| |
 |

03/06/2010, 13h58
|
 |
مواطن من سماعي
رقم العضوية:59077
|
|
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: ايرانية
الإقامة: ايران
العمر: 45
المشاركات: 80
|
|
|
|
رد: الرحابنة عاصي وألياس مسيرة عطاء ومحبة -الجزء الاول
ومنذ ذلك الحين, صار المعجبون بأغاني الرحبانيين يزدادون, ومن بين هؤلاء المخرج 'صبري الشريف' و 'محمد الغصيني' اللذين كانا مديرين في إذاعة الشرق الأدنى في قبرص, صبري الشريف جاء خصيصاً إلى بيروت لمقابلتهما, ثم فيما بعد انتقلت المحطة بأكملها من قبرص إلى بيروت. كان هذا بعد أن استقال منصور أيضاً من وظيفته في البوليس, وتابع دراسة الموسيقى مع عاصي وتوفيق الباشا على يد الأستاذ: 'برتران روبيّار' الذي علمهم قواعد الموسيقى الغربية لمدة تسع سنوات. بتعلم الموسيقى الشرقية لمدة خمس سنوات, والموسيقى الغربية لمدة تسع سنوات, أصبح الأخوان رحباني من بين أكثر الموسيقيين اللبنانيين تعلماً للموسيقى.
ومن بين الأشخاص الذين تعرف إليهم عاصي ومنصور في تلك الفترة, 'خليل مكنية' عازف الكمان المعروف, وابن أخته 'توفيق الباشا' , 'زكي ناصيف' معلم الموسيقى وعازف البيانو, وصاحب الصوت الجميل, 'الحاج نقولا المني' , 'حليم الرومي' , 'فليمون وهبة' و'أحمد عسّة' الذي كان مديراً للإذاعة السورية, والذي فتح لهما بابها على مصراعيه.
بانتقال إذاعة الشرق الأدنى من قبرص إلى بيروت, حصل تغيير كبير في مجال عمل الرحبانيين, وأخذت أغانيهما تصل بسرعة إلى آذان المستمعين. ومن بين تلك الأغاني القديمة كانت: جاجات الحب, زورق الحب لنا, يا ساحر العينين, سمراء مها, هل ترى يولا .. وكانت تؤديها أختهما 'سلوى' أو 'نجوى' كما أسمياها, وهكذا حتى جاءت فيروز.
ولدت فيروز عام 1936 لعائلة سريانية الأصل في بيروت في منزل من غرفة واحدة مع غرف أخرى مشتركة مع جيران آخرين .. كان والدها عامل مطبعة كادح يصف الأحرف منحنياً مما سبب له تشوهات في عموده الفقري وكان يدعى ( وديع حداد ) تعرفت فيروز الى عاصي الرحباني في إذاعة الشرق الأدنى وتحاببا طويلاً ثم تزوجا, وكان طبيعياً أن يتخلل حياتهما كثير من الخصام وقليل من الوئام , وكانت ( عتاب) أغنيتها الثانية التي لحنها لها عاصي الرحباني زوجها , إذ كانت هذه الأغنية مرآة للحياة الصعبة بين فيروز وعاصي … وسارت الحياة بين الرحابنة وفيروز بين مدّ وجزر على الصعيد الحياتي بينما كانت مرحلة هامة إشراقاً وغزارة في العطاء الفني , فلقدتم إنجاز كم من الأغاني المتنوعة التي تتحدث عن الأوضاع الاجتماعية
وتنتقدها في مسرحياتها الغنائية ( الشخص -بياع الخواتم- جبل الصوان- ميس الريم- هالة والملك- بترا- سفر برلك) ففي ذلك العطاء الإبداعي الفني الفذ نرى إشعاع الحياة ورونق الدنيا والوطن, في سهوله وهوائه وجباله وسهراته وعلاقاته البسيطة والحبية والأسرية والإنسانية…..فالعذوبة الحلوة تشرق بآهاتها وزفراتها , تستنهض العزائم والإرادة والتحدي , كما نرى أيضاً شفافيتها ورقتها ووجدانها وتفاعلنا معها عند الإنصات لها سواء أكانت أغنية أم مسرحية أم موالاً أم موشحاً..فلقد بلغت الذروة في موشحها (سحرتنا البسمات) من كلمات ( جبران) وألحان ( زكي ناصيف )….
عندما التقى عاصي بفيروز للمرة الأولى, كان هو موظفاً في الإذاعة, وكانت هي مغنية في الكورس في نفس الإذاعة. أما منصور فكان لا يزال شرطياً. حليم الرومي هو الذي قدمهما لبعض. في البداية اعتقد عاصي أن صوت فيروز غير مناسب لأداء الأغاني الغربية, لكنه كان مقنعاً بالنسبة لحليم الرومي, منصور من جهته كان رأيه أن هذا الصوت هو الاختيار الخاطئ لأعمالهما, لكنه اعترف لاحقاً أن كان مخطئاً جداً في رأيه.
بدأ عاصي بكتابة الأغاني لفيروز غير, أنّه استلزم مدّة ثلاث سنوات لإقناع المسؤولين في المحطة بمقدراتها. إذ أنّ الأصوات الرائجة في تلك الفترة كانت أصوات نجوى, حنان وأخريات.
في النهاية, استقال منصور من سلك البوليس, وانضمّ إلى عاصي وفيروز وبدأ المشوار.
هيّأ الرحبانيان لفيروز انطلاقة رحبانية محضة, وخضع صوتها للكثير من التجارب, فقد غنت الألوان الأوروبية الصعبة, ثم الألوان الشرقية الصعبة, مع مختلف الأوركسترات, وكانت دائماً تثبت جدارتها, وتكونت لديها خبرة لم تحصل عليها أية مطربة أخرى.
كان هم الرحبانيان هو خلق موسيقا لبنانية ذات هوية واضحة. لذلك بدأا من الصفر, عادا إلى الفولكلور, إلى الماضي, وأخذا بعض الأغنيات وأعادا توزيعها دون تغيير بالكلام, في مرحلة لاحقة صارا يخلطان الألحان الفولكلورية بعضها ببعض, مثلاً 'أبو الزلف' و 'الدلعونا' مع 'عالماني الماني' في أغنية واحدة مع كلام مع تأليفهما, مما أوقع البعض في الالتباس, حيث ظنوا أن الكلام هو في الأساس قديم, بينما هو رحباني صرف.
تبع ذلك تأليف أغانٍ شعبية, مثل 'عتاب' , 'راجعة' وغيرهما من الطرب الشعبي اللبناني, حيث تشكّلت هويتهما الفنية كموسيقيين لبنانيين بشكل واضح.
فيما بعد أحسا بضرورة أن يكون للبنان موسيقاه الراقصة الخاصة به, وكانت الموسيقا الدارجة وقتها التانغو والجاز والبوليرو والسلو, وغيرها من الألحان الغربية, فصارا يأخذان مقاطع من هذه الموسيقا ويضعان لها كلاماً لبنانياً وتوزيعاً موسيقياً جديداً, دون ادعاء بأنها لهما, بل كانا يقولان أنها مقتبسة ومعرّبة, إلى جانب ذلك وضعا لوناً لبنانياً راقصاً مثل: 'نحنا والقمر جيران' ووضعوا إيقاعات راقصة لأغانٍ فولكلورية مثل: 'يا مايلة عالغصون' و'البنت الشلبية'.
بالنسبة للشعر, بدأا بكتابة القصيدة القصيرة المختصرة, التي لا تتجاوز مدة غنائها بضعة دقائق, مثل 'لملت ذكرى لقاء الأمس' و'سنرجع يوماً', أما بالنسبة للموشحات التي وجدا أنها انقرضت أو كادت, فقد جمعاها وأعادا إحياءها من جديد, وعملا لها توزيعاً موسيقياً جديداً, وزادا على كلماتها, وكان استقبال الناس لها عظيماً, ثم صارا يؤلفان موشحات خاصة بهما.
في عام 1955, بعد أن تزوج عاصي بفيروز, سافروا جميعاً إلى مصر للاطلاع على شؤون الفن هناك, فالتقوا 'أحمد سعيد' مدير إذاعة صوت العرب, وعرضوا عليه تقديم عمل للقضية الفلسطينية, اقترح أحمد سعيد أن يسافر الرحبانيان إلى 'غزة' ليستمعا إلى الموسيقا والشعر هناك, فاعتذرا لخوفهما من ركوب الطائرة. لكن عندما طلبا الاستماع إلى بعض الأغاني المسجلة, وجدا أنها مفعمة بالبكاء والنواح 'يا من يرد لنا أرضنا' .. فعرضا على أحمد سعيد أن يقدما شيئاً بطريقتهما الخاصة, وقدما وقتها غنائية 'راجعون'.
وفيما بعد وضع الأخوان رحباني مجموعة من الأغنيات عن القضية الفلسطينية مثل: 'سنرجع يوماً' و 'زهرة المدائن'.
في عام 1956, اضطرت إذاعة الشرق الأدنى إلى التوقف عن البث, بعد أن قاطعها الكثير من الموسيقيين, بمن فيهم الأخوين رحباني, استنكاراً لمواقفها السياسية.
عندما بدأت مهرجانات بعلبك في لبنان, كان منظموها يستعينون بفرق أجنبية من مختلف أنحاء العالم, ولكن ابتداءً من العام 1957 ولدت الحاجة إلى تقديم فن لبناني في هذه المهرجانات, فكان الرحابنة أول من استدعي. أوكلت إليهم مهمة التلحين فقط في البداية, لكن عاصي أصر على استلام المهرجان كله. كانت اللجنة المنظمة ضد أن تكون فيروز هي المطربة, لكن عاصي أصر على موقفه, وقال للجنة أنهم لا يعرفون فيروز, وأنها ستغني شيئاً مختلفاً عن المتوقع, كما عرض أن تتقاضى فيروز ليرة لبنانية واحدة فقط, وهكذا كان.
في ليلة الافتتاح, عمد المخرج 'صبري الشريف' إلى وضع فيروز على قاعدة عمود, وسلّط عليها الأضواء من أسفل العمود ومن زوايا مختلفة, فظهرت وكأنها تسبح في الفضاء, عندما بدأت تغني: 'لبنان يا أخضر حلو' , كان هذا المشهد صاعقاً للجمهور, الذي اشتعل له تصفيقاً في موجة بين التأثر والبكاء والغبطة. قدمت الحفلة لليلتين فقط كما كان مقرراً, في كل ليلة كان هناك حوالي خمسة آلف مشاهد, وكان بينهم الرئيس 'كميل شمعون'.
لكن المهرجانات ألغيت في السنة التالية, بسبب الأحداث التي شهدها لبنان في تلك السنة, في العام 1979 عاد المهرجان, وقدم الرحبانيان 'المحاكمة' من بطولة فيروز ووديع الصافي.
بشّر العام 1960 بولادة عصر جديد في مسيرة الرحبانيان, حيث بدأا بتقديم المسرحيات في بعلبك ومناطق أخرى, بدءاً من 'موسم العز' بالاشتراك مع 'صباح' و 'وديع الصافي' و 'نصري شمس الدين' , ثم 'البعلبكية' عام 1961.
وبعد أن قدمت 'جسر القمر' في بعلبك ودمشق عام 1962, عرضت 'عودة العسكر' على مسرح سينما 'كابيتول', بعدها بعام شهد مسرح 'كازينو لبنان' مسرحية 'الليل والقنديل'.
|

03/06/2010, 13h59
|
 |
مواطن من سماعي
رقم العضوية:59077
|
|
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: ايرانية
الإقامة: ايران
العمر: 45
المشاركات: 80
|
|
|
|
رد: الرحابنة عاصي وألياس مسيرة عطاء ومحبة -الجزء الاول
عدئذٍ, سوف تقدم أعمالهم في كل من بعلبك ودمشق, كانوا يقدمون نفس البرنامج في المكانين, وأحياناً كانوا يعدون برنامجاً خاصاً ليقدم في دمشق. في دمشق اعتادوا على استهلال كل برنامج بأغنية تحية مثل: 'سائليني' , 'شام يا ذا السيف' , 'يا شام عاد الصيف' , 'حملت بيروت في قلبي وفي نغمي' …
استمرت مهرجانات بعلبك تقطف جمهوراً متزايداً كل سنة مع مسرحيات 'جسر القمر' , 'دواليب الهوا' , 'أيام فخر الدين' , 'جبال الصوان' , 'ناطورة المفاتيح' …
في عام 1964, اتصل بهم منظمو مهرجانات الأرز, وطلبوا منهم تقديم برنامجاً شبيهاً لبرامج بعلبك, قدم الرحبانيان وقتها مسرحية 'بياع الخواتم' والتي كانت تجربة مختلفة كلياً, كونها مسرحية مغناة من أولها إلى آخرها. حضر عشرة آلاف شخص الليلة الأولى, وأحد عشر ألفاً الليلة الثانية, وكانت تلك ظاهرة فريدة.
عرضت 'دواليب الهوا' مع صباح ونصري شمس الدين على مسرح بعلبك عام 1965, بعدها مباشرة قدموا مع فيروز حفلة غنائية في قصر بيت الدين, لقيت نجاحاً كبيراً, ولحق بهم الناس من بعلبك إلى بيت الدين.
كان النجاح حليفهم أنّى ذهبوا, وباتت الدعوات تأتيهم من كل حدب وصوب, كانوا يعملون بدون توقف. في عام 1967, عرض عليهم الأخوة 'عيتاني' تقديم عمل على مسرح 'البيكاديللي' كل سنة, بدأ الرحبانيان بتحضير برنامجاً لمهرجانات بعلبك أو الأرز في الصيف, وبرنامجاً آخر لدمشق, وواحد ثالث, على الأغلب مسرحي, لمسرح البيكاديللي في الشتاء, ابتداءً من 'هالة والملك'. كل هذا بالإضافة إلى الحفلات الغنائية خارج لبنان وسوريا. كانا يعملان في المكتب والبيت, يكتبان, يلحنان, يدرّبان, ويخططان ليل نهار, كانت غزارة إبداعهما فريدة من نوعها, وغير مسبوقة على الإطلاق.
كانا يعملان كل لوحده, ومع بعضهما. أحدهما يكتب والثاني يلحن والعكس بالعكس, حسب انشغالهما بالعمل. أو كان يكتب أحدهما والثاني يغير ما كتبه. امتزجت أعمالهما بعضها ببعض لدرجة أنهما كانا أحياناً, لا يستطيعان تحديد من فعل ماذا على وجه التحديد. لم يقوما بفصل عمل أحدهما عن الآخر مطلقاً, كانت الأعمال تصدر وتوقع باسم: 'الأخوين رحباني'. عندما كان يحصل اختلاف في الرأي, كانا يلجأان إلى استشارة الأصدقاء ليبتّوا بالأمر. وكم من مرة تدخلت جدتهما لتحسم الأمر لصالح عاصي, صارخة في وجه منصور: 'اسكت ولاه, أخوك أكبر منك, وهو دائماً على حق'…
في عام 1962, تأسست محطة تليفزيونية جديدة في لبنان, وطلب من الرحابنة إعداد برنامجاً موسيقياً ليوم الافتتاح, وبعد الإصرار على شروط إعداد البرنامج ليتناسب ومستوى أعمالهما, قدما أول عرض تليفزيوني لهما 'حكاية الإسوارة' والتي قوبلت بنجاح كبير. بعدها استمرت المحطة في طلب المزيد من البرامج, لكن الأخوين رحباني كانا يعتذران عن تلبيتها, لئلا يحترقا من كثرة الظهور على الشاشة الصغيرة, فضلا أن تبقى الأعمال المسرحية التي يقصدها الناس إلى المسرح, بدلاً من أن تذهب هي إلى بيوتهم بالسهولة التي تقتل الفن عادة. لكنهما لم يقطعا الصلة بالتليفزيون كلياً, فمن فترة لأخرى, كانا يقدمان برنامجاً تكون له أصداء كبيرة, وتكتب عنه الصحافة, ويطلب الناس إعادة بثه مراراً, من بين تلك البرامج: 'دفاتر الليل' , 'ليالي السعد' , 'ضيعة الأغاني' , 'القدس في البال' وبرامج لعيد الميلاد, وأخرى لعيد الفصح, وكانت نجمتها جميعها: فيروز.
بالإضافة إلى ذلك, كتبا مسلسلين من بطولة 'هدى', أحدهما 'قسمة ونصيب' والثاني 'من يوم ليوم' الذي اشترته محطات تليفزيونية عربية كثيرة, واشتهر كأحد أجمل المسلسلات الغنائية التي جمعت بين التشويق البوليسي والعقدة الغريبة.
بعد ذلك أوقف الرحابنة العمل للتليفزيون, خاصة بعدما أدركا أن محطات التليفزيون لن تدفع بسخاء من أجل أعمالهما, والتي حرصا كثيراً على بقائها في مستوى عالٍ من ناحية المضمون, ومن الناحية التقنية, لئلا يخيب أمل الجمهور الذي يأتي ليرى ما يتوقعه منهما.
خطوتهما التالية نحو السينما كانت عندما جاء بالفكرة صديقهما 'رجا الشوربجي' الذي أقنعهما بتحويل إحدى المسرحيات إلى فيلم سينمائي, وبعد استشارة 'كامل التلمساني' مستشار مكتبهما, والمخرج المصري 'يوسف شاهين' الذي صودف وجوده في لبنان في تلك الفترة, قررا نقل مسرحية 'بياع الخواتم' إلى الشاشة الفضية, كما وافق 'نادر الأتاسي' على إنتاج الفيلم. وكان عاصي ومنصور وفيروز وصبري الشريف شركاء في الإنتاج مقابل أتعابهما, عندما وضعت الميزانية المبدئية للفيلم, كانت 220 ألف ليرة لبنانية, إلا أنه كلّف في النهاية 600 ألف, مما شكل كارثة مالية لفريق الإنتاج, إلا أنه لاقى نجاحاً عظيماً لدى الجمهور وفي الصحافة, مما شجع للبدء في كتابة سيناريو خاص للسينما.
كان الفيلم الثاني: 'سفر برلك' من إنتاج نفس فريق إنتاج الفيلم الأول, أخرجه 'هنري بركات', هذه المرة لم تتخطّ ميزانية الفيلم الرقم المبدئي الموضوع, إلا بنسبة قليلة, وعرض لفترات طويلة في لبنان وبقية الدول العربية, على الرغم من الاحتجاج الذي قدمته الحكومة التركية بحجة أن الفيلم يتكلم بالسوء عن تركيا.
نجاح 'سفر برلك' شجع الأخوين رحباني على المغامرة في فيلم ثالث هو 'بنت الحارس' الذي كان موفقاً كسابقيه, والذي أظهر الكثير من الجمال, كما نجح تقنياً بسبب الاستعانة بتقنيين أجانب, كما في الأفلام السابقة, وتم تحميض الفيلم في لندن.
مع 'بنت الحارس' أتم الرحابنة الدورة التي معها دخلا إلى التراث اللبناني من مختلف أبوابه: المسرح, الإذاعة, التليفزيون, والسينما. وانتشر هذا التراث الموسيقي والحواري بين الناس عبر تلك الوسائل, فراج وبقي في القلوب والنفوس.
منذ أواخر الستينات, بدأت تصدر الدراسات النقدية والانطباعية والتأريخية لما بات يسمى فيما بعد: 'مدرسة الأخوين رحباني'. هذا التيار الذي اشتهر عند الناس, امتد عصره الذهبي من منتصف الستينات إلى أواسط السبعينات, والذي انكسر بسبب الحرب في لبنان.
خمس عشرة سنة, كان خلالها الرحابنة مسيطرين على الفن الموسيقي في المنطقة, من خلالهما انتشرت اللهجة اللبنانية المحكية في العالم العربي, انطلقا من مبدأ أن المسرح له لغته الخاصة 'اللغة البيضاء' والتي تختلف عن اللغة المحكية. اختارا بعناية أجمل ما في المناطق اللبنانية, ونسجا لغة مسرحية ذات معالم تتمتع بجميع الخصائص اللبنانية, وفي نفس الوقت مفهومة في كل العالم العربي. وفي الأغاني انتهجا نفس الخط, كل هذا لم يأت صدفة, فقد عمل الرحابنة عليه بكل وعي ومعرفة. كان عاصي ومنصور واعيين تماماً أين هما, وإلى أين يجب أن يصلا, كانت خطواتهما جميعها واعية ومقصودة.
|

03/06/2010, 14h00
|
 |
مواطن من سماعي
رقم العضوية:59077
|
|
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: ايرانية
الإقامة: ايران
العمر: 45
المشاركات: 80
|
|
|
|
رد: الرحابنة عاصي وألياس مسيرة عطاء ومحبة -الجزء الاول
منذ البدايات المبكرة أدرك الرحبانيان التميز في صوت فيروز, لذا أخذا جماله الطبيعي الخارق, وتفرّدها وحضورها المذهل, واشتغلا بخصائص فيي صوتها هي مختلفة عن أصوات الآخرين. صوت فيروز ليس صوتاً وحسب, إنه ظاهرة متكاملة لا تتكرر, فأنت تستمع مع صوت فيروز إلى كلام ولحن جميلين, إلى أداء لديها تبلور مع الأيام, وإلى لفظ صقل جيداً بمخارج الحروف. فيروز لم تبدأ وحدها, بدأت مع عاصي ومنصور وصبري الشريف, في ليالي التعب والصقل والتمارين.
بدأأ الأخوان رحباني بإيمان عميق بالخط الذي كانا يشتغلان فيه: الصوت المتفرد لفيروز, كتابة الشعر المميز, والألحان المغايرة, بالإضافة إلى مبادئ ثابتة: لا لغناء الأشخاص, بل الأوطان والشعوب, سمع الناس صوت فيروز مع كل ما حمله في طيّاته, وتأثروا به عميقاً, فكان فاعلاً فيهم وموجهاً لهم. هكذا, بجمال صوتها الخارق, والمواضيع التي حملها هذا الصوت, صارت فيروز قضية وطنية عامة, تغني هموم الإنسان.
مع استمرار النجاحات المتوالية, وصل الرحبانيان إلى قمة فنية, ندر أن وصل إليها فنانون آخرون في قلوب الناس, والذخيرة الفنية التي أسسا لها عبر رحلتهما, أذهلت الجميع بتنوعها وغناها. إلا أن تلك الرحلة بترت بشكل موجع, ففي يوم من أيام أيلول/سبتمبر عام 1972 وبعد تقديم مسرحية 'ناطورة المفاتيح' في بعلبك, وأثناء العمل على الحلقة الرابعة عشرة من مسلسل 'من يوم ليوم'. في ذلك اليوم, وفجأة, بدأ عاصي يعاني من آلام مبرحة في رأسه, وفقد القدرة على التركيز, أسعف بسرعة إلى المشفى, وكان التشخيص: نزيف حاد في الدماغ. أعطوه في المشفى فرصة للنجاة. عندما قرأ الناس الخبر في صحف اليوم التالي, هرعوا إلى المشفى خائفين, قلقين,
ضارعين لله أن ينجي عاصي.
بعد مداولات سريعة بين الأطباء, استدعي جراح أعصاب من فرنسا, وأدخل عاصي غرفة العمليات, ونجحت العملية على الأقل في إيقاف النزف. أنقذت حياة عاصي, لكن وقتاً طويلاً مر حتى تمكن عاصي من إعادة تأهيل نفسه ليعود إلى حياته الطبيعية.
';المحطة' كانت أول عمل قدم بعد شفاء عاصي, حيث لحن فيها أغنية 'ليالي الشمال الحزينة', وكانت أول أغنية لحنها بعد مرضه. استمر بالتلحين بعد ذلك. طلب منصور من زياد أن يعملا سوية على أغنية تقدم كتحية من الثلاثة: (منصور, زياد وفيروز) إلى عاصي. أخبره زياد أن لديه لحناً بدون كلمات, سمع منصور اللحن وأعجب به, وكتب كلمات 'سألوني الناس' له. في الليلة الأولى للمسرحية, قوبل عاصي بعاصفة من التصفيق عندما دخل مسرح البيكاديللي, بعد انتهاء المسرحية, جمع عاصي منصور وزياد وفيروز, معلقاً على أغنية 'سألوني الناس' صارخاً فيهم بنبرةة الشهم: 'انتظرتم حتى أمرض لكي تستجدوا تصفيق الناس باسمي, أيها الانتهازيون؟'. لكن محبته لهم, وللأغنية جعله لا يوقفها عن المسرحية.
بعد ذلك, عاد عاصي إلى عمله, واستعاد جميع صلاحياته في المكتب, لكنه كان إنساناً آخر, كان يضحك بدون ضوابط, يأكل ويشتم ويحزن ويغضب ويتكارم ويدفع ويسخو بدون ضوابط. لكنه استمر بالتلحين, وكان غالباً ما يستدعي منصور ليقوم بكتابة النوط الموسيقية لأنه لم يعد يطيق صبراً على الكتابة. مثلاً أغنية 'سكّرو الشوارع' هي في معظمها من تأليفه وتلحينه, لكنه كان يقول لمنصور ماذا يريد وكيف بالضبط, ليقوم منصور بكتابة ما يريد. كذلك هو الحال بالنسبة لمسرحية 'بترا' كانت في معظمها من تأليفه.
فيي نهاية السبعينات, بدأت المشاكل في المسيرة الرحبانية, وأفضت في النهاية إلى الانفصال التام بين فيروز وزوجها وأخيه, عام 1979, لتبدأ مسيرتها المستقلة.
استمر الرحابنة, فقدما مسرحيتي 'المؤامرة مستمرة' عام 1980, و'الربيع السابع' عام 1984. لكن صحة عاصي بدأت بالتدهور سريعاً, ودخل في حالة غيبوبة, إلى أن جاء يوم الحادي والعشرين من حزيران/يونيو, في صباح ذلك اليوم, سلّم عاصي أنفاسه الأخيرة. وبهذا خلصت القصة المشتركة للأخوين رحباني, لكن ليس الميراث الذي خلفاه, والذي سوف يعيش طويلاً لأجيال وأجيال.
أعمال الأخوين رحباني بين 1957 ¬- 1984
- 1957: 'أيام الحصاد' (بعلبك ) ) .
- ¬ 1959: 'عرس في القرية' (بعلبك ) ) .
- 1960: 'موسم العز' (بعلبك ) ) .
- ¬ 1961: 'البعلبكية' (بعلبك) .
- 1962: 'جسر القمر' (بعلبك ¬ دمشق) .
- ¬ 1962: 'عودة العسكر' (مسرح سينما كابيتول) .
- ¬ 1963: 'الليل والقنديل' (كازينو لبنان ¬ دمشق) .
- ¬ 1964: 'بياع الخواتم' (الأرز ¬ دمشق) .
- ¬ 1965: 'دواليب الهوا' (بعلبك) .
- ¬ 1966: 'أيام فخر الدين' (بعلبك) .
- ¬ 1967: 'هالة والملك' (البيكاديللي ¬ الأرز ¬ دمشق) .
- ¬ 1969: 'جبال الصوان' (بعلبك) .
- ¬ 1970: 'يعيش يعيش' (البيكاديللي) .
- ¬ 1971: 'صح النوم' (البيكاديللي ¬ دمشق) .
- ¬ 1972: 'ناطورة المفاتيح' (بعلبك) .
- ¬ 1972: 'ناس من ورق' (البـيكاديللي ¬ جولة في الولايات المتحدة) .
- ¬ 1973: 'المحطة' (البيكاديللي) .
- ¬ 1973: 'قصيدة حب' (بعلبك) .
- ¬ 1974: 'لولو' (البيكاديللي ¬ دمشق) .
- ¬ 1975: 'ميس الريم' (البيكاديللي ¬ دمشق) .
- ¬ 1976: 'منوعات' (دمشق ¬ عمان ¬ بغداد ¬ القاهرة) .
- ¬ 1977: 'بترا' (عمّان ¬ دمشق) .
- ¬ 1978: 'بترا' (البيكاديللي) .
-¬ 1980: 'المؤامرة مستمرة' (كازينو لبنان) .
- ¬ 1984: 'الربيع السابع' (مسرح جورج الخامس) .
لوحات مسرحية ومنوعات كثيرة خلال رحلات عديدة خارج لبنان على مسارح العالم.
سينما
¬- 1965: 'بيّاع الخواتم'.
- 1966: 'سفر برلك'.
- ¬ 1967: 'بنت الحارس'. ومئات الحلقات التلفزيونية والإذاعية من برامج ومسلسلات ومنوعات وتمثيلات واسكتشات موزعة في لبنان والدول العربية بأصوات عشرات المطربين والمطربات.
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
|
| أدوات الموضوع |
|
|
| طرق مشاهدة الموضوع |
العرض المتطور
|
تعليمات المشاركة
|
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts
كود HTML معطلة
|
|
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 18h34.
|
|