* : عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : يونس حسين - - الوقت: 22h38 - التاريخ: 14/12/2025)           »          الأخوة الفنانين / صور نادرة تجمعهم .. (الكاتـب : جرامافون - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 21h38 - التاريخ: 14/12/2025)           »          صور الفنانين / تلوين (حديث) لأبو برهان .. (الكاتـب : أبو برهان - - الوقت: 21h22 - التاريخ: 14/12/2025)           »          نـعـمـة- 27 فبراير 1934 - 18 أكتوبر 2020 (الكاتـب : صالح الحرباوي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 16h30 - التاريخ: 14/12/2025)           »          الأغاني الوطنية في تونس... (الكاتـب : Sami Dorbez - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 16h29 - التاريخ: 14/12/2025)           »          المطربة ذات الصوت الدافئ بدرة الهادي (الكاتـب : عطية لزهر - آخر مشاركة : علي أبوناجي - - الوقت: 13h25 - التاريخ: 14/12/2025)           »          كتاب الطريقة العلمية و العملية في دراسة العود (الكاتـب : عثمان دلباني - - الوقت: 11h19 - التاريخ: 14/12/2025)           »          مطرب مجهول الهوية .. من هو ؟ (الكاتـب : abo hamza - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h54 - التاريخ: 13/12/2025)           »          أحمد قاسم (الكاتـب : سيجمون - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 20h28 - التاريخ: 13/12/2025)           »          سعد الفيتوري (الكاتـب : محمدالفيتوري - - الوقت: 14h48 - التاريخ: 13/12/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > المواضيع العامة

المواضيع العامة المواضيع الفنية العامة والمواضيع الفولكلورية والثقافية ذات العلاقة بالفنون العراقية

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 07/02/2010, 15h45
الصورة الرمزية haidarthamer
haidarthamer haidarthamer غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250525
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 111
Thumbs up دور السـينما في بغداد الستينيات

دور السـينما في بغداد الستينيات
رفضت حبيبتي أن تنطق بلغة غير لغتها العربية فضلت بغداد السـكوت وقلبها يعتصره الألم. الأفلام العربية ممنوعة.. سـينما الحمراء بانتظار معاول الهدم لتتحول إلى جزء من البنك المركزي. هكذا ببسـاطة، نهدم تاريخاً عريقاً بجرة قلم وننسـى أن دار سـينما واحدة تسـاوي ألف بناية عادية.
سـينما الوطني تحولت إلى الكلام باللغة الروسـية وكذلك الزوراء والسـندباد. دور الدرجة الثانية أخذت تبحث عن أي شـريط سـينمائي لعرضه على شـاشـاتها.
كان الحزن قد أصبح رفيقاً دائماً ولكنه حزن غاضب، متمرد. كان جيلنا يحاول أن يسـتغل أية فرصة للتعبير عما في داخله.. وأذكر أن عرض فيلم عربي (لبناني) وسـط قرار المنع تحول إلى مظاهرة صامتة ضد السـلطة. فقد أسـتمر عرض الفيلم أكثر من عشـرة أسـابيع (رقم قياسـي في ذلك الوقت) وشـاهده جمهور كبير، حتى أن كثير من رواد الفيلم الأجنبي شـاهدوا (مرحباً أيها الحب) لمجرد التشـجيع وفي الوقت نفسـه الاحتجاج على قرار المنع.
وفي وسـط الحصار، اسـتطاعت بعض الجمعيات، اسـتغلال الحفلات السـينمائية كمظهر من مظاهر المعارضة. وأذكر أن إحدى هذه الحفلات أقيمت في سـينما روكسـي وغنت فيها المطربة الشـجاعة مائدة نزهت إحدى أغانيها المشـهورة وقتها (أم الفسـتان الأحمر) وصرخ الجمهور يطالبها بتغيير كلمة الأحمر إلى الأخضر واسـتجابت الفنانة وعلت الهتافات.
ثم عرض علينا فيلم (قصة الصفحة الأولى) وهو من أفلام ريتا هيوارث الأخيرة وبعد فترة ألغي قرار المنع وعادت الأفلام العربية وبدأت سـينما روكسـي تعرض كل أسـبوع فيلماً، مهما كانت جودته وشـاركت سـينما الزوراء وسـينما الوطني في عرض بعضها عدا الأفلام الكبيرة مثل (شـارع الحب) فقد عرضته سـينما الخيام كأول فيلم عربي يعرض فيها.
الأفلام الأجنبية اسـتمرت في دور النصر والخيام وسـينما جديدة تم افتتاحها في بداية العقد مكان سـينما دار السـلام وبالرغم من صغرها نسـبياً، فقد أخذت مكاناً متميزاً بين دور الدرجة الأولى وكان السـبب الرئيسـي هو إدارتها فقد كان صاحبها المرحوم (إسـماعيل شـريف) وقد تحدثنا عن حبه للسـينما وذوقه الرفيع في مقال سـابق. وأصبحت الدار الجديدة مقراً لشـركات عدة مثل مترو وفوكس وكولومبيا ويونايتد ارتش.
وعلى مدى سـنوات خمس، شـاهد الجمهور البغدادي أجمل أفلام في جو مريح هادئ أفلام رائعة مثل (العظماء السـبعة، أريد أن أعيش، المركانزي، الشـقة، عازب في الجنة، عايدة، جسـر على الشـمس، امرأة مهووسـة وغيرها) واسـتمرت الخيام في عرض أفلام شـركات يونيفرسـال وبارامونت رورانر، أما النصر فقد كانت تشـارك غرناطة في أفلام مترو وفوكس وقد ابتدعت تقليداً جديداً عملت به بعد نجاحه دور السـينما الأخرى وهو (حفلة السـاعة الواحدة ظهر كل جمعة) واسـتطاع جمهور الشـباب وقتها من رؤية أجمل كلاسـيكيات شـركة مترو مثل (قصة مدينتين، العودة إلى الوطن، سـان فرانسـيسـكو وغيرها من الروائع) وبالرغم من الإقبال الكبير على دور السـينما فأن معدلات الدخول كانت تنخفض تدريجياً، فقد كان هذا النجاح الكبير حكراً على دور الدرجة الأولى فقط في الوقت نفسـه كانت خريطة المجتمع البغدادي تتغير.. التعليم أصبح مفتوحاً أمام الجميع.. الهجرة إلى المدينة جعلت بغداد من أكثر المدن كثافة.. المسـاحات الخالية الكبيرة أخذت تختفي ويحل محلها الدور والعمارات.
كان المفروض أن يقابل ذلك إقبال شـديد على السـينما أو القراءة.. الذي حدث هو العكس.. السـتينيات شـهدت الهجمة الشـرسـة لهرقل وماشـيسـت وأفلام الكابوي الإيطالية (سـباكتي ويسـترن) وفتح جيل عيونه على هذا النوع. لم يعد يتقبل الأفلام الجيدة، الاجتماعية أو الموسـيقية أو حتى الأفلام البوليسـية الجيدة وتوقفت سـينما روكسـي عن العمل وأغلقت أغلب الدور الصيفية أبوابها وأصبحت منطقة الباب الشـرقي من المناطق الشـعبية ومرة أخرى حاول (إسـماعيل شـريف) إحياء المنطقة بتجديد سـينما ديانا وأطلق عليها أسـم (الحمراء) وافتتحها بمجموعة جيدة من الأفلام العربية ولكن بعد شـهور عدة عادت السـينما إلى الدرجة الثانية. في تلك الأثناء كان شـارع السـعدون قد أصبح مقر دور الدرجة الأولى سـينما سـمير أميس أعادت إلى الأذهان بعض من فخامة وأناقة الدور القديمة وتم افتتاحها بفيلم جيد (بيكيت)، سـينما النصر القديمة التي تحولت إلى كباريه أعيد بنائها وأصبحت سـينما أطلس وتم افتتاحها بفيلم (الجسـدان) الهندي، لأن الأفلام الأجنبية كانت ممنوعة منذ نكسـة 1967 وكانت السـينما أشـبه بعلبة السـردين، سـينما بابل التي تشـبه أطلس تم افتتاحها وسـط تهليل كبير.
بعد قرار منع الأفلام الأمريكية بفترة من الوقت، بدأت بعض دور السـينما تعرض الإنتاج الأمريكي بطريقة التحايل فقد أخذ الموزعون في شـراء الأفلام من شـركات التوزيع الإنكليزية على أسـاس أنها إنتاج بريطاني ولكن العدد كان قليلاً ولا يسـد الحاجة وكانت الأفلام الهندية قد بدأت تسـيطر على جزء كبير من الجمهور وعلى عدد كبير من دور السـينما الخيام رفضت الفيلم الهندي ولكنها أصبحت مقراً للمصارعين ورعاة البقر الإيطاليين، فقط سـينما غرناطة اسـتمرت في عرض الأفلام الجديدة من الإنتاج البريطاني والفرنسـي وأحياناً الأمريكي ولكن كما قلنا كان ذوق الجمهور قد تغير بحيث أن فيلم عظيم مثل (رقصة الحي الغربي) عُرض بعد حذف عدة أغاني منه، ووسـط صفير المتفرجين وتعليقاتهم التافهة. أما (صوت الموسـيقى) و(جنوب الباسـفيك) فلم يصمد أكثر من أيام.
بعض الدور الصيفية اسـتمرت مثل سـينما أوبرا الصيفي التي تخصصت بعرض أفلام فريد الأطرش القديمة، وبنجاح كبير لعدة مواسـم صيفية والى نهاية السـتينيات ثم تحولت إلى كراج وأخيراً تم هدمها، نفس المصير لحق بسـينما الأحرار الصيفي التي كانت بجوار أوبرا وكذلك سـينما ديانا.
الشـرق الصيفي اسـتمرت في عرض الأفلام العربية القديمة، مثل أفلام عبد الوهاب وصباح وغيرها ثم تحولت إلى كراج وأخيراً بدأ هدمها أثناء كتابة هذا المقال.
في السـتينيات أيضاً تم افتتاح سـينما صغيرة باسـم (السـينما والمسـرح) وكانت بعيدة نسـبياً (قاعة الخلد) وعرضت فيها مجموعة جيدة من الأفلام القديمة والحديثة وكان روادها أغلبهم من محبي السـينما، ولكنها تحولت إلى مسـرح بعد ذلك.
بغداد تغيرت.. كنا نتمشـى في شـارع الرشـيد وعيوننا تبحث عن الأصدقاء الذين عاشـرناهم سـنين طويلة ولكن أغلبهم قد رحل.. سـوق الأمانة.. سـينما الحمراء.. دونة فلسـطين.. اسـطوانات كولومبيا.. الدلتا.. السـويس بوفيه.. أصبحت مجرد بار عادي من الدرجة الثانية.. أبكار مارتين اختفى.. بايونير وعمو الياس والنعمان كانوا يعيشـون سـنينهم الأخيرة.. كوروتيت أصبحت مجرد دكان ثم اختفت إلى الأبد. الكولدسـتار أغلق أبوابه ورحل أصحابه إلى اليونان ومعهم (جو). ثم عاد (جو) وفتح محلاً للمعجنات في باب مدينة روكسـي ومازال في مكانه.
زحفت التجاعيد على وجه الحبيبة وهي في سـن الشـباب. وانتهت السـتينيات ومدينتي الكبيرة فيها أربعة أو خمسـة دور سـينما درجة أولى وبضعة دور درجة ثانية.

غالب وشـاش

جريدة الجامعة- الأربعاء 27 حزيران- 3 تموز 1990
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07/02/2010, 15h48
الصورة الرمزية haidarthamer
haidarthamer haidarthamer غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250525
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 111
Thumbs up دور السـينما في بغداد السبعينات – الثمانينات

دور السـينما في بغداد السبعينات – الثمانينات
دخلت علينا السـبعينات، أو دخلنا نحن بها.. لا أحد يعرف.. لقد أخذت سـنوات العمر تجري ونحن نلهث وراءها.. وعندما نتحاسـب مع الزمن في نهاية كل سـنة، لا نجد سـوى الكثير من الألم وخيبة الأمل وقليل من المتعة التي نحاول اختزانها لتصبح ذكرياتنا الحلوة نعود أليها أيام الشـيخوخة. حبيبتي أصبحت أكثر هدوءاً ونضجاً.. تعيش أياماً هادئة. لياليها أصبحت مختلفة.. شـارع أبي نواس أصبح مقراً للبارات. لم يعد للعائلة فيه مكان. شـارع الرشـيد مازال محتفظاً بميدانه وحيدرخانته وشـورجته فقط. باقي المعالم ذهبت. سـينما الوطني تكافح في سـبيل البقاء. سـينما الرشـيد أصبحت تعرض خليط من الأفلام في كل دور.. إيطالي على هندي على أمريكي على فرنسـي.. نفس الشـيء لسـينما ركس والزوراء وشـهرزاد وديانا. أصبحت كلها مثل المطاعم الشـعبية تقدم كل الأصناف الرخيصة، لترضي روادها الذين كانوا يدخلون ليناموا أو ليقتلوا الوقت في انتظار موعد قطار أو باص أو ليهربوا من فراغ ممل قاتل. أما دور الدرجة الأولى فقد كانت تلهث وراء الأفلام الجديدة القليلة. غرناطة اسـتمرت في عرض أحسـن الموجود من الإنتاج العالمي ورفضت عرض الأفلام الهندية والعربية. أما دور أطلس وبابل والنصر فقد أصبحت مقراً للأفلام العربية والهندية وفي بداية السـبعينات افتتحت داراً جديدة في سـاحة النصر أسـماها صاحبها (سـينما النجوم) وكانت اسـماً على غير مسـمى، كبيرة بدون داع، ومنذ اليوم الأول عرفنا أنها (سـينما فالصو) فقد كان فيلم الافتتاح كراكانوا - شـرقي جاوة - 1968) فيلماً متوسـطاً، مدة عرضه الأصلية (136 دقيقة) أصبحت بعد مونتاج الإدارة أقل من (100 دقيقة) لا تعرف أولها من آخرها. وأسـتمر الحال هكذا في جميع عروض السـينما التي عرضت في السـنين الأولى، مجموعة جديدة من الأفلام تعرضت كلها للتشـويه. وبعد فترة انضمت سـينما النجوم إلى مجموعة دور الأفلام الهندية والعربية أما سـمير أميس فقد حافظت على مسـتواها مثل غرناطة وشـاهد الجمهور فيها خلال السـبعينات أفلاماً جيدة وأحياناً ممتازة قياسـاً إلى ما هو معروض في باقي الدور. أفلاماً مثل (تحية للأمس-1970) الذي أعاد جين سـيمونز لجمهور مازال يذكرها. و(حمقى نيسـان-1969) بطولة جاك ليمون وكاترين دينوف وغيرها من الأفلام الفرنسـية الجيدة وأحياناً الإيطالية. وقد أعادت سـمير أميس عرض بعض الأفلام الجيدة الناجحة مثل (مكتوب على الريح-1956) لروك هدسـون و(الحرب والسـلام-1956) لأودري هيبورن وغيرها ولكن مع مرور سـنين السـبعينيات كانت معدلات الدخول للسـينما تتناقص باسـتمرار وأصبح من النادر أن نجد أن فيلماً جيداً أو ممتازاً يعرض لأكثر من أسـبوع واحد. وقد حاولت الحكومة إنقاذ ما يمكن إنقاذه واشـترت سـينما بابل وأعادت افتتاحها بأفلام جيدة وبنظام ممتاز لم يسـتمر أكثر من شـهرين أو ثلاثة. لقد كان واضحاً أن العيب أصبح في الجمهور الذي أتلفت الأفلام الهندية والإيطالية والعربية الهابطة ذوقه.
وعند نهاية السـبعينيات، لم تعد السـينما مكاناً مناسـباً للعائلة البغدادية وأصبح التلفزيون بديلاً جيداً في تلك السـنين ببرامجه الجيدة (السـينما والناس) و(من أرشـيف السـينما) وغيرها. وقد عرض التلفزيون مجموعة رائعة من الأفلام العربية والأجنبية على شـاشـته، منها أفلام فرنسـية وإيطالية) رائعة.
وبقيت سـينما روكسـي مغلقة طيلة السـبعينيات واختفت آخر الدور الصيفية وكان السـفر قد أصبح في متناول جميع طبقات المجتمع وكان كذلك أحد الأسـباب في هبوط معدلات الدخول للسـينما فقد كان أغلب الناس يشـاهدون الأفلام الأجنبية والعربية أثناء سـفرهم.
وسـبب آخر رئيسـي جعل الناس يبتعدون عن دور السـينما هو القذارة الشـديدة والتعليقات البذيئة أثناء عرض الفيلم وصعوبة إيجاد موقف للسـيارات وكانت هذه مشـكلة كبيرة حتى أن بعض دور السـينما وخصوصاً في الثمانينات أخذت تعلن عن وجود (موقف سـيارات خاص بالسـينما). ودخلت الثمانينات ومعها حرب مفروضة ولكن بالرغم من الظروف القاسـية فأن الحكومة أخذت تشـجع الإنتاج السـينمائي وبالتالي افتتاح دور جديدة في سـاحة الاحتفالات (سـينما المنصور) ومنطقة المنصور (سـينما الأطفال) والكرادة (مسـرح وسـينما المسـرح الوطني) وغيرها. وكان الرواج الكبير للمسـرحيات الكوميدية حافزاً للقطاع الخاص على إعادة فتح دور قديمة بعد تجديدها أو تحويل بعض المباني إلى دور للسـينما والمسـرح. مثل سـينما الوطني وسـينما الأعظمية التي تحولت إلى مسـرح وكباريه الكروان الذي تحول إلى مسـرح وسـينما النجاح ومدينة روكسـي التي سـخطها من اشـتراها وحولها إلى سـينما (ركس) ومسـرح (روكسـي) بعد أن خنق جوها الرحب بديكور خشـبي حجب السـماء والأرض وبشـكل بشـع ليس فيه أي جمال أو ذوق. ومع ذلك فقد فرحنا جداً بإعادة الافتتاح هذه بدلاً من هدمها كما حدث مع أحد أقدم وأجمل دور السـينما في البغدادية وأعني بها (سـينما الرشـيد) التي تحولت إلى دكاكين وكأننا بحاجة إلى مزيد من الدكاكين.
وخلال الثمانينات عادت الأفلام الأجنبية إلى دور السـينما عن طريق اسـتيرادها من قبل الدولة ومن ثم الشـركات الأهلية.
وبعد انتهاء الحرب بدأت شـركات القطاع الخاص باسـتيراد الأفلام الأمريكية وبالعشـرات وشـهدت دور السـينما عرض مجموعة كبيرة من الأفلام الجديدة في دور الخيام وسـمير أميس والمنصور. وأغلب هذه الأفلام يدخل تحت نوع الأفلام الحركة والعنف أما الأفلام الجيدة فقد أصبحت نادرة جداً لأن جمهورها لم يعد يذهب للسـينما وخصوصاً بعد انتشـار أجهزة الفيديو بشـكل كبير.
وخلال السـنين الأخيرة دخلت الأفلام التركية سـوق السـينما ووصلت إلى سـينما غرناطة التي تدهورت أحوالها وأصبحت أقرب إلى دور الدرجة الثانية. وبقيت مدينتي بلا دار صيفية في هذه الجو الحار ولكن بالرغم من كل شـيء فأن اسـتمرار فتح دور جديدة شـيء جيد ويعطينا الأمل في إعادة بعض من مجد دور السـينما والأمل في إعادة العائلة العراقية إلى ارتياد هذه الدور من جديد لقضاء وقت لطيف.
يبقى الأمل في أن تحافظ الحكومة على الدور القديمة وتمنع هدمها باعتبارها تراثاً بغدادياً جميلاً ودليلاً على حضارة مدينتي التي عاد لها بعض من إشـراقها. إن متعة الذهاب إلى السـينما تبقى شـيئاً رائعاً أن لحظات إطفاء النور وتسـلل الشـعاع الفضي إلى الشـاشـة حاملاً معه صور وحكايات هي من أجمل اللحظات التي سـنتذكرها دائماً ونحن نحكي لصغارنا عن رويال غازي وروكسـي وتاج.
غالب وشـاش

جريدة الجامعة- الأربعاء 4-10/تموز/1990
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07/02/2010, 15h50
الصورة الرمزية haidarthamer
haidarthamer haidarthamer غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250525
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 111
Thumbs up بعد أربعين عاماً ماذا قدمت السينما العراقية

بعد أربعين عاماً ماذا قدمت السينما العراقية
قبل حوالي الثلاثة وأربعين عاماً عرض في القاهرة فيلم (القاهرة بغداد - 13/1/1947) بطولة مديحة يسـري وحقي الشـبلي وعفيفة اسـكندر وبشـارة واكيم. كان الفيلم إنتاجاً مشـتركاً بين العراق ومصر ولم ينجح في مصر ولكنه نال نجاحاً جيداً عند عرضه في بغداد في سـينما الحمراء. في نفس الشـهر عرض في القاهرة أيضاً فيلم (أبن الشـرق-1947) بطولة مديحة يسـري أيضاً مع العراقي عادل عبد الوهاب والمطربة السـورية نورهان وأخرجه إبراهيم حلمي وكان إنتاجاً مشـتركاً أيضاً أنتجته شـركة أفلام الرشـيد ولم ينجح الفيلم. شـارك في الفلمين ممثلون من العراق نذكر منهم فخري الزبيدي وحامد القاضي في الأول والمطرب حضيري أبو عزيز.
نرى مما تقدم أن بداية السـينما العراقية لا يمكن أن يؤرخ لها بأحد هذين الفلمين بل الأصح أن تكون بدايتها مع عرض فيلم عليا وعصام-1948) لأنه أنتج في العراق وبأموال عراقية وبممثلين عراقيين (إبراهيم جلال وعزيمة توفيق والمطربة سـليمة مراد) بالرغم من أن مخرج الفيلم فرنسـي هو (مسـيو شـوثان) ومصوره (مسـيو لامار).
كان نجاح (عليا وعصام) الجماهيري كبيراً جداً والذي يشـاهد الفيلم الآن يرى أنه أحسـن بكثير من أفلام أنتجت بعده بالرغم من سـذاجة كثير من نواحي الفيلم الفنية فأن المشـاهد لا يحس بالملل كما يحدث في كثير من الأفلام العراقية الحديثة.
أن تاريخ السـينما العراقية يجب أن يدون وبشـكل موضوعي، فقد آن الأوان أن يتعلم الفنانون العراقيون من الأخطاء التي مرت بها السـينما العراقية ومن غير المعقول وبعد أكثر من ثلاثين سـنة أن لا يجد النقاد في الداخل وفي الخارج أفلاماً جيدة يذكرونها أو يشـيرون أليها في مقالاتهم سـواء (سـعيد أفندي-1957) و (من المسـؤول-1956) ومن بعدهما (الحارس-1968) و (الجابي-1969).
ما عدا هذه الأفلام القليلة فأننا لا نجد في الإنتاج السـينمائي العراقي أفلاماً ذات مسـتوى جيد. لقد قدمت السـينما العراقية ما يقارب الخمسـين (50) فيلماً إلى سـنة 1970 ولكنها لم تكن ذات مسـتوى جيد بل أن بعضها سـاذج الصنع إلى حد كبير مثل (نـدم-1955) و(الدكتور حسـن-1958) و (عفرة وبدور-1967) و (ليالي العذاب-1963) وغيرها.
ومع ذلك كانت هناك محاولات جيدة ولكنها مع الأسـف لم تكن ناضجة أو في مسـتوى الفنانين الذين صنعوها ومنها أفلام المخرج كاميران حسـني الذي قدم شـريطاً جيداً ويقترب كثيراً من الواقعية في فلميه الأول (سـعيد أفندي) ولكنه تراجع فنياً في أفلامه التالية مثل (مشـروع زواج-1962).
عبد الجبار ولي قدم ما يمكن أن نعتبره أجمل الأفلام العراقية في تلك الفترة (من المسـؤول)، لقد كانت نواحي الإخراج والتمثيل والتصوير والمونتاج كلها تمثل فريقاً متجانسـاً وجميلاً وبالرغم من ميلودرامية الأحداث والأخطاء الفنية فقد اسـتمتع المشـاهد بسـينما جيدة لم تتكرر مع الأسـف إلى السـتينات عندما قدم خليل شـوقي فيلمه الجيد (الحارس) وبالرغم من عدم تماسـك الفيلم في بعض أحداثه فأنه يبقى فيلماً جيداً بل أنه مع (الجابي) الذي أخرجه جعفر علي يمكن اعتبارهما أحسـن أفلام السـتينات.
وتنتهي تلك الفترة من تاريخ السـينما العراقية والتي تتميز بالإنتاج الخاص وتبدأ فترة القطاع العام والتي كان من أبرز مخرجيها المخرج محمد شـكري جميل الذي بدأ مع نهاية السـتينات بأفلام دلت على أن المخرج الجديد يملك الموهبة التي إذا صقلتها التجربة بمرور الوقت فأن بإمكان السـينما أن تحصل على مخرج ممتاز وهذا ما حدث بالفعل، وبعيداً عن الكتابات المزاجية والعلاقات الشـخصية وبقليل من الموضوعية التي يحتاجها النقد الفني عندنا فأننا لا نسـتطيع بالمرة أن نتجاهل ما قدمه محمد شـكري جميل.
لقد بدأ هذا الفنان في سـنة 1962 بفيلم (أبو هيلة) وشـارك في إخراجه يوسـف جرجيس ولكن بدايته الحقيقية كانت في (شـايف خير-1969) والمشـاهد يلاحظ بالرغم من سـذاجة الفيلم كعمل فني فأن جهد المخرج في لقطات كثيرة كان واضحاً، وتأكدت موهبة محمد شـكري جميل في أفلامه التالية - (الضامئون-1972)-(الأسـوار-1979)-(المسـألة الكبرى-1983)-(الفارس والجبل-1988) وحتى فيلمه الأخير (اللعبة-1989) والذي قابله النقاد بالهجوم القاسـي وغير المبرر.
مع محمد شـكري جميل قدمت السـينما العراقية في السـبعينات والثمانينات مجموعة من المخرجين تذبذب مسـتواهم مثل صاحب حداد الذي أخرج فيلمه الجيد (يوم آخر-1978) إلى أن وصل إلى فيلمه الرديء (عمارة 13-1986).
كارلو هارتيون قدم شـريطاً من سـينمائياً كان من الممكن أن يصبح من أجمل أفلام الثمانينات لو أن مونتيراً جيداً قام بعمل مونتاجه (شـيء من القوة-1987).
فيصل الياسـري يقترب من محمد بتمكنه وقد قدم أفلاماً جيدة مثل (الرأس-1976)-(النهر-1977) وفيلمه الأخير (بابل حبيبتي-1988) الذي لو حُذف من بعض مقاطعه لأصبح فيلماً جميلاً بسـرعة إيقاعه وأداء هند كامل الجيد مع مجموعة من الفنانين المصريين.
قاسـم حول قدم سـينما جيدة في (بيروت في ذلك الزقاق-1976).
عبد الهادي الراوي لم يجد قصة يقدمها كما يبدو سـوى رواية مسـتهلكة قدمتها السـينما الأمريكية (عودة الأسـير-1942) والسـينما المصرية (الماضي المجهول-1946) وأعاد تقديمها في فيلم رديء _حب في بغداد-1986).
وعاد بنا إبراهيم جلال إلى أيام فتنة وحسـن وعفرة وبدر بفيلمه (حمد وحمود-1986).
إن السـينما العراقية تحتاج إلى الحب العميق والفهم المدروس لفن السـينما ولا سـيما في هذه الفترة التي تتوفر فيها كل أدوات الإنتاج المادية والبشـرية.
وتحتاج أيضاً إلى أقلام موضوعية تكتب عنها وتقدم أخطائها بنقد مدروس بعيد عن العلاقات الشـخصية وحب الظهور والاسـتعراض الشـخصي لمفردات ومصطلحات مسـتعارة من الكتب الفنية.
وهنا أشـير إلى مثالين للنقد:
الأول هو رأي جميل ومتفهم لدور النقد جاء في مقالة للناقد المعروف السـيد ياسـين النصي في مجلة حراس الوطن (العدد الخامس-22/10/1989) أورد منه الجملة الأخيرة (.. فنروح نطمس وبإرادتنا منجزات هذا المبدع أو ذاك.) إلى أن يقول (.. وبين طمس معالم منجزنا الثقافي لأننا لا نعانيه بمعايير نقدية لها خصوصية الإبداع نفسـه.).
المثال الثاني عن كاتب عراقي كتب مقالة عن السـينما العراقية في مجلة (السـينما) المصرية العدد (السـابع عشـر-يونيو 1970) فهاجم بالذات أحسـن فيلمين عراقيين في الخمسـينات وهما (سـعيد أفندي) و (من المسـؤول ؟) واعتبرهما من أسـوأ ما أنتجته السـينما العراقية وذلك رأي متجنٍ ومتحيز تماماً. وذلك كان واضحاً من مدحه لأفلام أخرى عادية مثل (نبوخذنصر-1962).
لكن القارئ إذا تصفح مجلة السـينما (العدد الثالث عشـر-يناير 1970) يجد مقالة عن السـينما العراقية للسـيد عبد الوهاب الشـرقاوي ويجد رأياً محايداً ومنصفاً لنفس الفيلمين المذكورين واصفاً إياهما بأحسـن ما أنتج في تلك الفترة.
وأكرر مرة أخرى أن ما تحتاجه هو الحب والفهم حتى تسـتمر السـينما عندنا وبشـكل جيد فنياً.
وبالمناسـبة فقد قرأت أخيراً في الزميلة (القادسـية) أنهم اكتشـفوا مؤخراً أن فيلم (أبن الشـرق) هو من إخراج إبراهيم حلمي وليس نيازي مصطفى (كما كان الاعتقاد سـائداً إلى وقت قريب..)، ولا أدري من أين جاء هذا الاعتقاد السـائد ولماذا ؟ إذا كان كاتب الخبر لا يعرف المعلومة الصحيحة فذلك من شـأنه ولا داعي لأعمام اعتقاده لأن الكثيرين يعرفون أن (أبن الشـرق) أخرجه إبراهيم حلمي.
إن هذه السـطور هي تهنئة للسـينما العراقية وللعاملين بها بمناسـبة الاحتفال بمرور ثلاثة وأربعين عاماً على عرض أول فيلم عربي قام ببطولته عراقيون متمنين لها أن تبلغ في القريب سـن النضج.
غالب وشـاش

جريدة الجامعة-22/تشـرين الثاني/1989
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07/02/2010, 18h36
الصورة الرمزية فاضل الخالد
فاضل الخالد فاضل الخالد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
 
تاريخ التسجيل: August 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 580
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

الاستاذ الفاضل حيدرثامرالمحترم
شكرا لك لهذا الاختيار الموفق في عرض هذه الريبورتاجات الفنيه عن اهم مرفق ثقافي تريفهي عرفه العراقيون وبخاصة ابناء بغداد خلال القرن المنصرم لاسيما في عقود الثلاثينات والاربعينات والخمسينات منه ونعني بها دور السينما حتي غزاهم ومعهم العالم بارجاءه الفسيحةوبدل هذا الغزو كثيرا من التقاليد التراث الذي رافق ارتياد دور العرض السينمائي وقدحصل هذا الغزو بفضل التلفزيون وافلامه والناس جالسة مستريحة في مساكنها دون التزام وارتباط صارم بتغيير في الملبس ووقت المشاهدة بالاضافة الى انحسار مركزية دورها الثقافي حيث تراجع امام دور الضيف الجديد الذي اصبح وكأنه فرد من افراد العائلة ولو امعنا النظر قليلا في هذه التقارير التي عرضتها لراينا ان العفد الخمسيني هو العقد الوردي للسينما العالمية لا سيما الامريكية حيث قدمت فيه احلى الافلام الاستعراضية والترفيهية كافلام الممثلة السباحة استر ويليامز مثل (السابحات الفاتنات) و(مايوه قطعة واحدة) وغيرها الى جانب افلام دوريس داي الاستعراضية وكذلك الفلم الاستعراضي الغنائي( غناء تحت المطر) لديبي رينولدز بالاضافة الى ان هذا العقد انتج فيه اهم فيلم استعراضي غنائي بتاريخ السينما العالمية وهو فيلم( امريكي في باريس) من بطولة العملاق( جين كيلي) والساحرة( لسلي كارون )والعشرات الاخرى من الافلام الموسيقية والغنائية وحتى السينما الايطالية قدمت اهم ممثلة ذات جمال أخاذ وصوت غنائي جميل واعني بها( سلفانامنكانو) في فيلم ( الرز المر) وحتى السينما المصرية قدمت اهم نجمة استعراضية ظهرت في تاريخ السينما العربية في عقد الخمسينات واعني بها النجمة( نعيمة عاكف) التي ظهرت في اول فيلم لها( العيش والملح ) عام 49 ثم تسلقت القمة لوحدها للافلام الاستعراضية في ذلك العقد الخمسيني وحتى الفريد هيتشكوك ظهر على احسن مايمكن في ذلك العقدفي صنعة افلامه التي لايجاريه احد فيها .كم ان العقدالخمسيني ظهرت فيه ممثلات وممثلون من طراز خاص مثل كيم نوفاك وكريس كيلي وجيمس دين ومارلون براندو وآخرون وأخريات كثر
فتحية لك لهذا الاستعراض الكبير لدور العرض السينمائي وتقاليد المشاهدة فيها وما افرز ذلك من حراك ثقافي
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 05h27.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd