أعزائي محبي الشهير المرحوم نجيب السراج .
عرفت المطرب الراحل في التسيعينات وعن طريق الصدفة وكان يعاني من آلام في المفاصل التقينا في مشفى ابن النفيس بدمشق . كان انسان رائع ومتواضع جداً وكان قريب إلى القلب وتحبه من القاء الأول . تكررت لقاءاتنا عدة مرات ثم تعرفت على صديقه الحميم الشاعر كمال فوزي الشرابي وجلسنا في منزله / مساكن برزة / جسر النحاس / وقد أهداني عوداً كان لديه وأسمعنا عزفه الرائع وغنى لنا بصوت غلبت عليه الشيخوخه وكاد أن ينطق بالكبر والترهل لكنه كان جميلاً جدا . وبالمناسبة أغنية سود عيونك سود هي من تأليف الشاعر كمال فوزي الشرابي وقد حكى لي قصتها وقد كتبت لفتاة صغيرة في التاسعة من عمرها .
أنا أشكر كل المهتمين بطرب الكبير نجيب السراج رغم التعتيم الاعلامي الذي تمارسه الإذاعة والتلفزيون على كل هؤلاء الكبار الذين لم يأخذوا حقهم لا في الحياة ولا في الممات
من المفارقة أن تجمع صداقة ولو كانت لوقت قصير / حوال الشهر ثم انتقلت للسؤال على الهاتف / بين شاب في العشرينيات ورجل في السبعينيات / لكنها حصلت / قال لي المرحوم الكبير نجيب وكان معه كمال فوزي ,حكيك شامي مع انك من الساحل قلت له كل حياتي بالشام فقال لي بس عم تروح عالساحل قلت له طبعا ً سألني في عندكن ضيعة وخبز تنور وأرض وبصل أخضر بالضيعة قلت له طبعا فقالا لي بتبدل نحنا منصير من ضيعتك وانت خليك شامي وضحكا جداً .
يا بختك ، يا ابو هادي . نحن نُهنِّئك على حظك الكبير ؛ وأنت تُحاكي العبقري نجيب السراج آنذاك وتتبادل معه الدعابات وتآخذ وتعطي معه في الكلام ؛ وبحضرة الشاعر الكبير فوزي الشرابي رحمها الله ورضي عنهم وأرضاهم ؛ إني باسمي وإسم كل المحبين الولوعين بفنِّ هذا العملاق نشكرك على كلِّ هذه الذكريات اللتي عشتها معه وسرْدكَ لها لكي يتعرف عنها الكل ويحب هذا الفان أَكثر . إنني شخصياًّ لمَّا علمت بمرضه الأخير حاولت الإتصال به عبر هاتفه بدمشق لأطمإن عن أحواله كان الهاتف يرن لكن لا أحد جيب وكان هذا في اول شهر 6 لسنة 2003 ميلادية ؛ عرفت بعدها من سيد ةٍ صحفية بنةُ بلده حماة أنه كان في المستشفى . فما هي إلا أيام قليلة حتى سمعنا بخبر وفاته المُفجع .
أحبائي المهتمين بالمرحوم الكبير نجيب السراج وأخص السيد شامخ : عن طريقكم بدأت استرجع الماضي وأقلب صفحات ذاكرتي التي كنت قد أهملتها وذلك بسبب ضغط الحياة والمعيشة القاسية والآن اسمحوا لي أن أنقل لكم قصة قصيدة سود عيونك سود والتي غناها المرحوم وألفها المرحوم كمال فوزي وهي ما قالها لي المرحومين في منزل المرحوم كما فوزي الشرابي : في دمشق القديمة ذهب الشاعر كمال فوزي إلى عند أحد أصدقائه الذي لم يذكر لي اسمه وكان يقطن في بيت عربي قديم وبعد أن استضافه صديقة خرجا من المنزل لكنه شاهد في جانب البحرة فتاة صغيرة تلعب بالماء وكان عمرها حوالي التسع سنوات / كما قال لي بالضبط صليت على النبي وتابعت خارجا ً / لكنه لم يستطع أن ينسى هذا الوجه الذي شاهده وظل يفكر به . وفي اليوم التالي شاهد المرحوم نجيب وقص عليه القصة فقال له المرحوم نجيب / يالله مشي معي لنروح لعند رفيقك انت عم توصف وصف عجيب وبيستاهل أنو نشوف هي من جهة ومن جهة تانية اشتقت للبيوت القديمة / وبالفعل ذهبا وجلسا بالقرب من البحرة وسأل كمال فوزي صديقه عن الفتاة فقال له انها من بنات الجيران سأنادي لوالدها كي يحضر ويحضرها معه وقد حصل هذا / وعندما شاهدها نجيب السراج قال لفوزي/ والله هلق عرفت انك شاعر ضعيف معقول لسا ما قلت قصيدة وصف لهيك قمر الله مصلي على النبي والله لا عين رأت / وبعد أيام جاء كمال فوزي إلى بيت نجيب وقال له خذ أو اسمع وقرأ له القصيدة ثم بعد ذلك لحنها وغناها وكانت من أجمل ما لحن وغنا ومن أجمل ما كتب المرحوم كمال فوزي وقد سمعتها منه مباشرة بمنزل المرحوم كمال فوزي . هذه القصة كما قالها لي بالضبط والله على ما أقول شهيد في المرة القادمة سأذكر لك قصة قصيدتي .