* : عبد الغني السيد- 16 يونيو 1908 - 9 ديسمبر 1962 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : Omar Saleh - - الوقت: 23h30 - التاريخ: 23/12/2025)           »          ليلى مراد- 17 فبراير 1918 - 21 نوفمبر 1995 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Omar Saleh - - الوقت: 23h13 - التاريخ: 23/12/2025)           »          الشيخ امام- 2 يوليو 1918 - 7 يونيو 1995 (الكاتـب : عصمت النمر - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 22h41 - التاريخ: 23/12/2025)           »          عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : يونس حسين - - الوقت: 22h31 - التاريخ: 23/12/2025)           »          ألحان زمان (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 21h03 - التاريخ: 23/12/2025)           »          طلبات نوتة أ / عادل صموئيل الجزء الثانى (الكاتـب : عادل صموئيل - آخر مشاركة : عمرو الهنداوي - - الوقت: 18h04 - التاريخ: 23/12/2025)           »          لينا (نجاة فغالي) (الكاتـب : بديعه أحمد على - آخر مشاركة : azizan - - الوقت: 08h36 - التاريخ: 23/12/2025)           »          عبد الفتاح منسي - قانون (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 07h17 - التاريخ: 23/12/2025)           »          محمد الجراري(مونولوجيست) 3 أفريل 1925 - 14 جوان 1997 (الكاتـب : Karim Samaali - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 07h08 - التاريخ: 23/12/2025)           »          صور الفنانين / تلوين (حديث) لأبو برهان .. (الكاتـب : أبو برهان - - الوقت: 01h45 - التاريخ: 23/12/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 27/10/2008, 16h08
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: March 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 47
المشاركات: 1,756
افتراضي

أقداح و أحلام

أنا ما أزال وفي يدي قدحي ياليل أين تفرق الشرب
ما زلت اشربها واشربها حتى ترنح أفقك الرحب
الشرق عفر بالضباب فما يبدو فأين سناك يا غرب؟
ما للنجوم غرقن ، من سأم في ضوئهن وكادت الشهب ؟
أنا ما أزال وفي يدي قدحي ياليل أين تفرق الشرب ؟
******

الحان بالشهوات مصطخب حتى يكاد بهن ينهار
وكأن مصاحبيه من ضرج كفان مدهما لي العار
كفان ؟! بل ثغران قد صبغا بدم تدفق منه تيار
كأسان ملؤهما طلى عصرت من مهجتين رماهما الحب
أو مخلبان عليهما مزق حمراء تزعم أنها قلب
******

يا ليل ، أين تطوف بي قدمي ؟ في أي منعطف من الظلم
تلك الطريق أكاد أعرفها بالأمس عتم طيفها حلمي
هي غمد خنجرك الرهيب ، وقد جردته ومسحت عنه دمي
تلك الطريق على جوانبها تتمزق الخطوات أو تكبو
تتثاءب الأجساد جائعة فيها كما يتثاءب الذئب
******

حسناء يلهب عريها ظمأي فأكاد أشرب ذلك العريا
وأكاد أحطمه ، فتحطمني عينان جائعتان كالدنيا
غرست يد الحمى على فمها زهرا بلا شجر فلا سقيا
إن فتحته بحرها شفة ظمأى يعربد فوقها ندب
رقص اللهيب على كمائمه ومشى الطلاء يهزه الوثب
******

عين يرنح هدبها نفسي وفم يقطع همسه الداء
ويد على كتفي مجلجلة واخجلتاه أتلك حواء
لا كنت آدمها ولا لفحت فردوسي الخمري صحراء!
صوت النعاس يرن في أفقي فتذوب ناعسة له السحب
وانثال ، من سهري على سهري ينبوعه المتثائب الرطب
******

يا نوم بين جوانحي أمل لم أدر ، قبلك أنه أمل
مثل الفراشة بات يحبسها دوح بذائب طله خضل
لولا خفوق جناحها غفلت بيض الأزاهر عنه والمقل
أنا من ظلالك بين أودية عذراء كل مهادها عشب
هام الضباب على رفارفها طل الوشاح ... كنجمة تخبو
******

ماذا أراه ؟! أطيفها مسحت عنه التراب أنامل الغسق؟
هو يا فؤادي غيرها ، رفة هو من دمائك أنت من حرقي
هو ما نحن إليه بادلني حبي وفتح بالسنا أفقي
فإذا لثمت فغير خادعة باتت لكل مخادع تصبو
أفكان سورا قام بينهما بين الخيانه والهوى _ هدب ؟
******

خفقت ذوائبها على شفتي وسنى فأسكر عطرها نفسي
نهر من الاطياب ارشفني ريحا تريب مجابر الغلس
فكان ناديا ضمخته يدا آذار غرد ليلة العرس
فغفا وما زالت ملاحنة ملء الفضاء يعيدها الحب
أو أن سوسنة يراقصها رجع الغناء بشعرها تربو
******

يا جسم طيفك ، انت يا شبحا من ذكرياتي يا هوى خدعا
لعناتي الحنقيات ما برحت تعتاد خدرك والظلام معا
خفقت بأجنحة الغراب على عينيك تنشر حولك الفزعا
الصبح ، صبحك ، ضحك شامته والليل ليلتك مضجع ينبو
وإذا هلكت غدا ، فلا تجدي قبرا ومزّق صدرك الذئب ؟
******

والبوم يملأ عشه نتفا من شعرك المتعفر النّخر
ويعود ثغرك للذباب لقي ويداك مثقلتان بالحجز
لا تدفعان أذاه عن شفة بالأمس اخرس لغوها وترى
وليسق من دمك الخبث غدا دوح تعشش فوقه الغرب
تأوي الصلال الى جوانبه غرثي ويعوي تحته الكلب




هوى واحد !

على مقلتيك ارتشفت النجوم وعانقت آمالي الآيبة
وسابقت حتى جناح الخيال بروحي إلى روحك الواثبة
أطلت فكانت سناً ذائباً بعينيك في بسمة ذائبة
*
أأنت التي رددتها مناي أناشيد تحت ضياء القمر
تغني بها في ليالي الربيع فتحلم أزهاره بالمطر
ويمضي صداها يهز الضياء ويغفو على الزورق المنتظر
*
خذي الكأس بلي صداك العميق بما ارتج في قاعها من شراب
خذي الكأس لا جف ذاك الرحيق
و إلا صدى هامس في القرار ألا ليتني ما سقيت التراب
*
خذي الكأس إني زرعت الكروم على قبر ذاك الهوى الخاسر
فأعراقها تستعيد الشراب وتشتفه من يد العاصر
خذي الكأس اني نسيت الزمان فما في حياتي سوى حاضر
*
وكان انتظار لهذا الهوى جلوسي على الشاطيء المقفر
وإرسال طرفي يجوب العباب ويرتد عن أفقه الأسمر
إلى أن أهل الشراع الضحوك وقالت لك الأمنيات : أنظري
*
أأنكرت حتى هواك اللجوج وقلبي وأشواقك العارمة
وضللت في وهدة الكبرياء صداها .. فيا لك من ظالمة
تجنيت حتى حسبت النعاس ذبولا على الزهرة النائمة
*
أتنسين تحت التماع النجوم خطانا وأنفاسنا الواجفة
وكيف احتضنا صدى في القلوب تغني به القبلة الراجفة
صدى لج احتراق الشفاة وما زال في غيهب العاطفة
*
ورانت على الأعين الوامقات ظلال من القبلة النائية
تنادي بها رغبة في الشفاة ويمنعها الشك .. والواشية
فترتج عن ضغطة في اليدين جكعنا بها الدهر في ثانية
*
شقيقة روحي ألا تذكرين نداء سيبقى يجوب السنين
وهمس من الأنجم الحالمات يهز التماعاتها بالرنين
تسلل من فجوة في الستار إليك وقال ألا تذكرين
*
تعالي فما زال في مقلتي سنا ماج فيه اتقاد الفؤاد
كما لاح في الجدول المطمئن خيال اللظى والنجوم البعاد
فلا تزعمي أن هذا جليد ولا تزعمي أن هذا رماد؟




أساطير

أساطير من حشرجات الزمان
نسيج اليد البالية
رواها ظلام نم الهاوية
وغنى بها ميتان
أساطير كالبيد ماج سراب
عليها وشقت بقايا شهاب
وأبصرت فيها بريق النضار
يلاقي سدى من ظلال الرغيف
وأبصرتني والستار الكثيف
يواريك عني فضاع انتظار
وخابت منى وانتهى عاشقان
**
أساطير مثل المدى القاسيات
تلاوينها من دم البائسين
فكم أومضت في عيون الطغاة
بما حملت من غبار السنين
يقولون : وحي السماء
فلو يسمع الأنبياء
لما قهقهت ظلمة الهاوية
بأسطورة بالية
تجر القرون
بمركبة من لظى في جنون
لظى كالجنون !
**
وهذا الغرام اللجوج
أيريد من لمسة باردة
على اصبع من خيال الثلوج
وأسطورة بائدة
وعرافة أطلقت في الرمال
بقايا سؤال
وعينين تستطلعان الغيوب
وتستشرقان الدروب
فكان ابتهال وكانت صلاة
تغفر وجه الآله
وتحنو عليه انطباق الشفاة
**
تعالي فما زال نجم المساء
يذيب السنا في النهار الغريق
ويغشى سكون الطريق
بلونين من ومضة واطفاء
وهمس الهولء الثقيل
بدفء الشذى واكتئاب الغروب
يذكرني بالرحيل
شراع خلال التحايا يذوب
وكف تلوح يا للعذاب
**
تعالي فما زال لون السحاب
حزينا .. يذكرني بالرحيل
رحيل
تعالي تعالي نذيب الزمان
وساعة في عناق طويل
ونصبح بالأرجوان شراعا وراء المدى
وننسى الغدا
على صدرك الدافئ العاطر
كتهويمة الشاعر
تعالي فملء الفضاء
صدى هامس باللقاء
يوسوس دون انتهاء
**
على مقلتيك انتظار بعيد
وشيء يؤيد
ظلال
يغمغم في جانبيها سؤال
وشوق حزين
يريد اعتصار السراب
وتمزيق أسطورة الأولين
فيا للعذاب
جناحان خلف الحجاب
شراع ..
وغمغمة بالوداع !!



اللقاء الأخير

والتف حولك ساعداي ومال جيدك في اشتهاء
كالزهرة الوسني فما أحسست إلا والشفاة
فوق الشفاة وللمساء
عطر يضوع فتسكرين به وأسكر من شذاه
في الجيد والفم والذراع
فأغيب في أفق بعيد مثلما ذاب الشراع
في أرجوان الشاطيء النائي وأوغل في مداه
***
شفتاك في شفتي عالقتان والنجم الضئيل
يلقى سناه على بقايا راعشات من عناق
ثم ارتخت عني يداك وأطبق الصمت الثقيل
يا نشوة عبرى وإعفاء على ظل الفراق
حلواَ كإغماء الفراشة من ذهول وانتشاء
دوما إلى غير انتهاء
***
يا همسة فوق الشفاة
ذابت فكانت شبه آه
يا سكرة مثل ارتجافات الغروب الهائمات
رانت كما سكن الجناح وقد تناءى في الفضاء
غرقي إلى غير انتهاء
مثل النجوم الآفلات
لا لن تراني لن أعود
هيهات لكن الوعود
تبقى تلحّ فخفّ أنت وسوف آتي في الخيال
يوما إذا ما جئت أنت وربما سال الضياء
فوق الوجوه الضاحكات وقد نسيت وما يزال
بين الأرائك موضع خال يحدق في غباء
هذا الفراغ أما تحس به يحدق في وجوم
هذا الفراغ أنا الفراغ فخف أنت لكي يدوم !
***
هذا هواليوم الاخير ؟!
واحسرتاه! أتصدقين؟ ألن تخفّ إلى لقاء؟
هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء !
ليت الكواكب لا تسير
والساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق!
خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق

***
يا للعذاب أما بوسعك أن تقولي يعجزون
عنا فماذا يصنعون
لو أنني حان اللقاء
فاقتادني نجم المساء
في غمرة لا أستفيق
ألا وأنت خصري تحت أضواء الطريق ؟!

***
ليل ونافذة تضاء تقول إنك تسهرين
أني أحسّك تهمسين
في ذلك الصمت المميت ألن تخف إلى لقاء
ليل ونافذة تضاء
تغشى رؤاي وأنت فيها ثم ينحل الشعاع
في ظلمة الليل العميق
ويلوح ظلك من بعيد وهو يومئ بالوداع
وأظل وحدي في الطريق



أهواء


أطلي على طرفي الدامع خيالا من الكوكب الساطع
ظلا من الأغصن الحالمات على ضفة الجدول الوادع
وطوفي أناشيد في خاطري يناغين من حبّي الضائع
يفجّرن من قلبي المستفيض ويقطرن في قلبي السامع
******

لعينيك للكوكبين اللذين يصبان في ناظريّ الضياء
لنبعين، كالدهر، لا ينضبان ولا يسقيان الحيارى الظماء
لعينيك ينثال بالأغنيات فؤاد أطال انثيال الدماء
يودّ، إذا ما دعاك اللسان على البعد لو ذاب فيه النداء
******

يطول انتظاري، لعلي أراك لعلي، ألاقيك بين البشر
سألقاك. لا بد لي أن أراك وإن كان بالناظر المحتضر
فديت التي صوّرتها مناي وظل الكرى في هجير السهر
أطلي على من حباك الحياة فأصبحت حسناء ملء النظر!
******

اطلي فتاة هواي والخيال على ناظر الرؤى عالق
بعشرين من ريقات السنين عبرن المدرات في خافقي
بعشرين كلاّ وهبت الربيع وما فيه من عمري العاشق
فما ظل إلا الربيع صغير أخبّيه للموعد الرائق
******

سأروي على مسمعيك الغداة أحاديث سمّيتهن الهوى
وأنباء قلب غريق السراب شقيّ التداني ، كئيب النوى
أصيخي .. فهذي فتاة الحقول وهذا غرام هناك انطوى
اتدرين عن ربة الراعيات ؟ عن الريف ؟ عما يكون الجوى
******

هو الريف هل تبصرين النخيل ؟ وهذي أغانيه هل تسمعين
وذاك الفتى شاعر في صباه وتلك التي علمته الحنين
هي الفنّ من نبعت المستطاب هي الحبّ من مستقاه الحزين
رآها تغني وراء القطيع كـ( بنلوب ) تستمهل العاشقين
*****

فما كان غير التقاء الفؤادين في خفقة منهما عاتية
وما كان غير افترار الشفاة بما يشبه البسمة الحانية
وكان الهوى ، ثم كان اللقاء لقاء الحبيبين في ناحية
فما قال : أهواك ، حتى ترامى عياء على ضفة الساقية
******

وأوفى على العاشقين الشتاء ويوم دجا في ضحاه السحاب
خلا الغاب ما فيه إلا النّخيل وإلا العصافير فهو ارتقاب
وبين الحبيبين في جانبيه من السّعف في كل ممشى حجاب
فما كان إلا وميض أضاء ذرى النخل وانحل غيم وذاب
******

ويا سدرة الغاب كيف استجارا بأفنانك الناطفات المياه
رآها وقد بلّ من ثوبها حيا زخ فاستقبلتها يداه
على الجدع يستدفئان الصدور على موعد كل آه بآه
سلي الجدع كيف التصاق الصدور بهزّاتها، وابتعاد الشفاه ؟
******

أشاهدت يا غاب رقص الضياء على قطرة بين اهدابها ؟
ترى أهي تبكي بدمع السماء أساها وأحزان أترابها ؟
ولكنّها كل نور الحقول ودفء الشذى بين اعشابها
وأفراح كلّ العصافير فيها وكلّ الفراشات في غابها
******

وذاك الخصام الذي لو يفدّي لفديت ساعته بالوئام
أفدّيه من أجل يوم ترفّ يد فيه أو لفتة بالسلام
ومن أجل عينين لا تستطيعان ان تنظرا دون ظل ابتسام
تذوب له قسوة في الأسارير كالصحو ينحل عنه الغمام
******

خصاماً ولما نعلّ الكؤوس ؟ أحطّمتها قبل أن نسكرا ؟
خصاماً ، وما زال بعض الربيع نديّاً على الصيف مخضوضرا ؟
خصاماً ؟ فهل تمنعين العيون إذا لألأ النّور أن تنظرا؟
وهل توقفين انعكاس الخيال من النهر، أن يملك المعبرا ؟
******

أغاني شبابتي تستبيك وتدنيك مني، ففيم الجفاء ؟
كأن قوى ساحر تستبدّ بأقدامك البيض، عند المساء
ويفضي بك الدّرب حيث استدار، إلى موعدي بين ظلّ وماء
على الشطّ، بين ارتجاف القلوع وهمس النخيل، وصمت السماء
******

وحجبت خدّيك عن ناظري بكفيك حينا وبالمروحات
سأشدو وأشدو فما تصنعين اذا احمر خدّاك للأغنيات ؟
وأرخيت كفيك مبهورتين وأصغيت، واخضل حتى الموات
إلى أن يموت الشعاع الاخير على الشرق، والحب، والأمنيات
******

وهيهات، إن الهوى لن يموت ولكنّ بعض الهوى يأفل
كما تأفل الأنجم الساهرات كما يغرب الناظر المسبل،
كما تستجمّ البحار الفساح ملّيا، كما يرقد الجدول
كنوم اللظى، كانطواء الجناح كما يصمت الناي والشمأل !
******

أعام مضى والهوى ما يزال كما كان، لا يعتريه الفتور
أهذا هو الصيف يوفي علينا فناقااه ثانية، كالزهور
ولكنهمن زهور الخلود فلا اظمأت ريّهنّ الحرور
ولا نال من لونهمن الشتاء ولا استترفت عطرهن الدهور
******

أغانيّ ، والغاب قفر الوكون حبيس النسائم تحت الدوالي
ترى ماؤه، لاتّقاد الهجير حريقا بما فوقه من ظلال
وفوق التعاشيب، حيث الغصون ينئون بافيائهن الثقال
لها مضجع هدهدته العطور أأبصرت كيف اضطجاع الجمال؟
******

أأمسيت استحضر الذكرات وما كان بالامس كل الحياة؟
أضاعت حياتي ؟ أغاب الغرام أماتت على الاغنيات الشفاه؟
أنمسي، ومازال غاب النخيل خضيلا وما زال فيه الرعاه،
حديثا على موقد لسامرين : أحبّا، وخابا فوا حسرتاه؟
******

أناديك لو تسمعين النداء وأدعوك أدعوك! يا للجنون
إذا رن في مسمعيك الغداة من المهد صوت الرضيع الحنون
ونادى بك الزوّج أن ترضعيه ونادى صدى أخفتته السنون
فما نفعها صرخة من لهيب أدوّي بها ؟ من عساني أكون؟
******

أعفّرت من كبرياء النداء؟ وأرجعت آمادي القهقرى؟
نسيت التي صورتها مناي وناديت انثى ككل الورى ؟
واعرضت عن مسمع في السماء إلى مسمع في تراب القرى !
أتصغي فتاة الهوى والخيال وأدعو فتاة الهوى والثرى؟
******

وودعت سجواء بين الحقول ودنيا عن الشر في معزل
وخلفت في كل ركن خصيل من الريف ذكرى هوى أول
قصاصات أوراقي الهامسات بشعري على ضفه الجدول
وجذعا كتبت اسمها الحلو فيه ونايا يغني مع الشمأل
******

فمن هذه المسترق القلوب صبى ملؤها روحة الطافره
أما كنت ودعت تلك العيون الظليلات والخصله النافرة؟
كأني ترشفت قبل الغداة سنى هذه النظرة الآسرة !
أما كان في الريف شيء كهذا ؟ اما تشبة الربة الغابرة؟!
******

مشى العمر ما بيننا فاصلا فمن لي بأن أسبق الموعد ؟
ولكنه الحبّ منه الزمان ثوان ومما احتواه المدى
أراها فانفض عنها السنين كما تنفض الريح برد الندى
فتغدو وعمري أخو عمرها ويستوقف المولد المولدا
******

وهل تسمع الشعر إن قلته وفي مسمعيها ضجيج السنين
أطلت على السبع من قبل عشر ين عاما وما كنت الا جنين ؟
وأمسى ولم تدر أنت الغرام هواها حديث الورى أجمعين
لقد نبّأوها بهذا الهوى فقالت : وما أكثر العاشقين ؟!
******

أمن قلبه انثان هذا النشيد إليها، إلى الذئبة الضاريه ؟
ولو لم يكن فيه طعم الدماء ما استشعرت رنة القافية
وما زالت تسبيه غمّازتان تبوحان بالبسمة الخافية
وما زالتا تذكران الخيال بما كان في الأعصر الخالية
******

وبالحب والغادة المستبد صباها به ، يلعبان الورق
وكيف استكان الإله الصغير فألقى سهام الهوى والحنق
رهان، رمى فيه غمّازتيه وورد الخدود، ونور الحدق
لك الله ، كيف اقتحمت القرون ولم يخب في وجنتيك الألق ؟
******

كأن ابتسامتها والربيع شقيقتان ، لولا ذبول الزهر
أآذار ينثر تلك الورود على ثغرها ؟ أم شعاع القمر ؟
ففي ثغرها افترّ كل الزمان وما عمر آذار إلا شهر
وبالروح فديت تلك الشفاه وان أذكروني بكاس القدر !
******

أطلي على طرفي الدامع خيالا من الكوكب الساطع
وظلا من الأغصن الحالمات على ضفة الجدول الوادع
وطوفي أناشيد في خاطري يناغين من حبي الضائع
يفجرن من قلبي المستفيض ويقطرن في قلبي السامع


اتبعيني

أتبعيني
فالضحى رانت به الذكرى على شط بعيد
حالم الأغوار بالنجم الوحيد
وشراع يتوارى واتبعيني
همسة في الزرقة الوسنى وظل
من جناح يضمحل
في بقايا ناعسات من سكون
في بقايا من سكون
في سكون !
**
هذه الأغوار يغشاها خيال
هذه الأغوار لا يسبرها إلا ملال
تعكس الأمواج في شبه انطفاء
لونه المهجور في الشط الكئيب
في صباح ومساء
وأساطير سكارى ... في دروب
في دروب أطفأ الماضي مداها
وطواها
فاتبعيني .. إتبعيني
**
اتبعيني ... ها هي الشطآن يعلوها ذهول
ناصل الألوان كالحلم القديم
عادت الذكرى به ساج كأشباح نجوم
نسي الصبح سناها والأفول
في سهاد ناعس بين جفون
في وجوم الشاطيء الخالي كعينيك انتظار
وظلال تصبغ الريح وليل ونهار
صفحة زرقاء تجلو في برود
وابتسام غامض ظل الزمان
للفراغ المتعب البالي على الشط الوحيد
اتبعيني في غد يأتي سوانا عاشقان
في غد حتى وإن لم تتبعني
يعكس الموج على الشط الحزين
والفراغ المتعب المخنوق أشباح السنين
**
أمس جاء الموعد الخاوي وراحا
يطرق الباب على الماضي على اليأس عليا
كنت وحدي .. أرقب الساعة تقتات الصباحا
وهي ترنو مثل عين القاتل القاسي إليا
أمس.. في الأمس الذي لا تذكرينه
ضوأ الشطآن مصباح كئيب في سفينته
واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا
وتناءت في ارتخاء وتوان
غمغمات مجهدات وأغاني
وتلاشت تتبع الضوء الضئيلا
أقبلي الآن ففي الأمس الذي لا تذكرينه
ضوأ الشطآن مصباح كئيب في سفينته
واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا


رنة تتمزق

الداء يثلج راحتي، ويطفيء الغد ... في خيالي
ويشل أنفاسي ويطلقها كأنفاس الذبال
تهتز في رئتين يرقص فيهما شبح الزوال
مشدودتين إلى ظلام القبر بالدّم والسعال ..
**
واحسرتا ؟! كذا أموت ؟ كما يجف ندى الصباح ؟
ما كاد يلمع بين أفواف الزنابق والأقاحي
فتضوع أنفاس الربيع تهزّ أفياء الدوالي
حتى تلاشى في الهواء كأنه خفق الجناح !
**
كم ليلة ناديت باسمك أيها الموت الرهيب
وودت لا طلع الشروق علي إن مال الغروب
بالأمس كنت أرى دجاك أحب من خفقات آل
راقصن آمال الظماء ... فبلها الدم واللهيب !
**
بالأمس كنت أصيح : خذني في الظلام إلى ذراعك
وأعبر بي الأحقاب يطويهن ظل من شراعك
خذني إلى كهف تهوم حوله ريح الشمال ..
نام الزمان على الزمان به وذابا في شعاعك
**
كان الهوى وهما يعذبني الحنين إلى لقائه
ساءلت عنه الأمنيات وبت أحلم بارتمائه
زهراَ ونوراَ في فراغ من شكاة وابتهال ..
في ظلمة بين الأضالع تشرئب إلى ضيائه
**
واليوم حببت الحياة إلى وابتسم الزمان
في ثغرها وطفا على أهدابها الغد والحنان
سمراء تلتفت النخيل المساهمات إلى الرمال
في لونها وتفر ورقاء ويأرج أقحوان
**
شع الهوى في ناظريها فاحتوانب واحتواها
وارتاح صدري وهو يخفق باللحون على شذاها
فغفوت استرق الرؤى والشاعرية من رؤاها
وأغيب في الدفء المعطر كالغمامة في نداها
**
عينان سوداوات أصفى من؟ أماسي اللقاء
وأحب من نجم الصباح إلى المراعي والرعاء
تتلألأ عن الرجا كليلة تخفي دجاها
فجراَ يلون بالندى درب الربيع وبالضياء
**
سمراء يا نجما تألق في مسائي أبغضيني
واقسي علي ولا ترقى للشكاة وعذبيني
خلي احتقار في العيون وقطبي تلك الشفاها
فالداء في صدري تحفز لافتراسك في عيوني !
**
يا موت يارب المخاوف والدياميس الضريرة
اليوم تأتي ؟! من دعاك ؟ ومن أدراك أن تزوره ؟
أنا ما دعوتك أيها القاسي فتحرمني هواها
دعني أـعيش على ابتسامتها وان كانت قصيرة
**
لا ! سوف أحيى سوف أشقى سوف تمهلني طويلا
لن تطفيء المصباح لكن سوف تحرقه فتيلا
في ليلة في ليلتين سيلتقي آها فآها
حتى يفيض سني النهار فيغرق النور الضئيلا !!
**
يا للنهاية حين تسدل هذه الرئة الأكيل
بين السعال على الدماء فيختم الفصل الطويل
والحفرة السوداء تفغر بانطفاء النور فاها
إني أخاف أخاف من شبح تخبئه الفصول !!
**
وغدا إذا ارتجف الشتاء على ابتسامات الربيع
وانحل كالظل الهزيل وذاب كاللحن السريع
وتفتحت بين السنابل وهي تحلم بالقطيع
والناي زنبقة مددت يدي إليها في خشوع
**
وهويت أنشقها فتصعد كلما صعد العبير
من صدري المهدوم حشرجة فتحرق العطور
تحت الشفاه الراعشات ويطفأ الحقل النضير
شيئا فشيئا .. في عيوني ثم ينقلب الأسير !!




سوف أمضي

سوف أمضي أسمع الريح تناديني بعيداً
في ظلام الغابة اللفّاء .. والدّرب الطويل
يتمطي ضجراً، والذئب يعوي، والأفول
يسرق النجم كما تسرق روحي مقلتاك
فاتركي أقطعلا اللليل وحيدا
سوف أمضي فهي ما زالت هناك
في انتظاري
**
سوف أمضي. لا هدير السيل صخّبا رهيبا
يغرق الوادي، ولا الأشباح تلقيها القبور
في طريقي تسأل الليل إلى أين أسير
كل هذا ليس يثنيني فعودي واتركيني
ودعيني أقطع اللليل غريبا
إنها ترنو إلى الأفق الحزين
في انتظاري
**
سوف أمضي حوّلي عينيك لا ترني إليّا
إن سحراً فيهما يأبى على رجلي مسيرا
إن سراً فيهما يستوقف القلب الكسيرا
وارفعي عني ذراعيك ... فما جدوى العناق
إن يكن لا يبعث الأشواق فيّا ؟
اتركيني ها هو الفجر تبدى، ورفاقي
في انتظاري



في السوق القديم

الليل والسوق القديم
خفتت به الأصوات ،إلا غمغمات العابرين
وخطى .. الغريب
وما تبثّ الريح من نغم حزين
في ذلك الليل البهيم
والنور تعصره المصابيح الحزانى في شحوب
مثل الضباب على الطريق
من كل حانوت عتيق
بين الوجوه الشاحبات
كأنّه نغم يذوب
في ذلك السوق القديم
****
كم طاف قبلي من غريب
في ذلك السوق الكئيب
فرأى وأغمض مقلتيه ، وغاب في الليل البهيم
و ارتجّ في حلق الدخان
خيال نافذة تضاء
والريح تعبث بالدخان ......
الريح تعبث ، في فتور واكتئاب ، بالدخان
وصدى .. غناء
يذكّر بالليالي المقمرات... وبالنخيل
وأنا .الغريب أظل أسمعه... وأحلم بالرحيل
في ذلك السوق القديم
***
وتناثر الضوء الضئيل على البضائع .. كالغبار
يرمي الظلال ..على الظلال
كأنّها اللحن الرتيب
ويريق ألوان المغيب الباردات ، على الجدار
بين الرفوف الرازحات ، كأنها سحب المغيب
الكوب يحلم بالشراب وبالشفاه
ويدٍ تلونها الظهيرة... والسراج
أو النجوم
ولربما بردت عليه ، وحشرجت فيه الحياة
في ليلة ظلماء.. باردة الكواكب والرياح
في مخدع سهر السراج به
وأطفأه .. الصباح
***
ورأيت من خلل الدخان ، مشاهد الغد ..كالظلال
تلك المناديل الحيارى... وهي توميء بالوداع
أو تشرب الدمع الثقيل .. وما تزال
تطفو .. وترسب في خيالي
هوّم العطر المضاع فيها
وخضّبها ..الدم الجاري
لون الدّجى ... وتوقّد النار
يجلو الأريكة ثم تخفيها الظلال الراعشات
وجه أضاء ... شحوبه اللهب
يخبو ... ويسطع ... ثم يحتجب
ودم
يغمغم وهو يقطر ثم يقطر
مات ... مات
***
الليل، والسوق القديم، وغمغمات العابرين
وخطى الغريب
وأنت أيتها الشموع ستوقدين
في المخدع المجهول في الليل الذي لن تعرفيه
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
حقل تموج به السنابل تحت أضواء الغروب
تتجمع الغرباء فيه
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
في ليلة قمراء سكرى بالأغاني في الجنوب
نقر [الداربك] من بعيد
يتهامس السعف الثقيل به ويصمت من جديد !
***
قد كان قلبي مثلكن، وكان يحلم باللهيب
نار الهوى ويد الحبيب
ما زال يحترق الحياة، وكان عام بعد عام
يمضي، ووجه بعد وجه مثلما غاب الشراع
بعد الشراع وكان يحلم في سكون، في سكون
بالصدر، والفم، والعيون
والحب ظلله الخلود .. فلا لقاء ولا وداع
لكنه الحلم الطويل
بين التمطي والتثاؤب تحت أفياء النخيل
***
بالأمس كان وكان ثم خبا، وأنساه الملال
واليأس، حتى كيف يحلم بالضياء- فلا حنين
الصيف يحتضن الشتاء ويذهبان وما يزال
كالمنزل المهجور تعوي في جوانبه الرياح
كالسلم المنهار، لا ترقاه في الليل الكئيب
قدم ولا قدم ستهبطه إذا التمع الصباح
ما زال قلبي في المغيب
ما زال قلبي في المغيب فلا أصيل ولا مساء
حتى أتيت هي والضياء!
***
ما زال لي منها سوى أنا التقينا منذ عام
عند المساء، وطوقتني تحت أضواء الطريق
ثم ارتخت عني يداها وهي تهمس والظلام
أتسير وحدك في الظلام
أتسير والأشباح تعترض السبيل بلا رفيق
فأجبتها والذئب يعوى من بعيد من بعيد
أنا سوف أمضي باحثا عنها سألقاها هناك
عند السراب وسوف أبني مخدعين لنا هناك
قالت ورجع ما تبوح به الصدى أنا من تريد
أنا من تريد فأين تمضي ؟ فيم تضرب في القفار
مثل الشريد أنا الحبيبة كنت منك على انتظار
أنا من تريد وقبلتني ثم قالت والدموع
في مقلتيها غير أنك لن ترى حلم الشباب
بيتا على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب
لولا الأغاني وهي تعلو نصف وسنى والشموع
تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء في ارتخاء
أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل
حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل
لا يأس فيه ولا رجاء
***
أنا أيها النائي القريب
لك أنت وحدك غير أنى لن أكون
لك أنت أسمعها وأسمعهم ورائي يلعنون
هذا الغرام أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب
لعنات أمي وهي تبكي أيها الرجل الغريب
إني لغيرك بيد أنك سوف تبقى لن تسير
قدماك سمرتا فما تتحركان ومقلتاك
لا تبصران سوى طريقي أيها العبد السير
أنا سوف أمضي فاتركيني : سوف ألقاها هناك
عند السراب
فطوقتني وهي تهمس : لن تسير
***
أنا من تريد، فأين تمضي بين أحداق الذئاب
تتلمس الدرب البعيد
فصرخت : سوف أسير ما دام الحنين إلى السراب
في قلبي الظامي دعيني أسلك الدرب البعيد
حتى أراها في انتظاري : ليس أحداق الذئاب
أقسى على من الشموع
في ليلة العرس التي تترقبين، ولا الظلام
والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام !
أنا سوف أمضي ! فارتخت عني يداها والظلام
يطغي ...
و لكني وقفت وملء عيني الدموع !
في ليلة العرس التي تترقبين، ولا الظلام
والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام !
أنا سوف أمضي ! فارتخت عني يداها والظلام
يطغي ...
و لكني وقفت وملء عيني الدموع !




لن نفترق !

هبت تغمغم : سوف نفترق روح على شفتيك تخترق
صوت كأن ضرام صاعقة ينداح فيه ... وقلبي الأفق
ضاق الفضاء وغام في بصري ضوء النجوم وحطم الألق
فعلى جفوني الشاحبات وفي دمعي شظايا منه أو مزق
فيم الفراق ؟ أليس يجمعنا حب نظل عليه نعتنق ؟
حب ترقرق في الوعود سنا منه ورف على الخطى عبق
*
أختاه، صمتك ملؤه الريب ؟ فيما الفراق ؟ أما له سبب ؟
الحزن في عينيك مرتجف واليأس في شفتيك يضطرب
ويداك باردتان : مثل غدي وعلى جبينك خاطر شجب
ما زال سرك لا تجنحه آه مأججة : ولا يثب
حتى ضجرت به وأسأمه طول الثواء وآده التعب
إني أخاف عليك وأختلجت شفة إلى القبلات تلتهب
*
ثم إنثنيت مهيضة الجلد تتنهدين وتعصرين يدي
وترددين وأنت ذاهلة إني أخاف عليك حزن غد
فتكاد نتتثرالنجوم أسى في جوهن كذائب البرد
لا تتركي لا تتركي لغدي تعكير يومي ما يكون غدي
وإذا ابتسمت اليوم من فرح فلتعبسن ملامح الأبد
ما كان عمري قبل موعدنا إلا السنين تدب في جسد
*
أختاه لذّ على الهوى ألمي فاستمتعي بهواك وابتسمي
هاتي اللهيب فلست أرهبه ما كان حبك أول الحمم
ما زلت محترقا تلقفني نار من الأوهام كالظلم
سوداء لا نور يضيء بها جذلان يرقص عاري الفدم
هاتي لهيبك إن فيه سناً يهدي خطاي ولو إلى العدم

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 09/06/2009 الساعة 11h52
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27/10/2008, 16h34
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: March 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 47
المشاركات: 1,756
افتراضي

صياح البط البري

و ذرّى سكون الصباح الطويل
هتافٌ من الديكِ لا يصدأُ
وهزّ الصدى سعفات النخيل
وأشرق شباكنا المطفأ .
هتافٌ سمعناهُ منذ الصغر
سمعناهُ حتى نموت
يمرُّ على عتباتِ البيوت
فيرسم أبوابها و الحُجَر
ولا يهدأُ
إلى أن تسير الحقول
إلينا فنقطف منها الثمر
وعند الضحى و انسكاب السماء
على الطينِ و العشبة اليابسة،
يشقُّ إلينا غصون الهواء
صياحٌ ، بكاءٌ ، غناءٌ ، نداء
يبشر شطآننا اليائسة
بأن المطر
على مهمه الريح مدّ القلوع
هو البطُّ .. فلتهنأي يا شموع
بموتٍ بهِ تعرفين الحياة
بهِ تعرفين ابتسامَ الدموع :
نذوراً تذوبين ، للأولياء .
صياحٌ .. كأن الصياح
ينشّل مما انطوى من رياح ،
سهولا وراء السهول
أزاهيرها في الدجى من نباح
وعند النهار حزاما لقاح
وختمية ما لها من ذبول
ينشّر في شاطئ مشمس
من القي الكثّ غاب له عذبات تطول.
صياح كأجراس ماء ..
كأجراس حقلٍ من النرجس
يدندن و الشمس تصغي، يقول
بأن المطر
سيهطل قبل انطواء الجناح
وقبل انتهاء السفر …

18 - 3 - 1962


خطاب والهه

أنت تدري ان في قلبي جرحي

الف آه تتترى دون بوح

أنت تدري صار مثل الليل صبحي

انت تدري ايها الجاني فنح

ودع الآلام واقبل بعض نصحي

يا عذابي خلني وحدي اضحي

دع أغاني اللواتي صغتهن

في اسار مبهم بين الدجنه

دع اماني فأني عفتهن

يا عذابي دع رؤى عاودتهن

ودع الآه فلن تجديك أنه

ثم دعني فأنا أشتات محنه


حب وشاعر

سالتني ذات يوم عابره عن غرامي وفتاتي الساحره
لم تكن تعلم أني شاعر ملهم أهوى فتون الطاهره
وحبيب لست أهوى عاتبا أنما أهوى العيون الآسره
وقواما أهيفا جلفني ساهما خلف روحي سادره
ووفاء لم أكن أنكره أترى ينكر غصن طائره
سألتني والربى مزدانة في شروق والأماني زاهره
ليتها تدرك أني ها هنا شاعر لابد لي من شاعره
قلت يا أختاه لا لا تسالي أنا ذاك الصب أهوى نادره

ثورة 14 رمضان

االف لسان جاء عندك يشكر...... لأيفاء ما اسديت هيهات يقدر
بعثت حيلة من رداها و نفضت.... أياديك عنها كل ما كان يوقر
جزاك الأله الخير عن أم صبية... أعدت لها البعل الذي كاد يقبر
فصار اليتامى من جداك ذوي أب. فداك الأب الفاديه در و جوهر
أسير فيكسو شارق الشمس جبهتي. فيعلو دعائي ظللت بالله تنصر
ألست الذي أحيا وقد ثار شعبه فصاح ابتهاجا منه الله اكبر
وقام الكسيح المبتلى من فراشه يسير على ساق يعدو ويطفر
تقحمت أو كان المنيات والسنا يئن وآلاف الشاياطين تصفر
فما هي ألا ضربة الثأر وانجلى ظلام من البلوى وبغداد تنظر
فمن ير بغداد التى أنت نورها يقل عاد هارون وقد مات جعفر
ثأرت لشواف وأمطرت ناظما بما قد روى القبر الذي كاد يطمر
وسد من التهريج أعلاه قاسم وما كان كاسمه فهو يشطر
يحن ألى النيل الفرات ودونه صحارى وقد قالوا لنا تلك كوثر
ألوف الضحايا سامها الخسف والأذى غلوم ورقاع وبخش وقنبر
ولولاه ما عاد الشيوعي حاكما كما شاء أو كان الشيوعي ينحر
فكنت الجواب المرتجى من دعائه وكنت لنا النور الذي فيه نبصر
فيا جيش لا نلت الأذى دونك الذي هبطنا ألى الأعماقأذ كبان يهذر
يمن بمال الشعب أعطاه عاجزا ومن ظلمة الداء الذي فيه ينخر
لقد جاع حتى حطم الجوع جسمه وطورد حتى ما على المشي يقدر
لك الحمد أذ أرويت بالثأر أرضنا فسرنا على الدرب الذي كاد يطمر

يوم ارتوى الثأر

بشراك هذا الذلة انقشعا وانفك عن ساعيك القيد وانقطعا
ازلزل الشر ما خلفت زاوية يندس فيها ولا أبقيت منتجعا
يا أمة ما انهوى عن صدرها صنم الا وأوصى لدانمنه فافترعا
من كل جازي يد بالزاد تطعمه غلا ومن آكل الثدي الذي رضعا
هاك اسمعي الصور والموتى اذا انبعثوا فاليوم كل سيجزى بالذي صنعا
الله أكبر ما أمهلت طاغية الا لكي يحصد النار التى زرعا
جيل من الأعين الغضبى وقافلة من غيظ جيلين في ميعادك اجتمعا
وانحط منها على الباغي وزمرته ظل تخطى اليه السور والقلعا
كالسيل من حمم والنار من ظلم والموت لو كان يحوي ذلك الفزعا
ما رعب قابيل اذ يعدو فتتبعه عينا أخيه المسجى حيثما نزعا
شق الثرى عنه من لحظيهما شبح أزجى عليه الدم المطلول فاتسعا
يوما بأوفى من الرعب الذي فجأت نكبأؤه الصرصر الطاغوت فامتقعا
يوم اشتفى كل قلب كان فاجمعه وزلزل القصر حتى مال وانصدعا
وامتد من حيث ولى باع محتجز واسود من حوله الفولاذ والتمعا
في موقف تنفس الشحاذ ذلتها فيه الأمير الذي من جوعها شبعا
وزمرة من لصوص كل ما جمعت ما رد عنها قضاء الشعب أو دفعا
أنزلت بالثورة البيضاء عاليها سفلا وعاجلت منها الرأس فاقتطعا
لم يرتو الثأر من جلاد أمته حتى وان جندلته النار وانصرعا
فاقتض من جيفة الجلاد مجتزيا منها عداد الضحايا من دم دفعا
هذا الذي كل ثكلى فهو مشكلها والمستحل الضحايا ليته ارتعدا
والسارق النور من عيني أطفأه والجاعل النوم في مهد ابنني وجعا
بالأمس كنا سبايا دون سدته فاليوم نعطيه ما أعطى وما منعا
ما قطعته الجموع الثائرات ولا أدمته الا بما أدمى وما قطعا
لم يكذب الجيش الا ظن شرذمة خالته في كل ما تبغى له تبعا
والجيش ما كان الا سور أمته والرافع الجور عنها كلما وقعا
ان تعل وان تمس بنائبة مسته أدهى وان نادت به سمعا
والجيش ما كان الا سر قائده هذا الذي حرر الأعناق اذ طلعا
عبد الكريم الذي أجرى بثورته ماء ونورا كغيم ممطر لمعا
أمسرى وبغداد تحت الليل غافية في سجنها وسهيل بعد ما طلعا
فما تنفس أو كاد الصباح نها الا وقد حطم الأوثان واقتلعا
في ثورة عاد منها الشعب منتصرا والحق مزدهرا والبغي منصرعا
حتى ازدهى كل شبر في العراق ففي مينائه اليوم نور الفجر قد سطعا

الهديه

يقول المحبون ان الهدايا طعام الهوى ذاك ما أسمع
واني لأهواك حتى لأقسو بحبي وتدمي به الأضلع
وأهواك حتى اللقاء اشتياق وحتى يضيق المدى الأوسع
فماذا سأهديك يوم اللقاء وماذا سأهديك يوم النوى
أيرضيك ما يشتريه انحداري الى حيث يأبى علي الهوى
فما المال الا دماء تباع كعرض البغايا لدرء الطوى
سأصحو مع الفجر قبل الطيور ولمسة كفيك في خاطري
ألم الندى حقول الربيع وأشدو مع القبر الطائر
وأجمع من زهرها باقة لعينك يا زهرة الشاعر
وهيهات هيهات ان الرياح يذرين أزهاري الذابله
ويبقين في مقلتيك انكسارا كمن يتبع الأنجم الآفله
سأهديك أغنية كنسيم المدينة يستقبل القافله
وماذا أغنيك والحشرجات وعصف اللظى كل ما اسمع
كأن البرايا دم في عروقي تصدى له الخنجر المشرع
فيا قبضة من رماد الحريق على سلم دكه المدفع
سأهديك من ساعدي الحياه ومن قلبي الضحكة الصافية
سأهديك ما في عبوس السحاب من النور للدوحة العاريه
سأهديك أن لا تكوني رمادا على مدرج الزعزع العاتيه
سأهيد دنيا يرين السلام عليها كحشد من الأنجم
تنامين فيها وتستيقظين بلا ريبة في الغد المبهم
ولا خوف من أن يعز الرغيف وأن تستباحي وأن تهرمي

وحي النيروز

طيف تحدى به البارود و النار ما...... حاك طاغ و ما استبناه جبار
ذكرى من الثورة الحمراء و شحها.... بالنور و القانيء المسفوك آذار
مرت على القمة البيضاء صاهرة...... عنها الجليد فملء السفح أنهار
في كل نهر ترى ظلا تحف به أشباح ( كاوا ) و يزهو حوله الفار
يا شعب ( كاوا ) سل الحداد كيف هوى صرح على الساعد المفتول ينهار
و كيف أهوت على الطاغي يد نفضت عنها الغبار و كيف انقض ثوار
و الجاعل ( الكير ) يوم الهول مشعلة تنصب منه على الآفاق أنوار
قف عند ( شيرين ) واهتف ربما نطقت وحدثتك بما تشتاق أحجار
و ربما ارتجت الأصداء و انفجرت قيثارة في يد الراعي و مزمار
و الفارس الثائر المغوار هل بقيت من خيله الصافنات البلق آثار
تكاد تسمع في الآفاق صيحة كأنها في سماء الحق إعصار
مرت على الظلم فاهتزت دعائمه و جلجلت فهي للباغين انذار
و ساء مستعمرا أن يستفيق على أصدائها جائع في الحقل منهار
و أن يهب إلى الأغلال يحطمها شعب و تنشق عن عينه أستار
كم أيتم البغي من طفل و سار على بيت هوى جحفل للبغي جرار
و استؤسر الجائع العريان و اغتصبت عذراؤه و استبيح الحقل و الدار
و شردت في صحارى الثلج أفئدة من فوقها أعظم تدمى و أطمار
و كشر السجن عن بابيه و ارتفعت حمر المشانق يغذوهن جزار
كيعرب مظلوم يمد يدا إلى أخيه فما أن يهدر الثار
و المستغلان في سهل و في جبل يدميها بالسياط الحمر غدار
سالت دماؤهما في السوط فامتزجت فلن يفرقها بالدس أشرار
و أغمد الظلم في الصدرين مخلبه فجمعت بالدم الجرحين أظفار
ووحد الجوع عزم الجائعين على أن يوقدوها و ألا تخمد النار
و كدس العري أجساد العراة على درب إلى النور قد أفضى بمن ساروا
وقرب القيد من شعبين شدهما ووجهت من خطى الشعبين أفكار
يا فرحة العيد ما في العيد من مرح حتى تحرر من محتاهلها الدار
يا فرحة العيد ما في العيد من مرح حتى تحرر من محتاهلها الدار


يا أبا الأحرار

هب في الفجر هبوب العاصفات قدر حطم أبواب الطغاة
قدر من سدة الله سعى يزرع الزيتون في الأرض الموات
يا لها من قبضة في حدها يكمن الموت و أسباب الحياة
حررت أعناقها من نيرها و أنارت في الليالي المظلمات
يا كريما ما رأينا مثله من كريم يا نجي المكرمات
لم تلح لولاك في ذاك الدجى شمسنا أو تهو أصنام البغاة
يا أبا الأحرار يا رافعها رابة تزهو على شط الفرات
دم لشعب عاش من تموزه في نعيم فوق أشلاء الطغاة

صحيفة الأحرار

يا حابسين صحيفة الأحرار هل يمنع القيد استعار النار
إن تحجبوها فهي حقد كامن بين الضلوع و صرخة استنكار
بنت الكفاح و كل سطر خالد عرق يفور به دم الثوار
ضم الشتات بها ( فكاوا ) يجتلي من عين ( يعرب ) ضحكة استبشار
و ( القدس ) تشهد كل جرح أنها برء يثير مخاوف الأشرار
لم تكب في ساح الجهاد و لا ارتضت ذلا و لا غفلت عن استعمار
إن تحجبوها فالليالي شأنها ألا يدوم بها سنا الأقمار
ما إن نخور فليس فينا جاهل إن الحياة عطية الأخطار
إنا لنغمد في اللظى أقدامنا هيهات نشكو سطوة الأحجار
واحر قلبي يا بلادي أنني جردت فيك سوى من الأشعار
ماذا ظننت بصادق في حبه لو كان يملك قوة الأقدار
هل كان ينفض من نضال كفه أو كان يتركها على القيثار
و لو استطعت لكنت حزبا ثانيا مثل التحرر صادق الآثار
أو عدت أجعل من دمائي ثورة تجلو غشاوة هذه الأبصار
الشعب يعلم عن يقين أنها بوق النضال و منبر الأحرار
حان الكفاح فأنزلتها طعنة حمراء في صدر الحليف الصاري
الجو فيك لكل نسر ضيق رحب لكل ملون المنقار
قصوا جناح النشر فيه و أطلقوا لليوم أجنحة الخنا و العار
و من المهازل أن أوفى صفحة للشعب تطويها يدا غدار
ما راش جود الكادحين جناحها حتى يراه مقص الاستعمار
أن يحجبوها فهي في أرواحنا و ضحاه تنشرها يد التذكار
أو طاب يوم ( الخائنات ) بيومها فالخائنات قصيرة الأعمار
إن المصاب و إن خلا من فرحة لم يخل من عظة و من انذار
فالطاعن الصدر الأبي بسيفه سق الستار بطعنة استهتار
فإذا العيون ترى و في أهدابها لمح الدماء خبيثة ( الثرثار )
يجثو على فرش الحرير و دونه جسم الطعين على التراب العاري
فالطرف يمسك بالكؤوس و رجله بالطرس و الكغان بالدينار
لو باركته يدا ( سفير ) ساعة باع النضال بحلفة ( استيزار )
يا من يشيد لكل حر محبسا خوفا على كرسيه المنهار
إن الظلام إذا تناهى غيه زاد العيون صدى إلى الأنوار
و الحابس الأبطال عن أن يزأروا ظن الزئير قضى قتل إسار
حتى تكشف عن سراب ظنه و انفض جوف الصمت عن إعصار
فإذا الحناجر و الزمازم تنبري غضبى تجوز عليه عقر الدار
هيهات تغلب كل كف شأنها لمس الحرير تدفق التيار
هيهات يصرع كل فكر ملؤه همس الطغاة صوارخ الأنكار
ما دام بعض دم الضحية دافقا فيها فلا ركنت إلى الأظفار
يا شعب أنت غد فإن لم يؤمنوا بالكادحين فلست للكفار
إن الطغاة نجوم ليل ترتدي ثوب المغيب و أنت شمس نهار
أنت اندفعت إلى العلاء و غلغلوا في هوة لا تنتهي بقرار
لا يستوي الجيلان هذا مقبل نحو الحياة و ذاك في إدبار
ظنونك سخرية الزمان و نهزه للطامعين و لعبة الأغرار
حتى أبنت عن اللظى في ملمس و كشفت في شرب عن الأكدار
أنت العباب سجا و أغفى حاجبا خلف السجو منية البحار
أنت الزمان صفا ليهوي سيفه بعد الصفاء على يدي جبار
إن الشعوب شكون داء واحدا رغم التنائي و اختلاف الدار
أغلالهن مجمعات في يد رعناء تنشرها على الأقطار
فإذا حطمت فلست وحدك حاطما تلك القيود غنيت بالأنصار
لاوفق الأشرار في أن يخرقوا قلب النضال بكاذب الأخبار
هل يأمن المطعون من جلاده إلا لقاء الصارم البتار
و الأرض ليس لها من غاسل رجس الطغاة سوى دم الثوار

مأساة الميناء

سل الميناء لو سمع الخطابا فروي غلة الصادي جوابا
و ابطال ( النقابة ) كيف باتوا يذوقون المذلة و العذابا
أذنب أن يقال لنا حقوق أبي أصحابهن لها اغتصابا
و عدل أن تجرع كل حر يد المستعمرين قذى و صابا
حلال لابن ( لندن ) في حمانا دم ابن الرافدين فلا عتبا
وجور أن نمد يدا إليه و حق أن يمد لنا حرابا
جموع الكادحين و جمعتنا مصائب ست أدركها حسابا
و حقد إن ذممت سواه حقدا فلا ألقاه إلا مستطابا
على المستعمرين بصب نارا و أبناء الثراء لظى مذابا
و رثناه الأبوة و هو باق سنورثه البنين منى عذابا
و دنيا لا يغيب العدل عنها إذا هو عن سواها كان غابا
بربك حدثيني أي جان تصيد منك أبناء نجابا
و أمسى منك دون حمى أمين تحد جنوده ظفرا و نابا
أطل على النقابة منه طرف مغيظ كاد يلتهب التهابا
و أزجى مثقلين بنافثات لهيب النار يحملن الحرابا
يذيقون المهانة كل حر دعاه هوى النقابة فاستجابا
و ما غير المطارق من سلاح و قد كرمت إلى الحق انتسابا
لك الفخر المخلد من جيوش على الجمع القليل تجوز بابا
وصانك من عدوك ( مستشار ) و حسبك أن غدوت له ذنابى
رضاه بأن تريعي كل دار تضم الكادحين و قد أصابا
فما كالكادحين له عدو إذا استرضاه مرتزق و حابى
أبالأغلال يخنق صوت شعب تهزأ بالحمام لقد تغابى
دع الآفاق تزخر بالضحايا و سمع الريح يمتليء انتحابا
و غذ بنا السجون و من دمانا فرو البيد أو فاسق السرابا
فيا غير الجلاء لك انتهاء فإن الشعب قد هتك الحجابا
و ألوى بالطغاة فما توانى و بالمستعمرين فما أنابا
جموع الكادحين و جل عارا رضانا بالهوان وخس عابا
دعاك إلى النضال شقاء شعب تحمل من مذلته الصعابا
خذي يالثأر خصمك لا تليني وجدي غير قاصرة طلابا
و سار لك الغد الزاهي فسيري وزيدي من محياه اقترابا
و أصمي في جوانح كل طاغ فؤادا كان للشر استجابا
يكاد الظامئون من الضحايا يصيحون اجعلي دمه شرابا
تطل عليك أحداق العذارى من الأكفان حانقة غضابا
دم الأعراض عاد بها اصفرارا و عاد على يد الجاني خضابا
و أجسام الطغاة حجين عنا ضياء لا نريد له احتجابا
ستنصب الأشعة من خروق رصاص الشعب زاذ بها انصبابا
لك الغد و الحياة و للأعادي معاول تحفرين بها الترابا
فصيحي ( بالحليف إليك عنا فلا حلفا نريد و لا انتدابا

دجلة الغضبى

ذوب الليل يا شعاع النهار تلمح العين ما وراء الستار
ذوب الليل يبصر الشعب صرعاه فما زال واقفا بانتظار
يبصر القوم بين هاو الى اللحد وغرقان دائب في احتظار
ما غضبة المياه الحبيبات تدفقن بعد طول الأسار
زمزم الموج في السهول النديات مغيطا وصاح في كل دار
سائل الكوخ والربى والصجارى كيف أرعش في يد التيار
أيها النائمون في الضفة السكرى على الجوع والضنى والصغار
كيف بالله كيف تغفو عيون في حمى كل ظالم غدار
علموا دجلة الظلامات والغدر فعادت ولا تفي عهد جار
أيها الضاربون في ظلمة الليل الى غير منتهى أو قرار
يسرقون الخطى على ضوء نجم يسرق الخطو في قصي المدار
كيف خلفتم الديار الحبيبات ألا لفتة لتلك الديار
ضرب الماء ما بنى كل بان وطوى كل مأمل بالثمار
فاشتكى صاحب القطيع من الموج لذئب رآه أو جزار
واشتكى الحاصد المعنى الى الشيخ فما كان منه غير ازورار
وهو بالأمس واهب القائد الغربي زلفى اليه سيف النضار
صيغ من أضلع الجياع العريا تحت أنظار كل جوعان عاري
وهوبالأمس من حبا لندن الشوهاء ما شاء منه حب الفخار
وهو من يبخل الغداه على الشعب ويلقى انتحابه بافترار
ليت لي قوة المياه فاقتض من الشيخ للدموع الغزار
ليتني أهدم القصور وأبنيهن بيتا لشارد في القفار
ليتني أبدل القلوب التى تغفو على الذل بالحصى والحجار
أيها الشعب واحتماك عار على الحر دونه كل عار
طالما قد صبرت يا شعبي المظلوم فانهض كفاك طول اصطبار
أيها المرسل الأنين الى الآذان يلبسن قرط الاستعمار
حق ما ترسل الأنين اليهن اجتزازا بصارم بتار
فهي صماء حين تدعو وصغواء اذا اهتز شارب المستشار
ضلة للنيام والثلعب الرعديد يسطو بمخلب مستعار
رب ناج من الردى خلف الأبناء صرعى في المائج الهدار
مثقل الظهر بالسنين الطويلات وأشلاء بيته المنهار
لاح لي فانطلقت أزجي اليه الشعر حران قاذفا بالشرار
أيها المبتلى وأدعو بك الشعب وقد هم غيظه بانفجار
ذلك النهر فاض بعد احتباس عاصفا بالسدود عصف اقتدار
نبني أي ساعة أبصر الشعب وقد فاض بعد طول الأسار
ساحقا في اندفاعه ما أقام الظلم في دره من الأسوار
قل لمن ثبت العروش على الماء فقال امتلكت كل البحار
سوف تأتيك ساعة توقظ الأمواج فيها انتفاضة الاعصار
أيها الشعب يعصب الداء عينيه فلا تبصران ضوء النهار
الدواء الذي ترجي سيأتيك اسمه من حناجر الثوار
تعصف الصيحة المدماة بالتاج على كل مفرق مستطار
يوم لا الظالم الغشوم بمنجيه من الثائرين وشك الفرار
لا ولا القيد مستطيع حيال النار صبرا ودونه ألف نار
الردى واالهوان خط الأذلاء وكل الحياة للأحرار

أعاصير

أصبح الكون وهو نور ونار أيها الظالمون أين الفرار
الأعاصير تملأ الشرق والغرب وقد جاش حولهن الشرار
كلما حاقت المنايا باعصر نزا فوق نعشه اعصار
فالتهاب خبا فكان التهاب وانفجار مضى فجاء انفجار
فاعصفي يا شعوب فالكون لا يرضيه الا أن يعصف الأحرار
واحطمي القيد فوق هام الطواغيت وثوري فالفائز الثوار
همسة فانتباهة فهتاف فانتفاض فثورة وانتصار
هذه قصة الشعوب رواها للولرى تاج قيصر المنهار
حرك الشرق عقرب الساعة الوسنى فهبت تقول لاح النهار
فامض يا ليل ما عيون الجماهير بعمياء أو عليها ستار
أيها الواقفون في زحمة الدنيا وقد عصب الرؤوس الدوار
ان وقفتم فما أرى موقف التاريخ يعتاق من خطاه انتظار
فاجعلوا في اليمين عرشا من الظلم فما يعرف العرش اليسار
يا وجوه الجياع يا قصة أضحى لها من مواطني أسفار
حاك أحداثها الرهبيات جلاد زها سيفه الدميم اقتدار
أنت للجوع لاح اصفرار وهو للتبر في يديه اصفرار
خيب المستبد لا يكتب التاريخ ناب له ولا اظفار
انما نحن وارثو هذه الدنيا لنا المجد كله والفخار
ان في صفرة الخريف انتفاضا كلن من معجزاته أيار
قل لمن فض روحه الرعب واستل السنا من عيونه الاندحار
نقل الطرف بين شرق وغرب يحمد الطرف قلبك الستطار
تلق كأس الطغاة في كف ساقيها حطاما تجف فيه العقار
في غد تسحق القيود ويهوي فوق أشلاء تاجه استعمار
لألأ الصبح يا بلادي أيبقى في حماك السفير والمستشار
ابعثي صرخة الجلاء ابعثيها مثلما ترسل الهدير البحار
شبعك الحر ما انثنى عن نضال لا فهيهات أن يدوم الأسار
وهو لو كان كوكبا يذرع الآفاق ما حد من خطاه المدار
عالم الظالمين قد هدم المظلوم ركنيه فاحتواه انهيار
فهو ان ظل واقفا كان للموت وان سار فالمسير انتحار
موضع القيد بعد حين سيمسي فوق انحانه الجريحات غار

مفضوحة لم تبق طي خفاء

الاسخياء له بغير بلادهم الباخلون بها على الضعفاء
بالقادرونعلى اغتصابك عنوة فاليوم هب الشعب من اغفاء
يا شعب ليس القدس تشكو وحدها هول الجراح من اليد الرعناء
ما زال جرحك وهو دام دافق رغم انتهاء الطعنة النجلاء
والحر أبعد غاية من أن يرى في الدمع تخفيفا من البرحاء
فالحكم للدم والسلاح المنتظى والحرب لا للدمعة الخرساء
والنصر للشعب الذي لا ينثني عن عزمه والصولة النكراء
أجل الطغاة بكل حد صارم ما أن يزيل العار كالأجلاء
حتى أراك وأنت راض هانىء حر برغم الأعين الزرقاء
وأرى الجزيرة وهي روض مونق محمية الأبناء بالأبناء
والقدس يسكن كل حر ربعها بالعاملين وضيئة الأنحاء
ياشعب ناد بكل ساه غافل عما تذوق القدس من بأساء
ما أشرع الأعداء فيها حرية الا لشل يد وسفك دماء
ما نفع جنتك التى نضرتها والنار حول الجنة الخضراء
يا شعبي المظلوم هذا موقف بان الوفي به من الحرباء
ما بال رهطك وهو باق وحده لم يخش بأس القوة العمياء
عاش التحرر كل رهط غائب الاه يوم الجد والأعياء
وغدا فداء الكادحين وجمعهم أصحاب تلك الشارة السوداء
يا شعب هذا أنت جأش رابط ان حان يوم الثورة الحمراء

في يوم فلسطين

يا راقصين على دم الصحراء قد آن يوم الثورة الحمراء
تلك الشرارة بعد حين تنجلي عن زاخر بالنار والأضواء
اليوم يحطم كل شعب ثائر سود القيود بضحكة استهزاء
ويد يفر البغي من هزاتها حمراء ضرجها دم الشهداء
فضت فم المستعمرين بلطمة لا غير قاتلة ولا شلاء
واليوم يصرخ كل حر غاضب في وجه كل مهوس الآراء
تلك الواطن أين عنها أهلها فتروح تعرضها على الغرباء
والقدس ما للقدس يمشي فوقها صهيون بين الدمع والأشلاء
ما هتلر السفاح أقسى مدية يوم الوغى من هتلر الحلفاء
يا أخت يعرب لن تزالي حرة بين الدم المسفوك والأعداء
ثارت أهلك في دمانا تلتظي هيهات ليس لهن من اطفاء
حتى يضم ثرى الجزيرة أهلها أو يلبسون مطارف العلياء

عرب الثأر فاهتفي يا ضحايا

بسمت النور في ثغور الجراح أنت قبل الصباح نجم الصباح
كلما لحت في خيال الطواغيت وألهت مرقد السفاح
ذاب قيد على اللظى وتراخت قبضات على حطام السلاح
واختفت كالاظلام تنحل في النار وجوه تحف بالأقداح
كلما لحت هلل الشعب أسوان يبث ابتهاجه في النواح
وتحدى الطغاة بالساعد المفنول من عامل ومن فلاح
كان في غفوة فلما ملأت النوم في مقلتيه بالأشباح
هب غضبان يهمز الثأر بالثأر ويمشي على لهيب الكفاح
يا عيون الجراح لولاك ما امتدت عيون الى الستار المزاح
تبصر الظلم عاريا ةالطواغيت كأوراق دوحة في الرياح
جرد البغي خنجرا في دجى الليل وأهوى على الحمى المستباح
فاهتدت أمة على لمعة النصل وقد عب من دماء الأضاحي
واستضاءت بسمة من شهيد ومشت فوق معبر من جراح
عربد الثأر فانهضي يا ضحايا واطرحي عنك باردات الصفاح
كلما ألهب الدجى حزن بغداد فغصت بدمعها النضاح
وانظري هل ترين الا ثكالي وأيامي يضربن راحا براح
وانظري ما يزال جلاك السكران فوق الثرى طليق الجناح
واسألي قبر جعفر النارد المحزون ما ذنب هذه الأرواح
جعفرالحق يا نشيد البطولات تغنيه تحت ظل الصفاح
مد من قبرك المدمى بيمناك فما زلت حامل المصباح
أنت مزقت ظلمة الليل بالنور فلا تهن مقلة السفاح

اللعنات

1 الى النار

لا ترجفي يا بنان القارىء الأنا لا انشق باب ولا صافحت شياطانا
لا ترجفي وانشري سفرا صحائفه درب الى النار لولا هن ما كانا
أفضى الى عالم ناء الى ظلم كانت حياة على الدنيا وأزمانا
حاك الخيال المدمى بعضها قصصا والواقع المر انباء وألحانا
عذراء ما وطئت رجل مدراجها كالبحر قاعا وغيب الله شطآنا
واد من النار داج لا ألم به شيخ المعرة يستوحيه غفرانا
ولا تخطى بدانتي بابه بصر خاض الجحيم دما يغلي ونيرانا
وادي حزانا ومظلومين تملؤه أطياف أحيائنا الغضبى وموتانا
ضجوا لدى الله بالشكوى فرق لها قلبا وهز النجوم الزهر غضبانا
وانثال كالغيث لو أن لظى صوت سرى زعزعا وانشق بركانا
ويل الطغاة السكارى من عقاب غد ان زلزل الكوكب المنكود ايذانا
فزمزم الحشد والنكباء تنشره حينا وتطويه كف الله أحيانا
رباه لو أن في طول انتظار غد جدوى لما أسمعتك الريح شكوانا
ما كان حتما علينا أن يعذبنا طاغ وان يشهد الرحمن بلوانا
النار أشهى فهات النار تصهرنا يوم الحساب ومتعنا بدنيانا
ان كان لا يدخل الجنات داخلها الا شقيا على الأواى وغرثانا
وكان أمرك أن نرضى بما صنعوا فاحفظ عبيدك فالشيطان مولانا

بين الروح والجسد

قصة شاعرين
يستفاد من مختلف المصادر أن بين الروح والجسد ملحمة للشاعر تقع في
ألف ونيف من الأبيات وكان قد أرسلها كاملة مع السيد فيصل جري
السامر وهو يستعد للدكتوراه فسلمها بمصر كما ذكر الى المرحوم الشاعر
المصري علي محمود طه المهندس ولم يعرف مصيرها بعد
وفيما يلي مائة وعشرون بيتا متها جمعت من مسودة للشاعر ومن مجموعة
اقبال التي صدرت له بعد وفاته ثم من احدى الصحف العراقية التي كانت

تصدر يومئذ

أوحى اليه الشعر من آياته سحرا تحل به النفوس وتعقد
باتت تلحق في الأعالي روحه نشوى وبات خياله يتصعد
واهي الكيان كأن خطبا هذه ذاوي الشفاه لطول ما يتنهد
وهو المعطل من قوام فارع يسبي العيون ووجنة تتورد
لم يعط من مال سوى أحلامه وكفى بها من ثروة لا تنفد
ما زوال صرف الدهر أبقى أمه تأسو الجراح بكفها أو تضمد
كم بات يلتمس الحنان فما رأى طيف الحنان وفاته ما ينشد
وأحب من جاراته فتانة ما زال صائد طرفها يتصيد
عف الغرام بحسبه من حبه نظر يعف عن الآثام ويبعد
شاعر الشهوة

غض الاهاب تظل تبرق عينه سحرا تلوذ به القلوب وتحتمي
جم الثراء سبى العذارى بالغنى والحسن حتى ما يجدن لمغرم
قد كان يحسبها مثالا للتقى والطهر والخلق الرفيع الأكرم
ما زال يروي الشعر عن شيطانه متحلبا شرا صبيغا بالدم
وأحب غانية فهيأ سمه سرا وخبا صارما في المبسم
المحبوبة

حسناء تسفر عن محيا شاحب ما زال يغلب كل طرف غالب
رمقت صباها وهي في ريعانه بنواظر عبرى وقلب ناصب
في الريف بين نخيله المتعانق وعلى جوانب كل نهر دافق
عسب يجاذبه النسيم ظلاله وندى يصفق بالأريج العابق
وأزهر غيناء رف نديها فرحا بأجنحة الفراش العاشق
شاعر الروح

حيتك أنفاس الربيع الباكر ورعتك آلهة الهوى من شاعر
مرت ليال كنت فيها غائبا عني فأظلمت الحياة بناظري
لم يلق شعري منك قلبا راضيا فلقد سقته مآثمي حتى ارتوى
فلتهتفن بكل نغم ساحر مما تفيض عليك أيام النوى
أو ما تفيض عليك ساعدات اللقا بين النخيل وعند ذاك الملتوى
شاعر الروح

أتحب صاحبتي وحبي طاهر وهواك حب فاجر لم يشرف
نزهتها عن قول هجر قلته كادت تغص به لهاة المعزف
شاعر الشهوة

هيهات لست بتارك هذا الهوى لا الصد يورثني السلو ولا النوى
مالي ومالك أن تظل رفيقها ان نلت بعد سويعة تطويقها
أهوي على تلك الشفاه فأرتوي حينا وأرشف كيف شئت رحيقها
وأمد كفي أينما شاء الهوى فأعود أقطف نورها وشقشقها
شاعر الروح

زورا لعمرك ما نطقت وخدعة تأبى علي محبتي تصديقها
شاعر الشهوة

وأطوع الخصر النحيل بضمة من ساعد ما خلته ليطيقها
شاعر الروح

لا تفجعن فؤاد باك موجع بتصورات زوقت تزويقها
شاعر الروح

رحماك ما أبقيت لي من ملجأ ان كنت تطمح أن تكون رفيقها
شاعر الشهوة

طال الثواء وحان أن نتفرقا فالى اللقاء وياله من ملتقى
فغدا أعود محدثا عن قبلة جن الفؤاد لها وخصر طوقا
ونواظر متفترات نشوة وصبابة متلذذات باللقا
شاعر الروح

لا تقسون ورحمة يا صاحبي فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع لا تقسون على الفؤاد الموجع
بالماضيات الزهر من أيامنا بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
لا تعدون على التى ملكتها روحي ودونك غيرها فاستمتع
لو شئت جاءتك الغواني خشعا ينظرني نظرة وامق متطلع
شاعر الشهوة

لو كان في وسع المشوق العاشق ترك الهوى لصرفت عنها خافقي
طال الثواء وحان أن نتفرقا فالى اللقاء وياله من ملتقى
فغدا أعود محدثا عن قبلة جن الفؤاد لها وخصر طوقا
ونواظر متفترات نشوة وصبابة متلذذات باللقا
شاعر الروح

لا تقسون ورحمة يا صاحبي فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع لا تقسون على الفؤاد الموجع
بالماضيات الزهر من أيامنا بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
لا تعدون على التى ملكتها روحي ودونك غيرها فاستمتع
لو شئت جاءتك الغواني خشعا ينظرني نظرة وامق متطلع
شاعر الشهوة

لو كان في وسع المشوق العاشق ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي
طال الثواء وحان أن نتفرقا فالى اللقاء وياله من ملتقى
فغدا أعود محدثا عن قبلة جن الفؤاد لها وخصر طوقا
ونواظر متفترات نشوة وصبابة متلذذات باللقا
شاعر الروح

لا تقسون ورحمة يا صاحبي فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع لا تقسون على الفؤاد الموجع
بالماضيات الزهر من أيامنا بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
لا تعدون على التى ملكتها روحي ودونك غيرها فاستمتع
لو شئت جاءتك الغواني خشعا ينظرني نظرة وامق متطلع
شاعر الشهوة

لو كان في وسع المشوق العاشق ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي
طال الثواء وحان أن نتفرقا فالى اللقاء وياله من ملتقى
فغدا أعود محدثا عن قبلة جن الفؤاد لها وخصر طوقا
ونواظر متفترات نشوة وصبابة متلذذات باللقا
شاعر الروح

لا تقسون ورحمة يا صاحبي فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع لا تقسون على الفؤاد الموجع
بالماضيات الزهر من أيامنا بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
لا تعدون على التى ملكتها روحي ودونك غيرها فاستمتع
لو شئت جاءتك الغواني خشعا ينظرني نظرة وامق متطلع
شاعر الشهوة

لو كان في وسع المشوق العاشق ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي
طال الثواء وحان أن نتفرقا فالى اللقاء وياله من ملتقى
فغدا أعود محدثا عن قبلة جن الفؤاد لها وخصر طوقا
ونواظر متفترات نشوة وصبابة متلذذات باللقا
شاعر الروح

لا تقسون ورحمة يا صاحبي فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع لا تقسون على الفؤاد الموجع
بالماضيات الزهر من أيامنا بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
لا تعدون على التى ملكتها روحي ودونك غيرها فاستمتع
لو شئت جاءتك الغواني خشعا ينظرني نظرة وامق متطلع
شاعر الشهوة

لو كان في وسع المشوق العاشق ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي

والأمس شعرها شعري

مرت فلامس شعرها شعري فاذا الهوى بجوانحي يسري
مرت ولم أرها سوى نبأ عذب البشائر ذاع في صدري
القلب يعرفها بمشيتها بالظل بالأنفاس بالعطر
يا ليت شعرينا اذ اعتنقا عقدا فما انفرطا مدى الدهر
بل ليت مسرعة الخطى وقفت ووقفت حتى ساعة الحشر
أشكو الغرام لها فتبسم لي وتلين ان أسمعتها شعري
أدعوك واسمك لست أعرفه دعوات حر ضاق بالأسر
آنست منك تطلعا ملكت نظراته الجماح من فكري
أفغن هوى ما كان من تظرء أم كان لهوا عاجل المر
بوحي بسرك لا بل اتئدي أخشى الأسى ان بحت بالسر
فدعي الفؤاد يعيش مغتبطا جذلان ما بين الرؤى الزهر
يا ليتني وقد ابتعدت مدى قبلت ما لامست من شعري
بل ليت ما لامست منه غدا حمراء مشرقة من الزهر
تكسين شعرك من مفاتنها ثوبا من الألاء والنشر

يا نهـر

يا نهر عاد اليك بعد شتاته صب يفيض الشوقمن زفراته
حيران يرمق ضفتيك بلوعة فيكاد يصرع شوقه عبراته
كم رافقتك فآنستك خطاه في غدواته للحب أو روحاته
أفانت تذكره وتحفظ عهده أم قد نسيت عهوده وسماته
قد أنكرته فتاته وتبعتها وهو الذي يفديكما بحياته
ليود من شغف بمائك لو غدا ظلا يداعب فيه جنياته
متعلقا بشراع كل سفينة ليجاذب الملاح اغنياته
وتلوذ أنوار النجوم بصدره وتراقص الأمواج من ضحكاته
يا نهر أين مضى الزمان بأنسه والمترع المعسول من كاساته
وهل اهتدى الزمن الحقود فغال ما قد أودع المفؤود في خلواته
قبلاته في ضفتيك صريعة أفهل حفظت له صدى قبلاته
أمواجك الائي شهدن غرامه وسمعن لوعته وبث شكاته
عبثت بهن من الليالي غدرة وأضاعهن الجزر في سفراته
والدوح أسلم للبلى ورقاته وثمالة القبلات في ورقاته
والريح أسامها انتظار ايابه وأملها ترديد أغنياته
فرمت لطول عيائها مزماره وعفا بمسمعها صدى نغماته
يا ساقي الشجرات ما لك لا ترى الا كئيبا لج في حسراته
وتطوف ما بين الرياض أباحثا عن غائب حجب البعاد سماته
ما للروابي أرمتك شكاتها والمرج ألقى فيك شباباته
فسل الربى عن نورها وزهورها والمرج عن شعرائه ورعاته
ذهبوا فما في الروض الا نائح متفرد بدموعه وأذاته
حلو الخرير ملاذ كل معذب ظميء الفؤاد وأنت بعض سقاته

أراها غدا

أراها غدا هل أراها غدا وأنسى النوى أم يحول الردى
فؤادي وهل في ضلوعي فؤاد لقد كدت أنساه لولا الصدى
كأني به خاذلي ان تمر على بعد ما بيننا من مدى
مشى العمر ما بيننا فاصلا فمن لي بأن اسبق الموعدا
ومن لي بطي السنين الطوال ستمضي دموعي وحبي سدى
أراها فأذكر أني القريب وأنسى الفتى الشارد المبعدا
أراها فأنفض عنها السنين كما تنفض الريح برد الندى
فتغدو وعمري أخو عمرها ويستوقف المولد المولدا
أغض اذا ما بدت ناظري فهيهات تلعم كم سهدا
ولو أنها نبئت بالغرام غرامي لقربت المنشدا
وقالت أيعصى ندا الحب حرمت الهوى ان عصيت الندا
سأنسى الجراحات والامنيات سوى أن عيني تراها غدا

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 09/06/2009 الساعة 11h38
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27/10/2008, 16h56
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: March 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 47
المشاركات: 1,756
افتراضي

ثورة الأهلة

أما زلت تصبو إلى قربها رويدا فما أنت من صحبها
تخطيت سبعا من المثقلات بما لست تدري إلى حبها
تركت الأهلة عن جانبيك حيارى تشكى إلى ربها
أكانت سدى كل تلك السنين و قد هدنا السير في دربها
أيطوي مداها إلى حبه فتى ما رأيناه في ركبها
تخطيت سبعا فكم من ضحى و كم من مساء و ليل بها
و كم نبضة من فؤاد التي تشوقت للعطف من قلبها
أما زلت مستسلما للأنين رويدا فعهدي بها لا تلين
و هل تسمع الشهر إن قلته و في مسمعيها ضجيج السنين
أطلت على السبع من قبل عش رين عاما و ما كنت إلا جنين
و أمسى و لم تدر أنت الغرام هواها حديث الورى أجمعين
لقد نبأوها بهذا الهوى فقالت و ما أكثر العاشقين
أما زلت في غفلة يا حزين أحبت سواك ففيم الحنين
حرام عليها هنيء الرقاد أتغفو و ما أنت في النائمين


العش المهجور


بمنحى من مراقبة العيون و منأى عن متابعة الظنون
و في ظل النخيل حطام عش تلفع بالأزاهر و الغصون
ترحل طائراه فبارت خلوا عميق الحزن متصل السكون
يكاد نسيجه عشبا وزهرا يبوح بما يسر من الأنين
يحن إلى الجداول و الروابي و ضاكة السهول و الحزون
لقد ذهب الذي سلاه عنها فعاد إلى التشوق و الحنين
كأن العش حين خلا و أقوى و متا به صدى النغم الحنون
غدير جف غاربه و ماتت أغاني موجه المرح المعين
كأن قشاشة أوتار عود مكفنة بها جثث اللحون
و أبدل من ظعين قد تولى بما لم يسله حب الظعين
إذا متع النهار أوت إليه ظلال النخل ناعسة الجفون
و يطرقه شعاع النجم و هنا و ضوء البدر حينا بعد حين
طروق الذكريات فؤاد صب كثير الشجو منقطع الوتين
تمر به النسائم هامسات فتنشر فيه عطر الياسمين
و توقظ في جوانبه الأغاني عذاب الجرس فاتنة الرنين
و كم غمرته أنفاس الخزامى قد امتزجت بدمع ندي هتون
و ربة وحشة تأوي إليه إذا أوت الطيور إلى الوكون
ليشبهني مثل حالي و شأن في الغرام حكى شؤون
فقلبي لا يزال قرين شجو متى هفت القلوب إلى قرين
إذا الأحلام زرن عيون غيري تزور العبرة الحرى عيوني
يكاد العش إن هتفت صدوح يبادلها غناء شج حزين
و ليل نام سامره اكتئابا أثار له الخفي من الشجون
و أذكره ليالي ذاهبات فغص من الكآبة بالدجون


ذبول أزهار الدفلى

لذع الأوام أزاهر الدفل فذوت كما يذوي سنا المقل
كانت تعير النهر حمرتها فيضيء فيه الموج كالشعل
كانت تعير النهر حلتها فيسير في وشى من الحلل
كم زينت بالأمس لبته بقلائد المرجان و القبل
و اليوم أطفىء نورها و خبا فكأنها لم تند أو تمل
و اليوم أصبح عقدها بددا فرأيت جيد النهر في عطل
و لكم مررت بزهرة ذبلت فبكيت حين بكيتها أملي
و سقيتها بالراحتين كما تسقي السحابة تربة الطلل
فتراعشت في غصنها و هوت و مضى النسيم بها على عجل
يا عين أين أزاهر الدفل مري بجانب نهرها و سلى
لرجوت لو دامت غضارتها وصل التي وعدت فلم تصل
قد كان وشك ذبولها أجلا للملتقى ففجعت بالأرجل
و لكنت آمل أن أقبلها واعب خمرة حسنها الثمل
أما و قد ذبلت فلا أمل لي باللقاء فكيف بالقبل


فجر السلام

لا شهوة الموت في أعراق جزار تقوى عليها ولا سيل من النار
الموت أزهى سدا من أن يشابكها وهي التي مدت الموتى بأعمار
وهي التى لمت الأحقاب واعتصرت مما انطوى في دجاها فيض أنوار
ومست الصخر فاخضلت جوانبه بالسيل الغض والريحان والنار
هذي اليد السمحة البيضاء كم مسحت جرحا وكم أزهت أنفاس جبار
وأطلقت في الدجى الأعمى حمامتها بيضاء كالمشعل الوهاج في غار
كأنما فجرت ماء لظامئة أو أطلعت كوكبا يأتمه الساري
سل تاجر الموت كيف اصطك من فزع لما رآها وكم أودت بتجار
وسمرت نعش طاغوت بما شرعت كفاه من خنجر يدمى وأظفار
أما كفاه الذي امتصت على مهل أنيابه من دم الغرثان والعاري
وما طفا عن شفاه الطفل من لبن أو حلمة المومس الشوهاء من عار
فانقض من كهفه الداجي ليبعثها شعواء كالبحر ان دوى باعصار
حتى اذا امتار من أعمار مددا واقتات مما ستحيا عمره الهاري
أهوى على ظهر لم يقض يعصره عن سلعة تعبر سلعة الدنيا فدولار
عيون وراء المدى تنام و ترجو الغدا
دفوق السنا باسطا لأحلى رؤاها يدا
ستجبلها ولقعا نقيا كذوب الندى
يكفر عما جنت عصور طواها الردى
أيفزعها المجرمون بما أشرعوا من مدى
كأن سياجا يقام ليحجز عنها الغدا
و في الحقل بين الظلال عذارى حملن السلال
لهن الهوى و الغناء و للظالمين الغلال
فبعد الشقاء المرير وغب الليالي الطوال
دنا موعد للحصاد فغنينه للرجال
أيحسدهن الطغاة على منه للخيال
على ضحكة للربيع و أنشودة للتلال
و شيخ يرب الحفيد بأنباء قطر بعيد
تحدى حراب الغزاة و غيبها في الجليد
فأنبت منها سنابل ضوء الصباح الوليد
هنالك يبني الحياة كما شاء جيل سعيد
عمالقة بالفعال ورواد كون جديد
و آلهة يخلقون آلهة من عبيد
هنالك يرن السلام كأهداب طفل ينام
و يضحط ملء الحقول و في أغنيات الغرام
و ينبض حيث المعامل يجرحن قلب الظلام
و في المدن الضاحيات يندس وسط الزحام
و حيث التقت و هي ترنو عيون الورى في وئام
برغم اللظى و الحديد نمت زهرة للسلام
و انداح من لجة الليل التي شحبت شدق يزيد اتساعا كلما اقتربا
كأن مقبرة طال الزمان بها وازلزت فهي تبدي جوفها الخربا
تعلقت أعظم الموتى به ورنت ألحظها الحور فيما يشبه الغضبا
كأنما صرت الأسنان من حنق شيئا و سخرية منها بمن نكبا
كأن كل قتيل رغم سكرته بالصمت يسأل أما أثكلت وأبا
وزوجة و بنين استقتلوا و أخا من كان فيما لقينا من ردى سببا
شدق يزيد اتساعا كلما رفعت ستر الدجى خفقت من كوكب غربا
آلى على الأرض أن يجتث عاليها سفلا و يصفع من يأتي بمن ذهبا
و لا يريق دما إلا و أضرمه نارا و ذرى رمادا منه أو لهبا
تسعى به الريح في الآفاق ناسجة للشمس من جذوة أو من دم حجبا
فالجو مقبرة كبرى معلقة تستعرض الشمس في ذراتها الحقبا
و الأرض كالأبرص المنبوذ هرأة داء و عانى عليه الجوع و التعبا
تكدست فوقها الأجساد ناضحة قيحا ودوى عويل الناس و اصطخبا
من كل رافعة جيدا كأن يدا جبارة جاذبيه الطول فانجذبا
وانمط مثل عجين الرخو مرضعها لصق الثرى و اكفهر الوجه و انقلبا
و هي التي بالأمس كانت كما رجى خيال للهوى الأول
يموج في مرآتها ظلها سوسنة بيضاء في جدول
و كان نهداها إذا رنحت ريح الصبا من ثوبها المخمل
يشف تكويراهما عن سنا يطفو بطوقيها إلى المجتلى
كم عاشق كانت أمانيه أن يرتشف النور على جيدها
كان يغذيها إذا قطبت بالروح و الآمال في عيدها
يا زهرة عاشقها لم يذد من زعزع هبت لتبديدها
لو كان يهواك ارتمي دونها سدا و نجاك بتصعيدها
ظل لقابييل ألقى عبء ظلمته فحما يسود البرايا حوله القلق
فحما تصدى له الباغي بمقلته يذكيه منها لظى يخبو و يأتلق
إذا تضرم فاندك الفضاء جذى غضبى و نش الدم الفوار و العرق
وانقض من حيث تهوى الشمس غاربة ليل من القاصفات السود أو شفق
جن الرضيع الذي يحبو وهب على رجليه يعدو ويلوي جسمه اعنق
من فرط ما طال و استرخى و قد صهرت أعراقه الزرق نارا فيه تختنق
كأن كفيه مذراتا ثرى و دم لا ما يمد ابن عام لفه الغسق
و لألأ البدر فاستدناه و انبسطت يمناه بالشوق حتى أظلم الأفق
و أزلزت لثة الشيخ التي هرئت من شدقه الأدرد المغفور تندلق
تنساح كاللعنه السوداء يطلقها بعد الردى نسله المطموس و الحنق
يا ربما سرت الموتى بأن هلكوا قذائف كعيون الجن تنطلق
شدت عليها يد عجفاء يدفعها حقد ويقتات من أعصابها فرق
شلت يدا طالما التفت أصابعها ثم ارتخت عن وليد بات يختنق
و استجهضت كل أنثى و هي تعضبها و استدفأت باللظى و المدن تحترق
و قوست من ظهور كي يطاولها قزح يلج ارتفاعا و هي تنسحق
و تطل من أفق يفتحه الشروق إلى الحافي
أيد تشير إلى الرقاب المشرئبة لا تخافي
لن يفصد الجلاد عرقا من عروقك لارتشاف
أيد تلوح بالسلام كأن موشكه الضحايا
تكتال منهن البقاء كأن أحضان الصبايا
أودعتها الأطفال لما ينطفوا حذر المنايا
و لكم تناقلت المعابر و الدروب صدى نداء
تتشابك الرغبات مثب الغاب فيه على رجاء
هو معبر الأجيال من خطر يهم إلى نجاء
تعوي الذئاب و ما يزال يجيش كالدم في العروق
يند العواء و يدفع المقل الغضاب عن الطريق
و يظل يطفئها كما انطفأت بقايا من حريق
و يظل يخفق بالسلام كأنما نشرت جناحا
فيه الحمامة يلطم الظلماء فانفرطت و لاحا
من شقها الألق الحبيس و ظل ينطف ثم ساحا
صور لنفسك في الخيال أباك في وسط الحريق
يدعوك بالصوت الأبح وقد تخبط كالغريق
و يمد من خلل الدخان يديه يبحث عن طريق
و انظر لأمك و هي ترقد في التراب على قفاها
تتجاذب العقبان ثديي ها و يفقا ناظراها
و تلق من دمها الكلاب و ينخر الدود الشفاها
و تمل زوجك و هي تركض بين أشباح الجياع
شعثاء تلهث و الرياح تصكها دون انقطاع
حملت قميصك في ذراع و الرضيعة في ذراع
أو جثة ابنك و هي تزحف دون رأس في الدماء
أو مرضع ابنتك الممزق و هو يسحق بالحذاء
ورفات موتاك الرميم وقد تناثر في الهواء
و إذا رأيت عيون جير تك الرضية المحار
ترتج غضبى في قرارة جدول ضحل القرار
أفلا تطاردك العيون أما تبصك في احتقار
صور لنفسك في الخيال أباك في ليل الشتاء
و كأنما ردت عليه صباه أخيلة الصلاء
ما زال يقرأ و الصغار يضاحكونك في الخفاء
و انظر لأمك وهي تنصت أي عجب يزدهيها
عادت إلى الصوت الرتيب إلى الغوابر من سنيها
و تمثلته فتى يجمع ساعديه و يحتويها
و ابسط لزوجك و انتشلها و هي تلهث في الرخام
كفا ستختم إذ تو قع بالمداد على السلام
فرج الجراح فتوقف ال دم و الدموع عن انسجام
الشاطيء الضحاك و الأ صداء و القمر الطروي
سكران يغرق في جدا ئلها و تهمسه الطيوب
و تضمها و يطل من خلل العيون مدى رحيب
تتنفس الأضواء فيه كأنما سمعت غناء
حلو الرنين فراقصته هناك أجنحة اراءى
بيضاء يتبعها الص غار بأعين تندى أخاء
ليل العبودية النكراء صدعه مهوى طواغيت و استبسال ثوار
حتى إذا شمر الباغي ليرأبه شقا بأن يصهر الأجساد بالنار
هبت أعاصير تذرو ما تؤججه في وجهه الراعب النضاح اللعار
و استيقظ الشرق عملاقا تموج على عينيه دنيا من الأحقاد و الثار
يرمي و يرمي و يسعى نحو غايته في لجة من دجى غضبى و أنوار
تطفو عليها الضحايا أو تغوص إلى أعماقها بين تيار و تيار
راياته الداميات الظافرات كوى حمراء ينشق عنها سجنه الضاري
ألقى بها السلم في وجه الطغاة ردى و في صعيد الضحايا حمر أزهار
و حطموا أفوق الغل الذي سحبوا كي يطرقوا منه تابوتا لجبار
حيث اشرأبت على جرف الردى أمم شدت إلى الصخر إلا بعض أحرار
و ابتاع بالدرهم المجبول من دمها فيض الدم الثر منها شر تجار
و استأجروها لصنع الموت منه لها بالزاد يبقى دما فيها لجزار
أعمارها مثل بئر للدم ابتلعت جيلا سواها بهن ابتاعه الشاري
و تطل من أفق يفتحه الشروق إلى الحفافي
أيد تشير إلى الرقاب المشرئبة لا تخافي
لن يفصد الجلاد عرقا من عروقك لارتشاف
و لكم تناقلت المعابر و الدروب صدى نداء
تتشابك الرغبات مثل الغاب فيه على رجاء
هو معبر الأجيال من خطر يهم إلى نجاء
ما زال يخفق بالسلام كأنما نشرت جناحا
فيه الحمامة يلطم الظلماء فانفطرت و لاحا
من شقها الألق الحبيس و ظل ينعطف ثم ساحا


ظلال الحب

والعصر مخضوب البنان و أزهار الحقل الحسان
و الصبح يملأ بالندى عطرا سلال الأقحوان
و البدر و هو مظله لليل تمتلك افتناني
إن الفؤاد لفي ضلال من هواه و في هوان
ما داخل الحب الفؤا د فعاد بيتا للأماني
أو بات في روض و أص بح باسما نضر المجاني
هبط النعيم و ساكنيه فرده خلو المغاني
سل عنه أزهار الحقول على جداولها حواني
سل زهرة التفاح ضا حكة الأسرة و المعاني
يا زهرة التفاح هلا تخبرين عن الجنان
يوم استفز بها الهوى فلبين باتا يخفقان
اروي لنا نبأ ( الطريد ) فأنت راوية الزمان
أغوته ( حواء ) فمد يديه نحو الأفعوان
ثمر يحرمه الإله عليهما و يحللان
ذاقا فكانا ظالمين فكيف يجزي الظالمان
وبدا الموارى منهما فإذا هنالك سوءتان
و عليهما طفقا من الو رق المهدل يخصفان
يا بؤس من فضح الإله و لم يزده سوى الهوان
لم يعرف الدوح الخريف و نزع أوراق حسان
حتى نضى ورقاته العاشقان الآثمان

من أغاني الربيع

حلم بآفاق السرور رسمته أجنحة الطيور
و بشائر فوق الربى بين الخمائل في الصدور
و نسائم رقصت على زهر الجنائن و الغدير
و فراشة قد روحت عن زهرة الحقل النضير
تعلو و تهبط في الرياض كأنها نغم الحبور
الفجر يبني للندى و كنا جميلا في الزهور
فلنبن من قبلاتنا للحب عشا في الثغور


حورية النهر

نفوس معذبه هائمة تخبط في الظلمة القاتمة
أجد لها الليل أحزانها و تذكار أيامها الباسمة
فسارت تفتش عن حبها و تنشد لذاتها الدائمة
و أسرى بها تحت جنح الظلام زوارق في اللجة الغائمة
إذا ما تلوث على الشاطئين من النهر أمواجه اللاطمه
و أرسى على مائه زورق تؤرجحه النسمة الحالمة
أطلت على النهر حورية فأغوته بالنظرة الساهمة
فأغواره و هي أوطانها بواك على فقدها نادمة
و أمواجه و هي أترابها جئت تحت أقدامها لاثمه
أحورية النهر غضي العيون و كوني بملاحة راحمه
تسيرين في زورق من ظلال فتدفعه النسمة الناعمة
و مجدافك اخترته من ضي اء النجوم على اللجة القاتمة
و أطربت النهر و الضفتين أغان و قيثارة ناغمة
لقد حق أن تسحر الكائنات وتستل آهاتها الجاثمة
فأوتارها شعرك العسجدي و أنت الموقعة الباسمة
رأى النهر مصرع ملاحه بعينيك أيتها الظالمة
رآك فهيأ مجدافه و أسلم زورقه للظلام
يثير إذا سار عزم الميا ه فتطلق عن جانبيه السهام
طغى الموج و ارتد يطوي الظلال فلم يبق للعين إلا القتام
فيا زورقا من ظلال تلاشى بحورية ليس ترعى الذمام
أخلفت ملاحنا وحده و للموج في الشاطئين احتدام
و حورية النهر ما خلفت سوى أغنيات تثير الغرام
يجاري اختلاجاتها زورق و موج و قلب حواه الهيام
و نهر تمازج أمواهه و يحملها رغوة إذ تنام
و نجم يعشى الدجى ضوءه كنبع على ثغره العشب نام
و يقتاف آثارها زورق و ملاحه الشارد المستهام
يطالعه طيف حورية من الموج يختال في الابتسام
فمن كل صوب سرى خالها هناك و إن سار ألفى الظلام
أوهما يرى لا فذا صوتها ينتهي فتعيد المياه الكلام
و لاحت له أعين مشفقات محدقة من وراء الغمام
تنادي به ظللتك الخطوب و قادتك نحو الردى و الحمام
و لكن أذنيه لم تسمعا حديث السماوات حيث السلام
جرى وهو ليس له غاية سوى أن يجدف حتى الصباح
و يقفو على الماء ضوء النجوم و يصرع أشجانه بالنواح
لقد حطم الليل مجدافه و هيض الشراع بعصف الرياح
وقد أطفأ الموج مصباحه فصاح و لم يجد ذاك الصياح
تبرمت يا ليل بالبائسين فزل و اترك الصبح يأسو الجراح
و نادى وقد مد كلتا يديه لقد حان يا أرض عنك الرواح
فيا شاطئا كان مأوى الغريب إذا مل طول السرى فاسترح
وداعا وداع الشقي الحزين سيسر إلى الموت بعد الكفاح
و يا زمج الماء خدن السفين سمير الشراع الطروب الصداح
كلانا يحن إلى تربه فطر لي فإني مهيض الجناح
و يا أنجم الليل يا عودي إذا القلب في الليل بالداء طاح
إذا ما خبا نوركن الوضيء أسى و تألق نجم الصباح
فحدثنه عن فتى في الدجى طواه العباب وحب الملاح
رأى -ويح عينيه- حورية فجن بها ساعة ثم راح
فقد يخبر النجم عنه الرعاة فيبكون حزنا و تبكي البطاح
و مات الشقي الحزين فعادت تكفنه بالشراع الرياح


رثاء القطيع

لقد حدثوني بموت القطيع فشدت على القلب كف الألم
رأيتك تبكين بين الثرى و تستصرخين رعاة الغنم
و حولك سرب من الراعيات يخففن عنك الضنى و السأم
أما أرقت عين هذا التراب دموع لها فوقه منسجم
من الأعين الحور ينبوعها فهل تصبح اليوم تحت القدم
لقد زوقت تحت أيدي الأصيل سفوح الروابي بظل القمم
و قد حوم النوم حول الغدير فما بال أزهاره لم تنم
و أمواجه أخلدت للسكون فمات على ضفتيه النغم
و كانت تغني بحجر النسيم إذا لفها موهنا و استجم
أحزنا على ما أصاب القطيع رفيق هواها عراها السقم
و مالك لا تملأين المروج ابتساما فإن الربيع ابتسم
و فوق الثرى ذاب قوس السحاب فبادت على جانبيه الظلم
رياض كما يشتهي العاشقون و ما صور الفن منذ القدم
و نور سها شفاه الزهور و نهر عليه الذهول ارتسم
أحزنا على ما أصاب القطيع أليف الروابي اعتراك الألم
سأبكي وقد كنت تستضحكين إذا الدمع من ناظري انسجم


؟؟؟

و أي خير في الهوى كله إن كنتما بالحب لا تعلمان
يا زهرتي قد مت يا زهرتي آه على من يعشق الأقحوان
لولا التي أعطيت سحر اسمها ما بت استوحيك سحر البيان

شاعر

كفن بالأوراق آهاته وارتد يرثيها بآياته
واستأسرت أبياته روحه فطاف يبكي حول أبياته
غنى ليصطاد حبيباته فاصطاد أسماء حبيباته
إن تبك عينيه صباباته أبكي عيونا بصباباته
ساعاته في شعره خلدت ما باله يندب ساعاته
و هو إذا ما أن من لوعة رجع كل الكون أناته
إن دس تحت الترب جثمانه وكف قلب بين طياته
خلف قلبا بين أشعاره يسمع من في الأرض دقاته


المساء الأخير

برب الهوى يا شمس لا تتعجلي لعلي أراها قبل ساع الترحل
سريت فأفق الغرب يلقلك باسما طروبا و أفق الشرق بادي التذلل
كأن السنا إذ فارق الأرض و اعتلى رؤوس الروابي و النخيل المسبل
أحاسيس أخفاها الفؤاد وصانها زمانا ففاضت من عيون و مقول
و صفصافة مخضوبة الرأس بالسنا تراع بزفزاف من الريح معول
تبين كعذراء من الريف أقبلت بجرتها من دافق الماء سلسل
نعى لي و للناس النهار ( مؤذن ) وقد كان ينعي لي قؤادي و مأملي
تمنيته لا يسمع الصوت أخرسا تمنيت لو يهوي إلى الأرض من عل
ألا وقرت آذان من يسمعونه بأشلاء قلب في ضلوعي مقتل
ألا نثرت من تحت أقدامه أسى حجارة ذاك المسجد المتبتل
أطرت عصافير الربى حين غادرت كأن بتغريد العصافير مقتلي
رأيت بها بدهر مجنح فأبغضت أشباه العدو المنكل
كأنى به لما يمد جناحه يمد لأكباد الورى حد فيصل
ألا ليت عمر اليوم يزداد ساعة ليزداد عمر الوصل نظرة معجل


خيالك


لظلك لو يعلم الجدول على العذب من مائه منزل
يمر به القلب مر الغريب و يهفو له الحب و المأمل
بأفيائه تحلم الذكريات و يشدو الخيال و يسترسل
وقفت حزينا لدى الضفتين و حولي زهور المنى تذبل
وقد رف ظلك فوق المياه وجالت بأعطافه الشمأل
ففي الموج مما رأى هزة يحار لها الشاطيء الممحل
و سرحت عيني في مقلتين يسدد سهميها الجدول
غرام فهل تنكرين الغرام وحب و هل منه لي موئل
تمنيت لو كنت ريحا تمر على ظل و لهى فلا تعذل
و يستأسر الموج إغراؤها و ترديدها النائح المرسل
فتمضي و يمضي به للسماء غماما بأرجائها يرفل
فأخلو بظلك بين النجوم وقد جال فيها الدجى المسبل
ففي كل تقبيلة نجمه تغور أو كوكب يذهل
خيالك من أهلي الأقربين أبر و إن كان لا يعقل
أبي منه قد جردتني النساء و أمي طواها الردى طواها الردى المعجل
و ما لي من الدهر إلا رضاك فرحماك فالدهر لا يعدل


يا ليل

ليت الليالي تنسي قلبي الألما و النجم ينبئها عني بما علما
لعينيك يا ليل سر لا تبوح به أغمضت عنه عيون الناس فانكتما
إلا عيوني ما أغمضت ساهدها فبتن يرقبن منك النوء و الظلما
قد اتقيت أذاها فاستثرت لها دمعا لهت فيه عما فيك منسجما
صحبت فيك سرى الأحلام مفزعها و عذبها فطويت الغور و الأكما
فما التقتيت بمن أهوى أتحسبها يقظى لديك فما أهدتها حلما
و هل نعمت من الدنيا برؤيتها أما احترقت فأفزعت النجوم أما
ألم تخنك الدراري مذ شغفن بها و كيف وارين غرب الدمع حين هما
ترى هل الأرض مأواها و موطنها أم السماء نمتها فهي بنت سما
من السنا و الندى و الزهر منزلها على الثرى من ندي الغيم قد رسما
إن الأهلية شيء من أرائكها و الفجر مرآتها ما رف مبتسما
و ساءلتك و غرب الدمع سامرها عني فألفتك قد أوليتها صمما
فردت الطرف نحو الغيم حائرة فارتد بارقة يجلو لها الظلما
وهزت الأفق السهران باحثة عني وبت أهز القلب مضطرما
فما نجومك و هي النيرات سوى آثار أقدامها تروي لك الألما
و ما أغانيك و هي الخالدات سوى أشتات قلبي تروي حبه نغما
أما سئمت من الآهات نرسلها نارا و قلبك من قلبي أما سئما
ضم الفؤادين لم تبق النوى بهما ما يستطيع حياة إن هما انصرما


تحية القرية

شفني من ربوعك النضرات فتنة تستعيدها نظراتي
في رياض النخيل يجمع فيها الفجر شمل الضياء بعد شتات
فإذا الروض فتنة تتجلى من صناع الأنامل المبدعات
أخذت جليها الطبيعة فيه وبدت في غلائل عطرات
توجت بالزهور مفرقها الجدول رب الخمائل الهامسات
و انثنت تستحث ماشطة الريح و تبدي النجيل للماشطات
و المروج الحسان هامت عليها حرق من تنهدات الرعاة
و العذارى بين الربى يتهادين ندي النوار و الزهرات
و الغدير الوسنان ظلله الكرم و اصبى امواجه الموهنات
منظر تستخف ألوانه الطير فتزجي ألحانها الساحرات
و هدوء الحقول تلقى لديه النفس ما ترتجيه من غايات
فهو نور يهدي سفائن فكاري ألى ما وراء بحر الحياة
قترى المبدع المصور فيما حولها من جنائن موثقات
في ابتسام الرياض للمد و الجزر لطوفان عذبى النغمات
يحملان الحديث عن مرقص البحر و حور الشواطىء اللاعبات
و عن الشط و النخيل السكارى في الليالي القمراء و المظلمات
رنحتها الأنسام لما سقتها العطر في أكؤس الندى المترعات
وقروط الأغداق تهتز أغراق لفلك شوارع جاريات
صور تسجد النفوس لديها وتضج القلوب بالصلوات
أينما دار ناظري طالعتني فتنة تستعيدها نظراتي


تنهدات

سعف النخيل على الممر تهدل و أحجب بظلك ما يراه المجتلى
من كنت أحذر أن تحجب طيفها عن ناظري نزلت بأبعد منزل
سيان عندي اليوم قفر موحش و ظلال روض مستطاب المنهل
فسل النسائم أن تكف عن السرى ما للفؤاد بسيرها من مأمل
إن أقبلت بشذى الزهور و لم يكن عطر الحبيبة فيه فلتتحول
أبدا تذكرني المروج بمن نأت وربابة الراعي تهيج الشوق لي
في كل زاوية نظرت رأيت من آثارها ما خلفته لمقلتي
فإذا سهوت على ثغاء قطيعها يشكو أساه بلوعة و تذلل
قد ودعته فما شفاه وداعها من حرقة في صدره لم ترحل
ألقت بمسمعه ثمالة شدوها فرنا بغرب دموعها المترسل
حففت لو ودعتها بعض الأسى و مسحت بعض دموع قلب مثقل
و الدوح عصفره الخريف ورده كالعاشق المتحرق المتذلل
نشر الأصيل عليه عمق سكونه فمضى يحن لأغنيات البلبل
فكأنما الورقات مرآة له تجلو اصفرار سمائه للمجتلي
أأروح و هو يظلني و حبيبتي و أعوذ وحدي وهو غير مظللي
سعف النخيل سواك خان مودتي و بقيت تحفظها لمن لا ينسلي
أشكو إليك أذى الفؤاد و إن تكن لا ترجع الشكوى لصب مبتلى
تمضي الحبيبة و الزمان كلاهما و أظل أندبها و تصغي أنت لي


الذكرى

أطللت من نافذة الذكريات على رياض القدم الحالمات
و لي زمان عرضت لي به أجمل حلم أبدعته الحياة
أركض في أمحائها لاهيا مع الفراشات بمس النبات
وأسهر الليلة مع جدول مرتعش للنسم الفاترات
يا لهفي إن وراء الربى صوتا دعاني هو صوت الرعاة
و كيف آتيك جنان الهوى يوما ودوني حجب مانعات
دعا صباباتي لضفاته غدير ذكرى مائج الأمنيات
حدقت في أمواجه ساعة مستطلعا أغواره المبهمات
أرى ظلال السحب تقبيله مرت على جبهته في أناة
و السحب هل أنكرتها إنها كانت نهيرا شاعري اللهاة
ملء فروع الدوح ألحانه سكرى على قرع كؤوس الحصاو
نمنا على أعشاب ضفاته مختلسين القبل المسكرات
نحو الغدير العذب مدت يدي تلمس فيه السحب العائمات
فانفجرت منها فقاعاته في إثر أتراب لها سابقات
إني سمعت الحور في همسة مسحورة أصداؤها عاتبات
تلك عقود الحور بعثرتها فهل أتتك المتع الذاهبات
و صرخة الأطفال من غوره يا أيها القاسي فجرت الكرات
ودوحة الذكرى تسلقتها مجتذبا أغصانها المزهرات
مستقصيا ما بينها فجوة تمر منها النسم الهائمات
أبصرت منها ذكريات الصبا على نجيل المرج مستلقيات
و البحر يسعى دونها زافرا فالموج آهات حطمن الصفاة
يا مرج هل تذكرني راعيا أعبد فيك الله و الراعيات
و البحر ما كان سوى جدول ينير في الليل سبيل الرعاة
فما دهاه اليوم حتى غدا ملحا أجاجا بعد عذب فرات
أحقبة نضجر من طولها و إنها طرفة عين الحياة
قالت الدوحة لا تبتئس ستهبط المرج ففيم الشاكاة
هاك جناحين فطر وائته و استوح فيه المتع الطارئات
و قدمت بين دموع الندى فرعين من أغصانها المورقات
غنى الخريف الغاب ألحانه فانتثرت أوراقه راقصات
وقبل أن أدرك ما أبتغي ذوي جناحاي مع الذاويات



أغنية السلوان

تباعدنا فلا حزن على ما ضاع من قرب
و ليس الحب إلا الرحلة استلت قوى القلب
و هل يلقي انتهاء السفر الملاح في كرب
إذا ما راح يطوي اليم نحو الشاطيء الخصب
نفضنا قطرات الوصل بين الورد و العشب
إذا ما اهتزت الزهرة ألقت بالندى العذب
و أفردنا و في الإفراد بعض الخير للصب
تعيش الزهرة الفيناء في المنبسط الرحب
و تقضي وحشة الأيام بالتحديق في السحب
تنام على وسادة الشوك نائة عن الترب
و لا ترمقها عين فتنجو من أذى العطب
و إما زهرتان استوتا جنبا إلى جنب
سرت نجواهما تنسل بين العطر في السهب
فتسمعها الفراشات وراء التل و الشعب
فتضرب في الفضاء الرحب نحو المنبت الرطب
إذا ما ركض الطفل وراء فراشة السرب
فلاذت بصدور الزهر بعد الحوم و الجوب
فشأن الزهرتين القطف و الإذعان للخطب
عناق الحب فاجأه هوي المنجل الغضب
فيا للقبلة المشلولة الأصداء بالرعب
و كنا لوحتى نافذة في هيكل الحب
فلو لم نقترق لم ينقذ النور إلى القلب
و كنا كجناحي طائر في الأفق الرحب
فلولا النشر و التفريق لارتد إلى الترب
و لولا لم نبتعد لم تسم نفسانا عن الذنب
و كنا شفتي هذا القضاء مفرق الصحب
فلو ننفرج لم تضحك الأقدار من كربي


همسك الهاني

خيالك أضحى لابسا من فؤاديا رداء موشى بالرؤى البيض حاليا
و كنت كذاك الطائر الخادع الذي يراه رعاة البهم في المرج هاويا
فيعدون بين العشب و الزهر نحوه و إن رعاة قاربوه طار جذلان شاديا
فما زال في إسفافه و انطلاقه فلا هو بالنائي و لا كان دانيا
و ما زال يلهي راعيا عن قطيعه و مزماره حتى يضل المساريا
و إنك قد أشغلتني صانك الهوى عن الشعر لما أن تبعتك راضيا
و إن على مرآة شعري سحابة لأنفاسك الولهى تغشى المرائيا
و إن رغب الروح انطلاقا أعاقه صدى روحك الرخو الجناحين داعيا
و همسك ألهاني فما بت سامعا لحون إله الشر أو بت واعيا
و قيثارتي ما شأنها و أناملي بشعرك باتت عابثات لواهيا
ألا يتسنى يا ابنة الحب ساعة لروحي أن ترقى النهود العواريا
فتلمح من عليائها أفق فتنة يوافيه إشعاع من الحب زاهيا
سأهتف بالأشعار إما رأيته و أستقبل الإلهام سهلا مواتيا
متى حومت في أفق ثغرك قبلة يصعدها ثغري فقد زال ما بيا
و عدت لرب الشعر جذلان سامعا حفيف جناحيه ينادي خياليا



يوم السفر

من لقلبي على اقدر قضي الأمر بالسفر
آه لو أنه مضى معهم يتبع الأثر
أترى كان ينثني عن محبيه لو قدر
من معيبي على الغرام إذا ضج أو زخر
زحم القلب موجة فعنا القلب و انقهر
أسفا زورق المنى وسط أمواجه اندثر
أقبلت فتنة الفؤاد و في عينها الخبر
عبرات على التراب تهاوين في ضجر
إنها خمرة الغرام سقينا بها الحجر
يوم أن لاح انها لحرام على البشر
إنه يومنا الأخير عن الفرقة انحسر
خلديه بقبلة تصرف الهم و الكدر
لذة تنتقي و ذكرى ستبقى مدى العمر
لن أرى جنة الهوى لا ولن أقطف الثمر
من شفاه حوالم برؤى اللثم كالزهر
و بعيد عن البلوغ لقاء و إن قصر
قد جلت ساعة الوداع شتاتا من الصور
أدمع فابتسامتان فيأس فمصطبر


إليك شكاتي

لغيرك لم يخفق فؤادي و لا هفا بجنبي فلب ضارب في التفجع
ولا ذرفت عيناي دمعا إذا جرت بوادره طاف اشتياقي بمدمعي
فرحماك لا تستترفي دمع ناظري فدمعي إذا ما هاجني الشوق مفزعي
يسير بأحلامي لوديان حبها فترتد بالطيف الحبيب لمضجعي
به أذكر الحب القديم فإن نأى تبينت في فقد الحبيبين مصرعي
ولولا خيال في الدجى منك عادني لذاب مع الأنفاس قلب بأضلعي
فيا نفحة للحب ملء جوانحي و يا نبأة للوحي طافت بمسمعي
إليك شكاتي فامسحي من أضالعي سطور جوى فوق الفؤاد بأدمع
إلى أفق أحلامي ففي سرحاته لنا موعد يحلو فخفي له معي
هناك لروحنا على الحب ملتقى يزوقه طهر الهوى المتضوع
و ما الحب إلا يقظة بعد هجعة فلا تجعليه صحوة المتفجع

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 09/06/2009 الساعة 11h20
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27/10/2008, 17h21
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: March 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 47
المشاركات: 1,756
افتراضي

قبس من نور قلبي

قبس من نور قلبي مشرق في ناظريك فهما مهد الهوى إن الهوى غاف لديك
و هما نبع المنى إن المنى في مقلتيك كل ما يغري و يصبي هاتف في نظرتيك
فاذكريني و اذكري قلبا بكى بين يديك شعلة من دم حبي كمنت في شفتيك
فاجعليني لفظة بينهما تحنو عليك و لنعانق ذكريات الحب دوما أصغريك
كم نهلنا من أقداحه في وجنتيك وصدى القبلة تخفيه جنان ذات أيك
قد محا أيامنا الدهر فهل تبقى لديك آه لو كنت بقربي إنني أصبو إليك


شهداء الحرية

شهيد العلا لن يسمع اللوم نادبه و ليس يرى باكيه من قد يعاتبه
طواه الردى فالكون للمجد مأتم مشارقه مسودة و مغاربه
فتى قاد أبناء الجهاد إلى العلا و قد حطمت بأس العدو كتائبه
فتى همه أن يبلغ العز موطن غدا كل باغ دون خوف يواثبه
فتى يعرف الأعداء فتكة سيفه قد فتحت فتحا مبينا مضاربه
فتى ما جنى ذنبا سوى أنه انتضى حساما بوجه الظلم ما لان جانبه
إذا ذكروا في جحفل الحرب يونسا مشى الموت للأعداء حمرا سبائبه
لقد باع للعرب النفوس ثلاثة فقروا و دمعي لا تقر غواربه
فآة على من ودع الصحب و اغتدى على يونس فليطلق الدمع حاجبه
و آه على نسر أهيض جناحه و كم ملأت أفق العراق عصائبه
لئن غيبوا جثمان محمود في الثرى فما غيبوا المجد الذي هو كاسبه
و لهفي عى فهمي و ما كان خطبه يهون و إن هانت لديه مشاربه
شهيد رأى الطغيان يغزو بلاده فهب وقاد العزم جندا يحاربه
أيشنق من يحمي الديار بسيفه و تغدو على كسب المعالي ركائبه
رجال أباه عاهدوا الله أنهم مضحون حتى يرجع الحق غاصبه
أراق عبيد الإنكليز دماءهم فيا ويلهم ممن تخاف جوالبه
أراق عبيد الإنكليز دماءهم و لكن دون الثأر من هو طالبه
أراق ربيب الأنجليز دماءهم و لكن في برلين ليثا يراقبه
رشيد و يا نعم الزعيم لأمة يعيث بها عبد الإله و صاحبه
لأنت الزعيم الحق نبهت نوما تقاذفم دهر توالت نوائبه


على الشاطيء

بين رفات أحلامي التي تكسرت أجنحتها و أحرقتها نار الخيبة و بين ضباب من الأوهام من الأوهام يكتنفني ووسط سكون رهيب لا يعكره إلا أنات قلبي الجريح جلست على الشاطيء أترقب عودتك و لكن ... هيهات

على الشاطيء أحلامي طواها الموج يا حب
و في حلكة أيامي غذا نجم الهوى يخبو
عزاء قلبي الدامي

و ذا الفجر بأنواره رمى الليل و أطيافه
شذا الطير بأوكاره و هز الورد أعطافه
و في غمرة أوهامي

و في يقظة آلامي
بكى محبوبه القلب
عزاء قلبي الدامي

و عن بعد سرى زورق فهل فيه التي أهوى
و ذا قلبي جوى يحرق عسى أن يجد السلوى
و من آهات أنغامي

أتتني رمية الرامي
مضى الزورق يا رب
عزاء قلبي الدامي

و في موكب أحلامي تسير الشمس للغرب
فيشكو فلبي الظامي إليها لوعة الحب
فيا ربه إلهامي

و يا تسبيح أيامي
لك القلب مضى يصبو
فردي بعض أحلامي

تقضي الليل فالفجر و لكن هل أتت هند
خلا من طيفها النهر فأين الحب و العهد
سدى قضيت أعوامي

على شطآن أوهامي
و لا صفو و لا قرب
فردي بعض أحلامي

سراج

أراع يطويي بحار الظلام أو سراج في غرفة المستهام
شاحب الضوء يرقب الشاعر السهران تبكيه نائبات الغرام
خافق مثل فلبه حين يطغى راعش مثل دمعه في انسجام
أعليه لنجمة الصبح وعد بلقاء فبات نضو سقام
فهو نبع تحت الظلام فريد لو روى قلب ظاميء من أوام
و هو أرجوحة الظلام و ظل حركته أنامل الأنسام
و جناح يبيت ينتظر الفجر خفوق بغصنه المتسامي
مر طيف من الحبيبة يهفو للقاء المعذب المستضام
فطواه اللظى وبات دخانا يطرق الليل نفحة من قتام
فرويدا كفى السراج اعتسافا انه غال رائع الأحلام
بأسى الليل باحتراق الفراشات بدمع من النفوس الظوامى
بسهاد الفتى بما بين جنبيه بما للنجوم من آلام
رحمة أيها السراج بمن أحص يت آهاته وراء الظلام
لا تسامره إنه شاعر ضل بدنيا الخيال و الأوهام
أذان الصبح أن يلوح فدعه يسعد الطرف لحظة بمنام


على الرابية


وحيدا هناك على الرابية جلست أبث الدجى ما بيه
أعدد أيامي الذاهبات فأبكي لأيامي الباقية
و جددت الحزن لي دمعة محيرة بين أهدابية
عرفت بها قصتي في الحياة و تضليل روحي و آمالية
لها بين عيني و بين الثرى مسيل على زجنة ذاوية
فلي مثلها سفرة في غد و لي مثلها قصة دامية
شكوت إلى الليل جور الح اة فارتد يشكو أذاها ليه
فقال و إني أسير و تلك النجوم المضيئات أغلاليه
فقلت و روحي بذل الأسار رمتها قوى الجسد العاتية
فما خفقات فؤادي سوى رنين سلاسلها القاسية
شكوت إلى الليل جور الغرام فأرسل آهاته الباكية
فقال و أني أحب النهار و يعشق أطرافي الساجيه
كلانا يفتش عن إلفه و كل تفرق في ناحية
فقلت و في القلب من حبه نواظر تحلم بالراعية
قسيمي بما أشتكيه الدجى فهيهات أن أشتكى ثانية
و مرت على و جنتي الصبا مكفكفة أدمعي الجارية


ليلى


قرب بعينيك مني دون اغضاء و خلني أتملى طيف أهوائي
أبصرتها كادت الدنيا تفجر في عينيك دنيا شموس ذات الاء
أبصرت ليلى فلبنان الشموخ على عينيك يضحك أزهار لأضواء
إني سألثمها في بؤبؤيك كمن
ليلى هواي الذي راح الزمان به و كاد يقلت من كفي بالداء
حنانها كحنان الأم دثرني فأذهب الداء عن قلبي و أعضائي
أختي التي عرضها عرضي و عفتها تاج أتيه به بين الأخلاء
عرفتها فعرفت الله عن كثب كأن في مقلتيها درب إسرائي
ليلى هواي مناي شعري
روحي الأعز علي من روحي و آمالي و عمري
حملت ضفيرتها هواي كأنها أمواج نهر
حملته نحو مدى السماء
نحو المجرة و النجوم و نحو جيكور الجميلة
فأنا فتى أتصيد الأحلام يا لك من فراشات خضيلة
أتصيد الأشعار فيها و القوافي و الغناء
أو تذكرين لقاءنا في غرفة للداء فيها
ظل كظل الليل يخنق ساكنيها
لكننا بالشعر حولناه زرعا من ضياء
بالحب أزهر و اللقاء
ما كان أحلى حبنا العربي حبي كثير و جنون قيس
التبغ صحرائي أهيم على رفارفها الحزينة
و هناك نبني خيمتين من التأسي
ليلى مناد دعا ليلى فخف له نشوان في جنبات القلب عربيد
كسا النداء اسمها سحرا وحببه حتى كأن اسمها البشرى أو العيد
هل المنادون أهلوها و إخوتها أم المنادون عشاق معاميد
إن يشركوني في ليلى فلا رجعت جبال نجد لهم صوتا و لا البيد
ليلى تعالي نقطع الصحراء في قمراء حلوة
متماسكين يدا إلى يد من نحب
و ترن في الأبعاد غنوة
للرمل همس تحت أرجلنا بها للرمل قلب
يهتز منها أو ينام و للنخيل با أنين
و تهرعن بعد كلاب يا لغيم من نباح
هيهات يعشقه سوى غبش الصباح
فأنا و أنت نسير حتى تتعبين
ماء أريد أليس في الصحراء غير صدى و طين
و تكركر الصحراء عن ماء وراء فم الصحور
فأظل بالكفين أسقيك المياه فترتوين
أسقي صداك فترتوين
أو تذكرين لقاءنا في كل فجر
و فراقنا في كل أمسية إذا ما ذاب قرص
الشمس في البحر العتي
تأتين لي و عبير زنبقة يشق لك الطريق فأي عطر
و تودعين فتهبط الظلماء في قلبي و يطفيء نوه القمر الوضي
فكأن روحي ودعتني و استقلت عبر بحر
و أظل طول الليل أحلم بالزنابق و العبير
و حفيف ثوبك و الهدير
يعلو فيغرق ألف زنبقة و ثوب من حرير



إقبال و الليل

و ما وجد ثكالي مثل وجدي إذا الدجى تهاوين كالأمطار بالهم و السهد
أحن إلى دار بعيد مزارها وزغب جياع يصرخون على بعد
و أشفق من صبح سيأتي و أرتجي مجيئا يجلو من اليأس و الوجد
الليل طار و نهاري حين يقبل بالقصير
الليل طال نباح آلاف الكلاب من الغيوم
ينهل ترفعه الرياح برن في الليل الضرير
و هتاف حراس سهارى يجلسون على الغيوم
الليل و اعشاق ينتظرون فيه على سنا النجم الأخير
يا ليل ضمخك العراق
بعبير تربته و هدأة مائه بين النخيل
إني أحسك في الكويت و أنت تثقل بالأغاني و الهديل
أغصانك الكسلى و يا ليل طويل

ناحت مطوقة بباب الطاق في قلبي نذكر بالفراق
في أي نجم مطفأ الأنوار يخفق في المجرة
ألقت بي الأقدار كالحجر الثقيل
فوق السرير كأنه التابوت لولا أنه ودم
يراق
في غرفة كالقبر في أحشاء مستشفى حوامل
بالأسة
يا ليل أين هو العراق
أين الأحبة أين أطفالي وزوجي و الرفاق
يا أم غيلان الحبيبة صوبي في الليل نظرة
نحو الخليج تصوريني أقطع الظلماء وحدي
لولاك ما رمت الحياة و لا حننت إلة الديار
حببت لي سدف الحياة مسحتها بسنا النهار
لم توصدين الباب دوني بالجواب القفار
وصل المدينة حين أطبقت الدجى و مضى النهار
و الباب أغلق فهو يسعى في الظلام بدون قصد
و خوض في الظلماء سمعي تشده بجيكور آهات تحدرن في المد
بكاء و فلاحون جوعى صغارهم تصبرهم عذراء تحنو على مهد
يغني أساها خافق النجم بالأسى و تروي هواها نسمة الليل بالورد
أين الهوى مما ألاقي و الأسى مما ألاقي
يا ليتني طفل يجوع يئن في ليل العراق
أنا ميت ما زال يحتضر الحياة
و يخاف من غده المهدد بالمجاعة و الفراق
إقبال مدي لي يديك من الدجى و من الفلاه
جسي جراحي و امسحيها بالمحبة و الحنان
بك ما أفكر لا بنفسي مات حبك في ضحاه
و طوى الزمان بساط عرسط و الصبي في
العنفوان


نفس و قبر


نفسي من الآمال خاوية جرداء لا ماء و لا عشب
ما أرتجيه هو المحال و ما لا أرتجيه هو الذي يجب
قدر رمى فأصاب صادية في الجو خرت و هي تنتحب
من ذا يعيد إلى قوادمها أفق الصباح تضيئه السحب
صلب المسيح فأي معجزة تأتي و أي دعاء ملهوف
ستزيح أبواب السماء له أغلاقها حبل من الليف
هيهات يرقى للسماء به ليهز عرش الله تخريفي
مولاي مشلول فتحدجني عين الملاك و أي ملهوف
لا يشتكي لله محنته إرجع لبيتك دون إبطاء
فبأي آمال أعيش إذن و أدب حيا بين أحياء
لولا مخافة أن يعاقبني عدل السماء لعنت آبائي
و لعنت ما نسلوا و ما ولدوا من بائسين و من أذلاء
الدودة العمياء يلسعها برد يقلصها و يطويها
أواه لو ترضى تبادلني عيشي بعيش كاد يفنيها
و لو استجاب الله صرخة ذي بلوى لصحت و خير ما فيها
موت يجيء كأنه سنة و يمس آلامي فينهيها
كم ليلة قمراء يطفئها ليل النجوم و دورة الشهر
محسوبة ويلاه من عمري و هي التي ضاعت على عمري
و ثلاثة خضراء أربعة نثرت أزهارها و ما أدري
يا ليتها بغد تعوضني فتمر باكية على قبري


ليلة انتظار

يد القمر الندية بالشذى مرت على جرحي
يد القمر الندية مثل أعشاب الربيع لها إلى الصبح
خفوق فوق وجهي كف طفلتي الصغيرة كف آلاء
و همس حول جرحي كف الكبيرة كف غيداء
تدغدغني و نحن على السرير معا على السطح
هناك و آه من ذاك المدى النائي
لأقرب منه مجمرة الثريا و هي تلتهب
بعيد يوم فيه أمشي دون عكاز على قدمي
يئست من الشفاء يئست منه و هدني التعب
و حل الليل ما أطويه من سهر إلى سهر و من ظلم إلى ظلم
و لكن اليد النديانة الكسلى ترش سنابل القمح
على درب من الهمسات في حلم
بلا نوم يرف على جفوني ثم يحشوهن بالملح
غدا تأتين يا إقبال يا بعثي من العدم
و يا موتي و لا موت
و يا مرسى سفينتي التي عادت و لا لوح على لوح
و يا قلبي الذي إن مت أتركه على الدنيا ليبكيني
و يجأر بالرثاء على ضريحي و هو لا دمع و لا صوت
أحبيني إذا أدرجت في كفني أحبيني
ستبقى حين يبلى كل وجهي كل أضلاعي
و تأكل قلبي الديدان تشربه إلى القاع
قصائد كنت أكتبها لأجلك في دواويني

أحبيها تحبيني

رسالة منك كاد القلب يلثمها لولا الضلوع التى تثيه أن يثبا
رسالة لم الورد مشتعلا فيها ولم يعبق النارنج ملتهبا
لكنها تحمل الطيب الذي سكرت روحي به ليل بتنا نرقب الشهبا
في غابة من دخان التبغ أزرعها وغابة من عبير منك قد سربا
جاءت رسالتك الخضراء كالسعف
بل الحيا منه و الأنسام و المطر
جاءت لمرتجف
على السرير وراء الليل يحتضر
لولا هواك وبقيا فيه من أسف
أن لم يرو هواه منك فهو على الطين ينتظر
سفينة يتشهى ظلها النهر
فيها الشفاء هو الربان و القدر
فيها المغني
لكان مما عراه الداء ينتحر
جاءت تحدثني عني
عن شهقة الصيف في جيكور يحتضر
عن صوت أغربة تبكي و أصداء
تذر الظلمة الصفراء في السعف
و عن بنات لآوى خلف منعطف
تعوي فتهتف أم أين أبنائي
و تنفض الدرب عيناها و تهتف
يا محمود علوان
لا رد و لا خبر
و يا حديثك عن آلاء يلذعها
بعدي فتسأل عن بابا أما طابا
أكاد أسمعها
رغم الخليج المدوي تحت رغوته
أكاد ألثم خديها و أجمعها
في ساعدي
كأني أقرع البابا
فتفتحين
و تخفي ظلنا الستر



في غابة الظلام

عيناي تحرقان غابة الظلام
بجمرتيهما اللتين منهما سقر
ويفتح السهر
مغالق الغيوب لي فلا أنام
وأسير الأرض الى قرارها السحيق
ألم في قبورها العظام
فطالعتني كالسراج في لظى الحريق
تكشيرة رهبية رهبية
تليحها جمجمتي الكتيبه
سخرية الاله بالأنام
عيناي من سريري الوحيد
تحدقان في المدى البعيد
الليل وحش تطعنانه مع النجوم
بخنجريهما وخنجر السحر
الليل خترير الردى العنيد
يشق خنجراهما اهابه الغشوم
لأامح العراق مرغ القمر
على ترابه البليل ضوءه الحزين
وقلتا غيلان تومضان بالحنين
يرقب من فراشه ذوائب الشجر
أمضه السهاد عذبته زحمة الفكر
أين من الطفولة السهاد والفكر
عيناه في الظلام تسريان كالسفين
بأي حقل تحلمان أيما نهر
بعودة الأب الكسيح من قرارة الضريح
أميت فيهتف المسيح
من بعد أن يزحزح الحجر
هلم يا عازر
عيناه لظى وريح
تحرق في أضالعي مضارب الغجر
أليس يكفي أيها الآله
أن الغناء غابي الحياه
فتصبغ الحياة بالقتام
تحلني بلا ردى حطام
سفينة كسيرة تطفو على المياه
هات الردى أريد أن أنام
بين قبور أهلي البعثره
وراء ليل المقبره
رصاصة الرحمة يا اله



المعمول الحجري

رنين المعمول الحجري في المرتج من نبضي
يدمر في خيالي صورة الأرض
ويهدم برج بابل يقلع الأبواب يخلع كل آجره
ويحرق من جنائنها المعلقة الذي فيها
فلا ماء ولا ظل ولا زهره
وينبذني طريدا عند كهف ليس تحمي بابه صخره
لا تدمي سوادالليل نار فيه يحييني وأحييها
يا كواسر يا أسود ويا نمور ومزقي الانسان
اذ أخذته رجفة ما يبث الليل من رعب
فضحجي بالزئير وزلزلي قبره
دماغي وارث الأجيال عابر لة الأكوان
سيأكل مته داء شل من قدمي وشديدا على قلبي
كلام ذاك أصدق من نبؤة أي عراف
تريه مسالك الشهب
حمى الأسرار تطلعه على المتربص الخافي
اذا نطق الطبيب فأسكتوا العراف والفوال
رنين المعول الحجري يزحف نحو أطرافي
سأعجز بعد حين عن كتابة بيت شعر في خيالي جال
فدونك يا خيال مدى وآفاق وألف سماء
وفجر من نجومك من ملايين الشموس من الأضواء
وأشعل في دمي زلزال
لأكتب قبل موتي أو جنوني أو ضمور يدي من الاعياء
خوالج كل نفسي ذكرياتي كل أحلامي
وأوهامي
وأسفح نفسي الشكلى على الورق
سيقرأها شقي بعد أعوام وأعوام
ليعلم أن أشقى منه عاش بهذه الدنيا
وآلى رغم وحش الداء والآلام والأرق
ورغم الفقر أن يحيا
ويا مرضي قناع الموت أنت وهل ترى لو أسفر الموت
أخاف ألا التكشير الصفراء والثقبين
حيث امتصت العينين
جحافل من جيوش الدود يجثم حولها الصمت
تلوح لناظري ودع الدماء تسح من أنفي من الثقبين
فأين أبي وأمي أين جدي أين آبائي
لقد كتبوا أساميهم على الماء
ولست براغب حتى بخط اسمي على الماء
وداعا يا صحابي يا أحبائي
اذا ما شئتمو أن تذكروني فاذكروني ذات قمراء
ولا فهو محض اسم تبد بين اسماء
وداعا يا أحبائي


حميد

حميد أخي في البلاء الكبير
فقد كان مثلي كسيحا
يدب بكرسيه مستريحا
تساءلت عنه فقالوا يسير
على قدميه فقد عاد روحا
لقد مات
يا ويلنا للمصير
ينام ورجلاه مطويتان
شهوودا على الداء في قبره
إذا ما رأى الله رأي العيان
وقد سار زحفا على صدره
فأي انسحاق و أي انكسار
يشعان من عينه الضارعة
سيبكى له الله من رحمة و اعتذار
و في الساعة السابعة
إذا ذرت الريح ورد الغروب
سأجلس في الشرفة الخالية
و من تحتي الدرب يخفق مأى يذوب
ألوف من الأرجل الماشية
إلى أي مبغى وراء الدروب
و خمارة في الدجى نائية
إلى اللغو و القهقهات الكذوب
و ألمح فيما وراء الظلال
حميدا و كرسية في الخيال
فتخنقني اللوعة الباكية
فأواه لو توقدين الشموع
لدى مسجد القرية المترب
تمد من النور خيطا تعلق فيه الدموع
و لو تضرعين مع المغرب
إلى الله يا رب رفقا بطفلي الصغير
و ابق أباه
و جنبه يا رب هذا المصير
و لكنني مت واحسرتاه


لوي مكنيس

أتى نعيه اليوم جاب الديار
و جاب المحيطات حتى أتاني
فلم تجر بالأدمع المقلتان
فقد غاغلت من دمي في القرار
أبي مات لم أبك حزنا عليه
و إن جن قلبي
من الهم و انهد شوقا إليه
نعته إلينا مجله
نهاة مقال حزين
نعته لنا آدميا مؤله
سماواته الشعر يصرخ بالغافلين
و أحسست بالشوق ( المدمنين
إلى جرعة من طلى ظامئين
إلى شعره
لأحرق قربان وجد و حب
فؤادي في جمرة
و لكن ديوانه
دفينا غدا بين أكداس كتب
تلص العناكب ألوانه
و يقرأه الصمت للآخرين
و من لي بإخراج كنز دفين
تهاوى عليه الحجار
كسيح أنا اليوم كالميتين
أنادي فتعوي ذئاب الصدى في القفار
كسيح
كسيح و ما من مسيح
و تقرع للصدى في الضباب
أمن بعد عشرين مثل الحراب
يمزقن جنبي مثل النضال
ارجى ادكارا لأبياته
وهل يتذكر طفل ملامح أمواته
وقد بعثرتها صروف الليالي
و بين المحبين زوجين عادا
يدحرج شاي الصباح
صحارى يضيع الصدى في دجاها الفساح
و عند المساء تقوم الجريدة
جدارا يدقانه بالأكف الوحيدة
فتضحك إذ يضربان الرياح
و ما بين زوجي و بيني خواء
فليت الصحارى و ليت الجدار
توحد ما بين زوجي و بيني ببرد الشتاء
وصمت الحجار
و يا ليتي مت إن السعيد
من اطرح العبء عن ظهره
وسار إلى قبره
ليولد في موته من جديد


عكاز في الجحيم

و بقيت أدور
حول الطاحونة من ألمي
ثوارا معصوبا كالصخرة هيهات تثور
لكني أعجز عن سير ويلاه على قدمي
و سريري سجني تابوتي منفاي إلى الألم
و إلى العدم
و أقول سيأتيني يوم من بعد شهور
أو بعد سنين من السقم
أو بعد دهور
فأسير على قدمي
عكاز في يدي اليمنى
عكاز بل عكازان
تحت الإبطين يعينان
جسما من أوجاع يفنى
طللا يغشاه مسيل دم
و أسير أسير على قدمي
لو كان الدرب إلى القبر
الظلمة و الدود الفراس بألف فم
يمتد أمامي في أقصى أركان الدنيا في نحر
أو واد أظلم أو جبل عال
لسعيت إليه على رأسي أو هدبي أو ظهري
و شققت إلى سقر دربي و دحورت الأبواب السودا
و صرخت بوجه موكلها
لم تترك بابك مسدودا
و لتدع شياطين النار
تقتص من الجسد الهاري
تقتص من الجرح العاري
و لتأت صقورك تفترس العينين و تنهش القلبا
فهنا لا يشمت بي جاري
أو تهتف عاهرة مرت من نصف الليل على داري
بيت المشلول هنا أمسى لا يملك أكلا أو شربا
و سيرمون غدا بنتيه وزوجته دربا
و فتاه الطفل إذا لم يدفع مترا كم إيجار
انثرني ويك أباديدا
و افتح بابك لا تتركه أمام شقائي مسدودا
و لتطعم جسمي للنار



القن و المجرة


و لولا زوجتي و مزاجها الفوار لم تنهد أعصابي
و لم ترتد مثل الخيط رجلي دونما قوة
و لم ترتج فهو يسحبني إلى هوه
و لا فارقت أحبابي
و لا خلفت اودسيوس يضرب في حبي الغاب
و تقذفه البحار إلى سواها دونما مرسى
هناك تركته و طويت عنه كتابي المهجور
سأكمل سفرتي معه ستحملني إلى جيكور
سيفته و لن أنسى
بأن وراء رغو البحر قلبا هده القلق
و عينا كلما زرع الغروب حدائق الديجور
بأنجمها الصبايا شد من حملاقها الشفق
على الأفق البعيد لعل خفقا من شراع أو سنا مصباح
على اللجج الضواري لاح
فأه لو كبنلوب الحزينه زوجتي تترقب الأنسام
لعل جناح طياره
كمحراث من الفولاذ شقق بينها الأثلام
ليزره ثم أزهاره
ألا تبا لحب هذه الآلام من عقباه
كأن شفاهنا حين التقت رسمت من القبل
سريرا نمت فيه أنث منه الآه بعد الآه
و عكازا عليه مشيت ثم هويت من ثقل
كأن حجارة السور الذي ما بيننا قاما
لها من هذه القبلات طين شدها شدا
أدهرا كان أم سبعا من النكبات أعواما
و لكن ما عليها من جناح كنت معتدا
بذهني أو شبابي
سوف أصهرا أغيرها كطين في يد الفنان
و قد غيرت لكن الذي غيرت ماذا كان
فؤادا ضيقا كاللحد كيف أوسع اللحدا
و نفسا حدها بين السرير و بين قائمة الحساب كأنها قن
من الأقنان
مداه يمد بين البيت و الحقل
حبالا قيدت قدميه و هو يردد الألحان
و لم يك يفهم الكلمات ( ليس لقطرة الطل
مكان إذ يجوع البطن يا لتلهف الظمآن
أترويه المجرة و هي بحر هكذا زعموا على الشطآن
منه تناثرت كسر الكواكب فهي كالرمل
هنالك و المحار أكل هذا يشبع الجوعان
و لكني أحن فهل أعود غدا إلى أهلي
نعم سأعود
أرجع لا إليها بل إلى غيلان


أظل من بشر

يا رب لو و جدت على عبدك بالرقاد
لعله ينسى
من عمره الأمسا
لعله يحلم أنه يسير دونما عصا و لا عماد
ويذرع الدروب في السحر
حتى تلوح غابة النخيل
تنوء بالثمر
بالخوخ والرمان والاعناب فيها يعصر الأصيل
رحيقه المشمس أو تألق القمر
يدخلها فيختفي تحت ذوائب الشجر
ويقطف الجنى
علق في رمانة عصاه وانثنى
يأكل أو يجمع الزهر
حتى أذا ما انطلقا
وراح يطوي الطرقا
أحس أو ذكر
بأنه بلا عصا سار وما شعر
يا رب لو جدت على عبدك بالرقاد
لأنه يذكره السهر
بأنه أقل من بشر



سلوى

ظلام الليل أوتار
يدندن صوتك الوسنان فيها و هي ترجف
يرجع همسها السعف
و ترتعش النجوم على صداه يرن قيثاره
بأعماق السماء ظلام هذا الليل اوتار
و كم عبر الخليج ألي و الأنهار و الترعا
يدغدغ بيض أشرعة يهيم وراءها القمر
و ينشج بينها المطر
وأوغل في شعاب البرق يرجف كلما لمعا
ليحمل من قرارة قلبك ا لآلام و الفزعا
أشم عبيرك الليلي في نبراتك الكسلى
يناديني و يدعوني
ألى نهدين يرتعشان تحت يدي و قد حلا
عرى الأزرار من ذاك القميص و يملأ الليلا
مشاعل في زوارق في عرائش في بساتين
شذى الليمون يصرع كل ظل في دواليها
أراك على السريسر و أنت بين الليل و الفجر
يكاد النجم في الشباك و المصباح في الخدر
يمسها النعاس و أنت رنبقة حواشيها
ينبهها هتاف الديك يعبر ضفة النهر
و يهمس بي صدى سلوى
تغني كل سلوى في خيالي تكشف الأضواء عنها
و هي تبتسم
صديقة كل فحل من سدوم في يد قلم
يسطر في الجريدة انها تهوى و لا تهوى
هي امرأتان في امرأه و يسرب في دمي ضرم
و جارتنا الصببية في حرير النوم تنسرب
يشف الثوب عن نهديت طو ديين كم رجفا
من الأحلام تحت يد تعصر بردها لهب
لها من فورة العذراء عطر يرتخي يثب
يمازج نفخ ما نفخ الحشيش يسيل مرتجفا
وألمح في سماء الصيف عبر تماوج الشجر
سماوة لندن المنهل فيها الثلج كالمطر
و نافذة تعلق في الظلام زجاجها الألق
و مدفأة وراء الليل تحترق
و أسمع من يحدث عن هوى سلوى و يرقب طلعة السحر
و أشعلت الظهيره نارها في الشارع الممتد بين حدائق
النارج و العنب
و أصدت في رحاب المترل الخالي
خطى سلوى و أرخيت الستائر يا لشلال
من الألوان و الخدر البرود
و مسها لهبي
فارعش كل عرق في صباها كل ما عصب
و يزرع ألف غاب للنخيل غناؤك المكسال
ترقرقت الجداول بينهن و أزهر الليمون
و أنسام الربيع تمر تنثر زهره في مائها السلسال
كما حمل الوجوه ألي ماء غنائك المكسال
و يحملني النعاس ألى جزائر في مدى محزون


في المستشفى


كمستوحد أعزل في الشتاء
و قد أوغل الليل في نصفه
أفاق فأوقظ عين الضياء
و قد خاف من حقنه
أفاق على ضربة في الجدار
هو الموت جاء
و أصغى أذاك انهيار الحجار
أم الموت يحسو كؤوس الهواء
لصوص يشقون دربا إليه
مضوا ينقبون الجدار
و ظل يعد انهيار التراب
ووقع الفؤوس على مسمعيه
يكاد يحس التماع الحراب
و حزاتها فيه يا للعذاب
و ما عنده غير محض انتظار
هو الموت عبر الجدار
كذاك انكفأت أعض الوساد
و أسلمت للمشرط القارس
قفاي المدمى بلا حارس
بغير اختياري طبيبي أراد
لقد قص مد المجس الطويل
لقد جره الآن أواه عاد
و لا شيء غير انتظار ثقيل
ألا فاخرقوا يا لصوص الجدار
فهيهات هيهات مالى فرار

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 09/06/2009 الساعة 11h31
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 00h50.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd