| |
 |

12/04/2009, 13h03
|
 |
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
|
|
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,311
|
|
|
|
رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن
@ أخيرا دخل الشافعى مكة مرة ثانيه طاويا جوانحه على تجربة مريرة قاسيه كشفت له عن مكانته وقدره بعد طواف طال واستطال , جمع من خلاله علوم الحجاز والعراق واليمن . وشرب من مناهل قطبى الشام ومصر الأوزاعى والليث بن سعد عن طريق تلاميذهم وحملة علومهم . عاد يغذ الخطى إليها وهى فاتحة له ذراعيها , مشتاقة إلى ولدها اللبيب مزهوة به زينة شبابها وفخرهم . سبقته إليها أخباره وعلومه التى أشرقت فى سماء بغداد أرض الخلافة والسلطه وموطن ثقافات فارس والروم التى قطعت شوطا بعيدا من الحضارة والرقى حتى بلغت أوجها فى عهد هارون الرشيد ..
وهو مع كل هذا لا يزال معتبرا نفسه طالبا من طلاب العلم , وعاء منهوم وجراب لم يأن له أن يمتلئ بعد . أفادته هذه المحنة إدراكا لواقع الحياة وقربا من رجال الحكم وأصحاب السلطان وهى أمور لازمة لمن يتصدى للتشريع والفتوى للناس . فارق مكة فقيرا لا يملك من متاع الدنيا درهما واحدا وها هو يرجع إليها بعد سنوات الغربة الطوال , حاملا فى صدره علوما جمه , وعشرة آلاف دينار أعطاها له الرشيد قبل رحيله مباشرة تقديرا منه لعلمه وتعويضا له عما لحق به من أذى . أبت نفسه السخية إلا أن تفرقها عن آخرها على فقراء مكه فى خباء نصبه على مشارفها . جلس فيه وحده يوزع الدراهم والدنانير . وقبل أن تطأ قدماه أرضها الطاهره لم يكن فى حوزته منها درهم واحد . وكان الرشيد قد أعطاه مثلها عقيب محاكمته غير أنه علم من قائده هرثمة بن أعين أنه قام بتفريقها عن آخرها على الفقراء والمساكين قبل أن يغادر القصر ..
والذى حدث أن الشافعى وهو فى طريقه إلى باب القصر الخارجى يرافقه محمد بن الحسن بعد انتهاء المحاكمه , سمع صوتا ينادى عليه من وراءه فى لهفة .........
ــ أيها الشيخ المكى . مهلا أيها الشيخ ؟!.
إلتفت ليرى القائد الكبير هرثمة بن أعين ومعه غلام من غلمان الرشيد وهما يغذان الخطى . حتى إذا صارا أمامه مد القائد يده وأخذ لفافة من يد الغلام , ناولها للشافعى قائلا ..............
ــ إمسك أيها الشيخ الحجازى ..
سأله الشافعى متعجبا .............
ــ ما هذه ؟!.
ــ عشرة أكياس فى كل كيس ألف دينار ..
وقبل أن يمد يده ليأخذها سأله ...........
ــ ممن هذه الدنانير ؟!.
ــ من أمير المؤمنين هارون الرشيد ..
ثم ضرب يده فى جيب سترته وأخرج منها لفافة أخرى ناولها له قائلا ............
ــ أما هذه ففيها خمسة آلاف دينار , هدية خاصة منى لك . لولا أنه لا يليق أن يعطى أحدا مثل عطية أمير المؤمنين لأعطيتك والله مثـل ما أعطـى ..
رفع الشافعى يده رافضا وهو يقول ..............
ــ أيها القائد الكبير هرثمة بن أعين , أما هدية أمير المؤمنين فلا يسعنى إلا قبولها فهو الخليفة المؤتمن على أموال المسلمين يوزعها كيف شاء , وتلك عطيته لا أستطيع ردها ولا يجوز لى أن أفعل . أما هديتك فمعذرة لن أستطيع قبولها منك ..
سأله فى دهشة لا تخلو من العجب ..............
ــ ولم أيها الشيخ الجليل , أنا والله ما قصدت من ورائها إلا أن أعبر لك عن بعض إعجابى وتقديرى لعلمك وفصاحتك ؟!.
ــ لا تؤاخذنى أيها القائد فإنى لا آخذ الهدية ممن هو دون أمير المؤمنين ..
وقبل أن يبتعد عن قصر الرشيد كانت هذه الدنانير قد فاضت من بين راحتيه عطايا للفقراء والمساكين والقائد يتابعه بعينيه من بعيد وهو فى عجب من أمره . رآه وهو يوزعها عن آخرها ولم يبق معه منها إلا خمسين دينارا أمسكها لغرض فى نفسه . ما فعل ذلك الشافعى إلا بجمعه بين نسبه الشريف الرفيع ونشأته الفقيره , واجتماع هذين الأمرين فى شخص واحد يجعلانه ينشأ على خلق قويم ومسلك كريم . علو النسب وشرفه يجعل صاحبه منذ نعومة أظفاره ناظرا إلى معالى الأمور مترفعا عن الدنايا ساعيا إلى المجد فى همة وجلد . ونشأته فقيرا مع ذلك الطموح بنسبه يجعله أقرب للإحساس بمعاناة الناس ومعرفة بخبيئة نفوسهم . فهو بهذا لا يتسامى فى معاملاته عن العامة فيبعد عنهم ولا يهوى فى مباذلهم فيتصاغر فى عيونهم . كان لنسبه عزته ولفقره طيبته , وظهر أثر جماعهما فى مواطن كثيرة استدعاها الحال . فها هو القائد الكبير يعطيه فيأبى فى إصرار أن يأخذ عطيته وحجته أنها ممن هو دونه . ويعطيه الخليفة العطية فيقبلها راضيا , بل يوزعها قبل أن يغادر الطريق , ويهبه غيرها فيوزعها على الفقراء ممن لهم به رحم فى مكه ..
@ وبين الأهل والأحباب الذين تحلقوا من حوله جلس الشافعى محتضنا فى صدره ولده محمد , يحكى لهم محنته الطاحنة والغاشية التى وقع فى براثنها واعتصرته وزلزلت أعماقه فى بداية الأشهر الماضيه . بينما أمه الصامدة جالسة أمامه ذاهلة كأنها غير مصدقة أن وحيدها قد عاد إليها مرة أخرى بعد نجاته من سيف الجلاد الذى لا يرحم . أخذت تملأ منه كله عينان كليلتان متعطشتان إلى رؤيته وقد أضناهما سهر الليالى وطول البكاء ..
إلى جوارها جلست زوجته حميده لا تحيد بعينيها عن وجهه ولا يكاد يطرف لها جفن . جلست وهى تمسح دموع الفرح التى أخذت تسيل من مقلتيها على خديها على خطي عبرة وضنى , صنعهما الوجد والبكاء وطول والسهر وهى تضم ابنتها الرضيعة إلى صدرها . لم تكن تصدق هى الأخرى أن عينيها سوف تكتحل برؤيته مرة أخرى . بينما أخواله عبد العزيز وسليم وعلى وزوجاتهم وأولادهم فى أماكنهم يرهفون أسماعهم إليه وهو يستطرد قائلا ..............
ــ وضربت أعناق الرجال جميعا , كانوا حوالى ستين شخصا ما بين شيوخ وشباب وكهول . شهدت مصارعهم جميعا وعاينت رؤوسهم وهى تتهاوى واحدة إثر أخرى , ولكل رأس تتطاير مشهد من مشاهد الهلع والهول , شاءت الأقدار أن أكون شاهدا عليه من بدايته إلى نهايته ..
سأله سليم مذهولا .............
ــ كلهم قتلوا !!. لم ينج منهم أحد ؟!.
ــ أجل يا خال , لم يتبق خارج قاعة الحكم إلا أنا وغلام يثربى ..
سأله خاله عبد العزيز .............
ــ يا لها من مأساة مروعه !. ومن أدخلوه منكما أولا على أمير المؤمنين ؟!.
ــ أدخلونا معا , إلا أنهم أوقفونى لدى الباب وقدموا الغلام . هو الوحيد الذى شهدت محاكمته عيانا من جماعة الرافضه . سمعت أمير المؤمنين وهو يسأله فى دهشة كأنه غير مصدق : ………………
ــ حتى أنت !. حتى أنت أيها الفتى الصغير !. تخرج علينا ... وتزعم أنى لا أصلح للخلافه ؟!.
ــ الرحمة يا أمير المؤمنين . لن أدعى ذلك بعد اليوم , ولن أقوله مرة أخرى ..
ــ إضربوا عنقه ..
ــ إن كنت مقتولا لا محالة يا مولاى , لى رجاء واحد قبل ان تسلم عنقى للجلاد ؟!.
ــ ماذا تريد ؟!.
رد قائلا وهو ينتفض هلعا وفرقا ............
ــ أنظرنى لحظات لا أطمع فى سواها , ثم اقتلنى بعدها ..
ــ لم ؟!.
ــ أكتب كتابا إلى أمى بالمدينه , هى عجوز لا تعرف بخبرى وليس لها من أحد سواى يعولها ………………
@ أسرع سليم الأزدى بالسؤال ...........
ــ وهل أجابه الرشيد إلى طلبه ؟!.
ــ لا لم يجبه . أشار للسياف الذى جذبه من رقبته فى غلظة كأن بينهما ثأر قديم . وقبل أن أساق إلى حيث الرشيد كان السيف قد سبق إلى رأس الفتى . آخر جماعة الرافضة والخوارج ..
إنبرى سليم قائلا فى حسرة وحزن ..................
ــ لا حول ولا قوة إلا بالله , ما كل هذه القساوة والغلظه !. لم نكن نحسب أن الرحمة نزعت من قلب أمير المؤمنين هكذا . والله إنهم لقوم قدت قلوبهم من صخر !.
ــ مهلا يا خال , إنها ليست قساوه , لقد نال هؤلاء الضالين المضلين ما يستحقونه من جزاء حقا . إنهم فرقة ضالة مارقة خارجة عن جماعة المسلمين وعضو خبيث فى جسد الأمة يلزم استئصاله من جذوره ..
ــ وماذا فعلت أنت ؟!.
ــ ما إن تقدمت خطوات ومثلت بين يديه حتى أبصرته يحملق فى طويلا دون أن يتفوه بكلمة واحده . قام من مجلسه وأخذ يمشى خطوات وهو يفكر طويلا , ثم عاد إلى مكانه وظل يتفرس فى مرة ثانيه , والقوم يرمون إليه بأبصارهم مترقبون فى انتظار ما سيقول . رميت إليه بطرفى وقلت له ..............
يتبع.. إن شاء الله............................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
|

16/04/2009, 13h43
|
 |
اخـتـكـم
رقم العضوية:384752
|
|
تاريخ التسجيل: February 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 1,424
|
|
|
|
رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن
د انس مساء الخير على حضرتك وع الجميع
لا تخلوا القصه من افلاتِك الجميله التى تجعلنى انتظر وانتظر السرد الجميل التالى لتلك القصه المشوقه
ففى كل مره تشوقنا الى البقيه ماذا سيفعل الشافى مع امير المؤمنين
وكيف عفى عنه وافرج عنه وكافئه
د انس اسعدك الله كما اسعدتنا
ودمت لنا مشوقا لهذه القصه
فنحن دائما فى شغف لما تروى علينا
تحياتى لك وللجميع
اختكم عفاف  
|

16/04/2009, 19h57
|
 |
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
|
|
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,311
|
|
|
|
رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن
الله يحفظك يا ست عفاف ويبارك لك ,
كأنك قارئتى الوحيده ولا أطمع والله فى أكثر من ذلك ....
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 18h28
|

16/04/2009, 23h40
|
 |
اخـتـكـم
رقم العضوية:384752
|
|
تاريخ التسجيل: February 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 1,424
|
|
|
|
رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن
دكتورنا الجميل
الاستاذ العظيم
طبعا مش انا لوحدى القارئه لا طبعا
فيه ناس كتير بتيجى تقراء بس مش بيسعفها الوقت انها ترد
انا احيانا ادخل موضوع ولو بيكون طويل او صفحات كتيره
مش برد الا لما اخلص الصفحات علشان الم بالموضوع
او يمكن كمان بتعجبنى السرد او الردود اللى فى الموضوع
وانا سعيده بهذه القصه لانها عرفتنى الامام الشافعى عن قرب
وإن كنت من صغرى احب الامام مالك وتمنيت ان اراه حتى فى احلامى لمعرفتى بقصته عندما جسدها اشرف عبد الغفور فى مسلسل دينى
فانا احب الاعمال الدينيه والسياسيه لانها بتكون حدثت فى الواقع
واحب اعرف قصص السلف الصالح وهذا ما اتحته لى فى اجمل منتدى
وصدقنى لو كنت اعرف اكتب مثل حضرتك لكتبت لكن
يكفينى ان اسعد بحضرتك فى سردك لتلك القصه الجميله
ولعلم حضرتك كانت ولدتى رحمها الله تاخذنى كثيرا للامام الشافعى
فلى معه ذكريات وكان بعض اقاربنا يسكنون فى الحى اللى فيه مقام الامام الشافعى
وربنا يسعدك كما تسعدنا ويقدرك على تكملة هذه السيره الذاتيه الجميله العطره بنفحات ربانيه
لك وللجميع خالص تحياتى
اختكم عفاف  
|

19/04/2009, 20h23
|
 |
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
|
|
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,311
|
|
|
|
رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن
ــ أبا عبد الله أراك فى كتابك هذا تهجو المدينة وتذم أهلها وعملهم , فإنك تقول فيه قال أهل المدينه . ألم تسمع قول النبى "صلى الله عليه وسلم" : [ المدينة لا يدخلها الدجال والطاعون والمدينة على كل نقب من أنقابها ملك شاهر سيفه ] فإن كنت أردتها فإنها حرم رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وأمنه ودار الهجرة التى بها نزل الوحى ومنها خلق النبى "صلى الله عليه وسلم" وبها قبره وسماها رسول الله "صلى الله عليه وسلم" طابه وفيها روضة من رياض الجنه ..
ــ قطعا ما أردت المدينة ذاتها بكلامى هذا ..
ــ فإن كنت أردت أهلها , فهم أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وأصهاره وأنصاره الذين مهدوا الإيمان وحفظوا الوحى وجمعوا السنن ..
ــ معاذ الله أن أطعن على أحد منهم أو على بلدته ..
ــ فلئن كنت أردت من بعدهم بقولك قال أهل المدينة , فإنهم أبناؤهم والتابعون بعدهم والأخيار من هذه الأمه فقد أخطأت . لأن علماء أهل المدينة لم يتفقوا على ما حكيت عنهم . ولئن كنت أردت من القوم رجلا واحدا هو مالك بن أنس رضى الله عنه فما عليك لو سميت من أردت ولم تذكر المدينة فى كتابك هذا بما ذكرت !. فإنه كان بالمدينة فقهاء كثيرون غير مالك مثل ابن أبى ذئب والماجشون وغيرهم . ومنهم من يرى استتابة مالك فيما خالفهم فيه من الرأى . فأى الأمرين قصدت فقد أخطأت فيه ..
ــ أصبت والله , لم أرد فى هذا الكتاب إلا مالك بن أنس ..
ــ إسمع يا أبا عبد الله بن الحسن , أنت حبيب إلى قلبى إلا أن الحق أحب إلينا منك ومن سواك , وإنى لمصارحك بما عندى , فهل يسوءك هـذا ؟!.
ــ أبدا والله , لا أبغى غير الحق , ولا أرضى عنه بديلا , فما الذى تريد قوله بالله عليك ؟!.
ــ قرأت البارحة كتابك هذا الذى وضعته عليهم , فوجدت ما بين قولك بسم الله الرحمن الرحيم فى أول الكتاب وقولك وصلى الله على محمد فى آخر الكتاب , خطأ كله ..
بهت ابن الحسن من قول صاحبه , سأله متلعثما وقد جف حلقه ...........
ــ وكيف وجدت ذلك ؟!.
ــ إنى وجدتك ترد فيه من كتاب الله عز وجل مائة وثلاثين موضعا ..
ــ ليتك تزيدنى بيانا ؟!.
ــ قلت فى رجلين تداعيا جدارا ولا بينة بينهما , إن الجدار لمن تليه أنصاف اللبن ومعاقد القمط . وقلت فى متاع البيت يدعيه الزوجان ما كان يصلح للرجال فهو للرجل وما كان يصلح للنساء فهو للمرأه . وقلت فى الرجل يجحد ولدا جاءت به امرأته ويقول استعرتيه ولم تلديه , إنه تقبل به شهادة القابله . قلت فى هذا وأمثاله بغير بينة ولا يمين , وقد قضى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أن البينة على المدعى واليمين على المدعى عليه فكيف تنكر علينا سنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وقول على بن أبى طالب , وتقول ما قلت برأيك ؟!.
ــ أنا ما قصدت إلا ذم القائلين بالشاهد مع اليمين وأطعن على حكمهم لأنهم قالوا بخلاف كتاب الله تعالى ..
ــ وأين خالفوا الكتاب ؟!.
ــ قال الله تبارك وتعالى : [ واستشهدوا شهيدين من رجالكم ] وقال : [ ذوى عدل منكم ] لكنهم قالوا شاهدا واحدا ..
ــ فكل خبر يأتيك مخالفا لكتاب الله , أتسقطه ؟!.
ــ هذا هو الواجب علينا ..
ــ فما تقول إذن فى الوصية للوالدين ؟!.
طال تفكره فاستحثه قائلا ............
ــ هلا أجبتنى بالله عليك ؟!.
ــ لا تجب الوصية للوالدين ولا تجوز ..
ــ قولك هذا مخالف لما جاء فى كتاب الله . لم قلت إنها لا تجوز ؟!.
ــ لقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : [ لا وصية للوالدين ] ..
ــ أخبرنى إذن بالله عليك عن قول الله عز وجل : [ واستشهدوا شهيدين من رجالكم ] أحتم ذلك ولا يجوز أقل من شاهدين أم ليس بحتم ؟!.
ــ فما تريد من هذا ؟!.
ــ لئن زعمت أن الشاهدين حتم من الله لا غير , كان ينبغى لك أن تقول ..... إذا زنى زان فشهد عليه شاهدان رجمته إن كان محصنا أو جلدته إن كان غير محصن ..
ــ ليس هو حتما من الله ..
ــ إذا لم يكن حتما من الله فعلينا أن ننزل الأحكام منازلها . فى الزنا أربعا وفى غيره شاهدين وفى غيره رجل وامرأتين أو بالشاهد واليمين , أليس كذلك ؟!.
ــ صدقت يا أبا عبد الله ………………
يتبع.. إن شاء الله............................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
|

24/04/2009, 07h50
|
 |
اخـتـكـم
رقم العضوية:384752
|
|
تاريخ التسجيل: February 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 1,424
|
|
|
|
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
دكتورنا الجميل د أنس
صباح الخير على حضرتك وعلى جميع اهل ومواطنى سماعى الجميل
ننتظر من حضرتك باقى السرد الجميل
فانا يمتلكنى الشغف للاحداث التى سوف تحدث فى هذه السيره العطره
ولك وللجميع خالص تحياتى واحتراماتى وتقديرى
اختكم عفاف 
التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 01/05/2009 الساعة 09h17
|

30/04/2009, 08h48
|
 |
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
|
|
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,311
|
|
|
|
@ عاد الشافعى يحكى لمن حوله ............. ــ وفى اليوم التالى أخذونى مرة ثانية للقاء الرشيد ليستكمل المحاكمه ..
سأله سليم .........
ــ ماذا حدث فى ذلك اليوم ؟.
ــ لما قلت للرشيد أنى قد نلت حظا من العلم وأن القاضى يعرفنى , ورد عليه مؤيدا كلامى كما سمعتم , هز رأسه وأخذ ينظر إلى طويلا مدققا متفرسا , ثم أشار إلى أن أقترب منه , وأمرنى بالقعود وانبرى يسأل : ………………
ــ قل لنا يا ابن إدريس , كيف بصرك بكتاب الله عز وجل , فإنه أولى الأشياء أن يبتدأ الكلام به ؟.
ــ عن أى كتاب تسألنى ؟. فإن الله أنزل ثلاثا وسبعين كتابا على خمسة أنبياء , وأنزل كتابا موعظة لنبى وحده وكان سادسا ..
ــ وما هذه الكتب , هل تعلمها ؟.
ــ أولهم آدم عليه السلام وعليه أنزل ثلاثين صحيفة كلها أمثال , وأنزل على إدريس عليه السلام ست عشرة صحيفة كلها حكم وفيها علم الملكوت الأعلى . وأنزل على إبراهيم عليه السلام ثمانية صحف كلها حكم مفصله وفيها فرائض ونذر . وأنزل على موسى عليه السلام التوراة كلها تخويف وموعظه . وأنزل على عيسى عليه السلام الإنجيل ليبين لبنى إسرائيل ما اختلفوا فيه من التوراة . وأنزل على داود عليه السلام كتابا كله دعاء وموعظة لنفسه وحكم فيه لنا واتعاظ لداود وأقاربه من بعده . وأنزل على محمد "صلى الله عليه وسلم" الفرقان وجمع فيه سائر الكتب , فقال عز وجل "تبيانا لكل شئ وهدى وموعظة" وقـال تعالـى "أحكمت آياته ثم فصلت" ..
ــ قد أحسنت فى تفصيلك . كل هذا علمته ؟.
ــ أجل يا أمير المؤمنين , عن أى كتاب تسألنى ؟.
ــ قصدى كتاب الله الذى أنزله على إبن عمومتنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" الذى دعانا إلى قبوله وأمرنا بالعمل بمحكمه والإيمان بمتشابهه ؟.
ــ جمعه الله تعالى فى صدرى وجعل روعى دفتيه ..
ــ كيف علمك به ؟.
ــ عن أى علم تسأل يا أمير المؤمنين ؟. أعلم تنزيله أم علم تأويله أم علم محكمه أم علم متشابهه أم ناسخه أم منسوخه أم أخباره أم أحكامه أم مكيه أم مدنيه . أم ليليه أم نهاريه أم سفريه أم حضريه . أم وجوه قراءته أم حروفه أم معانى لغاته أم حدوده . أم عدد آياته أم نظائره أم إعرابه ؟.
ــ أتعرف أحكام القرآن هذه كلها ؟.
ــ أستطيع بإذن الله تعالى أن أتكلم الآن حول ثلاثة وسبعين حكما فى القرآن تفصيلا ..
ــ كيف ذلك ؟.
ــ مثلا فى القرآن ما ثبتت تلاوته وارتفع حكمه , وفيه ما ضربه الله مثلا وفيه ما ضربه الله اعتبارا . وفيه ما أحصى الله فعال الأمم السابقه , وفيه ما قصدنا الله من فعله تحذيرا وفيه ......
قاطعه الرشيد مدهوشا .............
ــ ويحك أيهاالشافعى , عجيب ما أسمع والله منك . لقد ادعيت من القرآن علما عظيما . كل هذا يحيط به علمك وفهمك ؟.
ــ المحنة يا أمير المؤمنين تنبئ عن صدق دعواى . والمحنة على القائل كالنار على الفضة تخرج جودتها من رداءتها . هأنذا أقف أمامك فامتحن إن شئت ؟.
ــ فى الغد إن شاء الله أسألك عن تفصيله . لكن أخبرنى كيف علمك بالأحكام ؟.
ــ فى العتاق أم فى المناكحات أم فى السير والمحاربات أم فى الحدود والديات أم فى الأشربة والأطعمة والبياعات . وحلال ذلك من حرامه والحكم فيه ؟.
ــ وكيف بصرك بسنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ؟.
ــ إنى لأعرف منها ما يخرج على وجه الإيجاب ولا يجوز تركه تماما . كما لا يجوز ترك ما أوجبه الله تعالى فى القرآن . وما خرج على وجه التأديب وما خرج على وجه الخاص لا يشرك فيه العام , وما خرج على وجه العموم يدخل فيه الخصوص . وما خرج جوابا عن سؤال سائل ليس لغيره استعماله , وما خرج منه ابتداء لازدحام العلوم فى صدره . وما فعله فى خاصة نفسه واقتدى به الخاصة والعامه , وما خص به نفسه دون الناس كلهم , مع ما لا ينبغى ذكره لأنه أسقطه عليه السلام عن الناس وسنه ذكرا ..
ــ أخذت الترتيب يا شافعى لسنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فأحسنت موضعها لوصفها . فما حاجتنا إلى التكرار عليك ونحن نعلم ومن حضرنا من أهل العلم أنك حامل نصابها ..
ــ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ..
ــ وكيف بصرك بالعربيه ؟.
ــ هى مبدأنا وبها قومت طباعنا وجرت ألسنتنا فصارت كالحياة لا تتم إلا بالسلامه وكذلك العربية لا تسلم إلا لأهلها . لقد ولدت وما أعرف اللحن فكنت كمن سلم من الداء ما سلم له الدواء وعاش بكامل الهناء وبذلك شهد لى القرآن ..
ــ تقول شهد لك القرآن ؟. كيف ؟.
ــ قال تعالى "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه" يعنى قريشا وأنت وأنا منهم يا أمير المؤمنين . العنصر نظيف والدوحة منيعة شامخه وأنت أصل ونحن فرع وهو "صلى الله عليه وسلم" مفسر ومبين به اجتمعت أحسابنا . فنحن بنو الإسلام وبذلك ندعى وننسب ..
ــ صدقت بارك الله فيك . هيه كيف علمك بالنجوم ؟.
ــ أعرف الفلك الدائر والنجم السائر والقطب الثابت والمائى والنارى وما كانت العرب تسميه الأنواء . ومنازل النيرين الشمس والقمر والإستقامه والرجوع والنحوس والسعود وهيئاتها وطبائعها . وما أهتدى به فى برى وبحرى وما أستدل به على أوقات صلواتى وأعرف ما مضى من الأوقات فى كل ممسى ومصبح وظعنى فى أسفارى ..
ــ فكيف علمك بالطب ؟.
ــ أعرف ما قالت الروم بلغاتها مثل أرسطاطاليس وجالينوس وبقراط وأبوقيليس وأعرف ما نقله أطباء العرب وما قننه فلاسفة الهند ونمقه علماء الفرس مثل شاهم دويهم وبزرجمهر وغيرهم ..
ــ حسن حسن وكيف معرفتك بالشعر ؟.
ــ أعرف منه الجاهلى والمخضرم والمحدث وأعرف معاريضه وبحوره وأوزانه وأعرف طويله وكامله وسريعه ومجتثه وهزجه ورجزه وحكمه وغزله ..
ــ كيف حفظك له ؟.
ــ أروى الشاهد والشاذ ومانبه للمكارم وشحذ بصيرة الصارم . وما قيل فيه على الأمثال تبيانا للأخبار وما قصد به العشاق رجاء التلاق وما رثى به الأوائل ليتأدب به الأواخر وما امتدح به المكثرون لإمرائهم زورا وبهتانا . وما تكلم به الشاعر فصار حكمة لمستمعه ..
ــ ما ظننت أحدا يعرف هذا ويزيد على الخليل حرفا ولقد زدت وأفضلت فكيف علمك بالعرب والأنساب ؟.
ــ يا أمير المؤمنين ذلك علم لم يسعنا جهله فى الجاهلية مع ظهور الكفر وجحود الحق ليكون عونا على التعارف وبصيرة بالأكفاء . فألفيت أوائلنا أفخاذا وعمائر وفصائل وجملته قبائل وعشائر حتى ورثه الأصاغر عن الأكابر وعمل به الخلف إقتداء بالسلف . وإنى لأعرف جماهير الأقوام ونسب الكرام ومآثر الأيام وفيها نسبة أمير المؤمنين ونسبتى ومآثر أمير المؤمنين ومآثر آبائه وآبائى ..
ــ لولا أنك قرشى لقلت إنك ممن لين له الحديد . فما تقول فى الخلافة والإمامه ؟.
ــ كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفه ويجتمع الناس عليه , فهو خليفه ..
ــ ومن أولى الناس بها ..
ــ أولى الناس بها قريشا ..
ــ ما هو دليلك ؟.
ــ قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لقتاده بن النعمان لما وقع فى قريش ونال منهم [ مهلا يا قتاده لا تشتم قريشا فإنك لعلك ترى منها رجالا أو يأتى منها رجال تحتقر عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم . ولولا أن تطغى قريشا لأخبرتها بالذى لها عند الله ] ..
ــ فما تقول فى خلافة الراشدين ؟.
ــ أراهم على الترتيب كما جاءوا . أبا بكر فعمر فعثمان فعلى . وعمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين ..
ــ عجيب والله يا ابن إدريس ما أسمعه منك ..
ــ ما وجه العجب يا أمير المؤمنين ؟.
ــ ما رأيت هاشميا يقدم أبا بكر وعمر وعثمان على على غيرك ..
ــ شهـدت بأن الله لا شئ غيره .. وأشهد أن البعث حق وأخلـص ..
وأن عرى الإيمان قول محسن .. وفعل زكى قد يزيـد وينقـص ..
وأن أبا بكـر خليفة أحمد .. وكان أبو حفص على الخير يحرص ..
وأشهد ربى أن عثمان فاضل .. وأن عليـا فضله متخصـص ..
أئمة قـوم يقتـدى بفعالهم .. لحا الله مـن إياهـم يتنقـص ..
فما لغـواة يشتمـون سفاهة .. وما لسفيه لا يجـاب فيحرص ..
ــ زدنى أيها المطلبى ..
ــ أتت إمرأة يا أمير المؤمنين إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" تسأله عن مسألة فأمرها أن ترجع . قالت : يا رسول الله إن رجعت فلم أجدك فمن أسأل . كأنها تعنى الموت فقال لها النبى "صلى الله عليه وسلم" : [ فأتى أبا بكر ] فتلك إشارة منه "صلى الله عليه وسلم" إلى أن القائم بعده أبا بكر ………………
------------------------------------------
ــ الله الله . كل هذه العلوم يا ابن إدريس .
هكذا عقب عبد العزيز أكبر أخواله وهو يستمع مأخوذا مع الآخرين إلى الشافعى وهو يواصل حديثه عن محنته ..
رد شقيقه على معقبا ............
ــ أنسيت أنه جمع علوم مكة والمدينة واليمن قبل أن يجمع علوم العراق ؟.
أضاف سليم ...........
ــ ورحلته صبيا إلى الباديه أنسيتها هى الأخرى ؟.
أجاب عبد العزيز قائلا ...............
ــ على رسلكم إخوتى لم أنس شيئا من هذا غير أنى فى عجب أن يجمع كل هذه العلوم فى رأسه . ليس هذا فحسب بل ويعلن عنها وهو فى هذا الموقف العصيب بين السيف والنطع ..
رد الشافعى مبتسما فى تواضع بينما امرأته حميده تختلس النظر إليه فى إعجاب وحياء بعد أن هدأت واطمأنت وعادت البسمة تزين شفتيها ............
ــ ليس هذا بالأمر العجيب يا خال ..
ــ وهل هناك ما هو أعجب من هذا ؟.
ــ الأعجب من هذا يا خالى العزيز ما حدث بعد ذلك من أمير المؤمنين ..
بادرت أم حبيبه متسائلة فى لهفة وفضول ................
ــ خيرا يا ولدى ؟.
ــ ما كدت أنتهى من كلامى هذا والرشيد يستمع لى متكأ على مرفقه الأيمن حتى اعتدل ثم استوى جالسا وقال : ………………
ــ يا ابن إدريس لقد ملأت صدرى وعظمت فى عينى فعظنى موعظة أعرف فيها مقدار علمك وكنه فهمك ..
ــ على شريطة يا أمير المؤمنين ؟.
ــ هى لك فما هى ؟.
ــ طرح الحشمه ورفع الهيبه وإلقاء رداء الكبر عن منكبيك , وقبول النصيحه وإعظام حق الموعظة والإصاخة لها ..
ــ لك هذا , تكلم يا ابن إدريس , هات ما عندك من موعظه ..
كان الفضل بن الربيع يرقب صديقه الشافعى من ركن قريب وقد تنفس الصعداء وانبسطت أساريره بعد أن زال عنه الخوف والإشفاق . سرت الطمأنينة إلى قلبه على مصير صاحبه وتأكده من نجاته ورضا أمير المؤمنين عليه . أخذ يتابع صاحبه بعينيه وهو يجثو على ركبتيه ويمد يده غير مكترث ولا هياب ولا محتشم مشيرا إلى الرشيد قائلا فى حدة وثبات ...............
ــ يا ذا الرجل , إعلم أنه من أطال عنان الأمن فى الغره طوى عذار الحذر فى المهله . ومن لم يعول على طرق النجاة كان بمنزلة قلة الإكتراث من الله مقيما , وصار فى أمنه المحذور مثل نسج العنكبوت لا يأمن عليها نفسه ولا يضئ له ما أظلم عليه من نسبه ..
سأل الرشيد واجفا .................
ــ وكيف الخلاص من ذلك يوم القيامه ؟.
ــ لو اعتبرت بما سلف ونظرت ليومك وقدمت لغدك وقصرت أملك وصورت بين عينيك إقتراب أجلك واستقصرت مدة الدنيا ولم تغتر بالمهله . لو فعلت ذلك لما امتدت إليك يد الندامه ولابتدرتك الحسرات غدا فى القيامه ولكن ضرب عليك الهوى رواق الحيرة فتركك وإذا بدت لك يد موعظة لم تكد تراها . ومن لم يجعل الله له نورا فما له مـن نور ..
أصابت كلمات الشيخ هدفها تماما ونزلت عند الرشيد بمكان فأخذه البكاء والنحيب وهو يجفف دمعه بمنديل فى يده وعلا شهيقه وانتحابه . عندئذ انبرى أحد الواقفين من خلفه من رجاله المقربين القائمين على خدمته صارخا فى وجه الشافعى ...........
ــ على رسلك يا هذا . أبكيت عينى أمير المؤمنين ..
مواقف دائما نراها فى مجالس الملوك والأمراء يظن أصحابها أنهم أكثر شفقة عليهم من ناصحيهم يحاولون بها إظهار محبتهم واهتمامهم والتقرب بها والزلفى من ملوكهم . كان درسا قاسيا تلقاه قائل هذه الكلمات من فم الشافعى , الذى نظر إليه غاضبا , وزجر أشباهه كلهم فى شخصه قائلا له , وهو يزأر كالأسد الهصور فى وجهه ..........
ــ يا عبيد الرفعة وأعوان الظلمه وعدة الأئمه الذين باعوا أنفسهم بمحبوب الدنيا الفانيه واشتروا عذاب الآخرة الباقيه . أما رأيتم من كان قبلكم كيف استدرجوا بالإملاء ورفهوا بتواتر النعماء ثم أخذوا أخذ عزيز مقتدر ؟. أما رأيتم الله كيف فضح مستورهم وأمطر بواكر الهوان عليهم فأصبحوا بعد سكنى القصور والنعمة والحبور بين الجنادل والصخور والقبور ؟. ومن وراء ذلك وقوف بين يدى الله عز وجل ومساءلته عن الخطره وماهو أخف من الذره وهم فى ذلك نهبة للخوف والروع ..
قال هارون الرشيد .............
ــ يا ابن إدريس قد سللت علينا لسانك وهو أمضى من سيفك ..
ــ هو لك يا أمير المؤمنين إن قبلت ولا عليك ..
ــ فكيف السبيل إلى الخلاص من ذلك ؟.
ــ أما الثانيه أن ......
قاطعه الرشيد ......
ــ أين الأولى يا رجل ؟.
ــ لا أستطيع قولها ..
ــ هيه .... فهمت .. أكمل يرحمك الله ..
ــ أما الثانيه أن تتفقد بالعمارة حرم الله تعالى وحرم رسوله "صلى الله عليه وسلم" وتؤمن السبل وتنظر فى أمر الأمه ..
ــ وكيف ذاك أفصح ؟.
ــ أن تعطى أولاد المهاجرين والأنصار حقهم من الفئ لئلا تزعجهم الحاجة عن أوطانهم . وتنظر فى أمور العامة والثغور وتبذل العدل والنصفه وأن لا تجعل دونها سترا . وتتخذ أهل العلم والورع شعارا وتشاورهم فيما ينوب . وتعصى أهل الريب ومن يزين لك أن تقطع ما أمر الله به أن يوصل ..
ــ ومن يطيق ذلك ؟.
ــ من تسمى بإسمك وقعد مثل مقعدك ..
ــ يا شافعى ألك من حاجة خاصة بعد العامة فتقضى أو مسألـة فتمضى ؟.
ــ أتأمرنى بعد بذل مكنون النصيحة وتقديم الموعظه أن أسود وجهى بالمسألة وأذل للحاجه ؟.
أطرق الرشيد ثم رفع رأسه ونظر للقاضى قائلا ............
ــ يا محمد بن الحسن سله عن مسأله ؟.
تنحنح القاضى هامسا للرشيد .............
يتبع.. إن شاء الله............................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 18h37
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
|
| أدوات الموضوع |
|
|
| طرق مشاهدة الموضوع |
العرض المتطور
|
تعليمات المشاركة
|
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts
كود HTML معطلة
|
|
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 02h55.
|
|