ليبيا المستقبل: بعد معاناة مع المرض، انتقل الي رحمة الله الفنان الليبي المتميز محمد السليني. مسيرة المرحوم الطويلة الرائعة، بدأت كهاوي سنة 1962م من خلال برنامج ركن المواهب. الفقيد "يملك الان في مكتبته الغنائية مخزون غنائي كبير، يتجاوز المائة عمل، تطرّق في أغانيه لمواضيع تحمل مضامين مختلفة هادفة، وتتنوع من العاطفية والاجتماعية والوطنية والقومية، والتي بلا شك حققت إضافات مثمرة لمكتبة الغناء الليبي الأصيل، وليستمر في الغناء تقريبا بدون توقف، حتى تغنى مؤخراً بثورة السابع عشر من فبراير".
اللهم اغفر له وارحمه واجعل مثواه الجنة. انا لله وانا اليه راجعون.
رحم الله الفنان القدير محمد السيليني و غفر له و اسكنه فسيح جنانه. فقد اعطى للفن و الاغنية الليبية الكثير طيلة رحلته الفنية التي قاربت النصف قرن. انا لله و انا اليه راجعون
__________________ لو تؤمريني فوق نسمة انطير*** ونجيبلك حزمة نجوم تنير تضوي طريق الحب للانسان***يا ليبيا و تزرع ترابك خير
نعاه الأستاذ أحمد ابراهيم الفقيه بالتالي:
المطرب محمد السيليني وداعاً
غادر عالم الاحياء هذا المساء ( الأربعاء 14/9/2016) الفنان المطرب السيد محمد السيليني، اثناء وجوده في رحلة علاج في المانيا، عن ستين عاما ، قضى منها اكثر من اربعين عاما وهو يشدو بالغناء احترافا، ومنتسبا للمجموعة الصوتية في الاذاعة ومؤديا للاغاني العاطفية والشعبية والوطنية التي شارك في تاليفها وتلحينها كبار المبدعين في ليبيا بدءا من كاظم نديم الذي اسهم في اكتشافه وتقديمه عن طريق برنامج المواهب الذي كان يشرف على اعداده، وتلقفه الملحن الليبي الكبير ابراهيم اشرف وقدمه في احدى اولى اغانية الوطنية "الليبي اللي بالدم حماها"، وطبعا ليس من طبيعة الاناشيد الحماسية ان تظهر قوة وبراعة وحلاوة الصوت، الا ان محمد السيليني كان استثناء لهذه القاعدة، فقد برزت امكانياته كمطرب صاحب موهبة خلاقة منذ هذه المحاولات الاولى رغم انه كان في سن ما تزال صغيرة، ولم يكتمل نضجه، لانه في اولى مراحل الشباب ودون العشرين من عمره، واذكر انني وزميلي وصديقي محمد احمد الزوي، من اول الاقلام التي احتفت بالمطرب السيليني واظهرت للراي العام حقيقة ان نجما سطع في سماء الفن الليبي، واذكر انني ذهبت الى الملحن الصديق ابراهيم اشرف اطال الله عمره، ليقدم لي تقييما لصوت محمد السيليني باعتباره من اهل الاختصاص واحد اول من قدموا هذه الموهبة وتعرف لامكانياتها، وكان رايا في منتهى الايجابية نشرته للراي العام في الاشهر الاولى من بداية دخول محمد السيليني الى عالم الغناء.
ولكن قدر الفنانين في ليبيا انهم ولدوا في ظل نظام سياسي كان ينكر النجاح على الناجحين وينكر الشهرة على المشهورين وينكر الموهبة على الموهوبين، فلم ينل احدا من هؤلاء النجوم حقه في الذيوع والشهرة، ولا حقه في توزيع انتاجه ليعود عليه بمردود يقيه ازمات الحياة وتصاريفها، وهكذا فنانون كبار لا يقلون في راي الخبراء عن كبار مطربي الشرق موهبة مثل العظيم محمد صدقي ومثل الفنان صاحب الصوت الساحر خالد سعيد وصاحب الابداع في اداء القصائد محمود كريم، انتقلوا جميعا الى رحمة الله وهم في حالة من العوز، والعجز عن توفير العلاج لانفسهم، وهاهو يلحق بهم الفنان المرحوم محمد السيليني في وقت انتهي فيه ذلك النظام ولكن الاسى والتعاسة والمعاناة استمرت واتسع نطاقها ولم تعد تقتصر على اهل الفن ولكنها وصلت الى كل الناس تحت حكومات الميليشيات.
كان قد تمكن منه المرض، ويبدو انه تاخر قليلا في العلاج لصعوبة الظرف المالي ولعدم وجود احد في السلطة قادر على تقديم المساعدة ، وقد ساءت حالته الى الحد الذي اطلق عددا من الاشاعات عن وفاته ، قبل حصول هذه الوفاة التي تحققت للاسف الشديد مساء هذا اليوم.
رحم الله الفنان الكبير صاحب الصوت الجميل الاستاذ محمد السيليني وعوض فيه الوطن خيرا والهم اهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
وداعا محمد السيليني... أيقونة الرفض الصوفي
فارعا كالنخلة، غادر الارض شامخا دون ضجيج، مصطحبا معه ذاك الوجع الصوفي الذي سكن سنواته الاخيرة كقدر لما يقاومه. وداعا محمد السيلني، رفيق رفض لم تعتليه غبار تملق او تسلق او دنيا فانية. وداعا لطائر نورس غادر وحيدا دون أن يطلق السلام.
كنت أفكر دائما في اللحن الذي يمكن أن نرسله للأكوان الأخرى، لعوالم قد تكون موازية، يكون من شأنه أن يتغنى بالأرض ومن يعتليها، وكنت أخلص كل مرة لاختيار صوته الخرافي الوقع كرسول وصال وسلام ورحمة. كنت على ثقة بأن أغنيته الخالدة (لغيري رماك القسم وأنتٍ ليا)، ما يمكن أن يختصر وجع الانسانية بأسرها. هذه التي ما فتئت تتوجع بالفقد عبر الحياة/ او عبر الموت، كجرح لا يلتئم بالزمان.
إليك تحياتي من الأرض يا غالي، رحيمة بك، عطوفة على عذاباتك الأخيرة؛ ممزقة لفقدك غريبا بعيدا عن ديار حلمت بان تعانقها حُرا/ وُمحررة.
عسى أن يخفف عنا/وعن أهلك، أنك رأيت الطاغية يُقاد الى قدره المفجع وأنت تراقب دون شماته، مٰكتفيا بأن القدر قد انتقم لك، واعاد إليك حرية حاول انتزاعها من صدرك.
سعاد الوحيدي
كتب الاستاذ احمد الجرنازي:
طرابلس تودع اليوم الفنان الكبير محمد السيليني
في جنازة مهيبة شيع عصر اليوم الاحد الموافق 18-9-2016 اهالي طرابلس والوسط الفني جثمان المرحوم الفنان محمد السيلني ...وكان لزملائه الفنانين والمطربين لمسة وفاء باعتباره اخا وصديقا وزميلا عزيزا عليهم فتصدروا طابور تقبل التعازي دليل علي صدق المحبة والوفاء وكل من تقبل التعازي منهم ادرفت عيونه دمعا في موقف يهز المشاعر الانسانية ... ولكن هدة سنة الله في خلقه . وندعوا الله ان يتقبله بواسع رحمته ... وندعوا الله ان يصبر اهله ودويه واصدقائه ومحبه ويلهمهم جميل الصبر والسلوان . انا لله وانا اليه راجعون