رد: مشاركات خارج موضوع طلبات النوتة
			 
			 
			
		
		
		
			
			أخي العزيز هيثم : بعد التحية و التهنئة لك و لجميع أعضاء هذا المنتدى الجميل بمناسبة  استئناف نشاطه أقول : 
  أنا لا أناقش أي موضوع بعبثية دون الاحتكام إلى قواعد علمية و تاريخية ثابتة ذات مصداقية ، إن كان هذا الموضوع يتعلق بأسباب التخلف أو غيره ،  و لو أن موضوع النقاش كان عن علاقة الفنان بالسياسة وليس موقف الإسلام أو الأديان من الموسيقا .  
  إليك بعض الدلائل الشرعية التي تحرم الموسيقا في الإسلام ، و أصحابها من ركائز الدين الإسلامي ، وليسوا ممن يمكن التغاضي عن آرائهم و فتواهم . 
  قال تعالى: { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين } (سورة لقمان : 6) 
  وفسر حبر الأمة ابن عباس  هذه الآية : بأن لهو الحديث يشمل الغناء . 
  وفي قوله عز وجل: { و إذا مروا باللغو مروا كراما } 
  قال الإمام الطبري في تفسيره: وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء ( 
  وقال الحسن البصري : "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" تفسير ابن كثير 
  وقال النبي (ص) : « صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة » (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427) 
  الإمام مالك عندما سئل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفسّاق" 
  قال الإمام عمر بن عبد العزيز : الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن . 
  قال ابن تيمية( مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي (ص) أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف ، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير ) 
  وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سئل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض". 
  عن نافع رحمه الله قال : " سمع ابن عمر مزمارا ، قال : فوضع إصبعيه على أذنيه 
  ، ونأى عن الطريق ، وقال لي : يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال : فقلت : لا ، قال 
  : فرفع إصبعيه من أذنيه ، وقال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل 
  هذا ، فصنع مثل هذا "   . 
   شيخ الإسلام ابن تيمية قال عن أضرار الغناء و الموسيقى : المعازف هي خمر النفوس تفعل أعظم مما تفعله الكؤوس, فإذا سكروا بالأصوات حل فيهم الشرك و مالوا إلي الفواحش و إلى الظلم , فيشركون و يقتلون النفس التي حرم الله و يزنون و هذه الثلاثة موجودة كثيرا في أهل سماع الأغاني , إن سماع الأغاني و الموسيقى لا يجلب للقلوب منفعة ولا مصلحة إلا وفي ضمن ذلك من الضلال و المفسدة ما هو أعظم منه ,  
  يقول ابن القيم: ما اعتاد أحد الغناء إلا و نافق قلبه وهو لا يشعر , ولو عرف حقيقة النفاق لأبصره في قلبه , فانه ما اجتمع في قلب عبد قط محبة الغناء ومحبة القرآن , إلا و طردت إحداهما الأخرى ، فاختر أنت أيهما تريد . 
   
  أخي العزيز هيثم ، كما فهمت من مداخلتك القيمة أنه لا دليل شرعي على تحريم الموسيقا ، و بالتالي فأنت تشكك في صوابية أراء الأئمة الأربعة ، و شيخ الاسلام ابن تيمية و ابن القيم و ابن كثير وابن عباس و الطبري و ابن عمر  .... الخ  فيما يتعلق بمواقفهم من الغناء و العزف. إذا كان الأمر كذلك فهي بداية جيدة للنقاش ، وخطوة أولى نحو الحقيقة . 
   
  أما فيما يتعلق بسؤالك الجدلي : هل كانت دولة الرسول (ص)  دينية أم مدنية ؟ فلن أخوض فيه و أعلق عليه ببيت شعري للمتنبي : 
  وليس يصح في الإفهام شيء      إذا احتاج النهار إلى دليل 
   
  تقبل تحياتي و مودتي. 
		 
		
		
		
		
		
		 
		
		
			
			
			
			
				 
			
			
			
			
			
			
			
				
			
			
			
		 
	
	 |