته في التربية هي توعية هذا النشء بالفكرة الصحيحة كما ذكر الإبراهيمي عن اتفاقهما في المدينة: "كانت الطريقة التي اتفقنا عليها سنة 1913 في تربية النشء هي ألا نتوسع له في العلم وإنما نربيه على فكرة صحيحة" (2).
وينتقد ابن باديس مناهج التعليم التي كانت سائدة حين تلقيه العلم والتي كانت تهتم بالفروع والألفاظ - فيقول: "واقتصرنا على قراءة الفروع الفقهية ، مجردة بلا نظر ، جافة بلا حكمة ، وراء أسوار من الألفاظ المختصرة ، تفني الأعمار قبل الوصول إليها" (3).
أما إنتاجه العلمي فهو ما جمع بعد من مقالاته في "الشهاب" وغيرها ومن دروسه في التفسير والحديث(4).
الهوامش :
1 - د.عمار الطالبي: ابن باديس.. حياته وآثاره 2/138 ، ط دار الغرب الإسلامي.
2 - د.الخطيب: جمعية العلماء المسلمين ، ص129.
3- المصدر السابق ص141.
4 - مع الأسف لم يصلنا كل ما كتبه أو كل ما ألقاه من دروس في التفسير والحديث. وقد جُمع ما نشر في (الشهاب) من افتتاحيات تحت عنوان "مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير" بإشراف محمد الصالح رمضان ، وتوفيق شاهين. وحاول الدكتور عمار الطالبي جمع آثاره كلها ، ولكن لا يزال هناك أشياء لم تُجمع.
__________________ ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. عمر بن الخطاب
جزائرنا يا بلاد الجدود
نهضنا نحطم عنك القيود
ففيك برغم العدا سنسود
و نعصفُ بالظلم و الظالمين
***
سلاماً سلاماً جبال البلاد
فانت القلاعُ لنا و العمادْ
و فيك عقدنا لواء الجهادْ
و منك زحفنا على الغاصبين
***
قهرنا الأعادي في كلّ وادْ
فلم تُجْدهمْ طائراتُ العوادْ
و لا الطّنكُ يُنجيهمُ في البوادْ
فباءوا بأشلائهمْ خاسئين
***
وقائعُنا قد روتْ للورى
بأنا صمدنا كأسد الشرى
فأوراسُ يشهدُ يوم الوغى
بأنّاّ جهزنا على المُعتدينْ
***
سلُوا جبل الجرْف عن جيشنا
بخبّركمُ عن قُوى جأشنا
و يعلمكُم عن مدى بطشنا
بجيْش الزعانفة الآثمينْ
***
بجرجرة الضخم خضنا الغمار
و في الأبيض الفخم نلنا الفخارْ
و فــــي كل فج حمينا الذمـــار
فنحن الأباةُ بنو الفاتحين
***
نعاهدكمْ يا ضحايا الكفاح
بأنا على العهد حتّى الفلاحْ
ثقُوا يا رفاقي بأنّ النجاح
سنقطفُ أثمارهُ باسمين
***
قفوا و اهتفوا يا رجال الهممْ
تعيشُ الجبالُ، و يحيا الشممْ
و تحيا الضحايا، و يحيا العلمْ
و تحيا الدّماءُ، دماءُ الثائرين
شاعر الجهاد و العلم محمد الشبوكي
ولد الأستاذ الشاعر شبوكي سنة 1915 ببلدة الشريعة ( تبسة) .
بدأ تعليمه يحفظ القرآن الكريم ثم تعلم على يد الشيخ المرحوم العربي التبسي أصول اللغة و الفقه. و انتقل إلى تونس حيث نال بها شهادة التحصيل .
اشتغل بالتدرس في مدارس جمعية العلماء المسلمين و شارك في الوعظ و الإرشاد ثم عضواً إدارياً في جمعية العلماء المسلمين.
كان عضواً قيادياً في حزب الشعب بمنطقة الشرق الجزائري .. و لما اندلعت الثورة التحريرية كان مناضلا في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني، أدخل السجن لنضاله الثوري. و اعتقل بعدة سجون و محتشدات حتى الاستقلال.
و بعد الاستقلال : تقلد مناصب انتخابية في البلدية و الولاية.
له ديوان مطبوع من طرف المتحف الوطني للمجاهد 1995. توفي الشاعر في 13 جوان 2005
__________________ ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. عمر بن الخطاب
ولد الشاعر محمد العيد سنة 1904 بمدينة عين البيضاء – أم البواقي- تلقى تعليمه الأول في كتاتيب القرآن الكريم و قواعد اللغة في مدرسة حرة على يد الشيخين محمد الكامل ابن عزوز و أحمد بن ناجي و واصل دراسته في بسكرة على يد المشايخ مثل بن براهيم العقبي و الجندي أحمد بن المكي و غيرهم من العلماء الكبار و رغبة في طلب العلم رحل إلى تونس حيث انتسب لجامع الزيتونة.
و في سنة 1923 بدأ إسهامه الفكري بالتعليم و النشر في الصحف و المجلات مثل ( صدى الصحراء التي كانت تصدر في بسكرة . و المنتقد، و الشهاب و الإصلاح.
توجه في سنة 1927 إلى العاصمة حيث علم بمدرسة الشبيبة الإسلامية و أدار إدارتها فيما بعد: و عند تأسيس جمعية العلماء كان عضوا بارزاً فيها نشر العديد من إنتاجه الشعري في جرائدها: البصائر- السنة- الشريعة- الصراط- المرصاد- و أخيراً الثبات لمحمد عبابسة.
و أثناء الحرب العالمية الثانية عاد إلى مدينة بسكرة و اشتغل في التعليم ثم باتنة و عين مليلة. و بعد قيام الثورة التحريرية ألقي عليه القبض من طرف الاستعمار الفرنسي الذي أغلق المدرسة و عذب و نكل به و بعدها أفرج عنه ، و أخيراً فرضت عليه الاقامة الجبرية ببسكرة حتى استرجاع السيادة الوطنية.
طبع له ديوان من طرف الشركة الوطنية للنشر و التوزيع سنة 1979. توفي عام 1979 ببسكرة و دفن هناك.
__________________ ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. عمر بن الخطاب