بسم الله الرحمن
الأخ الكريم الأستاذ محمد رمضان ماضى... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...وبعد
أشكر لك جميل مشاعرك وواسع أفقك وما كتبته ينبئ عن ذلك وإنا به لمن السعداء ,وذلك يعنى أننا لا نصرخ فى البرية وإنما نتعلم ونعلم ونتفاعل وجل من لا يتعلم يا أخى ى وصدق من قال أن المرء يظل يتعلم حتى إذا ظن أنه قد علم يكون عندها قد أوغل فى جهله وجهالته وأقسم لك أنني حينما أرى معرفة أو مظنة معرفة أو فائدة علمية أو منهجية أجعل نيلها غاية سؤلى ومنتهى قصدى وسعيى فلا يعنينى أن يقال :أتراه وقد بلغ من الكبر عتيا يسأل سؤال المستفهم المستعلم من هو فى سن أبنائه وفى مدارج تلاميذه... أخى الكريم هذه سبيل المعرفة وبها يرتقى الإنسان وينمو ولا يصرفك عن ذلك استنكار من تورمت ذواتهم وتضخمت الأنوات ( جمع أنا) عندهم فمثل أولئك رتع الجهل فى نفوسهم وعقولهم وأقام وطاب له المقام وهم فى حقيقة أمرهم يستحقون الرثاء, ودونما حديث عن النفس أسوق إليك ما تعلمناه من كبار العلماء من أهل الغرب ممن كنا نتيه فى سنوات الميعة والشباب على قرنائنا بأننا نمك نسخا من مؤلفاتهم اونعرف بعضا عن إنتاجهم...أخى الكريم.. أولئك مع تقدم العمل واتساع التجربة ومجالات الاحتكاك عاشرناهم وصاحبناهم ولما آنسوا عندنا قبسا من معرفة إذا بهم يسألوننا ويجلسون مجلس المستنصح الملهوف دونما أى مشكلة من مشاكلنا وموروثنا النفسى السقيم ...هكذا عرفنا منهم وتعلمنا الدأب على المعرفة والنهم الذى لا يشبع والظمأ الذى لا يرتوى وإن فاضت الينابيع وأنهرت الأنهار وترجعت فينا الذات وبرئت من السقام,
واستطردا لتأكيد المعنى والمقصد نشهد أبناءنا وبناتنا الذين جلسوا منا مجلس الطلاب عبر ما ينيف على الثلاثين عاما وهم يقرؤون لنا على صفحات هذا المنتدى وفى المجال الأكاديمي ويعرفون كيف كنا وما زلنا نحثهم على النقاش والحوار والجهر بلا خوف والسعى للحكمة على تنوعها واتساع مصادرها ومشارب أهليها وقائليها وهى ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى الناس بها كما فى مأثورنا الدينى العظيم... أخى الكريم ...أذكر طالبا منذ 15 عاما أو يزيد جادلنى وأكثر المجادلة فى قاعة الدرس مرات عديدة وفى أزمنة متوالية متقاربة فخشى زملاؤه مغبة غضبى وانتقامى من الدفعة كاملة كدأب بعض العتاة الجبابرة,فجاءوا يعتذرون عن زميلهم ويعدون بكبح جماحه فهممت بهم هم السوء وقلت لهم إنما تكرمون به ولا تضارون الا بتقاعسكم عن سلوك منهجه وولوج دربه وشجعتهم تشجيعا حارا ووعدتهم صادقا ولم أخلفهم بجزاء كبير لمن يناقش ويجادل فى غير مكابرة ولا مناطحة وإنما فى حوار ونقاش عقلى علمى صرف يبتغى الحكمة والمعرفة ويستظل بالمنطق والسعى للحقيقة والفهم الصحيح, وينأى عن السفسطة والمكابرة.. أخى الحبيب ...مرة ثانية أشكر لك طيب قولك ووسيع صدرك وأفقك... وسلامى اليك والى كل من يقرأ هذه الكليمات ورحمة الله وبركاته
(عذرا على تأخر الرد فقد صرع فيروس دخيل مجرم خبيث الكمبيوتر الذى أعمل عليه ثم عولج من ذلك واستفاق وأبل فاستأنف)