حديث صباح فخري في الإذاعة التونسية حول رسالة الأستاذية التي أنجزتها حوله بتونس
أحباء المطرب صباح فخري السلام عليكم أنا اسمي إلياس بودن من تونس. أنا موسيقي وعازف على العود وطالب بالسنة الثانية دكتوراه في الموسيقى والعلوم الموسيقية بالمعهد العالي للموسيقى بتونس. لقد أنجزت سنة 2004 رسالة الأستاذية في الموسيقى والعلوم الموسيقية من المعهد العالي للموسيقى بتونس حول المطرب السوري صباح فخري عنوانها: صباح فخري مسيرته الفنية وإسهامه في تواصل وترسيخ التّراث الغنائي العربي وتحليل لنموذج من أعماله وهو قصيدة ”قل للمليحة في الخمار الأسود“ وتحصّلت من خلالها على ملاحظة حسن جدا مع شكر أعضاء اللجنة. ولإنجاز هذه الرسالة بصفة جيّدة سافرت إلى سوريا بصفة خاصة وتعرّفت على الفنان صباح فخري بصفة شخصية وذهبت إلى منزليه بدمشق وحلب ورحّب بي ترحابا جيّدا مدّة أسبوعين وذلك في مارس آذار 2004 وقد أعطاني جميع المعلومات المطلوبة من كتب ومراجع وأغاني لهذا البحث، كما زارني ببيتنا بتونس في ماي 2004 وأكتوبر 2005 وجوان 2009. ومن خلال هذا البحث المتواضع ألممت أهمّ مراحل حياة المطرب والفنّان الحلبي صباح فخري في نشأته وتكوينه وإنتاجه ومستواه الفنّي بصفة عامة، ووقفت على أهمّ المحطّات الفاعلة في حياته حتى فهمت شخصيّته الفنّيّة وما قام به من أعمال لفائدة الموسيقى العربيّة الأصيلة والإضافات الّتي دعّم بها الرّصيد الموسيقي العربي. فالتكوين الّذي تحصّل عليه هذا المطرب وتفتّحه على تجارب الآخرين هو الّذي فتّق مواهبه ليقدّم لنا هذا السيّل الزاخر من الأعمال الغنائيّة الّذي حاولت جرده وتصنيفه لأتبيّن أسلوب هذا الفنّان ومواقع القوّة في تعامله مع التّراث في شتّى أشكاله وقوالبه من قصائد ومواويل وأدوار وقدود وموشّحات وأغان وغيرها. وقد أبرزت كذلك مساهمات هذا المطرب الحلبي في ترسيخ وتواصل التّراث الغنائي العربي وقمت بدراسة قصيدته الشهيرة ”قل للمليحة في الخمار الأسود“ دراسة تحليليّة شملت الكلمة واللّحن والإيقاع للوقوف على أهمّ ملامح مميّزات هذا المطرب الصّوتية والفنّيّة الإبداعية من بينها اجتهاده في التّلوين والزخرفة والبراعة في الأداء، فلاحظت ثراء كبيرا وتنوعا واضحا بين أغانيه الّتي لقيت رواجا كبيرا في العالم جعلت منه مدرسة غنائية عريقة تتلمذ على نهجها العديد من المطربين العرب. واستخلاصا لكلّ ما سبق فإنّ تجربة الفنّان صباح فخري تعتبر رائدة لما أظهره من عزيمة ومثابرة للوصول إلى أرقى المراتب. وقد كان لعطاءاته الموسيقيّة المتميّزة الّتي وضعها في خدمة الحركة الموسيقيّة العربيّة، ولإسهاماته الفنّيّة خلال نصف قرن من الزّمن ولجهوده في المحافظة على التّراث الغنائي العربي، ولما حباه الله به من موهبة وإبداع كلّ ذلك قد جعل منه علما من أعلام الموسيقى السّوريّة وقطبا من أقطاب الموسيقى العربيّة الّذين طبعوا بأعمالهم الحركة الفنّيّة خلال النصف الثّاني من القرن العشرين. وبحقّ يمكننا القول أنّ المطرب صباح فخري ساهم مساهمة فعليّة في مسيرة الحركة الفنّيّة في الوطن العربي وفي انماء ذوق فنّي رفيع المستوى لدى المستمع العربي من المحيط إلى الخليج من خلال ما قدّمه من قوالب غنائيّة تراثيّة حرص على حفظها وتوثيقها للأجيال القادمة لتبقى صورة لعصر ونموذجا يساعد الدّارس لتقييم إنتاجات هذا الزّمن.كما وصلت في دراسة هذا المطرب الحلبي دراسة علمية أكاديمية فأنا بصدد إنجاز رسالة دكتوراه في العلوم الثقافية اختصاص الموسيقى والعلوم الموسيقية بالمعهد العالي للموسيقى بتونس حول صباح فخري عنوانها ”الأداء الغنائي للنص الشعري العربي عند صباح فخري دراسة تحليلية للتقنيات والأساليب“ وذلك بالسنة الثانية خلال 2009-2010.
وإليكم أعزائي حديثي المطرب صباح فخري عن هذه رسالة الأستاذية المنجزة سنة 2004 الأوّل في جانفي 2008 في برنامج إذاعي في إذاعة تونس الثقافية تقديم المذيعة سعيدة الزغبي وإعداد الدكتور الأسعد قريعة والثّاني بإذاعة موزاييك ف.م التونيسية بتاريخ 4 جوان 2009 بتونس.