* : الصورة الغنائية (الدرويش العازف) - محمد شوقي (الكاتـب : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 21h22 - التاريخ: 15/09/2025)           »          حوريّه حسن- 9 أغسطس 1932 - 8 يونيو 1994 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 21h16 - التاريخ: 15/09/2025)           »          نجوم التمثيل في الزمن الجميل (الكاتـب : auditt05 - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 21h15 - التاريخ: 15/09/2025)           »          محمد صلاح (الكاتـب : M O H A M E D - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 21h14 - التاريخ: 15/09/2025)           »          عصمت عبدالعليم- 15 فبراير 1923 - 19 يناير 1993 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 21h10 - التاريخ: 15/09/2025)           »          إسماعيل شبانة- 6 ديسمبر 1919 - 28 فبراير 1985 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 21h09 - التاريخ: 15/09/2025)           »          أصوات متفرقة (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 21h07 - التاريخ: 15/09/2025)           »          إبراهيم حمودة- 12 يناير 1912 - 16 يناير 1986 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 21h04 - التاريخ: 15/09/2025)           »          محمد رشدي- 20 يوليو 1928 - 2 مايو 2005 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : Omar Saleh - - الوقت: 20h56 - التاريخ: 15/09/2025)           »          أحمد جابر (الكاتـب : غريب محمد - آخر مشاركة : لؤي سمان - - الوقت: 20h12 - التاريخ: 15/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > الدراسات و البحوث و المقالات

الدراسات و البحوث و المقالات المتعلقة بالغناء و الموسيقى العراقية و خصائصها

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 30/05/2009, 10h12
mansour
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: ندوة علمية في جامعة الموصل بعنوان ((الملا عثمان الموصلي عبقرية الابداع))

عزيزي الاستاذ مهيمن الجزراوي

تحية طيبة
اني متابع لابحاثك القيمة والمفيدة التي تنشرها في هذا المنتدى ومنتديات اخرى. وارجو المعذرة اذا كانت مشاركتي قد ازعجتك، فلم يكن قصدي سوى تصويب خطأ وقع سهوا دون شك حين كتبت في مستهل المشاركة الاصلية ان ندوة الموصل اقيمت "في السابع عشر من شهر تشرين الثاني عام 2009م" وهذا تاريخ لم يأت بعد.
انك بالطبع اعلم مني بهذه الامور ولك اتصال مباشر بالمؤسسات ذات العلاقة، اما انا فكل ما استطيع فعله هو التعلم منك والاستفادة من معلوماتك. ارجو المعذرة ثانية، وشكرا.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11/06/2009, 22h57
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: ندوة علمية في جامعة الموصل بعنوان ((الملا عثمان الموصلي عبقرية الابداع))

الاخ العزيز mansour المحترم تحية عراقية عطرة واشكركم على متابعتكم لكتاباتي والحقيقة انا مسرور جدا ولست منزعج من ملاحظتكم القيمة ، فانا كنت اقصد سنة 2008م والظاهر قد حصل خطأ مطبعي ربما ناتج عن الاستعجال في الطباعة...ودمتم بخير..وشكرا مرة اخرى... مهيمن الجزراوي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09/12/2012, 23h37
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: الموسيقار والشاعر عثمان الموصلي

عثمان الموصلي وابو العلاء المعري


موازنة عامة بينهما


أ.د. عادل البكري

عثمان الموصلي شخصيته عجيبة فهو موسيقار بارع ورائد من رواد الموسيقى الاوائل وكان من اقدر الموسيقيين على وضع الالحان للاغاني والموشحات وله اسلوبه الخاص بغناء المقام والادوار المصرية وهو فضلاً عن ذلك قارئ ومقرئ للقرآن الكريم ويجيد القراآت السبع والعشر وغيرها.
وهو متصوف على الطريقة القادريه ثم الرفاعية. وكان استاذا في الطريقة المولوية ومعلما لها.
وعمل الموصلي في الصحافة في مصر فاصدر مجلة (المعارف) في القاهرة اثناء سفره اليها عام 1313هـ (1895م) وبقائه فيها خمس سنوات .
ٍوهو كاتب واديب له اسلوبه الادبي المتميز. وهو سياسي مرموق في دولة الخلافة العثمانية, وكان يرسله الخليفة العثماني الى البلاد الاسلامية في مهمات خاصة.
وهو ثائر من ثوار ثورة العشرين في العراق ومحرض لها.. هذه كلها هي نصف الاعجوبة لهذا الرجل.. اما النصف الثاني فهو كونه كفيف فاقد البصريتحسس طريقه بعصاه الغليظة.ومع ذلك فقد اعطي موهبة اخرى وهي انه يستطيع التعرف على الناس بمجرد لمس اياديهم فيقول لاحدهم وقد غادره لسنين طويلة: انت فلان!
لم يعرف بين العرب من وصل الى ما وصل اليه عثمان الموصلي من ذكاء وسعة المعرفة مع فقدانه للبصر منذ طفولته سوى ابو العلاء المعري. والشبه بينهما كبير: فكل منهما كان قد فقد بصره لمرض الجدري الذي اصابه في طفولته الاولى وهو غض العود رخص البنان لينشأ مجدوراً ضعيفاً كفيفاً في عالم رهيب من الظلام الذي يحيطه من كل جانب يعاني الفقر والجوع، ولكنه لم يستسلم لعاهته بل تعهد نفسه بالتعلم والتأدب ودرج على مدرج اللغة والادب والشعر فكل منهما شاعر واديب مرهف الحس، وكل منهما شديد الحفظ قوي الذاكرة. فأبو العلاء يسمع كلاماً اعجمياً من رجل غريب ولا يفهم منه كلمة واحدة فيعيده على جار له اعجمي كما سمعه من ارجل الغريب واذا به رسالة باللغة الفارسية الى الجار تخبره ان اباه واخوته قد ماتو فصار يلطم ويبكي لأن الرسالة موجهة اليه.
وذا عثمان الموصلي تتلى عليه الدروس والقصائد الطويلة فيحفظها بمجرد سماعها من دون ان ينقص منها حرفاً او يزيد.
وكان كل منهما طالباً للعلم في عاصمة الخلافة في زمانه، فأبو العلاء يدفعه طموحه فيسافر الى عاصمة الخلافة العباسية، وعثمان كذلك يسافر الى عاصمة الخلافة العثمانية وكل منهما يريد الاستزاده من العلم والالتقاء بالعلماء حاملاً معه عاهة العمى مستهيناً بها ومتكبراً وعناء الطريق.
اما ادب النثر عندهما فهو ابلغ الصور. فهذه قطعة من رسالة كتبها ابو العلاء المعري الى داعي الدعاة بمصر يقول فيها: "قد حضرتني فيما نطق به دقائق، هن لدى الكشف حقائق. ومن انا حتى يكتب الي؟ ومثله في ذلك مثل الثريا الطالعة كتبت الى الثرى وهو لايسمع ولا يرى. وقد علم الله ان سمعي ثقيل، وبصري عن الابصار كليل.. ثم توالت محني حتى اشبه شخصي العود النحيل. ومنيت في آخر العمر بالاقعاد وعداني عن النهضة عاد".
وقال عثمان الموصلي مايشبه ذلك في رساله كتبها الى احمد عزة الاعظمي الاديب المعروف قال فيها: "كحلت بصيرتي لا بصري واجلت نظر فكري لا نظري بلطائف صدرت عن عربي النزعة والمجار، وطرائف برزت من اعظمي الاقدام والاستبصار... جوالة في بحار الفلسفة، لاوية العنان عن كل سفَه، حريّة ان سترشد بها من استرشد، أتْهَمَ فيها او أنجد، فحينئذ طَفِقت اسأله عن هويته وكشف القناع عن ماهيته".
ومن اوجه التشابه بينهما ان كلا منهما يلعب الشطرنج وهو الشيء الذي يتطلب من اللاعب الضرير ان يحفظ في ذاكرته مواضع احجاره فضلاً عن احجار خصمه ويحفظ نقلات كل قطعة منها لتبقى صورة حشد القطع على الرقعة مرتسمة في ذهنه مهما تغيرت مواضعها واختلفت حركاتها.
هذه كلها اوجه التشابه بين الاثنين. اما مواضع الاختلاف فنذكر منها ان شعر ابي العلاء يزخر بالبلاغة والمعاني الجزلة وشعر اللزوميات ويتناول جميع اغراض الشعر ويتفوق بذلك على الموصلي فهو شاعر اصيل متفرغ للشعر بينما لم يتفرغ الموصلي للشعر فهو له نشاطات اخرى ولكنه يتفوق على المعري بضرب آخر من ضروب الشعر وهو نظم التاريخ الشعري أي وضع تاريخ احدى المناسبات في الشعر حسب الحروف والكلمات وهو من اصعب فنون الشعر ولا يقدر أحد من الشعراء ان يبلغ ما بلغه الموصلي في هذا المجال.
ويتفوق المعري على الموصلي بشيء آخر وهو فلسفة العقل بينما يتفوق الموصلي على المعري بالموسيقى والالحان.
وان تفضيل العقل ينسجم مع فلسفة ارسطو حتى قيل انه درس الفلسفة اليونانية وهو يؤيد حشر الاجساد ولا يؤيد قدم العالم.
اما الموصلي فترجح كفته في هذه المقارنة في مقابل فلسفة المعري وذلك بتفوقه بالموسيقى والالحان كما ذكرنا فهو يعزف على العود والقانون فيخرج النغمات الشجية ويضرب على الطبلة بسرعة هائلة تدعو الى الاعجاب ويضع الحان الاغاني والموشحات ويغنيها. ومن تلاميذه في الموسيقى الموسيقار المصري المعروف سيد درويش.
واظن ان المقارنة انتهيت الى هنا بالتكافؤ والتعادل بين الاثنين بأنواع المواهب وجوانب النبوغ، فكل منهما له نبوغه في جوانب تقابل مايتميز به الآخر.
ولكن انصافاً للحقيقة، وليس من قبيل التعصب لعثمان الموصلي فإن له جوانب اخرى من النبوغ والتفوق لاتتوفر عند المعري كالطرق الصوفية ومن اهمها المولوية التي هي ابتهال الى الله عن طريق الرقص والدوران على انغام الكمنجة والناي والطبلة. وكم يكون غريباً لو سمعنا ان بالعلاء المعري كان يدور على كعب قدمه ويرقص المولوية او يضرب على الطبلة ويعزف الانغام ولكن ذلك لم يحصل على الاطلاق.
وكان الموصلي قارئاً للقرآن ومقرئاً على القراآت السبع والعشر وغيرها ومن اشهر تلاميذه شيخ قراء مصر الخالد الذكر الشيخ محمد رفعت، بنما كان ابو العلاء لا يقرأ القرآن ولا يعرف ماهي القراآت القرآنية بل فوق ذلك كان متهما بدينه. وكان الموصلي صحفياً واصدر مجلة بإسمه ولم يكن المعري صحفياً.
وكان الموصلي سياسياً يفاوض الحكومات والدول بإسم الخليفة العثماني ولم يكن المعري سياسياً، وماكان أبعده عن السياسة.
وكان الموصلي ثائراً ضد الانكليز يحرض الناس على الثورة حتى هاجمه القائد البريطاني (ساندرز) ببيان اصدره ضده بينما لا يعرف المعري ماهي الثورات.
وكان الموصلي محباً للحياة تزوج مرتين وانجب اولاداً واحفاداً اعانوه في شيخوخته بينما كان المعري يكره الزواج وانجاب الاولاد واوصى ان يكتب على قبره:
هذا جناه ابي علي وماجنيت على احد
والجناية هي وجوده في الحياة وانجب الاولاد.
وكان الموصلي متفائلاً يحب المجتمع ويحب الناس ويحب النكته حتى قيل انه يضحك الثكلى. بينما كان المعري متشائماً انعزالياً حبس نفسه في بيته سمى نفسه (رهين المحبسين) أي العمى والبيت.
ومع ذلك فقد تهيأ للمعري من يكتب عنه الكتب ويخلد اسمه في الموسوعات الاجنبية حتى ان احد المؤلفين الاجانب وهو (لويس يونغ) قال في كتابه: (العرب اوربا) الصادر في بيروت سنة 1979 أن المعري اعظم مفكر عند العرب وان تأملاته الفلسفسة تتجلى في مواقفه التقدمية والعقلانية. بينما لم يكتب عثمان الموصلي كتاب واحد خلال اكثر من مائة عام بعد ولادته حتى تهيأ لي ان اكتب اول كتاب عنه صدر عام 1966 بعنوان (عثمان الموصلي الموسيقار الشاعر المتصوف). ثم اتبعته بكتابين آخرين واعتمدت في انجاز هذه الكتب على اكثر من خمسين مصدراً كتابياً ولقاءً مع المعمرين واشرفت على اقامة تمثال له في الموصل فعرفه الناس وكتبو عنه وسميت بإسمه قاعات ومحلات واقسام في معهد الفنون الجميلة ببغداد، والحمدلله رب العالمين.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09/12/2012, 23h39
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: الموسيقار والشاعر عثمان الموصلي

الملامح الدرامية في حياة الشيخ عثمان الموصلي



شفاء العمري


من المعروف ان الدراما من المصطلحات التي التصقت بالمسرح . وبالشعر بالتحديد لان الشعر هو الجنس الأدبي الذي اعتمده كتاب المسرح في نصوص أعمالهم التراجيدية منذ العصر الإغريقي .
غير ان منابع الدراما هي الحياة وما يحدث فيها من تناقضات وصراعات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية بين الناس .
وان كتاب المسرح الإغريق استخدموا الدراما كمفهوم اكتشفوه وعاش بين جنباتهم ، فكل ما يعترض الإنسان في الحياة من منغصات وتناقضات تحث الإنسان فطريا للدفاع عن أرائه ومواقفه وعن منجزه عندها يكون قد فجر حالة من الدراما بين نفسه والمحيط قل نظيرها .
من هذا المنظور حاولت ان أتصدى لحياة الشاعر الموسيقار والفيلسوف عثمان بن عبد لله السقا الموصلي ، هذه الشخصية الفريدة التي انتسبت للموصل او انتسبت الموصل إليها .وقد كتبت البحث على شكل فصول ومباحث حاولت من خلالهم ان أتوصل إلى الملامح الدرامية كما وصفتها بصورة تفصيلية منذ الطفولة مرورا بالصبا والشباب الكهولة والشيخوخة وحسب الآتي :-
1 – الفصل الأول :-
المبحث الأول :- نبض الأسرة والولادة
المبحث الثاني الطفولة المبكرة وإصابته بالجدري وفقدان بصره
2 - الفصل الثاني
المبحث الأول :- الصبا و الشباب ومعاناة الحضور
المبحث الثاني :- السفر إلى بغداد ثم إلى استانبول
3 – الفصل الثالث
المبحث الأول :- العودة الى الموصل
المبحث الثاني :- مشهد للقاء مفترض بين عثمان الموصلي والوالي العثماني في الموصل
المبحث الثالث :- العودة الى بغداد و نضاله الوطني
4 - الخاتمة

في الخاتمة توصلت إلى ان الشيخ عثمان الموصلي عاش حياة غارقة بالصراعات ، أسرية ذاتيه ، ذاتية ذاتيه ، اجتماعية ذاتية ، سلطوية ذاتية
فهي حياة ذات ملامح درامية يمكن ان تتحول إلى أعمال فنية مرئية (مسرح سينما تلفزيون) تعطي للشيخ الموصلي المغفور له عثمان الموصلي حضورا معاصرا في ثقافة شبابنا العراقي في الموصل خاصة والعربي من الذين لم يسبق أن تعرفوا على هذه الشخصية العبقرية الفذة التي تكاد ان تكون شاملة وان من أهم واجبات المؤسسات العلمية والتربوية ان تعرف العراقيين على مبدعيهم وعظمائهم الذين تزخر بهم الأزمنة الفائتة .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09/12/2012, 23h41
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: الموسيقار والشاعر عثمان الموصلي

الملامح الايقاعية في شعر عثمان الموصلي



ا.م.د محمد جواد البدراني


كلية التربية/جامعة الموصل


يعد الايقاع من ابرز العناصر الجمالية و الفنية للشعر فهو على النص ملامح جمالية تضفي على العمل تمايزا عن غيره من فنون الادب,و الايقاع محور شعرية النص الشعري و اذا كان الايقاع (فن احداث احساس مستحب بالافادة من جرس الالفاظ و تناغم العبارات) وهو تلك العلامة المتشكلة من توافق الفكرة الشعرية و صورتها المضاعفة فان من الطبيعي ان يكون الايقاع ملموسا بارزا في شعر عثمان الموصلي فهو موسيقي بارع و مقرئ مبرز وهذا ما يجعل اهتمامه بالايقاع ذا خصوصية فالإيقاع الشعري و اللحن الموسيقي يستقيان من نبع واحد وهذا ما تنبه له النقاد العرب القدامى قبل غيرهم اذ يقول الفارابي (ان نسبة وزن القول الى الحروف كنسبة الايقاع المفصل في النغم,فان الايقاع المفصل هو نقلة منتظمة على النغم ذات فواصل ووزن الشعر نقلة منتظمة على الحروف ذات فواصل ) و يقول ابن سينا (الايقاع تقدير مالزمان النقرات فان اتفق ان كانت النقرات منغمة كان الايقاع لحنيا وان اتفق ان كانت النقرات محدثة للحروف المنتظم منها الكلام كان الايقاع شعريا) ويؤكد ذلك ابن فارس بقوله (ان صناعة الالحان تقسم الزمان بالنغم وصناعة العروض تقسم الزمان بالعروض)من هنا يمكن القول ان الايقاع في شعر الملا عثمان يستحق الدراسة لخصوصية الشاعرالتي تجمع بين اتقانه للموسيقى و الشعر معا.
لقد كتب الموصلي على جميع البحور عدا المتدارك و المنسرح و المجتث و الهزج و المديد و المضارع و المقتضب و هذا امر طبيعي اذ ان هذه البحور اما نادرة او قليلة او تحاشاها الاقدمون لقرب بعضها من النثرية و رتابة البعض الاخر فكان من الطبيعي ان يتحاشاها الملا عثمان الذي اجمع دارسوه انه كثير الحفظ للشعر العربي القديم فضلا عن مجزوء الرمل و الخفيف و الرجز و قد نجح في توظيف الامكانات الايقاعية لكل بحرفي توطيد دلالة ما يريد قوله و التعبير عنه من غرض فهو عندما يكتب مادحا يختار الطويل و الوافر و الكامل لمناسبتها لطول النفس و الامتداد و الاستطالة فيقول مثلا من الكامل مقطوع الضرب:-
ماذا علي اذا خلعت عذاري بهوى الملاح وحدث عن اشعاري
او من الطويل:- نبي المصطفى قلب المتيم قد اسرى لكم فرط وجد لا
و عندما يرثي يختار البحر السريع ذا الضرب المذال وهو بحر يوائم الانفعالات الجياشة و العواطف المتدفقة ويعتمد القافية
المفيدة المسبوقة بحرف يلائم النواح فيقول في رثاء شقيق محمود شكري الالوسي:-
ايها الحبر اصطبر عن فقده فاخوك اليوم في الخير الصميم
ان لبست الصبر عن فقدانه فزت بالاحسان و الاجر العظيم
وحين يهنئ الشيخ عثمان الديوه جي بتوليه قضاء بغداد عام 1922 يختار السريع ذاته ذا الضرب المقطوع فيقول:-
اليوم قام للهدى شان وقد علا للشعر تبيان
فقد وظف الضرب المقطوع و القافية المطلقة و روي النون التي جاءت كلها لخدمة غرضه فمن المعروف ان الضرب المقطوع يعطي للتفعيلة سرعة تلائم حالة القرح عكس سابقه فضلا عن ان إحصاءات د.إبراهيم أنيس و د. علي عباس علوان تشير الى ان القافية المضمونة غالبا ما تاتي مع الفخر و المديح و الغزل و المواقف المفرحة.
و كان الملا عثمان متمكنا من الايقاع الداخلي فهو يوظف دون تقصد بل بسبب فطرته الموسيقية و تمكنه من اللحن و الايقاع التراكمات الصوتية 0
فقد تكررت اصوات الصفير بصورة لافته للانتباه و من المعروف ان اصوات الصفير تاتي بالمواقع التي توحي بالخوف و التوجس و الترقب و الرهبة من شئ ما فهي هنا موائمة لخوفه من المرض و هو في اواخر حياته غريبا متوجسا من ما حوله .
كما كان يوظف التكرار بانواعه الجناسي و الاشتقاقي و اللفظي و تكرار البدايات و غيره لتعزيز بنيته الايقاعية 0
لم يخل بيت من القصيدة من توظيف التكرار لتعزيزالايقاع و تقويته كما نجد في شعره انماطا من التوازي الدلالي و النحوي و الصرفي ينبئ عن احساس عالي بالموسيقى الشعرية و لعل واحدة من اروع قصائده( المنظومة الموصلية)
التي عارض بها نهج البردة ومدح بها الرسول الاعظم ص وذكر بها اسماء سور القران الكريم و هي تحفل بالمؤثرات الايقاعية

وعموما فقد اشتغل الموصلي على فنون الشعر كالتشطير و التخميس و التاريخ الشعري لكن اثر التكلف لم يك واضحا في شعره بل جاء شعره منسابا سهل الإيقاع فهو شاعر لم يتسم شعره بالركاكة و لم تسحبه الصنعة على حساب الشعور بل جاء شعره بمستوى شعر عصره بيد انه كان مهتما بقضايا الإيقاع بسبب حسه الموسيقي.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09/12/2012, 23h43
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: الموسيقار والشاعر عثمان الموصلي

الدور الوطني والقومي


للشيخ الملا عثمان بن عبد الله الموصلي (ت1923م)



أ.م.د عبد الله محمود طه المولى


كلية الآداب/جامعة الموصل


رحلت والصدر بالإيمان ملآن في ذمة الله شيخ العلم عثمان
على المنابر تدعو أمة "عجزت" عن شرح قصتها شيب وشبان
كأنما القوم قد ماتت عواطفهم حيث المنابر عند القوم عيدان

...........................................

هذه أبيات من قصيدة للشاعر البغدادي عبد الرحمن البنا ، الملقب بشاعر الاستقلال (ت1955م) في رثاء الشيخ الملا عثمان الموصلي ، مؤكدا على ما يتمتع به هذا الرجل النابعة في فنه وأدبه ، ووزنه السياسي وفكره ودوره الوطني والقومي . فأقول :
سبع قرون عجاف – منذ سقوط بغداد بيد المغول في القرن الثالث عشر للميلاد ، وحتى القرن التاسع عشر – مرت على الأمة العربية الإسلامية، وقد تداعت عليها الأمم . في خضم هذا الوضع المتردي المتلاطم والمتناقض حسب اجتهاده وهواه ، ففي الوقت الذي نراه يغمز من طرف خفي بالخلافة العثمانية ، مما أسخط عليه الوالي العثماني في بغداد ، ونفاه إلى سيواس في الأناضول ، نراه في وقت آخر موفدا من قبل الخليفة العثماني ، السلطان عبد الحميد إلى طرابلس الغرب ، وغيرها من الدول الأخرى ، لاستمالة حكامها ، وطلب معونتهم للإمبراطورية العثمانية ، فيقوم الموصلي بأداء مهمته كمندوب سياسي على أتم وجه ، وكذلك ذهابه إلى مكة المكرمة أغراض سياسية ، فيقف خطيبا وداعية للناس إلى شد أزر الخلافة العثمانية الضعيفة ، باعتبارها الهدف الأسمى والمقدس ، المتمثل بالدين الإسلامي الحنيف . ولكن سرعان ماتغير وضع الدولة العثمانية نحو التدهور والانحلال ، فيتجه كثير من العرب المسلمين الخاضعين تحت سيطرتها ، إلى التفكير نحو التخلص منها وبأي شكل من الأشكال ، وهنا يقرر عثمان الموصلي ترك العاصمة العثمانية ، بعد أن بدأ يتلمس في نفسه الخيوط الأولى لما يحب القيام به – إلى جانب فنه وأدبه وشعره – من دور سياسي وفكري وطني وقومي ، ففي عام 1895م حط رحاله في مصر التي أقام فيها خمس سنوات ، قريبا من علمائها ومفكريها وساستها ، وعمل على تعزيز ونشر فكره بإصدار مجلة علمية تاريخية سياسية أدبية إخبارية باسمه ، تدعى مجلة المعارف التي زاحم فيها الصحف المصرية ، وأثبت حضوره الفكري بين المفكرين العرب آنذاك . بيد أن الظروف السياسية المضطربة أخذت تعرقل عمله الصحفي ، فأوقف الموصلي صحيفته بعد أن وجدها لم تعد تتفق مع رغبة السلطان الحاكمة آنذاك ، ويقرر الرجوع نحو العاصمة التركية ثانية ، بيد أن تغير الأجواء السياسية للدولة العثمانية ، وكثرة المشاكل بوجه الخليفة العثماني ، من جانب ، وحنينه إلى وطنه من جانب آخر ، عوامل أجبرته في عام 1913م على مغادرة العاصمة العثمانية إلى الأبد ، ليساهم بشكل جدي في أحداث بلاده .
وتمر الأيام مضطربة منذرة ، وعثمان الموصلي بين الموصل وبغداد ، إلى أن اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914م ، فاكتوى العرب بلهيب سنيها الأربع التي انتهت باندحار الإمبراطورية العثمانية أمام الحلفاء ، عندئذ بدأت الضمائر العربية بالاستيقاظ ، منادية بتشكيل دولهم ، ونيل استقلالهم وتحررهم ، بيد أنهم وجدوا أنفسهم تحت حكم استعماري جديد ، ودخلت القوات البريطانية بغداد ، والمدن الأخرى ، معلنة ارتباط العراق بمواثيق وأحلاف مع بريطانيا ، وهنا شرع أحرار العراق بإعلان الحرب ضد الإنكليز ، وانطلقوا في 30 حزيران عام 1920م بثورة عارمة ، استمرت ستة أشهر ، أبلى العراقيون فيها بلاء حسنا ، يذكره التاريخ على مر الأجيال ، وقد ساهم أدباء العراق ومفكروه في إيقاد نار الثورة ، والتحريض على مقاومة المحتل وعلى رأسهم عثمان الموصلي .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09/12/2012, 23h44
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: الموسيقار والشاعر عثمان الموصلي

عثمان الموصلي في فنه وإبداعاته


بين الموصل-وبغداد-مصر-سوريا-استنبول




طلال صفاوي العبيدي


الملا عثمان الموصلي ولد بمدينة الموصل سنة 1271ه الموافق 1854م
فهو المقرئ الكامل الموسيقار الكبير .ومن أحسن قارئ المناقب النبوية . ونسبه يرجع وهو عثمان بن عبد الله بن فتحي بن عليوي المنسوب إلى بيت الطحان في الموصل .ولم تقتصر موهباته على التلاوة أو المناقب بل نجده قد أبدع في الموسيقى والأدب وخاصة الشعر ((الصوفي))
كان أبوه يعيل عائلة كبيرة ولم يلبث أن أدركه الموت .تاركا ابنه عثمان ولم يتجاوز السابعة من عمره.
وقد أصيب عثمان في طفولته بمرض الجدري الذي افقده بصره .لقد تحمل ثقل الأوزار منذ نعومة أظفاره .حيث لا يرى إلا رفيقين حياته الظلام الدامس , لقد تحولت حياته إلى شقاء وألام شديدة ولا معيل له . وبعد معانات طويلة احتضنه جاره السيد (محمود بن سليمان) وقد اسكنه في داره السيد (محمود منيب العمري ) ليعيش مع إفراد عائلته .اذ أرسله إلى كتاب لحفظ القران الكريم .كان عثمان يتمتع بذكاء متميز في سرعة الحفظ . وذكر انه حفظ عشرين بيت من الشعر أو أكثر بمجرد قراءتهم مرتين وقد كانوا يسمونه بـ اسم (الضرير الجبار ) وقد اعتبروه احد النوابغ في الأمة العربية وعلم من إعلامها .وقد درس علوم اللغة العربية على متخصصين من أمثال الحاج عمر الاربيلي والشيخ صباح الخطيب والشيخ عبدالله الفيضي وعندما توفي محمود العمري عام (1865) أحس عثمان بفقدان المعيل فعزم السفر إلى بغداد .حيث يقيم هنالك الشاعر الأديب (احمد عزة باشا العمري )فلتزمه .وعرفه على أدباء بغداد.وصاروا يقصدونه ويسمعون إليه . وقد تحققت أحلامه التي سمع عن إمكانيات بغداد , وسرعان ما تعرف رجالات بغداد , وأذيع خبره, كما ذكره الأستاذ محمد بهجت الأثري في بحثه القيم عنه .في بغداد اخذ أصول المقام العراقي (من الحاج عبد الله الكركوكلي ) , والشيخ العلامة داؤد والشيخ بهاء الحق الهندي . في هذه الفترة سافر إلى الحج ويقال سافر عدة مرات .ثم رجع إلى الموصل عام (1886)م ليتلقى الدروس من على كبار شيوخها . قرأ خلالها (القراءات السبع على الشيخ محمد بن الحاج حسن الموصلي ).
والشيخ (محمد بن جرجيس ألنوري الذي اخذ عنه الطريقة الصوفية ) القادرية , . وكان يقرأ القران بعد مجلس الوعظ فيفض الجامع بالمستمعين ثم شد رحاله إلى , (استانبول ) وهناك جد إن سمعته قد سبقته.
وهناك خصصت له الحكومة العثمانية راتبا يستصيف به . وفي استانبول تعرف على مفتي لواء أزمير الشيخ مصطفى مخفي أفندي . فدرس القراءات العشرة. ثم درس الطريقة المولوية القادرية , والطريقة المولوية تبيح استعمال الآلات الموسيقية بأنواعها .في حفلات الذكر . ثم ارتدى زى المولوية الخاص. وهو عبارة عن جبه صفراء واسعة , وعمامة صفراء ملفوفة على طربوش بنفس اللون يمتاز بطوله.وقد كان يقرأ القران في جامع (أيا صوفيا ) وبنفس الوقت كان فضيا ويعزف الموسيقى . لقد أعجبوا به , وراو من شعره وأدبه ونبوغه ما جعله مميزا بينهم . واستطاع التعرف على قادة الدولة العثمانية وأعيانها ومن المهم وأبرزهم السيد (محمد أبو الهدى الصيادي )شيخ مشايخ الدولة العثمانية . واحد المقربين من السلطان عبد الحميد وقدمه للسلطان ففتح إمامه أفاقا واسعة . فادخله قصره ومنحه العطف والنعمة .وقد تزوج في استانبول وانه فتح مكتبة لبيع الكتب , وعين قارئا في جامع ايا صوفيا
سافر الى مصر عام (1895)م فأقام فيها خمس سنوات .
فتعرف على الشيخ (محمد العباسي المهدي المصري .واتصل بالفنان اللامع (عبد الحمولي) وقد اصدر في مصر مجلة أدبية فيها . اسماها (المعارف ) وفي القاهرة التف حوله الموسيقيون والمغنون.ومن أشهر تلاميذه (المغني المصري سيد درويش ).وفي تلك الفترة كانت مصر تزخر بنشاطات أدبية وفنية وسياسية يقوم بحمايتها (الأمير عباس ) ويحل فيها كثيرون من ابرز الأدباء العرب كأديب إسحاق والكواكبي وخليل مطران . ثم سافر إلى سوريا ولبنان وكثير من الدول العربية , ثم عاد إلى استانبول مع عائلته الصغيرة . ثم عاد إلى العراق عام 1913 بعد إن أصبح الجو السياسي في استانبول غير مناسبا له ونزل ضيفا في دار الحاج حسن عبدالله خيوكة. وبعد ذلك عينته دائرة الأوقاف بوظيفة رئيس القرار في جامع المرادية وخصصت له حجرة واسعة في جامع الخفافين . وقد وصفه الأستاذ الأثري انه يملك بنية قوية وجسم ممتلئ .مربوع القامة اسمر اللون. أشعث الشعر جهير الصوت وبقي صورة أصلية للفن والعبقرية العراقية حتى وفاته في شهر كانون الثاني عام (1923) .ودفن في مقبرة الغزالي في رصافة بغداد.
--------------------------
الغزلاني !

التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 11/12/2012 الساعة 12h34
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09/12/2012, 23h46
الصورة الرمزية مهيمن الجزراوي
مهيمن الجزراوي مهيمن الجزراوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:370575
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 54
افتراضي رد: الموسيقار والشاعر عثمان الموصلي

محاولات في جوانب من سيرة حياة عثمان الموصلي


1261- 1341 / 1845- 1923




بسام ادريس الچـلبي


مؤرخ وباحث غير اكاديمي



أحسب ان الكبار من الاعلام الراحلين، كثيرا مايُخرجون رؤوسهم من مثاويهم الابدية، صارخين بلغة كل عصر يظهرون فيه، طالبين اعادة النظر فيما كُتب عليهم عَبْر الحقب. وفي عصرنا هذا، وقل بلغة عصرنا هذا، تُلزم اعادة النظر هذه امورا عدة من بينها اعادة التقويم، واحيانا اعادة الاعتبار، هذه الامور التي لن تكون من واجبي مع عثمان الموصلي. لكن الأمرين اللذين ذكرتهما ليسا كل شئ بل ان بين ما يقع تحت مسالة "اعادة النظر "اكتشاف اخطاء عاشت مئة وعشرين سنة في حياة رجل ولد قبل نحو مئة وستين عاما. وكذلك تسليط انارة على اجزاء من حياة عَلَمٍ، لم تكن الاضواء عليها كافية معادلة لأهميتها. وهذا مافعلتُه مع الموصلي عثمان.
في الواقع اوقفتني مسائل، وانا اعمل على بحث في عثمان الموصلي، فغيرتْ هذه المسائل من اتجاه عملي، ومن ثم بدّلتْ عنوانه.
في العادة، يبدأ كاتب الترجمة بكتابة منظومة اسم العلم، ومصطلح "منظومة الاسم" توصلت اليه في أثناء عملي في (اعلام الموصل) لمدة تربو على عقدين. وهي تضم الاسم الثلاثي – او اكثر- . الكنية، الشهرة، اللقب، النبز، وكذلك هذه المفردات في اسم الاب، وحتى الجد. ولكني اعترف ان هذه المنظومة قد تقلصت في القرون الاخيرة.
فجأة .. اكتشف ان لعثمان الموصلي ثلاث سلاسل من النسب، يبدأ الاختلاف بينها من اسم الجد. وهو اختلاف مقلق، ومايزيد القلق ان الباحث المتخصص الاهم في سيرة حياة عثمان الموصلي يذكر سلسلتين في صفحة واحدة. ويعطى لكل منهما اهمية مساوية للاخرى. فتنتقل حيرة الباحث الاصل الى اقلام الباحثين "الوسطاء" مثلي. ويزيد الأمر قلقا وحيرة ان الباحث هذا لم يذكر سلسلة نسب ثالثة جاءت في مصدر سبق ظهور كتابة الاول حول عثمان الموصلي. على اني لم اعط الامر اهمية، حتى قليلة، فأية سلسلة تُقال يفهم منها المرء ان المقصود هو من بات يعرف بالملاعثمان الموصلي. وفي ادبنا، تُنوسيت اسماء اعلام كُثر، ولم يعودوا يعرفون سوى بالقابهم أو بكناهم او بعاهاتهم ...
غير ان "الصدمة" التي لطمتني، هي تثبيت سنة ولادة لعثمان الموصلي، تجعل منه بعد احدى عشرة سنة انسانا مكتمل الرجولة، بالغا اشده.
فيما عدا باحث واحد، زائدا كاتب هذا الكلام، قال كل من كتبوا عن وعلى عثمان الموصلي انه ولد سنة 1271 هـ المقابلة لعام 1854م. وانه بعد ان فقد اباه وبصره، وهو في حدود السابعة من العمر، تكفل بعنايته احد سراة الموصل العمريين. وان هذا المحسن الجليل توفي سنة 1282/ 1865، وترك عثمان ضائعا في فراغ أليم. وانه لهذا قرر، بعد ان صار مالك أمره، ودخل في العقد الثالث من عمره، ان يترك مدينته متوجها الى بغداد. نعم لننتبه فبين العدد 1865- 1854 = 11. نعم، مرة اخرى، كان عمر عثمان احد عشر عاما، وقد بلغ اشده، ودخل في العقد الثالث من عمره ! ويصرّ الباحثون على ذلك. وفي كتاباتهم المتتابعة في عثمان.
بل اكثر من ذلك، فقد جعلوا من ادباء بغداد واعيانها، يخرجون على اطراف بغداد لاستقبال الصبي المعجزة. ويشدو باحث ببيتيّ شعر، يظهر فيهما ان بغداد كانت له عاشقةً على السماع متيمةً من قبل ان يصلها، ذلك ان الاذن تعشق قبل العين احيانا !!
كما ان البحوث على الموصلي جعلته وهو في الرابعة والستين من عمره اشبه بالمقعد الذي خارت قواه، ونزل نصفه في العالم الآخر!
هذه الكلمات غير المسؤولة فعلا، جعلتني اقدم على فعل معاكس، وهو دفع تاريخ ولادة عثمان الموصلي عقدا كاملا الى الوراء، ليكون في سنة 1865 فعلا رجلا بلغ اشده، وفي عام 1918 فعلا شيخا يسير ببطء، وبسرعة الى نهايته.
مسألة اخرى اثارتني في سيرة هذا الرجل، هي علاقته العاطفية والعقلية بالسلطة العثمانية، وبمولاه ظل الله على الارض السلطان عبد الحميد الثاني، الذي قربه اليه، وخوّله التكلم بين الجماهير نيابة عنه، وارسله في سفارات الى اقاليم الدولة العثمانية.
في الواقع لم يجد البحث في هذه العلاقة الحميمة بين عثمان وسلطة آل عثمان مطعنا فيه، فهو مواطن عثماني، ومتدين ، ولعله كان يعمل متأثرا بوحي الآية الكريمة : { أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ... } وبمقولة فقهاء السلاطين، التي مضمونها "حاكم جائر خير من الفوضى ".
وتتبع البحث علاقة الموصلي بأحد رجال الدولة العثمانية المثير للجدل وهو ابو الهدى الصيادي الذي اسماه البحث "راسبوتين البلاط العثماني". ويتوهم البحث انه كان من بين مهمات هذا الرجل "اقتناص" الرجال المتميزين، وتوظيفهم في خدمات "خاصة" للدولة العلية.
كما اعطى البحث اضافات ، يتوهم انها لم تكن معروفة، على سفارة الموصلي ممثلا للسلطان العثماني عند حاكم طرابلس الغرب /ليبيا : محمد المهدي بن محمد بن علي السنوسي الادريسي (1844- 1902). وحاول، أي البحث، ان يقترب من الوقت الذي تمت فيه هذه السفارة، التي وضع لها بعض الباحثين تاريخا غير جائز، لسبب بسيط هو ان السنوسي في ذلك الوقت كان قد غادر، او قل هرب خوفا من سلطان استانبول، من طرابلس الغرب الى واحات الصحراء الشرقية الكائنة في جنوب شرقي ليبيا.
لكن كما قال البحث في خاتمته، يبقى في الصدر سؤال يتحشرج : تُرى هل كانت "اذنا" عثمان الموصلي الموسيقيتان "عينا" للسلطان .... وهل كان فمه الغَرِد الذي شدا في كل الاصقاع التي ساح فيها الموصلي من بلاد الامبراطورية العثمانية، بأمجاد آل عثمان .. هل كان فمه "بوقا" يُطرب آخر خلافة اسلامية وهي في آخر ايام مرض موتها !!
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 21h50.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd