شعراء الاغنيه فى الكويت - نايف المخيمر

[بو بشار]

أحرق ديوانيه واعتزل الحياة الفنية
نايف المخيمر رائد الشعر العامي

مرت الاغنية الكويتية بمراحل عدة مهمة ساهمت في انطلاقتها وتميزها وتجاوزها حدود الكويت الى الوطن العربي


وقد كانت المرحلة الاولى هي الاهم، لأن الاغنية الكويتية، وهي الرائدة خليجيا على جميع المستويات، نجحت في تخطي العديد من العقبات بفضل جهود عدد من الرواد، لا سيما المطربين الذين سجلوا اغانيهم في الهند وبغداد والقاهرة، واذا كان بعض المطربين قد اعتمد على اشعار قديمة، فإن شعراء الكويت الاوائل لعبوا دورا بارزا في النهوض بالاغنية من خلال اشعارهم العذبة التي تخطت الحواجز وتجاوزت الحدود، حتى اصبحت تتردد على الشفاه



لقد اسهم رواد الشعر في الكويت، سواء شعراء الفصحى او العامية، في النهوض بالاغنية الكويتية في المرحلة الاولى وما تبعها من مراحل، وكانت اشعارهم، ولا تزال، يرددها عشاق الطرب الاصيل، كما ان العديد من مطربي الوطن العربي قد غنوا هذه الاشعار، وتميزوا فيها


ان شعراء الاغنية في الكويت، سواء الذين كتبوا القصيدة بالفصحى، او الذين كتبوا القصيدة المغناة، كان لهم دور ريادي في انطلاق الاغنية واثبات وجودها وتفوقها


كانت فترة الستينات في الكويت محطة مهمة للعديد من الاسماء التي انطلقت في سماء النجومية والأضواء بعد ذلك في شتى مجالات الابداع، لا سيما الابداع الفني. وقد كان تواجد عدد من الشباب المتحمس في الشعر والغناء والتلحين خطوة مهمة ساهمت في نهضة غنائية كويتية رائدة، ومن هؤلاء الشباب آنذاك بدر بورسلي، فايق عبدالجليل، نايف مخيمر، سالم ثاني، محمد محروس وسواهم، هؤلاء الشباب وجدوا ضالتهم في جمعية الفنانين التي اجتمعوا فيها ومارسوا الكتابة، لا سيما الأغنية وكانوا وراء العديد من الأعمال الناجحة


وعندما اصدرت الجمعية مجلة 'عالم الفن' كأول مجلة فنية متخصصة في الكويت والخليج في اكتوبر ،1972 كانت المجلة متنفسا للعديدين لنشر ابداعهم، ومن هؤلاء بدر بورسلي، نايف المخيمر، سالم ثاني


نايف المخيمر وجد نفسه في مجلة عالم الفن منذ الاعداد الأولى، وكتب الخاطرة والشعر والقصيدة، وحقق تواجدا مهما، خاصة بأسلوبه العالي المميز ثم اشرف على باب 'أقلام شابة'، وقد أعتبره البعض أول من اشرف على صفحة شعبية في الصحافة الكويتية، لكن الحقيقة ان 'أقلام شابة' وان شجعت العديد من الأقلام الشابة في مجال الكتابة والشعر، غير ان هذه المحاولة لم ترتق الى صفحة الشعر الشعبي


فمن هو نايف المخيمر هذا؟


طموحات
ربما هم قلة الذين يتذكرون نايف المخيمر، يتذكره اصدقاؤه الذين كان يجتمع معهم وهو لم يزل في ريعان الشباب، تحدوه الآمال العريضة، والطموحات الكبيرة، والأحلام الوردية بأن يحقق ذاته من خلال الشعر


شاعر أجاد صياغة المفردة الشعبية، وتسللت لتكون أغنية مميزة في بدايات العصر الذهبي للأغنية الكويتية وتحديدا في ستينات القرن الماضي


في الأمسية التي نظمت في أواخر عام 1996 من خلال ملتقى 'حوار الثلاثاء' يقول عنه الروائي اسماعيل فهد اسماعيل احد الذين كانت تربطهم صداقة قوية بالراحل 'كنا مجموعة اصدقاء نجتمع في احد المقاهي ونتبادل النقاش، كان نايف المخيمر أصغرنا سنا، كان ينظر الى المستقبل بتفاؤل، وبحكم صغر سنه وبحكم انه كتب الشعر صغيرا كان يحدوه الأمل بخلق تجربة متميزة ومغايرة


دواوين
المعلومات قليلة عن هذا الشاعر الذي يعتبره كثيرون انه رائد الشعر العامي في الكويت والخليج، لانه ابتعد عن الحياة العامة، خاصة عن زملائه واصدقائه بعد ان اتجه الى الدعوة التوعوية في وزارة الأوقاف في منتصف السبعينات، لكن الشاعر المخيمر اصدر ديوانين شعريين هما 'غرشة عطر' و'وجها لوجه' ضما عشرات القصائد الشعبية والعامية والأغاني التي قدمها مطربون بارزون مثل مبارك المعتوق وغيره


وفي أمسية 'ملتقى الثلاثاء' التي اشرنا اليها، يقول الشاعر والناقد ابراهيم الخالدي 'تجربة المخيمر الشعرية كانت متطورة جدا وسبقت كثيرا من التجارب العامية والأخرى في السعودية والبحرين'


وتشير بعض المصادر الى ان المخمير قد انتقل الى جوار ربه عام 1978 وهو في طريقه الى أداء فريضة الحج، وكان قبل ذلك قد جمع نسخ ديوانيه 'غرشة عطر' و'وجها لوجه' من الأسواق والمكتبات وقام باحراقهما


وتبقى تجربة هذا الشاعر المبدع حرية بالمزيد من البحث والدراسة والمزيد من التقصي لمعرفة الكثير من الأسرار والمعلومات الغائبة




-------------------
إعداد: عبدالمحسن الشمري