التوحيدى
سيدى الدكتور عبد الحميد سليمان
الاديب الفيلسوف ؛ او الفيلسوف الاديب
وكلاهما نعت بهم صاحبك ((ابو حيان التوحيدى)) ؛ هذا الذى ظل حياته يجاهد و يكافح فى التاليف ؛ و احتراف الكتابة و الورق و النسخ؛ يقصد مكافاة الامراء و الوزراء ؛ فلم يحظى بذلك طائلا ؛ سوى قربة من الوزير((ابى عبد الله العارض)) فسامرة سبعا و ثلاثين ليلة؛ فكان الامتاع و المؤانسة ؛ تلك الليالى العبقرية التى جمعت ابوابا فريدة فى الفلسفة و الاخلاق و الادب و الفنون ؛ لقد انفقت وقتا غير يسير فى البحث عن هذا الكتاب الموسوعى ؛ و طرقت ابواب الوراقين ؛ و المكتبات ؛فى القاهرة منذ عشرة سنين خلت ؛ حتى عثرت على نسخة رائعة ؛ مركونة على احد ارفف مكتبة فى سور الازبكية ؛ فكانت فرحة ؛ غير عادية ان اعود الى بيتىومعى ضيف راى فى نفسه فقرا ؛ و رايت فيه ثراءلا منتهى له ؛ حتى انى قد(عزمت زوجتى ابتهاجا بما ملكت )
اقول انك قد طرقت باب يستحق الطرق ؛ و اى طرق هذا الذى سقته الينا ببراعة اديب متفلسف ؛ وشفقة فيلسوف مؤدب
كانت سيرة صاحبك مراة لواقعك ؛ وواقعنا ؛ وازعم رغم مرور الف و مائة و ثمانية عشرة عاما من مولد صاحبنا هذا ؛ و الامر لم يتغير ؛ فاحترام العقل ؛ و العلم ؛ و المعرفة ؛ ليس له مكان فى مجتمعنا هذا خاصة من قبل من يملكون الذهب؛ فوجه انفاقه محدد سلفا نحو اللذة الحسية ؛ والغوايات التى لا تنتهى ؛ دون ان يكون للعقل ؛ و لا للعلم منها نصيب ؛ ونظرة واحدة نحو نصيب معاهد البحوث العلمية فى عالمنا العربى من هذا الذهب تكفى لان نبكى دهرا
فمجموع ما تنفقة الدول العربية كافة على البحث العلمى ؛ و الابداع يقل عن ثلث ما تنفقة دولة لقيطة كاسرائيل طبقا لاخر الاحصائيات المعترف بها دوليا؛ ؟؟
اما عن حال صديقنا هذا ابو حيان ؛ فقد رايت فى الامر ما نبهنا اليه رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم
العلماء ورثة الانبياء ؛والانبياء لا يورثون ذهبا و لا درهما .
اديبنا الموسوعى الدكتور سليمان ؛ لا تبخل علينا بمثل تلك الاعمال ؛ فوالله نتنسم فيها ادب عالى ؛ ووعى بهمومنا ؛
ونرى من خلالها كيف كان اجدادنا ؛ و ما صنعوة ؛ و تركوه لنا ؛ لعلنا نخجل من انفسنا ؛ ونحارب كل امر قبيح حل بواقعنا ؛ فلا نرى سوى اقزام تتعملق ؛ و عمالقة ادخلهوهم كهف النسيان ا
|