* : آسيا غندور (وطفة) (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 05h27 - التاريخ: 28/10/2025)           »          سعاد مكاوي- 19 نوفمبر 1928 - 20 يناير 2008 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 02h22 - التاريخ: 28/10/2025)           »          صور الفنانين / تلوين (حديث) لأبو برهان .. (الكاتـب : أبو برهان - - الوقت: 22h34 - التاريخ: 27/10/2025)           »          آمال حسين (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 21h15 - التاريخ: 27/10/2025)           »          صـــبـــاح- 10 نوفمبر 1927 - 26 نوفمبر 2014 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : محمد الصباح - - الوقت: 21h03 - التاريخ: 27/10/2025)           »          محمد السيليني (الكاتـب : Sami Dorbez - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 20h25 - التاريخ: 27/10/2025)           »          حكاية أغنية كانت من نصيبك واتقسمت لغيرك (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 17h23 - التاريخ: 27/10/2025)           »          أغاني منوعة بأصوات سورية (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 16h29 - التاريخ: 27/10/2025)           »          أبوبكر سالم بلفقيه (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : علوي الكاف - - الوقت: 10h36 - التاريخ: 27/10/2025)           »          طليع حمدان (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 09h30 - التاريخ: 27/10/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > المواضيع العامة

المواضيع العامة المواضيع الفنية العامة والمواضيع الفولكلورية والثقافية ذات العلاقة بالفنون العراقية

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 23/12/2009, 16h12
الصورة الرمزية اسامة عبد الحميد
اسامة عبد الحميد اسامة عبد الحميد غير متصل  
مشرف قسم العراق
رقم العضوية:48357
 
تاريخ التسجيل: July 2007
الجنسية: عربية
الإقامة: سماعي
المشاركات: 2,619
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

فلم الجابي


فلم عراقي عرض اول مرة عام1/15/ 1968 بطولة اسعد عبد الرزاق




وجعفر السعدي واخرين
الفلم كتب قصته واخرجه الراحل جعفر علي القصه تدور حول معاناة محصل النقود (الجابي) اليومية مع الركاب وتحدث تحديدا في الخط رقم 23 الذي مساره من باب المعظم الى منطقة الاسكان .
وكان الناس انذاك يسمون باص نقل الركاب باسم الامانة ثم تبدل الى المصلحة واخيرا سمي المنشأة . وهذا طبعا حسب تبعية دائرة نقل الركاب في بغداد , فكانت اولا دائرة تابعة لامانة العاصمة ثم استقلت وسميت مصلحة نقل الركاب , ثم اصبحت فيما بعد المنشأة العامة لنقل الركاب وهكذا .




وهذه مقدمة الفلم رفعتها على الياهو فيديو وساحاول رفع باقي الفلم ان تمكنت




مع خالص تحياتي
اسامةعبدالحميد مواطن من سماعي




الرابط لايعمل !! [ نور]



التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 25/08/2012 الساعة 16h50
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07/02/2010, 15h38
الصورة الرمزية haidarthamer
haidarthamer haidarthamer غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250525
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 111
Thumbs up دور السـينما في بغداد الثلاثينيات

دور السـينما في بغداد الثلاثينيات

المقدمة:

هذه المقالات ليسـت متكاملة عن دور السـينما في بغداد بقدر ما هي عرض سـريع لتاريخ هذه الدور وتأثير السـينما على الناس وخصوصاً في فترة ازدهارها (منذ منتصف الثلاثينيات إلى منتصف السـتينيات) وانطباعات وذكريات عن تلك الفترة سـمعتها وعشـتها. أنها محاولة لرسـم صورة لبغداد أرجو أن أوفق في تقديمها وليعذرني القارئ إذا أخفقت أحياناً أو شـدني الحنين إلى الاسـترسـال أحياناً أخرى.


تفتحت العيون على أعمدة شـارع الرشـيد كأنها الحرس الذي يدفع أذى الزمن عن قلب الحبيبة شـارع الرشـيد لا يزال هو الدواء عندما أشـعر بالضيق أقذف بنفسـي بين أحضان هذا الصديق القديم الوفي واقبل بعيني معالمه العزيزة الحيدرخانة و الشـورجة وبيت اللنج وحافظ القاضي والمربعة والسـنك ومدينة روكسـي وأتجاهل التغيير الذي حدث وأشـعر أن شـركة اسـطوانات كولومبيا ومخزن بايونير وسـينما الحمراء لا تزال في مكانها وأتخيل أن سـينما الرشـيد لم تهدمها يد قاسـية وأن المقهاة البرازيلية لا تزال ملتقى المثقفين ومحبي الأدب والفن والمعرفة وإن سـينما برودواي تعرض أفلامها مع اهتزاز الكراسـي كلما مرّ باص المصلحة واسـتمر في مسـيري وأشـم رائحة أشـهر بائع باسـطرمة على الرصيف المقابل وأتحسـس جيبي لأتأكد من وجود النقود التي سـأدفعها لأبكار مارتين مقابل إعداد (البكنشـرشـو والبكنشـركوار) أو أشـتري بها أدوات الرسـم من (مخزن النعمان).
وهذه مدينة روكسـي ترى ما هي الملصقات الجديدة التي أخذت مكانها على الجدران ومثل ماء النهر ينتهي بي المطاف إلى البحر بحر باب الشـرقي والسـاحة الصغيرة وبشـجرتها القديمة تشـير إلى سـينما الملك غازي وكأنها الملكة وحولها حاشـيتها.. سـينما التاج والنجوم وميامي وديانا ودار السـلام وأدخل شـارع الملك غازي بأجوائه الشـعبية الحلوة وهذه الوجوه العراقية الودود وأزقته التي تحمل تاريخ الحبيبة.. تاريخ بغداد من باب الشـيخ إلى محلة الفضل وما وراءها وأحاول الاسـتمرار في تخيلاتي وأوهامي ولكن أنقاض سـينما الشـرق تعيدني إلى الواقع.. الواقع الذي حول سـينما الفردوس الشـتوي إلى مطعم والصيفي إلى مخزن أخشـاب وجعل من سـينما مترو مخزناً كبيراً.
وأعود إلى الوراء إلى أيام الأربعينيات والخمسـينيات عندما كانت مدينتي تحتوي على أكثر من ثلاثين داراً للسـينما تعرض إنتاجاً عالمياً متنوعاً وكان ارتياد دور السـينما يشـكل حدثاً يومياً أو أسـبوعياً مهماً ومظهراً من مظاهر الحياة الاجتماعية عند الشـعب العراقي وخصوصاً جمهور العاصمة بغداد والمحافظات الرئيسـة (البصرة والموصل والحلة) بل أن السـينما كانت تشـكل عند كثير من أفراد الطبقتين العاملة والمتوسـطة المنفذ الرئيس للترفيه (والثقافة إلى حدٍ ما) وكان تأثيرها كبيراً في تشـكيل الذوق النسـائي من الملابس والإكسـسـوارات إلى تصفيفة الشـعر، وكان من الطبيعي أن تجد تفصيلة فسـتان ليلى مراد أو جوان كرونورد أو نوعية قماش تابير نور الهدى أو أمينة رزق منتشـرة بعد عرض الفلم، وكانت جولييت أشـهر عاملة تصفيف شـعر (كوافيرة) عند الجابي تتردد على السـينما باسـتمرار لتسـتطيع تلبية رغبات صاحبات الذوق الجميل.
ولكن ليس هناك داعٍ لأن نسـبق الزمن ولنعد أولاً إلى سـنوات الثلاثينيات والى أشـهر دور السـينما وقتذاك. سـينما رويال يذكرها الكبار دائماً وتكاد تلمس نبرة الحب والحنين في أصواتهم وهم يلفظون الاسـم. سـينما رويال الصيفي كانت مشـيدة على أرض الركن الأيمن من الشـارع المؤدي إلى الجسـر العتيق (جسـر الشـهداء الآن) وقد أصبحت فيما بعد سـينما الحمراء (الصيفي) ثم سـينما القاهرة (الصيفي) أيضاً قبل هدمها وإقامة عمارة كبيرة تحتوي على موقف سـيارات ومخازن ومكاتب تجارية. وأمامها يقف الآن تمثال الشـاعر الرصافي.
في ذلك الوقت كانت هناك سـينما الوطني التي لا تزال في مكانها حتى الآن في منطقة سـيد سـلطان علي أمام أورزدي‌ باك (شـركة المخازن العراقية) وكذلك سـينما (سـنترال) التي كانت تمثل البناية المقابلة لشـركة حافظ القاضي ويفصلها عن المصور أرشـاك زقاق يؤدي إلى شـارع النهر وقد بقيت السـنترال إلى سـنة 1935 حيث افتتحت بعد التجديد (سـينما الرافدين) في يوم السـبت الثالث من آب 1935 بفيلم (جزيرة الكنز) وقد اسـتمرت إلى الأربعينيات ولكن مسـتوى أفلامها هبط بعد افتتاح عدة دور حديثة وبدأت تعرض بعض الأفلام العربية وأفلام (جابك والي) و (عنتر والي) الهندية.
وأتذكر حادثة طريفة في سـينما الرافدين فقد زارنا بعض القرويين من قرية صغيرة اسـمها (أبو تمر) وكان معهم امرأة متوسـطة العمر وطلب منا الأهل أن نأخذها لمشـاهدة (السـينما).
وجلسـنا في (لوج) وأمامنا الشـاشـة الكبيرة وبدأ عرض الفيلم كنا نحن نراقب الضيفة ونرى انفعالاتها وهي تتبع ما يدور على الشـاشـة من مواقف إلى أن جاء مشـهد قطار سـريع وكان بعيداً ثم أخذ القطار يقترب بمشـهد (كلوز آب) وملأ الشـاشـة وسـمعنا صرخة مدوية وعويلاً وأضيئت الأنوار فإذا بالضيفة جالسـة على أرض اللوج خوفاً من القطار وهي تولول وضجت السـينما بالضحك بعد أن جاء الشـرطي وعرف الجميع أصل الحكاية وعادت المرأة إلى قريتها ورفضت أي دعوة لزيارة بغداد بعد ذلك. بعد هذه الحادثة بفترة قصيرة احترقت السـينما.
ومن دور السـينما في الثلاثينيات سـينما (ليالي الصفا) التي أصبحت بعد ذلك ملهى ليليا ومعظم كبار السـن يذكرون (سـينما رويال) وقد أجابتني إحدى العجائز بعد سـؤالها عن السـينما بأنها كانت تذهب للرويال مع أهلها وزميلاتها بالقباقيب.
أما سـينما الوطني فهي الدار الوحيدة التي بقيت حتى الآن ونرجو أن لا تطولها يد الجشـع المادي لتحولها إلى مخازن تجارية كما حدث مع إحدى أجمل دور السـينما في بغداد سـينما الرشـيد…
وتعتبر سـينما الوطني من أقدم الدور في بغداد وقد بدأت بعرض الأفلام الناطقة منذ بداية الثلاثينيات وكانت إعلاناتها تقول:
(السـينما الوطني الناطق)
هذه الدار لم تكن من الدور الكبيرة في البناء فعدد مقصوراتها لم يكن يتعدى الإثنتي عشـرة مقصورة مع الكاليري (70 فلسـاً) في الطابق الأعلى وفوقه يوجد صفان من الكراسـي نصل إليها بواسـطة سـلم جانبي وكانت هذه الكراسـي هي مقاعد (التسـعين فلسـاً) وفي الطابق الأسـفل يوجد الكاليري أيضاً وأمامه الركن المشـهور في جميع دور السـينما (أبو الأربعين) وجمهوره من الشـباب المراهق والأطفال وكثير من العمال والحرفيين.
داخل السـينما يرى المشـاهد بوضوح الزخارف الجميلة داخل قاعة العرض وخصوصاً أماكن الإضاءة على الجدران بشـكلها المخروطي الجميل وقد بقيت سـينما الوطني من دور الدرجة الأولى وتحولت في نهاية الأربعينيات إلى عرض الأفلام العربية ثم تدهورت أحوالها في بداية الخمسـينيات بعد أن أصبحت منطقة الباب الشـرقي والأورفه‌لي هما منطقة دور السـينما الجيدة والملاهي. وبدأت السـينما بعرض المسـلسـلات المشـهورة ب‍ (15 فصلاً الأولى) (والأخيرة) قبل (مملكة تحت البحر) و (فلاش كوردون) و (ابن الحداد) وغيرها.
وفي منتصف الخمسـينيات وبعد هدم أغلب دور السـينما في الباب الشـرقي اشـترى الموزع السـينمائي المعروف المرحوم (حبيب الملاك) السـينما وأعاد تجديدها وافتتحها باسـم (سـينما القاهرة) لعرض الأفلام العربية.
وكان الملاك قد اسـتأجر أيضاً سـينما رويال (الحمراء الصيفي) وأسـماها (القاهرة الصيفي) وكان يعرض فيها نفس الأفلام التي تعرضها سـينما القاهرة واسـتمرت (الوطني) في هبوطها وصعودها وأعيد افتتاحها في السـتينيات وعرضت فيها شـركة فوكس مجموعة جيدة من أفلامها ولكن الزمن تغيير وأصبحت منطقة السـعدون هي المركز السـينمائي وعادت الوطني إلى الدرجة الثانية وهي الآن سـينما ومسـرح ومحال تجارية.
أما أرقى دار سـينما في الثلاثينيات فهي سـينما الرشـيد ببنايتها الضخمة الجميلة المزدانة بالزخارف والتماثيل خارج صالة العرض وداخلها والسـلم الذي يقودنا إلى ردهة صغيرة للاسـتراحة ثم إلى الكاليري وسـلالم جانبية طويلة تنتهي بنا إلى المقصورات الخلفية والى حجرة ماكينة العرض. أما الطابق الأسـفل فكان كالعادة يحتوي على الكاليري الأرضي (أبو الأربعين). وفي بداية الأربعينات افتتحت بجانب السـينما الشـتوي دار صيفية باسـم الرشـيد الصيفي.
وفي ذلك الوقت كانت كل سينما توزع الإعلانات الأسـبوعية التي تحمل صوراً للفيلم باللغتين الإنكليزية والعربية، وكان الإعلان ذا طباعة جميلة يطبع من قبل شـركة الأفلام نفسـها (مترو-فوكس …الخ) مع ترك فراغ لطبع الكلام العربي وكانت الإعلانات عبارة عن عرض كامل للفيلم وممثليه وقصته ومواعيد العرض وتنويه عن عرض أحدث أخبار العالم.
وكان البعض يعلن عن تخصيص أيام خاصة للطلاب وبأسـعار مخفضة. في تلك الأيام الجميلة كان ليوم الخميس مكانة خاصة في قلوب الصغار والكبار، فقد كان يوم السـينما بالنسـبة للعوائل. أما الجمعة فقد كان يوم عيد للصغار منذ الصباح حتى انتهاء (الماتينيه) (دور العصر) وكان تحت الأسـبوع وعذاب الدراسـة يهونان ونحن نفكر في السـينما (ولفة البيض والبيض والعنبة والصمون والنامليت).
ولم تكن هناك ترجمة على الفيلم كما هو الحال الآن. وقد دخلت الترجمة في النصف الثاني من الأربعينيات، وكانت تعرض في البداية على شـاشـة صغيرة جانبية ثم أصبحت على الفيلم نفسـه.
وشـهدت الثلاثينيات افتتاح دور سـينما جديدة قبل (سـينما الملك غازي) وكانت آية من الفن المعماري ودليلاً على موهبة (الاسـطوات العراقيين) هذه الموهبة التي بهرت الإنكليز عندما احتلوا العراق، الموهبة الفطرية التي كانت تحسـب حسـاب الحر والبرد بالخبرة. ولا تزال الدور القديمة شـاهداً على ذلك بدفئها شـتاءً وبرودتها صيفاً. إن القلم لا يسـتطيع وصف روعة بناية سـينما غازي التي أصبحت أشـهر وأرقى دار عرض في العراق.
وأيضاً كانت هناك سـينما الزوراء التي لا تزال موجودة في منطقة (المربعة) وتعرض الآن (فيلمين في آن واحد) وكأنها ملكة جمال فقدت معجبيها بمرور السـنين ولكنها احتفظت بآثار من ذلك الجمال الرائع بواجهتها الجميلة ذات التماثيل والزخارف البديعة. ولا نزال نمر من أمامها ونقف قليلاً وتمتلئ العيون بالدموع ويغمرنا الحنين وتشـدنا الذكريات إلى الوراء نرى ملكة الجمال في أحلى سـنين العمر وهي تقدم لنا الأفلام الرائعة طوال الثلاثينيات والأربعينيات.
والى اللقاء في العدد القادم لنمشـي معاً في طريق الذكريات ومعنا بغداد الغائبة الحاضرة الرائعة دائماً والى الأبد.
غالب وشـاش

جريدة العراق- الثلاثاء 5/كانون الثاني/1993
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07/02/2010, 15h42
الصورة الرمزية haidarthamer
haidarthamer haidarthamer غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250525
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 111
Thumbs up دور السـينما في بغداد الخمسينيات

دور السـينما في بغداد الخمسينيات

الخمسينيات… هذه السـنون الحلوة التي تعلمنا فيها حب بغداد… المدينة التي كانت تزهوا بنورها وتتيه بشـبابها الخالد… بغداد السـياب ونازك الملائكة والبياتي… بغداد الشـباب الوطني الذي بدأ يعي ويدرك ويقول رأيه… بغداد المكتبات المنتشـرة في كل مكان… بغداد الثقافة والفن، وجيل جديد بدأ يأخذ مكانه في المدارس المتوسـطة والثانوية وفي الكليات.


كنا جيلاً بدأ في اكتشـاف الثقافة العربية مبكراً ثم ألتفت إلى الثقافة الأجنبية. الجيل الذي كان من أهم سـماته الكتاب والسـينما فقد بقيت السـينما هي المتعة الرئيسـة عند البغداديين. وأصبحت في النصف الأول من الخمسـينيات مكاناً رئيسـاً للقاء.. لقاء الأصدقاء ولقاء الأحبة.
وأصبحت حفلات الماتينيه (4,00 عصراً) من كل يوم خميس في دور غازي وروكسـي موعداً تتجمع فيه نفس الوجوه تقريباً في موعد أسـبوعي أخذ شـكلاً ثابتاً وأنتقل بعد هدم سـينما غازي إلى الخيام في النصف الثاني من العقد.
أما يوم الاثنين فقد أصبح موعد تبديل البرنامج في كل دور السـينما تقريباً وكانت المقصورات في داري غازي وروكسـي محجوزة لبعض العوائل البغدادية بشـكل دائمي وتدفع أجورها في حالة حضورهم أو عدمه. وكان الناس في يوم الاثنين يتسـابقون للحصول على تذكرة دخول لأن أغلب الدور كانت تعلق لافتة (كامل العدد) بعد فتح الشـباك بوقت قليل بالرغم من كثرة عدد الدور. فقد شـهدت أعوام الخمسـينيات ازدياداً في دور سـينما الدرجة الأولى والثانية مثل دور (دنيا) في شـارع الأمين. و (مترو) الصيفي والشـتوي في منطقة الفضل و(الأعظمية) في رأس الحواش والأورفه‌لي (السـندباد حالياً) و (ركس) في مدينة روكسـي و (شـهرزاد الصيفي) في سـاحة الطيران و(شـهرزاد الشـتوي) في الباب الشـرقي و(برودواي) في منطقة المربعة.
وكانت الأفلام العربية تعيش أيامها الناجحة وتلقى إقبالاً كبيراً.
وشـهدت بداية العقد ظهور نجوم جدد أصبحت أفلامهم هي المفضلة لدى الجمهور مثل فاتن حمامة ونعيمة عاكف وهدى سـلطان وفريد شـوقي وماجدة وغيرهم واسـتمرت أفلام فريد الأطرش وأفلام ليلى مراد وأنور وجدي في المقدمة بإيراداتها الكبيرة. وكان اسـتيراد الأفلام يتم عن طريق الأفراد من أشـهر مسـتوردي الأفلام والمرحومان إسـماعيل شـريف وحبيب الملاك.. وكانا يتنافسـان في شـراء الأفلام من مصر وكانا يحبان السـينما حباً كبيراً وقد حول الملاك سـينما النجوم إلى دار لعرض الأفلام العربية وخصوصاً أفلام فريد الأطرش التي حققت ثروة كبيرة للموزع قبل (آخر كدبة) و(ما تقولش لحد) و(لحن حبي) وأفلام الصغيرة فيروز التي حضرت أخواتها نيلي وميرفت عرض فيلم (الحرمان) وكان ذلك تقليداً جميلاً متبعاً في تلك السـنين وقد شـاهد الجمهور محمد فوزي ومديحة يسـري وزوزو نبيل وسـراج منير والكحلاوي ونعيمة عاكف وغيرهم في الحفلات الأولى لعرض أفلامهم.
وشـاهدنا محمد أمين يغني وزوجته هدى شـمس الدين ترقص في حفلات فيلم (الحب بهدلة) و(تحية كاريوكا) مع فرقتها كذلك.
أما الأفلام الأجنبية فقد اختصت بها دور السـينما في الباب الشـرقي وأصبحت كل واحدة منها مقراً لأفلام شـركة أو أكثر من شـركات السـينما الأمريكية، وكان جيلنا يلهث وراء دور الدرجة الثانية أيضاً ليشـاهد الأفلام المعادة التي يشـاهدها من قبل وأذكر أننا شـاهدنا فيلم (كيلدا) مرات عديدة عند إعادة عرضه في سـينما الرافدين الصيفي وكذلك أفلام (رمل ودم) و(نسـاء صغيرات) و(لم تعد طفلاً) وغيرها.
وكنا نشـتري المجلات الفنية مثل (البكتشـرشـو) و (البكتشـركوار) و( الفوتوبلاي) و(الكواكب) و(الفن) وغيرها.
وعرفت أعوام الخمسـينيات نجوماً جدداً مثل (توني كرتس) و(روك هدسـون وديبي رينولدز واليزابيث تايلور) وغيرهم. وكان الجمهور البغدادي وفياً في حبه فقد اسـتمرت أفلام (كلارك كيبل) مثلاً، تدر إيرادات كبيرة بالرغم من فشـل أغلبها في أمريكا وأوربا.
ومن أجمل ذكريات النصف الأول من الخمسـينيات كان أسـبوع مهرجان أفلام شـركة مترو الذي أقيم في دور روكسـي الشـتوي والصيفي وركس وعرض فيه سـبعة أفلام جديدة من أشـهر أفلام الشـركة ثلاث قصص غرامية (غرام الأميرة، مايو قطعة واحدة، انتقام اللص، الحب المزيف، هروب في الصحراءو عشـاق الوادي). في تلك السـنين تعرف الجمهور على الإنتاج الإيطالي الذي بدأ بالنجاح السـاحق لفيلم سـلفانا مانكانو (الرز المر) ثم (أنا) بعدها اكتسـحت أفلام الميلودراما الإيطالية السـوق وتخصصت سـينما يرودواي بعرضها وعرف جمهورنا أميديو نازاري وايفون سـانسـون وأنتونيلا لوالدي.
وحظيت أفلام مثل (أبن حرام) و(سـامحيني) بشـهرة لم تكن تســحقها وكنا في ذلك الوقت نسـمع عن السـينما سـكوب ونراها في صور المجلات فقط كانت سـينما (غازي) قد اشـترت حقوق أفلام شـركة فوكس ولم نسـتطيع تركيب الشـاشـة الكبيرة إلا في سـنة 1955 ولكن سـينما روكسـي سـبقتها وشـاهد الجمهور أول فيلم سـكوب أنتجته شـركة مترو (فرسـان المائدة المسـتديرة).
ولكن جمهور مدينة البصرة شـاهد أفلام فوكس قبل بغداد بفترة طويلة بعد أن عرضت في سـينما صيفي كان من السـهل تحويل شـاشـاتها إلى السـينما سـكوب.
وجاءت السـنة الحزينة، ففي الشـهر التاسـع من سـنة 1955 ذهب الآلاف من الناس ليشـاهدوا سـينما (غازي) للمرة الأخيرة بعد أن تقرر هدمها وهدم دور التاج والنجوم لبناء جسـر الجمهورية - الملكة عالية سـابقاً - وكان يوم الاثنين هو آخر أيام سـينما (غازي) وقد أعادت فيه عرض أحد الأفلام القديمة (اندرو كلس والأسـد) وذهبت إلى الأبد.
وكان هدمها بداية النهاية للعصر الذهبي لدور السـينما في بغداد. فعلى الرغم من أن الأمور كانت تبدو كما هي خصوصاً بعد افتتاح سـينما الخيام بفيلم (هيلين الطروادية) فأن السـينما كانت تتغير في العالم كله وكذلك ذوق الجمهور.
وبدأت الأفلام الغنائية الاسـتعراضية العربية والأجنبية تفقد جمهورها، عدا أفلام فريد الأطرش والمطرب الجديد عبد الحليم حافظ، وكانت الأفلام الإيطالية التافهة قد خربت ذوق الأغلبية وبدأت أفلام (روك هدسـون) الميلودرامية و(توني كريتس) و(جيف شـاندلر) وغيرهم تحل محل أفلام (كرافورد) و(كيبل) و(سـتانويك) و(كوبر) ولكن الآلاف من الشـباب اسـتمروا في مشـاهدة أفلام (دوريس داي) والوجوه الجديدة (جاك ليمون) و(كيم نوفاك) وبقيت (ريتا هيورات) محتفظة بجمهور كبير وأصبح لجيمس دين أتباع حتى بعد موته وأصبحت (مارلين مونرو) نجمة الشـباك واسـتمرت مكتبة (كورونت) في بيع المجلات وبقيت محال بيع الأسـطوانات في شـارع الرشـيد وبجانب سـينما الخيام تقدم خدمة ممتازة لروادها وكانت المقهاة البرازيلية في الرشـيد وفي الأورفليه تعيش أحلى أيامها.
وعمو ألياس ترك دكانه الصغير بجانب سـينما الرشـيد ليفتتح مطعماً كبيراً ذا طراز جديد بالنسـبة للبغداديين بجانب سـينما برودواي وقدمت الأمريكان بوفيه (التوتي فروتي) و(الشـوكلامو) للجمهور العادي لأول مرة ولكن السـويس بوفيه والرومانس والبيكولو أمباسـي لم تسـتطع سـرقة الرواد القليلين من محل صغير جداً يقع أمام الباب الخلفي لمخزن (حسـو أخوان)، محل كان يبيع الكيك والمعجنات، تملكه عائلة يونانية وفيه خمس طاولات فقط أسـمه (الكولدسـتار) وكانت المدام صاحبة المحل وجو (يوسـف) العامل رحيمين بالعشـاق الصغار وبالحب البريء الذي يحاول الاختفاء عن الأعين.
وبدأت الأمور تتغير وهموم الناس تزداد والحياة تصبح أكثر تعقيداً وبدأ أثر ذلك على دور السـينما وبالفعل اختفت سـينما (ديانا) الصيفي وحلت محلها سـينما (أوبرا) الصيفي وسـينما (ميامي) الشـتوي واختفت سـينما (دنيا) الشـتوي وسـينما (الأمين) الصيفي بسـبب الشـارع الجديد وكذلك دار السـلام الصيفي.
لم نكن نعامل السـينما على أنها مجرد حجارة. لقد كانت بالنسـبة لنا حياةً وروحاً. لقد كانت مثل عزيز قوم ذل يحاول غني الحرب إذلاله، بنقوده الكثيرة.
وكان المرحوم (إسـماعيل شـريف) بحبه الكبير للسـينما قد أعاد افتتاح سـينما (ديانا) بأفلام شـركتي (بارامونت) و(يوناتيد أرسـس) التي طال تخزينها ولكن (ديانا) لم تصمد إلا لبضعة مواســم ثم عادت إلى عرض الأفلام الرديئة.
وقامت ثورة تموز 1958 ثم انحرفت عن طريقها ومنع عبد الكريم قاسـم الأفلام العربية وأصبحت السـينما مجرد مكان لقتل الوقت أو الهروب من التفكير والهموم.
في تلك الأيام هدمت إحدى أقدم وأجمل دور السـينما في بغداد.. سـينما (الحمراء) ولم يكن هناك داع لهدمها.
وفي الظاهر كانت معدلات الدخول للسـينما كبيرة جداً ولكن المراقب يسـتطيع أن يرى أن أغلب الدور أغلقت أبوابها أو أصبحت من الدرجة الثانية وأن نوعية الأفلام الناجحة جماهيرياً أصبحت مختلفة تماماً وتدل على أن جمهوراً جديداً قد بدأ يأخذ مكانه بدلاً من القديم، خصوصاً بعد أن بدأت الهجرة من الريف إلى المدينة بشـكل واسـع وبدأت بوادر السـتينات تلوح ومعها (هرقل) و(ماشـيسـتي) و(جيمس بوند)، وبغداد تئن تحت وطأة آلام كثيرة.
لقد شـاخت حبيبتي قبل الأوان.. من يسـتطيع أن يعيد أليها ابتسـامتها الحلوة ويرد لها بعضاً من إشـراقها..؟ عشـقي أنت، يا بغداد، في فرحك وحزنك. لقد عرفنا الحزن ونحن ما نزال في أول سـنوات الشـباب.
وإلى اللقاء مع السـتينات.
غالب وشـاش

جريدة العراق- الأربعاء 19/أيار/1993
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07/02/2010, 15h45
الصورة الرمزية haidarthamer
haidarthamer haidarthamer غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250525
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 111
Thumbs up دور السـينما في بغداد الستينيات

دور السـينما في بغداد الستينيات
رفضت حبيبتي أن تنطق بلغة غير لغتها العربية فضلت بغداد السـكوت وقلبها يعتصره الألم. الأفلام العربية ممنوعة.. سـينما الحمراء بانتظار معاول الهدم لتتحول إلى جزء من البنك المركزي. هكذا ببسـاطة، نهدم تاريخاً عريقاً بجرة قلم وننسـى أن دار سـينما واحدة تسـاوي ألف بناية عادية.
سـينما الوطني تحولت إلى الكلام باللغة الروسـية وكذلك الزوراء والسـندباد. دور الدرجة الثانية أخذت تبحث عن أي شـريط سـينمائي لعرضه على شـاشـاتها.
كان الحزن قد أصبح رفيقاً دائماً ولكنه حزن غاضب، متمرد. كان جيلنا يحاول أن يسـتغل أية فرصة للتعبير عما في داخله.. وأذكر أن عرض فيلم عربي (لبناني) وسـط قرار المنع تحول إلى مظاهرة صامتة ضد السـلطة. فقد أسـتمر عرض الفيلم أكثر من عشـرة أسـابيع (رقم قياسـي في ذلك الوقت) وشـاهده جمهور كبير، حتى أن كثير من رواد الفيلم الأجنبي شـاهدوا (مرحباً أيها الحب) لمجرد التشـجيع وفي الوقت نفسـه الاحتجاج على قرار المنع.
وفي وسـط الحصار، اسـتطاعت بعض الجمعيات، اسـتغلال الحفلات السـينمائية كمظهر من مظاهر المعارضة. وأذكر أن إحدى هذه الحفلات أقيمت في سـينما روكسـي وغنت فيها المطربة الشـجاعة مائدة نزهت إحدى أغانيها المشـهورة وقتها (أم الفسـتان الأحمر) وصرخ الجمهور يطالبها بتغيير كلمة الأحمر إلى الأخضر واسـتجابت الفنانة وعلت الهتافات.
ثم عرض علينا فيلم (قصة الصفحة الأولى) وهو من أفلام ريتا هيوارث الأخيرة وبعد فترة ألغي قرار المنع وعادت الأفلام العربية وبدأت سـينما روكسـي تعرض كل أسـبوع فيلماً، مهما كانت جودته وشـاركت سـينما الزوراء وسـينما الوطني في عرض بعضها عدا الأفلام الكبيرة مثل (شـارع الحب) فقد عرضته سـينما الخيام كأول فيلم عربي يعرض فيها.
الأفلام الأجنبية اسـتمرت في دور النصر والخيام وسـينما جديدة تم افتتاحها في بداية العقد مكان سـينما دار السـلام وبالرغم من صغرها نسـبياً، فقد أخذت مكاناً متميزاً بين دور الدرجة الأولى وكان السـبب الرئيسـي هو إدارتها فقد كان صاحبها المرحوم (إسـماعيل شـريف) وقد تحدثنا عن حبه للسـينما وذوقه الرفيع في مقال سـابق. وأصبحت الدار الجديدة مقراً لشـركات عدة مثل مترو وفوكس وكولومبيا ويونايتد ارتش.
وعلى مدى سـنوات خمس، شـاهد الجمهور البغدادي أجمل أفلام في جو مريح هادئ أفلام رائعة مثل (العظماء السـبعة، أريد أن أعيش، المركانزي، الشـقة، عازب في الجنة، عايدة، جسـر على الشـمس، امرأة مهووسـة وغيرها) واسـتمرت الخيام في عرض أفلام شـركات يونيفرسـال وبارامونت رورانر، أما النصر فقد كانت تشـارك غرناطة في أفلام مترو وفوكس وقد ابتدعت تقليداً جديداً عملت به بعد نجاحه دور السـينما الأخرى وهو (حفلة السـاعة الواحدة ظهر كل جمعة) واسـتطاع جمهور الشـباب وقتها من رؤية أجمل كلاسـيكيات شـركة مترو مثل (قصة مدينتين، العودة إلى الوطن، سـان فرانسـيسـكو وغيرها من الروائع) وبالرغم من الإقبال الكبير على دور السـينما فأن معدلات الدخول كانت تنخفض تدريجياً، فقد كان هذا النجاح الكبير حكراً على دور الدرجة الأولى فقط في الوقت نفسـه كانت خريطة المجتمع البغدادي تتغير.. التعليم أصبح مفتوحاً أمام الجميع.. الهجرة إلى المدينة جعلت بغداد من أكثر المدن كثافة.. المسـاحات الخالية الكبيرة أخذت تختفي ويحل محلها الدور والعمارات.
كان المفروض أن يقابل ذلك إقبال شـديد على السـينما أو القراءة.. الذي حدث هو العكس.. السـتينيات شـهدت الهجمة الشـرسـة لهرقل وماشـيسـت وأفلام الكابوي الإيطالية (سـباكتي ويسـترن) وفتح جيل عيونه على هذا النوع. لم يعد يتقبل الأفلام الجيدة، الاجتماعية أو الموسـيقية أو حتى الأفلام البوليسـية الجيدة وتوقفت سـينما روكسـي عن العمل وأغلقت أغلب الدور الصيفية أبوابها وأصبحت منطقة الباب الشـرقي من المناطق الشـعبية ومرة أخرى حاول (إسـماعيل شـريف) إحياء المنطقة بتجديد سـينما ديانا وأطلق عليها أسـم (الحمراء) وافتتحها بمجموعة جيدة من الأفلام العربية ولكن بعد شـهور عدة عادت السـينما إلى الدرجة الثانية. في تلك الأثناء كان شـارع السـعدون قد أصبح مقر دور الدرجة الأولى سـينما سـمير أميس أعادت إلى الأذهان بعض من فخامة وأناقة الدور القديمة وتم افتتاحها بفيلم جيد (بيكيت)، سـينما النصر القديمة التي تحولت إلى كباريه أعيد بنائها وأصبحت سـينما أطلس وتم افتتاحها بفيلم (الجسـدان) الهندي، لأن الأفلام الأجنبية كانت ممنوعة منذ نكسـة 1967 وكانت السـينما أشـبه بعلبة السـردين، سـينما بابل التي تشـبه أطلس تم افتتاحها وسـط تهليل كبير.
بعد قرار منع الأفلام الأمريكية بفترة من الوقت، بدأت بعض دور السـينما تعرض الإنتاج الأمريكي بطريقة التحايل فقد أخذ الموزعون في شـراء الأفلام من شـركات التوزيع الإنكليزية على أسـاس أنها إنتاج بريطاني ولكن العدد كان قليلاً ولا يسـد الحاجة وكانت الأفلام الهندية قد بدأت تسـيطر على جزء كبير من الجمهور وعلى عدد كبير من دور السـينما الخيام رفضت الفيلم الهندي ولكنها أصبحت مقراً للمصارعين ورعاة البقر الإيطاليين، فقط سـينما غرناطة اسـتمرت في عرض الأفلام الجديدة من الإنتاج البريطاني والفرنسـي وأحياناً الأمريكي ولكن كما قلنا كان ذوق الجمهور قد تغير بحيث أن فيلم عظيم مثل (رقصة الحي الغربي) عُرض بعد حذف عدة أغاني منه، ووسـط صفير المتفرجين وتعليقاتهم التافهة. أما (صوت الموسـيقى) و(جنوب الباسـفيك) فلم يصمد أكثر من أيام.
بعض الدور الصيفية اسـتمرت مثل سـينما أوبرا الصيفي التي تخصصت بعرض أفلام فريد الأطرش القديمة، وبنجاح كبير لعدة مواسـم صيفية والى نهاية السـتينيات ثم تحولت إلى كراج وأخيراً تم هدمها، نفس المصير لحق بسـينما الأحرار الصيفي التي كانت بجوار أوبرا وكذلك سـينما ديانا.
الشـرق الصيفي اسـتمرت في عرض الأفلام العربية القديمة، مثل أفلام عبد الوهاب وصباح وغيرها ثم تحولت إلى كراج وأخيراً بدأ هدمها أثناء كتابة هذا المقال.
في السـتينيات أيضاً تم افتتاح سـينما صغيرة باسـم (السـينما والمسـرح) وكانت بعيدة نسـبياً (قاعة الخلد) وعرضت فيها مجموعة جيدة من الأفلام القديمة والحديثة وكان روادها أغلبهم من محبي السـينما، ولكنها تحولت إلى مسـرح بعد ذلك.
بغداد تغيرت.. كنا نتمشـى في شـارع الرشـيد وعيوننا تبحث عن الأصدقاء الذين عاشـرناهم سـنين طويلة ولكن أغلبهم قد رحل.. سـوق الأمانة.. سـينما الحمراء.. دونة فلسـطين.. اسـطوانات كولومبيا.. الدلتا.. السـويس بوفيه.. أصبحت مجرد بار عادي من الدرجة الثانية.. أبكار مارتين اختفى.. بايونير وعمو الياس والنعمان كانوا يعيشـون سـنينهم الأخيرة.. كوروتيت أصبحت مجرد دكان ثم اختفت إلى الأبد. الكولدسـتار أغلق أبوابه ورحل أصحابه إلى اليونان ومعهم (جو). ثم عاد (جو) وفتح محلاً للمعجنات في باب مدينة روكسـي ومازال في مكانه.
زحفت التجاعيد على وجه الحبيبة وهي في سـن الشـباب. وانتهت السـتينيات ومدينتي الكبيرة فيها أربعة أو خمسـة دور سـينما درجة أولى وبضعة دور درجة ثانية.

غالب وشـاش

جريدة الجامعة- الأربعاء 27 حزيران- 3 تموز 1990
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07/02/2010, 15h48
الصورة الرمزية haidarthamer
haidarthamer haidarthamer غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250525
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 111
Thumbs up دور السـينما في بغداد السبعينات – الثمانينات

دور السـينما في بغداد السبعينات – الثمانينات
دخلت علينا السـبعينات، أو دخلنا نحن بها.. لا أحد يعرف.. لقد أخذت سـنوات العمر تجري ونحن نلهث وراءها.. وعندما نتحاسـب مع الزمن في نهاية كل سـنة، لا نجد سـوى الكثير من الألم وخيبة الأمل وقليل من المتعة التي نحاول اختزانها لتصبح ذكرياتنا الحلوة نعود أليها أيام الشـيخوخة. حبيبتي أصبحت أكثر هدوءاً ونضجاً.. تعيش أياماً هادئة. لياليها أصبحت مختلفة.. شـارع أبي نواس أصبح مقراً للبارات. لم يعد للعائلة فيه مكان. شـارع الرشـيد مازال محتفظاً بميدانه وحيدرخانته وشـورجته فقط. باقي المعالم ذهبت. سـينما الوطني تكافح في سـبيل البقاء. سـينما الرشـيد أصبحت تعرض خليط من الأفلام في كل دور.. إيطالي على هندي على أمريكي على فرنسـي.. نفس الشـيء لسـينما ركس والزوراء وشـهرزاد وديانا. أصبحت كلها مثل المطاعم الشـعبية تقدم كل الأصناف الرخيصة، لترضي روادها الذين كانوا يدخلون ليناموا أو ليقتلوا الوقت في انتظار موعد قطار أو باص أو ليهربوا من فراغ ممل قاتل. أما دور الدرجة الأولى فقد كانت تلهث وراء الأفلام الجديدة القليلة. غرناطة اسـتمرت في عرض أحسـن الموجود من الإنتاج العالمي ورفضت عرض الأفلام الهندية والعربية. أما دور أطلس وبابل والنصر فقد أصبحت مقراً للأفلام العربية والهندية وفي بداية السـبعينات افتتحت داراً جديدة في سـاحة النصر أسـماها صاحبها (سـينما النجوم) وكانت اسـماً على غير مسـمى، كبيرة بدون داع، ومنذ اليوم الأول عرفنا أنها (سـينما فالصو) فقد كان فيلم الافتتاح كراكانوا - شـرقي جاوة - 1968) فيلماً متوسـطاً، مدة عرضه الأصلية (136 دقيقة) أصبحت بعد مونتاج الإدارة أقل من (100 دقيقة) لا تعرف أولها من آخرها. وأسـتمر الحال هكذا في جميع عروض السـينما التي عرضت في السـنين الأولى، مجموعة جديدة من الأفلام تعرضت كلها للتشـويه. وبعد فترة انضمت سـينما النجوم إلى مجموعة دور الأفلام الهندية والعربية أما سـمير أميس فقد حافظت على مسـتواها مثل غرناطة وشـاهد الجمهور فيها خلال السـبعينات أفلاماً جيدة وأحياناً ممتازة قياسـاً إلى ما هو معروض في باقي الدور. أفلاماً مثل (تحية للأمس-1970) الذي أعاد جين سـيمونز لجمهور مازال يذكرها. و(حمقى نيسـان-1969) بطولة جاك ليمون وكاترين دينوف وغيرها من الأفلام الفرنسـية الجيدة وأحياناً الإيطالية. وقد أعادت سـمير أميس عرض بعض الأفلام الجيدة الناجحة مثل (مكتوب على الريح-1956) لروك هدسـون و(الحرب والسـلام-1956) لأودري هيبورن وغيرها ولكن مع مرور سـنين السـبعينيات كانت معدلات الدخول للسـينما تتناقص باسـتمرار وأصبح من النادر أن نجد أن فيلماً جيداً أو ممتازاً يعرض لأكثر من أسـبوع واحد. وقد حاولت الحكومة إنقاذ ما يمكن إنقاذه واشـترت سـينما بابل وأعادت افتتاحها بأفلام جيدة وبنظام ممتاز لم يسـتمر أكثر من شـهرين أو ثلاثة. لقد كان واضحاً أن العيب أصبح في الجمهور الذي أتلفت الأفلام الهندية والإيطالية والعربية الهابطة ذوقه.
وعند نهاية السـبعينيات، لم تعد السـينما مكاناً مناسـباً للعائلة البغدادية وأصبح التلفزيون بديلاً جيداً في تلك السـنين ببرامجه الجيدة (السـينما والناس) و(من أرشـيف السـينما) وغيرها. وقد عرض التلفزيون مجموعة رائعة من الأفلام العربية والأجنبية على شـاشـته، منها أفلام فرنسـية وإيطالية) رائعة.
وبقيت سـينما روكسـي مغلقة طيلة السـبعينيات واختفت آخر الدور الصيفية وكان السـفر قد أصبح في متناول جميع طبقات المجتمع وكان كذلك أحد الأسـباب في هبوط معدلات الدخول للسـينما فقد كان أغلب الناس يشـاهدون الأفلام الأجنبية والعربية أثناء سـفرهم.
وسـبب آخر رئيسـي جعل الناس يبتعدون عن دور السـينما هو القذارة الشـديدة والتعليقات البذيئة أثناء عرض الفيلم وصعوبة إيجاد موقف للسـيارات وكانت هذه مشـكلة كبيرة حتى أن بعض دور السـينما وخصوصاً في الثمانينات أخذت تعلن عن وجود (موقف سـيارات خاص بالسـينما). ودخلت الثمانينات ومعها حرب مفروضة ولكن بالرغم من الظروف القاسـية فأن الحكومة أخذت تشـجع الإنتاج السـينمائي وبالتالي افتتاح دور جديدة في سـاحة الاحتفالات (سـينما المنصور) ومنطقة المنصور (سـينما الأطفال) والكرادة (مسـرح وسـينما المسـرح الوطني) وغيرها. وكان الرواج الكبير للمسـرحيات الكوميدية حافزاً للقطاع الخاص على إعادة فتح دور قديمة بعد تجديدها أو تحويل بعض المباني إلى دور للسـينما والمسـرح. مثل سـينما الوطني وسـينما الأعظمية التي تحولت إلى مسـرح وكباريه الكروان الذي تحول إلى مسـرح وسـينما النجاح ومدينة روكسـي التي سـخطها من اشـتراها وحولها إلى سـينما (ركس) ومسـرح (روكسـي) بعد أن خنق جوها الرحب بديكور خشـبي حجب السـماء والأرض وبشـكل بشـع ليس فيه أي جمال أو ذوق. ومع ذلك فقد فرحنا جداً بإعادة الافتتاح هذه بدلاً من هدمها كما حدث مع أحد أقدم وأجمل دور السـينما في البغدادية وأعني بها (سـينما الرشـيد) التي تحولت إلى دكاكين وكأننا بحاجة إلى مزيد من الدكاكين.
وخلال الثمانينات عادت الأفلام الأجنبية إلى دور السـينما عن طريق اسـتيرادها من قبل الدولة ومن ثم الشـركات الأهلية.
وبعد انتهاء الحرب بدأت شـركات القطاع الخاص باسـتيراد الأفلام الأمريكية وبالعشـرات وشـهدت دور السـينما عرض مجموعة كبيرة من الأفلام الجديدة في دور الخيام وسـمير أميس والمنصور. وأغلب هذه الأفلام يدخل تحت نوع الأفلام الحركة والعنف أما الأفلام الجيدة فقد أصبحت نادرة جداً لأن جمهورها لم يعد يذهب للسـينما وخصوصاً بعد انتشـار أجهزة الفيديو بشـكل كبير.
وخلال السـنين الأخيرة دخلت الأفلام التركية سـوق السـينما ووصلت إلى سـينما غرناطة التي تدهورت أحوالها وأصبحت أقرب إلى دور الدرجة الثانية. وبقيت مدينتي بلا دار صيفية في هذه الجو الحار ولكن بالرغم من كل شـيء فأن اسـتمرار فتح دور جديدة شـيء جيد ويعطينا الأمل في إعادة بعض من مجد دور السـينما والأمل في إعادة العائلة العراقية إلى ارتياد هذه الدور من جديد لقضاء وقت لطيف.
يبقى الأمل في أن تحافظ الحكومة على الدور القديمة وتمنع هدمها باعتبارها تراثاً بغدادياً جميلاً ودليلاً على حضارة مدينتي التي عاد لها بعض من إشـراقها. إن متعة الذهاب إلى السـينما تبقى شـيئاً رائعاً أن لحظات إطفاء النور وتسـلل الشـعاع الفضي إلى الشـاشـة حاملاً معه صور وحكايات هي من أجمل اللحظات التي سـنتذكرها دائماً ونحن نحكي لصغارنا عن رويال غازي وروكسـي وتاج.
غالب وشـاش

جريدة الجامعة- الأربعاء 4-10/تموز/1990
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07/02/2010, 15h50
الصورة الرمزية haidarthamer
haidarthamer haidarthamer غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250525
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 111
Thumbs up بعد أربعين عاماً ماذا قدمت السينما العراقية

بعد أربعين عاماً ماذا قدمت السينما العراقية
قبل حوالي الثلاثة وأربعين عاماً عرض في القاهرة فيلم (القاهرة بغداد - 13/1/1947) بطولة مديحة يسـري وحقي الشـبلي وعفيفة اسـكندر وبشـارة واكيم. كان الفيلم إنتاجاً مشـتركاً بين العراق ومصر ولم ينجح في مصر ولكنه نال نجاحاً جيداً عند عرضه في بغداد في سـينما الحمراء. في نفس الشـهر عرض في القاهرة أيضاً فيلم (أبن الشـرق-1947) بطولة مديحة يسـري أيضاً مع العراقي عادل عبد الوهاب والمطربة السـورية نورهان وأخرجه إبراهيم حلمي وكان إنتاجاً مشـتركاً أيضاً أنتجته شـركة أفلام الرشـيد ولم ينجح الفيلم. شـارك في الفلمين ممثلون من العراق نذكر منهم فخري الزبيدي وحامد القاضي في الأول والمطرب حضيري أبو عزيز.
نرى مما تقدم أن بداية السـينما العراقية لا يمكن أن يؤرخ لها بأحد هذين الفلمين بل الأصح أن تكون بدايتها مع عرض فيلم عليا وعصام-1948) لأنه أنتج في العراق وبأموال عراقية وبممثلين عراقيين (إبراهيم جلال وعزيمة توفيق والمطربة سـليمة مراد) بالرغم من أن مخرج الفيلم فرنسـي هو (مسـيو شـوثان) ومصوره (مسـيو لامار).
كان نجاح (عليا وعصام) الجماهيري كبيراً جداً والذي يشـاهد الفيلم الآن يرى أنه أحسـن بكثير من أفلام أنتجت بعده بالرغم من سـذاجة كثير من نواحي الفيلم الفنية فأن المشـاهد لا يحس بالملل كما يحدث في كثير من الأفلام العراقية الحديثة.
أن تاريخ السـينما العراقية يجب أن يدون وبشـكل موضوعي، فقد آن الأوان أن يتعلم الفنانون العراقيون من الأخطاء التي مرت بها السـينما العراقية ومن غير المعقول وبعد أكثر من ثلاثين سـنة أن لا يجد النقاد في الداخل وفي الخارج أفلاماً جيدة يذكرونها أو يشـيرون أليها في مقالاتهم سـواء (سـعيد أفندي-1957) و (من المسـؤول-1956) ومن بعدهما (الحارس-1968) و (الجابي-1969).
ما عدا هذه الأفلام القليلة فأننا لا نجد في الإنتاج السـينمائي العراقي أفلاماً ذات مسـتوى جيد. لقد قدمت السـينما العراقية ما يقارب الخمسـين (50) فيلماً إلى سـنة 1970 ولكنها لم تكن ذات مسـتوى جيد بل أن بعضها سـاذج الصنع إلى حد كبير مثل (نـدم-1955) و(الدكتور حسـن-1958) و (عفرة وبدور-1967) و (ليالي العذاب-1963) وغيرها.
ومع ذلك كانت هناك محاولات جيدة ولكنها مع الأسـف لم تكن ناضجة أو في مسـتوى الفنانين الذين صنعوها ومنها أفلام المخرج كاميران حسـني الذي قدم شـريطاً جيداً ويقترب كثيراً من الواقعية في فلميه الأول (سـعيد أفندي) ولكنه تراجع فنياً في أفلامه التالية مثل (مشـروع زواج-1962).
عبد الجبار ولي قدم ما يمكن أن نعتبره أجمل الأفلام العراقية في تلك الفترة (من المسـؤول)، لقد كانت نواحي الإخراج والتمثيل والتصوير والمونتاج كلها تمثل فريقاً متجانسـاً وجميلاً وبالرغم من ميلودرامية الأحداث والأخطاء الفنية فقد اسـتمتع المشـاهد بسـينما جيدة لم تتكرر مع الأسـف إلى السـتينات عندما قدم خليل شـوقي فيلمه الجيد (الحارس) وبالرغم من عدم تماسـك الفيلم في بعض أحداثه فأنه يبقى فيلماً جيداً بل أنه مع (الجابي) الذي أخرجه جعفر علي يمكن اعتبارهما أحسـن أفلام السـتينات.
وتنتهي تلك الفترة من تاريخ السـينما العراقية والتي تتميز بالإنتاج الخاص وتبدأ فترة القطاع العام والتي كان من أبرز مخرجيها المخرج محمد شـكري جميل الذي بدأ مع نهاية السـتينات بأفلام دلت على أن المخرج الجديد يملك الموهبة التي إذا صقلتها التجربة بمرور الوقت فأن بإمكان السـينما أن تحصل على مخرج ممتاز وهذا ما حدث بالفعل، وبعيداً عن الكتابات المزاجية والعلاقات الشـخصية وبقليل من الموضوعية التي يحتاجها النقد الفني عندنا فأننا لا نسـتطيع بالمرة أن نتجاهل ما قدمه محمد شـكري جميل.
لقد بدأ هذا الفنان في سـنة 1962 بفيلم (أبو هيلة) وشـارك في إخراجه يوسـف جرجيس ولكن بدايته الحقيقية كانت في (شـايف خير-1969) والمشـاهد يلاحظ بالرغم من سـذاجة الفيلم كعمل فني فأن جهد المخرج في لقطات كثيرة كان واضحاً، وتأكدت موهبة محمد شـكري جميل في أفلامه التالية - (الضامئون-1972)-(الأسـوار-1979)-(المسـألة الكبرى-1983)-(الفارس والجبل-1988) وحتى فيلمه الأخير (اللعبة-1989) والذي قابله النقاد بالهجوم القاسـي وغير المبرر.
مع محمد شـكري جميل قدمت السـينما العراقية في السـبعينات والثمانينات مجموعة من المخرجين تذبذب مسـتواهم مثل صاحب حداد الذي أخرج فيلمه الجيد (يوم آخر-1978) إلى أن وصل إلى فيلمه الرديء (عمارة 13-1986).
كارلو هارتيون قدم شـريطاً من سـينمائياً كان من الممكن أن يصبح من أجمل أفلام الثمانينات لو أن مونتيراً جيداً قام بعمل مونتاجه (شـيء من القوة-1987).
فيصل الياسـري يقترب من محمد بتمكنه وقد قدم أفلاماً جيدة مثل (الرأس-1976)-(النهر-1977) وفيلمه الأخير (بابل حبيبتي-1988) الذي لو حُذف من بعض مقاطعه لأصبح فيلماً جميلاً بسـرعة إيقاعه وأداء هند كامل الجيد مع مجموعة من الفنانين المصريين.
قاسـم حول قدم سـينما جيدة في (بيروت في ذلك الزقاق-1976).
عبد الهادي الراوي لم يجد قصة يقدمها كما يبدو سـوى رواية مسـتهلكة قدمتها السـينما الأمريكية (عودة الأسـير-1942) والسـينما المصرية (الماضي المجهول-1946) وأعاد تقديمها في فيلم رديء _حب في بغداد-1986).
وعاد بنا إبراهيم جلال إلى أيام فتنة وحسـن وعفرة وبدر بفيلمه (حمد وحمود-1986).
إن السـينما العراقية تحتاج إلى الحب العميق والفهم المدروس لفن السـينما ولا سـيما في هذه الفترة التي تتوفر فيها كل أدوات الإنتاج المادية والبشـرية.
وتحتاج أيضاً إلى أقلام موضوعية تكتب عنها وتقدم أخطائها بنقد مدروس بعيد عن العلاقات الشـخصية وحب الظهور والاسـتعراض الشـخصي لمفردات ومصطلحات مسـتعارة من الكتب الفنية.
وهنا أشـير إلى مثالين للنقد:
الأول هو رأي جميل ومتفهم لدور النقد جاء في مقالة للناقد المعروف السـيد ياسـين النصي في مجلة حراس الوطن (العدد الخامس-22/10/1989) أورد منه الجملة الأخيرة (.. فنروح نطمس وبإرادتنا منجزات هذا المبدع أو ذاك.) إلى أن يقول (.. وبين طمس معالم منجزنا الثقافي لأننا لا نعانيه بمعايير نقدية لها خصوصية الإبداع نفسـه.).
المثال الثاني عن كاتب عراقي كتب مقالة عن السـينما العراقية في مجلة (السـينما) المصرية العدد (السـابع عشـر-يونيو 1970) فهاجم بالذات أحسـن فيلمين عراقيين في الخمسـينات وهما (سـعيد أفندي) و (من المسـؤول ؟) واعتبرهما من أسـوأ ما أنتجته السـينما العراقية وذلك رأي متجنٍ ومتحيز تماماً. وذلك كان واضحاً من مدحه لأفلام أخرى عادية مثل (نبوخذنصر-1962).
لكن القارئ إذا تصفح مجلة السـينما (العدد الثالث عشـر-يناير 1970) يجد مقالة عن السـينما العراقية للسـيد عبد الوهاب الشـرقاوي ويجد رأياً محايداً ومنصفاً لنفس الفيلمين المذكورين واصفاً إياهما بأحسـن ما أنتج في تلك الفترة.
وأكرر مرة أخرى أن ما تحتاجه هو الحب والفهم حتى تسـتمر السـينما عندنا وبشـكل جيد فنياً.
وبالمناسـبة فقد قرأت أخيراً في الزميلة (القادسـية) أنهم اكتشـفوا مؤخراً أن فيلم (أبن الشـرق) هو من إخراج إبراهيم حلمي وليس نيازي مصطفى (كما كان الاعتقاد سـائداً إلى وقت قريب..)، ولا أدري من أين جاء هذا الاعتقاد السـائد ولماذا ؟ إذا كان كاتب الخبر لا يعرف المعلومة الصحيحة فذلك من شـأنه ولا داعي لأعمام اعتقاده لأن الكثيرين يعرفون أن (أبن الشـرق) أخرجه إبراهيم حلمي.
إن هذه السـطور هي تهنئة للسـينما العراقية وللعاملين بها بمناسـبة الاحتفال بمرور ثلاثة وأربعين عاماً على عرض أول فيلم عربي قام ببطولته عراقيون متمنين لها أن تبلغ في القريب سـن النضج.
غالب وشـاش

جريدة الجامعة-22/تشـرين الثاني/1989
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07/02/2010, 18h36
الصورة الرمزية فاضل الخالد
فاضل الخالد فاضل الخالد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
 
تاريخ التسجيل: August 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 584
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

الاستاذ الفاضل حيدرثامرالمحترم
شكرا لك لهذا الاختيار الموفق في عرض هذه الريبورتاجات الفنيه عن اهم مرفق ثقافي تريفهي عرفه العراقيون وبخاصة ابناء بغداد خلال القرن المنصرم لاسيما في عقود الثلاثينات والاربعينات والخمسينات منه ونعني بها دور السينما حتي غزاهم ومعهم العالم بارجاءه الفسيحةوبدل هذا الغزو كثيرا من التقاليد التراث الذي رافق ارتياد دور العرض السينمائي وقدحصل هذا الغزو بفضل التلفزيون وافلامه والناس جالسة مستريحة في مساكنها دون التزام وارتباط صارم بتغيير في الملبس ووقت المشاهدة بالاضافة الى انحسار مركزية دورها الثقافي حيث تراجع امام دور الضيف الجديد الذي اصبح وكأنه فرد من افراد العائلة ولو امعنا النظر قليلا في هذه التقارير التي عرضتها لراينا ان العفد الخمسيني هو العقد الوردي للسينما العالمية لا سيما الامريكية حيث قدمت فيه احلى الافلام الاستعراضية والترفيهية كافلام الممثلة السباحة استر ويليامز مثل (السابحات الفاتنات) و(مايوه قطعة واحدة) وغيرها الى جانب افلام دوريس داي الاستعراضية وكذلك الفلم الاستعراضي الغنائي( غناء تحت المطر) لديبي رينولدز بالاضافة الى ان هذا العقد انتج فيه اهم فيلم استعراضي غنائي بتاريخ السينما العالمية وهو فيلم( امريكي في باريس) من بطولة العملاق( جين كيلي) والساحرة( لسلي كارون )والعشرات الاخرى من الافلام الموسيقية والغنائية وحتى السينما الايطالية قدمت اهم ممثلة ذات جمال أخاذ وصوت غنائي جميل واعني بها( سلفانامنكانو) في فيلم ( الرز المر) وحتى السينما المصرية قدمت اهم نجمة استعراضية ظهرت في تاريخ السينما العربية في عقد الخمسينات واعني بها النجمة( نعيمة عاكف) التي ظهرت في اول فيلم لها( العيش والملح ) عام 49 ثم تسلقت القمة لوحدها للافلام الاستعراضية في ذلك العقد الخمسيني وحتى الفريد هيتشكوك ظهر على احسن مايمكن في ذلك العقدفي صنعة افلامه التي لايجاريه احد فيها .كم ان العقدالخمسيني ظهرت فيه ممثلات وممثلون من طراز خاص مثل كيم نوفاك وكريس كيلي وجيمس دين ومارلون براندو وآخرون وأخريات كثر
فتحية لك لهذا الاستعراض الكبير لدور العرض السينمائي وتقاليد المشاهدة فيها وما افرز ذلك من حراك ثقافي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26/06/2010, 17h24
الصورة الرمزية نور عسكر
نور عسكر نور عسكر غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:348516
 
تاريخ التسجيل: December 2008
الجنسية: .
الإقامة: .
المشاركات: 15,398
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

" المهمة مستمرة "


أخراج : محمد شكري جميل


التاريخ: أنتاج 1984


أنتاج المؤسسة العامة للسنما والمسرح


يعتبر أول فيلم روائي عراقي عن الحرب العراقية –الأيرانية ,وفيه يمزج المخرج بين الجانب التسجيلي وبين الرواية لأحداث قصة الفيلم والتي كانت حادثة حقيقة وقعت لأحد الطيارين المقاتلين في القوة الجوية العراقية ,حيث أصيبت طائرته فوق أراضي العدو أثناء تنفيذه لأحد واجباته ,مما أضطر للهبوط في "الأرض الحرام" وبعدها يبدأ في البحث عن طريق لكي يصل الى أرض الوطن ,العراق.


الممثلين – نزار السامرائي – والممثل – حسني حسني

وممثلين آخرين شاركوا في الفيلم , وهذه بعض الصور لكار التصوير والعاملين والممثلين

الجالس من اليمين الثاني الفنان حسن حسني وخلفه الفنان نزار السامرائي , والواقف الثالث من اليسار خدو شابا فنان تشكيلي من الموصل شارك بدور ثانوي في الفيلم وهو صاحب الصور .

كادر التصوير والعاملين في الفيلم " المهمة مستمرة"


الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 543b36ce-b5a7-bf8d.jpg‏ (64.7 كيلوبايت, المشاهدات 154)
نوع الملف: jpg 543b36ce-b5a7-bd5f.jpg‏ (60.7 كيلوبايت, المشاهدات 155)
نوع الملف: jpg 543b36ce-b55a-6a04.jpg‏ (93.8 كيلوبايت, المشاهدات 155)
نوع الملف: jpg 543b36ce-b55a-7344.jpg‏ (116.8 كيلوبايت, المشاهدات 154)
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26/06/2010, 17h47
الصورة الرمزية نور عسكر
نور عسكر نور عسكر غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:348516
 
تاريخ التسجيل: December 2008
الجنسية: .
الإقامة: .
المشاركات: 15,398
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

الفيلم العراقي
"المهمة مستمرة "

- الفنان نزار السامرائي مع خدو شابا والذي شارك في الفيلم بدور ثانوي وهذه الصورة أثناء تصوير الفيلم.






لقطات أخرى للممثلين أثناء تصوير الفيلم ( المهمة مستمرة)
مع التحيات .
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 543b36ce-b55a-7009.jpg‏ (75.4 كيلوبايت, المشاهدات 227)
نوع الملف: jpg 543b36ce-b55a-763d.jpg‏ (90.8 كيلوبايت, المشاهدات 229)
نوع الملف: jpg 543b36ce-b55a-7840.jpg‏ (89.3 كيلوبايت, المشاهدات 222)
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26/09/2012, 17h09
الصورة الرمزية فاضل الخالد
فاضل الخالد فاضل الخالد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
 
تاريخ التسجيل: August 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 584
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

رحيل شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين






ودعت السينما العراقية الاول من ايلول الجاري واحدا من كبار مخرجي السينما العراقية وهو الراحل (عبد الهادي مبارك) عن عمر يقترب من نهاية السبعينات.
وعبد الهادي مبارك واكب صناعة السينما العراقية منذ نشأتها حيث عمل (عامل كلاكيت) في اول فيلم عراقي وهو (عليا وعصام ) من اخراج الفرنسي( شاتوريان) وذلك عام 1947 وبعده بعامين عمل كومبارس غناء في فيلم( ليلى في العراق )من اخراج المخرج المصري( احمد كامل مرسي)
وفي عام 1950 اصبح مساعدا للمخرج التركي (لطفي عمر عكاظ )لاخراج الفيلم التركي (ارز وقنبر)
وفي عام 1956 اخرج الفيلم العراقي (عروس الفرات) الذي ساهم بكتابة القصة والحوار له والذي يتناول موضوعا جريئا عن فتاة ريفية في منطقة من جنوب العراق ذات قيود اجتماعبة صارمة ومعاناتها كامرأة مع تلك القيود .
وكذلك ساهم بكتابة قصة وحوار الفيلم العراقي( فتنة وحسن) الذي ا انتج في خمسينات القرن الماضي
وبعد ها في الستينات والسبعينات مارس نشاطا فنيا آخر حيث اصبح مديرا لتلفزبون كركوك وبعدها رجع للعمل في تلفزيون بغداد وقام باخراج اعمال فنية له منها مسلسل (جذور واغصان) لم يلبث بعدها ان عاد الى الاخراج السينمائي فاخرج عام 1987 الفيلم العراقي( بديعة) وهو من بطولة الفنانة (فوزية عارف) وبعدها بعامين اي 1989 قام باخراج الفيلم العراقي( الحب هو السبب)
تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 06h06.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd