من قطوف الشعر العربى

[صاروخ23]

من العربية الفصحى إلى اللّهجة العاميّة التّونسيّة، أسوق إليكم هذا القصيد الجميل الرّائع الذي يختنز بين طيّاته كثيرا من المعاني والعبر والحقائق التي تجسّد من خلالها أصناف النّاس.

ملاحظة: إن عضل عليكم فهم مصطلح فلا مانع أن تشيروا إليه وسوف أفسّره بإذن الله تعالى...

أصناف الناس

ثَمَّه اللّي هومَ هومه
وثمّه العسله في القرجومه
وثمّه اللّي قالوالي عليهم
شيطان خير منهم هومه

ثمّه المفاوح مسك وعنبر
وثمّه الصافي في عطر مقطر
وثمّه الّي ببالك ما يخطر
أحسن في الدنيا ما تعشر
....
وثمّه الفاسد وجه البومه
أفعاله وأقواله مشومه
وثمّه اللّي دلّوني عليهم
شيطان أفضل منهم هومه

ثمّه الدّوني وثمَّ الباهي
وثمَّه الزّين وديمه زاهي
وثمَّه الّ يبقى بغيره لاهي
وثمَّه من ع الدّوني ناهي
....
وثمّه الّي يفهم م اللّي تلومه
وثمّه ال يرجع بألف خصومه
وثمّه اللّي قالوا عليهم
شيطان أحسن منهم هومه

ثمّه ال يبشر باللّي يجيه
وثمّه اللّي يعادي واليه
وثمّه الطاير حوته عليه
وثمّه اللي يدبي على رجليه
....
وثمّه الجوهر غالي سومه
وثمّه الفحمه م المردومه
وثمَّه اللّي نوصيك عليهم
صاحب شيطان ولا هومه

ثمّه اللّي من نظره تحبه
وثمَّه من تهرب من جنبه
وثمَّه اللّي طعمه كالحلبه
علقم ما تتجرع شربه
....
وثمّه اللّي بالسيف ترومه
وثمّه جماعه وسط الحومه
أكثرهم قالوا عليهم
نفضل شيطان ولا هومه

ثمّه اللّي في شعرته واحل
وثمّه اللّي ما تشدّه سلاسل
وثمّه العالم،وثمَّ الجاهل
وثمّه الواعر،ثمَّ السّاهل
....
وثمّه اللّي بحره ما تعومه
ثمّه اللّي ما يهنى نومه
وثمّه اللّي وصّوني عليهم
نخيّر شيطان ولا هومه

ثمّه فقري وثمَّ غني
وثمّه شاقي وثمَّ هني
وثمّه شارف، ثمَّ ثني
وثمّه الّلي كبهيم دني
....
وثمّه اللّي مخنوع كرومه
وثمّه اللّي أفكاره مخرومه
وثمّه جماعه قالوا عليهم
بجّل شيطان ولا هومه

الشّيخ الأستاذ الإمام: العجمي مصباح
رادس ـ تونس ـ في 18/09/1973

[unicorn]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاروخ23

من العربية الفصحى إلى اللّهجة العاميّة التّونسيّة، أسوق إليكم هذا القصيد الجميل الرّائع الذي يختنز بين طيّاته كثيرا من المعاني والعبر والحقائق التي تجسّد من خلالها أصناف النّاس.

ملاحظة: إن عضل عليكم فهم مصطلح فلا مانع أن تشيروا إليه وسوف أفسّره بإذن الله تعالى...

أصناف الناس

ثَمَّه اللّي هومَ هومه
وثمّه العسله في القرجومه
وثمّه اللّي قالوالي عليهم
شيطان خير منهم هومه

ثمّه المفاوح مسك وعنبر
وثمّه الصافي في عطر مقطر
وثمّه الّي ببالك ما يخطر
أحسن في الدنيا ما تعشر
....
وثمّه الفاسد وجه البومه
أفعاله وأقواله مشومه
وثمّه اللّي دلّوني عليهم
شيطان أفضل منهم هومه

ثمّه الدّوني وثمَّ الباهي
وثمَّه الزّين وديمه زاهي
وثمَّه الّ يبقى بغيره لاهي
وثمَّه من ع الدّوني ناهي
....
وثمّه الّي يفهم م اللّي تلومه
وثمّه ال يرجع بألف خصومه
وثمّه اللّي قالوا عليهم
شيطان أحسن منهم هومه

ثمّه ال يبشر باللّي يجيه
وثمّه اللّي يعادي واليه
وثمّه الطاير حوته عليه
وثمّه اللي يدبي على رجليه
....
وثمّه الجوهر غالي سومه
وثمّه الفحمه م المردومه
وثمَّه اللّي نوصيك عليهم
صاحب شيطان ولا هومه

ثمّه اللّي من نظره تحبه
وثمَّه من تهرب من جنبه
وثمَّه اللّي طعمه كالحلبه
علقم ما تتجرع شربه
....
وثمّه اللّي بالسيف ترومه
وثمّه جماعه وسط الحومه
أكثرهم قالوا عليهم
نفضل شيطان ولا هومه

ثمّه اللّي في شعرته واحل
وثمّه اللّي ما تشدّه سلاسل
وثمّه العالم،وثمَّ الجاهل
وثمّه الواعر،ثمَّ السّاهل
....
وثمّه اللّي بحره ما تعومه
ثمّه اللّي ما يهنى نومه
وثمّه اللّي وصّوني عليهم
نخيّر شيطان ولا هومه

ثمّه فقري وثمَّ غني
وثمّه شاقي وثمَّ هني
وثمّه شارف، ثمَّ ثني
وثمّه الّلي كبهيم دني
....
وثمّه اللّي مخنوع كرومه
وثمّه اللّي أفكاره مخرومه
وثمّه جماعه قالوا عليهم
بجّل شيطان ولا هومه

الشّيخ الأستاذ الإمام: العجمي مصباح

رادس ـ تونس ـ في 18/09/1973

أكيد يا استاذ كريم المفردات صعبة جدا
لأنها باللغة الدارجة التونسية
و لكنها مفهومة فى مجملها
و أول ما خطر لى و أنا أقرأها , تلاقى روحي شاعرين
كلاهما له نفس الروح الشفافة الأثيرية
و كلاهما يملك تلك القدرة العجيبة و الفراسة النادرة للغوص فى نفوس الناس ,و التمعن فى وجوههم , لسبر أغوار هذه النفوس
و لكشف ما يحاولون تخبئته
و قد ينجحون بأقل من النظر فى هذه الوجوه ,
ربما ينجحون بسماع الصوت فقط ليفهموا من صوت محدِّثهم طبيعة هذه النفس و يقفوا على عيوبها و مميزاتها
الاول يا صديقى هو شاعرك الذى أشاركك حبه الشيخ العجمى مصباح
أطال الله بقائه صالحا إن كان من أهل الدنيا , و رحمه و غفر له ذنبه و الحقه بالصالحين إن كان من أهل الآخرة
أمّا الثانى فهو الاستاذ أبو زهدة
الذى استفزته نفس الفكرة
فجمع خلاصة تجاربه بين نفوس البشر فى قصيدة الوشوش
هنا
و الأغرب أن كلا القصيدتين باللغة الدارجة البعيدة عن الفصحى
و كأن كلا الشاعرين أبى إلا أن يعبر عن تجربته براحته دون أى قيد لغوى يعيقه , على تمكنهما من الفصحى
و لا أدرى بماذا يُفسر ذلك التلاقى الفكرى بين هذين الشاعرين
و كل منهما فى زمان و مكان مختلف
الا أن أقول أن الله سبحانه و تعالى وهب كلا منهما نفس المواهب من فراسة و شعر
فعبر كلاهما بنفس الطريقة
و اسمح لى يا اخى كريم أن أسأل
هل تمت بقرابة الى الشيخ العجمى مصباح ؟؟؟
أخيرا جزيل شكرى لك يا أخى على ما أمتعتنا به من عظيم الشعر و حسن القول

[صاروخ23]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة unicorn

أكيد يا استاذ كريم المفردات صعبة جدا

لأنها باللغة الدارجة التونسية
و لكنها مفهومة فى مجملها
و أول ما خطر لى و أنا أقرأها , تلاقى روحي شاعرين
كلاهما له نفس الروح الشفافة الأثيرية
و كلاهما يملك تلك القدرة العجيبة و الفراسة النادرة للغوص فى نفوس الناس ,و التمعن فى وجوههم , لسبر أغوار هذه النفوس
و لكشف ما يحاولون تخبئته
و قد ينجحون بأقل من النظر فى هذه الوجوه ,
ربما ينجحون بسماع الصوت فقط ليفهموا من صوت محدِّثهم طبيعة هذه النفس و يقفوا على عيوبها و مميزاتها
الاول يا صديقى هو شاعرك الذى أشاركك حبه الشيخ العجمى مصباح
أطال الله بقائه صالحا إن كان من أهل الدنيا , و رحمه و غفر له ذنبه و الحقه بالصالحين إن كان من أهل الآخرة
أمّا الثانى فهو الاستاذ أبو زهدة
الذى استفزته نفس الفكرة
فجمع خلاصة تجاربه بين نفوس البشر فى قصيدة الوشوش
هنا
و الأغرب أن كلا القصيدتين باللغة الدارجة البعيدة عن الفصحى
و كأن كلا الشاعرين أبى إلا أن يعبر عن تجربته براحته دون أى قيد لغوى يعيقه , على تمكنهما من الفصحى
و لا أدرى بماذا يُفسر ذلك التلاقى الفكرى بين هذين الشاعرين
و كل منهما فى زمان و مكان مختلف
الا أن أقول أن الله سبحانه و تعالى وهب كلا منهما نفس المواهب من فراسة و شعر
فعبر كلاهما بنفس الطريقة
و اسمح لى يا اخى كريم أن أسأل
هل تمت بقرابة الى الشيخ العجمى مصباح ؟؟؟

أخيرا جزيل شكرى لك يا أخى على ما أمتعتنا به من عظيم الشعر و حسن القول

شاعرنا كأبو زهده... كمعظم الشعراء الذين عايشوا النّاس وخالطوا كلّ أجناسهم أصبحت لديهم فراسة وهبها الله لهم يستطيعون من خلالها تصنيف وتمييز النّاس من خلال التّمعّن فيهم...فإن كانت الأذن تعشق قبل العين أحيانا فما بالك بمن يعاشر النّاس ويصاحبهم فتصبح لديه مع الموهبة خبرة في فرز أصناف النٌاس....


ملاحضة: بلى يا أخي أبو مندور، قرابتي به، كما قلتُ آنفا، هي قرابة الإبن بأبيه...أدام الله لنا آباءنا ورحم فيهم من بجوار ربّه وجعلنا ذخرا لأبناءنا كما كانوا أباءنا لنا....