تـٌـمــّـجــد هته الأغنية سيدي محرز بن خلف . من هو هذا الولي الصالح ؟ و لماذ له كلّ هته المكانة في قلوب اليهود التوانسة ؟
هو محرز بن خلف بن رزين بن يربوع بن حنظلة بن اسماعيل بن عبد الصمد بن أبي بكر الصديق. ولد سنة 950 م و توفي في 1022 م بتونس .
كان صاحب مناقب وفضائل يجمع بين الدين والدنيا عالما في علوم الشريعة وعلوم الاجتماع البشرية. وله منزلة مميزة وتقدير كبيرعند أهل تونس قاطبة.وبرزت مظاهر الاقتداء به لا في صلاحه وعلمه فقط بل كانوا يحتمون به من ظلم الظالمين .ونظرا لما كان عليه من مناقب وصفات فقد أصدرسنة410 هجري/1019ميلادي الأمير المعز بن باديس ظهيرا في رعايته وتكريمه ورعاية جميع أقاربه وجميع من بنتسب اليه لذلك سُمّي : "سلطان المدينة". و يحتل مقام سيدي محرز قلب مدينة تونس هناك في باب سويقة ذلك الحي العريق المليء بالذكريات. والذي شهدت ساحته عديد الأحداث،
ولقد حيي سيدي محرز في أجواء شحنت بالطائفية والتصعب العرقي والمذهبي والديني. فتصدى لها ونبذها و دعا الى التعايش السلمي بين النا س لأن الأرض أكثر اتساعا من ضيق أفكار المتعصبين ولأن رسالة الانسان في الأرض هي العمار لا الافساد . ويسكن سيدي محرز قلوب التونسيين ليس فقط المسلمين منهم بل وكذلك غير المسلمين، بالخصوص اليهود التونسيين الذين وجدوا من سيدي محرز في حياته العطف والعناية والرعاية فهو من تدخل لفائدة الجالية اليهودية كي لا يبقى مقر سكناها خارج أسوار مدينة تونس التي كانت تغلق أبوابها عند كل مساء. ليخرج منها اليهود إلى حيث ألزموا بالسكن هناك في الملاّسين. وأثمرت شفاعة سيدي محرز في الجالية اليهودية بأن تسكن داخل المدينة هناك بجواره بباب سويقة في الحارة، التي ظلت تحمل هذا الاسم إلى ان غادرها أصحابه إلى الخارج: فرنسا...( حارة اليهود قرب منطقة الحفصية) وكان سيدي محرز الملاذ والملجأ الذي به احتمى اليهود فرارا بأنفسهم من ملاحقة من ناصبوهم العداء، ولاحقوهم حيثما كانوا في أوروبا . إن اليهود التونسيين أولئك الذين كانوا يعيشون على أرض تونس وبين أهلها مكرمين مبجلين عندما تتهيأ لهم فرص زيارة تونس في سياحة أو عمل لا ينسون (الكبار منهم) أن يعرجوا على باب سويقة هناك حيث زاوية سيدي محرز التي فيها ضريحه ولا يستنكف البعض منهم ان يأتي معه بهدية للزاوية تماما مثلما يفعل من يزوره من أهل تونس من المسلمين. ويحفظ القائمون على زاوية سيدي محرز أسماء يهود من النساء والرجال الذين قدموا بين يدي زيارتهم لسلطان المدينة هدية قد تكون شموعا أو زرابي أو ثريات تنويرا وتجميلا لهذا المعلم الديني والروحي الذي تواصل حضوره على مر القرون .
التعديل الأخير تم بواسطة : أبو بيرم بتاريخ 26/02/2010 الساعة 09h46