* : وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 09h54 - التاريخ: 10/09/2025)           »          45 عاما في كواليس ماسبيرو (الكاتـب : الكرملي - آخر مشاركة : توفيق العقابي - - الوقت: 09h01 - التاريخ: 10/09/2025)           »          سعاد محمد- 2 فبراير 1926 - 4 يوليو 2011 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 07h46 - التاريخ: 10/09/2025)           »          مليكة مداح (الكاتـب : عطية لزهر - آخر مشاركة : علي دياب - - الوقت: 21h53 - التاريخ: 09/09/2025)           »          الشيخ العفريت ( 1897 - 26 جويلية 1939 ) (الكاتـب : صالح الحرباوي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 15h40 - التاريخ: 09/09/2025)           »          ألحان زمان (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 14h37 - التاريخ: 09/09/2025)           »          فى انتظار حفل اذاعة الاغانى الخميس الاول من شهر بتمبر 2025 (الكاتـب : EgyLoveR1980 - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 12h35 - التاريخ: 09/09/2025)           »          يوسف التميمي- 20 سبتمبر 1921 - 2 اوت 1983 (الكاتـب : ramzy - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 10h10 - التاريخ: 09/09/2025)           »          عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : خليـل زيـدان - - الوقت: 07h52 - التاريخ: 09/09/2025)           »          اقتباسات فريد الأطرش الموسيقية مسموعةً (الكاتـب : أبوإلياس - - الوقت: 23h04 - التاريخ: 08/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 02/08/2010, 13h17
الباشاقمرزمان
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: محمود بيرم التونسي

هاجم بيرم التونسي فؤاد... في زواج إبنته .. وأيضاً زواجه هو من نازلى وفي مولد فاروق مبكراً عن موعده الطبيعي فقال:

البنت ماشية من زمــــــان تـتـمـخـطر
والغفلة زارعة في الديوان قرع أخضر
تشـــوف حبيبـهــا في البدلة الكـاكــي
والستــة خيــــل والقمشجــي الملاكـي
والعافيـــة هبلــة والجــــدع بيتشـــطر
والــــوزة من قبل الفــــرح مدبوحــــة
والعطفـــة من قبل النظــــام مفتوحــة
والديــك بيــــدن والهـانـــم مسطوحـة
تقـــرا الحـــوادث في جريــــدة كـتــــر
ياراكـــب الفيتــــون وقلبـــك حامــــي
اسبــــق على القبـــة وطيــــر قدامــي
تلقــى العروســـة شبـه محمل شامــي
وجوزها يشبــه في الشوارب عنتـــــر
وحــط زهــر الفـــل فوقهـــــا وفوقــك
وجيـــب لها شبشـب يكون على ذوقك
ونـــزل النـونــو القديـــم مـن طوقـــك
ينــــــــــــــــــزل في طـــــوعـــــــــــك
لا الــولـــــــــــــــــــد يتكبـــــــــــــــــر
دا يا ما مـــــزع كل بدلـــــة وبدلــــــة
وياما شمــــــع بالقطــــــان والفتلــــة
ولما جـــه الأمـــر الكريــــم بالدخلـــة
قلنا اسكتــــوا خلــــو البنات تتستــــر
وكتب بيرم تحت عنوان :
" البامية السلطاني والقرع الملوكي"

البامية في البستان تهز القرون
وجنبها القرع الملوكي الخفيـف
والديدبان دايــــــر يسلم الزبون
صهين وقدم وامتثل يا خفيــــف
نزل يلعلط تحـــت البـــــرج القمر
ربك يبارك لك في عمـــــر الغلام
يا خسارة بس الشهرة مش تمام
ويقول بيرم عن مولد فاروق أيضاً:


اسمـــــع حكايــة وبعدهــا هأهأ
زهر الملوك في الولد أهو طأطأ
مالنـــــاش قـــــــرون كنا نمأمأ
وناكل البرسيــــــــــم بالقفــــــة
سلطـان بلدنا حُــــرمتـــه جابت
ولد وقــــال سمـــــــــوه فاروق
فاروق فارقنــــــــــا بلا نيلـــــة
دي مصــر مش عايزالها رذيلة
دي عيشــــة بالقوة وبالتيلـــــة
وميــــن بقى يلحـــس دي التفة
يا دايــــة ليه ما انتش حدايــــة
خدتيـــــه ورحتي ع الجبلايــــة
جبتــــــى لنا خبره وتنك جايــة
ونــدقلــك فــي البيت الزفـــــــة
يا عزرائيــــل اخلص بقى تاوي
ناقــص ســـــوا وديــه ع النــار
وخـــــد كمـــــــان جوليا قطاوي
يا ما الــزمن حيكشف أســـــرار
وعندما أنهت انجلترا الحماية على مصر بصدور تصريح 28فبراير 1922 واعترفت بمصر دولة مستقلة ذات سيادة... رغم كل ما جاء به التصريح من تحفظات .... وقرر فؤاد أن يتحول من سلطان مصر إلى ملك مصر ... كتب بيرم التونسي:

ولما عـدمنا بمصــــــــر الملوك
جابوك الانجليز يا فؤاد وقعدوك
تمثل على العــــرش دور الملوك
وفين يلقوا نظيــــــــرك ، ودون
وخلــــوك تخالط بنـــــــات البلاد
على شـــــرط تقطع رقاب العبــاد
وتنسى زمـــــان وقفتك يا فــــؤاد
على البنك تشحـــت شوية زتــون
بذلنـــا ولســــة بنبــذل نفــــــوس
وقلنا عسى الله يــزول الكابــــوس
ما نابنا الا عرشك يا تيس التيوس
لا مصــــــر استقلت ولا يحزنــــون
أشــــــــوف برلمانك أهأهأ واقـــول
بمثلك صحيــــح ينضحك عالعقـــول
ياريت بدالك كان زريبــــــة عجـــول
إذا بالحمة بارت تدور في الطاحون
------------------------
المرجع: تراث الجمهورية صلاح عطية الكتاب الحادي والخمسون ص22:19
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18/01/2011, 05h36
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: محمود بيرم التونسي

مقال للصديق الأستاذ بسام الهلسة

كاتب أردني - جريدة الدستور



في الذكرى الخمسين لرحيله

بيرم..آهات كتير سمعتها !


* تذكرتُ بيرم. محمود بيرم التونسي. العَلَم العالي من ورثة تقاليد الزجل ومُجدِّديه ومبدعيه الكبار في مصر. ومن مَرَّ على جسره الكثيرون من شعرائها باللغة المحكية, وظلَّ شعره حاضراً يُستعاد بإهتمام وتقدير, حتى بعد مجيء شعراء الأجيال التالية: (فؤاد حداد, صلاح جاهين, عبدالرحمن الأبنودي, أحمد فؤاد نجم, سيِّد حجاب..) الذين أحدثوا خلال النصف الثاني من القرن الفائت, ثورة في مضامين وأشكال وموضوعات وأساليب ومفردات وأوزان وإيقاعات شعر المحكية المصرية المعاصرة .

وهو ما فعله أيضاً شعراء المحكية العراقية - منذ "مظفر النواب"- في خروجهم على قوالب وأنماط الشعر المحكي التي بلغت مستوىً عالياً في إنتاج الشاعر الساخر والهَجَّاء الكبير, المُلَّا "عبُّود الكرخي". وكذلك فعل شعراء المحكية اللبنانية: ميشال طراد, جوزيف حرب, طلال حيدر, والأخوان رحباني..) في تجاوزهم الحداثي المبدع لمنظومات "الزجالة" و"القوَّالة" و"الحَدَّائين" و"القصَّاد" الذين ما زال فنهم المتوارث يحظى بالمُريدين في أقطار بلاد الشام والمهجر.

* * *

وبيرم - وهو اسم تركي يعني "عِيْد" بالعربية - ولد في حي شعبي بالإسكندرية في العام 1893م لأُسرة قدمت من تونس, في بداية الثلث الثاني من القرن التاسع عشر, فعُرفت باسم الشهرة الذي لازمها: "التونسي", يعرفه الكثيرون ككاتب نصوص غنائية مثل مُجايليَه الكبيرين: بديع خيري وأحمد رامي, ممن اشتهرت كلماتهم بأصوات عشرات المغنين والمغنيات العرب. لكنه تميَّز عنهما بمزاجه النقدي اللاذع وبتعبيره عن نبض الشعب ومظالمه , ما عرَّضه للنفي والتشريد والحرمان والمرض, بسبب وقوفه في صف الشعب – وبخاصة طبقاته الكادحة - وتحريضه على الإستعمار: الإنجليزي والفرنسي والإيطالي والإسباني, ودفاعه عن قضايا العرب في عموم بلدانهم وعن المُستضعفين في العالم. وقد أمضى سبعة عشر عاماً مشرداً في المنافي - طيلة عهد الملك "فؤاد الأول"- الذي هجاه بيرم في إحدى زجلياته كصنيعة للإنجليز:
ولما عدِمنا بمصر الملوك= جابوك الإنجليز يا فؤاد قعدوك

* * *

لا نعرف ممن ورث بيرم مزاجه النقدي, لكننا نعرف أنه نشأ وكبر في أوان إنطلاق ونهوض الحركة التحررية المطالبة بإستقلال مصر وحقوقها بقيادة مؤسس "الحزب الوطني", " مصطفى كامل", ووريثه "محمد فريد". وهي الحركة التي تأججت نيرانها وبلغت ذروتها في الثورة الشعبية في العام 1919م بقيادة "الوفد", فإنحاز لها بيرم, مثل أغلبية المصريين, ومثل ابن مدينته ورفيقه في الموقف, الشيخ سيد درويش, صاحب الأغاني الذائعة:"الحلوة دي" و" طلعت يا محلا نورها" و"زوروني كل سنة مرة", وواضع نشيدَي الثورة الحَيَّين في الذاكرة:
"قوم يا مصري مصر اُمك بتناديك".
و"بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي".


وقد شكَّلا معاً ثنائياً شعرياً- غنائياً, قبل أن يتوفى الشيخ سيِّد في العام 1923م, ويرثيه بيرم بحرقة:
آهات كِتِير سِمِعتها وانته, عِشِقت وقلتها
آه م الفؤاد طلَّعتها حَسّيتها من قلبي أنا!

ومثل الشيخ "سيد درويش", الذي سيُزاح عنه وعن تراثه, التجاهلَ والتعتيم المفروض خلال الحقبة الملكية, في عهد مصر الناصرية التي أعادت له الإعتبار ومنحته التكريم كمغنٍ أصيل للشعب, واعترف به على نطاق واسع كباعثٍ للنهضة الموسيقية والغنائية العربية, سـيُكرَّم بيرم وتمنحه مصر جائزة الدولة التقديرية في العام 1960م.

* * *

تكوَّن وعيُ بيرم في الدروب والأحياء الشعبية لمدينة الإسكندرية. وفيها اختبر اُولى تجاربه الحياتية, وعايش آلام وتطلعات الفئات الفقيرة وبسطاء الناس من: عمالٍ, وحرفيين, وصغار موظفين, وفلاحين هجروا الريف بحثاً عن فرص العمل. وعانى ما يعانونه من اضطهاد واستغلال وتعسف, ترجمه في قصائد كثيرة لعل أشهرها قصيدته التهكمية الساخرة:"المجلس البلدي".


لكن الإسكندرية التي بناها الفاتح المقدوني: الإسكندر الكبير, في مطلع الثلث الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد, وصارت في القرون اللاحقة عروس المتوسط وحاضرته الزاهية, لم تكن مدينة بؤس وشقاء فقط, فقد كانت ايضاً مدينة ناهضة طالعة من غياب طويل فرضه عليها إنقلابُ طرق التجارة الدولية وتحوُّلها عنها بعد اكتشاف طريق "رأس الرجاء الصالح" و"العالم الجديد" في الشفق الأخير من القرن الميلادي الخامس عشر, والفتحُ العثماني الذي أطاح بدولة المماليك "المصرية- الشامية" في العقد الثاني من القرن الميلادي السادس عشر.


وظلت طيَّ النسيان والرمل حتى لفتت حملة نابليون الإنتباه إليها. لكن الوالي "محمد علي باشا", باني مصر الحديثة, هو من سيُعيرها الإهتمام كقاعدة للاُسطول الحربي وثغر تجاري تتواصل عبره مصر مع العالم. ثم سيبعث النشاط فيها مجدداً: شقُّ قناة السويس, والإحتلال الانجليزي وتوافد الأجانب عليها, فتستقطب المراكز والمؤسسات والفعاليات التجارية والمهنية والمالية والثقافية والإعلامية والفنية. وهذا ما أتاح لبيرم الإطلاع على أساليب وأشكال التعبير الأدبي والفني ووسائط الإعلام الجديدة التي نقلها الأوروبيون وعرب الشام التجار والمتعلمون.


وتفاعل, بخاصة, مع المسرح الغنائي الذي انتشرت جوقاته (فرقه) وقتها بجهد المهاجرين الشوام المتأثرين بفن الأوبرا الإيطالية والمسرح الفرنسي, ووجد تعبيره الناضج بهمَّة اُستاذ قدير ذي موهبة كبيرة هو الشيخ "سلامة حجازي", الذي ما زلتُ بعد مُضِي أكثر من قرنٍ أستمعُ بتأثرٍ لتسجيلٍ قديم لقراءته الشجية لقصيدة "أحمد شوقي" المشهورة في رثاء فقيد الاُمة "مصطفى كامل" في الحفل الذي اُقيم لتأبينه عند وفاته في سن مبكرة(34سنة) في العام 1908م:
"المشرقانِ عليك ينتحبانِ= قاصِيهما في مَأتمٍ, والداني"

* * *

أما بيرم, فإن تفاعله مع الجديد الوافد, الذي سيتبدَّى فيما كتبه للمسرح الغنائي من نصوص, لم يصل به إلى درجةِ ذوبان الشخصية, وهو الذي تشرَّب وجدانه واستوعبت حافظته القوية, الكثير الكثير مما قرأه وسمعه من قصائد, وسِيَرٍ شعبية, وأناشيد, وموشحات, وأشعار, وأزجال, ومقامات, وأغانٍ, ومواويل, وأدوار, وخطب في حواري الإسكندرية ومشاغلها وبيوتها ومجالسها ومنتدياتها. وهذا – ربما- ما يفسِّر الصلة الوثيقة التي ربطته بالشيخ "زكريا أحمد" أكثر المُجددين الموسيقيين حرصاً على الأصالة والهوية المصرية – العربية, إضافة إلى توافقهما في الطباع الشخصية التي تحترم الصدق وتأنف من ألألاعيب المبتذلة الشائعة في الوسط الفني.


وقصة مقاطعتهما للسيدة "أم كلثوم", بسبب ما استشعراه من تقدير غير مكافىء لقيمة فنهما من قبلها, معروفة. وقد امتدت لسنوات قبل أن يعودا للتعاون معها بعد مناشدات المُحبين. فكانت ثمرة تلك العودة واحدة من روائع الغناء العربي, اُغنية:
"هو صحيح الهوى غلَّاب" التي غنتها"الست" اُم كلثوم في أواخر العام 1960م, واختار الشيخ زكريا تلحينها على مقام "صَبَا" الشجي الحزين, كما لو أنه كان يستشرف دنو ساعة أجلِه وأجلِ صديقه الأثير كاتب كلماتها, بيرم التونسي, الذي لم يطل به الوقت, فرحل في الخامس من شهر يناير- كانون الثاني من العام 1961م, ليتبعه الشيخ زكريا في الشهر الثاني: فبراير- شباط من السنة نفسها.

* * *

كتبتُ مُستهلاً مقالتي بهذه الجملة: تذكرت بيرم. والحقيقة
أنني أشعر بأن عليَّ أن اُصحح ما كتبته! ربما كان يجب أن أكتب أن حضوره يُلِحُّ عَليَّ بقوة..

ففي الآونة الأخيرة, استعدته مرتين: الأولى, حينما كتبت خاطرة مكثفة ضمن مقالتي" إشارات" عن قصيدته التي كتبها بعد عودته من المنفى, وغنتها "أسمهان" سنة 1939م:" محلاها عيشة الفلاح", ورأيت فيها إسقاطاً نفسياً لرغائبه واُمنياته وتوقه للشعور بالأمان - وهو المسكون بهواجس القلق والخوف- على حياة الفلاحين.


والمرة الثانية, عندما كتبت مقالتي عن الهبَّة الشعبية في تونس, فعنونتها ببيتٍ من قصيدته:" بساط الريح".
لكن هاتِه الإستعادة لشاعر "الآهات" الذي أحببته منذ زمن المدرسة, ترجع في الحقيقة إلى بضع سنين, عندما اتصل بي صديق نبيل من القاهرة وسألني عمَّا أريده, فأجبته بتلقائية: ديوان بيرم..

ومُذاك , سكن بيرم بجواري!
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg bassam.jpg‏ (38.6 كيلوبايت, المشاهدات 264)
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 18/01/2011 الساعة 08h35
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18/01/2011, 09h01
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي رد: محمود بيرم التونسي

سعداء بهذا المقال الجميل الذى تفضل بنقله هنا الحبيب والخل الوفى أبو زهده
وصديقك وصديقنا بالتبعيه .. الكاتب الصحفى بسام الهلسه ,كما استعاد بيرم التونسى لمناسبة أحداث ثورة الياسمين لشعب تونس الشقيق , يشرفنى أن أنقل لحضراتكم هنا مقال الصديق الحبيب والكاتب الصحفى المرموق بلال فضل , كتبه فى جريدة المصرى لمناسبة ذكرى وفاة شاعرنا الخالد بيرم , وكأنه يخاطب دعاة الفتنة الطائفية الأغبياء , تأملوا حضراتكم البون الشاسع بين زمانهم التنويرى وزماننا الذى لا أجد له وصفا بكل أسف شديد . ومع المقال بدون تعليق منى .................

«بيرم» وسفلة الأديان


بقلم بلال فضل ٤/ ١/ ٢٠١١
غداً يمر نصف قرن على وفاة فنان الشعب المصرى العظيم بيرم التونسى، للأسف لم تحتفل مصر بالذكرى، ليس لأنها حزينة على تفجيرات الإسكندرية، بل لأنها ليست مهتمة أصلا بأن تحتفى كما يليق بذكرى بيرم وفنه وفكره، فمصر بلاد عظيمة لكنها للأسف يحكمها أناس لا يرتقون إلى مستواها، ولذلك فهم لا يدركون أن الثقافة والمعرفة والفنون والآداب هى وحدها سُبُل الخلاص من أى مشاكل تواجه البلاد أو أزمات تعصف بها.
دائما ما أفتقد بيرم التونسى وأحرص على استعادة فنه وسيرته، لكننى أشعر أن مصر تفتقده الآن بشدة، أشعر أنه لو كان حيا وعايش معنا ما يحدث الآن فى مصر لانفجر بقصيدة بيرمية غاضبة يهاجمنا فيها كلنا، حكومة وشعبا ونخبة وعامة ومشايخ وقساوسة، قصيدة يفتتحها بمطلعه الشهير «أول ما نبدى القول نصلى على النبى نبى عربى.. يلعن أبوك يا..»، ثم ينهال بعدها بفنه لعناً لكل مُتاجر بالدين ومحتكر للسياسة وناشر لليأس وزانٍ بعفيف القول وإرهابى غاشم ومستبد غشيم.
لم تكن مصر معصومة من التطرف الطائفى فى عهد بيرم، لكن الأمر لم يكن قد وصل إلى ما نعيشه الآن من جنون، فى أيامه عندما قام مسيحى متعصب اسمه جرجس قلدس بتوجيه شتيمة إلى النبى عليه الصلاة والسلام متصورا أنه يجامل الإنجليز بذلك، صرخ بيرم بعلو صوته

«من عهد ما القرآن هبط..

نزل هنا عمرو وربط..

بينّا وبينكم يا قبط..

عهود وداد متسجلة..

قرآن محمد قال لنا..

عيسى المسيح روح ربنا..

والست مريم ستنا..

تنزل فى أكبر منزلة..

وكان محمد لك نسيب..

يا قبطى دون أهل الصليب..

أبويا ناسب بسخروس..

اسم خالى جرجيوس..

وجد أمى فلتاؤوس..

وأنا اسمى طه أبوالعلا..

قلدس يا جرجس يا غبى..

كل القبط كهل وصبى..

يقولوا من سب النبى..

ينزل لسانه بالبلا»،

لكن أبيات بيرم تبدو الآن بدائية للغاية فى هذه الأيام التى تشتعل البلاد فيها من أجل خلاف عائلى بين مسيحى وزوجته، أو بسبب غرام عفيف، وأحيانا غير ذلك، بين مسلم ومسيحية، ولو وقف اليوم شاعر فى محفل عام ليردد للناس أبيات بيرم لسبه الكثيرون فاتهمه بعضهم بالكفر لأنه يُحب المسيحيين وبالتالى سيُحشر معهم يوم القيامة طبقا للفهم الغبى الأجوف للنصوص الدينية، الذى استشرى بين ملايين المصريين، واتهمه بعضهم الآخر بتزييف التاريخ والاحتفاء بمحتل اسمه عمرو بن العاص.
لو كان بيرم حيا بيننا الآن لتمزق قلبه حزنا على الإسكندرية، فهو أجمل مَنْ غنى لها، ولم يكن سيرضيه أن يرى إسكندرية على ما هى عليه اليوم، ربما أجد الآن متنطعاً يعشق التشدق بالكلام الأجوف يقول لى «ومالها إسكندرية.. إسكندرية بخير والوحدة الوطنية زى الفل.. وإحنا نسيج واحد واللى حصل ده سحابة صيف وهتعدى طول ما إحنا واقفين صف خلف القيادة السياسية الحكيمة»، وأنا لن أرد بل سأقرأ الفاتحة وأدعو بالرحمة للذين سقطوا شهداء أمام كنيسة سيدى بشر، والذين سقطوا شهداء تحت أنقاض المصنع المنهار وركام العمارات المبنية بالغش وتحت أقدام المخبرين، وسأكتفى بأن أغنى مع بيرم لإسكندرية مدينتى الجميلة المنتهكة

«يا مسلمين لما اسكندر..

حكم على الدنيا ودبّر..

شاف المداين واتخيّر..

إسكندرية وسماها..

يونانى ويحب الغارة..

ورُخره زيه أم منارة..

جبار وعاشق جبارة..

طلع هواه وفق هواها..

اسكندر اللى بجنوده..

الشرق والغرب فى إيده..

والإنس والجن عبيده..

بإسكندرية يتباهى».


بيرم التونسى لا يستحق الاحتفال والاحتفاء، لأنه فقط «أبوشِعْر العامية المصرية»، ولا لأنه أيضا «أبوالصحافة السياسية الساخرة» فى مصر، ولا لأن له فوق كل هذا أيادى بيضاء على السينما المصرية والمسرح المصرى والغناء المصرى والإذاعة المصرية، ولكن لأنه أيضا مفكر من الطراز الرفيع، أعترف أننى كنت أجهل جانبه الفكرى المشرق وجانبه القصصى أيضا، حتى وقعت بالصدفة على الجزء الثانى من مجلدين جمعا آثار بيرم التونسى فى منفاه فى تونس فى مطلع الثلاثينيات، وهى الآثار التى جمعها الكاتب التونسى محمد صالح الجابرى وصدرت ببيروت فى عام ١٩٨٧، ولم تكلف أجهزة الثقافة الرسمية فى بلادنا نفسها عناء إعادة طبعها، فضلا عن أنها لم تكلف نفسها عناء إعادة طبع وتوثيق وتصنيف وتحقيق تراث بيرم التونسى المطبوع والمسموع والمرئى رغم أن ذلك التراث يعتبر تاريخا فنيا وأدبيا للحياة السياسية والاجتماعية فى مصر منذ عشرينيات القرن العشرين وحتى رحيله فى ٥ يناير ١٩٦١، أعلم أن هناك سلسلة كتب صدرت فى مطلع الثمانينيات عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بإشراف الأستاذ رشدى صالح بها أعمال مجمعة لبيرم، لكنها كانت مجمعة تجميعا عشوائيا ليس به تحقيق ولا تدقيق فضلا عن تكرار نشر القصائد ذاتها فى أكثر من جزء، على عكس ما قام به أخونا التونسى الجميل الذى أعقب كل مقال وقصيدة لبيرم بتاريخ نشرها وملابسات ذلك النشر وشرح للأعلام والأماكن والأحداث الوارد ذكرها فى النص، بحيث تشعر أنك تقرأ تاريخا كاملا لبيرم ولتونس فى تلك الفترة.
بهرتنى أعمال بيرم الفكرية والقصصية والدينية المنشورة فى المجلد الذى قرأته، ومازلت أبحث بشغف عن الجزء الأول لتلك الأعمال، توقفت طويلا عند مقال كتبه بيرم بعنوان (هل تحترمون دينكم؟) تعليقا على حملة قامت بها بعض الأقلام المتشددة تكفيرا لمسرحية تونسية كتبها عالم إسلامى، كشف بيرم فى مقاله أن الحملة التى تم شنها على المسرحية لم يكن هدفها الغيرة على الدين بل كانت مدفوعة من جمعية إسلامية منافسة للجمعية التى قدمت المسرحية، وكانت النتيجة ضرب المسرحية بسلاح التكفير الفتاك ليتم وقفها فورا.
كنت أتمنى أن أعيد نشر المقال كاملا، لكننى اخترت لظروف المساحة أن أعيد نشر هذا الجزء منه، يقول بيرم فى وصف بعض من يزعمون أنهم يدافعون عن الإسلام «هذه الطغمة الفاسقة تقترف من ضروب المعاصى ما يلحقها بسكان السعير الأسفل، وتبيت ناسية جرمها مطمئنة إلى إثمها، لا تذكر من كتاب الله آية زجر، ولا من حديث نبيه كلمة وعظ، حتى إذا اشتجر منها رجلان على موسى، أو حذاء قديم، خرج الاثنان إلى الميدان متسلحين بالمصحف، يتقاذفان بآياته الكريمة فى خصامهما الوضيع، ومن هذه الطغمة وحدها تسمع الترامى بكلمات الكفر والإلحاد، بينما المكلفون بالمحافظة على الدين خرس بكم، لا وجود إلا لأشباحهم.
كل السفلة تتغير أساليبها فى الحياة، فلا تبقى اللصوص على طريقة واحدة، ولا الظالمون على وتيرة واحدة، إلا سفلة الأديان، فالدين هو السلاح القديم والجديد، لا يعنيهم أن الناس عرفتهم واستسمجت دعاواهم، ومعظم هؤلاء الرعاع يحمل القلم ليستعمله فى تكفير من لا يعجبه، أو من لا ينتظر منه فائدة، ولكن لا يكون هذا التكفير إلا على صفحات الجرائد، وأما فى أوكارهم التى ينكمشون فيها فالدين أول مسبوب على ألسنتهم، والتاجر ورفقاؤه لا عمل لهم إلا أكل لحوم المسلمين بالغيبة، وتدبير المؤامرات لعباد الله الجادين المخلصين، ثم لا يجدون ما يسترهم إلى التلفع بجبة التقوى يمشون بها فى الأسواق، ولو كان لأحدهم بدلا من هذه الجبة قليل من المال المهم أو الجاه، لما ظهر إلا فى المواخير، ولا ذكر الدين بلسانه طول حياته مهما انمحق هذا الدين وكثر عدد الكفار والملحدين. ويا ضيعة الدين الذى لا يجد من الأنصار غير مخنث يستغفر الله ويذكره، ولص يستنجد بالله ويستنصره، وجهول لا يعرف الإيمان من الكفر، تطوع للجهاد فى سبيل الله فوضع قُبلته على يد المجوسى وبصاقه فى وجه المؤمن ولا يدرى الفرق بين العملين. ويا ضيعة جيش جرار من المسلمين الذين يحترفون الإسلام بمرتبات شهرية يأخذونها فتنسيهم العالم بما فيه من أديان وأنبياء، ولا يحمدون الله إلا يوم الجمعة فى ورقة يقرؤونها فوق المنبر، وكفى بالله شهيدا».
ستُصعق عندما تعرف أن بيرم كتب هذا المقال فى ١٢ ديسمبر سنة ١٩٣٣ فى صحيفة الزمان التونسية، لكنك ربما فهمت من قراءته لماذا لم تحتفل مصر أمس بذكرى بيرم التونسى، ولعلك تجد فى أفكاره مدخلا إضافيا لفهم ما أصبح عليه اليوم حال مصر وحال تونس أيضا، وحال هذا الوطن العربى الذى عاش بيرم ومات حالما بنهضته.
اليوم وأنا أستعيد فن بيرم وسيرته، أبكى من قلبى على حال بلادنا العظيمة لكننى لا أجد أن فى البكاء، رغم نُبله، ما يمثل وفاء أو ردا للجميل أو جدعنة تنتظرها مصر، فأختار أن أهتف بمصر مع بيرم «قومى اقلعى الطرحة السودة يا أم الهرمين.. وركّبى الوردة الموضة.. بين النهدين.. يا أم الخصال المعبودة.. أنا أحطك فين»، لكننى أرى أن مصر لن تستجيب لذلك النداء طالما ظل الملايين من أبنائها فريسة للجهل والتطرف والتعصب، فأتمنى لو امتلكت سبيلا إلى عقل وقلب كل مصرى لأهتف بكلمات بيرم

«يا مصرى ليه ترخى دراعك.. والكون ساعك..

ونيل جميل حلو بتاعك.. يشفى اللهاليب..

خلق إلهك مقدونيا.. على سردينيا..

والكل زايطين فى الدنيا.. ليه إنت كئيب..

ما تحط نفسك فى العالى.. وتتباع غالى..

وتتف لى على اللى فى بالى.. من غير ما تعيب».


ألف رحمة ونور يا عم بيرم.



__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 10h58.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd