* : دروس في الهارموني النغمي التقليدي و الهارموني الحديث (الكاتـب : Hisham Khala - - الوقت: 04h34 - التاريخ: 07/11/2025)           »          حفل اذاعة الاغانى النادر فى الخميس الأول من كل شهر (الكاتـب : حازم فودة - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 00h54 - التاريخ: 07/11/2025)           »          مذياع الأيكة الكلثومية (الكاتـب : tarab - - الوقت: 21h52 - التاريخ: 06/11/2025)           »          فائزه عبدالله (الكاتـب : Edriss - - الوقت: 20h17 - التاريخ: 06/11/2025)           »          الشاعر عبدالفتاح مصطفى (الكاتـب : غواص النغم - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 19h37 - التاريخ: 06/11/2025)           »          محمد الموجي- 4 مارس 1923 - 1 يوليو 1995 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 19h27 - التاريخ: 06/11/2025)           »          المطربة نجاة (الكاتـب : عمر كامل - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 19h20 - التاريخ: 06/11/2025)           »          نصري شمس الدين- 27 جوان 1927 - 18 مارس 1983 (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 19h16 - التاريخ: 06/11/2025)           »          وداد (بهية وهبي) (الكاتـب : hamzeh_r - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 19h15 - التاريخ: 06/11/2025)           »          المطربة سحر (الكاتـب : ADEEBZI - آخر مشاركة : عطية لزهر - - الوقت: 18h21 - التاريخ: 06/11/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 02/09/2010, 12h35
الصورة الرمزية عاشق رفعت
عاشق رفعت عاشق رفعت غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:441170
 
تاريخ التسجيل: July 2009
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 48
المشاركات: 388
Arrow رد: بدر شاكر السياب

ابن الشــــــــــهيد

و تراجع الطوفان لملم كل أذيال المياه
و تكشف قمم التلال سفوحها و قرى السهول
أكواخها و بيوتها خرب تناثر في فلاه
عركت نيوب الماء كل سقوفها و مشى الذبول
فيما يحيط بهن من شجر فآه
آه على بلدي عراقي : أثمر الدم في الحقول
حسكا و خلف جرحة التتري ندبا في ثراه
يا للقبور كأن عاليها سفلا و غار إلى الظلام
مثل البذور تنام ظلم الثمار و لا تفيق
يتنفس الأحياء فيها كل وسوسة الرغام
حتى يموتوا في دجاها مثلما اختنق الغريق
جثث هنا ودم هناك
وفي بيوت النمل مد من الجفون
سقف يقرمده النجيع و في الزوايا
صفر العظام من الحنايا
ماذا تخلف في العراق سوى الكآبه و الجنون
أرأيت أرملة الشهيد
الوزج مد عليه من ترب لحافا ثم نام
متمددا بأشد ما تجد العظام
من فسحة سكنت يداه على الأضالع
و العيون
تغفو إلى أبد الإله إلى القيامة في سلام
رمت الرداء العسكري و نشرته على الوصيد
لثمته فانتفض القماش يرد برد الموت
برد المظلمات من القبور
يا فكرها عجبا ثقبت بنارك الأبد البعيد
يا فكر شاعرة يفتش عن قواف للقصيد
ماذا وجدت وراء أمسي و عبر يومّك من دهور
الثأر يصرخ كل عرق كل باب
في الدار يا لفم تفتّح كالجحيم من الصخور
من كل ردن في الرداء من النوافذ و الستور
من عيني ابنك يا شهيد تسائلان بلا جواب
عنك الأسرة و الدروب و تسألان عن المصير
مذ ألبسته الأم ثوبك في معاركك الأثير
و يداه في الردنين ضائعتان و الصدر الصغير
في صدرك الأبوي عاصفة تغلف بالسحاب
ورنا إلى المرآة
أبصرت فيه شخصك في الثياب
أبني كان أبوك نبعا من لهيب من حديد
سوراً من الدم و الرعود
ورماه بالأجل العميل فخر واها كالشهاب
لكن لمحا منه شع وفض اختام الحدود
و أضاء وجه الفوضوي ينز بالدم و الصديد
و كأن في أفق العروبة منه خيطا من رغاب
و تنفس الغد في اليتيم و مد في عينيه شمسه
فرأى القبور يهب موتاهن فوجا بعد فوج
أكفانها هرئت
و لكن الذي فيها يضم إليه أمسه
ويصيح يا للثار يا للثار
يصدى كل فج
و ترنّ أقيبة المساجد و المآذن بالنداء
و ينام طفلك و هو يحلم بالمقابر و الدماء
ربيــــــــع الجـــــــزائر

سلاما بلاد اللظى و الخراب
و مأوى اليتامى و أرض القبور
أتى الغيث و انحلّ عقد السحاب
فروى ثرى جائعا للبذور
و ذاب الجناح الحديد
على حمرة الفجر تغسل في كل ركن بقايا شهيد
و تبحث عن ظامئات الجذور
و ما عاد صبحك نارا تقعقع غضبي و تزرع ليلا
و أشلاء قتلى
و تنفث قابيل في كلّ نار يسفّ الصديد
و أصبحت في هدأة تسمعين نافورة من هتاف
لديك يبشّر أن الدّجى قد تولى
و صبحت تستقبلين الصباح المطلاّ
بتكبيرة من ألوف المآذن كانت تخاف
فتأوي إلى عاريات الجبال
تبرقع أصداءها بالرمال
بماذا ستستقبلين الربيع ؟
ببقيا من الأعظم البالية
لها شعلة رشّت الدالية
تعير العناقيد لون النجيع
وفي جانبي كل درب حزين
عيون تحدّق تحت الثرى
تحدق في عورة العاجزين
لو تستطيع الكلام
لصبّت على الظالمين
حميما من اللعنات من العار من كل غيظ دفين
ربيعك يمضغ قيح السلام
بيوتك تبقى طوال المساء
مفتّحة فيك أبوابها
لعل المجاهد بعد انطفاء اللهيب و بعد النوى و العناء
يعود إلى الدار يدفن تحت الغطاء
جراحا يفرّ إليه الصغار ترفرف أثوابها
يصيحون بابا فيفطر قلب المساء
و ماذا حملت لنا من هديّة
غدا ضاحكا أطلعته الدماء
و كم دارة في أقاصي الدروب القصيّة
مفتحة الباب تقرعه الريح في آخر الليل قرعا
فتخرج أو الصغار
و مصباحها في يد أرعش الوجد منها
يرود الدجى ما أنار
سوى الدرب قفر المدى و هي تصغى و ترهف سمعا
و ما تحمل الريح إلا نباح الكلاب البعيد
فتخفت مصباحها من جديد
و لما استرحنا بكينا الرفاق
هماس لأنبييس عبر القرون
وها أنت تدمع فيك العيون
و تبكين قتلاك
نامت وغى فاستفاق
بك الحزن عاد اليتامى يتامى
ردى عاد ما ظنّ يوما فراق
سلاما بلاد الثكالى بلاد الأيامى
سلاما
سلاما
قصـــــــيدة إلى العـــــــراق الثــــــــائر


عملاء قاسم يطلقون النار آه على الربيع
سيذوب ما جمعوه من مال حرام كالجليد
ليعود ماء منه تطفح كل ساقية يعيد
ألق الحياة إلى الغصون اليابسات فتستعيد
ما لص منها في الشتاء القاسمي فلا يضيع
يا للعراق
يا للعراق أكاد ألمح عبر زاخرة البحار
في كل منعطف و درب أو طريق أو زقاق
عبر الموانئ و الدروب
فيه الوجوه الضاحكات تقول قد هرب التتار
و الله عاد إلى الجوامع بعد أن طلع النهار
طلع النهار فلا غروب
يا حفصة ابتسمي فثغرك زهرة بين السهوب
أخذت من العملاء ثأرك كف شعبي حين ثار
فهوى إلى سقر عدو الشعب فانطلقت قلوب
كانت تخاف فلا تحن إلى أخ عبر الحدود
كانت على مهل تذوب
كانت إذا مال الغروب
رفعت إلى الله الدعاء ألا أغثنا من ثمود
من ذلك المجنون يعشق كل أحمر فالدماء
تجري و ألسنة اللهيب تمد يعجبه الدمار
أحرقه بالنيران تهبط كالجحيم من السماء
و اصرعه صرعا بالرّصاص فإنّه شبح الوباء
**
هرع الطبيب إليّ آه لعلّه عرف الدواء

للداء في جسدي فجاء
هرع الطبيب إليّ و هو يقول ماذا في العراق
الجيش ثار و مات قاسم أيّ بشرى بالشّفاء
و لكدت من فرحي أقوم أسير أعدو دون داء
مرحى له أي انطلاق
مرحى لجيش الأمة العربية انتزع الوثاق
يا أخوتي بالله بالدم بالعروبة بالرجاء
هبّوا فقد صرع الطغاة و بدّد الليل الضياء
فلتحرسوها ثورة عربيّة صعق الرّفاق
منها وخر الظالمون
لأن تموز استفاق
من بعد ما سرق العميل سناه فانبعث العراق


يـــــــوم الطــــــغاة الأخــــــــير

إلى الملتقى و انطوى الموعد
و ظل الغد
غد الثائرين القريب
يدا بيد من غمار اللهيب
سنرقى إلى القمة العالية
و شعرك حقل حباه المغيب
أزاهير القانية
نرى الشمس تنأى وراء التلال
و بين الظلال
قد رف مثل الجناح الكسير
على كومة منحطام القيود
على عالم بائد لن يعود
سناها الأخير
تقولين لي هل رأيت النجوم
أأبصرتها قبل هذا المساء
لها مثل هذا السّنا و النّقاء
تقولين لي هل رأيت النجوم
و كم أشرقت قبل هذا المساء
على عالم لطخته الدماء
دماء المساكين و الأبرياء
تقولين لي هل رأيت النجوم
تطل على أرضنا و هي حرّه
لأول مرّة
نعم أمس حين التفتّ إليك
تراءين كالهجس في مقلتيك
و إذ يستضيء المدى بالحريق
فيندكّ سجن و يجلى طريق
و يذكي بأطيافه الدافئة
محيّاك باللهفة الهانئة
تقولين نحن ابتداء الطريق
و نحن الذين اعتصرنا الحياة
من الصّخر تدمى عليه الجباه
و يمتص ريّ الشفاه
من الموت في موحشات السجون
من البؤس من خاويات البطون
لأجيالها الآتية
لنا الكوكب الطالع
و صبح الغد الساطع
وآصاله الزاهيه


__________________
لا يحصي فضلك ناثر أو كاتب * * * عددا ولا الشعراء يا غوث الندى
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02/09/2010, 12h58
الصورة الرمزية عاشق رفعت
عاشق رفعت عاشق رفعت غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:441170
 
تاريخ التسجيل: July 2009
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 48
المشاركات: 388
Arrow بدر شاكر السياب

نســـــــــيم من القــــــــبر
نسيم الليل كالآهات من جيكور يأتيني
فيبكيني
بمب نفثته أمي فيه من وجد و أشواق
تنفس قبرها المهجور عنها قبرها الباقي
على الأيام يهمس بي تراب في شراييني
ودوزد حيث كان دمي و أعراقي
هباء من خيوط العنكبوب و أدمع الموتى
إذا ادكروا خطايا في ظلام الموت ترويني
مضى أبد و ما لمحتك عيني
ليت لي صوتا
كنفح الصور يسمع وقعه الموتى هو المرض
تفك منه جسمي وانحنت ساقي
فما أمشي و لم أهجرك إني أعشق الموتا
لأنك منه بعض أنت ماضي الذي يمض
إذا ما اربدت الآفاق في يومي فيهديني
أما رن الصدى في قبرك المنهار من دهليز مستشفى
صداي أصيح من غيبوبة التخدير أنتقض
على ومض المشارط حين سفت من دمي سفا
و من لحمي أما رن الصدى في قبرك المنهار
و كم ناديت في أيام سهدي أو ليلليه
أيا أمي تعالي فالمسي ساقي و اشفيني
يئن الثلج و الغربان تنعب من طوى فيه
و بين سريري المبتل حتى القاع بالأمطار
و قبرك تهدر الأنهار
و تصطخب البحار إلى القرار يخضها الإعصار
أما حملت إليك الريح عبر سكينة الليل
بكاء حفيدتيك من الطوى و حفيدك الجوعان
لقد جعنا و في صمت حملنا الجوع و الحرمان
و يهتك سرنا الأطفال ينتحبون من ويل
أفي الوطن الذي آواك جوع ؟ أيما أحزان
تؤرق أعين الأموات
لا ظلم و لا جور
عيونهما زجاج للنوافذ يخنق الألوان
هناك لكل ميت منزل بالصمت مستور
و لكنا هنا عصفت بنا الأقدار من ظل
إلى ظل و من شمس إلى شمس يغيب النور
على شرفات بيت ضاحكات ثم يشرق و هي أطلال
و يخفق حيث كركر أمس أطفال
صرير للجنادب هامسات إنه المقدور
تصدع برج بابل منه و انهدمت صخور السور
أما حملت إليك الريح عبر سكينة الليل
بكاء حفيدتيك من الطوى يعلو من السهل


رســــــــالة من مقــــــــــــبرة
من قاع قبري أصيح
حتى تئن القبور
من رجع صوتي و هو رمل و ريح
من عالم في حفرتي يستريح
مركومة في جانبيه القصور
و فيه ما في سواه
إلا دبيب الحياه
حتى الأغاني فيه حتى الزّهور
و الشمس إلا أنها لا تدور
و الدّود نخار بها في ضريح
من عالم قي قاع قبري أصيح
لا تيأسوا من مولد أو نشورا
النور من طين هنا أو زجاج
قفل على باب سور
النور في قبري دجى دون نور
النور في شباك داري زجاج
كم حدّقت بي خلفه من عيون
سوداء العار
يجرحن بالأهدالب أسراري
فاليوم داري لم تعد داري
و النور في شبّاك داري ظنون
تمتص أغواري
و عند بابي يصرخ الجائعون
في خبزك اليومي دفء الدّماء
فاملأ لنا في كل يوم و عاء
من لحمك الحي الذي نشتهيه
فنكهة الشمس فيه
و فيه طعم الهواء
و عند بابي يصرخ الأشقياء
أعصر لنا من مقلتيك الضياء
فأننا مظلمون
و عند بابي يصرخ المخبرون
و عر هو المرقى إلى الجلجلة
و الصخر يا سيزيف ما أثقله
سيزيف إن الصخرة الآخرون
لكنّ أصواتا كقرع الطبول
تنهلّ في رمسي
من عالم الشمس
هذي خطى الأحياء بين الحقول
في جانب القبر الذي نحن فيه
أصداؤها الخضراء
تنهلّ في داري
أوراق أزهار
من عالم الشمس الذي نشتهيه
أصداؤها البيضاء
يصدعن من حولي جليد الهواء
أصداؤها الحمراء
تنهل في داري
شلال أنوار
فالنور في شبّاك داري دماء
ينضحن من حيث التقى بالصخور
في فوهة القبر المغطاه سور
هذا مخاض الأرض لا تيأسي
بشراك يا أجداث حان النشور
بشراك في وهران أصداء صور
سيزيف ألقى عنه العبء الدّهور
و استقبل الشمس على الأطلس
آه لوهران التي لا تثور
لأنّــــــــي غريــــــب


لأنّي غريب
لأنّ العراق الحبيب
بعيد و أني هنا في اشتياق
إليه إليها أنادي : عراق
فيرجع لي من ندائي نحيب
تفجر عنه الصدى
أحسّ بأني عبرت المدى
إلى عالم من ردى لا يجيب
ندائي
و إمّا هززت الغصون
فما يتساقط غير الردى
حجار
حجار و ما من ثمار
و حتى العيون
حجار و حتى الهواء الرطيب
حجار يندّيه بعض الدم
حجار ندائي و صخر فمي
و رجلاي ريح تجوب القفار





__________________
لا يحصي فضلك ناثر أو كاتب * * * عددا ولا الشعراء يا غوث الندى
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02/09/2010, 13h23
الصورة الرمزية عاشق رفعت
عاشق رفعت عاشق رفعت غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:441170
 
تاريخ التسجيل: July 2009
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 48
المشاركات: 388
Arrow بدر شاكر السياب

مدينة بلا مطر

مدينتنا تؤرّق ليلها نار بلا لهب

تحمّ دروبها و الدّور ثم تزول حمّاها
و يصبغها الغروب بكل ما حملته من سحب
فتوشك أن تطير شراره و يهب موتاها
صحا من نومه الطينيّ تحت عرائش العنب
صحا تموز عاد لبابل الخضراء يرعاها
و توشك أن تدق طبول بابل ثم يغشاها
صفير الريح في أبراجها و أنين مرضاها
و في غرفات عشتار
تظل مجامر الفخار خاوية بلا نار
و يرتفع الدعاء كأن كل حناجر القصب
من المستنقعات تصيح
لاهثة من التعب
تؤوب إله الدم خبز بابل شمس آذار
و نحن نهيم كالغرباء من دار إلى دار
لنسأل عن هداياها
جياع نحن و اأسفاه فارغتان كفّاها
و قاسيتان عيناها
و باردتان كالذهب
سحائب مرعدات مبرقات دون إمطار
قضينا العام بعد العام بعد العام نرعاها
وريح تشبه الإعصار لا مرّت كإعصار
و لا هدأت ننام و نستفيق و نحن نخشاها
فيا أربابنا المتطلعين بغير ما رحمه
عيونكم الحجار نحسّها تنداح في العتمة
لترجمنا بلا نقمة
تدور كأنهن رحى بطيئات تلوك جفوننا
حتى ألناها
عيونكم الحجار كأنّها لبنان أسوار
بأيدينا بما لا تفعل الأيدي بنيناها
عذارانا حزاني ذاهلات حول عشتار
يغيض الماء شيئا بعد شيء من محيّاها
و غصنا بعد غصن تذبل الكرمة
بطيء موتنا المنسلّ بين النور و الظلمة
له الويلات من أسد نكابد شدقه الأدرد
أنار البرق في عينيه أم من شعله المعبد
أفي عينيه مبخرتان أوجرتا لعشتار
أنافذتان من ملكوت ذات العالم الأسود
هنالك حيث يحمل كل عام جرحة الناريّ
جرح العالم الدوار فاديه
و منقذه الذي في كل عام من هناك يعود بالازهار
والأمطار تجرحنا يداه لنستفيق على أياديه
و لكن مرّت الأعوام كثرا ما حسبناه
بلا مطر و لو قطرة
و لا زهرة و لو زهرة
بلا ثمر كأنّ نخيلنا الجرداء أنصاب أقمناها
لنذبل تحتها و نموت
سيدنا جفانا آه يا قبره
أما في قاعك الطيني من جرّة
أما فيها بقايا من دماء الرب أو بذره
حدائقه الصغيرة أمس حعنا فافترسناها
سرقنا من بيوت النمل من أجرانها دخنا و شوفانا
و أوشابا زرعناها
فوفّينا و ما وفى لنا نذره
و سار صغار بابل يحملون سلال صبّار
و فاكهة من الفخّار قربانا لعشتار
و يشعل خاطف البرق
بظل من ظلال الماء و الخضراء و النار
و جوههم المدوّرة الصغيرة و هي تستسقي
فيوشك أن يفتّح و هي تومض حقل نوار
ورفّ كأنّ ألف فراشة نثرت على الأفق
نشيدهم الصغير
قبور إخوتنا تنادينا
و تبحث عنك أيدينا
لأن الخوف ملء قلوبنا و رياح آذار
تهز مهودنا فنخاف و الأصوات تدعونا
جياع نحن مرتجفون في الظلمة
و نبحث عن يد في الليل تطعمنا تغطّينا
نشد عيوننا المتلفتات بزندها العاري
و نبحث عنك في الظلماء عن ثديين عن حلمة
فيا من صدرها الأفق الكبير و ذديها الخيمة
سمعت نشيجنا و رأيت كيف نومت فاسقينا
نموت و أنت واأسفاه قاسية بلا رحمة
فيا آباءنا من يفتدينا من سيحيينا
و من سيميت يولم لحمه فينا
و أبرقت السماء كأن زنبقة من النار
تفتح فوق بابل نفسها و أضاء وادينا
و غلغل في قراره أرضنا



دجلة الغضبى

ذوب الليل يا شعاع النهار تلمح العين ما وراء الستار
ذوب الليل يبصر الشعب صرعاه فما زال واقفا بانتظار
يبصر القوم بين هاو الى اللحد وغرقان دائب في احتظار
ما غضبة المياه الحبيبات تدفقن بعد طول الأسار
زمزم الموج في السهول النديات مغيطا وصاح في كل دار
سائل الكوخ والربى والصجارى كيف أرعش في يد التيار
أيها النائمون في الضفة السكرى على الجوع والضنى والصغار
كيف بالله كيف تغفو عيون في حمى كل ظالم غدار
علموا دجلة الظلامات والغدر فعادت ولا تفي عهد جار
أيها الضاربون في ظلمة الليل الى غير منتهى أو قرار
يسرقون الخطى على ضوء نجم يسرق الخطو في قصي المدار
كيف خلفتم الديار الحبيبات ألا لفتة لتلك الديار
ضرب الماء ما بنى كل بان وطوى كل مأمل بالثمار
فاشتكى صاحب القطيع من الموج لذئب رآه أو جزار
واشتكى الحاصد المعنى الى الشيخ فما كان منه غير ازورار
وهو بالأمس واهب القائد الغربي زلفى اليه سيف النضار
صيغ من أضلع الجياع العريا تحت أنظار كل جوعان عاري
وهوبالأمس من حبا لندن الشوهاء ما شاء منه حب الفخار
وهو من يبخل الغداه على الشعب ويلقى انتحابه بافترار
ليت لي قوة المياه فاقتض من الشيخ للدموع الغزار
ليتني أهدم القصور وأبنيهن بيتا لشارد في القفار
ليتني أبدل القلوب التى تغفو على الذل بالحصى والحجار
أيها الشعب واحتماك عار على الحر دونه كل عار
طالما قد صبرت يا شعبي المظلوم فانهض كفاك طول اصطبار
أيها المرسل الأنين الى الآذان يلبسن قرط الاستعمار
حق ما ترسل الأنين اليهن اجتزازا بصارم بتار
فهي صماء حين تدعو وصغواء اذا اهتز شارب المستشار
ضلة للنيام والثلعب الرعديد يسطو بمخلب مستعار
رب ناج من الردى خلف الأبناء صرعى في المائج الهدار
مثقل الظهر بالسنين الطويلات وأشلاء بيته المنهار
لاح لي فانطلقت أزجي اليه الشعر حران قاذفا بالشرار
أيها المبتلى وأدعو بك الشعب وقد هم غيظه بانفجار
ذلك النهر فاض بعد احتباس عاصفا بالسدود عصف اقتدار
نبني أي ساعة أبصر الشعب وقد فاض بعد طول الأسار
ساحقا في اندفاعه ما أقام الظلم في دره من الأسوار
قل لمن ثبت العروش على الماء فقال امتلكت كل البحار
سوف تأتيك ساعة توقظ الأمواج فيها انتفاضة الاعصار
أيها الشعب يعصب الداء عينيه فلا تبصران ضوء النهار
الدواء الذي ترجي سيأتيك اسمه من حناجر الثوار
تعصف الصيحة المدماة بالتاج على كل مفرق مستطار
يوم لا الظالم الغشوم بمنجيه من الثائرين وشك الفرار
لا ولا القيد مستطيع حيال النار صبرا ودونه ألف نار
الردى واالهوان خط الأذلاء وكل الحياة للأحرار



__________________
لا يحصي فضلك ناثر أو كاتب * * * عددا ولا الشعراء يا غوث الندى

التعديل الأخير تم بواسطة : عاشق رفعت بتاريخ 02/09/2010 الساعة 20h14
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02/09/2010, 19h56
الصورة الرمزية عاشق رفعت
عاشق رفعت عاشق رفعت غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:441170
 
تاريخ التسجيل: July 2009
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 48
المشاركات: 388
افتراضي بدر شاكر السياب

منزل الأفنـــــــــان

في جيكور
منازل فانزع الأبواب عنها تغد أطلالا
خوالٍ قد تصكّ الريح نافذة فتشرعها إلى الصبح
تطل عليك منها عين بوم دائب النوح .
وسلّمها المحطم ، مثل برج دائر ، مالا
يئن إذا أتته الريح تصعده إلى السطح ،
سفين تعرك الأمواج ألواحه

وتملأ رحبة الباحه
ذوائب سدرة غبراء تزحمها العصافير
تعد خطى الزمان بسقسات ، و المناقير
كأفواه من الديدان تأكل جثة الصمت
وتملأ عالم الموت
بهسهة الرثاء ، فتفزع الأشباح تحسب أنه النور
سيشرق ، فهي تمسك بالظلال وتهجر الساحه
إلى الغرف الدجية وهي توقظ ربة البيت :
"لقد طلع الصباح". وحين يبكي طفلها الشبح
تهتهده وتنشد : " يا خيول الموت في الواحه
تعالي و احمليني ، هذه الصحراء لا فرح
يرفّ بها ولا أمن ولا حب ولا راحه " .

ألا يا منزل الأفنان، كم من ساعد مفتول
رأيت ومن خطى يهتز منها صخرك الهاري
وكم أغنية خضراء طارت في الضحى المغسول
بالشمس الخريفية ،
تحدث عن هوىً عاري
كماء الجدول الرقراق ! كم شوقٍ و أمنيه !!
وكم ألم طويت وكم سقيت بمدمعٍ جاري !!
وكم مهد تهزهز فيك : كم موت وميلاد
ونار أوقدت في ليلة القرّ الشتائية !!
يدندن حولها القصاص : " يحكى أن جنية …"
فيرتجف الشيوخ ويصمت الأطفال في دهش و إخلاد
كأن زئير آلاف الأسود يرنّ في واد
وقد ظلوا حيارى فيه ، ثم ترنّ أغنيه :
" أتى قمر الزمان .. " ودندن القصاص : "جنيه"
وبؤسهم المرير : الجوع و الأحزان و السقم
وطفل مات لما جفّ درّ - ماتت المعزى
وجاعت أمه فالثدي لا لبن ولا لحم .
سمعت صراخها و الليل ينظر نجمه غمزا،
وولولة الأب المفجوع يخنق صوته الألم.

ولو خيّرت أبدلت الذي ألقى بما ذاقوا
ممضّ ما أعاني : شلّ ظهر و انحنت ساق .
على العكاز أسعى حين أسعى، عاثر الخطوات مرتجفا
غريب غير نار الليل ما واساه من أحد
بلا مال، بلا أمل ، يقطع قلبه أسفا.
ألست الراكض العدّاء في الأمس الذي سلفا ؟
أأمكث في ديار الثلج ثم أموت من كمد
و من جوع ومن داءٍ و أرزاء ؟
أأمكث أم أعود إلى بلادي ؟ آه يا بلدي
و ما أمل العليل لديك شحّ المال ثم رمته بالداء
سهام في يد الأقدار ترمي كل من عطفا
على المرض وشدّ ضلوع الجائعين بصدره الواهي
وكفكف أدمع الباكين يغسلها بما وكفا
من العبرات غفي عينيه ، إلا رحمة الله ؟؟

ألا يا منزل الأفنان ، سقتك الحيا سحب
تروّي قبري الظمآن ،
تلثمه وتنسحب !


الأم والطفلة الضائعة

قفي ، لا تغربي ، يا شمس،
ما يأتي مع الليل
سوى الموتى. فمن ذا يرجع الغائب للأهل
إذا ما سدت الظلماء
دروباً أثمرت بالبيت بعد تطاول المحل ؟
وأن الليل ترجف أكبد الأطفال من أشباحه السوداء
من الشهب اللوامح فيه، مما لاذ بالظل
من الهمسات و الأصداء.
شعاعك مثل خيط اللابرنث، يشده الحب
إلى قلاب ابنتي من باب داري، من جراحاتي
و آهاتي.

مضى أزل من الأعوام : آلاف من الأقمار، والقلب
يعد خوافق الأنسام ، يحسب أنجم الليل،
يعد حقائب الأطفال ، يبكي كلما عادوا
من الكتّاب و الحقل.
ويا مصباح قلبي ، يا عزائي في الملمات،
منى روحي، ابنتي : عودي إليّ فهاهو الزاد
وهذا الماء. جوعى ؟ هاك من لحمي
طعاماً. آه !! عطشى أنت يا أمي ؟
فعبي من دمي ماء وعودي .. كلهم عادوا.
كأنك برسفون تخطفتها قبضة الوحش
وكانت أمها الولهى أقل ضنىً و أوهاماً
من الأم التي لم تدر أين مضيت !
في نعش ؟

على جبل ؟ بكيت ؟ ضحكتِ ؟ هبّ الوحش أم ناما ؟
وحين تموت نار الليل، حين يعسعهس الوسن
على الأجفان،/ حين يفتش القصاص في النار
ليلمح من سفينة سندباد ذوائب الصاري
ويخفت صوته الوهن،/
يجن دمي إليك، يحنّ ، يعصرني أسىً ضارٍ .
مضت عشر من السنوات، عشرة أدهر سود
مضى أزل من السنوات، منذ وقفت في الباب
أنادي ، لا يرد علىّ إلا الريح في الغاب
تمزق صيحتى وتعيدها .. و الدرب مسدود
بما تتنفس الظلماء من سمر و أعناب
و أنت كما يذوب النور في دوامة الليل،
كأنك قطرة الطل
تشربها التراب .. أكاد من فرق و أوصاب
أسائل كل ما في الليل من شيح و من ظل،
أسائل كل ما طفل :
" أأبصرت ابنتي ؟ أرأيتها؟ أسمعت ممشاها؟"
وحين أسير في الزحمة
أصغّر كل وجه في خيالي : كان جفناها
كغمغمة الشروق على الجداول تشرب الظلمة،
وكان جبينها .. و أراك في لبد من الناس
موزعة فآه لو أراك و أنت ملتمّة !
و أنت الآن في سحر الشباب، عصيرها القاسي
يغلغل في عروقك، ينهش النهدين و الثغرا
وينشر حولك العطرا،
فيحلم قلبك المسكين بين النور و العتمة
بشيء لو تجسد كان فيه الموت و النشوة!
و أذكر أن هذا العالم المنكود تملأ كأسه الشقوة
و فيه الجوع و الآلام، فيه القفر و الداء.

أأنت فقيرة تتضرع الأجيال في عينيك، فهي فم
يريد الزاد، يبحث عنه و الطرقات ظلماء ؟
أحدق في وجوه السائلات أحالها السقم
ولوّنها الطوى، فأراك فيها، أبصر الأيدي
تمد، أحس أن يدي .. معهن تعرض زرقة البرد
على الأبصار وهي كأنهن أدارها صنم
تجمّد في مدى عينيه أدعية وسال دم
فأصرخ في سبيل الله، تخنق صوتي الدمعه
تحيط الملح و الماء.
وأنت على فمي لوعه
وفي قلبي ، وضوء شع ثم بلا رجعه
وخلّفني أفتّش عنه بين دجىً وأصداء .



الوصية

من مرضي
من السرير الأبيض
من جاري انهار على فراشه و حشرجا
يمص من زجاجة أنفاسه المصفره ،
من حلمي الذي يمد لي طريق المقبره
والقمر المريض و الدجى ..؟
أكتبها وصية لزوجتي المنتظره
وطفلي الصارخ في رقاده : " أبي ، أبي"
تلم في حروفها من عمري المعذب
لو أن عوليس وقد عاد إلى دياره
صاحت به الآلهة الحاقدة المدمره
أن ينشر القلاع ، أن يضل في بحاره
دون يقين أن يعود في غد لداره
ما خضه النذير و الهواجس
كما تخض نفسي الهواجس المبعثره
اليوم ما على الضمير من حياء حارس
أخاف من ضبابة صفراء
تنبع من دمائي
تلفني فما أرى على المدى سواها
أكاد من ذلك لا أراها
يقص جسمي الذليل مبضع
كأنه يقص طينة بدون ماء
ولا أحس غير هبة من النسيم ترفع من طرف الستائر الضباب
ليقطر الظلام ، لست أسمع
سوى رعود رن في اليباب
منها صدى وذاب في الهواء …
أخاف من ضبابة صفراء

أخاف أن أزلق من غيبوبة التخدير
إلى بحار ما لها من مرسى
و ما استطاع سندباد حين أمسى
فيهن أن يعود للعود وللشراب والزهور،
صباحها ظلام
وليلها من صخرة سوداء
من ظل غيبوبتي المسجور
إلى دجى الحمام
ليس سوى انتقالة الهواء
من رئة تغفو ، إلى الفضاء
أخاف أن أحس بالمبضع حين يجرح
فاستغيث صامت النداء
أصيح لا يرد لي عوائي
سوى دم من الوريد ينضح
وكيف لو أفقت من رقادي المخدر
على صدى الصور ، على القيامة الصغيرة
يحمل كل ميت ضميره
يشع خلف الكفن المدثر ،
يسوق عزرائيل من جموعنا الصفر إلى جزيره
قاحلة يقهقه الجليد فيها ،
يصفر الهواء في عظامنا ويبكي
ماذا لو أن الموت ليس بعه من صحوه ،
فهو ظلام عدم ، ما فيه من حس ولا شعور ؟
أكل ذاك الأنس ، تلك الشقوه
و الطمع الحافر في الضمير
والأمل الخالق من توثب الصغير
ألف أبي زيد تفور الرغوه
من خيله الحمراء كالهجير
أكلها لهذه النهايه ؟
ترى الحمام للحياة غايه ؟
إقبال يا زوجتي الحبيبه
لا تعذليني ما المنايا بيدي
ولست، لو نجوت ، بالمخلد
كوني لغيلان رضى وطيبه
كوني له أبا و أما و ارحمي نجيبه
وعلميه أن يذيل القلب لليتيم و الفقير
وعلميه

ظلمة النعاس
أهدابها تمس من عيوني الغريبه
في البلد الغريب ، في سريري
فترفع اللهيب عن ضميري
لا تحزني إن مت أي بأس
أن يحطم الناي ويبقى لحنه حتى غدي ؟
لا تبعدي
لا تبعدي
لا …

__________________
لا يحصي فضلك ناثر أو كاتب * * * عددا ولا الشعراء يا غوث الندى
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24/12/2014, 20h07
الصورة الرمزية نور عسكر
نور عسكر نور عسكر غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:348516
 
تاريخ التسجيل: December 2008
الجنسية: .
الإقامة: .
المشاركات: 15,405
افتراضي رد: الذكرى الـ50 لرحيل الشاعر بدر شاكر السياب


الذكرى الــ 50 ــ لرحيل الشاعر بدر شاكر السياب
1964-2014م

من قصائده والتي كتبها أثناء فترة مرضه في لندن 9-3-1963م
أم كـلثـــــوم والـذكــــرى
وأشربُ صَوتها ..فيغوص من روحي إلى القاعِ
ويُشعل بين أضلاعي
غناءً من لسان النار ، يهتف سوف أنساها
وأنسى نكبتي بجفائها وتذوب أوجاعي
وأشرب صوتها ..فكأن ماءَ بُويبَ يسقيني

( القصيدة بخط يد الشاعر بدر شاكر السياب )



( من أرشيفي .. قصائد بخط يد السياب ، مع التحيات )
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg أم كلثوم - قصيدة السياب 9-3-1963 لندن.jpg‏ (100.1 كيلوبايت, المشاهدات 44)
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 06h10.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd