نقلاً عن كتاب (الأغنية الليبية المعاصرة) الجزء
الأول صدر عن دار الوسط 2025
"عندليب الجبل أشرف محفوظ"
ثلاثون عاماً ونيف تقريباً من التألق والإبداع والعطاء الفني المميز الزاخر بالروائع الغنائية الجميلة، مسيرة شاقة طويلة من الكفاح والاجتهاد والصبر والمثابرة ورحلة صعبة من الجديّة والعصامية والاستكشاف، ولون آخر متميز من ألوان الطيف الطربي الأخّاذ وصوت معطر بأكاليل الريحان والياسمين معجوناً بروائح الشماري والبطوم والزعتر المرجاوي الفواح، حنجرة بدوية تتأصل فيها الأصالة وتتجذر فيها الفروسية وتترنم بأهازيج البادية وغناوي العلم والطق والطبيلة وضمة القشة، مصحوبة بأنغام المزمار الشعبي وآهات الناي الأصيل وصابية الكشك والمجرودة، هذا هو أشرف محفوظ فارس من أبرز فرسان الأغنية اللّيبية، ولون من ألوان الفن الأصيل، ورائد من روّاد الأغنية الثوريّة الملتزمة، صوت عذب في نبراته، فسيح في مساحاته عميق في طبقاته أخاذ في لحنه ونغماته الممتزجة بحب الأرض والوطن والتغني بالقيم والمثل الإنسانية الجميلة.
كان تقديم الجيد والجديد والمتميز هاجسه الدائم فهو الجسر الذي يصر على أن يظل متواصلاً مع جمهوره الكبير. أشرف محفوظ فنان استثنائي صنع اسمه بجهده وكفاحه ونقش خطواته على الصخر وسهر الليالي الطوال وعاش معاناة الفنان الصادق حتى غدا قيمة فنية شاهقة يشار إليها بالبنان، ويمكننا أن نوجز مشواره الفني الطويل في المحطات التالية، وهي حصيلة حوارات أجريتها معه ونشرتها في عديد الصحف على مدى سنوات خلت:
* الاسم الحقيقي الشريف عبد الحفيظ محفوظ خالد، من مواليد مدينة المرج عام 1956م، الاسم الفني (أشرف محفوظ)، وهو مشتق من اسمه، وقد أطلقه عليه الإذاعي الكبير محمد المهدي.
* موظف بقطاع الثقافة والإعلام بشعبية المرج على الدرجة العاشرة، حاصل على الشهادة الثانوية العامة القسم الأدبي، درس في بداية حياته بالمعهد الصحي ببنغازي ولكنه لم يواصل دراسته وتفرغ لحياته الفنيّة.
* عشق الموسيقا والغناء منذ نعومة أظفاره، واشترى عوداً في بداية السبعينيات ظل رفيقاً له في حله وترحاله ولم تنقطع علاقته بآلة العود حتى آخر يوم في حياته.
* حطت به الرحال في الأنشطة المدرسية التي مارس فيها هوايته وتحصّل على العديد من الجوائز والتراتيب المتقدمة حيث تحصّل على الترتيب الأول على مستوى الجبل الأخضر في مجال العزف على (الغيتار).
* عام 1972م. كان أحد أبرز أعضاء قسم الموسيقا بنادي المروج بالمرج.
* درس الموسيقا لفترة قصيرة بمعهد علي الشَّعاليّة ببنغازي.
* في شهر 6 عام 1974م. عمل فناناً متعاوناً بقسم الموسيقا بفرع الإذاعة ببنغازي، وكذلك عضواً بالمجموعة الصوتية وعضواً بمجموعة المدائح والإنشاد، استمر فيها لمدة ثلاث سنوات، حيث تغنّى من كلمات الشاعر محمد الطيب، وألحان الموسيقار صبري الشريف، أنشودة (عزم العمال)، فكانت نقطة البداية والخطوة الأولى على الطريق تلتها أنشودة (يا بلادي الحلوة)، من كلمات الشاعر يوسف بن صريتي، وألحان الفنان أحمد كامل التي قدمها عبر حفل فني أذيع على الهواء من مدينة طبرق يوم 28/3/1974م. وهو أول ظهور له في حفل منقول على الهواء مباشرة.
* عام 1975م. شارك في مهرجان (يوم الفن)، بمدينة درنة، وقدم أغنية (ما تخافيش يا عيون عليّ)، من كلمات الشاعر فرج المذبل.
* عام 1976م. اعتمد رسمياً ملحن ومطرب بعد اجتيازه بنجاح لامتحان التلحين والغناء الذي أجري له بفرع الإذاعة ببنغازي حيث قدم باقته الغنائيّة الجميلة (عيون المحبة)، (غابوا)، (أنت وين)، (بحور الحب)، وهي من كلمات الشاعر جمعة عبد الجواد.
* عام 1977م. كان لقاؤه لأول مرة بالفنان الكبير محمد حسن في منزل الفنان عبد الجليل خالد، وهو لقاء تعارف أعقبه لقاء ثانٍ تمّ في منزل المنتج حامد الفزاني، الذي أثمر عن مشاركته في الملحمة الغنائية المتميّزة (رحلة نغم)، من كلمات الراحل فضل المبروك وموسيقا وألحان محمد حسن، من خلال لوحات غنائيّة عن المرج، وسبها، وصبراته، وجالو، وأوجله.
* عام 1978م. تواصل تعاون هذا الثلاثي في أعمال أخرى ناجحة مثل: (المرواح)، التي نفذت في اليونان، وبعد أن حققت نجاحاً كبيراً تم تسجيل أغنية (لا تجرحيني)، التي كان الفنان محمد حسن قد سجلها بصوته أولاً.
* عام 1984م. شارك برائعته (نبع الحنان)، من ألحانه وكلمات الراحل سليمان الترهوني في برنامج (الخيمة الغنائية)، وكانت هذه الأغنية نقلة نوعية في مسيرته الطربية، إضافة إلى أغنية (مبروك اقدومك يا عيد)، من ألحانه وأدائه وكلمات الشاعر إبراهيم النجمي، وأغنية (عشقنا ودرنا صوب)، من ألحانه وأدائه وكلمات الشاعر رمضان الدرسي، وأغنية (يا ريح يوم امعانا)، وهي من ألحانه وأدائه وكلمات الشاعر فرج المذبل، وأغنية (غوالي)، وهي من ألحانه وأدائه وكلمات الشاعر جمعة عبد الجواد.
* مع بداية التسعينيات كان لقاؤه بالشاعر المبدع عبد الله منصور، فغنّى له من ألحان ناصف محمود رائعتي (الدليل)، (ذات الجدايل)، وتواصل معه فكانت أغنية (هانوا بلا سيات)، (عندي عين)، من ألحانه وغنائه.
* في التسعينيات جمعه اللقاء بالشاعر الرائع علي الكيلاني، من خلال البرنامج الجماهيري المتميز والمحبوب (رفاقــــة عمـر)، ] النجع [ فأثمر هذا اللقاء عن عشرات الروائــــع الغنائية الخالدة مثل (القيد)، (الفزاع)، (المرحول)، (العقاد)، (القاطر)، (الزغرودة)، (رفيقي)، (اللقح)، (النجع)، (المراح)، (الذيب)، (الضالة)، (الصحاب)، (الدخان)، (العقار)، (يا بوي)، (الفكرونة)، (الحباسي)، (الميعاد).
* هذه الأعمال من ألحانه وشاركته الغناء الفنانة مريم السعفي، والفنان سعد الفيتوري، في أغنية (الميعاد)، كما شاركته الفنانة مريم السعفي من ألحانه أغنية (الصحاب)، وأدّى أغنية (البنت)، وهي من كلمات الشاعر علي الفيتوري، وألحان الفنان الشريف محمد، وأدّى أغنية (جديد السكة)، وهي من كلمات الشاعر علي الكيلاني، وألحان الفنان الشريف محمد، وأغنية (وهم معاها)، وهي من كلمات الشاعر علي الكيلاني، ولحن شعبي قديم، وأدّى أغنية (المجز)، وهي من ألحانه وكلمات الشاعر عبد السلام الشعافي.
* عام 1994م. فازت أغنية (القيد)، بجائزة أفضل تصوير مرئي في مهرجان القاهرة للأعمال المرئية.
* في منتصف التسعينيات التقى الشاعر المرهف عمران عويدات، الذي نتج عنه تقديم وتلحين العديد من الأعمال الجميلة مثل (الأمجاد)، (أطياف)، (شوقي)، (روقي)، (تمنيت)، (شوق العين)، (يا ريتني نقدر)، (أنا عارفك)، (خيرتهن)، إضافة إلى (اللومة)، من ألحانه وأدائه صحبة الفنانة وصال، و(حِنّي)، صحبة الفنانة سالمين الزروق، وهي أعمال قدمت من خلال برنامج (رفاقة عمر).
* عام 1999م. التقى الشاعر الدافئ محمد البراني، وتمخضت عن هذا اللقاء سلسلة أعمال جميلة هي: (تلعب)، (قيسا نسا)، (تقاوى رخا)، (راعي الله)، وهي أعمال تـتميز بارتدائها حلة لحنية جديدة في موسيقاها وإيقاعاتها وتواصل تعاونهما فكانت: (دواء الملخ)، (امباقيتك غالي)، (قبلك عشنا)، (شقراء)، (أنين الناي).
* عام 2004م. التقى الشاعر الأمين الصكلول، وكان نتاج هذا اللقاء صدور شريطه ما قبل الأخير الذي يحمل عنوان (جروح الحياة)، (بلا راده)، (لا لي خبر لا علم)، (خطر ع الخاطر).
* عام 2005م. كان ينتظر بلهفة صدور شريطه الأخير الذي وضع عليه اللمسات الأخيرة وأسمعني إياه في سيارته يوم الأحد 30/1/2005م. كونه تجربة أولى له، الذي ظهر بعد وفاته تحت عنوان (خصيمي قاضي)، وهو من ألحانه وأدائه وكلمات الشاعر محمد الفيتوري الورفلي، الذي يضم أربعة أعمال هي: (صوبي كميت)، (دليلي)، (خصيمي قاضي)، (وين انقول).
* أصدر خلال مسيرته الغنائية (16)ألبوماً تقريباً هي: (بحور الحب)، (المرواح)، (ثلاث وصايف)، (يا مراحب)، (ذات الجدايل)، (روقي)، (صوب الغلا)، (لو تصبري)، (سواحين)، (أطياف)، (شوقي)، (شقراء)، (مسافة)، (تلعب)، (جروح الحياة)، (خصيمي قاضي)، إلى جانب مشاركته في أكثر من (12) شريطاً تقريباً صدرت لبرنامج (رفاقة عمر).
* غنى من ألحانه العديد من المطربين الكبار وغيرهم من أمثال: عطية محسن، ومحمد مختار، ومحمد الزرقاني، ومحمود الرملي، وذكرى محمد، ونجوى محمد، وسعاد علي، ووصال أحمد، وصوت الجبل، وأنعام الصالح، وماهر مجدي، وسالمين الزروق، ومريم السعفي، وسعد الفيتوري.
* تغنّى من ألحان العديد من الفنانين أمثال: صبري الشريف، وأحمد كامل، ويوسف العالم، ومحمد حسن، وناصف محمود، وإبراهيم أشرف، وصبحي عبيد، والشريف محمد، وعمر الجعفري، ومفتاح دخيل، وخير الله حمزة، وعبد الله الحبيب، وغيرهم.
* تغنّى من كلمات معظم شعرائنا المتميزين أمثال: يوسف بن صريتي، ومحمد الطيب، وجمعة عبد الجواد، وسالم التاجوري، وفضل المبروك، وسليمان الترهوني، وعبد الله منصور، وعلي الكيلاني، وعمران عويدات، ومحمد البراني، وعبد السلام قادربوه، وعبد السلام زقلام، وفرج المذبل، ورمضان الدرسي، وسليمان الدرسي، وعياد نجم، وعبد الله عبد السلام، وعلي اقبيلي، ومسعود الجروشي، ومحمود الرملي، وإسماعيل الحافظ، وجمال المحجوبي، ومفتاح عمران، والأمين محفوظ، والأمين الصكلول، وعمر رمضان، وعاشور عبد العزيز، وأبو هيثم، وعمر مفتاح، وعبد الله التهامي، ومحمد بوعزية، والقذافي ميلاد، وخليفة دخيل، وعبد الله نصر، وإبراهيم النجمي، وعبد العظيم باقيقة، وعلي الفيتوري، وأحمد الحريري، وعمران القزون، وعبد الله الحبيب، ومراد البرعصي، وعبد السلام الشعافي، وغيرهم.
* وفي الوقت الذي تعد المحطات السابقة هي أهم ركائز مسيرته الإبداعيّة فهناك مخزون كبير من أعماله الجميلة التي يرددها عشاقه ومحبيه مثل: (مشاوير)، (غوالي)، (زهيت العين)، (الريفية)، (ما تخافيش)، (يا لوريتي)، (تهايولي)، (لو تصبري)، (سواحين)، (حلو السيرة)، (ليام)، (العقل)، (المطراح)، (موج البحر)، (غلطان)، (مكتوب)، (يا جميلة)، (حلوة ليام)، (لا مانك ريدي)، (يا عزيز الدمع)، (أصحاب صوب)، (الجفا حيرنا)، (ما زلت في عيني كبير)، (ذبلنا شوق)، (ما هو خفا لا همس)، (لو تقدر تنساني)، (نبع جرى)، (وصية الدرة)، (جانا العيد)، (هلت الأنوار)، (في الميدان)، (خليجك)، (عشنا أعياد)، (ما له حد)، (الملحمة الثورية)، وملحمة (معيتيقة)، (عرس العيد).
* قدم أعمال (صحرتنا)، وهي من ألحانه وكلمات أبو هيثم، وأداء نجوى محمد، وأغنية (الله أكبر)، وهي من كلمات علي الفيتوري، وأدائه وألحان الشريف محمد، وأغنية (جبر الخواطر)، وهي من كلمات أبو هيثم، ومن ألحانه وأدائه، وقد سجلت هذه الأعمال مع فرقة الربيع بقيادة الموسيقار أسعد خوري في سوريا الشقيقة.
* شارك في البرنامج المرئي (تهانينا)، تأليف وكلمات الشاعر أحمد الحريري، وتمثيل يوسف الغرياني، وألحان عمر الجعفري، حيث غنى عملين بعنوان (ذوبي)، (وردة).
* لحن وغنى المقدمة الغنائية للمسلسل المرئي (هلال وقمرة)، ومسلسل (غفير الكاف)، من تأليف الفنان عبد الباسط الجارد، وإخراج الفنان عياد ميكائيل، كما ألف الموسيقا التصويرية لمسرحية (الخروج عن الحصة)، إخراج الفنان سالم عبد القادر لمسرح المدينة بالمرج.
* لحن للأطفال أغنية بعنوان (أنا طفلة واسمي انتصار)، من كلمات جمعة عبد الجواد، وأداء خيرية أبريك، وقام بتلحين منولوج بعنوان (مشكلتي في أم عيالي)، من كلمات وأداء الفنان محمود الرملي.
* لحن أعمال بعنوان "نواقيس"، الأولى (هنياً لكم)، والثانية (زهور تتصدى)، من كلمات سليمان الدرسي، وأداء ذكرى محمد، والثالثة (المبعدون العرب)، من كلمات سليمان الدرسي، ومن أدائه.
* شارك في الأسابيع والمهرجانات الثقافية اللّيبية بالخارج: (ذهيبة) في تونس، و(صنعاء ، وتعز وحجة) في اليمن، و(أثينا) في اليونان، و(انيامي) في النيجر، و(واقادوقو) في بوركينا فاسو، و(لومي) في التوغو، و(أكرا) في غانا إضافة للمغرب، ومصر، وتركيا، وسوريا.
* يعتبر أحد مؤسسي الرابطة العامة للفنانين.
* يعتبر أحد مؤسسي اتحاد الفنانين المغاربة، وقد شارك في المهرجان الأول للأغنية المغاربية بمراكش أيام 17 - 20/2/2002م.
* شارك في كافة الاحتفالات والمناسبات الوطنية والقومية والدينية إضافة للحفلات والمهرجانات العامة والخاصة.
* مؤسس فرقة الأمجاد للموسيقا والفنون بالمرج، وأحد مؤسسي الفرقة الحرة التي تأسست بمدينة بنغازي، وضمت إلى جانبه الفنانين عادل عبد المجيد، وسيف النصر، وناصف محمود، وكان مقرها المؤقت بفندق عمر الخيام.
* من هواياته: الرسم، وجمع الزهور، والاهتمام بالزراعة، وتربية العصافير، وأسماك الزينة.
* يطرب لسماع فريد الأطرش، ووديع الصافي، وفهد بلان، وعادل عبد المجيد، وعطية محسن من المطربين، وأسمهان، وأم كلثوم، وفيروز، ونجاة، وذكرى، من المطربات، ويعجبه كثيراً الموسيقار إبراهيم فهمي ملحناً.
* له ستة أبناء هم: هناء، ومحفوظ، وعبد الحفيظ، ومحمد، وآية، وأخيراً صالحة، التي ولدت بعد وفاته ببضعة أيام.
رد: اشرف محفوظ
العرض العادي
