فن الخط العربى

[صلاح السويفي]

جماليـــات الخــط المغــربي

يــُـعتبر المغاربة من المهتمين كثيرا بعلوم القرآن..وبخدمة كتاب الله ..
وقد برع الكثير من العلماء المغاربة في هذا - ويشاركهم في ذلك الموريتانيون –
وليس هناك مايبرز الخط المغربي أعظم من المصحف الشريف وخصوصا ذاك الذي أمر بطبعه
ملك المغرب الراحل الحسن الثاني عام 1996 .
حيث طُبعت هذه النسخة من المصحف الشريف بشكل عجيب ..وذلك بتقسيم المصحف
إلى سبعة أجزاء ، وكل جزء كُتب بخط مغربي لأمهر الخطاطين المغاربة..وهم :
1- محمد المعلمين.
2- محمود أمزال.
3- عبد الإله أمزال.
4- محمد المصلوحي.
5- إمام الورديغي.
6- جمال بنسعيد.
7- محمد الليث.
هذا بالإضافة إلى أن النسخة تمتاز بزخرفتها المتقنة ولكل سُبع زخارفه الخاصة من نباتات ولوحات فنية وتجريدية غاية في الحسن والجمال، حتى إن القارىء في هذا المصحف يدرك أنه يقرأ في تحفة عظيمة.

وهــذه نمــاذج للخطــوط السبعة ..

مع تحيــاتي

[مصطفى]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إضافة إلى ما سبق ذكره، فإن الراحل الحسن الثاني أراد من خلال المصحف الحسني المُسبَّع تكريم الخط و الخطاطين فاختار سبعة من خيرة الخطاطين ليساهموا في هذا العمل الجليل، و لما كان المصحف أول مادة تعرضت للزخرفة في المغرب، فقد كان لابد من إرفاق الفن الزخرفي في هذا المصحف حيث قام كل خطاط بتزيين الصفحات بزخرفة مختلفة عن الآخر معتمدين على التوريق و التسطير، و هذا نابع من العلاقة الوطيدة بين الخط و الزخرفة.
ــــــــــــــــــــ
و مما يميز النسخة النادرة التي قدم لنا منها الأستاذ صلاح صفحتين، أنها اعتمدت الكتابة بالألوان و ذلك لتكون النسخة واضحة الشكل و حتى تظهر علامات الوقف بشكل جلي.
مشكور يا سي صلاح

[صلاح السويفي]

الشكر لك أخي الأستاذ مصطفى


وللمغاربة تاريخ عريق في الإحتفاء بكتابة القرآن الكريم بالمصاحف فقد درج سلاطين المغرب وملوكه على نسخ القرآن الكريم بأيديهم
ومن بين النماذج المصحف الذي نسخه المهدي بن تومرت الموحدي بيده، - القرن السادس الهجري - وكان دون المصحف العثماني في الحجم، وحلاه الموحدون بالذهب والفضة. والمصحف الذي ينسب للخليفة المرتضى الموحدي والذي ما زالت بعض أجزائه موزعة بين الخزائن المغربية.

وفي العصر المريني ازدهرت هذه الظاهرة، فقد أشرف الأمير أبو يعقوب يوسف بن عبد الحق على كتابة ربعة قرآنية وبعث بها هدية إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة رفقة ركب الحجاج سنة (703/1304). وكان السلطان أبو الحسن قد تعلم الخط المصحفي وكان في أوقات فراغه يعكف على نسخ المصحف، فنسخ بيده أربع ربعات قرآنية، وأشرف على الخامسة ولم يتمها، وأتمها بعده والده أبو عنان (ت 759/1358) وأبو فارس عبد العزيز (ت 744/1372). وكان أبو الحسن قد أهدى إحدى هذه الربعات القرآنية إلى المسجد النبوي الشريف، وأخرى إلى المسجد الحرام، وثالثة إلى المسجد الأقصى. أما التي لم يتمها فكان ينوي إهداءها إلى مسجد الخليل بفلسطين.

[abuhany]

* إخوتي الكرام الفنان الأستاذ السويفي والأستاذ المشاعلي والأستاذ إيهاب ، السلام عليكم ورحمة الله .
* لكم كل التقدير والإعزاز لمشاركاتكم التي تنمّ على الذوق الرفيع والحس الجمالى الراقي .
* مع أنني متحيز لكل ما يتعلق بالخطوط العربية الأصيلة أجد أن المصحف قد استقرّ في المشرق الإسلامي وليبيا تونس على خط النسخ في حين استقرّ في المغرب وبعض أقاليم أفريقيا غير العربيةعلى الخط المغربي . وفي المشرق بلغت الكتابة اليدوية للمصحف الدرجة العظمى بما أنجزه الآمدي ، وبلغت الطباعة المعتمدة على الحروف المنفصلة أعلى صورة فنية بما أنجزه الخطاط محمد بك جعفر ؛ فمصحف الملك فؤاد رحمه الله الذي كان يُسلّم في المدارس الثانوية جُمِعت حروفه في المطبعةالأميرية عام 1923 بعد أن وضع جعفر أصول أمهاتها ( قوالبها ) بخط يده ويقترب منها الخط الذي أستعمله الآن في الكتابة على الكمبيوتر ، ويمكن الحصول على هذا المصحف من غرفة المطبعة الأميرية بميدان الجمهورية بالقاهرة ومن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومن دار المعارف ، ويتميز بأن أسطر صفحاته اثنا عشر سطرا ، وأرقام الآيات لا تقع أول السطر مطلقا ، وعلامات الشكل ( الضمة والفتحة والشدة ...) تقع على ارتفاع منضبط فوق الحروف ، والكسرة على مستوى منضبط تحت الحرف ، والفراغات بين الأسطر والكلمات تتيح أقصى درجات الراحة لعين القارئ ، لذلك لا أعدل به غيره للقراءة ، ولا أعدل بمصحف الآمدي غيره لفن الخط اليدوي وجماليات التنسيق الفريد ، هذا ما لم نكتشف عملا غائبا عنا .
* لا شيء يفوق سعادتي بالحديث عن الخط ومشاهدة روائع الأعمال الخطية الأصيلة ، وتغمرني السعادة بالحديث إليكم يا أهل الذوق والجمال .
* إلى لقاء إن شاء الله ، والسلام عليكم ورحمة الله .

[صلاح السويفي]

جزء من مخطوط قرآني كتب على الورق بالخط المغربي المجود
وادخل عليه الإعجام حسب النهج الاندلسي .
التاريخ : القرن الخامس الهجري
الحادي عشر الميلادي
ويعتقد ان هذا المخطوط قد كتب في الاندلس أو شمال افريقيا
وقد استعملت دوائر مزينة باللون الاحمر والاصفر لتحديد فواصل الايات

[صلاح السويفي]

...

في القرن العاشر ظهرت كتابات خطوط خاصة بالمغرب الإسلامي وأسبانيا الإسلامية

وعرفت هذه الكتابة بالمغربي تميزت هذه الكتابة

بحروفها المحدودة بدقة في نهايتها وإنحنائها الغني وما زالت تستعمل لوقتنا هذا

[صلاح السويفي]

مخطوط قرآني كتب بخــط جميل متناسق متجانس
الخط الكوفي المغربى

[صلاح السويفي]

صفحات من المصحف الكريم المعجم كتبت على الرق المصقول المجود بالخط المغربي المطور في القرن االثالث الهجري بعد ادخال الاعجام الكامل على الحروف العربية ( التنقيط) والتشكيل , كما استعملت في هذه الصفحات التحلية الجمالية المكونه من الحروف الذهبية في بداية السور والنقاط الذهبية عند فواصل الآيات ويرجح انها كتبت في قرطبة بالاندلس

[صلاح السويفي]

ثقـــــافــــــة المخـــــطــوط

الخــــــط

يتوزع الخط بين الخط المغربي والخط المشرقي والخط الأندلسي والخط الكوفي؛ فقد حرص صاحب فهرس مخطوطات الجامع الكبير بمكناس الأستاذ عبد السلام البراق على وصف الخط الذي رسم به المخطوط بأوصاف يحرص بها على الموضوعية الكاملة
جيث نجد عبارات كثيرة من مثل: "خط مغربي متنوع"، "خط مغربي مجدول بالأحمر والأصفر"، خط مغربي مجدول باللون الأحمر مع كتابة الرؤؤس بالأحمر والنيلي"، "خط مغربي مع كتابة المتن باللونين الأحمر والنيلي"، "خط مغربي مع كتابة المتن بالأحمر"، "خط مغربي رقيق"، "خط مغربي مبسوط"، "خط مشرقي مع كتابة تراجمه بالأحمر"، "خط كوفي متنوع"، "خط مغربي مع كتابة المتن بالأحمر"، "خط مشرقي مجدول باللون الأحمر"، "خط مغربي مع كتابة الأبواب باللونين الأحمر والأزرق"، "خط أندلسي مع كتابة الأبواب بالأحمر والأزرق"، إن هذه الأوصاف وكثير غيرها في الكتاب تبرز مدى الدقة التي حرص بها السيد البراق على وصف الخطوط وإن كانت هذه الخطوط تقدم لنا مادة جمالية..
= هناك أيضا أوصاف أخرى يعج بها الفهرس وهي أقرب إلى أحكام القيمة تبرز مستويات من هذه الخطوط ودرجات بينها فمن هذه الأوصاف نجد :"خط مغربي وسط"، "خط مغربي لطيف"، "خط مغربي جميل"، "خط مغربي جميل مشكول"، "خط مغربي رديء"، "خط مشرقي نظيف"، "خط مشرقي جيد" "خط مغربي بسيط"، "خط أندلسي جيد"،خط مغربي جميل وملون" وغير ذلك من الأوصاف...
إن تأملنا في الخط العربي كما بسطه أمامنا هذا الفهرست يقودنا إلى التعرف على الخط الذي كتبت به المخطوطات. وإذا كان الخط هو أي شيء كتب باليد كما يقول صاحبا معجم المخطوط العربي فإننا أمام أنواع مختلفة من الخطوط وهي كما يعرضها الفهرست أربعة أنواع؛ المغربي والأندلسي والمشرقي والكوفي، أما المغربي فهو الخط الذي عرفه المغرب في عهد المرينيين ويذهب ابن خلدون إلى أن أصله هو الخط الأندلسي والخط المغربي يتميز عن الخطوط المشرقية في شكله وفي نقط حروفه وهو على العموم خمسة أنواع: المجوهر وهو خط الوثائق، والمبسوط وهو خط المصاحف، والزمامي والكوفي الذي تمتاز حروفه بالاستقامة ويتخذ للزخرفة والزينة ، والثلث الشرقي أما الأندلسي فـ"هو خط من أصل كوفي اعتمده عرب اسبانيا" والخط المنسوب وهو الخط الذي تقارن نسب حروفه بمقاييس ونسب الألف.
يعرض لنا الفهرست مجموعة من الألوان التي تزين بها الكتب، وهي عادة ما تكتب بها الأبواب والفصول ورؤوس الكلام ، وتقدم لنا الكتب المتخصصة في هذا المجال ألوان الحبر القديمة التي كانت تستعمل في التزيين وهي ثمان، اللون الذهبي واللون اللازوردي واللون الياقوتي واللون الفستقي والزنجفر الأحمر واللون الأحمر واللون الأزرق واللون القهوائي . وإن تفحصنا في الألوان الحاضرة في الفهرست يوقفنا على اللون الأسود واللون النيلي و"النيلة مادة صبغية كان يغمس فيها الورق لكي يصبح أزرق" ، واللون الأزرق، واللون الأصفر واللون الأخضر, وفي الفهرست الذي أتحفنا به الأستاذ البراق نجد آيات الكتاب العزيز أو متن المخطوط عموما تكتب بالأحمر ويشكل أحيانا باللون الأحمر ورؤوس السور بالأزرق ، وأحيانا يشكل باللونين معا ، وأحيانا يكتب المتن باللونين الأحمر والأزرق ، وأحيانا يكتب اسم الجلالة باللونين الأحمر والأخضر وأحينا تتخذ الألوان للجدولة فيجدول بالأحمر كما يجدول بالأصفر ويجدول بالأزرق والأخضر ، كما يتخذ لشرح المفردات المداد الأحمر ويلجأ أحيانا إلى الأسود الغليظ لكتابة أسماء الترجمين ، وتكتب الأبواب باللونين الأحمر والأزرق ، ولاشك أن استعمال الألوان في المخطوط دليل على البعد الجمالي في شخصية النساخ وطبيعة الوراقة العربية عموما والمغربية خصوصا.

[صلاح السويفي]

نمـــــاذج من خــــط الــثـــلـث