اسمه (سليم البصري) وشهرته (حجي راضي) وهو اشهر (حجي) في التلفزيونات العربية، بل اظرف (حجي) عرفه الفن على الاطلاق مازالت ذاكرة الناس تتوهج بذكره وألسنتهم تتسلى بمفرداته وعيونهم تشتاق اليه وتبحث في شاشة التلفزيون عنه كلما التفتت باحثة عن الضحك الجميل.
فمن منا لم يضحك لـ (نحباني للو) ومن منا لم يردد (الله وياك عبوسي)، (ولك ملعون تعرف هندي ) ومن منا لم يتأمل (غفوري) طويلا وينظره من فوق الى تحت فيهتز لكلماته التي تهتز امام (قادر بيك) او لم يشعر بعطفه على (رحومي) او (رجب)، ومن لم يمتلئ اعجابا بكل ما قدمه للسينما والتلفزيون خلال سنوات طويلة .
سليم البصري طبقت شهرته افاق الناس وقلوبهم ونال شهرة كبيرة منذ سنوات نجوميته الاولى، واذكر هنا ما كتبه احدهم عنه: في يوم ما كان سليم البصري ذائع الصيت ولا (جان بول بلموندو)، في يوم ما كانت شهرته وبالا عليه حتى انه كان يضطر للاستعانة بالشرطة لتفريق المعجبين .
يمر يوم الثامن من شهر ايار / مايو الذكرى الثانية عشرة لرحيله ، رحيل الفنان العراقي الكبير سليم البصري عام 1997 وكان مثال الفنان المبدع الملتزم الشامل الذي ما زالت اعماله في ذاكرة الناس . يقول عنه الفنان قاسم الملاك انا فقدت في حياتي الفنية والانسانية ثلاثة اشخاص اثروا في حياتي الفنية والخاصة اولهم الفنان سليم البصري و طعمة التميمي ووجيه عبد الغني، هؤلاء الثلاثة اثروا برحيلهم كثيرا عليَّ ، واضاف : سليم البصري.. طيب ونظيف وفنان كبير وقد تأثرت به كثيرا .
ولد البصري في بغداد عام 1926، بمحلة الهيتاويين، وانه لم يحمل من البصرة غير لقبه وطيبته، وفي اوراق حياته نقرأ ما كتبه عن نفسه ذات يوم، اقول ما كتبه وانا اذكر له قوله (شوف.. تره آني اعرف اكتب، بس الحجي موكاري!!)، انه يكتب: (في حياتي لمسات طريفة حين اجمعها تكون صفحة واحدة متميزة تنتشر بين سطورها المواقف الهازلة والجادة على حد سواء ويضيف البصري موضحا (دوري في تحت موسى الحلاق) وحتى الادوار الاخرى التي كنت اسندها الى غيري خاصة (عبوسي) في شخص الزميل حمودي الحارثي ، اقول هذه الادوار كلها، كنت قد مثلتها في طفولتي امام اهلي، كثيرا ما كنت اتنكر بملابس مختلفة ولحية وافاجئ اهلي ويضيع عليهم انني ابنهم (سليم) الى أن اكشف اللثام عن وجهي)! .
ويستمر البصري في سرد حكايته مع التمثيل: (ساحة العوينة) اليوم معروفة.. لكن هل تدرون انها كانت مدرسة قضيت فيها دراستي الابتدائية، في هذه المدرسة لم اعرف التمثيل.. بل كان لي توجه اخر هو الرسم وبسببه حصلت على صفعة من معلم كان يتحدث في موضوع الجغرافية وانا مشغول برسم (حيوان يركض) كانت صفعة قوية كلما اتذكرها امسح بيدي على رأسي)
ويضيف متحدثا عن بداياته التحقت باول فرقة اهلية للتمثيل (نسيت اسمها)!، عام 1942 وكان مقرها قرب ساحة الرصافي الحالية، قدمنا عدة اعمال مسرحية منها (الصحراء) ليوسف وهبي ومثلت فيها دور احد الشيوخ الثائرين وعرضناها في مقر سينما (علاء الدين) القديمة، وكان صوتنا آنذاك لا يصل الى الصف الثاني من الحاضرين، انقطعت عن التمثيل مدة اربع سنوات بين 1944- 1948، ثم قدمت مسرحية (سليم البصري في ساحة التدريب)، اخصب فترات حياتي في كلية الاداب حيث كنت رئيسا للمسرح الجامعي وقدمت زخما كبيرا من التمثيليات القصيرة والمسرحيات كتابة وتمثيلا، فقدمت (فنان رغما عنه) انتقدت فيها المذاهب الحديثة في الرسم .
سليم البصري الذي عاش حياة المحلة وخبر اهلها جيدا، خرج الى الناس بمسلسله الذي لا ينسى (تحت موسى الحلاق) الذي كتب حلقاته عام 1961 واخرجه عمانوئيل رسام (ع . ن . ر) وطار به الى اميركا فحاز على اعجاب الجالية العراقية والعربية واستمر العرض هناك لمدة ثلاثة اشهر، كانت العيون تلاحقه اعجابا ومحبة، وهو على طبعه لم يتغير، لم ياخذ من النجومية والشهرة (ريشة) يضعها على رأسه، بل كان كما هو ذلك الانسان الهادئ اللطيف المعشر القليل الكلام والطيب حد الطيبة نفسها، وقد اضحك الناس من كل قلوبهم، كأنه كان يدخلها ويدغدغها، وحين صار مديرا للتلفزيون عام 1972 كان كل همه ان يطور برامجه لما يرضي رغبات الجمهور وما يزرع البسمة في قلوبهم .
كثيرة هي الذكريات منها في سنة 1969 عرضت حلقة من المسلسل بعنوان ((تلميذ مسائي)) وكان البث على الهواء مباشرة لعدم وجود الفديو تيب في ذلك الوقت، وبعد انتهاء الممثلين من التمثيل وانصرافهم إلى بيوتهم ، أرجعو إلى التلفزيون ثانية لإعادة التمثيل حيث أعلنت المذيعة أنّها تعيد المسلسل تحت إلحاح الجماهير بعرضها ثانية وفي اليوم التالي تبين لنا أنّ أمير الكويت قد طلب إعادة عرض (تلميذ مسائي) .
وتقول عنه الفنانة فريال كريم : (كان كلما يراني يقبلني )، وفي يوم من الايام واثناء احتفالية اقيمت في فندق الرشيد لمناسبة عرض احد الافلام العراقية، رأيته.. ومثل كل مرة قدمت له خدي كي يقبلني كما اعتاد ذلك عندما يراني.. لكنه هرب مني وهو يقول لي: (هاي أشدسوين.. مرتي موجودة!!)، فقلت له : ما دام هذا موقفك فلن ادعك تقبلني مرة اخرى.. وذهب!!، وبعد ايام حينما التقيته اعتذر مني وقال لي انه كان يعاني مشاكل خاصة مع زوجته في ذلك اليوم . وكان معذباً في حياته العائلية بسبب السيدة زوجته التي كانت تعارض تمثيله وكانت هذه السيدة مشرفه في وزارة التربية وتقول إنّها حين تقوم بواجبها الوظيفي في المدارس كان الطلاب يشيرون إليها بأنّها زوجة الحاج راضي (شخصية سليم البصري) في مسلسله المعروف الأمر الذي كان يغيظها وكانت خصومات لا تنتهي بينهما.
راسم الجميلي: كرهت (أبو ضوية) . يقول الفنان المرحوم راسم الجميلي مستذكراً تلك الايام: شخصية (ابو ضوية) في مسلسل تحت موس الحلاق بقدر ما منحتني من نجاح جماهيري الا انها كانت سبب أرقي وعصبيتي. حينها لم استطع ان امشي في الشارع من دون ان اسمع مئات التعليقات من هذا وذاك ووصل بي الامر ان اذهب الى البيت متخفياً.. صدقني في احدى المرات قابلني الرئيس السابق احمد حسن البكر آنذاك ووجدته يمد يده الي ويقول: اهلاً ابو ضوية. حينها كرهت تلك الشخصية واقسمت على تركها على الرغم من عشقي الكبير لها..ويستطرد مستذكراً تلك الايام بالقول: كنت ضمن فرقة 14 تموز المسرحية وكنا نقدم اعمالا جميلة جداً ما زالت في ذاكرة الجمهور لواقعيتها. كانت هنالك طقوس في العمل التلفزيوني هي اشبه بالكرنفال الرائع بين الممثلين. ويضيف الجميلي: تصور ان اداء الفنان القدير سليم البصري كان يوهمنا في احيان كثيرة بانه حقيقة.. في مشهد السلم مع سهام السبتي كان (سكرانا) بل حتى السكران لا يمثل المشهد بهذه التلقائية والعفوية.
خليل الرفاعي.. نفتقد روح الماضي الممثل الكبير المرحوم خليل الرفاعي (ابو فارس) هو الآخر لم يسلم من تبعات هذه الشخصية حتى يومنا هذا فكم من الاعمال قام بها بمسميات اخرى الا ان (ابو فارس) هي الراكزة في اذهان المشاهدين.. وقد قبل الرجل بالامر من دون ان يكون له ولد اسمه فارس.. الفنان خليل الرفاعي يتحدث بشأن هذا الموضوع قائلا: نحن الآن نفتقد كتاب الدراما الذين يمتلكون تلك الروحية وابداع الشخصيات كما هو الحال في السابق وهذا لا يعني ان كتاباً مثل صباح عطوان وفاروق محمد وعادل كاظم لا يملكون هذه الميزة ولكنني اقول ان مجريات الاحداث وما مر بالعراق من احداث جعل التلقائية والعفوية في خانة متأخرة لتحل محلها لغة الارقام والسوق والحسابات على العكس مما كان يجري في السابق.. كنا نتسابق على اداء الادوار ونشعر بنشوة حينما نجتمع معاً، وتكون اجورنا في احيان كثيرة عبارة عن (وجبة دسمة). المهم في هذا الامر ان عبق الماضي قد اختفى.
سمير القاضي (دخو) .... حجي اللوزة المرحوم الفنان سمير القاضي لم يقدم الكثير من الاعمال ومساحة ادائه في المشهد الدرامي التلفزيوني والمسرحي تكاد تكون بسيطة مقارنة بمساحات اخرى لفنانين معروفين الا ان اداءه في تلك الاعمال لا يمكن نسيانه باية حال فتلقائيته في الاداء واداؤه السهل البسيط جعل منه ممثلاً كبيراً له بصمة في تاريخ الدراما.. في لقاء سابق تحدث عن هذا الموضوع قائلاً: (دخو) واحدة من الشخصيات التي مثلتها لا يمكن نسيانها نتيجة لاجتهادي وفي تقديمها ولا اتصور ان ينساها المشاهد وقد قدمت ضمن مسلسل (تحت موس الحلاق) في الحلقة الخاصة بمحو الامية مع الفنان سليم البصري وبالمناسبة هنالك جملة يرددها المشاهدون (دخيلك حجي اللوزة) وانا قلتها بصدق، اثناء اداء الدور كنت خائفاً جداً من الفنان سليم البصري كونه لم يكن في وعيه التام!! وخفت ان ينزلق منه الموس ليقص (لوزتي) فقلت الجملة المذكورة بشكل صادق وعفوي ولم تكن ضمن الحوار لكن الخوف جعلني اقولها. وتوالت بعدها الشخصيات والاعمال.
طارق الحارس .... يروي للحقيقة وللتاريخ ان سليم البصري مات بين يديه أثناء نقله من بيته في حي البنوك الى مستشفى النعمان في الأعظمية نتيجة جلطة قلبية ( عمره كان على ما أذكر 73 أو 74 ) وقد حاول أطباء المستشفى انقاذ حياته بجهد كبير ، لكن أجله كان أسرع وقد كانت وفاة طبيعية . حصلت وفاة الفنان البصري ما بين الساعة الحادية عشر والثانية عشر ليلا ، إذ اتصل البصري بهاتف مكتب صديقي وصديقه السيد محسن كعيد ( أبو محمد ) من سكنة حي البنوك حيث كنت جالسا هناك وقمت بالرد على الهاتف وما زلت أتذكر صوت البصري حينما قال لي بلهجته البغدادية الأصيلة : " أبو سنان ألحكني دا أموت " وقد سارعت وصديقي أبو محمد لنقله الى المستشفى . وأذكر جيدا أن البصري كان قد زارنا في مكتب ( أبو محمد ) في عصر يوم وفاته مع صديقه الأقرب ( أبو رعد ) وهذه الزيارة حصلت بعد انقطاعه عن زيارتنا لمدة ثلاثة أيام نتيجة تعرضه لوعكة صحية وأذكر أنه طلب من ( أبو رعد ) أن يأخذه في جولة بسيارته الى شارع الرشيد ومناطق أخرى في بغداد .
وللحقيقة فان المرحوم سليم البصري لم يلتق بالفنان حمودي الحارثي قبل وفاته لمدة طويلة وأنا على يقين من ذلك لأنني كنت ألتقيه كل يوم مع مجموعة من أصدقائه في حي البنوك وكنت أوصله الى بيته بسيارتي في نهاية الجلسة ، لكنني أذكر أن الحارثي حضر الى بيته بعد الوفاة ، فضلا عن الفنان صادق علي شاهين وآخرين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة . وقد حاول الفنان المرحوم داود القيسي نقيب الفنانين في ذلك الوقت تشييع الفنان سليم البصري تشييعا رسميا بعد استحصال موافقة وزير الثقافة والاعلام ، لكن زوجة البصري وابن شقيقه ( على ما أذكر ) رفضا العرض لأن القيسي طلب منهما ارجاع جثمانه الى ثلاجة المستشفى على أن يتم التشييع في اليوم الثاني ، وأصرا على دفنه في نفس اليوم .
الفنان سليم البصري كان كاتبا ومخرجا وممثلا وانسانا رائعا، طيب للغاية ومحب للجميع وهو فنان لا شبيه له في تلقائيته وابداعه . رحم الله الفنان البصري فقد كان فنانا حقيقيا لايتكرر ......
الملف الملحق يحوي على المقطع الشهير من تحت موس الحلاق وهو يقرأء الرسالة بالهندي لاام غانم ( سهام السبتي ) مع المقدمة الرائعة للمسلسل ( محصن بالله ومحروس يستادي ) اداء عبوسي وحجي راضي . منقول بتصرف .
ذكريات جميلة عن زيارة المطرب عبد الوهاب الى العراق عام 1932
لم يزر الفنان الكبير محمد عبدالوهاب 1904 -- 1991 العراق، سوى مرة واحدة في ربيع عام 1932، بمناسبة اقامة المعرض الزراعي والصناعي، وقد تضمنت تلك الزيارة الفريدة – على قصرها – العديد من الطرائف.
وقد اقامت الجمعية الزراعية الملكية برعاية مباشرة من الملك فيصل الاول هذا المعرض لبيان النهضة الزراعية والصناعية والعلمية التي يشدها العراق وعهد برئاسة المعرض الى عبدالنور، وهو من اعلام اليقظة الفكرية في العراق الحديث لم يشر الى جهوده الا لماما، ولعل ما يزين سيرته اقامته مهرجان سوق عكاظ سنة 1922، وكان مناسبة وطنية وادبية كبيرة في بداية تأسيس الدولة العراقية،
وقد ساهم في اقامة المعرض الزراعي الصناعي ممثلو الوزارات جميعا، واختيرت بناية الجمعية الزراعية الملكية والاراضي المجاورة لها في منطقة الباب المعظم محلا للمعرض الذي افتتحه الملك فيصل الاول في الاول من نيسان 1932..
وسميت الارض التي اقيم عليها المعرض (حديقة المعرض) اذ بقيت بعد انتهاء المعرض حديقة غناء تزورها العوائل البغدادية وتقام عليها مختلف الفعاليات الفنية والادبية والاجتماعية وقد اقيمت عليها فيما بعد ابنية حكومية عديدة، وهي اليوم تضم دوائر بناية وزارة الخارجية سابقا ثم مديرية اسالة الماء وشغلتها فيما بعد بعض الدوائر العسكرية لقربها من وزارة الدفاع كما تضم ارض المعرض مكتبة الاوقاف العامة ودائرة صحة الرصافة ووزارة الاوقاف سابقا وجمعية الهلال الاحمر وجمعية حماية الاطفال، وعلى ركنها البعيد انشأت المدرسة الغربية المتوسطة.
وفي هذا المعرض اقيم مسرح لكي يقدم عليه الموسيقار محمد عبدالوهاب حفلاته الغنائية، فقد دعي هذا الفنان، وهو في مقتبل حياته الفنية الحافلة الى زيارة بغداد للمشاركة في المعرض الزراعي الصناعي باحياء حفلات غنائية في امسيات الشهر الذي اقيم فيه المعرض.
وفي الحفلة الاولى التي اقيمت في اليوم الاول من ايام المعرض، انشد محمد عبدالوهاب قصيدة (ياشراعا) التي نظمها الشاعر الكبير احمد شوقي بهذه المناسبة وطلب من عبدالوهاب غناءها امام الملك في بغداد، وفي الايام التالية اعادها الفنان مع اغانيه الشهيرة آنذاك مثل (ياجارة الوادي) و(الهوى والشباب) و(انا انطونيو) و(ظبية الوادي) وبعض ادواره الغنائية، ويبدو ان الاقبال على حفلات عبدالوهاب كان ضعيفا كما ذكر معاصريها، فالفنان لم يشتهر امره بعد في الاوساط العراقية، كما ان اسعار التذاكر كانت باهظة (من 5 روبيات الى 10 روبيات) في الوقت الذي كانت ذيول الازمة الاقتصادية العالمية تنوء بكلكلها على الوضع الاقتصادي في العراق، ولانعدم القول هنا ان حملة (شعبية) اثيرت ضد عبدالوهاب والفن المصري بشكل عام، قادها الشاعر الشعبي الكبير الملا عبود الكرخي، اذ كان يعتقد ان ذلك ما يضيف الى النزعة الوطنية.
غير ان الامر اختلف بعد سنوات قليلة، فقد اشتهر اسم محمد عبدالوهاب ومال الناس الى غنائه الشائق، بعد ان عرض في بغداد اول فيلم له وهو(الوردة البيضاء) ويذكر الاستاذ محمد علي كريم- المذيع العراقي الرائد- ان سينما الرافدين عرضت الفلم الثاني لعبد الوهاب وهو (دموع الحب) عام 1936، وقد توافدت الى دار السينما اعداد كبيرة، وكان مدخل السينما ضيقا بعض الشيء فتكسرت جميع الواجهات الزجاجية التي تعرض فيها صور الفلم، فاضطرت ادارة السينما الى فتح جميع ابوابها لدخول الجمهور ولاول مرة امتد عرض فلم (دموع الحب) لاسابيع عديدة.
واذا كان الموضوع يتناول طرائف وصور منسية من زيارة عبدالوهاب لبغداد سنة 1932، فقد اطلعنا في وثائق البلاط الملكي المحفوظة في مركز الوثائق في المكتبة الوطنية ببغداد على رسالة موجهة الى الملك فيصل الاول من الموسيقار محمد عبدالوهاب بعد شهرين من زيارته لبغداد، وتاريخها 26 حزيران 1932 يلتمس فيها تعيين احد اقربائه ويدعى فهمي خالد علي، خريج مدرسة الشرطة في مصر في احد الوظائف الحكومية في العراق، وعندما استفسر الملك فيصل من رئاسة الديوان الملكي عن وجود وظيفة شاغرة لتعيينه اخبر بعدم وجودها في الوقت الحاضر، مما دعا رشيد عال الكيلاني رئيس الديوان الى ارسال رسالة الى محمد عبدالوهاب في 18تموز 1932 اخبره فيها باطلاع الملك على رسالته وانه لاتوجد وظيفة شاغرة حاليا (ملفات البلاط الملكي، الملفة 131، الوثيقة 19 سنة 1932)..
روى محمد عبدالوهاب احداث زيارته للعراق في مجلة (الكواكب) المصرية التي صدرت في عام 1947، وتحدث عن حادثتين اثرتا فيه كثيرا، الاولى عندما دعي للغناء في القصر الملكي بحضور الملك فيصل الاول وولي عهده الامير غازي وعدد من الوزراء وكبار موظفي الدولة، وقد انشد في هذه الحفلة قصيدة (ياشراع وراء دجلة يجري) وعندما مثل بين يدي الملك بعد الغناء سمع من جلالته كلمات الاطراء والثناء مما كان مدعاة فخر واعتزاز له.
اما الحادثة الثانية فهي كما يرويها عبدالوهاب انه خلال عودته من العراق في طريقه الى سوريا اصاب عطل سيارته التي كان يستقلها بصحبة احد افراد فرقته الموسيقية فاضطر للتوقف في الصحراء العراقية ريثما يتم اصلاح الخلل، بينما واصلت بقية السيارات سيرها الى دمشق. وقد استغرق اصلاح الخلل بعض الوقت فترجل عبدالوهاب وزميله من السيارة وسارا في الصحراء على غير هدى، حتى فاجأهما في جوف الصحراء اعرابيات يتمنطقان بالاسلحة النارية، ولما اقتربا منهما صاحا بهم ، من انتما؟ رأى عبدالوهاب ان يكتم اسمه عنهما خوفا ان يعتقد الاعرابيان انهما يحملان ثروة، ولكن زميل عبدالوهاب لم يأبه بذلك وقال لهما: ان هذا الشخص هو المطرب المصري المشهور محمد عبدالوهاب، وسرعان ماتغيرت ملامح الاعرابيان واتسمت على ثغرها ابتسامة الاعجاب وقالا: انت عبدالوهاب الذي يغني على ليلى ؟ لقد سمعناك في الحضر كثيرا وانت تغني في الفونوغراف ثم اكرم الاعرابيان وفادة الرجلين، وهيأ لهما الطعام ثم غنى لهما عبدالوهاب بعض اغانيه الرائعة من باب الاعتراف بالجميل .
وفي طريق عودته عرج على سوريا وفلسطين واحيا فيهما بعض الحفلات وعند وصوله القاهرة بعث الى تحسين قدري رئيس التشريفات الملكية العراقية بطلب رفع الشكر والامتنان لجلالة الملك فيصل الاول ملك العراق على ما لقيه من رعاية وعطف جلالته الكريم، وقال فيها انه سيذكر دائما مالقيه من الشعب العراقي من اخلاق نبيلة وكرم الضيافة ومن حسن تقدير للفن . منقول للفائدة بتصرف . تحياتي قصي الفرضي / العراق بغداد
الاعلاميةخيرية حبيب:المصادفة وحدها قادتني للعمل في الاذاعة والتلفزيون
خيرية حبيب هي مذيعة ومقدمة برامج عراقية.ولدت عام 1950 وعملت في الاذاعة والتلفزيون العراقي من عام 1968 في اذاعة صوت الجماهير وقد كانت تقدم برنامج عدسة الفن من عام 1969 لعدة سنوات اسبوعيا وقد شاركها هذا النجاح المرحوم معدالبرنامج خالد ناجي وقد كان برنامج ناجحا في التلفزيون العراقي انذاك وكان من البرامج الشعبية الكبيرة التي تنتظرها العائلة العراقية كل يوم خميس , حتى أن موسيقى المقدمة أصبحت معروفة بموسيقى عدسة الفن.وقداعتذرت عن تقدبم البرنامج عام 1989 واستمرت في الاذاعة لعام 1992 بعد ان اصيبة بمرض عضال ولازالت تعمل في مجال الاعلام .
ذكريات عن بدايات خيرية حبيب الفنية عزت الاعلامية والمذيعة العراقية خيرية حبيب دخولها الى الاذاعة والتلفزيون العراقي نهاية ستينيات القرن الماضي الى المصادفة المحضة، لتتربع على عرش تقديم برنامجها الناجح "عدسة الفن " ستة عشر عاماً ،ثم لتعمل من بعد ذلك مذيعة في اذاعة صوت الجماهير . وترى خيرية حبيب ان غياب الرقابة المهنية العالية في الاعلام العراقي الجديد ،جعل البعض يستسهل العمل في هذا المجال المهم في حياة المجتمع ، لتعيد الى ذاكرتها زميلات وزملاء مهنتها ايام زمان ، خيرية حبيب التي كرمتها الثقافة العراقية مؤخرأ،عادت من مغتربها راغبة في توظيف خبرتها الاعلامية في مجال الاعلام العراقي ،لكن ذلك تحول الى حلم ظل يراودها الى اليوم .
تروي خيرية حبيب دخولها في مجال العمل الاذاعي والتلفزيوني وكيف تم قبولها في العمل . دخلت مجال الاذاعة والتلفزيون في شباط من العام 1968 وبمحض المصادفة حيث كان لدي اخت تصغرني بسنة مولعة بالعمل كمذيعة في الاذاعة والتلفزيون، ومن باب روح المنافسة تقدمنا نحن الاثنين بعد ان اعلن عن الحاجة الى مذيعات ، فنجحت انا وفشلت اختي وكنت حينها طالبة في المرحلة المنتهية من الاعدادية.
في زماننا، حيث كانت هناك اختبارات للغة وفن الالقاء والصوت والحركة وكل ذلك يتم من قبل لجنة من لغويين وفنانيين واذكر منهم الراحل الدكتور عناد عزوان باللغة العربية وكبار الفنانيين في مجال الالقاء والتعبير والحركة.
كنا ندخل دورة اذاعية شاملة في اللغة كما تحدثت سلفا وايضا دورة في التعرف على الاجهزة الاذاعية ويستمر التدريب لمدة شهرين متتاليين من قبل استاذة معروفين في مجال الاذاعة آنذاك.وبعد ان نقضي الدورة نخضع لامتحان عملي،وأمضيت في الاذاعة بين اقسامها مدة على هذا المنوال قبل أن اخرج بالجو .
وتروي قصة برنامج عدسة الفن . حكاية هذا البرنامج الخصها بالقول: انني كنت لا احب الظهور في التلفزيون، ولكن امتعاض الزميلة سهاد حسن بسبب تاخير البرنامج الذي كانت تقدمه آنذاك( البرنامج الثاني) وكان مخرجه زوجي الراحل رشيد شاكر ياسين وكان رئيس المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون آنذاك محمد سعيد الصحاف، حيث وضعت الادارة في موقف محرج وتعصب الصحاف واصر على تقديم البرنامج من قبل اي مذيعة فطلب مني المخرج رشيد (زوجي) ان اقدم البرنامج لتلافي الاحراج، وهذه الحكاية كانت وراء ظهوري في التلفزيون وتقديم عدسة الفن، حيث نال حضوري في هذا البرنامج رضى المسؤولين والمتابعين، طبعاً كان برنامج عدسة الفن يعرض اصلا منذ عام 1964 وهو من اعداد المرحوم خالد ناجي واخراج الفنان طارق الحمداني وتقديم الفنان الراحل سامي السراج آنذاك، لكن المعد اوقفه بسبب عدم وجود مقدم او مقدمة يقتنع بها الراحل خالد.الا ان طلب مني الراحل ناجي ان اقدم البرنامج وشجعني زوجي رشيد شاكر ياسين. وفعلا قدمت البرنامج لمدة ستة عشر عاما متتالية منذ عام 1970 وحتى عام 1986. وبعدها واصلت عملي بصفة مذيعة في اذاعة صوت الجماهير.
اسرة برنامج عدسة الفن في السبعينيات
تذكر خيرية ان بعض المذيعات حاولن تقديم برنامج "عدسة الفن" فأخفقن في ذلك
وتقول هذا شيء طبيعي ، حيث ان 16 عاما مدة لا يستهان بها وبالتالي حتى وان تم تقديمه من قبل مذيعات هن اكفأ مني فسوف لن يلاقي النجاح الذي لاقاه بسبب ان الجمهور تعود على مشاهدة نمط ثابت لبرنامج ثابت، وانا قلت في حينها لو اردوا ان ينجحوا في تقديم برنامج فني عليهم ان يبحثوا عن اسم غير عدسة الفن حاله حال الرياضة في اسبوع الذي كان يقدمه الاستاذ مؤيد البدري عندما تم تقديمه من قبل مذيعين كثر لكنهم فشلوا في اقناع المشاهد لكون البرنامج استمر لثلائة عقود من السنين. وايضا العلم للجميع رغم قدرة المرحوم قدامة الملاح على تقديمه لكنه لم يلاق النجاح الذي لاقاه في زمن الراحل كامل الدباغ.
في اواخر الثمانينات عادت خيرية حبيب لتقديم برنامج (دقائق) في التلفزيون مرة اخرى وهذا كان باصرار من قبل الاعلامي سعد البزاز الذي كان يشغل منصب المدير العام في الاذاعة والتلفزيون وطلب مني اعادة تقديم برنامج عدسة الفن لكني رفضت باصرار،لكنه عرض على ان اقدم برنامج فاقترح علي برنامج (دقائق) الذي يلي نشرة الاخبار الرئيسة في تلفزيون العراق، فوافقت لكن بشرط ان اتفرغ للبرنامج فقط وفعلا تم نقلي الى قسم اخبار التلفزيون وقدمت البرنامج لمدة اكثر عام ومن ثم توقف بسبب الاحداث السياسية التي حدثت آنذاك.
معاناة خيرية حبيب من المرض في تسعينيات القرن الماضي وتحديدا عام بداية عام 1992 ومع المعاناة العامة للبلاد على خلفية الحروب والاحداث وفرض الحصار اصابني المرض المفاجيء حيث اصبحت لا استطيع قراءة سطرين في الاستوديو واصبت بحالة الاختناق وبقيت لسنين بين البيت والاطباء الا ان اكتشف ان مرضي فريد من نوعه آنذاك ويسمى بمرض (ساركويت) الذي يسبب تليف الرئة،وبسبب ذلك تقدمت بطلب الاحالة على التقاعد وفعلا تم احالتي بسبب الحالة الصحية.
تذكر خيرية اوقاتا مؤلمة وذكريات مريرة وتقول سافرت الى عمان وعملك مراسلة اذاعية هناك و كانت لدي تحف نحاسية ومع حالة العوز المادي ،سفرت تلك التحف الى عمان حيث بعتها من اجل توفير مبلغ جواز السفر الذي كان يكلف اكثر من اربعمائة الف دينار ،ومن هناك اتصلت بزملاء في اذاعة المستقبل من اجل ان اعمل معهم لكن لم يعطوني فرصة العمل. وللتاريخ اذكر ان دور الفنانة غزوة الخالدي كان كبيررا بموقفها معي حيث جعلتني اعمل مراسلة لاذاعة العراقي التي كانت تبث من احدى دول الخليج العربي وفعلا استمر العمل مع الاذاعة حتى ارسلوا بطلبي الى تلك الدولة وعملت مذيعة اخبار في مقر الاذاعة هناك الى عدت الى العراق عام 2004. وتوسطت لي زميلتي وصديقتي هدى رمضان وعملت في اذاعة المستقبل لمدة عام ومن ثم انتقلت الى العمل في اذاعة نوا الراديو العربي حتى عام 2006 اغلق القسم من قبل ادارة الاذاعة.
هنا يجب ان اذكر المواقف الانسانية للزملاء من اصحاب المهنة واذكر بالخصوص الفنان ناصر حسن الذي كان مديراً لاذاعة بابا كركر التابعة لشبكة الاعلام العراقي فقلت له بالحرف الواحد استاذ ناصر انا اريد ان استأجر داراً ،ولايمكن ذلك بغير حصولي على فرصة عمل ، فما كان منه الا ان وفر لي عملاً كمذيعة في شبكة الاعلام منذ اليوم في اذاعة بابا كركر وفعلا عملت في الاذاعة واسست قسم الاخبار انا والزميل الشاب سعد شكر ووتواصلت مع العمل حتى طلبني راديو نوا للعمل بعد ان وفر لي سكناً خاصاً.
في الاول من كانون الثاني من العام 2008 عملت في القسم العربي لاذاعة نوا بصفة مديرة للقسم وكانت تلك الفترة من احسن الفترات التي قضيتها حتى تموز عام2008، حيث استطعنا مع عدد من الشباب والشابات الاذاعيين الواعدين ،حيث وصلت ساعات العمل الى 12 ساعة يوميا ،ما ادى الى حصول الاذاعة على المرتبة الاولى فلي مجال العمل الاذاعي في استفتاء اجرته كبريات المؤسسات المهتمة بشأن الاعلام العراقي. ولاسباب فنية وتقنية اضطررت الى تقديم الاستقالة والعودة الى بغداد وبقيت بدون عمل حتى جاءني تكريم وزارة الثقافة العراقية بمنحي شهادة الابداع الثقافي من قبل وزير الثقافة الدكتور ماهر الحديثي،وهذا ما لم أحض به خلال عملي منذ اكثر من اربعين عاما. وقرر وزير الثقافة تعيين رائدة الإعلام العراقي خيرية حبيب بصفة مستشار إعلامي في قناة "الحضارة" الفضائية التي ستتفتح قريبا .
د. ماهر الحديثي (وزير الثقافة )في حفل تكريم خيرية حبيب
تمنيات خيرية حبيب اتمنى ان احصل على حقوقي كانسانة عراقية قدمت ما استطاعت للمتلقي العراقي وما بقي من عمري اريد ان اشعر ان لدي سقفاً اعيش تحته لاني ضحيت كثيرا واعطيت عصارة عمري من اجل ترسيخ برنامج بعيد عن اقبية السياسة وهو برنامج (عدسة الفن) وحتى السنوات الست الاخيرة التي عملت بها كنت ابتعد كل البعد عن التماس بالانحياز الا لعراقيتي واقترب جدا من الاستقلالية والحيادية في عملي الاذاعي والاعلامي . نتمنى موفور الصحة والعافية والعمر المديد لمذيعتنا الفنانة المتميزة خيرية حبيب ..... منقول بتصرف
الاخ قصي الفرضي المحترم
تحقيق صحفي رائع عن احدى الرائدات في مجال مذيعي ومقدمي البرامج التلفزيونيه الست خيريه حبيب ومن منا لايعرفها متفانيه ومخلصه في اداء واجبها الله يعطيها الصحه والعافيه وطولت العمر ونشكرك في نفس الوقت على عدم نسيانهم وذكرهم فالرجاء اكمال المعروف وتسليط الضؤعلى المذيعات الرائدات وكذلك مقدمي البرامج الاذاعيه واذكر بعض منهن المرحومه عربية توفيق وفريال حسين وابتسام عبد الله وعلى راس القائمه امل قباني اطال الله بعمرها وكذالك ملك مهدي وسهاد حسن
وامل حسين وامل المدرس والقائمه تطول واملي كبير بك ان لا ننسى مبدعينا وروادنا وواجب علينا تكريمهم ولو بالكلمه الطيبه وشكرا
محمد احمد mammed
الاخ العزيز محمد
السلام عليكم
شكرا جزيلا على كلماتك الرقيقة ومرورك الكريم على الموضوع واود ان ابين ان هنالك اسماء لامعة كثير ضوت في سماء الفن العراقي وكان لها الحضور المتميز . المواضيع كثيرة عن هؤلاء العمالقة ولكن صعوبة الحصول على معلومات جيدة حقيقية عن الشخصيات او صور شخصية لهم هي احد الاسباب الرئيسية في عدم نشر مقالات او تحقيقات بخصوصهم .
هل تعلم ياخي محمد اني قد عجزت من البحث في الانترنيت والكتب عن صورة للمذيع السابق ومقدم برامج الاطفال الشهير عمو زكي كون لدي تحقيق صحفي لطيف عن سيرة حياته واعماله وكذلك صورة الاستاذ كامل الدباغ اضناني البحث عنها للسبب نفسه ولم استطع الحصول على صورة له . فالموضوع يحتاج لجهد وصبر وبحث وان شاء الله ستأخذ الاسماء التي ذكرتها طريقها الى النشر حال توفر المصادر المناسبة عنها .
وشكرا مرة اخرى على اهتمامك بالموضوع .
عزيزي محمد , عزيزي قصي اطلعت على مشاركتيكما اعلاه واحببت ان اضيف هنا ملاحظة مفيدة . ان شبكة المعلومات (الانترنت) بالرغم من غناها الهائل الا ان فيها الكثير من القصور ايضا . فانا حاولت كثيرا الحصول على معلومات تخص مواضيع معينة لكني عجزت تماما ولم اعثر على اي اثر او ذكر لها .ان الكثير من المواضيع لا يرد ذكر لها بسبب عدم التطرق اليها في اي من المواقع بشكل او باخر , لكني وجدت بالتجربة بانه ما ان يرد ذكر موضوع ما في موقع معين حتى ينتبه اليه الكثيرين ممن يعلمون عنه معلومة او شيء فتبدأ بعدها المعلومات بالنزول عنه مع الوقت . فعلى سبيل المثال كنت في طفولتي اعشق مجلة اطفال اسمها (سندباد) , وقد حاولت قبل اربع سنوات ان اعثر على اي شيء عنها لكني عجزت عن ايجاد اي شيء بالرغم من اشكال محاولات البحث التي اتبعتها . لكن ما ان نزل في احد المواقع مقال عنها حتى اخذ يرفع الكثير والكثير عن هذه المجلة . واليوم يمكن بسهولة الحصول على معلومات كثيرة وصور عنها وحتى اعداد لها ممسوحة بالكامل . لذا فأني ارى بان من المناسب جدا عند البحث عن موضوع معين ايجاد اي طريقة او وسيلة لذكره او التطرق اليه في اي مشاركة في اي موقع كان لان ذلك سيذكر الكثيرين به كما ذكرت مما يدفعهم الى رفع ما يملكونه عنه , راجيا ان اكون قد افدت بهذه الملاحظة . واليك اخي العزيز قصي صورة العالم الجليل المرحوم كامل الدباغ , ومع انها ليست واضحة كثيرا ولكنها قد تفي بالغرض . والصورة مأخوذة من الانترنت (وقد تكون مجرد شطارة بالبحث) , وشكرا لكما .
التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 10/10/2009 الساعة 19h22
اطلعت على مشاركتيكما اعلاه واحببت ان اضيف هنا ملاحظة مفيدة . ان شبكة المعلومات (الانترنت) بالرغم من غناها الهائل الا ان فيها الكثير من القصور ايضا . فانا حاولت كثيرا الحصول على معلومات تخص مواضيع معينة لكني عجزت تماما ولم اعثر على اي اثر او ذكر لها .ان الكثير من المواضيع لا يرد ذكر لها بسبب عدم التطرق اليها في اي من المواقع بشكل او باخر , لكني وجدت بالتجربة بانه ما ان يرد ذكر موضوع ما في موقع معين حتى ينتبه اليه الكثيرين ممن يعلمون عنه معلومة او شيء فتبدأ بعدها المعلومات بالنزول عنه مع الوقت . فعلى سبيل المثال كنت في طفولتي اعشق مجلة اطفال اسمها (سندباد) , وقد حاولت قبل اربع سنوات ان اعثر على اي شيء عنها لكني عجزت عن ايجاد اي شيء بالرغم من اشكال محاولات البحث التي اتبعتها . لكن ما ان نزل في احد المواقع مقال عنها حتى اخذ يرفع الكثير والكثير عن هذه المجلة . واليوم يمكن بسهولة الحصول على معلومات كثيرة وصور عنها وحتى اعداد لها ممسوحة بالكامل . لذا فأني ارى بان من المناسب جدا عند البحث عن موضوع معين ايجاد اي طريقة او وسيلة لذكره او التطرق اليه في اي مشاركة في اي موقع كان لان ذلك سيذكر الكثيرين به كما ذكرت مما يدفعهم الى رفع ما يملكونه عنه , راجيا ان اكون قد افدت بهذه الملاحظة . واليك اخي العزيز قصي صورة العالم الجليل المرحوم كامل الدباغ , ومع انها ليست واضحة كثيرا ولكنها قد تفي بالغرض . والصورة مأخوذة من الانترنت (وقد تكون مجرد شطارة بالبحث) , وشكرا لكما .
نعم اخي وسام هذه الصورة الوحيدة الموجودة في شبكة الانترنت لكن لصغر حجمها المرفوع جعلني عدم رفعها وقد كان لدي برنامج يكبر حجم الصور الصغيرة الى الحجم الذي تريد مع الحفاظ على دقة الوضوح لكن للأسف فرمتت الحاسبة وفقدت هذا البرنامج. تحياتي
الاعلاميةخيرية حبيب:المصادفة وحدها قادتني للعمل في الاذاعة والتلفزيون
خيرية حبيب هي مذيعة ومقدمة برامج عراقية.ولدت عام 1950 وعملت في الاذاعة والتلفزيون العراقي من عام 1968 في اذاعة صوت الجماهير وقد كانت تقدم برنامج عدسة الفن من عام 1969 لعدة سنوات اسبوعيا وقد شاركها هذا النجاح المرحوم معدالبرنامج خالد ناجي وقد كان برنامج ناجحا في التلفزيون العراقي انذاك وكان من البرامج الشعبية الكبيرة التي تنتظرها العائلة العراقية كل يوم خميس , حتى أن موسيقى المقدمة أصبحت معروفة بموسيقى عدسة الفن.وقداعتذرت عن تقدبم البرنامج عام 1989 واستمرت في الاذاعة لعام 1992 بعد ان اصيبة بمرض عضال ولازالت تعمل في مجال الاعلام .
ذكريات عن بدايات خيرية حبيب الفنية
عزت الاعلامية والمذيعة العراقية خيرية حبيب دخولها الى الاذاعة والتلفزيون العراقي نهاية ستينيات القرن الماضي الى المصادفة المحضة، لتتربع على عرش تقديم برنامجها الناجح "عدسة الفن " ستة عشر عاماً ،ثم لتعمل من بعد ذلك مذيعة في اذاعة صوت الجماهير .
وترى خيرية حبيب ان غياب الرقابة المهنية العالية في الاعلام العراقي الجديد ،جعل البعض يستسهل العمل في هذا المجال المهم في حياة المجتمع ، لتعيد الى ذاكرتها زميلات وزملاء مهنتها ايام زمان ، خيرية حبيب التي كرمتها الثقافة العراقية مؤخرأ،عادت من مغتربها راغبة في توظيف خبرتها الاعلامية في مجال الاعلام العراقي ،لكن ذلك تحول الى حلم ظل يراودها الى اليوم .
تروي خيرية حبيب دخولها في مجال العمل الاذاعي والتلفزيوني وكيف تم قبولها في العمل .
دخلت مجال الاذاعة والتلفزيون في شباط من العام 1968 وبمحض المصادفة حيث كان لدي اخت تصغرني بسنة مولعة بالعمل كمذيعة في الاذاعة والتلفزيون، ومن باب روح المنافسة تقدمنا نحن الاثنين بعد ان اعلن عن الحاجة الى مذيعات ، فنجحت انا وفشلت اختي وكنت حينها طالبة في المرحلة المنتهية من الاعدادية.
في زماننا، حيث كانت هناك اختبارات للغة وفن الالقاء والصوت والحركة وكل ذلك يتم من قبل لجنة من لغويين وفنانيين واذكر منهم الراحل الدكتور عناد عزوان باللغة العربية وكبار الفنانيين في مجال الالقاء والتعبير والحركة.
كنا ندخل دورة اذاعية شاملة في اللغة كما تحدثت سلفا وايضا دورة في التعرف على الاجهزة الاذاعية ويستمر التدريب لمدة شهرين متتاليين من قبل استاذة معروفين في مجال الاذاعة آنذاك.وبعد ان نقضي الدورة نخضع لامتحان عملي،وأمضيت في الاذاعة بين اقسامها مدة على هذا المنوال قبل أن اخرج بالجو .
وتروي قصة برنامج عدسة الفن .
حكاية هذا البرنامج الخصها بالقول: انني كنت لا احب الظهور في التلفزيون، ولكن امتعاض الزميلة سهاد حسن بسبب تاخير البرنامج الذي كانت تقدمه آنذاك( البرنامج الثاني) وكان مخرجه زوجي الراحل رشيد شاكر ياسين وكان رئيس المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون آنذاك محمد سعيد الصحاف، حيث وضعت الادارة في موقف محرج وتعصب الصحاف واصر على تقديم البرنامج من قبل اي مذيعة فطلب مني المخرج رشيد (زوجي) ان اقدم البرنامج لتلافي الاحراج، وهذه الحكاية كانت وراء ظهوري في التلفزيون وتقديم عدسة الفن، حيث نال حضوري في هذا البرنامج رضى المسؤولين والمتابعين، طبعاً كان برنامج عدسة الفن يعرض اصلا منذ عام 1964 وهو من اعداد المرحوم خالد ناجي واخراج الفنان طارق الحمداني وتقديم الفنان الراحل سامي السراج آنذاك، لكن المعد اوقفه بسبب عدم وجود مقدم او مقدمة يقتنع بها الراحل خالد.الا ان طلب مني الراحل ناجي ان اقدم البرنامج وشجعني زوجي رشيد شاكر ياسين. وفعلا قدمت البرنامج لمدة ستة عشر عاما متتالية منذ عام 1970 وحتى عام 1986. وبعدها واصلت عملي بصفة مذيعة في اذاعة صوت الجماهير.
اسرة برنامج عدسة الفن في السبعينيات
تذكر خيرية ان بعض المذيعات حاولن تقديم برنامج "عدسة الفن" فأخفقن في ذلك
وتقول هذا شيء طبيعي ، حيث ان 16 عاما مدة لا يستهان بها وبالتالي حتى وان تم تقديمه من قبل مذيعات هن اكفأ مني فسوف لن يلاقي النجاح الذي لاقاه بسبب ان الجمهور تعود على مشاهدة نمط ثابت لبرنامج ثابت، وانا قلت في حينها لو اردوا ان ينجحوا في تقديم برنامج فني عليهم ان يبحثوا عن اسم غير عدسة الفن حاله حال الرياضة في اسبوع الذي كان يقدمه الاستاذ مؤيد البدري عندما تم تقديمه من قبل مذيعين كثر لكنهم فشلوا في اقناع المشاهد لكون البرنامج استمر لثلائة عقود من السنين. وايضا العلم للجميع رغم قدرة المرحوم قدامة الملاح على تقديمه لكنه لم يلاق النجاح الذي لاقاه في زمن الراحل كامل الدباغ.
في اواخر الثمانينات عادت خيرية حبيب لتقديم برنامج (دقائق) في التلفزيون مرة اخرى وهذا كان باصرار من قبل الاعلامي سعد البزاز الذي كان يشغل منصب المدير العام في الاذاعة والتلفزيون وطلب مني اعادة تقديم برنامج عدسة الفن لكني رفضت باصرار،لكنه عرض على ان اقدم برنامج فاقترح علي برنامج (دقائق) الذي يلي نشرة الاخبار الرئيسة في تلفزيون العراق، فوافقت لكن بشرط ان اتفرغ للبرنامج فقط وفعلا تم نقلي الى قسم اخبار التلفزيون وقدمت البرنامج لمدة اكثر عام ومن ثم توقف بسبب الاحداث السياسية التي حدثت آنذاك.
معاناة خيرية حبيب من المرض
في تسعينيات القرن الماضي وتحديدا عام بداية عام 1992 ومع المعاناة العامة للبلاد على خلفية الحروب والاحداث وفرض الحصار اصابني المرض المفاجيء حيث اصبحت لا استطيع قراءة سطرين في الاستوديو واصبت بحالة الاختناق وبقيت لسنين بين البيت والاطباء الا ان اكتشف ان مرضي فريد من نوعه آنذاك ويسمى بمرض (ساركويت) الذي يسبب تليف الرئة،وبسبب ذلك تقدمت بطلب الاحالة على التقاعد وفعلا تم احالتي بسبب الحالة الصحية.
تذكر خيرية اوقاتا مؤلمة وذكريات مريرة وتقول
سافرت الى عمان وعملك مراسلة اذاعية هناك و كانت لدي تحف نحاسية ومع حالة العوز المادي ،سفرت تلك التحف الى عمان حيث بعتها من اجل توفير مبلغ جواز السفر الذي كان يكلف اكثر من اربعمائة الف دينار ،ومن هناك اتصلت بزملاء في اذاعة المستقبل من اجل ان اعمل معهم لكن لم يعطوني فرصة العمل. وللتاريخ اذكر ان دور الفنانة غزوة الخالدي كان كبيررا بموقفها معي حيث جعلتني اعمل مراسلة لاذاعة العراقي التي كانت تبث من احدى دول الخليج العربي وفعلا استمر العمل مع الاذاعة حتى ارسلوا بطلبي الى تلك الدولة وعملت مذيعة اخبار في مقر الاذاعة هناك الى عدت الى العراق عام 2004.
وتوسطت لي زميلتي وصديقتي هدى رمضان وعملت في اذاعة المستقبل لمدة عام ومن ثم انتقلت الى العمل في اذاعة نوا الراديو العربي حتى عام 2006 اغلق القسم من قبل ادارة الاذاعة.
هنا يجب ان اذكر المواقف الانسانية للزملاء من اصحاب المهنة واذكر بالخصوص الفنان ناصر حسن الذي كان مديراً لاذاعة بابا كركر التابعة لشبكة الاعلام العراقي فقلت له بالحرف الواحد استاذ ناصر انا اريد ان استأجر داراً ،ولايمكن ذلك بغير حصولي على فرصة عمل ، فما كان منه الا ان وفر لي عملاً كمذيعة في شبكة الاعلام منذ اليوم في اذاعة بابا كركر وفعلا عملت في الاذاعة واسست قسم الاخبار انا والزميل الشاب سعد شكر ووتواصلت مع العمل حتى طلبني راديو نوا للعمل بعد ان وفر لي سكناً خاصاً.
في الاول من كانون الثاني من العام 2008 عملت في القسم العربي لاذاعة نوا بصفة مديرة للقسم وكانت تلك الفترة من احسن الفترات التي قضيتها حتى تموز عام2008، حيث استطعنا مع عدد من الشباب والشابات الاذاعيين الواعدين ،حيث وصلت ساعات العمل الى 12 ساعة يوميا ،ما ادى الى حصول الاذاعة على المرتبة الاولى فلي مجال العمل الاذاعي في استفتاء اجرته كبريات المؤسسات المهتمة بشأن الاعلام العراقي. ولاسباب فنية وتقنية اضطررت الى تقديم الاستقالة والعودة الى بغداد وبقيت بدون عمل حتى جاءني تكريم وزارة الثقافة العراقية بمنحي شهادة الابداع الثقافي من قبل وزير الثقافة الدكتور ماهر الحديثي،وهذا ما لم أحض به خلال عملي منذ اكثر من اربعين عاما. وقرر وزير الثقافة تعيين رائدة الإعلام العراقي خيرية حبيب بصفة مستشار إعلامي في قناة "الحضارة" الفضائية التي ستتفتح قريبا .
د. ماهر الحديثي (وزير الثقافة )في حفل تكريم خيرية حبيب
تمنيات خيرية حبيب
اتمنى ان احصل على حقوقي كانسانة عراقية قدمت ما استطاعت للمتلقي العراقي وما بقي من عمري اريد ان اشعر ان لدي سقفاً اعيش تحته لاني ضحيت كثيرا واعطيت عصارة عمري من اجل ترسيخ برنامج بعيد عن اقبية السياسة وهو برنامج (عدسة الفن) وحتى السنوات الست الاخيرة التي عملت بها كنت ابتعد كل البعد عن التماس بالانحياز الا لعراقيتي واقترب جدا من الاستقلالية والحيادية في عملي الاذاعي والاعلامي .
نتمنى موفور الصحة والعافية والعمر المديد لمذيعتنا الفنانة المتميزة خيرية حبيب .....
منقول بتصرف
تحياتي قصي الفرضي / العراق بغداد
تعزيزاً لمقالة اخي الفاضل قصي الفرضي
ارفق لكم هذا المقطع الصوتي المقتضب لمقدمة ونهاية برنامج عدسة الفن
وهكذا عشنت وقتا ممتعا خلال قراءتي لمقالكما هذاعن برنامج عدسة الفن ومقدمته السيدة (خيرية حبيب) فلقد اعادني الى مساءات الخميس يوم ان كنا نشاهد هذا البرنامج فنطوف مع عدسته في دنيا الفنون يشد افراد عوائلنا الدفء والحنان والوجوه مسمرة الى شاشة التلفاز تتابع مذيعته الحسنة المظهر والهندام والمتمكنةمن اللغة ومخارج حروفهاوهي تنقل معلومة فنية او تعقد مقابلة مع شخصية من اهل الفن فتبهرنا السيدة المذيعة بكفاءتها الفنية واللغوية . فشكرنا الجزيل لكما لانكما ارجعتمونا الى حلو الذكريات واغرقتمونا في دافئات المنى وتحية الى السيدة مذيعة برنامج عدسة الفن
شكرا لكلماتكم الرقيقة ومروركم الكريم واهتمامكم بالموضوع . الاخ ابو فيصل شكرا جزيلا على هذا المقطع الرائع الذي ذكرنا بالايام الجميلة من زمن لن يعود على رأي الاستاذ فاضل وتحية الى مقدمته الست خيرية حبيب . وتحياتي لكم جميعا ....