رد: جمع الأسطوانات القديمة لفريد الأطرش : الهواية والهواة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة usif waleed
احسنت دكتورنا ابو الياس ولكن لماذا لم تكمل الموضوع توقعت وجود اسطوانات للفنان المتميز فريد الاطرش واغانى لم نسمع بها وهيأت ادوات القنص من متصفح سريع وبرنامج تصوير قوى وفورى ومدير تحميل على ماتفرج ولكنى فوجئت بانتهاء الموضوع دون وجود اسطوانات او حتى ملفات غيرشى صورتان فقط لاتشبع نهمى للاسطوانات القديمه فنرجو من حضرتك اشباع رغبتنا ونهمنا الكبير لفن الاستاذ فريد واكمال الموضوع ولو بذكر اسماء الاغنيات القديمه حتى نستطيع البحث عنها ولسيادتكم الشكر الجزيل مقدما ومؤخرا و تحيات اخوك وصديقك القديم يوسف وليد (مهندس عبدالله)
الأستاذ عبد الله ، الموضوع متواصل إلى غاية إختتام هذه الاحتفالية الكبرى ولم يتوقف ، وهذا بفضل متابعاتكم الطيبة ، أما مضامينه فتتركز على جانب توثيقي يسعى لكشف أسرار هواية جمع الأسطوانات المتعلقة بفريد الأطرش ، وجانب مصور سيركز على رفع صور الأسطوانات النادرة في إصدارها وليس في محتواها الصوتي الموجود برمته في المنتدى ، تحياتي مجددا .
رد: جمع الأسطوانات القديمة لفريد الأطرش : الهواية والهواة
ماهي العوامل التي تجعل أسطوانات فريد الأطرش القديمة نادرة وغالية الثمن ؟
مبدئيا يمكن القول إن الأسطوانات العائدة لكبار أعلام الطرب العربي كلها نادرة وغالية في سوق هواية الجمع ، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها قلة هذه الأسطوانات ، فحين دخلت الأسطوانة إلى المنطقة العربية لم يكن يتملك الفونوغراف والأسطوانات إلا الأغنياء ، لأن الجهاز لم يكن في المتناول نهيك عن الأسطوانات ، حين انتشر المذياع وجد فيه الفقراء وغير المقتدرين ضالتهم لسماع أغانيهم المفضلة بين الفينة والأخرى دون أن يكونوا مضطرين إلى اقتناء الأسطوانات ، فبقي استهلاك الأسطوانة قاصرا على فئة معينة ، وحين تطورت الأسطوانة وانتقلت من الحجري إلى الفنيل ، أصبح بمقدور فئة لابأس بها من الطبقة المتوسطة اقتناء اسطوانات 45 و 33 لفة ، لكنها ظلت في المجمل بعيدة عن السواد الأعظم من السميعة الذين كان عليهم انتظار ظهور الكاسيت لدمقرطة اقتناء الموسيقى، سيما مع ظهور الكاسيت كومباكت ، أما الكاسيت كارتيدج فأخذ حكم الأسطوانة لغلاء أثمنته ، هذا الاستهلاك الفئوي للأسطوانة ترتب عنه قلة عرضها في سوق بيع الأشياء القديمة ، لأن الغني والمقتدر مستغن عن بيع أشيائه القديمة سيما عندما يتوفر على حيز مكاني لحفظها ، ولهذا السبب فأكبر الجَمَّاعين للأسطوانات اليوم هم الذين كانوا يقتنونها في زمانها وليس الذين يشترونها اليوم قديمة .
السبب الثاني هو الإتلاف الذي تتعرض له دعائم التسجيل القديمة فور ظهور الجديد منها ، فيتذكر الهواة في بداية الستينات كيف بدأ الناس يتخلصون من أسطوانات 78 لفة فور ظهور قارئات الأسطوانات بالإبر البلاتينية وأسطوانات الفنيل 45 و 33 لفة ، وعند ظهور الكاسيت بقوة في بداية السبعينات رأينا أيضا كيف كان الناس يتخلصون من أسطوانات الفنيل خصوصا بعدما كفت المصانع عن تصنيع الإبر ، و اليوم بعد ظهور القرص المدمج تصادف في أسواق المتلاشيات في جميع مناطقنا العربية أكواما من الكاسيت القديم الذي يتخلص منه أصحابه ، وسبب هذه الظاهرة عاملين ؛ أحدهما عدم وعي ملاك هذه الأشياء بقيمتها الفنية والتاريخية وثانيهما ضيق المساكن التي لم تعد تحتمل تكويم الأشياء القديمة لضيق الحيز المكاني الذي لا يساعد على حفظ القديم .
السبب الثالث تحول بيع الأسطوانات إلى تجارة مربحة ، ففي الماضي كان بيع الأسطوانات تجارة لا يعرفها إلا الهواة و الجَمَّاعون ، أما اليوم فمع ظهور الانترنيت وعرض الأسطوانات على مواقع البيع العالمية بأثمنة تسيل لها اللعاب ، أصبح الكل يتخاطف الأسطوانات القديمة بأثمنة مضاعفة وغير معقولة الأمر الذي ساهم في شحها من السوق .
السبب الرابع وهو مرتبط بالثالث وهو أن المحلات التي تبيع المتبقى من مخزون الجديد من الأسطوانات أصبحت تعد اليوم على رؤوس الأصابع في العالم العربي كله ، وعلى سبيل التمثيل لم يتبق في المغرب كله إلا محلان بالدار البيضاء مخزونهما محدود ويبيعان بأثمنة غالية ، ترتب عن ذلك أن البحث عن الأسطوانات القديمة أصبح مقتصرا على تجار الانتيكات القديمة وسوق المتلاشيات ، والعرض أصبح ضئيلا لسبب آخر يجب الحديث عنه وهو تباعد الزمن ، فعمليا طبع الأسطوانة توقف عندنا في العالم العربي منذ ما يقارب الأربعين سنة تقريبا ، و هذه المدة كافية في حد ذاتها لأن تنفد فيها حتى أكثرالبضائع كسادا ، ويبقى الملاذ الوحيد أمام الجَمَّاع اليوم للوصول إلى مجموعة معتبرة تتوفر فيها معايير الجودة هو أن يعثر على جَمَّاع مستعد للتنازل عن مجموعته وهو ما يندرج في حكم النادر بل الشاذ ، ولا يبقى في الحقيقة أمام من يبحث عن فرص في هذا المجال إلا أن ينتظر موت جَمَّاع ، ويجد ورثته مستعدين للتنازل عن مجموعته ، ويحدث في حالات كثيرة أن يحصل منهم على مراده بأثمان زهيدة سيما إذا كانوا لا يقدرون قيمة المجموعة .
سبب آخر هو أن هذه الهواية ، أصبحت مع مرور الزمن باهضة التكاليف ولا يقدر عليها إلا القليل ، لأن الأسطوانات سيما القديمة منها ، أصبحث تدخل ضمن دائرة الأنتيكات القديمة .
أخيرا هناك عامل خاص بفريد الأطرش نفسه ، فكما قال أستاذنا الدكتور سعد الله آغا القلعة في برنامجه عن فريد الأطرش ، يتميز جمهور فريد بأنه جمهور من نوع خاص متمسك بمطربه إلى أبعد الحدود ؛ مبادر ؛ يتعصب له ولا يمكن أن يتنازل عن أشيائه مهما كانت المغريات ، وهو عامل نفسي مهم لفهم علاقته بجمهوره ، لهذا أعيد التذكير بذلك الكردي العراقي من كبار جَمَّاعي أشياء فريد الأطرش الذي سئل عن إمكانية تنازله عن مجموعته مقابل أي مبلغ يطلبه فأجاب بأنه لا يمكن ذلك ولو كان الثمن عمارتان في بغداد .
الصورة المرفقة من النت ، وتمثل المجموعة الفريدية المتنوعة لجَمَّاع لبناني .
رد: جمع الأسطوانات القديمة لفريد الأطرش : الهواية والهواة
شركات إنتاج الأسطوانات التي سجل لها فريد الأطرش
بعد التوطئة التي كان لا بد منها والتي انتقلنا فيها من العام إلى الخاص بأسلوب التداعي ، ندخل إلى صلب الموضوع ، وأعتقد أن أول ما ينبغي لجَمَّاع لأسطوانات فريد الأطرش القديمة أن يعرفه عن الموضوع ؛ هي شركات إنتاج الأسطوانات التي سجل لها فريد الأطرش .
لم يسجل فريد لشركة أسطوانات إلا ابتداء من العام 1936 رغم أنه انطلق عمليا بتقديم أغانيه في كازينو بديعة مصابني منذ التقى بالملحن الفلسطيني يحيى اللبابيدي في القاهرة في سنة 1934 ، ورغم اعتماده مطربا في الإذاعة المصرية في العام 1935 ، وأول أغنية سجلها على أسطوانة على الإطلاق كانت " بحب من غير أمل " ، ولطالما سئلت عن سندي في القطع بهذه المعلومة ، وأجيب بأن شركة بيضافون أول شركة سجل لها كانت كباقي الشركات تعتمد ترقيما ترتيبيا للأعمال التي تسجلها ، وهو الذي يمكننا من معرفة السابق منها واللاحق ، وهو ما يعرفه هواة جمع الأسطوانات وكان هذا الترقيم في بعض الإصدارات كأوديون وجرامافون وكولومبيا وغيرها يمكن من معرفة الشهر وسنة التسجيل ، الشاهد أن أول رقم في تسجيلات بيضافون يرد فيه اسم فريد الأطرش كان بجانب " بحب من غير أمل " ، لذلك أستطيع بمقاييس هواة جمع الأسطوانات في العالم أن أعطي شهادة لكل من يتوفر على أول سحب لإصدار " بحب من غير أمل " سنة 1936 تحث عدد 603/607 بأنه يتوفر على أقدم وأغلى أسطوانة في العالم لفريد الأطرش ، وبالطبع الخبراء في المجال هم من سيقيمون حقيقة قدم الإصدار بالمقارنة بالإصدارات التي صدرت في نفس السنة من حيث الحروف المستعملة في الطباعة والألوان والرموز .
المهم أن فريد الأطرش سجل لشركة بيضافون جميع أعماله الأولى من سنة 1936 إلى 1939 ، بعد دخوله لمرحلة السينما سنة 1941 سجل طيلة سنوات الحرب العالمية الثانية لمجموعة من الشركات كالشركة العالمية فيلبس وشركة الأسطوانات العربية Arabphon وغيرها ، وبقي الوضع حتى حدود سنة 1947 حين استقل ورثة بطرس بيضا بالفرع المصري من بيضافون وأسسوا بحي الموسكي بالقاهرة شركة استوحوا اسمها من اسم العاصمة المصرية كايروفون ، وابتداء من هذه السنة التحق للتسجيل بالشركة كبار المطربين كمحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش الذي ظلت الشركة منتجه الوحيد من نهاية الأربعينات حتى بداية الستينات . في الستينات وحتى قبل أن يستقر بلبنان جاءته عروض أفضل من تيودور خياط وشقيقه روبير خياط اللذان أسسا شركة صوت لبنان ، فأخذ يخصها بإصدارته الجديدة حتى نهاية حياته ، تميزت سنوات الستينات ببداية الانفتاح على شركات إنتاج جديدة في إصدارات محدودة ، فسجل لشركة دنيا فون بلبنان وصوت القاهرة بمصر وسجل لشركة الفتح بالجزائر في العام 1965 كما سجل بعض وطنياته لصوت الأمل بالجزائر أيضا ، وسجل بفرنسا لصوت الشرق ( شعبنا يا يوم الفداء يا بلادي ) وللشركة ذات الإنتاج الفاخر CEDDI ( الشركة المركزية لإصدار الأسطوانات ) .
في الصورة تركيب من تصميمي للشركات الرئيسية التي سجل لها في الوطن العربي .
ومما ينبغي لجَمَّاع لأسطوانات فريد الأطرش القديمة أن يعرفه أيضا، هو أن يفرق بين المُصدر الأصلي والمُصدر الفرعي، وأن يميز بين الشركات التي تحمل هذه الصفة وتلك، فالمُصدر الأصلي هو الذي تعاقد مع المطرب لأول مرة لتسجيل الأسطوانة وأحيانا هو الذي يتحمل مصاريف التسجيل والإنتاج وهو الذي يملك من الناحية القانونية كافة حقوق الإنتاج ، أما المُصدرأو المنتج الفرعي أومن الباطن ، فهو الذي يعيد إصدار الأسطوانة في بلد أو منطقة جغرافية معينة بعد الحصول على ترخيص خاص من المُصدر الأصلي يكون في الغالب مقابل بدل مالي ، وبالتالي فهو لا يتوفر على أية حقوق قانونية بخصوص الإنتاج .
بطبيعة الحال شركات الأسطوانات التي أنتجت لفريد الأطرش تبقى كثيرة ، وبحكم خبرتي الطويلة في المجال ، سأضع قائمة أميز فيها بين الشركات المُصدرة الأصلية و الشركات المُصدرة الفرعية ، على أن القائمة تظل مؤقتة ومفتوحة ، ويمكن للجميع إغنائها .
الشركات المُصدرة الأصلية
بيضافون
كايروفون
صوت لبنان
شركة الأسطوانات العربية Arabphon
شركة فيلبس العالمية Philips
شركة دنيا فون ( لبنان )
صوت القاهرة ( مصر)
شركة الفتح ( الجزائر )
صوت الأمل ( الجزائر )
صوت الشرق ( فرنسا )
شركة CEDDI الشركة المركزية لإصدار الأسطوانات ( فرنسا )
الشركات المُصدرة الفرعية
صوت العرب ( فرنسا )
صوت الشرق العربي
صوت وهران ( الجزائر )
دنيا زاد ( الجزائر )
Disques DOUNIA ( فرنسا )
شركة مونوكرام ( طبع إيراني )
Disques Palace
شركة كازافون ( المغرب)
أسطوانات الشمس Sun Records ( أمريكية لها فروع في المنطقة العربية )
أسطوانات الشرق Achark records
صوت النيل Nile Phone
صوت الأهرام
شركة موريفون ( مصر)
Pianophon ( اسرائيل )
Magaphon ( اسرائيل )
Koliphone ( اسرائيل )
نادي الأسطوانة العربية ( فرنسا )
وحتى أعطي مقارنة مجسدة بين المُصدر الأصلي والمُصدر الفرعي ، أرفع من مكتبتي الموسيقية نفس الألبوم بنفس الأغاني ، في الصورة الأولى من إصدار أصلي ضمن تسجيلات كايروفون بغلاف مصقول وطبغ فاخر بفرنسا وفي الصورة الثانية من إصدار فرعي شعبي ضمن تسجيلات دنيا زاد بالجزائر ، للوهلة الأولى يبدو الإصدار الأصلي الأغلى وهو ما يمكن أن تفضله كمستهلك لو عدت لأكثر من أربعين سنة إلى الوراء ، لكن بمنطق الجَمَّاعين اليوم ستفضل الإصدار الفرعي لأنه الأندر ، وهذه ثاني قاعدة أكرسها في الموضوع بعد اعتباري للسحب الأول من إصدار " بحب من غير أمل " سنة 1936 الأغلى والأقدم .
رد: جمع الأسطوانات القديمة لفريد الأطرش : الهواية والهواة
ما هي المعايير التي تتحكم في ندرة الأسطوانة وفي تحديد ثمنها ؟
في الحلقة ما قبل الأخيرة ، تفرغنا للحديث عن العوامل العامة التي تجعل أسطوانات فريد الأطرش نادرة ، وفي نفس السياق سنتطرق في هذه الحلقة للمعايير التي تجعل أسطوانة ما نادرة مما يؤثر على قيمتها في السوق وهو ما ينبغي للجَمَّاع الحادق أن يعرفه حتى لا يتعرض للنصب عند الرغبة في الاقتناء ، وإذا كان بإمكاني أن أسمح لنفسي أن أعطي نصيحة للآخرين ، فأول ما أنصح به هو الابتعاد عن الإقتناء من الانترنيت ومن جعل الأسعار السائدة بها معيارا لتحديد ثمن الأسطوانة ، لأن العارضين على الشبكة إما تجار أنتيكات محترفين أو مغتربين عرب أو أجانب بعيدين عن أماكن بيع أسطوانات الطرب في الوطن العربي أو فئة هاوية من مالكي الأسطوانات لا خبرة لها في تجارة الأسطوانات ، لكنها تبالغ في تقدير قيمة بضاعتها وهي فئة موجودة في جميع أنواع التجارة ، والزمن وحده كفيل بردها للصواب ودليلي على ما أقوله وجود إعلانات بيع أسطوانات فريد الأطرش على الشبكة منذ ست وسبع سنوات ولازالت مطروحة رغم مشاهدتها من الملايين .
أول معيار يتوقف عليه ثمن الأسطوانة هو درجة ندرتها وقدمها ، فلا يمكن مثلا أن نقارن بين أسطوانة لفريد الأطرش من إصدرات بيضافون في العام 1936 وأسطوانة فنيل من الطبعات الأخيرة لصوت لبنان في العام 1976 ، فهناك فارق زمني كبير مدته أربعين سنة كاملة ، والندرة التي يبحث عنها الجَمَّاعون لا تتوقف فقط على قدم الاصدار وإنما عن محتوياته ، فهناك أسطوانات لفريد لم ُيعد طبعها إما لإفلاس شركات الانتاج التي أنتجتها أو توقفها ، وفي بعضها أعمال لم يعد طرحها في الإصدارات التجارية ، وفي حالات معينة يمكن أن تصادف أعمالا منسية أو مفقودة كما سنقف على ذلك في حينه مع الشواهد المصورة . وفريد الأطرش نفسه يدرج في خانة النجوم الذين تسحب أعمالهم بمئات الآلآف من النسخ ، لكنه كذلك من أكثر المطربين طلبا في سوق هواية جمع الأسطوانات، لذلك تتميز أسطواناته بالغلاء والندرة ، وبعض الإصدرات يتضاعف ثمنها إما لكونها محدودة العدد في السحب أو بسبب النجاح الموسيقي للأغنية ، ومن أكثر الأسطوانات ندرة هي التي تضمنت ألحانه للآخرين لأن أغلبها سحب بأعداد محدودة والطلب يتزايد عليها بمرور السنين كأسطوانات 78 لفة التي تضمنت ألحانه لنور الهدى ونازك وكمال حسني و عبد اللطيف التلباني وغيرهم ، وهناك أسطوانات ضمت عملا لكنه لم يعد طبعه ومنها أني صادفت عند أحدهم ديالوج قمر الزمان كايروفون إن لم تخن الذاكرة ولازلت أبحث عنه إلى اليوم ، لذلك يمكن أن نقطع بأن الأسطوانات تتعرض كباقي السلع لقوانين السوق بخصوص العرض والطلب .
مما يزيد من القيمة التجارية و القيمة الجمعية ( من الجمع ) للأسطوانة هي حالتها ، فلكي تكون أمام أسطوانة مثالية ، ينبغي أن يكون الغلاف في حالة جيدة لم يتمزق ولم يتعرض لآثار السنين كأن تبرز به شقوق أو تبهت ألوان الصور أو يتأكل من أطرافه أو يتعرض للماء أو الرطوبة ، وبجانب ذلك يجب أن تكون الأسطوانة الداخلية في حالة جيدة ليست بها خدوش أو آثار الإبرة مما يمنع من قراءتها بشكل جيد ، وأنا كجماع أقتني الأسطوانة المتكاملة التي تقترب من الجديدة ، لكني أيضا أصادف غلافا جيدا وأسطوانة متأكلة أو العكس أجد أسطوانة جيدة وغلافا متقادما، وفي الحالتين معا أقتني على أمل أن أعثر في المرة القادمة على الغلاف الجيد للأسطوانة جيدة الحال أو الأسطوانة السليمة للغلاف الجديد ، لذلك إذا إجتمعت جدة الغلاف مع سلامة الأسطوانة ، فإن الثمن يرتفع حتما .
ومما يرفع ثمن الأسطوانة إلى أثمان خيالية أيضا ، أن تكون أسطوانة بروفة أو أسطوانة تجريبية تطبع قبل السحب النهائي ، ويعرفها الهواة بالمحتوى وأحيانا بالعبارة التي تكتب بها « Test Press » أو« T.P. » ، وحتى نضع المتتبع العادي في الصورة ، نعود إلى بدايات القرن العشرين ، حين كانت شركات الإنتاج تطبع أسطوانة للمطرب على سبيل التجربة والذي كان يوزعها على زملائه وكبار السمعية وأساتذة الموسيقى ليأخذ رأيهم قبل التسجيل النهائي ، شخصيا لا أعلم ما إذا كان فريد الأطرش قد وزع أسطوانات من هذا القبيل .
ومن النوادر؛ الأسطوانات الدعائية التي كان المطرب أو شركة الانتاج يرسلها إلى الصحافة والإذاعات ويُكتب عليها ممنوع البيع ، تقليد معروف ، لكن ترى من لا يزال يحتفظ بأسطوانات من هذا الصنف لفريد الأطرش .
هناك أيضا الأسطوانات التي تطبعها الإذاعات على نفقتها للمطرب للبث فقط ، وسأرفع بإذن الله نموذج منها من مكتبتي الموسيقية .
ومن أغلى أسطوانات الجمع على الإطلاق الأسطوانات المهداة من طرف المطرب الذي يضع كلمة على الغلاف مع توقيعه ، بالطبع قيمتها معروفة من المهدى له ومن ورثته لذلك فبائعها يثمنها دوما ، وإن لم تخن الذاكرة ففريد نفسه وثق لها في أحد أفلامه مع مريم فخر الدين حين ظهر يوقع الأسطوانات للمعجبات .
ومن الأسطوانات المطلوبة في سوق الجمع تلك المطبوعة في بلدان بعيدة من طرف مصدرين فرعيين ، وسبق لي مرة في هذا المنتدى أن رفعت تسجيل لأغنية ساعة بقرب الحبيب طبع بإيران ..
ومن المعايير المحددة لندرة الأسطوانة هو أن تكون من أول سحب على الإطلاق ، ويسمونه في لغة الموسيقى
First pressing بالانجليزية و بالفرنسية Premier pressage وهو أول أسطوانات تخرج من المصنع نتيجة أول ضغط للشريط على الصمغ الحجري أو على الفنيل ، إذ بجانب قيمتها الزمنية بإعتبارها الأقدم ، يعتقد هواة الأسطوانات بأن السحب الأول يحمل دائما أعلى جودة للصوت مقارنة بالسحوب التالية ، وهذا الاعتقاد موجود عند المستهلك بالنسبة لجميع المواد . في هذا السياق أرفع إصدارين لعش أنت من حفلة شم النسيم الشهيرة من مجموعتي ، بحكم الندرة والملصق على الأسطوانة ، أستطيع أن أقطع بأن الأسطوانة على اليمين من السحب الأول مقارنة بالأسطوانة على الشمال التي تبدو أكثر حداثة من الأولى ، وبالتالي فالأسطوانة على يمين الصورة قيمة في عرف هواية الجمع .
رد: جمع الأسطوانات القديمة لفريد الأطرش : الهواية والهواة
كنوز أسطوانات 78 لفة الفريدية
تعتبر أسطوانات 78 لفة أكثر دعائم التسجيل مرافقة لمسيرة فريد الأطرش ، إذ لازمته منذ تسجيله لأول أسطواناته ضمن تسجيلات بيضافون في العام 1936 حتى بدايات الستينات على مدى ما يقارب أكثر من 25 سنة من مجموع مسيرته التي إمتدت لما يقارب 40 سنة ، إذ لئن توقف إنتاج أسطوانات 78 لفة في الغرب منذ نهاية الخمسينات ، فإنها واصلت مسيرتها في المنطقة العربية حتى بدايات الستينات لغلاء أثمنة قارئات الفنيل ذات الإبر البلاتينية حينها ولتمسك الناس عندنا بالفونوغراف .
ظهرت أسطوانات 78 لفة في مطلع القرن العشرين ، لتعوض الأسطوانات الشمعية التي رافقت إختراع الفونوغراف ، وقد كان البديل من حيث عناصر الصنع مادة حجرية تصنع من الشيلاك SHELLAC أساسها مادة الريزين ذات الأصل الحيواني التي تفرزها حشرة ، يصل قطر الأسطوانة في حجمها المعتاد 25 سنتيمتر ونادرا ما يصل قطرها إلى 30 سنتيمتر ، ومن حيث المميزات الصوتية ، تنتمي أسطوانة 78 لفة لأسطوانات مونو سيلون mono sillon بمعنى أنها لا تعرف تقنية الستيريو ، تتضمن الأسطوانة في المعدل مقطوعة غنائية في كل وجه ، على أن بعض أغاني فريد الأطرش إمتدت على ثلاثة أسطوانات كالربيع وأول همسة بتسجيلي الاستوديو ، تتراوح مدة التسجيل في 78 لفة ما بين ثلاث إلى خمس دقائق حسب ضغط التسجيل وسرعته ، وسميت الأسطوانة ب 78 لفة لأنها تدور بمعدل 78 لفة في الدقيقة الواحدة كمعدل ، رغم أنها يمكن أن تدور بمعدل أقل يصل إلى 66 لفة في الدقيقة وإلى معدل أقصى قد يصل إلى 103 لفة في الدقيقة حسب تسريع التسجيل أوإبطائه . وعكس الفنيل الذي لايتأثر إلا بالحرارة وأشعة الشمس ، تعد أسطوانات الشيلاك جد حساسة للاستعمال ، إذ تتعرض للشقوق والكسور بفعل الاحتكاك أـوالسقوط وإحيانا بمجرد القدم وعوامل الزمان ، لذا يجب أن تمسك بعناية وأن تستعمل بحرص شديد .
ولعل الداعي لعنونة موضوعي اليوم بكنوز أسطوانات 78 لفة الفريدية ، يعود إلى أن قدم هذه الأسطوانات وندرتها ومرافقتها لبدايات فريد الأطرش يجعلها تحوي كنوز كثيرة من التسجيلات المنسية ، يصعب أن تعثر عليها في تسجيلات الفنيل اللاحقة وما بعدها من كاسيت وسي دي ، فإذا كانت شركتي بيضافون وكايروفون مثلا باعتا جميع إصدارتهما الفريدية لمجموعة من الشركات كEMI العالمية وغيرها ، فإن فريد سجل في أواسط الأربعينات لبعض الشركات بعضها أفلس والبعض الآخر توقف والبعض الآخر لم يفكر في إعادة طبع هذه الأعمال ، وسأقدم على التوالي مجموعة من الشواهد المصورة .... .
رد: جمع الأسطوانات القديمة لفريد الأطرش : الهواية والهواة
من معايير الندرة التي يبحث عنها الجَمَّاعون في أسطوانة 78 لفة
كما وعدت سابقا سأتحدث من الآن عن أسرار هواية جمع أسطوانات فريد الأطرش ، باستعمال الشواهد المصورة وهي كلها من مكتبتي الموسيقية الفريدية ، ولقد نوهت عند تعرضي لمعايير ندرة الأسطوانة ؛ أن مما يرفع قيمة الأسطوانة تجاريا ، ويجعلها مطلوبة من الهواة هو قدمها ، فكلما كانت الأسطوانة قديمة وتعود لبدايات صاحبها أخذت قيمة تاريخية بالنسبة للمطرب وقيمة جمعية بالنسبة للجَمَّاع ، من الأمثلة من مكتبتي الموسيقية إصدار 78 لفة لأغنية سهرت طول الليل المعروفة عند الموثقين بعنوانها في ديوان الشاعر يوسف بدروس عتاب الحبيب ، وهي من الأعمال التي طبعت في العام 1937 ضمن تسجيلات بيضافون ، وسجلت حتى قبل ياريتني طير التي يعتبرها كثيرون أول أغنية قدمها فريد الأطرش .
رد: جمع الأسطوانات القديمة لفريد الأطرش : الهواية والهواة
أغاني أفلام النصف الأول من الأربعينات أندر إصدارات أسطوانات 78 لفة الفريدية
عكس تسجيلات الاستوديو التي أنتجتها شركتي بيضافون وكايروفون والتي إنتقلت تباعا إلى الدعائم الصوتية المتتابعة من أسطوانات الفنيل ثم الكاسيت بنوعيه الكومباكت والكارتيدج فالأقراص المدمجة ، بقيت تسجيلات أغاني أفلام فريد الأطرش في النصف الأول من الأربعينات حبيسة تسجيلات 78 لفة التي نفذت لمجموعة من الشركات بعضها أفلس والبعض الآخر توقف والبعض الآخر كفليبس لم نعرف سببا لعدم إعادتها طرح هذه الأغاني في الدعائم الصوتية اللاحقة ، هذه الوضعية جعلت كثير من هواة فريد الأطرش يعتقدون إلى اليوم أن أغاني أفلامه الأولى لم تصدر على أسطوانات .
من منظور هواة جمع الأسطوانات ، تعد تسجيلات أفلام النصف الأول من الأربعينات جد قيمة وتفوق من حيث قيمتها التجارية والتاريخية تسجيلات الاستوديو ، لأن الهاوي الذي يتوفر على هذه التسجيلات متيقن أنه لن يصادف هذه التسجيلات على أسطوانات الفنيل أوالكاسيت أوالأقراص المدمجة وأن نظرائه من الهواة الآخرين ربما يشاهدون هذه الأغاني في الأفلام لكنهم لا يتوفرون على دعائم صوتية مُسجلة لها ، لذلك أعتبرها من أثمن إصدارات أسطوانات 78 لفة الفريدية .
من نوادر مكتبتي الموسيقية الفريدية ، أقدم بعض الشواهد المصورة ، وأبدأ ب ياللي مواعدني من فيلم شهر العسل من إصدار شركة فليبس
من نفس الفيلم موال يا أختها في العيون من إصدار شركة فليبس العالمية دائما
موال يابدر من فيلم مقدرش من إصدار شركة الأسطوانات العربية Arabphon
رد: جمع الأسطوانات القديمة لفريد الأطرش : الهواية والهواة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإلياس
ما هي المعايير التي تتحكم في ندرة الأسطوانة وفي تحديد ثمنها ؟
ومن أغلى أسطوانات الجمع على الإطلاق الأسطوانات المهداة من طرف المطرب الذي يضع كلمة على الغلاف مع توقيعه ، بالطبع قيمتها معروفة من المهدى له ومن ورثته لذلك فبائعها يثمنها دوما ، وإن لم تخن الذاكرة ففريد نفسه وثق لها في أحد أفلامه مع مريم فخر الدين حين ظهر يوقع الأسطوانات للمعجبات .
يمكن المقصود هو فيلم ( قصة حبي) ( وليس مع الفنانة مريم فخر الدين) والذي يقوم الموسيقار فريد الأطرش بالتوقيع على أغلافة الإسطوانات . كما في هذا المقطع القصير من فيلم ( قصة حبي 1955) وتظهر الفنانة إيمان وهي تحمل بيدها إسطوانة كايروفون ، والذي يوثق هذا الجزء من موضوعكم . سلمت الأيادي والجهد المتواصل ، اخي الغالي أ. ابو إلياس في هذه الإحتفالية الأكثر من رائعة بمواضيعها الجديدة. تحياتي
رد: جمع الأسطوانات القديمة لفريد الأطرش : الهواية والهواة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور عسكر
يمكن المقصود هو فيلم ( قصة حبي) ( وليس مع الفنانة مريم فخر الدين) والذي يقوم الموسيقار فريد الأطرش بالتوقيع على أغلافة الإسطوانات . كما في هذا المقطع القصير من فيلم ( قصة حبي 1955) وتظهر الفنانة إيمان وهي تحمل بيدها إسطوانة كايروفون ، والذي يوثق هذا الجزء من موضوعكم . سلمت الأيادي والجهد المتواصل ، اخي الغالي أ. ابو إلياس في هذه الإحتفالية الأكثر من رائعة بمواضيعها الجديدة. تحياتي
[aFBV]1671129006478000[/FBV]
هو المقطع المقصود أخي الغالي نور ، وكل الشكر على التصحيح ، ومن وحي هذا المقطع الذي يعتبرواحد من أجمل مشاهد أفلام فريد الأطرش ، لازلت أتساءل ما إذا كان هنالك في الخمسينات تقليد إطلاق الأسطوانة الجديدة في حفل توقيع أم أن ما ورد في الفيلم هو من وحي السيناريو مستوحى مما كان يظهر في أفلام الكوميديا الموسيقية الأمريكية ...
رد: جمع الأسطوانات القديمة لفريد الأطرش : الهواية والهواة
تحية من القلب أخي أبو الياس أدامك ذخرا للمنتدى لتمتعنا كل يوم بما هو جديد مادمنا في هذا الحديث الشيق عن الأسطوانات فهل أطمع بكرم حضرتكم بالحصول على أغنية وردة من دمنا بتسجيل الأسطوانة لما لهذه الأغنية من ذكريات غالية عندي تعود لأكثر من 35 سنة وهو تاريخ حصولي على هذه الأغنية لأول مرة حيث عرفت صدفة من مجلة الشبكة أو الموعد الصادرة عام 1981 على ماأذكر أن مديرة أعمال الموسيقار السيدة دنيز جبور هي من حمى هذه الأغنية من الضياع وملخص القصة (وياريت تؤكد لنا حضرتك مدى صحتها) أن الموسيقار كان قد لحن الأغنية وعند زيارة الموسيقار محمد عبد الوهاب له كان قد نسي اللحن تماما وهنا تدخلت السيد دنيز وبدأت تردد اللحن وبذلك تمت حماية اللحن من الضياع. هذه القصة أذكرها تماما لأن الأغنية كانت غير موجودة بمجموعتي وبعد البحث عنها عند بائعي الكاسيت ايقنت أني لن أجدها ولكن تعرفت على أحد المغرمين بالموسيقار لحد الهيام وتفاجئت بوجود الأغنية عنده وبعد التفاوض وافق أن يعيرني الشريط وقمت بتسجيلها على شريط فييرج جديد حتى أتأكد من أنني لن افقدها وكانت بداية الأغنية بأن يلقيها الموسيقار شعرا ومن ثم يغنيها ويبدأ بالقول وردة من دمنا مشهورة بيقول ياسيدي سائل العلياء عناوالزمانا...وينهي الشعر بقم إلى الأبطال نلمس جرحهم. تقبل أخي الكريم تحياتي الأخوية
__________________
اى دل ز غبار جسم اگر باك شوى----- تو روح مجردى بر افلاك شوى
عرش است نشـيمن تو شرمت بادا- -----كآيـــــى ومقيم خطه خاك شوى
أيها النفس لو تنفضي عنك غبار الجسم -----أضحى فوق الســـــــــما لك مأوى
لك عرش فوق الســـــــــــــــــما فعيب------أن تجيئي وترتضي الأرض مثوى
عمر الخيام
التعديل الأخير تم بواسطة : أبوإلياس بتاريخ 27/12/2015 الساعة 13h07