اسمه حسون كاظم عيسى العبيدي ولد 1929 وتوفى رحمه الله عام 1985 على اثر هجوم قلبي (heart attack) ويقال أثر جلطة ... حسون الأمريكي ولد في محلة الصليخ واكمل تعليمه في مدرسة الاعظمية الاولى للبنين وتخرج من ثانوية المشرق الاهلية.
مِن الظواهر التي عرفتها بغداد - في خمسينيات من القرن الماضي - ظاهرة حسون الأمريكي كما لقبه البغداديون في ذلك الزمن .. وكان يشاهد عصراً في شارع السعدون حيث كان يمتطي دراجة سباق ويرتدي بنطلون شورت وقميص مزركش وخوذة واقية وجوارب مقلمة أشبه بجوارب لاعبي كرة القدم ايام زمان ! أحيانا كان حسون يتمشى عصرا مع كلبه مرتديا بنطلون جينز وقبعة كاوبوي وحذاءه المشهور المعقوف من الامام والذي كان يسمى (چم چم).. وأحياناً يظهر في الشارع مرتديا بنطلون فاتح اللون وسترة غامقة وحذاء قبغلي مع جوارب صفراء اللون !
في أوائل الستينات ضيّفه التلفزيون بصحبة دراجته وبزيه المعتاد ، وأجاب على اسئلة مقدم البرنامج شارحاً وجهة نظره في زيّه ، واعتبره الزي العصري المتمدن ، ثم شارك في تمثيلية عرضت في التلفزيون ، ألفت خصيصا له حيث جرى الحوار بينه وبين أبيه في التمثيلية وطرح فكرته عن تصرفه وملبسه ... ودعا الشباب الى ان يتمتعوا بحريتهم العصرية ، من دون الاعتداء على حرية الآخرين .. وانتقد تصرفات المراهقين في السينما والشارع وتحرشهم بالفتيات .
ان تصرفات حسون الأمريكي كانت تعد تحدياً لذلك العصر وتظاهرة سلمية ، وبعد فترة سنوات اعتزل الناس هروباً من تعليقاتهم الساخرة والمؤلمة أحياناً ، ولكنه أصر على تحديهم لاعتقاده انه يتمتع بحريته الشخصية التي تساير العصر المتمدن .. وصار حسون الأمريكي من ظرفاء بغداد المشهورين وتناولت الصحف أخباره .
وحسون الاميركي هذا الرجل الوديع والمسالم الذي فرض حضوره على الجميع وجعل من شكل ملابسه محط انظار كل من يراه من الناس في الشوارع سبق عصرنا الحالي بعقود طويلة حيث كان يرتدي ما يحلو له من القمصان ذات المناشئ المعروفة بجودتها وجودة صناعتها من الاقمشة ومن بينها قمصان تحمل علامة”آرو “ وهي العلامة التجارية والممتازة آنذاك . الكلام عن حسون الامريكي يطول بامتداد الشوارع التي كان يقطعها ويخرج على الناس كل يوم بشكل وزي جديد ، فقد ارتدى القمصان التي تحوي غابات افريقيا وقمصان ذات الوان صارخة لم يستطع غيره ارتداءها والمغامرة بالخروج بها وسط الشارع ،، وتنتصب على صدره قلادة والاكثر من هذا ان حسون الامريكي كان يسحب وراءه كلبه المدلل اينما حل . لقد ساعد حسون في حصوله على هذه الملابس الغريبة من عمله في المستشفى مع الاطباء الذين احبوا بدورهم زيه ،وخطه في الحياة ،وكان حبهم له ممزوجاً بالسخرية التي كان يتقبلها حفاظاً على الهدايا التي كانوا يغدقونها عليه ،عند رجوعهم من الاسفار حتى ان بعضهم كان عندما يروم السفر الى خارج البلاد يرسل بطلب حسون ليسأله عن حاجته لكي يجلبها له من الخارج ولم يكتف حسون هذا بارتداء الازياء الغريبة فقط بل انه تعداها الى التصرف الغريب فكثيراً ما كان يسير في شوارع بغداد مستصحباً معه كلباً كان يستعيره من احد معارفه من الاطباء ممن كان يسكن في منطقته وكثيراً ما كان ايضاً يصعد الى الباص مستصحباً معه الكلب (ولف ...دوك) ويقطع له بطاقة دفعاً لاستهجان الركاب فلما احس (الجابي) نفور الركاب واستهجانهم وتخوفهم من الكلب وراحوا يسمعونه الكلمات النابية لم يكترث حسون لكل ذلك وانما التفت الى الجابي قائلاً :انه خير منهم جميعاً .
هي نزعة من التمرد في ذلك الوقت على التقاليد السائدة انذاك ولكن نزعة التمرد التي كانت عليها شخصية حسون الامريكي لم تطو تحتها نزعة شريرة او ما شابه ، فقد كان حسون الامريكي محبوبا من الجميع بشهادة اكثر من شخص عايش فترته ، كما لم يكن عاطلا يأخذ مصروفه من اهله ، او يعتاش على ما تجود به ايدي الخيرين فقد كان يعمل ممرضا في مدينة الطب (مصرف الدم) او كما كانت تسمى سابقا بالمجيدية او المستشفى الجمهوري فيما بعد ً . ومن الاعظمية حيث مسكنه ينطلق ماشيا قاطعا شوارع العاصمة وكان يتحدث الانجليزية نوعا ما ويرطن بها حسب قدرته . يقال ان حسون الامريكي وبحكم وظيفته ممرضاا كان يبدو نظيفا وانيقا ، وكان شغوفا بالاطلاع على احدث مجلات الازياء التي تصدر من دور الازياء العالمية التي كانت ترد الى العراق مع بقية المطبوعات الاخرى التي تعنى بالزراعة والطبخ وفنون الاتكيت . وكان حريصا على متابعة الافلام الغربية التي كانت تعج بها دور العرض السينمائي ويؤكد البعض أن حسون الامريكي وبعد ان يخرج من الفيلم ومشاهدة احداثه يقوم بتقمص شخصيات ابطاله . اما اختياراته لثيابه من حيث البنطلون والقميص فقد كان يختارها من افخم المخازن واكثرها شهرة وعراقة امثال”اورزدي باك “ و”حسو اخوان “ ومثيلاتها من معارض الالبسة آنذاك ... وينقل عنه انه كان رجلا لا يحب العنف بل على العكس فقد كان موضع احترام الناس وبشاشتهم له حينما يلتقون به او يجمعهم مجلس معه، ويتمتع بروح النكتة البريئة بعبارة ادق كان رجلا خفيف الظل ، ويملأ جو الجلسات بقفشاته الجميلة وان الذي جعله على شكله وحاله هوم انه رجل اجتماعي وليس انعزاليا كما يقول ناس ذلك الزمن، وحينما يبادره احدهم بـ "صباح الخير" كان حسون يرد بـ" كود مورنينك " باللغة الانكليزية !
وفي الفترة الثانية من حياته أي عندما تحسنت حالته المادية سافر الى العديد من البلدان الاجنبية وقد استغرب منه حتى اولئك الاجانب من زيه لانهم لم يتوقعوا رؤية عربي يقلدهم تقليداً كاملاً في لباسه .
ومن مواقفه الطريفة والغريبة ايضاً نذكر انه كان في زيارة احد اصدقائه من طلاب (دار المعلمين العالية) كلية التربية حالياً وعند جلوسهما في نادي الدار المذكورة طلب ان ياتي له عامل النادي (بالشاي والحليب) وما ان قدم له ما اراد طلب منه ايضاً ان ياتي له بقصبة كتلك التي يشرب بها الكثيرون الببسي كولا، واخذ يمتص عن طريقها الشاي والحليب ولم تمض لحظات حتى ذابت تلك القصبة لحرارة المشروب بين ضحكات الطلاب الذين كانوا قد التفوا حوله حال دخوه النادي واستغرابهم لعمله هذا . رحم الله حسون الامريكي فقد كان شخصية بغدادية فريدة لاتتكرر . منقول للفائدة بتصرف . تحياتي قصي الفرضي / العراق بغداد
التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 11/09/2009 الساعة 06h35
من هو نوري ثابت ان نوري ثابت موهبة فنية وصحفية وفكاهية وادبية لن تتكرر , ولد نوري ثابت عام 1897 وتوفي عام 1938 فقد حارب كضابط في الجيش العثماني وحصل على عدة مداليات عسكرية وجرح في معارك الدردنيل وقفقاسيا وعمل في مجال التعليم في مدرسة التفيض والجعفرية ثم مفتشا للغة العربية في وزارة المعارف وكان اديب لايجارى ومعرَب وملحن لعدد من الاناشيد الوطنية وعازف للعود والكمان كان يجيد المقام العراقي والغناء التركي وكاتبا للتمثيليات الساخرة يتكلم العربية والتركية والكردية والاثورية والانكليزية والفرنسية والالمانية وقام بترجمة كتاب عن الرشاشات الالمانية ونال عنه وسام الصليب الحديدي الالماني وصاحب افضل قلم فكاهي في تاريخ الصحافة العراقية اصيب بمرض السل وتوفي عن 41 عاما ودفن في جامع بني سعيد .
في 29 - ايلول - 1931 صدر العدد الاول من الجريدة وقال في الافتتاحية التي كتبها باسمك اللهم من (أ. حبزبوز) الى الشعب العراقي الكريم. الحمد لله والصلاة على خير خلقه وبعد.. يعلم القراء انني اكاتب الصحف العراقية منذ بضع سنوات باسماء مستعارة مختلفة فكان الاخير منها اسم (أ . حبزبوز) وبعد ان ضايقتني الجهات المعلومة - وهي محقة بذلك - تقلص هذا الاسم فصار (أ . حبزبوز) وهو الذي - على ما اعلم - قضى على حياتي في الوظيفة ومن اجل ذلك اتخذته عنواناً لصحيفتي هذه وكنت منذ زمن بعيد اشعر بالرغبة عن حياة التوظيف راغباً في الصحافة ولاسيما الفكاهية فيها ... والحمد لله على الخاتمة .
ان هذه الصحيفة فكاهية ادبية فنية بحتة (على طول !) لاعلاقة لها (توبه استغفر الله العظيم) بالسياسة والاحزاب مطلقا تختلف الظنون على مبدئي وتحوم الشكوك حول نوعيتي.. لذا وددت ان ازيح الستار واقدم نفسي - بريزنته - الى القراء يراني البعض كثير الاتصال باشخاص الوزراء الحاليين معجبا برئيسهم الشاب النبيل فيظنني (عهدي) - نسبة الى حزب العهد الذي كان يراسه نوري السعيد. وفي الحقيقة اني اقسم لكم بقضبان الحديد في (البالكون المعهود) على انني لست ذاك - وهو يعني هنا (البالكون) المطل من عيادة الدكتور فائق شاكر احد اعضاء حزب العهد يومذاك. ويراني البعض اكتب في جريدة الاخاء الوطني (البلاد) وشديد الاعجاب بادمغة الاخائيين فيظنني (اخائي) وانا اقسم لكم بالبيت (الهاشمي) الرفيع - وهو يعني هنا بيت ياسين الهاشمي رئيس حزب الاخاء الوطني - وبتربة (الكيلاني) المقدسة - ويقصد رشيد عالي الكيلاني معتمد حزب الاخاء الوطني - وبكل (جادر) ينصب في ايام الزيارات على انني لست هذا. اشار الى كامل الجادرجي عضو حزب الاخاء الوطني - ويذهب البعض مذهبا اخر فيظنني (تقدمي) - نسبة الى حزب التقدم الذي يراسه عبد المحسن السعدون - لصلة قرابة تجمعني مع بعض رجال هذا الحزب - يقصد عبد العزيز القصاب زوج اخته الذي كان احد اقطاب حزب التقدم - فانا اقسم لكم (بالمسناية مال خضر الياس) - اشارة الى دار يوسف السويدي رئيس مجلس الاعيان - يومذاك والتي كان يلتقي فيها اعضاء حزب التقدم واقسم لكم بمسبحة معالي (القصاب) يعني عبد العزيز انني لست كذلك. ويراني البعض اتظاهر بالوطنية المتطرفة ! وادغدغ ! احيانا محلة (الكريمات) - حيث تقع دار المندوب السامي البريطاني (مختار ذاك الصوب )- السفارة البريطانية فيما بعد - فيظنني من (الحزب الوطني) فانا اقسم لكم بـ (جبة) معالي جعفر ابو التمن واقبل الايادي (العضبة) لكل من محمود رامز والاخ البدري - يعني عبد الغفور وكلاهما من الحزب الوطني - فاقول انني (مو منهم !) ويذهب فريق اخر مذهباً بعيداً نحو الماضي فيظنني من (الحزب الحر العراقي) المرحوم والكل يعلم انني (ماضربت لكمة) في الترجمانية حيث بستان السيد عبد الرحمن النقيب رئيس الحزب الحر - ولا تناولت طعام الافطار في ليالي رمضان في (الدركاه) المعلوم ويقصد دركاه ال الكيلاني .. اذ لم يبق الا شيء واحد وهو انني لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء اي بلا حزب يعني (حزب سز) وهنا اقسم لكم - وهو القسم الاخير - بحياة الشيخ علي ! على انني لست كذلك اذاً من أنا ! وما هي نوعيتي؟ انا (حبزبوز) وحبزبوز فقط ... خادم الجميع وساع وراء تحسين صحيفتي التي ستكون (فكاهية فنية) فقط ... لعلي اصل بها حد الصحف المصرية والسورية مقال (الفكاهة والكشكول ، والدبور ، والمضحك المبكي ... الخ) وعلى الله وحده اتكالي وهو خير معين ونصير.
اما حبزبوز الذي اشتق منه اسم الجريدة فقد ذكر انه لواحد من (شقاوات بغداد اسمه احمد حبزبز ابن ملا عليوي ويروى السيد شهاب الحمد صاحب دكان في محلة بني سعيد انه ادركه وكان فاتكا شريرا الا انه كان فكهاً سريع البديهية حاضر النكتة يسخر مما حوله مرة وجدت رجلين يختصمان حول ملكية بغل كل يدعيه لنفسه وقد استوقفاه عندما مر بهما ليحكماه في الامر فحكم بينهما بعد ان اخذ منهما المواثيق على القبول بحكمة ولكنهما عادا الى الخصام والحا عليه بالبقاء حتى يتفقا فما كان منه الا ان اخرج سكينة وذبح البغل بها ثم تركهما وانصرف . وكان لاحمد حبزبز اب ورع تقي يدعى (ملا عليوي) وقد انكر على ولده احمد سلوكه هذا فجعل يرشده ويهديه الى الطريق الصواب وما زال حتى صحبه في صبيحة احد الاعياد لكيما يصلى معه صلاة العيد في الجامع فاذعن احمد ورضخ امام الحاح ابيه وما ان اذن المؤذن بالناس الى الصلاة حتى رفع احمد يديه ليعلن (النية) وقال بصوت مسموع (نويت اصلي ركعتين جفيان شر ملا عليوي). فغضب عليه المصلون وضربوه واخرجوه من الجامع لكن قوله ذهب مثلا على السنة الناس منذ ذلك الزمن .
وقد خضعت الجريدة بطبيعة الحال للظروف الطباعية الصعبة التي كانت تسود البلاد يومذاك تلك الظروف التي تتحكم قسرا بنوع الورق ولون الحبر وطبيعة (الكلائش) والعناوين ولاسيما انها تطبع بكم كبير بالنسبة لذلك العهد حيث بلغ عدد المطبوع منها (4.000) نسخة وعدد المشتركين (2.000 ) ومع انها جريدة (اسبوعية) تصدر في يوم الثلاثاء من كل اسبوع فان طبعها بـ(4.000) نسخة يكون رقما كبيرا بالنسبة للامكانيات الطباعية المتوفرة يومذاك لكن المعروف ان جميع هذه النسخ كانت تستنفد بل ويطلب منها المزيد الامر الذي جعل بعض المنتفعين يبيعها لطلابها باسعار السوق السوداء .....تامل!!
ولان اعداد جريدة (حبزبوز) نادرة الحصول فهي اما محفوظة في المكتبات العامة بنسخة واحدة او مصورة بالمايكروفلم فان الحصول على نسخ متفرقة من مجموعتها يكون لدى الباحث كسبا كبيرا ويعني عند الكثير . العدد الاول من جريدة (أ . حبزبوز الصفحة الاولى العدد - 1 ثمن النسخة آنة واحدة السنة الاولى صحيفة فكاهية اسبوعية لصاحبها : نوري ثابت صاحب الامتياز والمدير المسؤول : نوري ثابت مطبعة : السريان - بغداد بغداد : الثلاثاء في 15 جماد الاولى 1350 29 ايلول 1931 وقد نشر تحت عنوان الجريدة صورة مؤطرة للملك فيصل الاول بعنوان : اهلا بالملك المفدى نزين صدر العدد الاول من صحيفتنا بتصوير صاحب الجلالة الهاشمية الملك المفدى (فيصل الاول) المعظم بمناسبة تشريفه عاصمة ملكه عصر هذا اليوم والصورة تمثل جلالته نازلاً من الطيارة واشر على جانبي صورة الملك محل الادارة : شارع السراي : عمارة الشابندر وتجد شروط الاشتراك مدرجة في الصحيفة الاخيرة
الصفحة الثانية الحبزبزيات بأسمك اللهم المقال الافتتاحي الذي سبق الحديث عنه ثم : الى حضرة المشتركين الكرام من اولها ! ... تالي لانسوي قنزة ونزة ! معلوم حضرتكم ! الداعي (قابسز) (اي بدون وظيفة ) والوكت حامض ! والجيب مضروب اوتي ! .. لأجل كل ذلك ومن فضلكم عجلو ببدلات الاشتراك وخلونا نشتغل مثل الاوادم يرحم والديكم او هاي تركناها يم نجابتكم !!!!!!!!! أ. حبزبوز
ثم كتب في الصفحة الثالثة - وما بعدها - تعليقاً طريفا بعنوان أثاري انا شاعر ومالي خبر .. يقول - اوف ؟ اوف الافلاس زنجير العفاريت يافحل .. قم من الصباح اذهب الى قهوة امين كهوة وجكارة ولقلقيات تمر من امامك السيارات تحمل (المنتفشين) وكل واحد منهم (شايل خشمة للغيمه ) وتمد ايدك بجيبك تطلع ورقة مبعثرة تفتحها وتقرأها واذا هذه الاية الكريمة (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) قم من القهوة واذهب الى البيت البطن جوعانه ؟ (اختك) حبزبوزة طابخة بامية , اكل , نام - ولك هذي مو عيشه - ولك تعال جاي اني ليش مااصير شاعر ؟ يعني شنو ؟ قابل الشعراء احسن مني ؟ تعال حاسبني ! هذا امرؤ القيس كبير الشعراء ! يعني اشكال جنابة في المعلقة ؟ عاشق عنيزة وواصف عنيزة ! وابوكم الله يرحمه ! عندك هذا عنترة ابن شداد ! عاشق عبلة وشنو عبلة ! يعني قابل (الست ام كلثوم) الله اليدري فرد وحده مثل هذني بياعات الروبة ! لا ! لا ! ابداً مايصير لازم اصير شاعر ! فكوني ! هدوني! لاتلزموني! بعدما اتحمل ! - يالله ! قال عنترة ابن شداد العبسي (هل غادر الشعراء من متردم ...... ام هل عرفت الدار بعد توهم ؟) وقال هو : يادار (عمشة) بالفـلوس تكلمي وخذي فلوساً دار (عمشة) وأسلمي ! والتمر في الحلقوم عند (مذيل) خالي الجيوب مذاقه كالعلقم واذا راى فوق الدوالي حصرماً خزت (روالته !) لأجل الحصرم! امـــــا المتيم بالحسان فأنــــــه ان ناله (التذبيل) غير متيم ايعيش في خير العراق دخيله ويموت من اليها ينتمي الله يلهمني الحقيقة كلها فاقولها ! والله خير ملهم
وعلى الصفحة الرابعة - تحت القصيدة المعرضة - كتب فقرة طريفة بعنوان الالقاب ضريبة جاء فيها : اصحاب الفخامة - هم رؤساء الوزراء المفوضين اصحاب المعالي - هم الوزراء مجالس الاعيان والنواب اصحاب السعادة - هم المتصرفون والمدراء العامون حضرات - هم المامورون امين العاصمة - رئيس بلدية العاصمة باشا - لقب يعطى بمرسوم بك - كذلك افندي - الذي يقرا ويكتب اغا – الامي , جلبي - التاجر الغني حبزيوز - انا ومن اشكولي .. لكن : آني مالي تك !
وهناك - بعدها (كلب مليونير) وعنه يقول : من مدة (مو بعيدة هواية) مات في الولايات المتحدة غني كبير من اصحاب الملايين اسمه المستر(فرانك نيش) وكان عند جنابه الشريف كلب كبير كان يحبه ويدللة فوق العادة واسم هذا الكلب السعيد (لورد) فبعدما دفنوا المستر فرانك ورجعوا فتح الورثة وصيته (فشافوا) انه موصي بكل ثروته الى كلبه (لورد) .. فطار عقلهم وصاروا يندبون حظهم لان كل واحد منهم كان مؤمل ان يغتني بعد موت قريبه المستر فرانك . وبليه لغوه و تطويل كلام ! طلع الورثة كل واحد ايد من وراء وايد من جدام . اما الكلب (لورد) فصار مليونيراً غصباً عن خشمهم وخشم الكل ! نعم صار (لورد) مليونير وصار صاحب املاك واطيان وصار تحت امره اموال مودوعة بالبنوك وصار اغنى مني ومنك ولكنه بقي : (كلب ابن كلب ! الى كطع النفس) .
وعلى صفحة الجريدة الاخيرة . نشر صورة كاريكاتيرية بعنوان (سيارة حبزبوز الجديدة وقلمه السيال) ظهر فيها وقد اعتلى (طوب ابو خزامة) - المدفع المعروف - ورفع بيده قلما كبيرا وكتب تحتها : - شنو هاي حبزبوز ؟ اشو راكب على طوب ابو خزامة ... تريد تصير مثل سلطان مراد ؟ - لا ! مولانه ! لكن ! مادام ابنص اوتيل انضرب ست رصاصات ! فمنا وغادي قررت بعدما اركب بعربانة او سيارة ! ... بل اخذت هذا الطوب من وزارة الدفاع حتى اتجول عليه ! .. وهم المسالة اقتصادية لان المعلوم حضرتكم هذا يلهم التراب يصير بارود ويلهم الحجار يصير دان (اي قنابل) واريد رجال اليتجدم! وكان (نوري ثابت) قد تعرض قبل ان يصدر جريدته بايام قليلة وبينما كان يجلس في (اوتيل ماشاء الله) الواقع في محلة الحيدرخانة في شارع الرشيد الى مهاجمة شخص بغتة له حيث اطلق عليه الرصاص ولكنه اخطأه فهرب (نوري) من الاوتيل لكنه لحق به في الشارع وظل يمطره بالرصاص الذي لم يصبه ولكنه اصاب رجلا كان يحلق لدى حلاق بجوار الاوتيل (الحلاق محمود نديم) وقد ترك كرسي الحلاقة وتطلع من باب الدكان ليرى مايجري فاصابته رصاصة قتلته في الحال . وقيل يومها - كما يروى عارفوه ومعاصروه ان وراء هذه الحادثة السلطة الحاكمة وقال بعضهم هو (نوري سعيد) رئيس الوزراء يومذاك بالذات - ولكن المفارقة في الامر ان المجرم كان هو الاخر موظفا مفصولا بقانون (الذيل) كنوري ثابت . رحم الله نوري ثابت فقد كان بحق صحفي وفنان واديب بارعا قل نظيره ..... عن كتاب حبزبوز لجميل الجبوري بتصرف ..... تحياتي قصي الفرضي / العراق بغداد
التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 11/09/2009 الساعة 06h35
هذه بعض الذكريات والمقالات الطريفه والتي نشرت في جريدة حبزبوز العدد 23 لعام 1931 .
نوري ثابت في مكة
- ثورنا الصحافي - ايه ... سيدي حبزبوز - ولاتهون - اني صارلي 7 سنين اشتغل وياك وجنت اوفى واخلص من كل الي اكلو نعمتك وجحدوهه مو تمام . - ا ي ابديني تمام - واني هسه استرحم منك بان تأذن لي بتقديم امتياز لجريدة اسبوعية اسوة بالبقية . - عجايب ؟؟؟؟؟ - ليش عجايب قابل الذين اصبحو في مصاف الصحفيين احسن مني اذا همه لابسين قوط اني لابس بونجور واذا لابسين مناظر باغه اني لابس ذهبيه واذا ايكمشون القلم باناملهم اني اكمشه بظلفي واعطي القلم حقه احسن منهم . - كل هذا صحيح ولكن هناك شروط يجب ان تتوفر بيك 1- ان تكون عراقيا . على راسي وهاي ورقة الجنسية مسجلة بدائرة البيطرة . 2- لازم عمرك اكثر من 25 سنة . طيب اني من مات ابويه سنة 1918 رثاه الملا عبود الكرخي بقصيدة واللي كال بيهه وين اودي سجته وفدانه ......... يوم الاكشر يوم عض السانه جان ابذاك الوكت عمري 10 سنين فاحسب حسابك اليوم عبرت ال 30 واستحق نيابة مو صحافه . 3- لازم اتكون غير محكوم بجناية غير سياسية او جنحة مخلة بالشرف . هاي اسهل مايكون هذه دائرة التحقيقات الجنائية ( سي . أي . دي ) واسأل في شعبة طبع الاصابع عن طبع ظلفي . 4- يجب ان تكون متخرجا من مدرسة عالية وعندك شهاده ومن ذوي السمعة الحسنه اما مسألة السمعة الحسنة فسيدي اعرف بها من غيره واما مسألة الدراسة والشهادة فهذه اسهل مايكون اذهب الى وحدة من الدول المجاورة واصرف جم فلس وجيبلك احسن شهادة عالية والسلام . 5- يجب ان تكون غير موظف وغير عضو في مجلس النواب . الحمد لله اني لانائب ولا موظف . 6- يجب ان يكون لديك محل اقامة !! - محل اقامتي في زرائب الجاموس في محلة العوينة وهذا محل عجزت كل السلطات عن تغيير محله !!!! - هذه الشروط السته في قانون المطبوعات وماكو غيرهه . - ولقد وجدتها متوفرة في خادمكم المطيع ( بحذف العين ) - نعم - اذن انا اصير صحافي رغما عن الانوف . - بس اكو مسألة مهمه ومهمه جدا وهي انك ( ذو قرنين ) . - سيدي يرحم موتاك لتخليني اكول باع واشك الكاع !!!!!!
علاقته بالشاعر الجواهري :
كان الجواهري موظفا في البلاط الملكي فاعتاض عن الوظيفة باصدار جريدة اسماها (الفرات) ويبدو انه هادن نوري السعيد وسياسته وقتذاك فتصدى له المعارضون وفي مقدمتهم نوري ثابت والملا عبود الكرخي حتى ان الملا عبود نظم قصيدة شعبية هجا فيها الجواهري يقول فيها:
كاسر الاكرع ودافن ............ وانت هم دافن وكاسر
فثارت ثائرة الجواهري فكتب مقالا في العدد (19) من (الفرات) في الثاني من حزيران عام 1930 تحت عنوان (اذا كنت كذوبا فكن ذكورا) شتم فيه نوري ثابت شتما مقذعا ولام وزارة المعارف وقتذاك على ابقائها على نوري ثابت كواحد من مدرسيها ومربيها وكان نوري ثابت وقتها مدرسا لم (يذيل) بعد، جاء في المقال: (في هذا البلد زمرة من الناس اتخذوا الصحافة وسيلة لنهش الاعراض واثارة الحفائض والاحقاد). وقال عن وزارة المعارف فيه : انها ليست وزارة معارف بل هي وزارة (الحباززة والقزامزة) . وغضب وزير المعارف وقتذاك وكان (عبد الحسين الجلبي) فاقام الدعوى على الجواهري . وكان الجواهري قد نظم قصيدة حيا فيها مزاحم الباجه جي ومطلعها: كيفما صورتها فلتكن انا عن تصويرة الناس غني وكان نوري ثابت ينشر في جريدة (الكرخ) جريدة الملا عبود الكرخي صفحة باسم (خجة خان) فكان ان حشد جماعة من الشعراء الفكهين فاعانوه على معارضة قصيدة الجواهري جاء فيها .
كيفما صورتها فلتكن ........... انها طبخة طاه (أرعن ) غاية الشعر لديكم اكلة . ...... فالفح (التشريب) ملء (اللكن) اترك (الباجة) لاتلهج بها ....... ليست (الباجة) مثل (التمن) اشهد الله تعالى انني ....... (لست من قيس ولا قيس مني)
ويشيرون بالباجة الى (مزاحم الباججي) وبالتمن الى (جعفر ابو التمن) ثم يختمون قصيدتهم بتبرئة نوري ثابت من المشاركة في نظم القصيدة فيقولون: ( لست من قيس ولاقيس مني ) وكان نوري ثابت قيسيا كرويا . فثارت ثائرة الجواهري فاقام الدعوى على الملا عبود الكرخي لابسبب هذه القصيدة لانه لم ينشرها وانما اشاعها الذين نظموها في الاوساط السياسية والادبية بغير نشرها .. بل بسبب القصيدة الشعبية التي يقول فيها :
كاسر الاكرع ودافن ............ وانت هم دافن وكاسر
يروي الاستاذ مصطفى علي ( اول وزير للعدل في العهد الجمهوري ) : انه جرت محاكمة الملا عبود الكرخي وكان نوري ثابت واحدا من الحاضرين فسال الحاكم الملا عبود عن الغاية من نظمه هذه القصيدة فقال : - بك هذه قصيدة نظمتها من العهد العثماني وما لها علاقة بالجواهري فقال له الحاكم - طيب ... لقد ورد في القصيدة (روح اسال وين اوتيل الجواهر) فهل كان في بغداد (اوتيل) بهذا الاسم في ذلك العهد؟ فلم يجب الملا عبود عن سؤال الحاكم بل التفت الى نوري ثابت الجالس في قاعة المحكمة وقال له : - (على بختك نوري ... هاي فاتتنة) فضجت المحكمة والمستمعون بالضحك واعتبر الحاكم قول الملا عبود هذا اعترافا واقرارا فحكمت عليه بالغرامة ..
الملا عبود الكرخي
تحياتي قصي الفرضي / العراق بغداد
التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 11/09/2009 الساعة 06h36
هذه بعض الذكريات والمقالات الطريفه والتي نشرت في جريدة حبزبوز العدد 23 لعام 1931 .
نوري ثابت في مكة
- ثورنا الصحافي - ايه ... سيدي حبزبوز - ولاتهون - اني صارلي 7 سنين اشتغل وياك وجنت اوفى واخلص من كل الي اكلو نعمتك وجحدوهه مو تمام . - ا ي ابديني تمام - واني هسه استرحم منك بان تأذن لي بتقديم امتياز لجريدة اسبوعية اسوة بالبقية . - عجايب ؟؟؟؟؟ - ليش عجايب قابل الذين اصبحو في مصاف الصحفيين احسن مني اذا همه لابسين قوط اني لابس بونجور واذا لابسين مناظر باغه اني لابس ذهبيه واذا ايكمشون القلم باناملهم اني اكمشه بظلفي واعطي القلم حقه احسن منهم . - كل هذا صحيح ولكن هناك شروط يجب ان تتوفر بيك 1- ان تكون عراقيا . على راسي وهاي ورقة الجنسية مسجلة بدائرة البيطرة . 2- لازم عمرك اكثر من 25 سنة . طيب اني من مات ابويه سنة 1918 رثاه الملا عبود الكرخي بقصيدة واللي كال بيهه وين اودي سجته وفدانه ......... يوم الاكشر يوم عض السانه جان ابذاك الوكت عمري 10 سنين فاحسب حسابك اليوم عبرت ال 30 واستحق نيابة مو صحافه . 3- لازم اتكون غير محكوم بجناية غير سياسية او جنحة مخلة بالشرف . هاي اسهل مايكون هذه دائرة التحقيقات الجنائية ( سي . أي . دي ) واسأل في شعبة طبع الاصابع عن طبع ظلفي . 4- يجب ان تكون متخرجا من مدرسة عالية وعندك شهاده ومن ذوي السمعة الحسنه اما مسألة السمعة الحسنة فسيدي اعرف بها من غيره واما مسألة الدراسة والشهادة فهذه اسهل مايكون اذهب الى وحدة من الدول المجاورة واصرف جم فلس وجيبلك احسن شهادة عالية والسلام . 5- يجب ان تكون غير موظف وغير عضو في مجلس النواب . الحمد لله اني لانائب ولا موظف . 6- يجب ان يكون لديك محل اقامة !! - محل اقامتي في زرائب الجاموس في محلة العوينة وهذا محل عجزت كل السلطات عن تغيير محله !!!! - هذه الشروط السته في قانون المطبوعات وماكو غيرهه . - ولقد وجدتها متوفرة في خادمكم المطيع ( بحذف العين ) - نعم - اذن انا اصير صحافي رغما عن الانوف . - بس اكو مسألة مهمه ومهمه جدا وهي انك ( ذو قرنين ) . - سيدي يرحم موتاك لتخليني اكول باع واشك الكاع !!!!!!
علاقته بالشاعر الجواهري :
كان الجواهري موظفا في البلاط الملكي فاعتاض عن الوظيفة باصدار جريدة اسماها (الفرات) ويبدو انه هادن نوري السعيد وسياسته وقتذاك فتصدى له المعارضون وفي مقدمتهم نوري ثابت والملا عبود الكرخي حتى ان الملا عبود نظم قصيدة شعبية هجا فيها الجواهري يقول فيها:
كاسر الاكرع ودافن ............ وانت هم دافن وكاسر
فثارت ثائرة الجواهري فكتب مقالا في العدد (19) من (الفرات) في الثاني من حزيران عام 1930 تحت عنوان (اذا كنت كذوبا فكن ذكورا) شتم فيه نوري ثابت شتما مقذعا ولام وزارة المعارف وقتذاك على ابقائها على نوري ثابت كواحد من مدرسيها ومربيها وكان نوري ثابت وقتها مدرسا لم (يذيل) بعد، جاء في المقال: (في هذا البلد زمرة من الناس اتخذوا الصحافة وسيلة لنهش الاعراض واثارة الحفائض والاحقاد). وقال عن وزارة المعارف فيه : انها ليست وزارة معارف بل هي وزارة (الحباززة والقزامزة) . وغضب وزير المعارف وقتذاك وكان (عبد الحسين الجلبي) فاقام الدعوى على الجواهري . وكان الجواهري قد نظم قصيدة حيا فيها مزاحم الباجه جي ومطلعها: كيفما صورتها فلتكن انا عن تصويرة الناس غني وكان نوري ثابت ينشر في جريدة (الكرخ) جريدة الملا عبود الكرخي صفحة باسم (خجة خان) فكان ان حشد جماعة من الشعراء الفكهين فاعانوه على معارضة قصيدة الجواهري جاء فيها .
كيفما صورتها فلتكن ........... انها طبخة طاه (أرعن ) غاية الشعر لديكم اكلة . ...... فالفح (التشريب) ملء (اللكن) اترك (الباجة) لاتلهج بها ....... ليست (الباجة) مثل (التمن) اشهد الله تعالى انني ....... (لست من قيس ولا قيس مني)
ويشيرون بالباجة الى (مزاحم الباججي) وبالتمن الى (جعفر ابو التمن) ثم يختمون قصيدتهم بتبرئة نوري ثابت من المشاركة في نظم القصيدة فيقولون: ( لست من قيس ولاقيس مني ) وكان نوري ثابت قيسيا كرويا . فثارت ثائرة الجواهري فاقام الدعوى على الملا عبود الكرخي لابسبب هذه القصيدة لانه لم ينشرها وانما اشاعها الذين نظموها في الاوساط السياسية والادبية بغير نشرها .. بل بسبب القصيدة الشعبية التي يقول فيها :
كاسر الاكرع ودافن ............ وانت هم دافن وكاسر
يروي الاستاذ مصطفى علي ( اول وزير للعدل في العهد الجمهوري ) : انه جرت محاكمة الملا عبود الكرخي وكان نوري ثابت واحدا من الحاضرين فسال الحاكم الملا عبود عن الغاية من نظمه هذه القصيدة فقال : - بك هذه قصيدة نظمتها من العهد العثماني وما لها علاقة بالجواهري فقال له الحاكم - طيب ... لقد ورد في القصيدة (روح اسال وين اوتيل الجواهر) فهل كان في بغداد (اوتيل) بهذا الاسم في ذلك العهد؟ فلم يجب الملا عبود عن سؤال الحاكم بل التفت الى نوري ثابت الجالس في قاعة المحكمة وقال له : - (على بختك نوري ... هاي فاتتنة) فضجت المحكمة والمستمعون بالضحك واعتبر الحاكم قول الملا عبود هذا اعترافا واقرارا فحكمت عليه بالغرامة ..
تحياتي قصي الفرضي / العراق بغداد
=================================
في الواقع أخي قصي أن الجواهري إمتعض كثيراً عندما علم أن الأبيات التي هجاه بها الكرخي قد إنتشرت بين العامة، فاشتكاه للمحكمة، وكان فعلاً سؤال القاضي للكرخي كما اوردته، ولكني وجدت أن من الأمانة التاريخية أن نورد ما جاء في تلكم الأبيات التي كانت سبباً في تغريم الملا عبود خمسين روبية في حينها:
تدعي نفسك دمقراطي وانتة من جلاب الشواطي وين وديت العمامة يا زفر يا جهر الجهامة روح بالميدان اسئل وين اوتيل الجواهر
تحياتي
__________________
إشجم كًطاة البلفلاة من جوعها ترعى العشب
ودجاجة العمية الدهر تمّن لكًط ينطيها
التعديل الأخير تم بواسطة : haidarthamer بتاريخ 10/10/2009 الساعة 19h25
أخي قصي الفرضي أضافة الى ما نقلته عن مطاعم بغداد الشعبية أذكر مايلي :
ويضاف الى المطاعم الصغيرة الخاصة بالكبة كبة الحاج مرعي في جانب الكرخ وتعمل هذه الكبة من العجين والسمن محشاة باللحم وتخبز في (التنور) وتباع في علبة من الخشب.
ابن سمينة مررت عليه مرور الكرام حيث كان يقع بجوار شارع النهر وجامع السادة الوفائية حيث تميّز مطعمه بطهي الطعام على الحطب مما يجعل نكهة الطعام فريدة والتشريب الذي يقدمه لرواده وأنواع الخضار كاليابسة ( فاصولية ) وغيرها مما يجدد نشاط الموظفين حين تناولهم وجبة الغذاء بعد صلاة الظهر مباشرة .
اما مطعم الحاج شعبو مطعم هريسة بجوار جامع الاحمدية مقابل طوب أبي خزامة في ساحة الميدان مشهور ولايعلو عليه مطعم آخر وفي الصيف يقدم (جبن وشربت زبيب مع النعناع .ومطعم الهريسة أيضا في محلة باب الآغا بسوق الصفاريين).
ويضاف الى مطاعم الكباب.مطعم المشهداني جوار مقهى الشابندر ومطعم كباب كركوك ومطعم الفلوجي قرب ساحة عنتر.أما كباب سيد محمد في محلة (الصابونجية) فيتميز بأن يقدم مع الكباب (صحن ,كاسة الطرشي) وكاسة الإسكنجبيل ب (جمجمته الملعقة الصغيرة الخاصة به).
ويضاف الى مطاعم الكاهي مطعم في شارع المتنبي ويحبذ كثير من البغداديين تناوله في يوم العيد .
الدشلمة والشكرلمة تسميات تتراقص علي إيقاع الإستكان
الشاي في الصين له تسميتان في شمال الصين يدعى TEA (تي ) وفي جنوبها يسمى CHAY(جاي) فالتجار الصنيون الشماليون القدماء نقلو الشاي الى اوربا وانكلترة وسمي TEA , والتجار الصنيون الجنوبيون نقلوه الى شبه الجزيرة العربية والخليج العربي وايران وتركيا وسمي جاي .
وأدمن أهل العراق عادة شرب الشاي مثل إدمان المدخن علي تدخين السيكارة والتبغ، وقد جاء الإحتلال البريطاني للعراق منذ قبيل الحرب العالمية الأولي 1914 - 1918 بتلك العادة، أعني عادة شرب الشاي، وأصبح للشاي قيمة اجتماعية في حياتنا اليومية، نقيس به درجة احترام أي زائر ومستوي تقديره ومكانته, حتي أن أي ضيف يزورنا في البيت أو في محل العمل أو حتي في الدائرة الرسمية ولا نقدم له (استكان) شاي يعد ذلك نقصاً في الحفاوة والترحيب وربما (تجاهلاً) جراء عدم الإكتراث وعدم التكريم بـ (استكان) شـاي في الأقل .
لقد بدأت عادة شرب الشاي تتأًصل لدي العراقيين منذ الإحتلال البريطاني..، بينما عرف عن الهنود تناولهم المفرط للشاي وهم يزرعون شجيرته وينتجونه..، وأخذ العراقيون عنهم تلك العادة (اللذيذة) و (الممتعة).. فجلسات السمر لا تحلو إلا بالشاي، والعوائل العراقية غالباً ما تجتمع حول صينية الشاي أو (السماور) حيث تدور أقداح الشاي ودوارق الماء المغلي...، ناهيك عن (السماور) المنتصب أحياناً وسط (اللمة) .
واحسن انواع السماورات هو المسقوفي ( الروسي والمأخوذ من تسمية العاصمة موسكو ) او السكسوني في مقاطعة سكسونيا في اوربا وبين حين وآخر تدور قارورة السكر ليأخذ كل حاجته منه , وقارورة السكر هذه غالباً ما تكون (شكردان) أنيق من الزجاج الملون والمنقوش علي شكل إناء أو (كاسة) ترتفع علي عمود زجاجي يتصل بقاعدة زجاجية أيضاً، قبل دخول (الستيل) حياتنا الاجتماعية حيث أخذت تصنع منه عدة ولوازم الشاي من قوري وكتلي وسماور وصينية وشكردان.. الخ.
وعندما جاء الهنود مع الإحتلال الانكليزي للعراق 1917 كانوا يطلقون علي قدح الشاي أسم (بيالة) وهي تسمية (هندية - آرية) بمعني (قدح) أو (كوب) ولا زالت مناطق شمال العراق تسمي استكان الشاي (بيالة). أما كلمة (استكان) فأصلها إنكليزي، حيث أن الجنود البريطانيين الذين كانوا في الهند أيام الاستعمار البريطاني لشبه القارة الهندية عندما كانوا يعودون باجازاتهم إلي بريطانية يأخذون معهم (بيالة) الشاي الهندية أي قدح الشاي، ولأن الإنكليز كانوا يتناولون الشاي بـ(الكوب) وهو فنجان زجاجي او خزفي كبير يوضع في طبق من ذات اللون والحجم والطراز.. وتمييزاً لقدح الشاي الهندي (البيالة) عن (الكوب) الإنكليزي،
أطلق هؤلاء علي القدح أسم (استكان) وهي تسمية من ثلاثة مقاطع تشرح أصل الإناء أو القدح : East شرق - Tea شاي -Can إناء ( East-tea-can) أي قدح الشاي الشرقي وهكذا جاء الجنود الإنكليز بهذه اللفظة معهم إلي العراق، ولأن كل ما يتعلق بالشاي كان من الأمور الجديدة الدخيلة علي حياتنا الاجتماعية فقد أخذ العراقيون لفظة (استكان) مدغمة متصلة للسهولة والدلالة . ومازال الكثير من العراقيين لا يتذوق شرب الشاي إلا بـ(الاستكان) رغم أن البعض يشربه بالكوب والآخر يتناوله (بالكلاص) بينما رأينا الكثير من المصريين في العراق يتناولون الشاي بقناني معجون الطماطة الزجاجية الفارغة .
أن هناك عدة طرق لإعداد الشاي وغلي الماء الخاص به، أفضلها دائماً إعداد الشاي علي (نار الفحم) بدلاً من الكاز أو الغاز أو الكهرباء وعملية إعداد الشاي نسميها (تخدير الشاي) أي غليه وطبخه حتي ينضج وتفوح رائحته ومن هنا جاءت أغنية (خدري الجاي خدري) وشاي الفحم يدل علي الأصالة والذوق وهو مفضل مثل خبز التنور..، والشاي أنواع، منها ما هو جيد ومنها ما هو ردئ، ويتحسن الشاي بالخلط، أي بخلط عدة أنواع، وكان لوزارة التجارة في بغداد معمل لخلط الشاي..، ولا يستسيغ أهلنا في العراق تناول الشاي المعلب بعبوات صغيرة (شاي أبو الخيط) بينما يفضلون شاي سيلان الخشن ذا الرائحة الزكية. ويمكن اضافة عدة مواد عطرية للشاي ليصبح (شايا معطرا) منها (الهيل) و ورق زهر العطر، وكان للأدباء في بغداد مقهي تقع في الشارع الفرعي الواصل بين شارعي (السعدون) (وأبو نؤاس) يسمي (مقهي شاي معطر) وذلك في حقبة السبعينات بالماضي وقد دخل هذا المقهي في تأريخنا الثقافي كما في بعض الأعمال الأدبــية .
للشاي طقوسا ونواميس، منها مثلاً أن يتم شرب الشاي بطريقة (الدشلمة) أو بطريقـــة (الشكرلمة). وطريقة (الدشلمة) تتلخص في أن يتم تناول الشاي بدون سكر مذاب، حيث يقدم (استكان) الشاي المر علي (طبق) بدون ملعقة !! بينما يقدم في آن واحد (الشكردان) الذي يحتوي علي قطع من السكر المكعبات أو من قطع (شكر الكله) أي ذلك القالب المخروطي من السكر الأبيض الصلب..، ثم يكسر الي قطع صغيرة توضع في (الشكردان) فيعمد الشارب إلي تناول قطعة سكر يضعها تحت لسانه ويبقي لفترة طويلة يرشف رشفة من الشاي المر بينما هو يمص ببطئ قطعة السكر تحت لسانه. وهذه الطريقة مازالت قائمة في بعض مدن وقري شمال العراق. وعملية تكسير قالب (الشكرلمة) تقوم بها ربة البيت بعناية ودقة حيث يجب أن تكون القطع منتظمة غير مفتتة لتصلح تحت اللسان، وهذه العملية متممة لطقوس الشاي وأدواتها فأس صغير وسندان مثله، الفأس تكون قبضته عادة من خشب عادي أو منقوش يدل علي مستوي العائلة، ويسمي (دقاقة) وتستخدم العوائل الفقيرة فؤوساً عادية.
وقد دخلت هذه الفأس (الدكاكة) في إحدي روايات (أجاثا كريستي) البوليسية التي تحولت إلي فلم، حيث كان المخرج العراقي محمد شكري جميل يعمل مصوراً سينمائياً في (شركة نفط العراق) مطلع الخمسينات وكانت الشركة تنتج فلماً دعائياً دورياً بعنوان (العراق اليوم) يعرض في جميع دور السينما العراقية، وصادف أن التقت أجاثا كريستي محمد شكري جميل وهو يصور أحد هذه الأفلام فأعجبت بطريقته في العمل وقالت أنه ينتظره مستقبل ناجح في هذه الصنعة، ورداً علي هذه الملاحظة قام محمد شكري جميل بإهداء أجاثا (طخم شاي) كان من ضمنه (دقاقة) أي فأس قبضتها من خشب الأبنوس المطعم وكانت تلك تحفة فنية أعجبت بها أجاثا كريستي واصطحبتها معها إلي إنكلترا وأدخلت (الدقاقة) في إحدي رواياتها حيث ترتكب بها جريمة قتل، وقد ظهرت نفس (الدقاقة) في الفلم، وكانت أجاثا كريستي تصاحب زوجها عالم الآثار (ماكس مالوان) في الموصل (النمرود) وشمال العراق أثناء عمل بعثة التنقيب تلك.
أما طريقة (الشكرلمة) فتتم عبر تناول استكان الشاي المذاب فيه مسحوق السكر أو قطع من سكر المكعبات، وهذه الطريقة هي المألوفة اليوم والغالبة في المقاهي والبيوت .
و أغنية أخري شاعت وذاعت أثناء الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945 غير اغنية خدري الجاي ,حين عز الشاي وفقد من الأسواق وأنقطع استيراده بسب ظروف الحرب، فعملت وزارة التموين علي إدخال مادة الشاي بالبطاقة التموينية آنذاك شأنه شأن الحنطة وقماش (الجابان) والسكر الأسمر.. الخ وفي تلك الأيام العصيبة غني المطرب الريفي حضيري أبو عزيز أغنية تقول كلماتها : دمضي العريضة أمضي العريضة عيني يا أبو التموين أمضي العريضة الحلوة علي الجاي طاحت مريضة
ومن الطريف أن من عادات الإنكليز تناول (شاي العصر) في حديقة البيت أو علي الشرفة...، وقد أخذنا منهم هذه العادة، كما أنهم ابتدعوا لتناول شاي العصر زياً خاصاً يتكون من بلوز خفيف فوق البنطلون يسمونه (تيشرت teashirt) أصبحت تعج به أسواق الألبسة في أنحاء العراق .
بعض من الحكايات التي نشرت في اعداد السنة الاولى من جريدة حبزبوز ...
سارت مشرقة :
قاتل الله محررنا ابو عين الكوية !!! فانه كمايقول المثل العامي ( متفوته فايته ولا عصيدة بايته). جلس يوم الاربعاء الماضي في شرفة من الشرفات التي تطل على الشارع العام ووجه منظاره الحبزبزي على سيل من السيارات التي كانت تمر في موكب استقبال فخامة رئيس الوزراء ( نوري السعيد ) وهي لاتقل عن مائة سيارة بل قل جميع سيارات بغداد كانت تسير من جسر مود نحو باب الامام الاعظم !!! الا سيارة واحدة سارت في نفس الوقت بعكس الاستقامة ( عكس كل السيارات ) وهي السيارة الرمادية الضخمة التي تحمل فخامة ياسين باشا الهاشمي . فمرور الهاشمي في هذه الدقيقة وبهذا الاتجاه مصداق واضح لقول الشاعر :
سارت مشرقة وسرت مغربا ........ شتان بين مشرق ومغرب
على اننا نؤكد لفخامة الهاشمي بأن جميع هذه السيارات ومن فيها ( تديور) باسرع من لمح البصر وراء سيارته الرمادية اذا سمحت الظروف وتألفت ورارة هاشمية لان المثل البغدادي يقول ( كلمن ياخذ امي اسميه عمي ) . - والطريف ان حبزبوز كان من مستقبلي رئيس الوزراء وقد وصف الاستقبال بمقال مسهب ورحب فيه كثيرا ( بابي صباح الورد ) !!!!!
سكاربين !!!!
في عام 1927 سافر احد تجار البصرة الاثرياء الى سوريا بسيارة خصوصي استأجرها على حسابه , ولما وصلت السيارة الى الرمادي تقدم منها احد افراد شرطة البادية فوجدها خالية من الحمل وعلم من سائقها انها ستمر بالرطبة فجاء بكيس من الرز وصفيحة من الدهن وطلب من السائق بلطف ان يوصلها معه الى افراد الشرطة في الرطبة , لان الوسائط قليلة وافراد لشرطة بحاجة الى ارزاق , فمد التاجر رأسه من السيارة وصرخ بالشرطي صرخة غضب : - ولك شنو هاي ؟ - مولانه ! ارزاق الى شرطة البادية , وهذا الحمل ميضركم لان السيارة فارغة والافراد اهناك جواعه !!! - ولك هاي السيارة اسكارتة مالتي . - مولانة اعرف جنابك اسكاربين لكن هاي اشضارتك ! - لك منو سكاربين كلب ابن الكلب !!!
فطال الجدال وكاد الامر ينتهي يضارب ومضروب وفاشخ ومفشوخ , لولا تدخل بعض العقلاء وانتهى الامر الى مدير الشرطة الذي وبخ التاجر بصورة نازكة حيث قال له :
- مولانه القصور قصوركم ! هذا الرجل بدوي منين ايفرق بين الاسكاربين ( الحذاء النسائي العالي الكعب ) والاسكارتة ( الخصوصي ) يعني لو كايل خصوصي اشجان ايصير !
تذكرت هذه الواقعة المضحكة لااضعها نصب اعين هؤلاء الذين نسو او تناسو لغة ابائهم واجدادهم بعد ان تعلمو كلمتين او ثلاثة من الانكليزية ( نص كفر ونص غلط على رأي المثل)
ومن هذه المضحكات ....
- هل اليوم ردت اخابر الاستيشن من طرف الريزيرف . لكن الاكس جينج كال السكند والفيرست انكيج !!!!! - اليوم رحت للاوفيس واذا بالاخ خطية حاطيه بالبلاك ليست !!!! - الميجر هل اليوم فنَش حسون من الشغل !!!
هذا بعض ماتسمعه من حضرات السكاربينات !!!!!!!! ارشدهم الله الى الصواب ... وانا لله وانا اليه راجعون .
مودة جديدة :
- يابة الك خبر ؟ - لا خير شكو ؟ - منين يجي الخير طالعة مودة جديدة علينه ! - الا وهي . - مودة الاجانب اللذين يحصلون على الجنسية العراقية وايصيرون عراقيين واعرق مني ومنك ويزاحموني ويزاحموك بالاشغال !!! - وهاي اشلون دتصير ؟ - ابسط مايكون , ورقة من المختار ... - والمختار اشلون ينطي ورقة ؟ - هاي شنو !!! عاد المختار اذا قبض ربع دينار , ينطيك سند خاقاني باملاك النقيب ( السند الخاقاني الصادر من السلطان العثماني واملاك النقيب يقصد به عبد الرحمن النقيب الكيلاني اول رئيس وزراء عراقي ) . - وبعدين ؟ - وبعدين ايصير عراقي الى كطع النفس مع انه مسجل في القنصل خانة التابع لها ( القنصلية ) . - وبعدين ؟ - وبعدين يشتغل بالشركات والوظائف الحكومية ويزاحم ابناء الوطن في جميع الاعمال والبركة بالعاطلين ولد الخايبة من ابناء العراق اللذين يملؤون المقاهي والمساطر . - وبعدين ؟ - حسبنا الله ونعم الوكيل .... وانا لله وانا اليه راجعون !!!!!
تحياتي قصي الفرضي / العراق بغداد
التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 11/09/2009 الساعة 06h38
كانت الجيوش العاملة مع الامبراطورية الرومانية مكونة من الوية من مختلف المناطق . ومن اقوى القطعات لواء مشاة من الشباب من ملاحي الدوب من التكارته والدوريين وحواليهم (الدوب جمع دوبة وهي نوع من الزوارق الكبيرة يصنع في الدور وتكريت الخ بمحاذاة نهر دجلة وتسمى بالانكليزية "BARGE ") وقد مارس هذا اللواء المسمى "لواء ملاحي دجلة" في القرن الثالث والرابع (300 سنه قبل ميلاد الرسول –ص-) مهمة السيطرة على شمال انكلترا متخذا مقره على شاطئ نهر التاين وير في مدينة ساوث شيلد.
كان قائد هذا اللواء من المناطق شرقي سوريا المسماة حينها بالميرا (عانة وراوة الخ) وقام احد الضباط العراقيين بدفن زوجته الانكليزية في القلعة التي هي مقر قيادته. ولا يزال شاهد القبر يذكر حزنه عليها.
اسم القلعة (عربية) وهي على شط نهرتاين وير وتستمر الحفريات فيها.
.
.
التعديل الأخير تم بواسطة : hasanh بتاريخ 05/09/2009 الساعة 20h03
ستكون البداية من نكهة كبة السراي الشهيرة المحشية بـ (اللية واللوز) .
وحلاوة (شربت زبيب زبالة) العريق ، كان (الباشا) يسبق دوامه الرسمي بتناول هذا الفطور المميز في (سراي الحكومة) . ولم يكن (الباشا) والمقصود نوري السعيد رئيس الوزراء في العهد الملكي هو الوحيد الذي (اغرم) بحب هذه الاكلة الشعبية التي يعشقها البغداديون كثيراً ، فالملك فيصل الاول والوصي على عرش العراق الامير عبد الاله كانا من زبائن مطعم كبة السراي الذي افتتح في العام 1933 في مدخل سوق السراي ، اشهر سوق للوراقين في بغداد.
وعلى ذكر شربت زبالة ، فان محل الحاج زبالة افتتح في العام 1914 في مدخل جسر الشهداء الحالي ، ثم انتقل الى موقعه الحالي في شارع الرشيد امام جامع الحيدر خانة ، وقيل ان من ابرز زبائنه كان الملك غازي والرئيس عبد السلام محمد عارف ورئيس الوزراء عبد الكريم قاسم وكبار ضباط وزارة الدفاع انذاك ، فيما كانت الملكة عالية والدة الملك فيصل الثاني ترسل سائقها ليشتري لها الشربت. وقد اختص هذا المحل بتقديم سندويشات (جبن العرب) اللذيذة مع شربته ذي المذاق الفريد ، وهو ما جعل معظم رواده يختارون تناول فطورهم هناك او فى الاقل ارتشاف كأسين من شربت زبالة قبل ذهابهم الى العمل.
وفي موازة اكلة (الكبة) ، تحتل اكلة (الباجة) مكانة مرموقة في اذواق البغداديين وخاصة الذين يعملون في مهن تتطلب القوة البدنية كالحدادة والبناء. ويعرف الكرخيون ، على سبيل المثال ، مدى قوة تأثير باجة حجي رشيد ابن طوبان على من يتناولها وخصوصاً في الصباح الباكر ، حيث يخرج العمال مبكرين الى عملهم ويتجهون الى مطعم ابن طوبان الواقع قرب مقبرة الشيخ معروف لتناول (ماعون) الباجة الذي يغنيهم من الجوع الى حين عودتهم الى البيت في وقت متأخر من اليوم، وذلك لان باجة ابن طوبان دهينه .
واذا اردت التغيير قليلاً وتجنب الملل في نوع الفطور ، فما عليك الا التوجه الى احد مطاعم (الباقلاء بالدهن) الشعبية ، وستقودك قدماك حتماً الى مطعم (قدوري ابو الباجلا) في شارع (ابو نؤاس) قرب جسر الجمهورية ، الذي اصر انتحاري قبل سنوات ان يدفع ثمن فطور 35 شخصاً من رواد المطعم بطريقته الخاصة وذلك بتفجير حزامه الناسف منهياً حياتهم بطريقة بشعة. يقول حميد علوان احد رواد المطعم السابقين : اعتدت تناول فطوري صباح كل يوم في مطعم قدوري قبل ذهابي الى المحل الذي اديره في شارع الخيام ، ما عدا اليوم الذي حدث فيه الحادث المروع ، فقد كنت خارج بغداد في عمل خاص.. ويستذكر علوان بحزن اجواء المطعم : كان المطعم يعج يومياً بالناس ومن جميع شرائح المجتمع ليتناولوا (ثريد) الباقلاء المقشرة المغطاة بالبيض المقلي بالدهن الحر وشرائح الطماطم وبجانبها صحن يتكون من النارنج الذي يعصر فوق صحن الباقلاء المغطى بـ (البطنج) والبصل والطرشي . وبعد الانتهاء من الطعام يستقبلك (استكان الشاي السنكين والمهيل على الفحم) ليريح معدتك ويعدل مزاجك.
اما في جانب الكرخ ، فلا يزال (حمادة ابو الباجلا ومخلمته التي تحسده على مذاقها امهر ربات البيوت) الى جانب (علو ابو الباجلا) يستقبلان زبائنهما في مطعميهما المتواضعين قرب ساحة الشهداء ، في صمود قل نظيره يوم كانت منطقتهما (اشد سخونة) من الدهن الذي يسكب على (ثريد) الباقلاء ، تلك الاكلة (الحلاوية) الاصل.
وبين ازقة سوق الصفافير يعلو في الطابق الاول من احدى البنايات القديمة مطعم (ابو حقي) الملتقى الطبيعي لاهل الذوق من (البغادة) التسمية الشائعة لاهل بغداد الذين يتميزون بذوق رفيع في الطعام.
واذا كنت حديث العهد بمطاعم بغداد العريقة واضعت مكان هذا المطعم ، فلا تقلق لان رائحة (دهن الحر) و (التمن العنبر) لابد ان ترشدك الى (الحاج ابو حقي) بملابسه البغدادية المكونة من بدلة الدميري وقد أحاط خصره بـ (الباشتمال) وعلت رأسه طاقية اشتهر بها ، ومطعمه العتيد الذي يقدم (تبسي الباذنجان) و(الباميا المطبوخة بلحم الدوش الدهين) و(تشريب الطماطة) و(القوزي على التمن) وهي الاكلة التي اشتهر بها وغيرها من الاكلات البغدادية التي تأبى الا ان تبقى محفورة في ذاكرة عشاق بغداد القديمة.
وكان شارع الرشيد يتميز بكثرة المطاعم في تلك الايام الخوالي .... واشهرها مطعم (عمو الياس) في منطقة المربعة مقابل فندق الرشيد الجديد والذي كان يتميز بتقديم وجبات الدجاج المشوي مع أنواع الطبيخ البغدادي ، وكانت الخدمة في هذا المطعم مشهوداً لها بالتميز وكان ملتقى الطبقة الراقية في المجتمع البغدادي والسواح الاجانب وغيرهم .. حتى اغلاقه اثر سقوط النظام الملكي في العام 1958 .
ومن المطاعم المشهورة التي احتضنها هذا الشارع العريق ، مطعم الجمهورية الذي يقع عند مدخل شارع الرشيد من جهة ساحة الميدان قرب سوق الهرج وكان هو الآخر من المطاعم المشهورة بتقديم الطبيخ العراقي المنوع .
وفي العام 1968 افتتح (ابو يونان) ، وفي ركن صغير من بناية دائرة الكمارك التي كانت واقعة في شارع الرشيد قبل هدمها لبناء جسر السنك الحالي ، مطعماً صغيراً قدم فيه وجبات سريعة من الهمبرغر التي صارت عنواناً لأفضل وجبات الطعام التي بدأت العوائل والشباب وكبار السن وحتى الأطفال يقبلون عليها. وطارت سمعة مطعم (أبو يونان) الصغير الى الافاق ، لتصبح حديث كل الأوساط وحتى المسؤولين الذين كانوا يحرصون على تناول همبرغر (أبو يونان) الذي افتتح محلاً أكبر في منطقة العلوية مضيفاً إلى الهمبرغر الكص (الشاورمة) الذي عرف أيضاً بـ(كص أبو يونان) وكان يقدم معهما أيضاً اللبن وقناني الكولا.
وفي شارع السعدون ، اشتهر مطعم (الشمس) الذي كان يقع بجوار سينما السندباد بتوصيل طلبات الزبائن بواسطة الدراجات الهوائية ، وكان ينافس هذا المطعم ، مطعم (تاجران) الذي كان يقابله من الجهة الثانية من الشارع..اما مطاعم (ابن سمينة) فقد تجاوز صيتها حدود بغداد وكانت مشهورة بتقديم القوزي.
ونعود الى (صوب) الكرخ وتحديداً في مدخل شارع حيفا في مكان وزارة الثقافة الحالية ، حيث كان مطعم شباب الكرخ الذي لا يقل شهرة عن باقي مطاعم بغداد القديمة ، الا ان ما كان يميزه بعض الشيء هو احتضانه لاغلب دعوات العشاء التي ترافق حفلات الزفاف لعرسان الكرخ وغيرهم. وبنظرة ملؤها الحسرة على ايام الخير ـ كما يصفها ـ يتذكر الحاج عبد اللطيف شكر من سكنة الكرخ انه مع اصوات الفرق الموسيقية الشعبية كان المدعوون يتناولون طعامهم الشهي مع (العريس) في هذا المطعم وسط مظاهر البهجة والفرح التي تعم تلك المنطقة الشعبية ذات التقاليد البغدادية العريقة.
والحديث عن (مطاعم الطبيخ البغدادي) سيكون بلا طعم اذا لم نعرج على (مطاعم السمك المسكوف) التي كانت منتشرة بالعشرات على شاطيء دجلة في شارع (ابو نؤاس) الشهير وتزدحم بالعوائل البغدادية واصحاب الذوق في الاكل البغدادي. ويؤكد(ايوب العبيدي) صاحب اشهر مطعم للمسكوف في (ابو نؤاس) ان الطعم الاصيل لهذا السمك لامثيل له حتى وان استنسخ في اكثر من بلد. ويوضح هذا الرجل (الكرادي) الذي تخطى عامه الخامس والسبعين ذلك بالقول : كنا نختار السمك العراقي (الحر) بانواعه الثلاثة الشبوط والكطان والبني الذي يتم صيده مباشرة من قبل صيادي منطقة الكرادة المشهورين ونضعه في الاحواض. ويشرح العبيدي طريقة الشواء قائلا: بعد ان تشق السمكة من الظهر وتخرج احشاؤها ، ينظف داخلها بالماء ويرش عليه شيء من الملح, وتشق في جلد السمكة فتحتان أو ثلاثة لمكان تعليق الأوتاد ، ثم توقد النار من خشب الصفصاف على شكل دائري وتوضع أوتاد من الخشب الرفيع بارتفاع يعادل عرض السمكة على المحيط الخارجي للنار ويعلق السمك على الأوتار ليشوى على النار وهي بعيدة عنه أي (بطريقة الإشعاع) ويقوم المسؤول عن الشي بالسيطرة على النار وقوتها ويقوم بتقريبها أو أبعادها عن حلقة السمك, وبعد نضوج بطن السمك يرفع من الأوتاد ويوضع ظهر السمكة على قليل من جمر الخشب لشي جلد السمكة الخارجي. ويضيف : يقدم السمك المشوي مع أنواع السلطة والعنبة الهندية الحارة والطرشي والبصل الأخضر الطازج وخبز التنور الحار, ويؤكل باليد بدون شوكة وسكين, ثم يتبع ذلك بـ (استكان شاي مهيل) .
ومن بين تلك المطاعم ، تبرز مطاعم اخرى لاتقل شأناً ولها مكان في ذاكرة البغداديين من بينه(باجة الحاتي) في محلة الشيخ عمر ومطعم (عنجر) في محلة الفضل ومطعم كوخ دجاج في ساحة الفردوس الحالية ومطعم (قاسم ابو الكص) في الاعظمية ومطعم كص وكباب الاخلاص في شارع المتنبي ومطعم الطبيخ في البتاويين ومطاعم الكباب المشوي الشهيرة عند سوق الاستربادي في الكاظمية بالاضافة الى مطاعم الكاهي والقيمر في الكسرة والكرخ والحيدرخانة وغيرها كثير.
اما مطاعم الازقة والطرقات فان لها طعمها المميز وزبائنها المعروفين وابرزها سلسلة المطاعم المنتشرة امام جامع الامام الاعظم التي تقدم وجبات شهية من الكبة والمشويات والشوربة وغيرها من المأكولات الشعبية اضافة الى المطاعم المماثلة في محلة باب الشيخ . منقول للفائدة بتصرف ....
أللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل للله .... بصراحة وكأن كل من يقرأ هذه ألسطور ألدسمة جدآ جدآ يعيش أللحظة ويستطعم ألطعام الموصوف وكلنا قد تلذذنا بما ذُكر وعليه نعيش ألوصف بأمانة .... وما يحزّ بالنفس أن كل شيئ مرهون بزمن وألأزمنة تنأى بعيدآ !!!!!!!!!! ولم يتبقى إلا ألأطلال ... فمثلآ قاسم أبو ألكص لم يعُد كما كان لاشكلآ ولا مضمونآ .. ومطاعم امام ألأمام أبو حنيفة هُدم أغلبها في تفجير إجرامي ولم يعيد أصحابها بنائها وحلّت أليوم محلها محلات مختلفة لاتحمل ألجوهر ذاته وأشهرها مطعم نون مُقابل جامع ألأمام أبو حنيفة وكان ألوقت يأخذ ألزبون الى مابعد منتصف الليل دون أن يشعر بملل ... وشربت ألحاج زبالة أو اطلال شربت حاج زبالة لازال في ألميدان محتفضآ بصور قديمة لبشوات أيام زمان ومن ضمنهم ألمرحوم عمي ( ... ) وقد أهترأت وأصفر حتى زجاجها ولكن ألموجود حاليآ بمحل ألشربت يحتفظ بالصور كأمانة متوارثة .... ألف شكر أخي على ألنقل ألرائع للموضوع وعااااااشت إيدك ....