* : نجيب السراج- 31 كانون الثاني 1923 - 18 حزيران 2003 (الكاتـب : ADEEBZI - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 05h19 - التاريخ: 18/09/2025)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 04h17 - التاريخ: 18/09/2025)           »          الكتيبات الدعائية والاعلانات للأفلام العربية (الكاتـب : auditt05 - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 21h07 - التاريخ: 17/09/2025)           »          الأغاني العراقية باصوات الفنانين العرب (الكاتـب : احمد الديب - آخر مشاركة : يونس حسين - - الوقت: 20h34 - التاريخ: 17/09/2025)           »          نعيمه عاكف- 7 أكتوبر 1929 - 23 إبريل 1966 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : محمد عمر الجحش - - الوقت: 20h13 - التاريخ: 17/09/2025)           »          نهاد طربيّه (الكاتـب : Edriss - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 18h05 - التاريخ: 17/09/2025)           »          مطرب مجهول الهوية .. من هو ؟ (الكاتـب : abo hamza - آخر مشاركة : Omar Saleh - - الوقت: 17h59 - التاريخ: 17/09/2025)           »          محمد رشدي- 20 يوليو 1928 - 2 مايو 2005 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 16h55 - التاريخ: 17/09/2025)           »          المغمورون من شعراء الجاهلية (الكاتـب : لؤي الصايم - آخر مشاركة : gogary - - الوقت: 15h40 - التاريخ: 17/09/2025)           »          فن التوقيعات (الكاتـب : لؤي الصايم - آخر مشاركة : gogary - - الوقت: 15h38 - التاريخ: 17/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > كلام في الأدب و الشِعر ( رؤى أدبية و نقدية )

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 23/05/2011, 09h15
ahmad yunis ahmad yunis غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:574631
 
تاريخ التسجيل: April 2011
الجنسية: مصرية
الإقامة: الولايات المتحدة
المشاركات: 5
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان/المنهج الحداثى فى الشعر العربى


أستاذنا الفاضل رأفت البجيرمي . أنا أتشكرك على النقد بتاعك ده ...و مسرور قوي إنك رجعت ف كلامك و كتبت في النقد . و انت عارف احنا بنقدر رؤيتك الفنية أد إيه . انا نازل مصر في يوليو . لو عايز حاجة عدي علي المختبر .
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29/05/2011, 06h38
الصورة الرمزية albujairami
albujairami albujairami غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:10654
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: الولايات المتحدة
المشاركات: 41
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان/المنهج الحداثى فى الشعر العربى

الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان
أما و قد تكلمنا في التلقي فإننا ننتقل إلى الكلام عن الثقافة و التراث و الهوية.
الثقافة نتاج لصيرورة تاريخية ومادية في الاساس، انطلاقا من علاقة جدلية محكمة بين البنى التحتية المادية، والبنى الفوقية الرمزية. والمعنى الانثر بولوجي العام للثقافة ، يحيل بشكل خاص واساسي، الى هذه المنجزات و المآتي الرمزية في مجال العلم والفن والادب والفلسفة والاخلاق والتربية والاجتماع.
و التراث هو جماع تلك المنجزات المادية والعلمية والفلسفية والادبية والفنية التي انجزها الاسلاف على امتداد الزمان والمكان، وأضحت ودائع بين ايدي الاخلاف. والمعنى الخاص للفظ التراث يتوجه بشكل أساسي، الى تلك المنجزات الفكرية والادبية المكتوبة والمحفوظة في بطون التأليف والتصانيف.
وما دامت العربية هي اللازمة الدلالية المتواترة في كلامنا هذا، فان التراث المعنيّ هنا هو التراث العربي على وجه التحديد. وهو تراث موحد الهوية واللسان، لايتقيد بزمان او مكان او انسان. وهو حسب تعبير المحقق المصري عبدالسلام هارون (يتناول كل ما كتب باللغة العربية، وانتزع من روحها وتيارها قدرا بصرف النظر عن جنس كاتبه، او دينه، او مذهبه، فان الاسلام قد جبّ هذا التقسيم وقطعه في جميع الشعوب القديمة التي فتحها، واشاع الاسلام لغة الدين فيها، وهي اللغة العربية التي لونت تلك الشعوب بلون فكري واحد متعدد الاطياف،، هو الفكر الاسلامي، وهو الفكر العربي)
وما يهمنا من هذا الفضاء الدلالي هو جانب محدد ومخصوص منه، وهو جانب الابداع الادبي المكتوب باللغة العربية، حتى نحدد للقول مجاله، ونضع الامر في نصابه. واهل كل صنعة هم اخلق بالكلام عنها، كما قال ابن رشيق.
لا تخلو القراءة في جدلية الهوية والابداع من المآزق ، لان الهوية الشعرية قبل كل شيء هي الانفتاح والاختراق والقلق الدائم في البحث والتجديد وهي معيار للقيمة الابداعية وتصوراتها وامكانيتها وادواتها التي تؤسسها ، فلا يمكن للشعرية ان تؤسر في نطاق عقائدي او جغرافي او حتى ذاتي محض . فلا إبداع خارج الهوية ولا هوية خارج الابداع

التعديل الأخير تم بواسطة : albujairami بتاريخ 29/05/2011 الساعة 08h16
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 29/05/2011, 21h32
الصورة الرمزية عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان عبد الحميد سليمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:245929
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 135
افتراضي الأستاذ الدكتور/ عبد الحميد سليمان -المنهج الحداثى فى الشعر العربى

بسم الله الرحمن الرحيم


المنهج الحداثى فى الشعر العربى


عود على بدء

تظل إشكاليات الوعي الاجتماعي وانعكاساته مهمة ملحة,وفق التجليات المتنوعة والمختلفة لمضامين ومكنونات البنى النظرية والثقافية المكونة لشخصية الفرد بمستوياته الخاصة والعامة والتي تتمظهر في السياق العام فى الممارسة اليومية معبرة عن السمات الثقافية العامة المتأطرة بمجموعة من الأطر الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية ,لكن أوارها يستعر فى ظل ثورة الانفوميديا ونتائجها المتمثلة فى تضاؤل نسبي لفاعلية الحدود القومية بأشكالها الجغرافية القائمة,وتزحزح وتراجع لمكانة ودور المتوسد المستقر من التراث الأبستمولوجى والعقائدى على اختلاف مستوياته وتنوع منابعه،التي كانت تشكل ملاذا آمنا في مواجهة المؤثرات الخارجية وإبقاء الداخل محصناً من تأثير الإستطالات الخارجية ،ونشوء أشكال وأساليب وآليات وممارسة ثقافية وسياسية تسعى للمحافظة على الهوية الوطنية ووقايتها شر المؤثرات والمتغيرات الخارجية ,ولا تتجاوب مع المتغيرات الراهنة وتحدياتها المستقبلية ولا تأبه لاتهامها بالخواء والعجز والانكفاء على الذات والتخلف عن مواكبة التطورات الحضارية والتقنية المتسارعة , لقد بات جليا أن خصوصيتنا الثقافية المتوسدة على منظومات معرفية متعددة قد ترسخت كمنظومة قيمية معيارية تضبط الممارسة الفردية والمجتمعية وتسع كافة الجوانب الحياتية للمجتمع باعتبارها منظومة متكاملة ,شمولية دون أن تحرم النخب الثقافية من تبني منظومات ثقافية أخرى تقوم على بنى معرفية ونظرية علمانية ونقدية تعتمد التفهم المعرفي للفكر الديني وفق قبول موضوعى وفلسفي لنقد الفكر الديني الذي يحتاج دوما إلى عميق فهم وواسع رؤية للتصدى لأسئلة وقضايا فلسفية ,ومنذ القرن الثالث الهجرى,لم يقف المسلمون موقفاً موحداً في التعامل مع فلسفة اليونان ومنطقهم ,وعلى ذلك وفق فريق من الفلاسفة المسلمين بين الدين والفلسفة بينما رفض غيرهم ذلك بسبب ما تنطوى عليه من مفاسد وضلالات على حد تعبيرهم , ويحمد لابن الجوزي البغدادي أنه اقر بأن لدي فلاسفة اليونانيين علوما مقبولة ولا اختلاف حولها كعلوم الهندسة والطبيعيات وهذه العلوم يمكن الافادة منها أم بعض أفكارهم وأقوالهم عن الإلهيات فهي غير مقبولة بسبب ما يشيع فيها من مفاسد وضلالات تخالف العقيدة الإسلامية , ويذكر فى هذا الإطار التوفيقى بين الإسلام والفلسفة محمد عابد الجابرى ومحمد أركون وحسن حنفى وجمال البنا وغيرهم, مع افتقارهم لمناقشين يملكون فضاءات عقلية إسلامية, ووعى بالأبعاد الأعمق من الفكر الدينى الاسلامى الذي أنس كثيرون إلى ظاهر قراءاته ولم يكلفوا أنفسهم عناء الجهد الفكرى والمعرفى والتأملى الذى حثهم عليه الإسلام فى نصوص قرآنية جلية واضحة تدعو الى ذلك ومنها ما جاء فى سورة العنكبوت فى قوله تعالى(قل سيروا في الأرضفانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير ).

إن النخب الثقافية العربية تعى أهمية نقد الوعي الثقافي وتدرك خطورة أزمة الوعي الاجتماعي وفداحة معقباته ,مثلما تدرك خطورة التواصل مع الثقافة الأوربية المتجاوزة للفكر الديني والداعية إلى قطع معرفي بين الدين والسياسة, رغم أن تلك العلاقة قد تم توظيفها سياسيا منذ عصر صدر الإسلام فى ظلم فادح لنظرية وفكرة الحكم الإسلامية والعقد الاجتماعي الباكر الذي شهدنه سقيفة بني ساعدة غداة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يسمع العالم عن جان جاك روسو باثني عشر قرنا من الزمان

. إن إدراك النخب الثقافية لمدى التطور الأوربي والفجوة الكبيرة الفاصلة بين الغرب والشرق تساهم في تبنيهم لفكرة ضرورة اللحاق بالمجتمعات الغربية ولكن فى إطار ييستغرق النظرية الاسلامية فهما وتمحيصا وتدقيقا ويبرأ بها عما أوذيت به من توظيف سياسي للدين وخلط متعمد بين تاريخ الإسلام وتاريخ المسلمين على اتساع الهوة بين الأمرين وفداحة الضرر من الخلط الساذج والخلط العامد المتعمد الخبيث على السواء .

تلك كانت نقطة توقف معرفية تنويهية لازمة ملزمة قبل دخولنا الى معترك الشرح والتعبير وطرح وجهة نظرنا في قضية العلاقة بين المبدع شاعرا أم قاصا أم رساما وبين جمهور المتلقين المعنيين أساسا بمعطيات ذلك الإبداع على تنوعه ,وفى ذلك نؤكد على أن أركان العملية ُالإبداعية ,إنما تتأسس على أعمدة ثلاث هى المرسل أى المبدع،والمستقبل أى المرسل إليه،والرسالة ونعني بها الخصائص المعنوية والفنية التي يريد المبدع توصيلها إلى المتلقي, وفى إطار ذلك فإن وظيفة المتلقي الافتراضية فكّ شفرات النص وحلّ ألغازه وإضاءة تعتيماته، دون أن يفترض في ذلك المتلقى أن يكون مبدعا يمكنه أن يضيف إلى النص أو يقارعه إبداعا بإبداع، أو أن يقرأه مستكنها ما يريد، وهذه الصلاحية الوظيفة للمتلقى هي أحدث ما انفردت به نظريات التلقي المعاصرة المناهضة لرؤية الفكر الماركسي غير الآبه بالمتلقي والملقي به ضمن الفضاء الاجتماعي الذي يستمدّ معاييره الجمالية من الأطروحات الحزبية والنقابية والنضالية خصوصا مع سيادة فكرة أنّ المؤلف هو وحده من يمتلك الحقيقة الكاملة التي يمليها لاحقا على المتلقين باعتبارهم ذواتا سلبية متأثرة تصدع بما يرى صالحا ومفيدا.
ثم نحت بعض نظريات التلقي المعاصرة الحديثة منحا آخر حين قضت أنه على المتلقى أن يبادل الشاعر إبداعا بإبداع , وذلك أمر يقف دونه تنوع وتباين المستوى الفهمى للمتلقي المؤسس على مدى حظه المعرفى,وعلى خصوصية الرؤى للقضايا الثقافية والمعرفية والمؤثرات العقائدية والاجتماعية ,ومثل لا ينبغى فيه على المبدع ألا أن يخاطب متلقيا معينا ذا ملكات وخلفيات معرفية خاصة, ويبيت على المبدع ألا يقدم تنازلات استرضائية للمتلقى لتمكينه من التفاعل مع العمل الإبداعي أو إدراك قيمته الفكرية والشعورية دون أن يصرفه ذلك عن وجوب السعي إلى ولوج عالم المتلقين بشكل عام دونما تملق أو تدن فكري وذوقي لاسترضاء قليلى البضاعة من المتلقي فى سوق الفهم والإدراك والوعي،لكن وظيفة الإبداع الملزمة والواقية للمبدع من عوالم التيه والالتياث والاضطراب والغموض لابد أن تتحسس مواجع المتلقي وتنشغل بهمومه وتحلق بنفسه وعواطفه وأحلامه إلى فضاءات من المتعة وتنكأ جراحه وتستثيرهمومه دون أن تحرمه من الفائدة والمتعة والغذاء الروحي والفكري, ويبيت عليه كى يدرك تلك الآماد أن يتسلح بمقتضيات الفهم والتذوق والإدراك والتوهج والقدرة على الإيحاء والتأثير. ولكم صفق كثير من المتلقين لقصائد لم تبق في الذاكرة كونها وليدة اللحظة, شحيحة المضمون هزيلة قيمتها الفنية ,على حين لم يعبأ شعراء آخرون ,فبات عطاؤهم لا يعرف سوى مسامعهم وباتوا غامضين تائهين لا عن عمق تجربة وعميق رؤية وواسع فهم وإنما عن تشتت ذهنى واضطراب فكرى ونفسى ,مثل أولئك عافهم المتلقون بعد أن أوسعوهم شعرا ونثرا , فظلوا غرباء يتقاذفون أشعارهم مع أضرابهم ونظرائهم ,تاركين أشعارهم وقصائدهم تنتظر ما لن يجيء من الانتشار والذيوع,على حين توسد الساحات واستلب العقول شعراء تنوعت مذاهبهم ومناهجهم الشعرية لكنهم استبقوا الخصائص الجمالية الإبداعية وعبروا عن ذواتهم الحقيقية ووجد فيهم المتلقون أنفسهم وأحلامهم وإحباطاتهم ومخاوفهم.

على ذلك يمكننا أن نؤكد على أن التوجهات الانطوائية الانعزالية الشعرية غير العابئة بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة ,تفعل فعلها السلبي في جسد الأمة وترهقها بثقلها المقيت وتنأى بها وبأهلها من ذلك الاتجاه الحداثى الذي أسلفنا شرح دعواه وأغراضه لأنها وليدة أو صنيعة بني فوقية أفرزها واقع اجتماعي مادي متردى وصرفها عن الاهتمام بتأسيس مفهوم ومنهج يجعل من الحداثة الثقافية الفكرية وعياً اجتماعياً مشروطاً بضرورات تاريخية حضارية شاملة,لقد غر أولئك الدور الإعلامي الرسمي وحقق لهم امتيازات دعائية ومادية , دونما اكتراث وبنكوص عن حاجات المجتمع التنويرية الحقيقية, وبقيت بذلك تلك التيارات الحداثية العربية متحققة في بعض من عناصر البنى المجتمعية الفوقية, وباتت حداثة نخبوية مقطوعة الصلة مع الجذور غير عابئة بالمفترض من الانتماء الحقيقي الجاد المهتم بمعاناة وهموم وتطلعات عموم المجتمع بشرائحه ومكوناته الثقافية والفكرية,


ولأننا لا ينبغى أن نقع تحت طائلة الخطأ المنهجى العربى الشهير فى تعميم الأحكام وافتقارها للموضوعية,ينبغى أن نشير إلى بعض الحداثيين الذين تشبثت بهم قلوب وعقول المتلقين وفعلت به الأفاعيل واستنفرت هممهم وشحذت عزائمهم وآية ذلك الشاعر الفلسطيني الوطني المبدع محمود درويش كشاعر حداثى واع, أخذ من الحداثة ما أسعفه على القيام بواجبه التنويري المقاوم وأسهم بشعره ومواقفه الحياتية في تأصيل القضية الفلسطينية وحفر أبجديتها وجوهرها في سويداء قلوب وعقول متلقييه, وقاوم بشعره محاولات تغييب الشعب الفلسطيني وطمس هويته إما قتلا وإبادة, وإما تشتيتا ومحوا وإنكارا للوجود والحضور وطمسا للهوية الوطنية الفلسطينية..


غاية الأمر أن العلائق وتوطدها واجب بين المبدع والمتلقي حينها يبوح المبدع بمشاعره وأحاسيسه وتجارييه الشعورية ورؤاه في إبداع موح مؤثر يستثير مشترك المشاعر مع متلقين ويشاركونه ، أما الإبداع الفني فإنه إذا كان معقدا غامضا مغرقا فى ذاتيته مثقلا برسالة لاتصل إلى المتلقي,فإنه يتلظى بتجاهل المتلقين ويكتوى بغرابته وقد ينكفئ على نفسه أو يسعى لاستدراك ما فاته وما ارتج عليه فهمه فيئوب الى ضائع وعيه ومفتقد دوره ,ومثل هذا التمرد الشعري قد أسهم إلى حد ما في خلق أزمة تعبير عانت منها القصيدة الجديدة وهذه المعادلة باتت جزء ا من أزمتها الشعرية المعاصرة المتمثلة فى استغراقها المطلق فى الرمز والتضمين والانكفاء على البعد الثقافي أو التجريد وإبحارها العميق والبعيد في متاهات التعقيد والغموض ولكن هل وفقت القصيدة العربية باتجاهها المتمرد هذا إلى خلق لغة شعرية معاصرة تستطيع أن تخاطب وجدان هذا العصر,هذا ما يعجز الواقع عن الرد عليه بالإيجاب،
يبقى القول أن ما خلصنا إليه ليس وليد تقوقعنا وتقعرنا وإنما قد خلص اليه ونادى به سابقون لنا من عرب وغربيين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الروائي الانجليزي الشهير( د. هـ. لورنس) فى رؤيته لدور الأديب روائيا كان أم شاعرا الذي أجمله فى جملة كافية جلية واضحة يقول فيها (إن الفنان الحقيقي قائد روحي لمجتمعه وإن رسالته هي كشف سر الحياة وخلق إمكانية جديدة عبارة عن عنصر غريب في الحياة) أما الجم الغفير من شعراء ونقاد غربيين معاصرين وكثيرهم من الإنجليز في العقدين السادس والسابع من هذا القرن الذين أبان تواترهم عن وجود اتجاه جديد من الشعراء الشباب مثل (براين باتن، وأوريان هنري،وغيرهم ) تبنوا الدعوة إلى العودة بالشعر إلى ينابيعه التلقائية الصافية محتجين على الإسراف في الغموض والاستعراض المعرفي والتطرف واستعمال الرموز الأسطورية والتاريخية ناصحين الشعراء إلى التفاعل مع واقع حياتهم الاجتماعية وأفراح الناس وهمومهم وضرورة العودة بالقصيدة الإنجليزية إلى البساطة والواقعية ,وتبقى دراسة وتطبيق ومنهجة وتاريخية الحداثة الأدبية في القصيدة العربية وتغليب المؤثرات الأجنبية في اعتمادها الخاطئ المسرف وسعيها المحموم إلى درء تهمة الشعور بالنقص الإبداعي وإخلاص المستميت دونما تمحيص وروية في تبيانها والدفاع عنها والانحياز التام لها، وإلباسها قسراً بالواقع التحديثي العربي المعاصر على حساب إغفال وطمس الكثير من الملامح المحلية وتأصيل مميزات الهوية القومية, وتتشبث باعتبارها بعض أساليب ومفاهيم وتنظيرات الحداثة غايات حاسمة, ووثيقة عتق من إسار تراث بغيض وشهادة إثبات لحسن السلوك والرؤى التجديدية الآخذة بالمجتمعات العربية والإسلامية التقليدية من وهدة التدنى والتخلف والتراجع والجمود إلى آفاق الحداثة وما بعد الحداثة والانطلاق بنا إلى الغرب المنتظر المترقب الشغوف المكتوى على حر جمره بتخلفنا وتراجعنا وتلعثمنا ,الآخذ بأيدينا الى موكب المسيرة الإنسانية الراقية ,وتلك لعمري من آيات الغفلة وفادح الغواية المتبالهة المتناسية لتاريخ سحيق من السعي الغربي اللاهث إلى التوسد والسيطرة والاستئثار بشعوبنا وتراثنا وهوياتنا, إن ذلك التاريخ يضج بأنات الملايين من الضحايا وآهات الموجعين المثقلين الذين أوصدت إمامهم القلوب قبل العقول... ,آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أ /د عبد الحميد سليمان
الدمام 29/5/2011 م ,الثانية عشر مساء
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 30/05/2011, 05h47
الصورة الرمزية albujairami
albujairami albujairami غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:10654
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: الولايات المتحدة
المشاركات: 41
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور/ عبد الحميد سليمان -المنهج الحداثى فى الشعر العربى

الأستاذ الدكتور/ عبد الحميد سليمان
لا يسعني إلا أن أبدي إعجابي . و المقال شديد التركيز - على المعنى المستعمل في الحليب المركز مثلا - و هذا يثير عدة تساؤلات.
يمكن اختزال أزمة الكتابة الشعرية الراهنة، في سقوط المعيار وانتفاء البوصلة، الفكرية والفنية والتاريخية الموجهة والهادية للا بحار الشعري، فكيف ترى أن يتم ّ الإصلاح ؟
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 30/05/2011, 17h37
الصورة الرمزية عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان عبد الحميد سليمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:245929
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 135
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور/ عبد الحميد سليمان -المنهج الحداثى فى الشعر العربى

بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الكريم الأستاذ رأفت البيجرمى...سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...وبعد
أشكر لكم طيب تعليقكم وأرجو لكم من الله الصحة والعافية فى الدين والبدن والأهل والوطن والى لقاء قريب ان شاء الله فى موضوعات وكتابات وإبداعات إن وسعتنا الظروف وطالت بنا الحياة وتقبل تحياتى اليك والى كل من ينتمى أو يزور هذا المنتدى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 30/05/2011, 19h14
الصورة الرمزية albujairami
albujairami albujairami غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:10654
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: الولايات المتحدة
المشاركات: 41
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور/ عبد الحميد سليمان -المنهج الحداثى فى الشعر العربى

الجوهر في الشعر هو الاستجابة الأولى والأخيرة لنداء الذات وايقاعها.
و هذا يعني أنه يصدر ممتزجا بثقافة الشاعر و انفعالاته . و الثقافة تختلف باختلاف الأشخاص . فإن كان الشاعر يعبر عن أحاسيسه الشخصية فهل عليه أن يعتبر قدرات المتلقي حتى و لو كان موضوعه ذا خصوصية ؟ أنا أرى أن الشاعر إن كان يخاطب المحبوب ،مثلا، فإن عليه مراعاة ثقافة و وعي المحبوب . و لكن إن لم يكن من مخاطب ، و كان الشاعر ينفث ما يجد ، فما عليه أن يراعي متلقيا لانتفاء ذلك أصلا .
أرجو إجابتي على هذا التساؤل
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 14/06/2011, 21h42
ساري الليل ساري الليل غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:561402
 
تاريخ التسجيل: January 2011
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 77
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور/ عبد الحميد سليمان -المنهج الحداثى فى الشعر العربى

أخي الأديب السامي \\ عبدالحميد
موضوع راقٍ جدا وعميق الأثر ، ومتناهي الأهمية فكريا وتطبيقيا ونهجيا
راق لي المكوث هنا .رخ لأمته.
وإنّ الشاعر الحق هو بالفعل من يعبر عن أمته وتاريخها وواقعها ومختلف أحداثها
فالشاعر لا يؤرخ ولا كتب عن نفسه بقدر ما يؤرخ لأمته
وإن التزود من ينابيع الثقافة الشعرية الأجنبية لهو اليقين للتخلف الثقافي

سلم البنان
والبيان

تحيتي وتقديري
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 05h34.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd