أخيراً يقطرُ مِدادُ قلمِكِ المرهف إبداعاً قصصياً ،، بعد أن كان يتحفنا بعذوبة النثر و رقيق المعاني و آسرِ الصور الوهاجة
لقد قرأت قصتكِ بتمعن و فرحة لا أخفيها ، فرحة بخيال ( منال ) حين يكتب قصة مؤثرة ،، و قد استوقتني النهاية ( الشعرية ) التي تنطق بالجمال
تأثرت كثيراً ب ( خالد ) و صدماته الدراماتيكية ،، عشت معه أحلامه التي تحولت إلى حطام تلو حطام دون رحمة أو شفقة ،، و تألمتُ لمصيره الذي أودى به إلى التهلكه ،، اىُّ إنسان يستطيع أن يحتمل كل تلك المآسي و العقبات و لطمات المصير المجهول التي سحقته و جعلتنا نبكي دماً لا دموعاً .. ؟!
و أرى أن هذا العمل لو تم ( مَطُّ قـُماشة أحداثه و تفاصيله ) ، يمكن أن يصبح رواية مؤثرة و جديرة بالتأمل و القراءة
سلمت بنانك ،،
و لكني على قدر تمزقي و انفعالي ب ( خالد ) ، إلا أنني أنتظر منكِ عملاً يكون أكثر تفاؤلاً و إشراقاً ، فقصة خالد نجحت في استدرار حزني ( الجاهز لأىِّ مثير ) ، و قد فـَعَلـَتها ( جمر الإنتظار ) معي
أجمل ما استوقفني في القصة ، هو صياغتك الشاعرية الرومانسية التي تعبر عن إنسانة متذوقة للكلمة و المعنى ، إذ تأخذيننا في حالة من السكينة و الجمال ، حين تصفين الليل بهذا الجمال العبقري :
الظلام الدامس يخيمعلى أرجاء المدينة ، الهدوء واللون الأسود يلفان المكان وعيون القمر البريئة تضيءسماء الليل الهاجس وسكون غريب يبعث على التأمل والتفكر والبحر المتلاطم يكاد يطولفي إزعاجه وهيجانه ، والنور يغمر المكان على الرغم من ظلمات الليل ، والنوم يغادرالأجفان على الرغم من جزل
ليس لنا من مناصٍ أمام شاعرية المشهد ، سوى الإستسلام لعالمه الذي يسرقنا من واقعنا ، و يضعنا في نفس حالة ( خالد ) ذلك الشاب الوسيم الأنيق الذي يدرس في بلاد أجنبية ..
غير أن المأساة لا ترحم القاريء و لا خالد ، فإذا نحن نتعاطف بكل وجداننا و كياننا مع هذا المسكين الذي لا حول له و لا قوة أمام ضربات القدر الموجعة
أحييكِ على تلك ( البداية ) التي تنبيء عن قاصة أكثر رسوخاً في المستقبل ، و أقل تعلقاً بالمواقف ( الملحمية الدرامية ) ، و يكفيكِ التركيز على حدث واحد يكون أقرب إلى سخونة الواقع ،، فقلمكِ البديع يستطيع أن يصنع الكثير من موقفٍ عادي و عابر
دُمتِ لنا مبدعةً و شاعرةً للكلمات ،، و نحن على ( جمر الإنتظار ) نتلهف لقصتكِ القادمة