إختار عبد الوهاب مقام الحجاز كار ليصوغ منه بداية اللحن ..
وبالتأكيد هو لم يختار المقام عشوائياً .. وإنما قصد هذا الإختيار ..
فالحجاز ياإخوانى من المقامات ذات الطبيعة الخاصة .. والتى تتسم بالخشوع والخضوع والإبتهال ..
وتأملوا كلات الأغنية .. وستعرفون لماذا إختار هذا المقام ..
مقدمة موسيقية قصيرة .. تعزفها الفرقة بكاملها .. هى فرقة بسيطة .. تحتوى على الألآت الشرقية المعروفة ..
وبارغم من قصر المقدمة لكن عبد الوهاب وضع فيها حرفيته وولعه الشديد بالجمل اللحنية الصعبة ..
وتأملوا الجملة القصيرة قبل التسليم .. جملة سريعة وصعبة فى العزف .. هذا هو عبد الوهاب ..
سنلاحظ أيضاً أن الفرقة تسلم عبد الوهاب فى الفاضى .. أى تقل سرعة الإيقاع شيئاً فشيئاً حتى يصمت وتصمت الموسيقى ..
ويغنى عبد الوهاب ( حياتى إنت .. ماليش غيرك ) من الحجاز كار أيضاً ..
ولكنه يلمس حرفاً خارج حيز المقام عند ( ظلمت روحى وحبيتك ) .. ويعود سريعاً للحجاز ..
ثم تحويلة لمقام الراست عند ( عمال أقاسى ليل ونهار ) ويظل مع الراست حتى ( مدام عرف إنه مسلم )
فيعود للحجاز لينهى المذهب ..
أما عن جماليات اللحن فى هذا الجزء .. فحدث ولا حرج .. فلكل كلمة عند عبد الوهاب .. مايناسبها من لحن وطريقة أداء ..
فالراست فى الجملة الأولى ( عمال أقاسى ليل ونهار ) .. غير الراست فى الجملة الثانية ( ويهون عليك بعد ده كله )
هذا راست .. وذاك راست .. ولكن تأملوا فى الجملة اللحنية .. مختلفة تماماً ..
لاحظوا معى أيضاً .. كيف إنتقل من الحجاز للراست .. لقد إستخدم طريقة الركوز .. أى إرتكز على نغمة الفا .. وهى درجة ركوز الراست .. ثم إنطلق منها للراست .. هكذا بكل بساطة .. إسمعوا ( وبقالى سنيييييين ) لقد إرتكز على كلمة ( سنين ) ..