صاحبة الأفضال مدام ناهد..مرّ من الزمان الكثير من آخر مرة سمعت فيها شيئا مؤثرا بتلك الروح التفائلية الرائعة التى تذكرنى ببزوغ الشمس للحظات فى خِضمّ معركة سحابيّة مظلمة..كل عيب له فائدة علمها من علمها وجهلها من جهلها عمدا أو عفوا..فمن جهلها فليستح من جهله قبل أن يلج فى ما ليس له به علم..وكم سمعنا وشاهدنا من القصص والحكايات من كان فى أوج عافيته وغِناه ولكنه كان فى حضيض أخلاقه وشِيمه...فكان لا يرى بنفسه عيبا.. كانت عينه عمياء عن كل عيب فى شخصه ..حادة الرؤية فى عيوب الناس...انقلب الزمان عليه فصار شماتةً لمن كان فى صدره منه شئ...وعبرة لمن كان سليم الفطرة..وأذكر حديثا وإن كان به ضعف...وكنت قد كتبته بخطى ...ولكِ أن تعلمى والدتى ناهد...أن تلك اللوحة من الناحية الخطية (ليست مناسبة للكتابة الجمالية) لأسباب (ميزانية) دقيقة إن صحّ تعبيرى..ولكن أصررت أن أكتبها لمعناها..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك"..ثم إن كان العيب عيبا محضا لا رجاء فيه مُشاهد...ففيه أيضا مصالح...كأن يكون عِبرة بل واختبارا لمن يراه...وخيرا للمبتلى ..فكم من مبتلى دخل الجنة بفضل بلواه !!..وكم من داخل بها النار من شماتته به !!..تلك قسمة الله ..الحكيم..وهو القادر الرحيم...لو شاء لرحم كل الخلائق وعافاهم..ولكن ليبلُوَ بعضكم ببعض ..ويميز الخبيث من الطيّب...مشكورة مدام ناهد على رائع المواضيع وجميل الاختيار..لكِ كل كلمات التقدير ولن تفى ببعض الصورة..
__________________
أيها الحامل همّــــــا إن همّكَ لا يدوم
مثلما تفنى المسرّة هكذا تفنى الهموم