* : ياسمين الخيام- 18 أغسطس 1946 (الكاتـب : امحمد شعبان - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 08h38 - التاريخ: 19/12/2025)           »          إيليا بيضا (الكاتـب : fatinr - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 08h33 - التاريخ: 19/12/2025)           »          نـعـمـة- 27 فبراير 1934 - 18 أكتوبر 2020 (الكاتـب : صالح الحرباوي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 08h29 - التاريخ: 19/12/2025)           »          سلاف (1943) (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 08h26 - التاريخ: 19/12/2025)           »          محمد الجراري(مونولوجيست) 3 أفريل 1925 - 14 جوان 1997 (الكاتـب : Karim Samaali - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 08h18 - التاريخ: 19/12/2025)           »          صور الفنانين / تلوين (حديث) لأبو برهان .. (الكاتـب : أبو برهان - - الوقت: 22h34 - التاريخ: 18/12/2025)           »          الفنان عبدالكريم عبدالقادر (الكاتـب : بو بشار - - الوقت: 03h24 - التاريخ: 18/12/2025)           »          رابح درياسة- 1 جويلية 1934 - 8 أكتوبر 2021 (الكاتـب : ridha26 - آخر مشاركة : hamid faical - - الوقت: 01h10 - التاريخ: 18/12/2025)           »          حضيري أبو عزيز (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h47 - التاريخ: 17/12/2025)           »          نادية مصطفى- 27 أكتوبر 1963 (الكاتـب : حازم فودة - آخر مشاركة : ابو ساميه - - الوقت: 20h20 - التاريخ: 17/12/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 02/11/2008, 10h07
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,309
افتراضي

أساتذتى الأجلاء وأصدقائى الأعزاء
سيد أبو زهده
وليد إبراهيم
رائد المصرى .. الذى راسلنى على الخاص
من المنطقى أن يذهب الروع عنى
بعد كلماتكم الطيبه المشجعه الراقيه ..
لكنها فى الحقيقه زادت من خوفى
وجعلتنى أشعر بضخامة المسئوليه والورطة
التى أورطت نفسى فيها ..
لكنى رغم ذلك سأستمر وأسأل الله تعالى
المدد والتوفيق
..................................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 18/05/2011 الساعة 13h11
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02/11/2008, 19h42
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,309
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

الفصل


الأول




(1)



الـرؤيـا والمولود

تسعة أعوام مضت بحلوها ومرها على زواج إدريس لم تنجب خلالها أم حبيبه .. بدأت تظهر عليها علامات غريبة وتعتريها أشياء لم تعهدها لها من قبل . كانت تعاودها بين الحين والآخر نوبات دوار وغثيان لم تعرف لها فى البداية سببـا . حاولت جاهدة أن تخفيها عن عين زوجها على أنها وعكة صحية لا تلبث أن تزول كغيرها . لم تحدثها نفسها أبدا أن تقص عليه من نبأها شيئا .. كانت تعلم أنه لن يدخر جهدا فى إحضار الطبيب لها وهذا يكلفه الكثير مما لا يتحمله راتبه الضئيل .
لم تجد أمامها أخيرا إلا جارتها خديجه أم عبد الرحمن وزوجة الأنبارى زميل إدريس فى عمله فى الثغر .. كانت صديقتها الوحيدة فى تلك البلاد التى كتب عليها أن تعيش فيها سنوات من عمرها . فزعت إليها وقصت عليها ما تعانى منه وما حل ببدنها من تغيرات لا تدرى لها سببا . سألتها صاحبتها سؤالا بعد الآخر واستفسرت منها عن أشياء .. لم تلبث بعدها إلا أن ابتسمت ابتسامة عريضة وهى تحتضنها قائلة : أبشرى يا أم حبيبه ..
قاطعتها فى دهشة قبل أن تكمل : ماذا دهاك يا أم عبد الرحمن أشكو إليك علتى فتضحكين منى وتقولين لى أبشرى ؟!.
ردت والإبتسامة لا تزال ملئ فمها : أجل أبشرى .. ألم أقل لك إن الله لن يخيب رجاءكما ..
ردت والدهشة لم تفارقها غير مصدقة بعد أن أدركت ما ترمى إليه : ماذا تقصدين أتريدين أن تقولى أنـى ….
قالتها وهى ترنو إلى بطنها . قاطعتها فى لهجة مرحه وهى تحتضنها : أجل هو ذاك أيتها الحبيبه . الولد الذى طال انتظاركما له آت عما قريب بإذن الله . بضعة أشهر ويملأ الدار صراخا وضجيجا .. لكن إياك أن تنسى البشاره ..
أخذت أعراض الحمل تظهر واضحة جلية عليها مع الأيام بعد أن استجاب الله تعالى دعاء زوجها أن يهبهما قرة العين . كانت تلك أمنيته الوحيدة التى صبت إليها نفسه من كل متاع الدنيا وزينتها . لم يطلب من ربه سواها .. كم تمنى أن يحققها لهما قبل أن يفارق الدنيا . ظل يلح عليها كثيرا وهو يدعو ربه فى كل صلاة شاعرا فى قرارة نفسه أنه لن يعمر كثيرا وأن أيامه لن تطول ..
أمنية جاءت بعد طول انتظار وشوق .. لكن زادته مشقة وجعلت ظهره ينوء بأثقاله وهى تتراكم عليه واحة تلو أخرى .. وما حيلة الرجل وهو معتل الصحة سقيم البدن يعانى من نوبات سعال وضيق فى صدره لأقل جهد بدنى .. كان فى أحيان كثيرة يبدو غير قادر على مواصلة العمل المكلف به وفى أخرى يمنعه من مجرد الحركة اليومية العاديه ..
ورغم المعاناة والضيق والمشقه لم يكن يدخر جهدا أثناء الليل أو فى أوقات فراغه . كان يتحامل كثيرا على نفسه ليمارس بعض الأعمال اليدوية الخفيفة إلى جانب وظيفته بالثغر . كل ذلك فى سبيل الفوز بقليل من الدراهم حتى يوفر لامرأته بعضا من الأطعمة الضرورية التى تحتاجها المرأة فى حملها ..
وذات يوم من أيام شهر المحرم للعام الهجرى الخمسين بعد المائه فى بداية موسم الصيف والحرارة على أشدها والهواء الساخن يلفح الوجوه . كان إدريس فى طريقه إلى الدار بعد أن انتهى من نوبة عمله فى حراسة الثغر بصحبته زميله وصديقه أبو عبد الرحمن الأنبارى الذى يرافقه فى وردية العمل ..
كان عراقيا من أعمال الموصل نقل منذ ثلاث سنوات من موقعه السابق فى عسقلان إلى ثغر غزه . ومنذ ذلك الحين صارت بينهما صداقة وموده بحكم تواجدهما فى مكان واحد وتلازمهما نصف ساعات اليوم إلى أن ينتهيا من وردية العمل ويتسلم إثنان آخران منهما موقعهما فى الحراسه وعلى ذلك يتناوب الحراس عملهم فى الثغر كل يوم وليله ..
مكثا يتبادلان حديثا ذا شجون وهما فى طريقهما إلى دارهما . كانا يسكنان فى دارين متقاربتين فى زقاق واحد . أخذ كل واحد منهما يبث الآخر شكواه وهمومه وما يضيق به صدره ويتناولان معا الأحداث الجسام التى كانت تجرى فى دار الخلافه وفى الأقطار المجاورة التى كان يأتيهم ذكرها من القادمين من تلك البلدان للتجاره ..
وبينما كانا فى طريقهما عرجا على السوق .. لم ينس إدريس أن يشترى بعضا من التمر الشامى اشتهته أم حبيبه فيما يقال عنه وحم الحمل . ترددت أياما أن تبوح له برغبتها فى بعض منه وهى تعلم رقة حاله وندرة الدراهم فى جيبه . وأخيرا لم تجد بدا أن توصيه قبل خروجه أن يحضر لها قليلا منه من السوق عند عودته . مد يده فى جيبه وناول البائع ثمن التمر بعد أن وضعه فى زنبيل صغير من خوص النخيل معد لهذا الغرض . ثم مضيا بعد ذلك لحالهما يقطعان الطريق على مهل إلى داريهما بالقرب من السوق وأخيرا إفترق الصاحبان أمام دار أبى عبد الرحمن ..


يتبع إن شاء الله ........................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02/11/2008, 20h01
الصورة الرمزية رائد عبد السلام
رائد عبد السلام رائد عبد السلام غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:79058
 
تاريخ التسجيل: September 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 737
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

أستاذنا الكبير وعالمنا الجليل
د: أنس
راسلتك علي الخاص حتي لا أقطع ذلك السلسبيل العذب
ولك أن تتخيل يادكتور أن هذه السيرة العطرة التي نقرأها
قد ُسردت بإحساس يليق بقلبك الطيب
وأيضا بحرفية عالية تليق بثقافتك السامقة
كلنا أعين ناظرة
و آذان صاغية
تفضل يادكتور .
وآسف علي المداخلة..
__________________
.



" اللهمَ إنكَ عَفُوٌّ كريمٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنَّا "
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02/11/2008, 20h01
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,309
افتراضي

.. فى دار إدريس كانت أم حبيبه جالسة وحدها على حصير فى ركن الردهة الخارجية .. تسند ظهرها على حاشية من الليف وهى شبه نائمة تنظر بعينين نصف مفتوحتين إلى السقف وعلى جبينها وخديها تتحدر حبات باردة من العرق .. وبينما هى على تلك الحال من الوهن والجهد إذ دخل عليها إدريس وهو يحمل فى يمناه زنبيل التمر وعلى وجهه بدت علامات التعب والارهاق من سهر الليل الطويل فى موقع الحراسه بينما يتساقط العرق غزيرا على جبهته .. كان يحاول جاهدا ما استطاع أن يخفى أمامها ما يعانيه جسده النحيل من ضعف ووهن وأن يحجب عنها ما سطرته الأيام بجفائها وقسوتها على صفحة وجهه من هموم وأحزان . خفف منها بعض الشئ وأزاحها من حياته قليلا فرحته وترقبه للمولود القادم الذى ظلا ينتظرانه معا فى شغف ولهفة تسعة أعوام كامله ..
أخذ يتلفت من حوله باحثا عنها .. لم تقع عينه عليها فى بادئ الأمر .. النافذة مغلقة والمكان شبه معتم .. ما الحكاية يا ترى !. إعتاد أن يأتى من عمله كل يوم فى هذا الميعاد ليجدها دائما فى استقباله وعلى شفتيها ابتسامتها الحانية الدافئه التى يجد فيها الدواء والبلسم لما يعانيه وهى تنتظره ليتناولا معا طعام الغداء .. لم يكن إلا طعاما زهيدا لا يزيد عن كسرات من الخبز اليابس وقليلا من الإدام يقيمان به أودهما ..
مد يده إلى النافذة باحثا عن مصدر للضوء . فتحها قليلا حتى يسمح لبعض شعاعات النهار أن تتسلل إلى قلب المكان المعتم .. وأخيرا لمحها فى هذا المكان الذى لم يعتد من قبل أن يراها فيه . كانت على غير عادتها المعهودة فى ركن الدار على هذه الحال . لم يستيقن من هيئتها وهو يتفرس فيها محملقا إن كانت نائمة أم أنها مستلقية فحسب ..
أخذ يحدث نفسه وهو يتأمل ملامحها ........ ما بال المرأه .. يبدو أنها متعبه !. أجل إنها تبدو كذلك . هل أوقظها يا ترى أم أتركها على حالها !. بل سأتركها على حالها ربما تنتبه بنفسها لوجودى ..
كان حريصا فى قرارة نفسه أن يتركها وشأنها .. وأخيرا حزم أمره وقرر أن يقطع الشك باليقين مستطلعا حقيقة أمرها . تقدم منها خطوات . نادى عليها بصوت خافت مرتعش حرص فيه ألا يزعجها ......... أم حبيبه .. أم حبيبه .. أنائمة أنت ؟!.
ما إن تناهى صوته الخافت إلى مسامعها حتى فتحت عينيها وهى تحاول أن تعتدل فى جلستها . إعتدلت قليلا لتراه واقفا أمامها يحملق فيها بعينين كليلتين بينما يحمل فى يمناه زنبيل التمر . أجابته متثائبة فى وهن وتكاسل وقد بدا على نبرات صوتها الإعياء والوهن .......
ــ من !. إدريس ؟!.

أجابها فى لهجة باسمة لم تخل من روح الود والدعابه ......
ــ أجل أيتها الكسولة .. إدريس .. زوجك .. إيه هل أفسدت عليك نومتك .. أم ضيعت عليك راحتك .. أرجو ألا أكون فعلت ؟!.

ردت متكاسلة وهى تتثاءب ،بينما تفرك عينيها وجبهتها براحتيها .......
ــ لا أبدا .. لكن ... متى قدمت ؟!.

أخذت تلتقط أنفاسها بين كل كلمة وأخرى قبل أن يرد عليها ......
ــ جئت منذ لحظات قليلة .. غير أنى وجدتك على تلك الحال وفى هذا المكان . لم أتأكد بعد إن كنت مستغرقة فى النوم أم أنك مستلقية فحسب .. صدقينى .. كنت على وشك ألا أوقظك من رقادك ..

ــ لا عليك يا زوجى العزيز آثرت أن أنتظرك فى الردهة الخارجية حتى ترانى عند قدومك من عملك . أدركنى التعب فاستلقيت فى مكانى هذا ..
أردفت متسائلة وهى تشير بيمناها ناحيته ......
ــ ما هذا الذى تحمله فـى يمناك ؟!.

ــ إيه .. هل نسيت طلب الأمس منى قبل أن أخرج لعملى ؟!.
ــ آه تذكرت لابد أنه التمر الذى كنت أشتهيه .. وطلبت إليك أن تشترى لنا بعضا منه . شكرا لك يا إدريس على اهتمامك بى .. هكذا عهدى بك دائما .. أيها الزوج الوفى .. لا تنسى شيئا أبدا .. ولا تكاد ترد لى طلبا !.
ــ وبمن أهتم إذن أيتها الأزدية السمراء ؟!.
سكت قليلا ثم استأنف كلامه مبتسما ومداعبا للمرة الثانيه .....
ــ لكن ... لكن مالى أراك مستلقية هكذا .. كسل يا ترى أم ،تكاسل ؟!.

لم ينتظر إجابتها .. أردف قائلا وهو يضع الزنبيل إلى جواره على الأرض جالسا قبالتها وبينهما طاولة خشبية أعدت عليها طعام الغداء .....
ــ على أية حال تلك آثار الحمل ومتاعبه ..

ــ أجل .. صدقت والله يا إدريس .. كنت أشعر حقيقة ولا زلت بشئ من الكسل والتراخى مع رغبة فى النوم .. لم أستطع مقاومتها فغفوت إغفاءة قصيرة غير أنـى .…..
صمتت قليلا فاستحثها قائلا .....
ــ غير أنك ماذا يا أزديه ؟!.

ــ آه . غير أنى رأيت أثناءها ما حيرنى . كان أمرا عجيبا ذلك الذى رأيته والله !.
ــ ماذا تقولين !. رأيت أمرا عجيبا ؟!.
ــ أجل والله ما أعجب ما رأيت ؟!.
ــ أى أمر عجيب هذا رؤيا أم أحلام يقظه ؟!.
ــ بل رؤيا . أجل والله رأيتها واضحة جلية .. كما أراك الآن جالسـا أمامى !.
ــ هيا إذن قصى علينا رؤياك لعلنا نجد فى تأويلها ما تنشرح له صدورنا إن شاء الله تعالى ..
راح إدريس ينظر إليها منتبها وقد أعارها كل سمعه وهى ترجع برأسها قليلا إلى الوراء تحاول أن تستعيد رؤياها ثم أخذت تقول فى صوت حالم وعلى شفتيها إبتسامة ملائكيه .....
ــ رأيت كأنى جالسة فى ضوء خافت هنا . أجل هنا فى هذا المكان إذ انفتحت نافذة الردهة مرة واحده . هذه النافذه ( وأشارت بيدها ) . ما لبث أن خرج منها كوكب درى كبير له نور يخطف الأبصار ويخلب الألباب . تعلق به بصرى وأخذت أتبعه وهو يخرج من النافذه حتى رأيته يدور دورة كاملة حول مكه كل ذلك وأنا لا أزال أتابعه بعينى هاتين .. ثم رأيت ما هو أعجب من ذلك ..

زادت دهشته وهو يهز رأسه منصتا ...........
ــ رأيت .. كأن بعض الشظايا المضيئة خرجت منه .. نزل بعضها فى اليمن والعراق .. والبعض الأخر فى يثرب والشام وأخيرا حط الكوكب فـى .............
صمتت برهة أخذت خلالها نفسا عميقا وأردفـت .....
ــ أتدرى أيـن يا إدريـس ؟!.

ــ أين يا أزدية بالله عليك .. تكلمى ؟!.


يتبع إن شاء الله ........................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 24/02/2010 الساعة 16h49
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02/11/2008, 23h58
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,211
افتراضي مجالس العلم

أستاذنا الجليل ، الدكتور أنس ... المحترم
يمنعني شرط التأدب في مجالس العلم ، الإنصات ...
من التعليق هنا
أنت لست بحاجة ، إلى نافلة القول
زِدْ أزادك الله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03/11/2008, 06h20
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,309
افتراضي

أستاذى سيد بك أبو زهده
أخى حارس الفنار .. الذى راسلنى على الخاص
أخى رائد المصرى
لا أعرف طريقة أوفيكم بها ما لكم من حق على فى شكرى لحضراتكم .. فاعذرونى .. وأرجو أن تسامحونى على أى هفوة فى لفظ أو عبارة وسأكون سعيد بأى تصويب لكلمة أو عبارة تصلنى على الخاص ..

__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 11h09
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03/11/2008, 19h30
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,309
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

(2)

قافلــة الحجازيين

أبت الأيام إلا أن تقسو عليها ويرهقها الزمان من أمرها عسرا .. راحت أم حبيبه تكابد فى دار الغربة وحدها رحلة الشقاء والمعاناة بعد رحيل شريك حياتها ورفيق عمرها وسندها فى تلك البلاد .. وركنها الشديد الذى كانت تأوى إليه وتلوذ به وهى بعيدة عن أهلها وعشيرتها .. ظلت شهرا وراء شهر فى تعب ونصب لا تعرف للراحة طعما ولا تجد إليها سبيلا .. وهى تذهب كل صباح إلى أسواق غزه تجوبها طولا وعرضا إما مترقبة وصول إحدى قوافل الحجاز .. أو ساعية على رزقها تشترى بعض الأشياء بالأجل من بعض الباعة ثم تبيعها بربح ضئيل .. حتى توفر قوت يومها وهى تحمل رضيعها بين يديها لا يفارقها لحظة واحدة .. حتى صارت وجها مألوفا للتجار والباعة ورواد السوق من كثرة ارتيادها وسؤالها لهم عن قوافل تجار الججاز ..
مضت أياما وشهور كلها كد ومعاناة إختلطت فيها آلام الفراق بآمال الإنتظار .. كانت الساعات تمضى بطيئة متثاقلة كأنها دهر فما أبطأ الأيام وما أطول الليالى عندما تقسو على إنسان .. إلى أن كان يوم بينما هى فى قلب السوق تبحث عن ضالتها .. إذ بصوت يأتيها من بعيد لشاب ينادى عليها من بين ضجيج أصوات الباعة ورواد السوق التى ملأت أرجاء المكان ............
ــ يا امرأه .. يا أزديه .. يا أم الرضيع !.
إلتفتت حواليها فى ترقب تبحث عن صاحب هذا النداء بين الوجوه الكثيرة من حولها .. لتجده شابا فتيا فى الثلاثين من عمره يشير إليها من بعيد , بينما يلوك فى فمه حبة من التمر الذى يحمل بعضا منه فى يمناه .. توجهت ناحيته فى الحال فإذا به يبتدرها مبتسما .....
ــ أجل أنا الذى أنادى عليك .. ألست أنت الحجازية التى تسأل كل يوم عن قوافل تجار الحجاز ؟!.
ردت فى لهفة وشوق ....
ــ بلى يا أخا العرب , هيه هل وصلت إحداها ؟!.
ــ نعم بالأمس رأيت قافلة تجار حجازيين وهى تدخل من بوابة السوق .. أجل فأنا أعرفهم وأعرف شيخهم .. تذكرتك لحظتها على الفور وتمنيت أن أراك لأخبرك .. وها أنا أعثر عليك أخيرا ..
ــ أين أجدها بالله عليك ؟!.
ــ فى سوق الحرير ..
ــ قافلة من هذه ؟!.
ــ قافلة المزنى .. إذهبى أنت هناك واسألى عن أبى سعيد المزنى ..
ــ أهو شيخ القافله ؟!.
ــ أجل .. إنه شيخ القافلة وكبير تجار الحرير . ألم أقل لك أنى أعرفهم ..
ــ شكرا لك يا سيدى على معروفك هذا ………………
إنطلقت من فورها لا تلوى على شئ فرحة مسرورة إلى سوق الحرير .. إنها لم تذق للسعادة طعما منذ رحيل زوجها إلا هذه اللحظة التى علمت فيها بوصول قافلة التجار .. سألت أول بائع صادفته فأشار لها على شيخ وقور يجلس غير بعيد فى الجهة المقابلة وإلى جواره شاب فى حوالى العشرين من عمره وأمامهما أكوام من البضائع بينما يحتسيان على مهل شرابا ساخنا من إبريــق أمامهما وضعاه فوق قطع من الخشب المتوهج والبخار يتصاعد من بين جنباته ..
بخطى أضناها التعب وأثقلتها الليالى والأيام عبرت الطريق إليهما .. لكن تهون الصعاب وتزول الآلام فى سبيل الرجوع إلى الديار والأهل .. إبتدرتهما قائلة ....
ــ السلام عليك يا سيدى ..
ــ وعليك السلام يا ابنتى .. تفضلى ؟!.
ــ الشيخ أبو سعيد المزنى .. تاجر الحرير .. أليس كذلك ؟!.
ــ بلى يا ابنتى أنا أبو سعيد المزنى وهذا ولدى يحي .. تفضلى إستريحى ههنا ..
ــ بارك الله فيك يا سيدى ..
ــ يبدو أنك متعبة يا بنيتى .. ما رأيك فى أن تحتسى بعضا من هذا الشراب الدافئ .. إنه شراب النعناع .. سيريحك بعض الشئ ويهدئ من روعك ..
قالها وهو يشير لولده الذى تناول كوبا فارغا بيده وراح يصب فيه النعناع فى سعادة من الإبريق الساخن ثم ناوله إليها وهى تقول له ......
ــ شكرا لك يا سيدى .. إنما أتيت إليك لتصنع لى معروفا ..
ــ على الرحب والسعه .. قولى ما تشائين وكلى آذان صاغيه ..
ردت قائلة بعد أن وضعت كوب النعناع إلى جوارها ....
ــ إنها رسالة أريد أن تبلغها لأبى فى مكه ..
ــ أمر هين يسير لا تشغلى بالك أنت .. ما عليك إلا أن تخبرينى باسم أبيك والمكان الذى يسكن فيه ؟!.
ــ أبى هو عبيد الله الأزدى ويسكن فى دار فى شعب الخيف بالثنيه أسفل مكه ..
رد عليها مبتسما قاصدا تهدئة روعها مؤنسا وحشتها .....
ــ أنت أزدية إذن .. ممن قال عنهم رسول الله [
صلى الله عليه وسلم ] : " الأزد هم أسد الله فى الأرض , يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم " صدق رسول الله .. لكنك لم تخبرينى بعد عن رسالتك التى تريدين إبلاغها لأبيك ؟!.
ــ أبلغه يا سيدى .. أبلغه أننى فى انتظار أن يأتينى إلى هنا على الفور ..
ــ لم يا ابنتى ؟!.
ــ ليعود بى أنا وولدى هذا إلى البلاد مرة ثانيه ..
ــ مرة ثانيه !. ما سبب ذلك يا ترى .. هل لى أن أسأل أم يكون تطفلا منى ؟!.
ــ عفوا سيدى إنها وصية زوجى الراحل ..
ــ وصية زوجك الراحل ؟!.
ــ أجل لقد توفى زوجى هنا منذ حوالى ثمانية أشهر .. بعد أن رزقنا الله بهذا الولد ولم يكن قد مضى على ولادته بضعة أشهر .. ومنذ ذلك اليوم وأنا أترقب القوافل القادمة من مكه لأبعث بهذه الرساله .. إلى أن علمت الآن بوصول قافلتكم بعد طول انتظار ..
ــ فعلا لقد تأخرت القافلة هذه المرة على غير العاده .. إننا نعانى من بعض الكساد فى سوق التجارة هذه الأيام ..
صمت برهة رشف خلالها رشفة من قدح النعناع ثم قال ....
ــ أخبرينى يا ابنتى .. لأى بطن من بطون مكة ينتمى زوجك الراحل ؟!.
ــ إنه مطلبى ..
ــ من بنى المطلب بن عبد مناف ؟!.
ــ أجل يا سيدى ..
ــ بخ بخ .. أهل السقاية والرفاده .. يرحم الله جده .. كان يسقى الحجيج الماء العذب ويطعمهم طوال الموسم .. إيــه يا ابنتى يا له من نسب رفيع وأصل شريف ..
أردف قائلا وهو يهز رأسه ............
قد ظمئ الحجيج بعد المطلب ؛ ليت قريشا بعده على نصب ..
مرت لحظات من الصمت والشيخ مطرق رأسه ينكت الأرض بعود فى يده .. لم يلبث بعدها أن رفع رأسه قائلا ...
ــ هل تسمحين لى فى سؤال يا ابنتى ؟!.
ــ تفضل سيدى .. على الرحب والسعه ..
ــ متى رحلتم عن مكه .. ولماذا ؟!.
ــ غادرناها منذ حوالى عشر سنوات عندما كلف زوجى أن يكون ضمن حراس الثغور .. يومها اختار أن يكون ضمن الجماعة المتجهة إلى غزه وعسقلان .. إن لأجداده ذكريات فيها ..
ــ أجل أجل “ غزة هاشم “ إن فى ترابها رفات جد آبائه " هاشم بن عبد مناف " .. على كل حال إهنئي بالا يا ابنتى وقرى عينا , سأبلغ رسالتك فور وصولنا بإذن الله . من يدرى ربما يأتى أباك معنا فى رحلتنا القادمه لترجعوا إلى البلاد فى حماية قافلتنا , فالطريق يا أزدية غير آمن كما أن السفر شاق وطويل .. كما تعلمين ..
حاول الشيخ قبل أن تنصرف أن يعطيها بعضا من الدراهم تعينها على أعباء الحياة فى الأيام القادمه لما رأى من رقة حالها .. لم ينس أن يؤكد لها أن هذه الدراهم ليست صدقة وأنها دين عليها سوف يستردها من أبيها الأزدى فور رجوعه إلى مكه .. غير أنها أبت فى إباء وشمم شاكرة له حسن صنيعه وجميل كرمه ..
يتبع إن شاء الله ........................

__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03/11/2008, 20h23
الصورة الرمزية أبو مروان
أبو مروان أبو مروان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:256008
 
تاريخ التسجيل: July 2008
الجنسية: عربي
الإقامة: سماعي
المشاركات: 457
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

سيرة عطرة وسرد عطر من عالم وأديب وفقيه عطر أمتعك الله بالصحة والعافية كما امتعتنا بهذه السيرة المباركة ....ذكّرني هذا الأسلوب الشيّق الراقي بكتاب أحد أعلام الأدب والسيّر هو كتاب "بلال مؤذّن الرسول "للمرحوم عبد الحميد جوده السحار ...ربنا مايحرمنا منك أيها الأخ المعطاء.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03/11/2008, 21h16
الصورة الرمزية منال
منال منال غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن



والدي الفاضل الكريم المحترم :

د.أنس البن

هكذا أنت والعطاء في نهر وهطول وفيض وجمال ، فما أجمل كلماتك يا أبت ِ ، وما أروع ترانيم قلمك وتراتيل فكرك وبوح كلمك ، أستوقفتني هذه السيرة العطرة الفواحة بنفحات وعبق الحياة الشافعية المميزة ، وبما أسبغت عليه من قطرات قلمك البديع وروحك الواسعة وما فيها من نقاء وصفاء وطيبة لا أمد وأنتهاء لها بهذه الإنسانية الزاخرة بالعطاء،مع هذا السرد الجميل المشوق والأفكار المرسلة المتوالية بكل رشاقة وإنسيابية والتعابير الراقية والوصف البديع الصادق بهذا الشعور المعبر ، حتى صرنا تنتظر هذه الومضات والإشراقات الكريمة بكل شوق وأنتظار ونحن نستغرق في جماليتها وأبداعاتها وروعتها .


فشكراً لكل كلمة وكل إبداع تقدمة لنا .
وشكراً لهذه الصفحات الراقية على
لجين سماعنا الأصيل ، وفي إنتظار
البقية مما يجول في أروقة هذه
السيرة المباركة الكريمة .


دمت نهراً ننهل من فيضه أبد الدهر
ودامت مدرستك في جمال وعطاء .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08/12/2008, 19h13
سلمى القمر سلمى القمر غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:352530
 
تاريخ التسجيل: December 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 7
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

د/انس
اتمنى بس من حضرتك لو مش هدايقك انى اعرض اعمالى الشعرية هنا وحضرتك تقولى رايك سواء مدح او نقد لانى اكيد هستفيد من حضرتك مع العلم انى بعرضها على دكاترة لغو عربية بكلية الاداب لكن لى الشرف ان استمتع براى حضرتكم
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 12h00.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd