عبد السلام خشان قائد الجوق الملكي في دمة الله

[سيموطال]

شهادات في حق المرحوم الأستاد عبد السلام خشان قائد الجوق الملكي المغربي رحمه الله

من بين الشهادات الواردة في حق المرحوم الأستاد عبد السلام خشان قائد الجوق الملكي المغربي رحمه اللهأسوق لكم مقالا ورد بجريدة العلم لأحد الأستادة الفنيين ولدي أدلى بالشهادة التالية في حق الأستاد خشان رحمه الله :

موسيقي كبير طوّر الموسيقى العسكرية

الأستاذ عبد السلام خشان رئيس الجوق الملكي

ترجعمعرفتي بالأستاذ عبد السلام خشان إلى الخمسينيات من القرن الماضي حيث قدم إلى مدينةالرباط من شمال المملكة يحمل معه دفء الموسيقى العربية التي تنامت في الأندلس ونزحتمع النازحين إلى المغرب على عهد ملوك الطوائف. كانت الموسيقى المغربية، حين قدومالأستاذ خشان إلى الرباط، في بداياتها مع الممهدين والمؤسسين الكبار من أمثالالأستاذ أحمد البيضاوي والأستاذ عبد القادر الراشدي، لم يكن الجوق الملكي حينها قدتأسس بعد، بل كانت فرقة عسكرية يرأسها الكومندان عبد القادر الرطي، وبعد وفاته تربعالأستاذ عبد السلام خشان على عرش الموسيقى العسكرية حينما وقع النظر السديد لجلالةالملك المغفور له الحسن الثاني على أن تسند رئاسة هذه الفرقة إلى الأستاذ خشان، وفيذلك تطورت الفرقة العسكرية لتصبح «الجوق الملكي» وفي ذلك الوقت اتضح للعارفينبالموسيقى أن الأستاذ خشان خبير وضليع بكل ألوان الموسيقى الغربية والعربية إضافةإلى دراسته الضافية لكل الآلات الموسيقية مما جعل الموسيقى العسكرية تعرف توجهاجديدا على إثر تأسيس الجوق الملكي.
والأستاذ عبد السلام خشان متعدد الأوجه، فهوالموسيقي الكبير: فإضافة إلى التوضيب والتوزيع والهارمونيا التي وظفها في العديد منالأعمال الفنية الوطنية هو عازف ماهر على آلة الكلارنيت والساكسوفون. وحدث مرة أنكنت في أشد الحاجة إلى آلة الساكسوفون، وحينها ظهر الوجه الآخر للعازف خشان حيث أدىصولو من نوع جاز بشكل رائع ومثير جعل المغفور له الحسن الثاني يشهد له بالريادة فيهذه الصوته، وهذا مثال واحد من روائع العزف التي تفرد بها الأستاذ خشان.
وهوالوطني الغيور. وتحضرني واحدة من سلوكياته الوطنية، فقد كان مشرفا على عمل فني وطنيكبير، وفي يوم العرض توفيت والدته فكتم أحزانه ولازم الجوق الملكي حتى تمت تأديةالعمل الفني على أحسن مايرام.
وهو الرجل المخلص لأصدقائه الفنانين فقد عاشربأخلاق طيبة كريمة جيل الرواد الأوائل من أمثال الأستاذ أحمد البيضاوي، والأستاذعبد القادر الراشدي وغيرهما كما رافق الأساتذة المخضرمين الكبار من أمثال الموسيقارعبد العاطي أمنا والأستاذ عبد الله عصامي، والأستاذ العربي الكواكبي، كما رافقالفنانين المحدثين، وكان خلال هذه الرفقة الرجل الطيب والصديق الوفي.. أملنا أن يمنالله على الأستاذ عبد السلام خشان بالصحة والعافية، إنه سميع مجيب.

وهده الشهادة كانت قبل وفاته رحمه الله بالأمس أي مند سنة 2008.