السلام عليكم
موضوع جميل وحساس ويؤرق الكثير مِن مَن تبقى من الشعراء والملحنين والمطربين
وذويهم من أصحاب الحقوق
وهنا أود أن أضيف شيئا له صلة بنفس الموضوع
هل من يقوم بأعادة أداء الأغاني القديمة أو التراث أو الفولكلور يقوم بأدائه بطريقة أفضل من الأصل ؟؟؟
الجواب كلا ، بل العكس هو الصحيح ، حيث أن كل ما نسمعه اليوم مما يسمى بالغناء يعتمد كليا
على الموسيقى ذات التقنية الحديثة والكومبيوتر، والذي بدوره يقوم بأجراء المزيد من التعديلات الغير منظورة و مسموعة
على صوت المطرب أو ما يسمى بمطرب ، فجميع الأخطاء والنشازات والخروج عن التون يتم تصليحها ومعالجتها بالحاسوب
وعندما أتطرق الى هذا الموضوع فذلك هو من صلب عملي وما أقوم به .
هناك مقولة كنت أسمعها سابقا وهي أن الموسيقى أو الموسيقيون يتبعون المطرب
وهذا يعني أن المطرب يخرج من مقام ليدخل الى مقام آخر ويتصرف ويتوقف متى شاء وما على الموسيقيون
إلا أن يتبعوا المطرب كما يشاء فهو من يقود الفرقة
أما اليوم فهو معكوس تماما ، حيث الفضل الأول هو للموزع الموسيقي أو عازف الكي بورد
حيث يقوم بأنجاز موسيقى الأغنية بالكامل وحتى وضع الكورس وبأصوات مكررة ، ليأتي في نهاية
المطاف المطرب ويضع صوته على الموسيقى وكما يشاء الموزع الموسيقي حيث لايمكنه الخروج
أو التصرف بالغناء لأن الموسيقى قد تم وضعها مسبقا
أذن في هذه الحالة يكون المطرب هو من يتبع الموسيقى وليس الموسيقى من يتبع المطرب عكس السابق تماما
وهنا يمكن القول ان من يقوم بأنجاح العمل الغنائي هي الموسيقى وليس المطرب
وأكبر دليل على قولي ، أن أغلب المطربين سابقا لديهم الأمكانية الكاملة على أداء وصلات غنائية مع العود فقط
ولكن مطربي هذا اليوم من المستحيل أن نجد لهم اغاني مع العود ، لأنهم بلا موسيقى وبرمجة كومبيوتر ليسوا مطربين
ولكن ..... لا أريد أن أظلم الجميع ... هناك أصوات شابة .. هناك من يحاول أن يكمل ما بدأوه العمالقة
وهؤلاء هم املنا بفن المستقبل فهناك أصوات تظهر بين الحين والآخر وتحسسنا بأن الأصالة لا زالت باقية .
وأعود الى صلب الموضوع وأقول أن من يعيد أداء أغاني قديمة وينجح فيها ليس لأنه أفضل من الأصل
وأنما وجود الشد الموسيقي الحديث وتنوعه وتنوع الأيقاعات المبرمجة هي من تجعل المستمعين من الشباب
يتقبلون الأغنية ليس من أجل صوت المطرب وجمال صوته أنما من أجل الرقص على أيقاعات الموسيقى الصاخبة
وكما قال فنان الأجيال محمد عبد الوهاب ( الغناء الأصيل هو ما يجعلني أهز رأسي وليس وسطي)
تقبلوا تحياتي
__________________
(ما أجملَ أنْ نبنيَ جسراً من الأمل فوق بَحرٍ مِنَ اليأسْ)