مذكرات أم كريم

[afaf]

الحلقة الثامنة
يوم ما أذنت في مالطة

الصيف اللي فات مشيت مع أختي مدرسة ابنها لتسديد الرسوم
المدرسة مدرسة لغات
المدخل الخارجي من الجرانيت ..وعلى جانبيه نباتات الزينة
ومن الداخل افتكرت نفسي دخلت بهو فندق خمس نجوم
ارضيات رخام...ديكورات فخمة...حاجز زجاجي خلفه حمام سباحة
شاشات تلفزيون تعرض توم وجيري....مقاعد مريحة...باقات زهور طبيعية
تزين المكان
قعدنا في إنتطار الدور
لاحظت أن الكرتون صورة بدون صوت...قلت في بالي احسن...عشان الدوشة
وكمان مكتب المديرة موجود في هذا البهو...وأكيد مش عاوزة إزعاج
ولم يمر خمس دقائق على هذا الهدوء...وكأنهم ارادوا الترحيب بي
وإذا بصوت من بتوع اليومين دول ينطلق مش عارفة من فين بالتحديد
صوت مسرسع يخرم طبلة الودن...مش ودني أنا بس..ده يخرم ودن السادة
المقيمين خارجها كمان
ومن حظي إن قعدتنا طولت..وسمعوني غصب عني ودون إرادتي شوية اغاني
إنما إيه ...نقاوة
اغاني هابطة بكل معنى الكلمة..مكانها في كباريه أو غرزة
ونظرت في وجوه أولياء الأمور ولم اجد أي إمتعاض
قلت أمتعض أنا ..وأمتعضت
بس برضه لسه متغاظة...نطيت من مكاني ومشيت لموظفة الإستقبال
أنا: ممكن أقابل صاحب المدرسة ؟؟
الموظفة: هو مش موجود
أنا: طيب ممكن المديرة؟؟
الموظفة: لسه ماجاتش
أنا: طيب أي حد مسْول ؟
الموظفة: مافيش حد
أنا: أنا كان عندي ملاحظات عن المدرسة..ومادام مافيش حد
ابقوا شوفوها منشورة في بريد الأهرام
الموظفة المسكينة خافت وقالت لي : دقيقة واحدة يامدام
ودخلت للمديرة اللي كانت موجودة فعلا
الموظفة: اتفضلي قابلي المديرة

المديرة سيدة في الأربعينيات محجبة
وبعد الديباجة المعهودة من ثناء على جمال المدرسة..وأدب ورقة الموطفات
أنا: بس لي ملاحظة ومن مصلحة المدرسة والمجتمع إني أقولها
المديرة: ياسلام ..ده إحنا يشرفنا إننا نسمع الملاحظات دي..
أنا: الحفيقة أنا أول لما دخلت حسيت إني دخلت فندق درجة أولى
بس بعد كده شعرت إني راكبة ميكروباص... أو واقفة عند محل عصير قصب
بسبب إذاعة الأغاني الهابطة الفاضحة التي لاتليق بمدرسة
إن كان ولابد من إذاعة.. قدموا أغاني حفلات المدرسة..أو موسيقى هادية
المديرة: ألف شكر يامدام عفاف على النصيحة الغالية دي.. وأنا أول لما أشوف
(.....بيه) صاحب المدرسة حانقل له ملاحظتك
لما خرجت من عندها وحكيت لأختي الحوار...ضحكت وقالت لي:
اكيد إفتكرتك مجنونة ..كل الناس اللي عيالهم في المدرسة ساكتين
وإنت اللي جاية ضيفة رايحة تقدمي إقتراحات
وفعلا أختي كلامها طلع صح
لإنه فات سنة لحد النهارده...وكإنك يابوزيد ماغزيت