يتحدث عن قصيدة ( يا ليلة الوصل ) المهداه من الأستاذ مختار حيدر
من قسم دعوة موسيقية على أغنية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فليحيا المزاج العالي ،،،
المترنحُ طرباً بين النجوم العوالي ،،،
ما هذه الدُّرَة التي لا قرينَ لها يا عم مختار ؟!
ألا ليتها تعود ( ليلة الوصل ) !!
هاهو شاعرنا ( إبنُ هِرْدَوس ) يأمُلها ، يتمناها ،
يناجيها ، و يتذكرُ في أسىً و حسرة ٍ و ( التذاذٍ ) توحُّدَهُ بمعشوقتِهِ في الليالي
الخوالي .. يستعيدُ بخيال ٍ عُذري ٍ ( لا يخلو من غزلياتٍ صريحة ) حبيبته التي
احتواها قلبه ، و سكرَ بخمرِ سُلافتها في ليالي الوصال ، غيرُ عابئـَين بالقيل و القال
من الواشين و ( العوازل ) ،،
و تترى على وقع صوره التي تمتاحُ من الطبيعةِ بـِنيَتـَها المشهدية ، صفاتُ الحبيبة ، و أثر الليلة و تجلياتها ، فالحبيبة هي ( بسمة الدنيا ) ، و هي الطائعة المطيعة الموفية للمواعيد ، و هي المواسية المُطيِّبة لخاطره ..
أما الليلة فهي كالصبحِ ضاحكة ً ( إستعار إشراقة الصبح و حولها إلى ضحكةٍ لليلته الموعودة في دلالةٍ تشير إلى البهجة و السعادة ) ..
ثم يعود في نهاية القصيدة إلى حسرتهِ على انقضاء زمن العشق و الوله ، و يشكو من تعلقه بتلك الأيام التي يتصدع لها قلبه ، و يذوب بتذكرها وجدانه ..
المعاني في القصيدة واضحة جلية ، و القصيدة تصنـَّفُ في غـَرَضِها غزلاً عفيفاً ،
و شاعرها ( أبو الحكم أحمد بن هردوس ) من أشهر شعراء الأندلس ( حِقبة الموحدين ) ..
القصيدة على بحر ( البسيط ) ، و تفعيلاتها :
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن .... مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
و هو من البحور التي ( رَكِبَها ) كبار الشعراء منذ العصر الجاهلي ، و سبقَ أن تحدثتُ عن الوقعِ النفسي لهذا البحر ، خلال تطرقي لقصيدة ( إرجَع إلىَّ ) و هي على بحر البسيط أيضاً ..
يا ليلة الوصل
يا ليلة َ الوصـــل من أحبابنا عودي
و رددي نغمـــــات النــــاىِ و العودِ
كم ضاعَ في ليلكِ الهادي لنا أمــــلٌ
كأنه بسمـــاتُ الغــــــــادةِ الـــــرودِ
و كم ضممــــــتُ إلى قلبي حبيبَتـــهُ
و أعينُ العذل قد ضــــــرت بتسهيدِ
و كم ثملتُ بخمـــــــر ٍ من مراشفها
أحلى و أكرمُ من خمــــــر العناقيـدِ
إذا شكوتُ الهـــوى جاءَت مواسية ً
بنغمةٍ الصبر في مزمــــــار داوودِ
واهـــــاً لها ليلة ً كالصبح ضاحكة ً
تختالُ بين وشــــــاياتٍ و تفـــــنيدِ
قضيتها و الهوى العذريُ يجمــعنا
على رياض ٍ بديـــــــعاتِ التغاريدِ
كأنها بسمـــة ُ الدنيـــــــا و زينتـُها
أعطت قيــــــاداً و أوفت بالمواعيدِ
مَرَّت فأتبعها قلبـــــــاً يفيضُ أسىً
و مقـــــلة جرحتها قســـــــوة الغيدِ
أكادُ من روعة الذكرى أذوبُ جوىً
و أصدَعُ القلبَ في أناتِ معبــــــودِ
يا قلبُ أين زمــــانٌ كان يجمــــعُنا
و أينَ أينَ هوى البيض ِ الرعـــاديدِ
أما تجلـِّي أداء العم وديع الصافي ، فأتركه لأهل الكار ..
و النبي ما تخبي علينا حاجة يا آلاتي ..
داحنا مساكين
مع تحياتي 