* : أغاني بإداء الفنانين غير المطربين (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 21h06 - التاريخ: 08/11/2025)           »          محمد الفرشيشي توفي 26 اوت 2010 (الكاتـب : ramzy - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 20h44 - التاريخ: 08/11/2025)           »          إسماعيل شبانة- 6 ديسمبر 1919 - 28 فبراير 1985 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 20h42 - التاريخ: 08/11/2025)           »          نوري كمال (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 20h39 - التاريخ: 08/11/2025)           »          نجاة علي- 23 مارس 1913 - 26 ديسمبر 1993 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : عمر عوض - - الوقت: 20h35 - التاريخ: 08/11/2025)           »          لمعان (الكاتـب : غواص النغم - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 20h09 - التاريخ: 08/11/2025)           »          فرحات الهاشم (الكاتـب : لؤي الصايم - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 20h01 - التاريخ: 08/11/2025)           »          صور الفنانين / تلوين (حديث) لأبو برهان .. (الكاتـب : أبو برهان - - الوقت: 19h17 - التاريخ: 08/11/2025)           »          فى يوم .. فى شهر .. فى سنة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 18h52 - التاريخ: 08/11/2025)           »          علية التونسية- 4 نوفمر 1936 - 19 مارس 1990 (الكاتـب : صالح الحرباوي - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 14h45 - التاريخ: 08/11/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 22/01/2009, 20h04
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إســـلام مشاهدة المشاركة
أول ما فتحت باب القصة عشت حلم جميل صور بديعة تراكيب متتابعة متسلسلة سلسة بسيطة قيدتني بسلاسل ما أنعمها وأجملها وأسكرتني وأفقدتني وعيي فلم أدر بالا لما يحدث حولي وكأني وسط جموع المحتشدين أو جالسا للقرفصاء بجوار صاحب الجلسة أو ثملا مزوي تحت طاولة أتنصت لحديث الحكيم والقائد.

صدقني هذا ما حدث معي بالفعل يا أستاذ سيد يا باشمهندس التراكيب اللغوية عفوا أنت بدعجي كبير فلو خضعت التراكيب اللغوية لقواعد وأصول الهندسة لأخرجت لنا قوالب صماء لا تحرك فينا ساكنا ولا تفاجئنا أما ما تفعله بنا فهذا وأيم الله عين الإبداع.
استيقظت لحظة من حلمي هذا على جملة كمطب وضع لاتذكرك لأني وبصراحة تصل لحد الغباء نسيتك وانا في الحلم نسيت صاحب الجمل وما حمل نسيت أن الكاتب هو سيد أبو زهدة وعشت الجو الذي رسمته لنا, إلى أن جاءت جملة رجلٌ لا يستحق إلا أن نشوي له النسور إن طلب ، لا أن يكون هو طعاماً لها فتذكرت صديقا ومعلما واستاذا لنا دائما ما يمدحنا بمثل هذه العبارات هو أنت وأعتقد أن قائد مثل هذا -ولك أن تعتبره نوع من النقد- لا تصدر عنه مثل هذه الجملة فهي لا تتوافق مع سماته الشخصية في القصة.
قبل أن اختم لي تسأؤل ألا تتفق معي يا أستاذ سيد أن قمة التألق والإبداع أن ينسى القارئ كاتبه وينشغل عنه بما كتب؟؟!!

القيام بتحليل القصة والقاء الضوء على ما فيها من رموز وإسقاطات أمر صعب وعسير على أمثالي من أصحاب النفس القصير في الكتابة فهذا يتطلب صفحات وصفحات, ومهما مدحت في هذا العمل لن أوفيك حقك فيه ومن أنا حتى أمدح أو أنقد فبدعتك هذه أعلى من فكر كثير من البشر أنا منهم.

أخي الحبيب إسلام
أنا مندهش من طريقة قراءتك الواصلة حد الإنصهار في النصّ
إلى تلك الدرجة – المدهشة- من التوحد مع الشخوص.
حتى أنك "شعرت" بـ "المطب" ، تلك الجملة التي عزف بها "القاتل السلطاني" على مشاعر "الحكيم"
وهل يثق أمثالنا بمثل ذلك "القاتل" مهما ذرف من "دموع" ؟
و ما أدرانا بالسبب "الحقيقي" الذي دفعه إلى طلب نصيحة "الحكيم" ؟
يا إسلام (والله) أنا لا أتدخل موجهاً شخوصي ، فقط أدعهم "أحراراً" في بوحهم
ثم أعود لأقرأ ما فعلوا ،،، فأتعجب أحياناً ، مثلك
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23/01/2009, 01h52
الصورة الرمزية عيون المها
عيون المها عيون المها غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:324769
 
تاريخ التسجيل: October 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مدينـة الأحـلام
المشاركات: 144
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

المتمرس بكل ما له علاقة بالكلمة
الأستاذ سيد أبو زهده


بدايةً احترت بأي الألقاب أناديك ،، لأني أجد الألقاب تتضاءل بجوارك
و صعب أن أقيد اسمك بلقب واحد بعينه لأن إبداعك يحتمل ألقاب كثيرة
لذلك حاولت أن اختصر الألقاب في لقب واحد


********


قصتك هيأتني للسباحة في بحور المعاني و الرموز و الدلالات
أراك تتعامل مع الحروف بحرفية عالية ،، تٌدخل حروفك بوتقة المعاني لتنصهر و تعيد تشكيلها لنا بشكل مختلف عما ألفناه


سيدي الفاضل


عندما رأيت عنوان القصة من الخارج تساءلت مع نفسي ماذا تحمل لنا تلك المحارة ،، و عندما دنوت من الكلمات و بدأت القراءة وجدت المحارة تحمل لنا النفيس من اللؤلؤ


أعترف بأني لا أملك أدوات النقد الأدبي ،، و لا أملك مشرط الناقد الذي يقوم بتشريح الكلمات و إخراج ما بجوفها على مائدة النقد
فأنا لا أملك سوى التذوق الإجمالي لما أقرأ بوجهة نظري المتواضعة


و من هذا المنطلق
رأيت الفقرة الأولى توضح لنا باختصار شديد و بكلمات موجزة الفرق الشاسع بين حياة و مظهر من يملك السلطة و حياة العامة من الشعب المقهور


أعجبتني الجملة التي أتت على لسان أحد الواقفين لرؤية الموكب
(خيلنا للإستعراض وسيوفنا للرقص )
وصف يلخص لنا حال الجيوش العربية ، الجيوش التي تركت ساحات القتال و هي وظيفتها الأساسية و التي تكونت من أجلها لتقوم لنا بالعروض العسكرية و التشريفية فقط


للحظات رأيت أمامي الحانة كتصوير مٌصغر للمدينة و هي مظلمة بجهلها و تسلط حكامها ولا يوجد بها غير بصيص أمل ضعيف متناثر لبعض المتنورين بها .. رأيت أفراد الشعب هم السكارى المتكومة أبدانهم من كثرة تناولهم للهموم و الفقر و الجوع


إشرب ، فالخمر سيحل قيد لسانك ويسقط عن نفسك قناع الوقار السلطاني ... إشرب
وصل بنا الحال أن نرى الشراب هو المرادف للتحدث بصراحة و إخراج مكنون النفس للذين يعيشون تحت وطأة القهر و الخوف
أنحتاج للشراب كي نحل عقدة اللسان و نٌخرج ما بنفوسنا بصدق ؟؟
أنغيب عن الوعيلكي نتحدث بكل وعي عما يثقلنا ؟؟


********


و الله حيرتني


و أخيراً قد تكون رؤيتي خاطئة ،، لكن هكذا رأيت
الجميل في قصتك إن القارئ يمكنه أن يراها من أكثر من زاوية
و الأجمل أن كل الزوايا واضحة الرؤية


أعذرني للإطالة ،، سأكتفي بهذا القدر و لي عودة مرة أخرى
لأني أدركت الآن إن نباتات وعيي الضعيفة قد غرقت من فيض إبداعك


شكراً لك


__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( إنا لله و إنا إليه راجعون ))
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23/01/2009, 05h26
الصورة الرمزية رائد عبد السلام
رائد عبد السلام رائد عبد السلام غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:79058
 
تاريخ التسجيل: September 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 737
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

إزاااااااااااي -وأنا قاريء جيد لأدبك-يا أستاذ
لم أر تلك الأيقونة الساحرة من قصصك؟؟
إلا الآن ...
قصة شديدة الروعة ..تجول في( الزمكان) وتصلح إسقاطا علي كل
العصور العربية
أقول إيه واللا إيه ياعمنا سيد
إستناني الله يكرمك علشان طالع أقراها تاني ....قصدي خامس عشر
خُد دي مؤقتا
__________________
.



" اللهمَ إنكَ عَفُوٌّ كريمٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنَّا "
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23/01/2009, 12h40
الصورة الرمزية حمدي السمر
حمدي السمر حمدي السمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:366180
 
تاريخ التسجيل: December 2008
الجنسية: سودانية
الإقامة: الخرطوم
المشاركات: 115
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

المبدع دوما الاستاذ الرائع
سيد ابو زهدة
***
نص غاية المتاع
تقبل مروري المتواضع
__________________
طلّع لـسانـك للحـيـاه
لو قلت آه
حزنك ح يبلغ منتهاه
التوقيع : الرائع .. رائد عبد السلام
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23/01/2009, 21h57
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمدي السمر مشاهدة المشاركة
المبدع دوما الاستاذ الرائع

سيد ابو زهدة
***
نص غاية الإمتاع

تقبل مروري المتواضع
بل أنت الذي أبدع بالمرور الكريم
يا أستاذ حمدي السمر
فتقبل مودتي و احترامي

__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24/01/2009, 20h14
الصورة الرمزية منال
منال منال غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

أستاذنا الكريم الشاعر والأديب المـتألق :



سيد أبو زهده


مساء الليلك والكاميليا والكادي


أسمح لي أن أبدي إعجابي بهذه القصة المشوقة ، ولا استطيع التعبير عن فرحي بها ، فقد حلقت وجالت في فكري إلى عوالم وآفاق وفضاءات موغلة في العمق والحيرة والرمز ، فهذه القصة هي أجمل ما قرأت لك ، وأكثر نص استوقفني وحيرني وسلب لبي ، فكانت كلماتها تحلق في وجداني وكان صوتها يقرع نواميس الحياة في داخلي وكانت حروفها تتلون وتتموج في براعة وسمو فتارة أجد هذه الحروف فراشات محلقة من قبل شخصية "الحكيم"وتارة أجدها دبابير لاسعة ، من قبل شخصية " السلطان"


لله درك، كيف جمعت بين المتناقضات والمفارقات في القصة ؟ مابين الخير والشر والحق والباطل وما بين الغضب والحلم والسخط ، أخذتنا في فضاءات لا انتهاء لها من السرد والتشويق والجمال ، مع طريقة ذاتية سردية مباشرة بديعة ومع شخوص ظاهرية باطنية ومن حدث مركز شديد الدلالة متخم بالتساؤلات الحائرة مع باقة من الحوارات القيمة والسرد المشوق والوصف التصوري الناطق مع سلسلة من الأحداث والأفكار المتسلسلة في أنسابية وبساطة وعفوية ، في قالب أدبي قصصي أسمة " النسور" .

أسمح لي يا أستاذي بالثرثرة والبوح المتواضع مع قطرات نهر النسور


إصطفت الجموع على جانبي الطريق يحدها سياج من عسكر السلطان وقد أمسك كلمنهم برمح زميله ، كأنهم بنيان مرصوص يشد بعضهبعضاً


يبدأ النص بتوصيف جميل ، ويدخلنا في القصة بكل قوة وبدون تشتيت لذهن القارئ ، بوصف دقيق نجح في أثارة انتباه القارىء وجذب كل حواسه المعنوية والحسية للغوص في أعماق القصة .


فتضم ذاكرته صورا لوجوه غير الهزيلة الذابلة ، وألوانا غير الترابية الكالحة، وغيرالفوضى اليومية واللامبالاه .... بذلك الحاصل من تراتيب رتيبة ونظامممل.


يدخلنا القاص في ماهية الفكرة العامة والهدف المنشود والغاية العظمى التي حدت بهم إلى الحضور، من تغير صور الذاكرة الغابرة بصور أكثر إشراقه وتوهج، في إشارة موحية مختالة في الفرق مابين الغنى والفقر والحرمان والثراء.


همس واقف: خيلنا للإستعراضوسيوفنا للرقص



حكمة جميلة وأشارة مركزة إلى أثر وسيطرة الصورة والمظاهر على الأحداث العامة واستخدام أدوات القتال للرقص واللعب لا للحرب والدفاع بل إلى الاستعراض ولا شيء غيرة .


لكنه يهم ناهضاً بنشاط حين يلمحهقادماً بموعده اليومي ويسميه"الحكيم". يؤدي له تحية الجنود لقوادهم ، فيدسبيده مصكوكة سلطانية من فضة ويضغط على كتفه ليعاودالجلوس.

تبدأ الشخصيات الأخرى في الظهور، ولعل من أهمهما " الحكيم"، وهو يدفع مالاً من اجل تحية قام بها هؤلاء، لتكون التحية والوقوف إجلالا لها ثمن والغاية هنا تبرر الوسيلة.


تخافتت جلبة الشارع بعد انحسار سحبغبار خلفتها الخيل

جملة مركزة دالة، في إشارة إلى بقاء الغبار، فإن ذهبوا، لكن يبقى غبارهم متناثراً في الأنحاء إلى الأبد.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24/01/2009, 20h22
الصورة الرمزية منال
منال منال غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

سمع ضحكة ساخرة أعقبتها عبارةتشبهها: أي شراب ! غالي الثمن ؟



تتصاعد الأحداث في التكثيف والعمق، مع لقاء رئيس الديوان والحكيم في حانة الشراب والجدال حول ماهية الشراب مابين فعاليته من غلاء ثمنه ورخصة، الوصول إلى نتيجة إن الرخيص يسكر أكثر لأنة رخيص وبالي ولا قيمة له.


إشرب ، فالخمر سيحل قيد لسانك ويسقط عن نفسك قناع الوقار السلطاني ... إشرب


يبدأ الصراع مابين جنود العدالة وجنود الشيطان ، جنود عقلائية تجذب النفس نحو الملكوت الأعلى فتسمو ، وجنود جهلانية تجذب النفس نحو الملكوت السفلى فتسقط ، ومع جدال مابين المعسكرين ، والمشاهد في تصاعد مع بروز علاقة الضد بين العقل والجهل حول فلسفة الشراب وإثارة وأبعاده التفصيلية المتعددة ، فقد كان الوصف موجزاً من ناحية الكلمات ، لكنة عميق الحكمة والمعنى .


منذ نعى إلى الأمة "صاحب الجلالة الوالد العظيم" واعتلىالعرش.

: منذ قتله أبيه؟
: ها؟
: أفهم أن أبيه كان أول طعام للنسور؟
: لا ، لا هو لم يقتله
: أفهم أفهم ، السلاطين لا تجيد القتلكما تجيد إعطاء الأمر به..


حوار بديع وعميق الرمز والدلالة والتكثيف ، من نفوس جبلت على إعطاء الأوامر لا تنفيذها ، وفي فكرة قابلة إلى الانفكاك الصوري في كل حين ووقت ، إذا اقتضت الحاجة وإذا قامت القوى السلطانية والوهمية والميكيافلية من سياسة البقاء والسلطة ، في هذه الحالة تزال الأحجار التي تقف عثرة في طريقهم مهما كان ، فالمانع مفقود والمقتضى موجود .


كل اللذين أطعمت النسور لحومهم كانوا كصاحبك،أما اهتز ضميرك لمصيرهم؟

: جئتك للمشورة لا للحساب.



تتراكم المشاهد الحسية والمعنوية وتبرز ملامح الشخصيات النفسية والذاتية أكثر وأكثر ، ويظهر لنا الحدث الأساسي من القصة مع لفظة "النسور" ويبدأ القارئ في إدراك كنهها وسرها المكنون ، مع أبعاد هذه الكلمة المركزة مع ومضات أفكار هذه القصة ، بلغة متمرسة راقية وواعية دقيقة ومتناهية في العمق والسرد ، مع استنفار كل قوى القارىء العقلية والوجدانية مع ماهية النسور وبعدها العميق وصورتها المختالة بين سطور القصة، حينها تنطلق الرؤى مع تصاعد الحوار بين الرئيس والحكيم ، وتنطلق الأفكار من عالمها المحدود إلى إلى اللامحدود ومن المتناهي إلى المطلق اللامتناهي ، وقد رأيت الخيال في هذا المقطع طائر محلق يحط في كلّ آن على غصن ، وما يفتأ متنقلاً من فكرة إلى أخرى دون كلل أو ملل .


يوميء جلالته على من يشاء فآمر سرية النسور باقتياده إلى واد النسور خلف الجبلفنتركه مقيدا هنالك ونعود. يسألني جلالته فأقسم له بالعرش أني تركته عند النسور. فالنسور طيور جارحة ، والنسور سرية جنود والنسور وادٍ بخلفالجبل...


تتصاعد الأفكار وتبرز المتناقضات والأطروحات والإشكالات ، من عمل النسور ، ومن ظهور ماهية "الأنا" عند السلطان وهذه الذات التي لها دور إعطاء الأوامر ولها القوة في إرسال من يشاء إلى وادي النسور، ثم تتكشف الرؤى لتدخلنا في عمق الفكرة في توصيف ذات النسور وماهيتها ، وكيف يكون لها طعاماً خاصا ومركزاً ويحمل مواعيد معينة ثابتة ولا تضمحل أبداً .

ليكون للبلاد جيشاً من محبين

يصل بنا القاص إلى الغاية التي من أجلها وجدت النس
ور ووجد الوادي، وهي تكوين جيش من محبين وموالين، ومن يخالف هذا الحب والولاء يجازى بالعقاب الأليم وهو أن يكون طعاماً للنسور.

: إن النسور تشكو التخمةهذا الفجر يامولاي

لكن النسور تعبت من الأكل ووصلت إلى حد التخمة، لكثرة المشككين والمارقون والحاقدون.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24/01/2009, 20h28
الصورة الرمزية منال
منال منال غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

طعام النسور" . وجلالته مغتبط لولائه ، حانقاً على"أعداء البلاد



صراع يتجلى مابين الغضب والولاء والقوة والبطش، ويصل بنا إلى حقيقة أزلية في انتشار الشر والظلم وضياع العدالة، فجزائهم وعقابهم أن أصبحوا طعاماً للنسور.


ثم يصل بنا إلى نهاية رئيس الديوان من أثر وشاية، سارعت في انتهاء أجلة، وانقلب الحال وأصبح مقيداً بعد أن كان قائداً، في أشارة إلى تقلب أحوال الزمان وسيطرة عنصر الغضب على قوة العاقلة.


إعتلى رئيس الديوان العرش فوقفحكيم الحانة يذكره بالعدل والشورى وحب الوطن.

أسكته بإشارة من يدٍ أثقلتها الجواهر . أشار له ، يحدثه بغير نبرات صوته يوم الموكب و الخمارة:ترى ياحكيم .. كم يوم تصبر الطيور فيه عن الطعام ؟ هذاالطاووس، مثلاً !

لقد جاعت النسور ياحكيم ، وأنت من حرمها انتظاموجباته




بلغة رمزية يشحذ العقل وتتجلى المشاهد التفصيلية في هذا المقطع ، وتتراكم الصور الكثيفة والمزدحمة والمتلاحقة في هذا الفكرة الدلالية وبما تحمل من ازدواجية وتصور وترميز .

ثم أومأ" السلطان الجديد"إلى جنود متراصين وقوفاً قبالته ، فاقتادوا الحكيم إلى ذات الوادي


يصل بنا القاص إلى النهاية المؤلمة والحزينة ، ويفيق الفكر بعد حالة من التركيز والجاذبية والتسمر، إلى حقيقة وجودية من تقلب الأحوال ، تاركاً في نفوسنا تساؤلات حائرة من سيطرة القوى الدنيوية من السلطان الجديد على قوى العقل الروحانية من الحكيم ، وبعد أن تكلم إليهم بإسرار الوجود وعوالم الملكوت ، وبعد أن طاف بهم في مملكة الباطن ، بما فيها من عمق ودلالة وأسرار ، لكنهم أحبوا مملكة الظاهر وبقوا تحت قيودها وأغلالها ، وأرادوا انهزام العقل وانتصار الشر والفناء .


إنها حقاً قصة ممتعة ومشوقة، وتحمل رسالة سامية راقية، ومليئة بعمق الدلالة والحكمة والتساؤل والرمز، و" النص الجيد يمتنع عن تقديم إجابات أو حلول، ولا قيمة لنص لا يقبل التأويل" كما قال شاعرنا الحكيم الفيلسوف الأستاذ كمال عبد الرحمن.


تقبل مني هذا المرور المتواضع


مع خالص الشكر والتقدير


مع التحية .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24/01/2009, 21h44
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة manal99 مشاهدة المشاركة
سمع ضحكة ساخرة أعقبتها عبارةتشبهها: أي شراب ! غالي الثمن ؟




تتصاعد الأحداث في التكثيف والعمق، مع لقاء رئيس الديوان والحكيم في حانة الشراب والجدال حول ماهية الشراب مابين فعاليته من غلاء ثمنه ورخصة، الوصول إلى نتيجة إن الرخيص يسكر أكثر لأنة رخيص وبالي ولا قيمة له.


إشرب ، فالخمر سيحل قيد لسانك ويسقط عن نفسك قناع الوقار السلطاني ... إشرب


يبدأ الصراع مابين جنود العدالة وجنود الشيطان ، جنود عقلائية تجذب النفس نحو الملكوت الأعلى فتسمو ، وجنود جهلانية تجذب النفس نحو الملكوت السفلى فتسقط ، ومع جدال مابين المعسكرين ، والمشاهد في تصاعد مع بروز علاقة الضد بين العقل والجهل حول فلسفة الشراب وإثارة وأبعاده التفصيلية المتعددة ، فقد كان الوصف موجزاً من ناحية الكلمات ، لكنة عميق الحكمة والمعنى .


منذ نعى إلى الأمة "صاحب الجلالة الوالد العظيم" واعتلىالعرش.

: منذ قتله أبيه؟

: ها؟
: أفهم أن أبيه كان أول طعام للنسور؟
: لا ، لا هو لم يقتله
: أفهم أفهم ، السلاطين لا تجيد القتلكما تجيد إعطاء الأمر به..




حوار بديع وعميق الرمز والدلالة والتكثيف ، من نفوس جبلت على إعطاء الأوامر لا تنفيذها ، وفي فكرة قابلة إلى الانفكاك الصوري في كل حين ووقت ، إذا اقتضت الحاجة وإذا قامت القوى السلطانية والوهمية والميكيافلية من سياسة البقاء والسلطة ، في هذه الحالة تزال الأحجار التي تقف عثرة في طريقهم مهما كان ، فالمانع مفقود والمقتضى موجود .


كل اللذين أطعمت النسور لحومهم كانوا كصاحبك،أما اهتز ضميرك لمصيرهم؟

: جئتك للمشورة لا للحساب.



تتراكم المشاهد الحسية والمعنوية وتبرز ملامح الشخصيات النفسية والذاتية أكثر وأكثر ، ويظهر لنا الحدث الأساسي من القصة مع لفظة "النسور" ويبدأ القارئ في إدراك كنهها وسرها المكنون ، مع أبعاد هذه الكلمة المركزة مع ومضات أفكار هذه القصة ، بلغة متمرسة راقية وواعية دقيقة ومتناهية في العمق والسرد ، مع استنفار كل قوى القارىء العقلية والوجدانية مع ماهية النسور وبعدها العميق وصورتها المختالة بين سطور القصة، حينها تنطلق الرؤى مع تصاعد الحوار بين الرئيس والحكيم ، وتنطلق الأفكار من عالمها المحدود إلى إلى اللامحدود ومن المتناهي إلى المطلق اللامتناهي ، وقد رأيت الخيال في هذا المقطع طائر محلق يحط في كلّ آن على غصن ، وما يفتأ متنقلاً من فكرة إلى أخرى دون كلل أو ملل .


يوميء جلالته على من يشاء فآمر سرية النسور باقتياده إلى واد النسور خلف الجبلفنتركه مقيدا هنالك ونعود. يسألني جلالته فأقسم له بالعرش أني تركته عند النسور. فالنسور طيور جارحة ، والنسور سرية جنود والنسور وادٍ بخلفالجبل...


تتصاعد الأفكار وتبرز المتناقضات والأطروحات والإشكالات ، من عمل النسور ، ومن ظهور ماهية "الأنا" عند السلطان وهذه الذات التي لها دور إعطاء الأوامر ولها القوة في إرسال من يشاء إلى وادي النسور، ثم تتكشف الرؤى لتدخلنا في عمق الفكرة في توصيف ذات النسور وماهيتها ، وكيف يكون لها طعاماً خاصا ومركزاً ويحمل مواعيد معينة ثابتة ولا تضمحل أبداً .

ليكون للبلاد جيشاً من محبين

يصل بنا القاص إلى الغاية التي من أجلها وجدت النس
ور ووجد الوادي، وهي تكوين جيش من محبين وموالين، ومن يخالف هذا الحب والولاء يجازى بالعقاب الأليم وهو أن يكون طعاماً للنسور.

: إن النسور تشكو التخمةهذا الفجر يامولاي


لكن النسور تعبت من الأكل ووصلت إلى حد التخمة، لكثرة المشككين والمارقون والحاقدون.
يومها ، يا منال
لم أجد وقتاً يكفي لصياغة جملة تطاول مزنتك
فكتبت ما فتح الله علي به ،
فكان ذلك السؤال العفوي كاندهاشة طفلٍ عثر بلعبة
: بأي مُزنةٍ ، تكثـَّفـَت فيها الطيُوب ، تغمسين قلمك يا سيدتي ؟
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24/01/2009, 21h37
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة manal99 مشاهدة المشاركة
أستاذنا الكريم الشاعر والأديب المـتألق :




سيد أبو زهده


مساء الليلك والكاميليا والكادي


أسمح لي أن أبدي إعجابي بهذه القصة المشوقة ، ولا استطيع التعبير عن فرحي بها ، فقد حلقت وجالت في فكري إلى عوالم وآفاق وفضاءات موغلة في العمق والحيرة والرمز ، فهذه القصة هي أجمل ما قرأت لك ، وأكثر نص استوقفني وحيرني وسلب لبي ، فكانت كلماتها تحلق في وجداني وكان صوتها يقرع نواميس الحياة في داخلي وكانت حروفها تتلون وتتموج في براعة وسمو فتارة أجد هذه الحروف فراشات محلقة من قبل شخصية "الحكيم"وتارة أجدها دبابير لاسعة ، من قبل شخصية " السلطان"


لله درك، كيف جمعت بين المتناقضات والمفارقات في القصة ؟ مابين الخير والشر والحق والباطل وما بين الغضب والحلم والسخط ، أخذتنا في فضاءات لا انتهاء لها من السرد والتشويق والجمال ، مع طريقة ذاتية سردية مباشرة بديعة ومع شخوص ظاهرية باطنية ومن حدث مركز شديد الدلالة متخم بالتساؤلات الحائرة مع باقة من الحوارات القيمة والسرد المشوق والوصف التصوري الناطق مع سلسلة من الأحداث والأفكار المتسلسلة في أنسابية وبساطة وعفوية ، في قالب أدبي قصصي أسمة " النسور" .

أسمح لي يا أستاذي بالثرثرة والبوح المتواضع مع قطرات نهر النسور


إصطفت الجموع على جانبي الطريق يحدها سياج من عسكر السلطان وقد أمسك كلمنهم برمح زميله ، كأنهم بنيان مرصوص يشد بعضهبعضاً


يبدأ النص بتوصيف جميل ، ويدخلنا في القصة بكل قوة وبدون تشتيت لذهن القارئ ، بوصف دقيق نجح في أثارة انتباه القارىء وجذب كل حواسه المعنوية والحسية للغوص في أعماق القصة .


فتضم ذاكرته صورا لوجوه غير الهزيلة الذابلة ، وألوانا غير الترابية الكالحة، وغيرالفوضى اليومية واللامبالاه .... بذلك الحاصل من تراتيب رتيبة ونظامممل.


يدخلنا القاص في ماهية الفكرة العامة والهدف المنشود والغاية العظمى التي حدت بهم إلى الحضور، من تغير صور الذاكرة الغابرة بصور أكثر إشراقه وتوهج، في إشارة موحية مختالة في الفرق مابين الغنى والفقر والحرمان والثراء.


همس واقف: خيلنا للإستعراضوسيوفنا للرقص



حكمة جميلة وأشارة مركزة إلى أثر وسيطرة الصورة والمظاهر على الأحداث العامة واستخدام أدوات القتال للرقص واللعب لا للحرب والدفاع بل إلى الاستعراض ولا شيء غيرة .


لكنه يهم ناهضاً بنشاط حين يلمحهقادماً بموعده اليومي ويسميه"الحكيم". يؤدي له تحية الجنود لقوادهم ، فيدسبيده مصكوكة سلطانية من فضة ويضغط على كتفه ليعاودالجلوس.

تبدأ الشخصيات الأخرى في الظهور، ولعل من أهمهما " الحكيم"، وهو يدفع مالاً من اجل تحية قام بها هؤلاء، لتكون التحية والوقوف إجلالا لها ثمن والغاية هنا تبرر الوسيلة.


تخافتت جلبة الشارع بعد انحسار سحبغبار خلفتها الخيل

جملة مركزة دالة، في إشارة إلى بقاء الغبار، فإن ذهبوا، لكن يبقى غبارهم متناثراً في الأنحاء إلى الأبد.


يا منال
هل تذكرين عندما سألتك
(عند أول تشريفٍ منكِ لي)
: بأي مُزنةٍ ، تكثـَّفـَت فيها الطيُوب ، تغمسين قلمك يا سيدتي ؟
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 06h05.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd