تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا
بعد غياب دام لأكثر من عام عن هذا المتصفح أعود بهذه القصيدة الرائعة للعملاق المازني رحمه الله
وجدت السهد أهدى للأسى
ووجدت النوم أشجى للحشى
شد ما يظلمنا الدهر أفي
يقظةٍ دنيا وأخرى في الكرى
ويل هذا القلب من صرفهما
لا الكرى أمنٌ ولا السهد حمى
الردى إن كان لا منجى الردى
إنه للنفس غوث ونجا
إن للأحلام أما طرقت
نفساً مرّاً ودمعاً ولظى
كم غدا الخاطر في يقظته
حاملاً منها كأجبال الصفا
كم غدونا نشتكي من بعدها
نغرة الجرح الذي كان أرى
شاطرتنا عيشنا فيما مضى
فهي بعض ما طوى منا البلى
أتقيها والكرى يقذف بي
وأغض الطرف والقلب يرى
وعلى ما عذبت أو ملحت
حرقه الصدر نصيبي والظما
كلما قلنا نسينا قدحت
من دماء القلب نيران الأسى
خلق المقدار منها عالماً
يقهر النفس بسلطان الجوى
يا بنات النوم مالي أرتعي
في حماك الهم مرور الجنى
أبنات النوم تسطو في الكرى
وبنات الدهر تسطو بالأذى
أين يا سائقنا أين بنا
شد ما أنهكنا طول السرى
كيف به والجفاء يبعد به
وفرقة الصب منتهى أربه
تاللَه ما أن ينى يباعدنا
بالغدر في جده وفي لعبه
إن يصغ للشوق بعد ذاك
فقد أسرف في كبره وفي غضبه
وكيف يرجو البقاء من رجلٍ
لم يبق من وصلةٍ إلى سببه
إن مر لم يكترث لخطرته
أو قال لم يتلفت إلى خطبه
قد قل من يصدق الوداد
فما أحس من ودهم سوى كذبه
أعطشني الناس بعد أن رويوا
من مستهل الوفاء منسكبه
جفوا كما جفت الحاية فما أعرف
من عودهم سوى حطبه
مالي وما للزمان واعجبي
واعجب أن يكف عن عجبه
غضا غدير الوفاء في زمن
فاض بما لا يجف من نوبه
ما جو هذا الزمان من أربي
رجال هذا الزمان أخلق به
أصحب من لا أود صحبته
ومن أذوق البعاد في قربه
لم يبق عندي من الرجاء سوى
القنوط من برقه ومن صببه
وزفرةٍ تحطم الضلوع لها
على زمان عريت من قشبه
وحسرةٍ أثر غلمةٍ ذهبوا عنى
فلج الزمان في حربه
يسرع دمعي إذا ذكرتهم
إسراع فيض الغمام في صببه
أما فتىً صادق الهوى كأخي
شكري يرد الزمان عن نوبه
أوثق من تصطفي وأكرم
من تأخذ من عقله ومن أدبه
خلائقٌ سهلةٌ موطأة كالبارد
العذب غب منسكبه
كم مجلسٍ والوداد ثالثنا والراح
تجلى كالحق من حجبه
ذاك قريبي وليس من رحمي
وهو نسيبي ولست من نسبه
إن ضرب الدهر بيننا فلقد
لف كما كان قبل شملي به
كل يومٍ لي شكاة بكلام العبرات
أطمع القلب وما زود غير الحسرات
من ذوي الحسن غريرٌ متناهي الغفلات
غرس الوجد وأجنى الشو ق ممرور الجناة
معرضاً في غير صد دانياً غير مؤات
ثافراً وهو قريب وهو جم اللفتات
أتمناه ولكن كيف لي بالأهبات
ضعف الصائد عن ظبي كثير الوثبات
لقطفناه لو أن الحسن داني الثمرات
آه من قلبٍ إلى الحسن كثير الصبوات
يا صحايا أقصدتهم أعينٌ غير ثقاة
يتشاكون غراماً غير كأبي الجمرات
في زمانٍ يقظ الآ لام موفور الأذاة
أنا بالشكوى خليق فدعوني وشكاتي
وأهنأوا أنتم بقرب من غزال أو مهاة
سيل همومي قد طغى عبابا
وجن حتى ملأ الشعابا
يا اليتني لو تدفع المصابا
ليت وتحلى الصبر المذابا
أدري لداء منهكي طبابا
يبلد الإحساس والألبابا
يفل حد الخطب إن أصبابا
ويذهب الأشجان والأوصابا
إني سمعت في الدجى اصطخابا
كأن في إهابه ذئابا
سيمت أذى فطلبت وثابا
مستهولاً ينتزع الصوابا
يهتك من فودك الحجابا
مثل الصدى قد عمر الخرابا
كأن حولي رمماً أسلابا
تفصل في مسامعي خطابا
وخلت أني ناظرٌ شبابا
تخالهم على الثرى ثيابا
بيضاً وطوراً تجتلي ضبابا
منهم يغطي الأفق والرحابا
ويحجب الأطواد والسحابا
تنكره إذا بدا أو غابا
فقمت أسعى نحوهم مرتابا
منجفلاً ومرة وثابا
يا ليتني لم أبتغ اقترابا
وليتني جانبتهم جنابا
أي قضاء قد مضى غلابا
وأي خطبٍ قد رمى فصابا
وبز هذي الأنفس الصعابا
أرواحها وأولغ الذئابا
في دمعها ووسد الترابا
خدودها النواضر الراطابا
وبذر الرؤوس والرقابا
ونثل الكبود والعيابا
وفرق الخلان والأحبابا
وجمع الوحوش والعقابا
يا ويح أيدٍ جنت المصابا
وهاجت السيوف والحرابا
وتخذت من الردى أسبابا
يا ممطراً على الورى عذابا
وراعيا جماجماً صلابا
ومجرياً دماءها عبابا
وظالماً لا يتقي حسابا
أجلك يبكي الحضر الغيابا
وتألف الوجوه الاكتئابا
وتركب الأرامل الصعابا
وتحمل الكواهل الهضابا
ليت الذي سن لنا القرضابا
يسمع لو يسطيع ذا الخطابا
من ذاهبٍ لا يرتجي إيابا
وسائل لا يحفل الجوابا
يلبس من دمائه جلبابا
متخذاً جراحه أكوابا
بكرهه ودمه شرابا
يا ملكاً أجبت إذا أهابا
خال الدماء ذهباً مذابا
فساقنا إلى الردى أغصابا
أجر وليدي واحتقب ثوابا
وكن معيناً لأبٍ قد شابا
يبكي ويستبكي لي السحابا
وزوجةٍ ألبسها المصابا
تسفى على واضحها الترابا
لا تجعلن ظلم العباد دابا
بل أنت لا تسمع لي خطابا
هل يرحم الضعيف والمصابا
ملكٌ يرى الرحمة فيه عابا
أدعو الذي أن أدعه أجابا
ثم ارتمي وافترش الصحابا