* : لمعان (الكاتـب : غواص النغم - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 20h09 - التاريخ: 08/11/2025)           »          فرحات الهاشم (الكاتـب : لؤي الصايم - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 20h01 - التاريخ: 08/11/2025)           »          صور الفنانين / تلوين (حديث) لأبو برهان .. (الكاتـب : أبو برهان - - الوقت: 19h17 - التاريخ: 08/11/2025)           »          فى يوم .. فى شهر .. فى سنة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 18h52 - التاريخ: 08/11/2025)           »          علية التونسية- 4 نوفمر 1936 - 19 مارس 1990 (الكاتـب : صالح الحرباوي - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 14h45 - التاريخ: 08/11/2025)           »          اسماعيل ياسين- 15 سبتمبر 1912 - 24 مايو 1972 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 14h07 - التاريخ: 08/11/2025)           »          فتحيه أحمد- 1898 - 5 ديسمبر 1975 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 14h06 - التاريخ: 08/11/2025)           »          محمد أفندى سلامه (الكاتـب : auditt05 - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 13h54 - التاريخ: 08/11/2025)           »          سعاد أحمد- 28 مارس 1907 - 2 أغسطس 1962 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 13h51 - التاريخ: 08/11/2025)           »          سيد الملاح- 14 يوليو 1937 - 15 يناير 2005 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 13h50 - التاريخ: 08/11/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > كلام في الأدب و الشِعر ( رؤى أدبية و نقدية )

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 21/05/2011, 15h43
الصورة الرمزية عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان عبد الحميد سليمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:245929
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 135
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان/المنهج الحداثى فى الشعر العربى

بسم الله الرحمن الرحيم


الأخ المحترم الأستاذ البيجرمى...سلام الله عليكم ورحمته وبركاته..وبعد


(سبحان الله يا رجل. لقد كان سؤالي واضحا ً و محددا ً، فما بالك تخلط القضايا و تنعت من خالفك الرأي بكونهم ,, مزيفى التاريخ والأصول وقاطعى الأرحام وناكرى الهويات والغفلى والمتغافلين والعمى والمتعامين والبلهاء والمتبالهين ،، . أنا كنت سألت الموضوعية. أكرر أنه إذا أردنا بحث القضايا الشعرية فإنه لا بد من بحثها واحدة واحدة لا بخلط الأوراق على طريقة من نادوا بالفوضى الخلاقة أفهم من قولك ,,أنا شديد الإعجاب بأصيله وما يحتويه من نسق تفعيلية تضمن حدا رائعا من الموسيقى التى تفرق بين الشعر والنثر،، أنك تنفي شعرية ما انتفى وزنه . و لا أدري علام استنادك . إن كان على الإستقراء كما فعل علماؤنا القدماء فإن لنا دليلا بخلاف ذلك .فقد ذهب بعض العرب إلى كون القرآن شعرا . و قد تولى القرآن الكريم الرد ّ عليهم . و لكن الذي يعنينا هنا هو الحقل الدلالي للشعر فإنهم أجازوا إطلاقه على ما خرج عن حد أنه موزون مقفى و هذا وجه شاهدنا .و أترك الدخول في قضية أخرى إلى مشاركة ثانية هذا إذا سلمت من الشتم كما لم يسلم غيري)

آخى الكريم ... بعد قراءتي ردك الأخير أيقنت أنك خارج ما نتكلم عنه فلا أنت فهمته ولا أنت راعيت الأصول في ردك.لقد رددت عليك فورا وأجبت على سؤالك وأعلمتك أنني مثلما أؤمن بأصيل الشعر ورائع التراث لا أستثنى من إعجابي ما قدمته مدارس الكلاسيكية الجديدة وأبوللو وأهل شعر التفعيلة ,وأخبرتك أن مثل صلاح عبد الصبور وأمل دنقل وعبد الرحمن الشرقاوى ومحمد الفيتورى وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتى ونازك الملائكة وغيرهم ممن جددوا فى القوالب الشعرية ونهضوا لقضايا الهم العام الذين اتهمتنا بأننا نعتناهم بأنهم يسعون لتغيب الوعي العام وضرب الانتماء والهوية وأسميناهم مزيفي التاريخ والأصول وقاطعى الأرحام وناكرى الهويات والغفلى والمتغافلين والعمى والمتعامين والبلهاء والمتبالهين, وذلك إفك وسوء ظن وقصور فهم لو علمت عجيب ,إنني أنفى كما نفى عبد العزيز حمودة فى المرايا المحدبة شعرية من أزرى بجوهر الفن الشعري العربي وعماده وذروة سنامه وأعنى به الموسيقى على أنواعها خارجية وداخلية وأهدر الوزن وازدراه,والغرض وانتفاه والصياغة وأقصاها و اللغة فأقعدها واستحضر ما يجود به قاموسه الشحيح الهزيل, بمفردات غير معروفة أو مألوفة وكأنه قد ضاقت عليه العربية بما رحبت .وادعى التشاعر وما هو بشاعر ,وصفق له المصفقون وأفردت الصفحات والقنوات ,إلى أن تسلل القوم نأيا عنه على استحياء ثم بكل جلاء ووضوح وغلظة , فغدى أولئك المتشاعرون يقولون أشعارهم لأنفسهم ,بلا متلق أو متحفز أم ناقد رقيب,إنهم لا يمتلكون أساسيات بديهية تفرق بين الشعر والنثر,إن حداثتهم ومابعد حداثتهم تُلْغِيان تماما فكرة وجود ثوابت دينية أو قيمية أو أخلاقية ,فكل شيء عند هؤلاء نسبي ,متغير، وهم يرون أن مفاهيم مثل الذات الحضارية، والهوية، والسببية، أمور لا مكان لها في عالم ما بعد الحداثة,على هذا ونتيجة لكدهم و استغراقهم وهزالهم وتعبهم تحول شاءه النثر,وملتاث المعانى ومضطربها, وركيك الصياغة, وعييى التعبير,إلى شعر يُوسَع به الناس ويقذفون من كل جانب ويتجرعونه ولا يكادون يسيغونه,ويزكون سعيرأزمة ثنائية العقل العربي والعقل الغربي, لقد باتوا وقد اختلطت وتشاكلت الأشياء ,فلا حدود قائمة بين الشعر وما ليس شعرا.حتى ليظن الظان من المتلقين على اختلاف وتباين مستوياتهم العلمية والنقدية بنفسه قصورا فى الفهم أو غباء يدفعه إلى الاستفسار عن مراد ذلك التهويم, من قرين له أورفيق أو شريك فى تلك الساحات الشعرية التى أقفرت وخلت وبادت فينبيه أنه تائه ذاهل اللب شارد, قد أرهق عقله وأرهقه عقله بغير اهتداء إلى ضالة ولا استظلال بمعنى ولا ارتواء بإيقاع أوخيال.

أخى الكريم... إن إهدار المتلقى و إهماله,أمر شاذ غريب,لأن المتلقين المتفاعلين المستوعبين على اختلاف مستوياتهم لتوالي النصوص في الزمان ، والنافذين ببصائرهم إليها , يستغربون ذلك ويعرضون عنه ويلفظونه حين يرونه يعج باختلالات و تشويشات جديدة غريبة لقيطة, على التقاليد الفنية الثابتة القابلة للتحديث والتطوير والتفاعل مع قضايا العصر وذلك أمر عرفه تاريخ الشعر العربي وقبله واستحسنه, منذ بدايات القصائد الأولى بالوقوف على الأطلال ثم العروج إلى الفخر أو الهجاء أو الرثاء أو شكوى الدهر,إلى وحدة الموضوع , بمثل هذا ازدان الشعر العربي بمعلقات شعراء الجاهلية الرائدة كما ازدان بموشحات ابن عبد ربه الأندلسي وهي لو علمت ضرب من ضروب الشعر استحدثه المتأخرون من شعراء الأندلس بدافع الخروج على نظام
القصيدة والثورة على النهج القديم لها وانسجاما مع روح الطبيعة الجديدة ,ومثلها أتت تخميسات الشعر الأندلسي,وأحيلك إلى تجديدات ابن زيدون وابن عمار و المعتمد وابن حمدين وابن خفاجة وابن الخطيب فى أبنية الشعر وأغراضه،

لكن الشعر العربى وأصلاء ومستنيرى أهله يرون فى معطيات القصيدة النثرية وفى أولئك الحداثيين ومن بعد الحداثيين, أمرا غريبا لا يقوى على طرح تساؤلات جديدة واضحة خلاقة ,وإنما الأمر لديهم لا يعدو كونه تهويما وغموضا يلتحفان بتهويم وغموض ويتسربلان بسدول من الظلام والغرابة والاغتراب,وبحار من التيه, وآماد من التشتت لا تحد.

أخى الكريم ...أن نظرية التلقي قد شكلت ثورة في دراسة الأدب حين أسست للاهتمام بالمتلقي الذي أهملته المناهج و النظريات الحداثية الغربية وما بعد الحداثية, التي ركزت على المبدع أو النص ولم تأبه بمتلقيه وإن تعمق فكره واتسعت مداركه بمن فيهم النقاد والشعراء الذين أفصحوا وأبانوا وأعربوا عن ذلك فى محالسهم ومنتدياتهم قبل أن ينبروا ليقودوا ثورة لضحد خبيث الدعاوى ,سئ القصد والطوية وأحيلك إن استطعت أخي الكريم لكتابات نقاد شعراء الحداثة وما بعدها وأرشدك ابتداء الى أحدهم وهو المرحوم العزيز الأستاذ الدكتور عبد العزيز حمودة أستاذ الأدب الانجليزي وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة الأسبق فى كتابيه الذين أشرت إلى اسميهما آنفا, وسوف ترى نقدا ورؤية داحضة لذلك بنصاعة وموضوعية أدعوك إلى استيعابها ووعيها,ومثل المرحوم الدكتور حموده الكثيرون فى شتى ربوع العالم العربي ممن درسوا فى الغرب وطالعوا الأمر على طبيعته ,ولكن أبت عليهم موضوعية العلم ومعطيات الواقع وثقل الإحساس بالدور والذود عن الهوية والانتماء ,فمزقوا بنقدهم واستشهادهم بآراء غربية موضوعية معطيات ودعاوى الحداثة وما بعد الحداثة وقصيدة النثر إربا إربا,

أخى الكريم..... إن كنت تؤمن بذلك فان عليك أن تلهث خلفه وحدك ,كى تفهم وتتفاعل مع ما لم يفهمه قائله,ومثل هذه التهاويم ضروب من الخبال نرفضها ونسحقها ونضعها تحت أقدامنا ,مثلما عراها وكشف هزليتها وضعتها وارتكاسها نقاد كبار, وآب عنها شعراء عادوا إلى ما يجمعهم بمتلقيهم وهموم أوطانهم,بعدما لفظتهم الساحات وملتهم القلوب والعقول,

... وإن كنت يا أخي بعيدا عما يجرى بالساحات وبأمتنا فالأولى بك أن تستفيق وتصحو وأنت من أخوة لنا فى فلسطين فعل بهم الغرب الأفاعيل, ولا يزال كدأبه ومستقر عادته, وقد أمكن له أتباعه وصنعاؤه وأدواته وأبواقه والمسحورون,التابعون لغثه, المهملون لمفيده ونافعه,رغم تشدقهم بعناوين بارقة كالموضوعية والليبرالية والحداثة وما بعد الحداثة والبنيوية,

...أولى بك أخي الكريم ألا يتقدم عليك أحد فى مجال الذود عن الهوية وأنتم من جهدت إسرائيل لطمس هويتهم وما كان تصدى محمود درويش وسميح القاسم وسلمى الجيوسى الخضراء وفدوى طوقان بشعر حداثى ,بالنسبة لنا نسيا منسيا , وإنما استظهرناه حفظا واستوعبناه فهما ورسالة وتوجيها, واشتد به عودنا واستقامت ظهورنا وتضاعفت طاقات احتمالنا وقويت عزاؤمنا واستنارت دروبنا وطالت قامتنا واستعذب موتنا وترمل نسائنا وتيتم أطفالنا.

,أرجو إليك أخي الكريم استفاقة وتنبه وأن تتريث قبل أن تعلق على موضوع ما, ونحن لسنا بشتامين ولا لعانين ولن نكون, ولا نقبل ذلك لك أو لغيرك ,ولكن الحديث والتفاعل يجب أن ينشأ ويستوى على سوق من الفهم والتحليل وعميق من التقييم, ووسيع من المعارف والخبرات والتجاريب, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

(ندعوك أخانا البيجرمى إلى قراءة السمهرى والجامعى والصارخ فى البرية في هذا المنتدى لترى وتعي أية غاية نتبناها ونجند أنفسنا وما أفاء الله علينا به لتعظيمها والذود عنها واستنهاض الهمم الخائرة وإفاقة العقول الشائهة)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22/05/2011, 09h15
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,311
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان/المنهج الحداثى فى الشعر العربى

اقتباس:
(سبحان الله يا رجل. لقد كان سؤالي واضحا ً و محددا ً، فما بالك تخلط القضايا و تنعت من خالفك الرأي بكونهم ,, مزيفى التاريخ والأصول وقاطعى الأرحام وناكرى الهويات والغفلى والمتغافلين والعمى والمتعامين والبلهاء والمتبالهين ،، . أنا كنت سألت الموضوعية. أكرر أنه إذا أردنا بحث القضايا الشعرية فإنه لا بد من بحثها واحدة واحدة لا بخلط الأوراق على طريقة من نادوا بالفوضى الخلاقة أفهم من قولك ,,أنا شديد الإعجاب بأصيله وما يحتويه من نسق تفعيلية تضمن حدا رائعا من الموسيقى التى تفرق بين الشعر والنثر،، أنك تنفي شعرية ما انتفى وزنه . و لا أدري علام استنادك . إن كان على الإستقراء كما فعل علماؤنا القدماء فإن لنا دليلا بخلاف ذلك .فقد ذهب بعض العرب إلى كون القرآن شعرا . و قد تولى القرآن الكريم الرد ّ عليهم . و لكن الذي يعنينا هنا هو الحقل الدلالي للشعر فإنهم أجازوا إطلاقه على ما خرج عن حد أنه موزون مقفى و هذا وجه شاهدنا .و أترك الدخول في قضية أخرى إلى مشاركة ثانية هذا إذا سلمت من الشتم كما لم يسلم غيري)
أخونا العزيز الأستاذ البيجرمى
يبدو ان هناك لبس حصل بحسن نية طبعا فى تناولكم لرد أستاذنا الدكتور عبد الحميد سليمان وأظنه راجع إلى تناوله للقضية موضوع البحث تناولا علميا أكاديميا محضا مستخدما لغة وعبارات شديدة الخصوصيه وإن كان سعادته فيما أحسب حاول أن يبسط بعض جوانب القضيه لأمثالى من غير المتخصصين وهو أمر يعتبر فى عرف المتخصصين فى النقد الأدبى والبحث العلمى من الخطايا , لكنه مشكورا لم يستنكف من فعل ذلك حتى يستطيع مثلى أن يتابعه ..
ومع كل ذلك حدث سوء الفهم منكم وتصورت يا صديقى العزيز أنه يقدح في من يدعون الحداثة والتجديد مستخدمين لغة ومعانى لا معنى لها تحت ستار كثيف من الغموض , وهو ليس بقدح أو سب كما فهمت ولكنه تناول علمى يكشف حقيقتهم وفى نفس الوقت لا ينسف مدرسة الشعر الحديث أو الشعر المنثور من أساسها , على العكس ثمن سيادة الدكتور عبد الحميد سليمان عاليا رواد مدرسة التجديد وأثنى عليهم ومنهم بدر شاكر السياب ونازك الملائكه وصلاح عبد الصبور وغيرهم , أما أولئك الأدعياء فهم من قصدهم سعادته ليس لثأر شخصى ولكنه تناول نقدى علمى موضوعى تماما , ومنهم على سبيل المثال حلمى سالم صاحب أكبر الرزايا وأكثرها جهلا وتخبطا واقرأ إن شئت "شرفة ليلى مراد" التى وصف فيها الذات الالهية بأحط الأوصاف وأنه يزغط البط وينظم اشارات المرور بأسلوب فج ممجوج , تعالى سبحانه عما يقولون وتنزهت ذاته , وللأسف الشديد منحه نظام مبارك البائد أرفع الجوائز مما أثار سخط جمهور المثقفين ,
رفقا رفقا أخى العزيز .. وعموما حصل خير وحقكم جميعا على .....

__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23/05/2011, 06h53
الصورة الرمزية albujairami
albujairami albujairami غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:10654
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: الولايات المتحدة
المشاركات: 41
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان/المنهج الحداثى فى الشعر العربى

ورد في الأمثال ,, من ألـّف فقد استهدف ،، أي إن كل من كتب صار دريئة لكلام المنتقدين .و الإنتقاد إما نافع أو ضار . فإن كان الحامل َ عليه كره ٌ أو تربـّح حصل معه التحامل و الضرر . و لكن إن كان بروح تلبية أسلافنا إذ قالوا ,, جئناك للنصاحة ، لم نأ ْت للرقاحة،، أي إذا كان الحاملَ عليه حبّ ُ الأدب و الرغبة في الدرس و استزادة المعرفة، فإن نفعه مضمون . ولا يعترض عليه إلا من كان يرى نفسه فوق الخلائق .
أماغايتنا فمن المقرر المكفول أنها ليست للإضرار و لا للتشفي . و من الممكن أن تكون للنفع .
أما كلامك عن نظرية التلقي فإن هذا يـُحتاج إليه إذا كان الخطاب تواصليا . نعم ، لما كان الشاعر لسان قبيلته ، يعبر عن مواقفها ، و ينشر أمجادها كان المتلقي نصب عينيه في نظمه . و لكن إذا كان الشاعر يصدر عن ذاته و يعبر عن مشاعره هو ، فإن شعره من باب الأولى أن يكون وفق ثقافته و وعيه . و البحتري رد على مقولة التلقي بقوله
علي ّ نحت القوافي من معادنها
. . . . . . . و ما علي ّ إذا لم تفهم البقر ُ
و ليس هذا المنهج ابتداعاً منا ، فقد انتهجه أبو تمام .فالآمدي، الذكي الذي عرف في العديد من المواقف كيف يغلب آراءه المغرضة ليحسم بها بعض المواقف لصالح القديم، نجده في تتبعه الدقيق لمساوئ أبي تمام، حسب مفهومه، يلفت انتباهنا الى مواطن التجديد الحقة في شعر أبي تمام، والتي كثيرا ما تجاهل صلبها آخرون، وظنوا أن الأمر هو اسراف من طرف أبي تمام في طلب الجناس والطباق والاستعارات واسرافه في التماس هذه الأبواب، وتوشية شعره بها حتى صار كثير مما أتى به من المعاني لا يعرف، ولا يعلم غرضه فيها إلا مع الكد وطول التأمل, ومنه ما لا يعرف معناه الا بالظن والحدس ولو كان أخذ عفو هذه الأشياء، ولم يوغل، ولم يجاذب الألفاظ والمعاني مجاذبة ويقتسرها مكارهة، وتناول ما يسمح به خاطره وهو بجمامه غير متعب ولا مكدود, وأورد من الاستعارات ماقرب وحسن ولم يفحش واقتصر على القول على ما كان محذوا حذو الشعراء المحسنين، لسلم من هذه الأشياء التي تهجن الشعر وتذهب ماءه ورونقه ، وانه بذكره لهذه العيوب، التي يعتبرها مساسا بجودة الشعر الذي يفهمه، يقر ضمنيا بما يمكن اعتباره حجر الأساس في لوازم الحداثة والمعاصرة للقصيدة العمودية. وخاصة لما نجده يكشف لنا ذلك من خلال تطبيقاته على شعر أبي تمام حين يأخذ عليه على سبيل المثال هذه الصور الفنية التي يقول فيها الشاعر واصفا أحد ممدوحيه بالحلم:
رقيق حواشي الحلم لو أن حلمه
.................... بكفيك ما ماريت في انه برد
فبمثل هذه الصورة الفنية الرائعة المستحدثة خاطب الشاعر ممدوحه فكسر بها عمود الشعر بأن صدم الذوق المتعارف عليه وذلك بتشبيهه الحلم بالرقة كاسرا بذلك القرينة المنطقية المتعارف عليها مما جعل الآمدي يعلق قائلا: ,, هذا هو الذي أضحك الناس منذ سمعوه والى هذا الوقت- والخطأ في هذا البيت ظاهر، لأني ما علمت أحدا من شعراء الجاهلية والاسلام وصف الحلم بالرقة! وإنما يوصف الحلم بالعظم والرجحان، والثقل والرزانة ونحو ذلك،، فذنب ابي تمام هنا كونه لم يسلك طريق السلفويين الذين أجمع ذوقهم الفني على مقارنة الحلم بالرزانة، فجاءت أحلام ممدوحيهم تزن الجبال رزانة، وقد شذ أبوتمام وعد من منتهكي حرم العرف الشعري المتعارف عليه المتوارث بالتواتر الروائي كابرا عن كابر. إن مثل هذا المقياس النقدي جدير به أن يطرح لانه بني على أسس غير سليمة، لا من حيث المبدأ الزمني والمكاني لدائرة الشعر، ولا من حيث الذوق المجرد الذي هو نسبي بالنسبة للمتلقي، فاذا كان الجمهور الجاهلي والاسلامي أو حتى الأموي ممن كان يستجيب بحكم التعاطف القبلي القوي والشديد المفعول لمثل هذه الاستعارات، فان مستجدات الحياة أبت إلا أن تكسر حتى الأعراف البلاغية فما بالك بالاعراف القبلية، وإلا كيف يمكن تصور استعارة باردة تظل تكرس القرينة الثابتة بين الحلم والرزانة ولا تسمح بتجاوزها ؟ فمن اين سيتنفس الشعر؟ وكيف ستسحب اللاحق َ فضيلة الاضافة المولدة من صورة مكتملة منذ ولادتها الأولى. إن ما يسعى اليه حراس الاتباع هو ابراز أفضلية القديم وجعل مزية السبق دائما من نصيب أصحابه ; وإذا تطاول لاحق ببعض التصورات الجديدة اتهم في شخصه وشكك في مقوماته الفنية.
أعطي هنا مثالا من شعري لأوضح ما أعنيه من أن على الشاعر أن يصدر عن ثقافته و وعيه في التعبير . و من حسن الحظ أن المنتدى هذا منتدى موسيقي لأن الصورة الشعرية في المثال مبنية على الموسيقى و لا أظن كثيرين سيخالفونني الرأي إذا قلت أن المتلقي العادي ستكون له هذه الصورة الشعرية كالطلاسم . أقول ,,
سايكسَ بيكو بالتقاسيمِ فَرَتـْنا
ثٌمَّ وُزِّعنا
هَرْمَناتٌ لسْنَ منّا ،،

,,منذ نحو مائة عام اصطدم الموسيقيون الأوربيون الذين وجهوا اهتمامهم إلى الألحان الشرقية الغربية بواقع صاعق . فمما لا شك فيه إن هذه الألحان المذكورة لم تكن في غنى عن المصاحبة الهارمونية وحسب بل وإنها تقاوم هذه الهارمونيا وقد باءت بالفشل الذريع كل المحاولات لجعل هذه الألحان مقبولة للأذن الأوربية أو الباسها هارمونيا جميلة أو سكبها في القوالب الهارمونية المستعملة
وقد ظهرت استحالة تقنية لذلك بدون تغيير أصوات هذه الألحان أو بدون تغيير الجملة اللحنية وكان أي تغيير يشوه طبيعة اللحن نازعا عنه جماله وعطره الخاص ،، - من مقال للموسيقار سليم سحاب ـ و الصورة الشعرية في ما قلت تقوم على أن بلادنا بطبيعتها تقاوم تقسيمهم لها كما تقاوم موسيقانا هرمنتهم .
بالمناسبة إسمي البـُجـَيـْر َمـِي ّ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23/05/2011, 10h15
ahmad yunis ahmad yunis غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:574631
 
تاريخ التسجيل: April 2011
الجنسية: مصرية
الإقامة: الولايات المتحدة
المشاركات: 5
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان/المنهج الحداثى فى الشعر العربى


أستاذنا الفاضل رأفت البجيرمي . أنا أتشكرك على النقد بتاعك ده ...و مسرور قوي إنك رجعت ف كلامك و كتبت في النقد . و انت عارف احنا بنقدر رؤيتك الفنية أد إيه . انا نازل مصر في يوليو . لو عايز حاجة عدي علي المختبر .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29/05/2011, 07h38
الصورة الرمزية albujairami
albujairami albujairami غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:10654
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: الولايات المتحدة
المشاركات: 41
افتراضي رد: الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان/المنهج الحداثى فى الشعر العربى

الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان
أما و قد تكلمنا في التلقي فإننا ننتقل إلى الكلام عن الثقافة و التراث و الهوية.
الثقافة نتاج لصيرورة تاريخية ومادية في الاساس، انطلاقا من علاقة جدلية محكمة بين البنى التحتية المادية، والبنى الفوقية الرمزية. والمعنى الانثر بولوجي العام للثقافة ، يحيل بشكل خاص واساسي، الى هذه المنجزات و المآتي الرمزية في مجال العلم والفن والادب والفلسفة والاخلاق والتربية والاجتماع.
و التراث هو جماع تلك المنجزات المادية والعلمية والفلسفية والادبية والفنية التي انجزها الاسلاف على امتداد الزمان والمكان، وأضحت ودائع بين ايدي الاخلاف. والمعنى الخاص للفظ التراث يتوجه بشكل أساسي، الى تلك المنجزات الفكرية والادبية المكتوبة والمحفوظة في بطون التأليف والتصانيف.
وما دامت العربية هي اللازمة الدلالية المتواترة في كلامنا هذا، فان التراث المعنيّ هنا هو التراث العربي على وجه التحديد. وهو تراث موحد الهوية واللسان، لايتقيد بزمان او مكان او انسان. وهو حسب تعبير المحقق المصري عبدالسلام هارون (يتناول كل ما كتب باللغة العربية، وانتزع من روحها وتيارها قدرا بصرف النظر عن جنس كاتبه، او دينه، او مذهبه، فان الاسلام قد جبّ هذا التقسيم وقطعه في جميع الشعوب القديمة التي فتحها، واشاع الاسلام لغة الدين فيها، وهي اللغة العربية التي لونت تلك الشعوب بلون فكري واحد متعدد الاطياف،، هو الفكر الاسلامي، وهو الفكر العربي)
وما يهمنا من هذا الفضاء الدلالي هو جانب محدد ومخصوص منه، وهو جانب الابداع الادبي المكتوب باللغة العربية، حتى نحدد للقول مجاله، ونضع الامر في نصابه. واهل كل صنعة هم اخلق بالكلام عنها، كما قال ابن رشيق.
لا تخلو القراءة في جدلية الهوية والابداع من المآزق ، لان الهوية الشعرية قبل كل شيء هي الانفتاح والاختراق والقلق الدائم في البحث والتجديد وهي معيار للقيمة الابداعية وتصوراتها وامكانيتها وادواتها التي تؤسسها ، فلا يمكن للشعرية ان تؤسر في نطاق عقائدي او جغرافي او حتى ذاتي محض . فلا إبداع خارج الهوية ولا هوية خارج الابداع

التعديل الأخير تم بواسطة : albujairami بتاريخ 29/05/2011 الساعة 09h16
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 20h35.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd