عبد العظيم محمد : ملحن في القلوب

[إيمانيات]

السلام عليكم ورجمة الله

أشكر لكم إخوتي في الله هذا الإحتفاء الكريم بوالدي رحمه الله رحمة واسعة بقدر ما أسعد

العديد من الناس بفنه ، لم يكن في يوما ما ينظر إلى العائد المادي لفنه بقدر ما كان

يريد أن يترك ورائه بصمة قوية غائرة في سماء الموسيقى الشرقية و المصرية .

ربما رحل كإنسان كبشر ، هو الأن في عالم الغيب و نحن في عالم الشهادة ،

لكنه لن يرحل أبدا كفنان علامة واضحة ناصعة في عالم النغم .

ستلاحظون من خلالالتنزيلات التي ينزلها الأخ الكريم محمد السلاموني ،

شباب و تطور عبد العظيم محمد في أسلوب تلحينه و تأليفه لموسيقاه

التي أعتبرها واحة من البراح و الشباب و التكيّف على المتغيرات و سرعة العصر ،

فقصيدة حنانيك مثلا لحـّنها للمطرب علي الحجار في أواخر السبعينات

أي مع بدايته كمطرب أستطاع أن يستعيد شبابه كملحن في أسلوب الفنان

المتجدد مع مطرب شاب في بداياته الأولى كأنه هو أيضا

يبدأ معه من الصفر إكتشاف الطاقات الكامنة فيه ، إستخدامه للأورج و الإيقاع

في قصيدة تسترسل في وصف أدق المشاعر العاشقة الولهه ،

كأنه يعيش لحظات معاناة الحب و العشق مرارا وتكرارا.

بالنسبة لقصيدة أحبك يا مصر فهو يرى معشوقته مصر كما لم نراها نحن من قبل ،

دائما و أبدا أغنية الحب لله ورسوله، للوطن ، للأمة العربية ، للحبيب ،

كل تفاعلات الحب يخرجها لنا من بين حنايا الكلمات نغمات محبة

لحروفها تجعل الموسيقى ناطقة بألوان الحب المختلفة.

كنت وما زلت أشعر بالحنين لصوته ، لإحتوائه ليّ في طفولتي و تفهمه

ليّ كإنسانة و امرأة و ابنة لتشجيعه أن أكون دائما مع الحق في

مواجهة الباطل ، أن أحاول السمو بكياني البشري الضعيف

حتى أطفو مع الملائكة في جنة بعيدة تنتظر قدومنا عندما

يحين الأجل وقتما يشاء الرحمن.


تحياتي لكل من خـَطّ بيمينه سطر أو كلمة أو حرف عرفانا منه ببذل هذا الفنان

الذي كان يعتبر نفسه هاويا للموسيقى ، بحارا يطوف بحور النغم يلتقط كنوز

أنارت سماء الفن بوهجها الذي بإذن الله لن يخبو أبدا طالما هناك من يستمع

لأعماله الكثيرة من السميعة الجـُمال .