* : طلبات نوتة أ / عادل صموئيل الجزء الثانى (الكاتـب : عادل صموئيل - آخر مشاركة : عمرو الهنداوي - - الوقت: 23h00 - التاريخ: 21/12/2025)           »          مساهمات اختيارية من الأعضاء لسماعي لعام 2026 (الكاتـب : سماعي 2 - آخر مشاركة : خليـل زيـدان - - الوقت: 22h52 - التاريخ: 21/12/2025)           »          ياس خضر 1938-2023 (الكاتـب : Mona - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 22h32 - التاريخ: 21/12/2025)           »          نجيب السراج- 31 كانون الثاني 1923 - 18 حزيران 2003 (الكاتـب : ADEEBZI - آخر مشاركة : CHAMIKH - - الوقت: 16h02 - التاريخ: 21/12/2025)           »          فرقة التراث الحلبية (الكاتـب : ناصر فخري - آخر مشاركة : redstar4mj - - الوقت: 10h49 - التاريخ: 21/12/2025)           »          خليفي أحمد (الكاتـب : ridha26 - آخر مشاركة : hamid faical - - الوقت: 02h51 - التاريخ: 21/12/2025)           »          صالح الكويتي وداود الكويتي (الكاتـب : عمر كامل - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 19h28 - التاريخ: 20/12/2025)           »          فايزة رشدى (الكاتـب : غريب محمد - - الوقت: 18h45 - التاريخ: 20/12/2025)           »          محمد عثمان- 1854 - 19 ديسمبر 1900 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : يحي قباني - - الوقت: 18h34 - التاريخ: 20/12/2025)           »          لقاءات مع رياض السنباطي (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Marouane El Baz - - الوقت: 15h46 - التاريخ: 20/12/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > كتب ودراسات موسيقية

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 12/08/2010, 06h56
براء السيد براء السيد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:459796
 
تاريخ التسجيل: September 2009
الجنسية: سورية
الإقامة: سوريا
المشاركات: 88
افتراضي رد: بيتهوفن الموسيقار العالمي ـ إدموند موريس

في سيمفونيته الأولى، كان كلاسيكيا رشيقا ولم يسمح لآلام أذنيه ولا أوجاعه العاطفية أن تتدخل في تشكيل وجدان اللحن أو مضمونه. ولكن سمفونية "البطولة" الثالثة أصبحت مجالاً رومنتيكيا خصبا للتعبير الشخصي.. ولتدخل أحاسيسه بغير موضوعية مجردة- لقد وجد فيها متنفساً للإفصاح عن إعجابه ببطل كان يراه يعمل لخلاص البشرية ومعاداة الملكية المستبدة.. فأهداها لنابليون، وعندما كان يهم بإرسالها إليه بباريس، جاءته الأنباء التي أعلنت خيانة نابليون لمبادئه وتنصيب نفسه إمبراطورا.. ثار بتهوفن ومزق صفحة الإهداء وكتب بدلا منها "سيمفونية البطولة.. في ذكرى رجل عظيم".. وأفصح أن هذا الرجل لا يزال يحيا بجسده، أما روحه فقد ماتت.. إن مبادئه هذه تبلورت في كثير من المواقف منها خطابه إلى صديقه الأمير "ليشنوفسكي": "أيها الأمير.. إن مكانتك وإمكانياتك، ترجع إلى الحظ .. وإلى الوراثة، ولكن أنا أختلف، لأن مجدي ينبع من نفسي، ولا يوجد سوى بتهوفن واحد".

إن سيمفونيته الخامسة هي أول إفصاح عن عبقريته الناضجة. إنها الرجل الجديد أمام قدره منتصراً بقوة الخير وقوة الإله. إنها ملحمة تصور رحلة الإنسان من العذاب والمعاناة إلى الحكمة والمعرفة، ومن الحكمة إلى الشجاعة إلى الأمل.. ثم إلى الحياة الأبدية الخالدة.

كان عام 1808 هو الحد الفاصل الذي أنهى فيه مهنته كعازف تاريخي نادر للبيانو.. فقد حال صممه، الذي كان قد وصل إلى مرحلة متأخرة، دون استمراره في العزف، رغم أنه سراً، كان قد طلب إضافة وتر لأوتار البيانو ذات الطبقة الموسيقية الواحدة حتى تزداد القوة، فيساعده ذلك على سماع نفسه وهو يعزف.. ولكنه واصل عمله كقائد للأوركسترا لتقديم العروض الأولى لأعماله العظيمة.. التي توجها بالسيمفونية التاسعة (الكورالية).. وقد قال عنها فاجنر:

"إننا ننظر إلى هذا العمل كعلامة تاريخية تحدد عهداً جديداً في هذا الفن العالمي.. فمن خلاله عاش العالم ظاهرة نادرة قلما يجود التاريخ بمثلها.. في أي زمان أو مكان"..

وقال ناقد آخر هو "سنتيانا":

"إن الله قد خلق العالم حتى يكتب بتهوفن سمفونيته التاسعة"..

إنها وصية الحب والسلام.. (ليحتويكم الحب يا ملايين البشر .. ها هي قبلة لكل العالم)..

يقسم الكثير من النقاد حياة بتهوفن إلى ثلاث مراحل .. رغم أن ذلك لا يقره آخرون.. فإن المرحلة الأولى هي التي تتسم فيها أعماله بالطابع الكلاسيكي لهايدن وموتسرت وهي تبدأ بعام 1795 وتنتهي عام 1803.. وتشهد هذه الفترة ما يقرب من خمسين عملاً موسيقيا تتضمن العديد من سوناتات البيانو وأهمها "ضوء القمر" و "المؤثرة" والسيمفونيتان الأولى والثانية.. أما المرحلة الثانية فتبدأ بعام 1804 حتى 1816 .. وتتسم بالشاعرية والثورية وبشخصيته الرومنتيكية.. وخلالها كتب سيمفونيته الخامسة وأوبرا "فيديليو" وافتتاحيات "كوريولان" و"اجمونت".. أما المرحلة الأخيرة والتي شملت السنوات العشر الأخيرة من حياته، فقد تضمنت سيمفونيته التاسعة "والقداس الكبير" وسوناتاته ورباعياته الوترية الأخيرة. وهو في هذه المرحلة يرتفع على صراعه الشخصي مع القدر.. وتعبيره عن فرديته وشاعريته وفلسفته. إنه يتخطى نفسه ويجتازها إلى شعور أعم وأعمق.. إلى وحدة مع الإنسانية .. وصفاء وسلام وتعانق بين كل البشر..

وعندما رقد بتهوفن على فراش الموت .. التف حوله "شندلر" و "برويننج" و أخوه "يوهان".. وكان يقرأ لـ "سكوت" و "أوفيد".. كما كان في منتهى السعادة من مجلد وصله من أحد أصدقائه الإنجليز عن مؤلفات لهيندل .. وفي الثالث والعشرين من مارس عام 1827.. أصبح واضحاً أن النهاية قريبة لا محالة، فوقع وصيته، ووافق أصدقاؤه على أن يصلي له قسيس الصلاة الأخيرة.. كان قد مرض بالصفراء في عام 1821 ولكن المرض عندما عاوده هذه المرة.. كان قاتلا.. وفي يوم 24 مارس / آذار وصلته هدية من نبيذ الراين، علق عليهـــا بقوله: "واأسفاه، لقد وصلت متأخرة ".. ثم قال :"هللوا أيها الأصدقاء، فقد انتهت المهزلة".. وفقد الوعي حتى يوم 26 مارس / آذار عندما دوى الرعد ولمع البرق في عاصفة عارمة. فرفع رأسه وفتح عينيه.. ثم أغمضهما إلى الأبد..
__________________
قال كونفوشيوس: (لو أردت أن تعرف مقدار رقي أمة من الأمم فاستمع إلى موسيقاها).
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12/08/2010, 07h02
براء السيد براء السيد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:459796
 
تاريخ التسجيل: September 2009
الجنسية: سورية
الإقامة: سوريا
المشاركات: 88
افتراضي رد: بيتهوفن الموسيقار العالمي ـ إدموند موريس

من عباقرة الموسيقا الكلاسيكية : لودفيج فانبيتهوفن
لودفيج فان بيتهوفن 1770-1827 Ludwig Van Beethoven

ولد بيتهوفن في مدينة "بون" الألمانية، وكان والده قاسيا يجبرهعلى التدريب على عزف البيانو ساعات طويلة دون رحمة ويضربه إذا توقف وكانت طفولتهتعيسة ولما بلغ السادسة قدمه في حفلة ليعزف منفردا وفي الثانية عشرة التحق بالعملمع صديق لوالده كان عازفا في البلاط القيصري فاكتسب خبرة كبيرة في العزفوالغناء.

ولما بلغ السابعة عشرة انتقل إلى فيينا والتقى بموتسارت وأخذ منهبعض الدروس في التأليف ولفتت عبقريته نظر موتسارت فقال لأصدقائه: "التفتوا إلى هذاالشاب فسوف يحدث ضجة في عالم الموسيقى".

وفي هذه الفترة توفيت والدته فعادإلى بون، ولما بلغ الثانية والعشرين انتقل إلى "فيينا" ثانية وتتلمذ على يد "هايدن"، إلا أن عبقريته كانت تفوق قدرات أساتذته دائمًا.

وأصبحت "فيينا" مقره الدائم، وبدأ صيته يذيع والتفت حوله مجموعة من الأصدقاء ذوي المكانة الرفيعةفي المجتمع كما ارتبط بالشاعر والفيلسوف "جوته" بصداقة متينة، وبدأ الصمم يسري إلىسمعه وهو في نهاية العشرينات من عمره، وهو ما سبب له آلاماً نفسيه مبرحة. وسرعان مابرزت مواهبه كعازف ومؤلف وذاع صيته فرحبت به العائلات الأرستقراطية الكبيرة، ولكنهاوضعته في منزلة الخدم كما كان بالنسبة "لهايدن"، و"موتسارت"، إلا أن "بيتهوفن" لميقبل ذلك، فكان أول موسيقي يتمسك بتلك النزعة التحررية ويقف في وجه العادات القديمةالراسخة؛ وهو ما أدى إلى رفع منزلة الموسيقيين الألمان لا في زمانه فحسب بل بعد ذلكأيضًا، وهو ما زاد من جلال فن الموسيقى.

وكان بيتهوفن في شبابه ديمقراطيًامقتنعًا بالنظام الجمهوري متحمسًا لشعار الثورة الفرنسية "الحرية" و"الإخاء"،و"المساواة" كما كان معجبًا إعجابًا فائقًا بنابليون حتى أهداه أحد مؤلفاته الرائعةسيمفونية "أرويكا"، ثم أصيب بصدمة عنيفة عندما وصلت الأنباء إلى فيينا بأن نابليونقد نصب نفسه إمبراطورًا على فرنسا، فمزق في ثورة غضب عنيفة ذلك الإهداء الذي كتبهعلى الصفحة الأولى من مخطوطة تلك السيمفونية.

ومن أشهر سيمفونياته الخامسةوقد وصفها بأنها "ضربات القدر"، وفيها يعلن انتصاره على مصاعبالحياة.

وسيمفونيته التاسعة "الكورال" التي استقرت 6 سنوات، ويعد الكونشرتوالخامس "الإمبراطوري" أعظم ما كتب للبيانو


فرض بيتهوفن نفسه بمؤلفاته المتجددة وسيطرته على الأدوات الموسيقيةالأركستراليةوجعلها معبرة عن العنف والرقة مضيفاً ابتكارات هارمونية في العلاقاتاللحنية....
لقد كان تغييره ملفت للنظر فهو كلاسيكي في بنائه مجدد فيتركيزه...

من أهم مؤلفاته....

1 -
تسع سنفونيات أهمها الثالثة : البطولة
الخامسة : القدر
السادسة : الريفية
السابعة والتاسعة : الكورال....

2 -
اوبرا واحدة اسمها فيديليو...

3 -
افتتاحيات ايغمونتو كوريولان و ليونور..

4 -
خمس كونشرتات للبيانو

5 -
كونشيرتوللكمان..
__________________
قال كونفوشيوس: (لو أردت أن تعرف مقدار رقي أمة من الأمم فاستمع إلى موسيقاها).
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12/08/2010, 07h05
براء السيد براء السيد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:459796
 
تاريخ التسجيل: September 2009
الجنسية: سورية
الإقامة: سوريا
المشاركات: 88
افتراضي رد: بيتهوفن الموسيقار العالمي ـ إدموند موريس

الكلاب تفضل موسيقا بيتهوفن على أنغام بريتني سبيرز
كشفت دراسة جديدة أجريت في ايرلندا ان الكلاب تستمتعبالموسيقا الكلاسيكية التي تشعر معها بالهدوء، غير انها لا تتوقف عن النباح تعبيراًعن انزعاجها عندما تستمع إلى الموسيقا الصاخبة.‏

وكانت ديبورة ويلز منجامعة كوينز بمدينة بلفاست الايرلندية قد قامت بالتعاون مع فريق من علماء سلوكالحيوانات، بعزف اربعة انواع من الموسيقا لمجموعة تضم عشرة كلاب.‏

وحظيتالموسيقا الكلاسيكية باعجاب تلك الكائنات، فعندما استمعت الكلاب إلى النغماتالموسيقية الهادئة من اعمال موزارت وباخ وبيتهوفن، فقد احست هذه الكلاب بالهدوءوالطمأنينة.وعندما استمعت تلك الكلاب إلى الموسيقا الصاخبة، فقد زمجرت وبدا عليهاالقلق وبدأت تتحرك بانفعال مثل نمور محبوسة في اقفاصها.‏

اما الموسيقاالمصاحبة لفرق (الروك) مثل المطربة بريتني سبيرز، فانها لم تحدث أي تأثير على هذهالكلاب التي ظلت باردة عند استماعها إلى مثل هذه الموسيقا.‏

تقول ديبورة «من المعروف ان الموسيقا يمكن ان تؤثر على أمزجتنا»، مشيرة إلى ان الكلاب يمكن انتكون قادرة على تمييز الاشياء تماماً مثل البشر عندما يتعلق الأمر بالموسيقا.‏

واوضحت دراسات سابقة ان الموسيقا الكلاسيكية تساهم في وضع الدجاج للمزيد منالبيض وادرار الابقار لقدر أكبر من الحليب، وهذه هي المرة الاولى التي تم فيهااجراء دراسة تتعلق بمعرفة ردود أفعال الكلاب تجاه الموسيقا.‏

واوضحت ديبورةقائلة ان هذه الدراسة يمكن ان تنطوي على درس بالنسبة للبشر، وتقول ديبورة في هذاالصدد «تؤدي الموسيقا الكلاسيكية إلى تقليص الاجهاد والتهيج بالاضافة إلى تحسينحالة الامزجة والاداء في مجالات مليئة».‏

وتقول ديبورة: ان هناك حتماًمجالا لاستخدام الموسيقا الكلاسيكية في بيئات ربما تؤدي إلى الاجهاد مثل غرفالانتظار في عيادات الاسنان والمستشفيات وأماكن الانتظار في المطارات وغيرها.‏
__________________
قال كونفوشيوس: (لو أردت أن تعرف مقدار رقي أمة من الأمم فاستمع إلى موسيقاها).
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12/08/2010, 07h11
براء السيد براء السيد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:459796
 
تاريخ التسجيل: September 2009
الجنسية: سورية
الإقامة: سوريا
المشاركات: 88
افتراضي رد: بيتهوفن الموسيقار العالمي ـ إدموند موريس

من هو بيتهوفن بالنسبة الى مواطنه ريتشاردفاغنر
من هو بيتهوفن بالنسبة الى مواطنه ريتشارد فاغنر، الذي عاش بعده وانتج، مثله، للموسيقى الألمانية بعض أروع ابداعاتها؟ببساطة: انه العبقري الذي أكد، في الموسيقى ولكن في كل شيء آخر وصولاً الى العبقرية نفسها، استقلال المانيا عن فرنسا، وتفرد الذوق الابداعي الألماني عن الذوق الإبداعي الفرنسي، هذا من جهة، أما من الجهة الأخرى فإن بيتهوفن قد يتخذ كل أهميته من كونه جاء سابقاً لفاغنر نفسه ممهداً لظهوره. وهذا الحلم الأخير قد لا نجده لدى فاغنــر هكذا بحذافيره، لكننا لا ريب سنجده إن نحن قرأنا بين السطور في ذلك النص الرائع الذي وصفه ريتشارد فاغنر حين كان نزيل مدينة لوسيـرن السويسريــة في العام 1870، أي عند الاحتفــال بالذكــرى المئوية الأولى لولادة بيتهوفن. وهذا النص، الـذي يبدو أنه لم ينتشر على نطاق واسع على أي حال، يمكن اعتباره واحداً من أفضــل النصـــوص النثريـة التي كتبها فاغنر (وكان كاتباً ومنـظّراً بمقــدار مــا كان موسيقياً أبدع خصوصاً في فن الأوبرا، وفي شكل لا يضاهيه فيه أحد في تاريخ الموسيقى الألمانية علـــى أي حال). وهو، أي النص، كتب عن بيتهوفن لتعظيمه بالطبع، لكنه جاء في الوقت نفسه نصاً عن الموسيقى كما يريدها فاغنر، وعن أفكار شوبنهاور، وخصوصاً عن فاغنر نفسه طالما ان المزيج الرباعي الذي يهيمن على الكتاب: المانيا، بيتهوفن، الموسيقى وشوبنهاور، يكاد يتألم من الأقانيم الأربعة التي تشكل عالم فاغنر... بل تمازجت وظهرت معاً حتى توصل الى فاغنر.

<هناك، إذاً، المانيا أولاً. ولنذكر هنا ان العام الذي وضع فيه فاغنر نصه هذا، كان العام الذي حقق فيه الألمان واحداً من أكبر انتصاراتهم على الفرنسيين إذ دحرت جحافل جيوشهم مقاومة الفرنسيين التي بـدت مــن الهزال الى درجة مكنت فاغنر من أن يعتبر الأمر دليلاً رائعاً إلى أن شعبه بات من النضج ليحقق استقلاله التام عن الفرنسيين، الاستقلال الروحي طبعاً. وهو استقلال كان - كما يرى فاغنر في كتابه - أنجزه حينما شرع في بناء عمل موسيقي نهضوي كبير، لم يكن في نهاية الأمر انجازاً قومياً، بل كونياً. وهكذا استناداً الى هذا التمازج بين فكرتي عظمة المانيا واستقلالها الروحي والإبداعي بالتالي الذي كان بيتهوف من رواده، وضع فاغنر هذا النص الذي لا بد من القول أنه لم يكن تحليلياً موسيقياً، بقدر ما كان استصراخاً في استنتاجاته، للهمم الوطنية.

كما أشرنا، في صوغه للنص، استند فاغنر الى ما كتبه شوبنهاور عن جوهر الموسيقى، ثم راح يحلل العبقرية الموسيقية كما كانت تتجلى قــبل بيتهوفــن ثم مــع بيتهوفن الذي لم يكف عن وصفه، بين صفحة وأخـرى بـ"العبقري الموسيقي الألماني"، غير أن النص لم يكتف بهذا، بل راح يطاول الكثير من الأمور، حتى تلك التي قد تبدو بعيدة من نطاق الاهتمام ببيتهوفن... وفي صفحات كان الكتاب يبدو وكأنه فعل نضال ضــد الأفكــار الجمالية المسبقة، وخصوصاً ضد الأفكار المستندة الى الموض الرائجة. ولم يفت فاغنر في هذا الاطار أن يتحدث عن خواء التيارات الموسيقــية المعاصــرة له، وعن ضحالة الصحافة لا سيما حينما تتناول أمور الفن، أو حينما تتقاعص عن مسانــدة الأفكــار القومية... وهنا يصــل فاغنــر الــى بيــت قصيــده إذ يتحول الـى مهاجمــة الــذوق الفرنســي الــذي كان لا يـــزال مهيمناً حتــى ذلك الحين على الأذهان الألمانية. ومن أجل تعليم قرائه كيــف يتعـين عليــهم أن يناضلــوا ضــد هذه الهيمنــة، يتحــدث فاغـــنر، إذاً، عن بيتهوفن بصفته المصلح الكبير الذي أراد اعادة الاعتبار الى العقلية الألمانية والعبقريـة الألمانيــة (ولم يفت فاغنر أن يتوقف هنــا للحظة لكي يشرح لقرائه كيف أنه في الحديـــث عن بيتهوفن استخــدم كلمة مصلح ولم يستخـــدم كلمة ثوري "لأن الشعب الألماني ليس ثورياً بــأي حال من الأحوال" كما أكد، ومن هنا "لا يجوز اعتبار بيتهوفن ثورياً بل اصلاحياً، لأنه الماني أصيل"). أما اصلاحية بيتهوفن فتتمثل في كونه "حرر الموسيقى من أشكال الموض ومن الطرز الموروثة من الماضي الأجنبي".

وعلى رغم اندفاعاته والطابع الخطابي الذي يهيمن عند هذا المستوى، على صفحات الكتاب، فإن فاغنر لا ينسى أن يدنو من الموسيقى نفسها بين الحين والآخر، وهكذا نراه يحدد بعض الصفحات من بعض سيمفونيات بيتهوفن لكي يقول لنا، عبر تحليل دقيق وصائب، بأنها التعبير الأكثر وضوحاً عن الجوهر الإنساني، البريء والمتفائل، الذي طبع دائماً شخصية بيتهوفن وفنه. وهي صفحات "لا ينطبق عليها، كما يؤكد فاغنر، المفهوم الجمالي المتحدث عما هو جميل، بل عما هو سامي. إن السمو أعلى كثيراً من الجمال. الجمال للمؤلفين العاديين، أما لدى بيتهوفن فليس علينا أن نتحدث إلا عن السامي. ويعطينا فاغنر هنا مثالاً ساطعاً: "كوريولان" حيث موسيقى بيتهوفن تضاهي نص شكسبير ما يجعل المقارنــــة بين الاثنين لمصلحة بيتهوفن حتى. ويذكــر فاغنر، على سبيل المثال أيضاً، كيف أن لجوء بيتهوفن الى الأجزاء الكورالية في سيمفونيته التاسعة، مكنه مـــن أن يوصل الفن الى أعلى درجات كماله. وهكذا على مثـــال هذا السياق المازج بين الحماسة وبين دقة التحليــــل يروح فاغنر مصعّداً في هذا النص الاستثنائــي موصلاً قارئه الى الاستنتاج بأن ما ينقص الكتاب في نهاية الأمر فعل يري القارئ كيف ان موسيقــى بيتهوفن وحياته وأفكاره، أوصلت المانيا الى أن تنتج من بعده عبقريّها الموسيقي الآخر بيتهوفن. ولنذكر هنا أن ناقداً معاصراً لفاغنر علق على هذا الأمر الأخير قائلاً: "إن هذا الكلام كان سيبدو صحيحاً، وهو صحيح على أي حال، لو ان من كتبه كان شخصاً آخر غير فاغنر".

مهما يكن من الأمر، فإن اندفاعة فاغنر في نصّه هذا، لا تبدو غريبة عن اندفاعاته الأخرى، هو الذي كان في كل ما كتبه ولحنه ينطلق من حماسة شكلت عنصراً أساسياً في عمله، وكذلك في نزعة جرمانية أخذت عليه لاحقاً، لا سيما حين استخدمه النازيون - مواربة - لكــــي يمجدوا من خلاله الروح الجرمانية، ناسين ان هـــذه الروح كانت لدى فاغنر، ذات توجه كونــي انسانــي، لا قومي انغلاقي... ولعل قراءة كتاب "بيتهوفن" لفاغنر تؤكد هذا، وتفسر كيف ان النازيين الذين نشروا أعمال فاغنر كلها واحتموا بها، اهملوا هذا الكتاب الى حد ما.

وريتشارد فاغنر (1813- 1883) هو واحد من كبار الموسيقيين الذين أنجبهم القرن التاسع عشر. وهو أبدع خصوصاً في فن الأوبرا الذي ارتبط، المانياً، باسمه، ومن أوبراته الكبيرة "أساطين الغناء" و"تنهاوزر" و"تريستات وإيزولت"، و"رباعية الخاتم" وغيرها من أعمال لا تزال حية الى اليوم... وإضافة اليها كتب فاغنر الكثير من الأناشيد، وكذلك عبّر عن ايمانه بالفن والموسيقى والأوبرا، في الكثير من الكتب التي وضعها.
__________________
قال كونفوشيوس: (لو أردت أن تعرف مقدار رقي أمة من الأمم فاستمع إلى موسيقاها).
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 06h43.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd