يا عاذِلي ! أَينَ سَمعي مِنكَ والعَذَلُ ؟ *** أَسْلُوهُ ؟ كَلّا وَطَرفٍ زانَهُ الكَحَلُ !
إِن هِمتُ وَجدًا فَما قَلبي بِأَوَّلِ مَن *** أَوْدَتْ بِهِ الوَجَناتُ الحـُمْرُ وَالمُقَلُ
حَدِّث بِذِكرِ صَباباتي فَلا عَجبٌ *** أَنا الَّذي بِغَرامي يُضرَبُ المَثَلُ !
يَمشي فَتَفعَلُ بِالعُشّاقِ قامَتُهُ *** ما لَيسَ تَفعَلُهُ العَسّالَةُ الذُبُلُ
أَزْرَىٰ عَلى الظَبْي جِيدًا وَهْوَ مُلتَفِتٌ *** وأخجَلَ الغُصنَ قَدًّا وَهْوَ مُعتَدِلُ
يَدنو فَيَرحُبُ بي سَمّ الخِياطِ ، كَما *** يَضيقُ بي حينَ يَنْأَى السَهلُ وَالجَبلُ
الشاعر في هذه الأبيات يهزأ بما يقوله من يلومه في حب محبوبه ، فهو لا يعيره سمعه ، وليس يسلو محبوبه ، ويُقْسِم بعيني محبوبه اللتين يَزِينهما الكَحَل بغير كُحْل ، وإذا كان قلبه هائمًا بمحبوبه فلأن وجناته الحُـمر وعينيه قد سلبته إرادته . ويخاطب اللائم فيطلب إليه أن يذكر هُيامه بالمحبوب فبغرامه يُضرَب المَثَل ؛ فالمحبوب إذا مَشَىٰ أصاب قلوبَ العشاق بأشدَّ مما تفعل الرماح ، وجمال عُنُقه يفوق جمال عنق الغزال في لَفَتاته ، وقامته تُخْجِل الغصن مع اعتداله ، وإذا قرُب مني فإن ثقب الإبرة يكون رَحْبًا في عيني ، وإذا بعُد عني فإن السهل والجبل يكونان ضيّقَين في نظري .
__________________
” ما ٱستحَقَّ أن يُولَد مَن عاش لِنفسِه فَقَطْ “
يا عاذلي أين سمعي منك والعذل
العرض العادي
