* : 14 مايو 1955 - اليونسكو بيروت - ذكريات - ياظالمني (البحه) - نهج البردة (الكاتـب : ahmedk - آخر مشاركة : adel1111133 - - الوقت: 12h56 - التاريخ: 13/12/2025)           »          هدى سلطان- 15 أغسطس 1925 - 5 مايو 2006 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 12h37 - التاريخ: 13/12/2025)           »          شفيق جلال- 15 يناير 1929 - 15 فبراير 2000 (الكاتـب : احمد عبدالهادى - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 12h35 - التاريخ: 13/12/2025)           »          سعاد مكاوي- 19 نوفمبر 1928 - 20 يناير 2008 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 12h31 - التاريخ: 13/12/2025)           »          أحمد علي قاسم (الكاتـب : Edriss - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 12h30 - التاريخ: 13/12/2025)           »          المزمار البلدى (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 12h28 - التاريخ: 13/12/2025)           »          ثريا حلمى- 26 سبتمبر 1923 - 9 أغسطس 1994 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 12h27 - التاريخ: 13/12/2025)           »          صور الفنانين / تلوين (حديث) لأبو برهان .. (الكاتـب : أبو برهان - - الوقت: 12h21 - التاريخ: 13/12/2025)           »          محمود شكوكو- 1 مايو 1912 - 21 فبراير 1985 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 11h35 - التاريخ: 13/12/2025)           »          الأميرة والحريري (الكاتـب : هامو - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 11h34 - التاريخ: 13/12/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > مقالات في الموسيقى

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 11/09/2008, 06h50
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 85
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر(19)
جورج أبيض رائد الكلاسيكية في مصر '1-2'
بدأ الرحلة في ببيروت ولمع على مسارح القاهرة كان أفضل من قدم كلاسيكيات المسرح الأوروبي لإجادته الفرنس
ية
القاهرة - 'القدس العربي' من عبدالفضيل طه 11/09/2008
كان المسرح في مصر قبل جورج أبيض مزدهرا لأن كثيرا من الفرق اللبنانية والشامية وجدت مساحة كبيرة من الحرية في مصر، فكانت ان شدت الرحال الى أرض الكنانة، نذكر منها فرقة سليم النقاش ابن شقيق فاروق النقاش، والقرداحي ويوسف خياط،وأبو خليل القباني وغيرهما، كما جاء الى مصر عشرات الفنانين اللبنانيين الذين اشتركوا في تقديم هذه المسرحيات خاصة من النساء لأن بنات مصر لم يكن يسمح لهن بالتمثيل، وإذا قلنا لبنان، فأن ذلك لأنه البلد الذي عرف المسرح بشكله الأوروبي لأول مرة عن طريق فاروق النقاش الذي قدم مسرحية عربية لأول مرة سنة 1840 وهي 'البخيل' المأخوذة عن حدث من حكايات كتاب ألف ليلة وليلة وليست هي مسرحية 'البخيل' لموليير كما قال كثير من الكتاب الذين تعرضوا لتاريخ المسرح العربي.

جورج في لبنان

وعندما نتحدث عن جورج ابيض وما ساهم به في النهضة المسرحية في مصر، لابد من أن نذكر أنه ولد في لبنان حيث ولد المسرح العربي، ولأنه يملك روحا فنيا فقد تشبع بفن المسرح منذ صغره خاصة وأنه تلقى تعليمه في المدرسة الفرنسية الفرير ومعروف ان مدارس الأرساليات الكاثوليكية الفرنسية، كان تعطي الأدب المسرحي مساحة كبيرة في دراستها، وكانت تجعل من طلابها فنانين يقدمون على مسرح هذه المدارس كلاسيكيات الأدب الفرنسي لموليير وراسين وكودفيين وغيرهم. ولد جورج ابيض في يوم 5 آيار/ مايو سنة 1880 لأب كان يملك فندقا صغيرا في بيروت تساعده في إدارته زوجته جوليا أبيض، وكان الياس والد جورج رجلا يعشق الفنون، كما كان فندقه كثيرا ما يؤمه بعض فناني المسرح اللبناني في بداياته، ومن هنا تفتحت عيني جورج على جو فني يحيط به.
وعندما بلغ سن الدراسة التحق بمدرسة الفرير ببيروت حيث اتقن الفرنسية، وكان وزملاؤه كثيرا ما يقدمون بعض الاعمال المسرحية الفرنسية، شعر جورج انه في حاجة ملحة لتعلم اللغة العربية لأنها لغة آبائه، وبالمناسبة، كان جورج يرفض المقولة التي تقول ان المسيحيين اللبنانيين من أصول غير عربية.
كما كان يشيع الاستعمار وأذنا به في ذلك الوقت وكان يقول ان المسيحي والمسلم من أصول واحدة، عربية قد تكون ممزوجة بالسوريانية والفينيقية والآرامية وكلها من أصول واحدة، السامية. وكان يؤكد على عروبة مسيحيي الشام بذكر كثير من أدباء الجاهلية والاسلامية الذين برعوا في العربية مثل الأخطل شاعر بني أمية وغيره، هذا الاعتقاد الراسخ قاده الى حب اللغة العربية وضرورة دراستها بعمق، من هنا، التحق بمدرسة الحكمة في بيروت، وهي مدرسة كانت تعطي اللغة العربية أهمية كبرى ومعظم أدباء العربية في لبنان تخرجوا منها.
في مدرسة الحكمة نهل جورج من ينابيع العربية ثراء اللغة فأصبح حجة في العربية بجوار إجادته الفرنسية في الفرير.

موت الوالد

وكان جورج يمني النفس باستكمال دراسته الجامعية لكن وفاة والده حطمت آماله وكان عليه أن يعمل ليساعد أسرته الصغيرة في العيش بكرامة.
فترك حلمه والتحق بمدرسة التلغراف التي كانت تؤهل الفتيان للعمل في السكة الحديد ومصلحة التلغراف 'بعد دراسته ستة شهور' عين في بيروت ولكن بعد مدة قصيرة نقل إلى قرية لبنانية بعيدة عن العاصمة فاستقال منها، وكانت هذه الاستقالة هي سبب هجرته الى مصر، ولكن قبل أن نتحدث عن مصر وهجرته إليها، لابد من أن نذكر انه في لبنان، في الفرير ثم الحكمة، قدم العديد من المسرحيات باللغتين العربية والفرنسية والتي كان يجيدها تماما.

مسرح زيزينيا

عندما ضاقت به سبل الحياة في بلده لبنان تذكر أن له عما في الإسكندرية له تجارة رائجة فاختمرت فكرة الهجرة الى مصر في رأسه وبالفعل ركب البحر ووصل الإسكندرية حيث استقبله عمه بكل الحب والترحاب وأخذ يعمل معه في تجارته، وفي الإسكندرية انضم الى جمعية أبناء مدارس الفرير وهي جمعية ثقافية كانت تقدم بعض الاعمال المسرحية باللغة الفرنسية، وبالفعل اشترك مع هذه الجمعية في تمثيل مسرحية 'البرج الهائل' والتي قدمتها الفرقة على مسرح زيزينيا، وهذا المسرح، كان الأشهر في الإسكندرية في ذلك الوقت أسسه الخواجة زيزينيا في المنطقة التي بناها والتي لا تزال تحمل اسمه حتى اليوم، ومسرح زيزينيا هذا هو الذي شهد خطب الزعيم المصري العظيم مصطفى كامل كلما كان بالإسكندرية.

ناظر المحطة

واشتهر جورج بأنه واحد من أهم الممثلين في جمعية أبناء مدارس الفرير وأخذ يقدم الأعمال المسرحية وأهمل العمل في متجر عمه فكان أن تركه وتقدم للعمل في سكك حديد مصر وفي امتحان لشغل منصب ناظر محطة سيدي جابر، جاء جورج الأول على ستين ممتحنا،فأصبح ناظر محطة سيدي جابر.
وذات يوم وصل الخديوي عباس حلمي الثاني إلى الإسكندرية فقدم له جورج مذكرة طالب منه ارساله في بعثة لدراسة المسرح في فرنسا، لكن الخديو لم يلب طلبه فكان ان قدم مذكرة ثانية فكان مصيرها مثل الأولى. لكن الخديوي قادته قدماه يوما الى مسرح زيزينيا لمشاهدة الفرقة الفرنسية التي كونها جورج من أبناء مدرسة الفرير فأعجب به ووافق على المذكرة الثالثة ليسافر جورج الى فرنسا سنة 1904.

تعثر

وفي فرنسا تقدم إلى الامتحان للالتحاق بالكونسيرفتوار، لكنه فشل فشلا ذريعا، وقال له الممتحن أحسن لك تبحث عن مهنة تأكل منها عيش!، وكان السبب في ذلك، مبالغته في أداء المشهد التمثيلي، لكنه لم يياس وظل سنة كاملة يتدرب على الأداء الكلاسيكي الفرنسي مستفيدا من تردده على مسارح فرنسا، وفي العالم التالي تقدم للامتحان فنجح نجاحا كبيرا أدهش نفس الممتحن الذي نصحه بالبحث عن لقمة عيش في مجال غير المسرح.
أخيرا حقق الرجل أمنيته ودرس فن التمثيل على يد كبار أساطينه في فرنسا وفي مقدمتهم سليفان ونجم الكوميديا الفرنسي ليلوار، ولمع ممثلنا في فرنسا لدرجة انه حصل على جوائز امتياز في اكثر من فرع من فروع المسرح، منها جائزة الكوميديا والتراجيديا.
كما درس هناك فن الموسيقى، بالنوتة، والتوزيع وقليل من يعرف ان لجورج اسهامات موسيقية وبعض المعزوفات.

ممثل عربي في باريس

ولأنه ممثل ممتاز، فقد اختارته بعض الفرق الفرنسية ليكون عضوا بها، وبالفعل قدم العديد من المسرحيات مع هذه الفرق وقام معها برحلات تمثيلية في البلدان التي كانت خاضعة في ذلك الوقت للاستعمار الفرنسي.

العودة

بعد ست سنوات قضاها في باريس منها خمس سنوات دراسته وجولات فنية وسنة في الاستعداد لهذه الدراسة، عاد جورج ابيض الى مصر سنة 1910 ليبدأ نهضة مسرحية مصرية غير مسبوقة.

روائع المسرح العالمي

كان وصول جورج ابيض إلى مصر نقطة تحول رئيسية وهامة في تاريخ المسرح فقد بدأ الرجل يقدم تراجيديات المسرح العالمي في صورة جديدة هي اقرب الى الأصول الحقيقية لهذه المسرحيات خاصة وأن جورج كان يجيد الفرنسية ومعه من يجيد الانكليزية فكانت الترجمات المقدمة بعيدة عن السجع والجناس والطباق وهو ما كان واضحا في مسرح ما قبل جورج، فقد كان مترجمو تلك الأيام يتبعون نفس منهج كتابة ذلك العصر التي تعتمد على زخرف القول وتناسق الكلمات قبل الاهتمام بالجوهر، وهو ما لفظه جورج أبيض وقدم الأعمال التاريخية والدرامية في صورة جذابة وبترجمة خالية من كل ما يجعل النص غير مفهوم أو مزدحم بالسجع والجناس.
وعلينا أن نتذكر أولا، أن الرجل قدم أعماله باللغة الفرنسية وبممثلين جاءوا معه من فرنسا مع الاستعانة ببعض الممثلين المصريين الذين يجيدون الفرنسية مثل، بشارة واكيم واستيفان روستي وكان يقدم بفرقته هذه بعض المواسم على مسرح دار الأوبرا الملكية أو في مسرح زيزينيا بالإسكندرية.

فرقة عربية

وذات يوم شهد سعد زغلول وزير المعارف انذاك مسرحية لجورج بالفرنسية، فطلب منه تحويل نشاطه الى اللغة العربية.
ولم يكذب الرجل خبرا فقام بتكوين فرقة تمثيل عربية ضم لها العديد من قدامى الممثلين الذين عملوا مع القباني وحجازي كما ضم اليها بعض المثقفين المصريين من هواة المسرح.
ومن الممثلين الأوائل في فرقة ابيض العربية، كان المحامي عبدالرحمن رشدي وعمر وصفي وعبدالعزيز خليل كما التحق بالفرقة بعض الممثلات السوريات مثل مريم سماط ونظلة مزراحي وسرينا ابراهيم واستر شطاح وصالحة قاصين وابريز ستاتس.

عبدالرازق عنايت

تولى تمويل فرقة جورج أبيض الجديدة عبدالرازق بك عنايت، وهذا الرجل له باع طويل في خدمة المسرح المصري، إذ لم يكن تمويله لفرقة جورج ابيض هو اول عمل له في العناية برجال التمثيل لقد سبق له ان مول فرق القرداحي وعبدالله عكاشة وسلامة حجازي وغيرهم، كما انه قام ببناء مسرح العتبة لفرقة أبو خليل القباني الدمشقي من ماله الخاص وعندما احترق المسرح ومات القباني لم يترك الفرقة وظل يواليها بالعناية والرعاية مدة طويلة من الزمن، كما انه ساعد أكثر من فرقة مسرحية قبل ان يقوم بتمويل فرقة جورج أبيض ويقول دكتور سيد علي إسماعيل في كتابه تاريخ المسرح في مصر في القرن التاسع عشر أن الرجل بذلك ماله وجهده وصحته في سبيل نهضة المسرح، لم يستمر عنايت بك مع جورج طويلا لأن الأخير تحول من التراجيديا الى الكوميديا ولما لم يكن مؤهلا لهذا النوع من التمثيل فقد خسرت الفرقة ماديا خسارة كبرى لم يتحملها عنايت.

عودة

وعندما خيم الظلام على المسرح سنة 1915 بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى، عاد عبدالرازق عنايت الى جورج ابيض مرة أخرى من أجل اعادة الحياة الى المسرح فطلب منه أن ينضم الى فرقة سلامة حجازي ومعهما عبدالله عكاشة لتكوين فرقة واحدة تستطيع ان تتغلب على الكساد الذي ساد المسرح في سنوات الحرب الأولى الطاحنة.
فعلا تكونت الفرقة باسم ابيض وحجازي وقامت بجولات في بلاد الشام بدعم عبدالرازق عنايت وبالفعل نجحت الفرقة نجاحا كبيرا، لكن هذا التعاون لم يدم لأن الشقاق نشب بين النجوم الثلاثة، ابيض وحجازي وعكاشة فانفرط عقد الفرقة الموحدة وخص عناني فرقة عكاشة باهتمامه.

جريح بيروت

وقبل أن يعرض عناني مساعدته على الفنان جورج أبيض، كان الرجل قد بدأ بالفعل يقدم روائع المسرح العالمي وكان يقدم عروضه هذه على مسرح دار الأوبرا وعلى مسرح عباس بشارع عماد الدين وكان مسرح عباس هذا من أشهر المسارح المصرية وزارته الممثلة الفرنسية العالمية سارة برنار عند زيارتها لمصر، ومكان هذا المسرح الآن عمارة ضخمة تقع على ناصيتي عماد الدين ونجيب الريحاني وكان حتى سنوات قريبة دارا للسينما هي كوزموا لكنها هدمت وبني مكانها هذا البناء الأسمنتي الضخم وهو مواجه لسينما ريتس التي اغلقت أبوابها هي الأخرى.
المهم، أن جورج ابيض قدم عدداً المسرحيات الناجحة كان أهمها على مسرح دار الأوبرا عندما قدم مسرحية جريح بيروت من تأليف شاعر النيل حافظ إبراهيم، وكان ذلك يوم 19 آذار/ مارس سنة 1912.
كما قدم روائع المسرح العالمي مثل أوديب ملكا لسوفوكليس ترجمة فرح انطون ولويس الحادي عشر لدى لافيني من ترجمة دلياس فياض، وعطيل لشكسبير ترجمة الشاعر خليل مطران ومضحك الملك والأحدب والساحرة وغير هذه الأعمال من روائع الروايات التي نالت شهرتها العالمية في جميع أنحاء المعمورة.
وقد اتقن جورج والذين معه تقمص شخصيات هذه المسرحيات لدرجة أن كثيرا من الفنانين كان الذين يشاهدونهم في شارع الفن 'عماد الدين' ينادون عليهم بأسمائهم التمثيلية خاصة جورج ابيض الذي أبدع في مسرحية لويس الحادي عشر الذي ظل فخورا بها حتى أواخر حياته بل لقد وصل اعجابه بهذه الشخصية أنه قام بتسجيل بعض منولوجاتها في اسطوانات مثله في ذلك مثل كبار المطربين الذين سجلوا أغانيهم على اسطوانات كايروفون وبيضافون وغيرهما.
وبجوار هذه الأعمال العالمية، قدم جورج بعض المسرحيات المصرية او الممصرة والتي كتبها او مصرها الأديب المصري محمد عثمان جلال ومنها، الشيخ متلوف ومدرسته الأزواج وغيرهما، ومحمد عثمان جلال هذا هو رائد المسرح المصري الحقيقي وليس صنوع كما عرفنا من قبل وكما أكدت دراسات الدكتور سيد ودونها في كتابه.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 10m23.jpg‏ (61.3 كيلوبايت, المشاهدات 16)
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12/09/2008, 02h02
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 85
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر(20)
جورج أبيض رائد الكلاسيكية في مصر '2-2'
أول نقيب للممثلين تولى إدارة الفرقة القومية الرسمية واكتشف سيد درويش وساهم في نهضة التمثيل العربي في تونس
القاهرة - 'القدس العربي' من عبدالفضيل طه 12/09/2008
أراد جورج أبيض بعد النجاح الكبير في تقديمه للأعمال العالمية، أن يقدم فن مسرح بعيداً عما عرفته الجماهير في ذلك الوقت من مسرح الفرانكو آراب أو الكوميديات الخفيفة، ولما لم يكن هناك مؤلفون كبار للمسرح سوى محمد عثمان جلال، فقد لجأ جورج الى تراث هذا الرائد الذي توفى سنة 1898 بعد أن قدم للأدب والترجمة العديد من روائع الأدب المسرحي والروائي ومن التأليف أيضا'.
لكن جورج اختار من مسرحيات عثمان جلال المعربة عدة أعمال لتقديمها على المسرح.
والسبب في هذا الاختيار أن محمد عثمان جلال لم يكن يلجأ إلى الترجمة باللغة الفصحى فقط، لكنه كان يقدم بعض الأعمال المترجمة بعد أن يقوم بتمصير أحداثها واختيار أسماء مصرية وتقديمها غالبا باللهجة العامية المصرية لتناسب الأحداث قدم جورج على المسرح المصري طرطوف لموليير بعد أن عربها جلال وأطلق عليها الشيخ متلوف كما قدم مدرسة الأزواج والنساء العالمات وهما لموليير ايضا، ومما يذكر في هذا الشأن ان جورج كان قد عرف مكانة الموسيقى في المسرح فكون أوركسترا يصاحبه في أعماله وأسند قيادته إلى واحد من أمهر الموسيقيين الدارسين في مصر وهو عبدالحليم علي الذي كان له باع طويل في عالم النغم المصري، ثم عاد الرجل إلى الفن الذي أتقنه وهو كلاسيكيات المسرح فقدم مكبث لشكسبير من ترجمة خليل مطران والممثل كين من ترجمة عبدالحليم المصري الذي كان أديبا كبيرا ورجل سيرك وبطل مصر في المصارعة.
والعرائس التي قدمها له إسماعيل وهبي المحامي شقيق يوسف وهبي، والسبب في ذلك انه لم ينل النجاح الكامل في عالم الكوميديا.
مكتشف سيد درويش
مرت الحياة بجورج أبيض بين الفشل والنجاح وقام بعدة رحلات فنية خارج مصر ثم استأجر مسرح بيناسنس بشارع الملك فؤاد.
26 يوليو حاليا، وكان هذا المسرح يقع مكان محلات فرج مينا حاليا، وقدم على هذا المسرح لأول مرة أوبريت من ألحان سيد درويش في القاهرة وهي فيروز شاه.
وكان جورج هو الذي اكتشف عبقرية موسيقار الشعب عندما استمع اليه في الإسكندرية يغني ألحانا جديدة في نغماتها وأدائها بعيدا عما اعتاد جورج سماعه في القاهرة من كبار فنانيها، وكانت أغنية زوروني كل سنة مرة التي لحنها سيد درويش للمطرب الناشئ انذاك حامد مرسي، هو أول ما لفت نظر جورج لسيد درويش، المهم، قدمت الفرقة فيروز شاه على مسرح الربيناسنس ولم تنجح لأنغامها الجديدة على الآذان، 'الأذان التي اعتادت على ألحان محمد عثمان والحامولي وداوود حسني وغيرهم، وهي الحان تعتمد على التطريب بينما قدم سيد درويش في فيروز شاه ألحانا تعتمد على تجسيد المعاني ولعله في ذلك كان متأثرا بما رأى من أعمال أوبرالية بالإسكندرية لكنه قدمها في صورة مصرية تماما بعيدا عن أي تقليد لطريقة الغناء الأوبرالي، المهم ان العمل لم ينجح في أيامه الأولى لكنه أصبح من تراث فن الأوبريت المصري بعد ذلك.
مع يوسف وهبي
بعد فشل أوبريت فيروز شاه عاد جورج ابيض لتقديم اعماله التي اشتهر بها خاصة لويس الحادي عشر، وفي عام 1923 أسس يوسف وهبي صرحه الفني ومنه مسرح رمسيس الذي بني على نمط دار الأوبرا المصرية مكان سينما راديوم وهو نفس المسرح الذي يحمل اليوم اسم، مسرح الريحاني في شارع عماد الدين، كان هذا المسرح جاذبا لمعظم فناني ذلك العصر ومنهم جورج ابيض الذي شارك يوسف وهبي في العديد من المسرحيات في رمسيس، ولمع العملاقان في هذا المسرح الجديد وشهدت الجماهير جورج ابيض في سيرانودي برجراك وكليوباترا ومارك انطون وعطيل وغيرها، لكن كما انفرط من قبل عقد فرقة ابيض وحجازي، انفرط عقد شركة جورج وهبي.
فرقة جديدة
انفصل جورج عن الفرقة رغم النجاح المدوي وكون فرقة مسرحية جديدة حملت اسمه من جديد وضم إليها عناصر تمثيلية شابة جددت دماء الفرقة وكان من هذه الأسماء حسين رياض وبشارة واكيم صاحب الخبرة الكبيرة في هذا المجال وعباس فارس ومحمود رياض وسليمان نجيب كما كانت دولت ابيض من عضوات الفرقة وهي التي تزوجها في عام 1924 أي بعد تكوين فرقته هذه سنة كما ضم اليها فردوس حسن وسرينا إبراهيم.
وفي هذه السنة قام جورج ابيض وفرقته برحلة الى الوجهين البحري والقبلي وكان استقباله حارا، خاصة في جنوب البلاد التي كانت دائما تتطلع لرؤية نجوم القاهرة الذين يسمعون عنهم وقلما يرونهم، وعلينا أن نتذكر هنا أن وسائل الاتصال التي ننعم بها اليوم لم تكن قد عرفت بعد وكانت وسيلة الأقاليم الوحيدة للتعرف على الفن المصري هو اسطوانات المطربين والمطربات لا اكثر ولا أقل، وتحكي زوجته دولت ابيض عن حرارة الاستقبال للفرقة في مدينة كوم امبو وخاصة من أبناء النوبة الذين كانوا يقيمون في قرى هناك هاجروا اليها من بلادهم الأصلية جنوب خزان أسوان بعد التعلية الثانية لخزان أسوان، وهي الهجرة الأولى وقبل الهجرة الكاملة لأبناء النوبة إلى كوم امبو عقب بناء السد العالي.
بعد أن انتهت الفرقة من رحلتها المصرية سافرت إلى فلسطين وقدمت اعمالها هناك لما زارت بعض بلدان الشام والعراق، مع يوسف وهبي مرة أخرى.
وعاد جورج ابيض مرة أخرى الى فرقة رمسيس بعد أن اعاد اولاد الحلال الوئام بين النجمين الكبيرين وقدما مواسم ناجمة كما سافرت الفرقة في رحلات عديدة منها بلاد عربية كما سافرت إلى أمريكا، بناء على طلب الجاليات العربية هناك واستغرقت هذه الرحلة وقتا طويلا، عادت بعدها الفرقة الى مصر، وتم الانفصال مرة أخرى بين الرجلين.
لفرقة القومية
في عام 1935 تكونت الفرقة القومية للمسرح من أجل ترقية فن التمثيل المسرحي وكان تكوينها بقرار حكومي وتحت الإشراف الرسمي، وانضم لهذه الفرقة عظماء الممثلين في ذلك الوقت ومنهم جورج ابيض والذي لعب دورا كبيرا في أن يكون لها اسماً كبيراً، وكان افتتاح الفرقة في دار الأوبرا وبمسرحية مصرية تماما هي رائعة توفيق الحكيم، أهل الكهف، وكان من أبطالها جورج ابيض، ولست في حاجة إلى القول ان الفرقة القومية هذه قدمت أعظم التراث العالمي وكان لبطلنا دور كبير في هذا النجاح بفضل ثقافته المتنوعة وخبراته المتعددة.
وتوجه جهد ممثلنا الأستاذ بتعيينه سنة 1952 مديرا للفرقة القومية وكان هذا التكريم تتويجا لنضاله المسرحي.
جورج والسينما
لم يكن حظ جورج ابيض كبيرا في السينما، إذ أنه لم يظهر إلا في عدد قليل من الأفلام كان أولها فيلم أنشودة الفؤاد وهو أول فيلم مصري غنائي وشاركته البطولة أميرة الطرب نادرة كما مثل فيلم أرض النيل والأب وأنا الشرق لكنه لم ينل من الشهرة والسمعة المدوية ما ناله في عالم المسرح.
أول نقيب
في عام 1933 دعا جورج ابيض الى اجتماع الفنانين لتكوين اتحاد يدافع عنهم وعن سمعتهم ويوضح للجميع أن التمثيل مهنة شريفة لا تقل عن أية مهنة محترمة، وبالفعل تكون أول اتحاد او نقابة للتمثيل وكان هو النقيب.
وعندما افتتح أول معهد لفن التمثيل بجهود زكي طليمات، كان جورج واحدا من أهم اساتذته ولما أغلق المعهد بسبب ما أثير حول من جدل قام هو بفتح مدرسته لتعليم فنون التمثيل ولما خفت الضجة ضد معهد التمثيل وأعيد فتحه كان هو واحدا من أهم أساتذته وظل يدرس طلابه حتى وفاته سنة 1959.
وعلينا أن نتــذكر انه ساهم فـــــي إنشاء معهد التمثيل في تونس وأيضا في لبنان.
حكاية إشهار إسلامه
في عام 1953 اعلن كل من جورج أبيض وزوجته دولت أبيض اسلاميهما، وحول قصة إسلامهما هذه روايتان الأولى كتبها الناقد الفني الراحل عبدالله احمد عبدالله 'ميكي ماوس' في احدى المجلات الفنية سنة 1950، قال انه قام بزيارة جورج في منزله الجديد بحدائق القبة لتهنئته بمناسبة المسكن الجديد ومسرح وسينما هونولو المجاورين لمسكنه فوجده أي جورج يستمع للقرآن الكريم، وبجواره كتب تفاسير القرآن وغير ذلك من كتب دينية، وعندما سأله، قال له لا أكتمك سرا، لقد أسلمت عن يقين، هذه هي رواية ميكي ماوس وهناك رواية أخرى تقول، ان السبب ان ابنته الوحيدة من دولت أبيض وهي سعاد أسلمت وتزوجت من لواء الشرطة عبدالفتاح، وأن وجود الأولاد أي أحفاد جورج ودولت كانوا سببا في إسلام جديهما، لكن تبقى الحقيقة التي ذكرتها دولت أبيض في احدى البرامج الإذاعية، وهي ان اسلامها وزوجها جاء عن اقتناعه بدين الإسلام وأنها وابنتها وأحفادها لم يكونوا ينامون إلا بعد قراءة القرآن الكريم، كان زوجها العظيم قد رحل قبل إذاعة هذا الحديث لكنها أكدت فيه ان الذي رسخ الايمان بالإسلام في قلوبهم، هو الراحل جورج أبيض.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 11m23.jpg‏ (28.1 كيلوبايت, المشاهدات 10)
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06/10/2008, 01h22
الصورة الرمزية solofan
solofan solofan غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:45
 
تاريخ التسجيل: November 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: أم الدنيا - المحروسة
العمر: 54
المشاركات: 41
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

مش عارف أشوف الجمال دا كله ولا اشكر صاحب هذا الموضوع الثري والغني شكرا جزيلا
__________________
لا تدع الأمواج تفصل بيننا ولا السنين التي أمضيتها معنا تصبح ذكرى لا أكثر
جبران خليل جبران
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06/10/2008, 01h56
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 85
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة solofan مشاهدة المشاركة
مش عارف أشوف الجمال دا كله ولا اشكر صاحب هذا الموضوع الثري والغني شكرا جزيلا
اختي المواطنه Solofan في دولة سماعي
شكرآ لمرورك وكلماتك المشجعه
واحيي اختيارك لهذه الكلمات القيمه اللتي تمس القلب
لا تدع الأمواج تفصل بيننا ولا السنين التي أمضيتها معنا تصبح ذكرى لا أكثر :
جبران خليل جبران

__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07/11/2008, 04h28
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 85
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر(21)
حليم الرومي: درس في مصر وانطلقت شهرته من ربوعها
القاهرة - 'القدس العربي' من عبدالفضيل طه 7/11/2008
عرف الوطن العربي الفنانة ماجدة الرومي مطربة ملتزمة تقدم فن الغناء الراقي، ولها ولع بأداء القصائد التي صاغها كبار الشعراء العرب، وتمتاز ماجدة بأنها صاحبة صوت ملائكي ورسالة. ولها معجبون في كل الأقطار العربية.
وكان لها وجودها القومي في مصر خاصة عندما استعان بها المخرج العبقري يوسف شاهين وهي في أول سنين الصبا في أحد أفلامه في سبعينيات القرن الماضي، وأثير حول ماجدة ضجة عندما قيل انها كتبت ضد مصر لكنها نفت هذا الكلام بقوة، وماجدة هي ابنة الفنان الرائع حليم الرومي الذي كانت له في مصر صولات وجولات.
وكثير من أبناء اليوم لا يعرفون والدها حليم الرومي، وهذا عيب أصبح متأصلا في حياتنا الفنية والسبب في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى وسائل الإعلام في الوطن العربي كله، أقصد بصفة خاصة الإذاعات ومؤسسات التليفزيون فضلا عن الصحافة المقروءة، ان كل هذه الوسائل تهتم هذه الأيام اهتماما كبيرا في مسح تاريخنا الغنائي والموسيقى، بـ'أستيكة' (ممحاة)، والدليل على ذلك تلك الأصوات المريضة التي يصنعون منها نجوما، وأولئك الذين يجهلون الفرق بين مفتاح حول ومفتاح 'الحنفية' ويجعلون منه ملحناً كبيراً وموسيقياً من الطراز الأول، ومعظم ما يقدم من أغنيات تؤديها هذه الأصوات المريضة، ألحانها مقتبسة بصورة مشوهة من أغنيات غربية.
وهذه الحالة الموسيقية التي نعيشها قطعت الصلة تقريبا بين موسيقانا العربية الأصيلة وكثير من الناشئة يبدون تعجبهم وجهلهم عندما تذكر أمامهم أسماء لها باع طويل في عالم الغناء العربي، مثل، نادرة أمين، نجاة علي آمال حسين لوردكاش، ملك، صالح عبدالحي، محمد صادق، إبراهيم حمودة، غرام شيبة، محمد سلمان، عبده السروجي، شفيق جلال، عبدالغني السيد، محمد صادق، أحمد عبدالقادر، عائشة حسن، حورية حسن، عصمت عبدالمجيد وبالكاد يسمعون أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش، وعدم التواصل بين القديم والحديث لم يكن موجودا فالأجيال التي عاصرت عبدالحليم حافظ، كانت في نفس الوقت تستمع بسماع العديد من فطاحل الفن الذين سبقوه امثال عبدالعزيز محمود وكارم محمود ومحمد الكحلاوي وشفيق جلال ومحمد صادق وجلال حرب وسعد عبدالوهاب وغير هؤلاء من نجوم كبار وحتى الذين كان لهم فضل تطور موسيقانا العربية استمتع بأعمالهم ذاك الذي عاش عهد عبدالحليم حافظ ومحرم فؤاد ونجاة الصغيرة وأقصد بأصحاب فكر التطور هؤلاء، الشيخ محمد عبدالرحيم المسلوب ومحمد عثمان وعبده الحامولي ومحمود الخضراوي وكامل الخلعي وداود حسني وإبراهيم القباني والسيد درويش وإبراهيم رمزي، وكنا نستمتع بألحان هؤلاء العظماء وإبداعاتهم عن طريق فرقة الموسيقى العربية التي أنشأها الموسيقار أحمد شفيق أبو عوف وقام بقيادتها فترة من الزمن طويلة المايسترو الفنان عبدالحليم نويرة، وفرقة أم كلثوم التي أنشأتها رتيبة الحفني وقادها فترة طويلة أيضا المايسترو الفنان حسين جنيد وفرقة السماح التي كونها وقادها أحمد شفيق أبو عوف ثم المايسترو اللواء عبدالمنعم الشربيني بعد ذلك.

إسطوانات

كانت هذه الفرق قديما، مهمتها الأساسية تعريف الأجيال الحديثة بموسيقى السلف من موسيقى بحتة مثل السماعي والبشرف وغيرهما وقوالب الغناء التي اختفت الآن مثل الدور والموشح والطقطوقة والموال والمنولوج والديالوج وغنائيات المسرح القديم، كل هذا اختفى الآن ولم تعد فرقة الموسيقى العربية تقدم نماذج غنائنا التراثي العظيم.
وهناك تسجيلات بأصوات رواد الغناء موجودة عند بعض عشاق الغناء الأصيل والذين يعشقون الطرب كما جاء به ملحنوه الأوائل وهو ما حرص عليه هؤلاء الرواد أمثال الشيخ يوسف المنيلاوي وسيد الصفتي وعبدالحي حلمي وسليمان داود ومحمد نجيب والشيخ سالم العجوز والشيخ سلامة حجازي وداود حسني وزكريا أحمد وغيرهم كما قامت الإذاعة المصرية في أوائل خمسينات القرن الماضي بمحاولة لتسجيل هذا التراث قبل اندثاره بأصوات قادرة منها، عباس البليدي وسيد مصطفى ومحمد قنديل وكارم محمود وشافية أحمد وعصمت عبدالعليم وعائشة حسن وبديعة صادق وغيرهم، وكان متحف معهد الموسيقى العربية يضم عددا من الإسطوانات بصوت عبده الحامولي سجلها قبل رحيله عام 1901.

من هو حليم الرومي

وعودة لحليم الرومي نقول، أنه مطرب وموسيقي كبير نهل من نبع التراث الرائع وكان حلقة مهمة في سلسلة الكبار الذين تواصلوا مع التراث وهضموه وكان تطورهم نابعا من داخل تراثنا وليس جريا بلا وعي وراء موسيقى العلب الليلية الأوروبية، كما هو حادث الآن.

في مصر

صحيح كانت بداية حليم الرومي في بلاد الشام، لكن شهرته المدوية جاءت من مصر التي كانت هي الموطن الأساسي لكل فنان عربي، سمع المطرب الواعد عن تاريخ أبناء الشام في مصر من فنانين كبار بداية من سليم النقاش مرورا على خياط والقرداحي وأبو خليل القباني واسكندر فرح وغيرهم، جاء حليم الى مصر سنة 1935 وقدم عدة حفلات واستمع إليه أحد الخبراء وهو منير الدلة الذي نصحه بالالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى 'المعهد العالي للموسيقى العربية الآن' درس حليم الفن في المعهد على يد كبار الموسيقيين المصريين أمثال مصطفى بط رضا وصفر بك علي ودرويش الحريري وعبده قطر وغيرهم، كما درس أصول قراءة 'النوتة' على الموسيقيين الأجانب الذين كانوا من أعضاء هيئة التدريس في المعهد، واستطاع الرومي أن يختزل مدة الدراسة في سنتين وأصبح يملك ناصية التلحين والأداء المتمكن، وأفسحت له الإذاعة المصرية مكانا ومكانة وقدم أولى وصلاته الغنائية في الإذاعة المصرية سنة 1938 باسم المغني المجهول خشية ألا ينال قبول المستمع العربي، وعندما نجح أفصح عن اسمه وبدأت مصر تعرف مطربا اسمه حليم الرومي، فكان يقدم في الإذاعة وصلات غنائية ويشترك في الحفلات التي كانت الإذاعة ومتعهدو الحفلات يقيمونها على المسارح وفي دور السينما وفي صالات الغناء بحديقة الأزبكية مثل صالة سانتي التي عرفت عبدالوهاب وأم كلثوم وملك وتوحيدة ومنيرة المهدية، وكانت إذاعة وحفلات ذلك الزمن والتي اشترك فيها الرومي إلى جانب أساطين الغناء المصري الذين بدأوا معه أو سبقوه مثل، عبدالغني السيد وعباس البليدي وأحمد عبدالقادر ومحمد صادق ويوسف صالح وآمال حسين ونجاة علي وظل الرومي نجما في الإذاعة المصرية والحفلات الى أن عاد مرة أخرى إلى الشام وفلسطين على وجه التحديد سنة 1941.
في سنة 1945 عاد مطربنا إلى مصر ضمن موجة وصول العديد من مطربي الشام إلى القاهرة هوليوود الشرق مثل: محمد البكار ومحمد سلمان وغرام شيبا ونور الهدى وصباح ولوردكاش ونورهان وغير هؤلاء من فنانين من ربوع الشام، وبدأ - أو قل - عاد الرومي إلى نشاطه الغنائي الفني في الإذاعة والحفلات، لكنه بكل أسف لم يقدم شيئا يذكر في عالم السينما مثل الفنانين الذين ذكرناهم في السطور السابقة، فعاد مرة أخرى الى الشام وتولى عدة مناصب سنتحدث عنها في سطور قادمة، لكنه عاد مرة أخرى لمصر سنة 1948 وكان في نشاط ملحوظ وقام بتلحين بعض الأغنيات لبعض الأفلام المصرية وكانت هذه المرة، هي الأخيرة التي أقام بها في مصر وقدم فيها بعض انتاجه الرفيع الذي لم نعد نسمعه أو نسمع عنه.
تحدثنا في السطور الماضية عن أعمال حليم الرومي وحياته في مصر فقط، لكن الرجل كانت له مساهماته الكبيرة في بلده لبنان وفي بر الشام عموما، ولكي نتعرف على حياته الشامية فنحن على موعد معكم لنصحبه في الحلقة الثانية منذ المولد حتى يوم الرحيل.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 06m25.jpg‏ (28.5 كيلوبايت, المشاهدات 28)
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08/11/2008, 05h32
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 85
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر(21)
حليم الرومي ولد في صيدا واكتشف صوته في حيفا -الحلقه الثانيه.
القاهرة - 'القدس العربي' من عبدالفضيل طه 8/11/2008
في عام 1919 وفي شهر تموز (يوليو) شهر الثورات الكبرى أطل على هذه الحياة طفل هو حليم عوض برادعي، في مدينة صور اللبنانية الجميلة ذات التاريخ العريق في مسار البشرية، لكن الطفل حليم لم يستمتع كثيرا بجمال بلاده إذ انتقل به والده الى مدينة حيفا بفلسطين ليعمل هناك وكانت المدينة عربية لم تصبها النكبة بعد.
وفي حيفا التحق حليم عوض، أو حليم الرومي كما عرفناه بمدرستها الأولية واكتشف زملاؤه انه يملك صوتا 'حلو النبرات' فكان هو مطرب شلته في المدرسة ثم كان بعد ذلك نجم حفلاتها.
وعندما بلغ الرابعة عشر من عمره التحق بمعهد حيفا للموسيقى من نبع الموسيقى العربية ما شاء من مقامات وغناء على الطريقة الشامية.
القدود الحلبية مثلا، والموشحات وغيرها، وكان هذا الدبلوم هو إجازة المرور للمطرب الناشئ حينئذ ليكون أحد نجوم حفلات الطرب في فلسطين.
وفي عام 1936 قام بإحياء حفل في بلده لبنان بعد طول ترحال في فلسطين، وكان زملاء الطرب في هذا الحفل مشاهير المغنيين من أبناء لبنان مثل غرام شيبا الذي كان نجما يشار إليه بالبنان وله وجود في كل الوطن العربي وكان غرام شيبا هذا أحد أبناء لبنان الذين جاءوا الى مصر ومثل اكثر من فيلم فقام بدور البطولة أمام نجاة علي وأميرة أمير في فيلم 'الكل يغني' ودور البطولة أمام رجاء عبده في 'بياعة اليانصيب'، وغير غرام شيبا كان هناك المطرب المبدع وديع الصافي والذي كان أيضا في بداياته القوية وكانت معه أيضا الفنانة الدارسة لور دكاش التي أطلقوا عليها في لبنان منذ الصغر، أم كلثوم ونحن نعرف أن لور دكاش جاءت القاهرة، وعاشت فيها وكانت من مطرباتها الشهيرات حتى رحلت عنها منذ سنوات قريبة، كما كان هناك أكثر من مطرب ومطربة شاركوا حليما الحفل وبعد هذا الحفل سافر إلى القاهرة كما قلنا ثم عاد الى فلسطين مرة أخرى سنة 1941 وكانت شهرته قد سبقته الى هناك فالتحق بإذاعة الشرق الأدنى للإذاعة العربية وأصبح من أهم مطربيها وملحنيها كما كان له الفضل في تقديم، الفولكلور الشامي في هذه الإذاعة ولعل الشعب العربي سمع أهزوجة 'حول يا غنام حول بات الليلة هون' لأول مرة في هذه الإذاعة وقدم حليم فيها الكثير من الألحان وفواصل العزف المنفرد على العود.
فكان هو فنانها الأول تقريبا وفي تلك الأثناء كلفته الأردن بتلحين نشيد الجيش العربي وظل يتدرج في مناصب إذاعة الشرق الأدنى من مساعد القسم الموسيقي ثم رئيسا له وكانت له اياد بيضاء على هذه الإذاعة التي قدم فيها الكثير من المطربين والمطربات ثم ترك العمل بها عندما انتقل مقرها من فلسطين الى قبرص.
إذاعة لبنان
في سنة 1950 التحق حليم بإذاعة لبنان ولأنه كان رجلا مثقفا موسيقيا بل عالما فيها فقد استطاع أن ينظم قسم الموسيقى بها وأن يجعلها تضارع وتنافس الإذاعات الأخرى وخلال عمله في إذاعة لبنان والذي استمر من سنة 1950 حتى عام 1979 قدم مدة عمله هناك العديد من المطربين والمطربات الذين كان لهم دور في تطوير الأغنية الشامية وتعريف البلدان العربية بفن الميجانا والعتابا والفولكلور اللبناني المحبب للنفس كما كانت له ألحانه الرائعة والتي شدا بها بنفسه أو قدمها لأصوات شامية قادرة.
ساهمت ألحانه في صنع شهرة اولئك الذين غنوا له، مثل سعاد محمد ونازك وفيروز وفايزة أحمد ونصري شمس الدين أحد فطاحل الغناء في لبنان، وكان له فضل بروز فيروز فهو الذي قدمها للأخوين رحباني.
كانت الحان الرومي تمتاز بالأصالة والعمق كما كان هو مولعا بالتراث العربي فلحن القصيدة والموشح ومنها ما تغنى به في حب نيل مصر مثل قصيدته 'ومضة على ضفاف النيل' ولأنه متأثر بالتراث، فقد جاءت الموشحات التي لحنها قريبة البناء الموسيقي من الموشحات التي عرفها الوطن العربي ومثل 'يرنو بطرف فاتر'، و'غلب الوجد عليه فبكى'.
كما كانت له مساهماته في المسرح الغنائي ومنها 'مجنون ليلى' وهي بالطبع من أشهر قصص الحب العربي كما قدم أوبريت 'القطرات الثلاث'.
وكان غزير الانتاج إذ بلغ ما لحن من أغنيات ما يقرب من الثلاثة آلاف أغنية وقد كتب أحد نقاد الموسيقى الكبار نقدا ايجابيا لما كان يقدمه الرومي من موشحات فقال 'عالج الرومي الموشح بطريقة جديدة وهي ترديد المجموعة أي 'الكورس' للبيت الأول منه وبعد كل جزء من أجزائه أو ترديد أجزاء من الخانات التي ينفرد فيها المغني أما أداء الخرجة فكان يؤديها، 'الكورس' مع المغني المنفرد'.
واختتم الناقد كلامه قائلا: 'وهكذا جمع الرومي بين الأسلوب المصري والأسلوب الحلبي في أداء الموشح'.
وبلا شك فأن ما كتبه هذا الناقد يؤكد عمق دراسته الرومي لأسلوب الغناء المصري الذي درسه في مصر واستمع الى القمم المصرية التي صاغت الموشحات بروح مصرية ويأتي في مقدمة هؤلاء، العبقري كامل الخلعي الذي لحن مئات الموشحات ومن سبقه امثال محمد عثمان الذي أعطى الموشح طابعا مصريا خالصا ووضح هذا في موشح، 'اتاني زماني بما ارتضى' الذي كان قمة في التطريب وكانت صياغته أقرب الى الدور، في نفس الوقت عرف الرومي الموشحات والقدود الحلبية باعتباره شاميا ودرس الموسيقى في معهد حيفا كما كانت القدود الحلبية شائعة في كل ربوع الشام، ومن هنا، نجد صدق تحليل من كتب عن الرومي في جمعه بين الأسلوبين المصري والحلبي.
مؤتمر الموسيقى العربية
ولأنه دارس متعمق فقد كان ضمن الباحثين في مؤتمر الموسيقى العربية الذي نظمته وزارة التربية والفنون لبنان سنة 1956 وهو المؤتمر الذي بحث قضايا وإشكالات موسيقانا العربية وكان المؤتمر برئاسة هابا الموسيقار التشيكي والذي سبق له المشاركة في أول مؤتمر للموسيقى العربية الذي عقد بالقاهرة سنة 1932 واشترك فيه عدد كبير من رجالات الموسيقى عربية وغربية وبحث المؤتمر قضايا الموسيقى العربية وقد تم في مؤتمر القاهرة تسجيل العديد والعديد من قوالب الغناء العربي وبأصوات قادرة استفاد منه مؤتمر الموسيقى العربية في لبنان.
ومما يذكر في هذا الشأن أن حليم الرومي رزق في نفس هذا العام '1956' بابنته ماجدة التي حملت الرسالة من بعده.
زواجه
تعرف حليم الرومي في حيفا على ماري لطفي وتم زواجه منها سنة 1949 في القاهرة وكانت عودته إلى لبنان بعد الزواج حيث رزق بمها ومنى وماجدة وعوض ليكونوا قرة عينه.
ودفع الرومي ثمن عبقريته مرضا فعندما اشتد عليه مرض السكر اضطر الأطباء الى بتر ساقيه ثم كف بصره بعد ذلك وانتقل إلى الرفيق الأعلى في كانون الثاني (يناير) سنة 1983 تاركا وراءه ثروة غنائية ومطربة رائعة.
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29/11/2008, 09h31
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 85
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر(22)
محمد القبانجي مطرب العراق الأول اشترك بفاعلية في مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة



القاهرة - 'القدس العربي' 29/11/2008- من عبدالفضيل طه: محمد القبانجي، كان هو أول من طور في صياغة المقام العراقي، وهو أستاذ كل من نبغ في هذا الميدان وأولهم ناظم الغزالي الذي ملأ الدنيا طربا وحنانا ثم رحل وهو في شرخ الشباب، سنة 1963، بعد وفاة ناظم ظل محمد القبانجي محافظا على تراث الأغنية حتى رحل عن هذه الدنيا سنة 1988 عن عمر يناهز الـ 87 سنة، فقد كان مولده في بغداد سنة 1901.
وفي عام 1987 كنت في رحلة بالعراق مع فريق كرة السلة لنادي الزمالك وطلبت من المرافق للفريق أن أزور هذا الرجل الذي كان واحدا من أشهر الموسيقيين العرب زرته قبل الرحيل بسنة ووجدته يملك روحا فنية عالية، وكان لا يزال يتذكر أيامه التي شارك فيها بكل الجدية والثقافة الموسيقية العالية في أول مؤتمر للموسيقى العربية، وهو الذي نظمه معهد فؤاد الأول للموسيقى بالقاهرة 'المعهد العالي للموسيقى العربية حاليا'.

المؤتمر

وعندما يذكر اسم القبانجي أو محمد عبدالرازق القبانجي فلابد من أن يقفز الى الذهن شاركته الفعالة في مؤتمر القاهرة للموسيقى العربية والذي عقد سنة 1932 لدراسة تطور أو كيفية تطوير موسيقانا واشترك فيها العديد من أساتذة الموسيقى من الوطن العربي والعالم الغربي وكان فيه العديد من الموسيقيين المهتمين من أبناء الغرب، النابغة جورج فامر وهو من علماء موسيقى الشعوب وله اكثر من مؤلف في الموسيقى العربية استفاد منه الكثيرون من دارسي العرب في هذا المجال وله أكثر من ثمانين بحثا في مجال الأنغام العربية ورأس أهم لجنة في المؤتمر وهي لجنة المخطوطات والتاريخ خاصة ومن كتبه تاريخ الموسيقى العربية وقد استفادت الوفود العربية من أبحاثه القيمة.
وكان هناك العديد من المستشرقين الذين اشتركوا في المؤتمر وهم الذين لهم باع طويل في دراسة العرب من خلال تراثهم الفني، وبلغ عدد المشاركين تقريبا حوالي 95 فردا، غير المصريين بالطبع، ومنهم بلابارتوك وهاباوبول هندمينت.
واتخذ المؤتمر طابعا علميا بحتا بعيدا عن التهريج والمهرجانات الفارغة والحفلات التي تقام من أجل الدخول المادية فقط.

تسجيلات نادرة

وتم في هذا المؤتمر تسجيلات لكل التراث الغنائي في شتى الأقطار خاصة مصر والعراق والمغرب وتونس كما اشترك بعض الأتراك برئاسة رؤوف بك.
وكان الدكتور محمود أحمد الحفني حريصا على تسجيل كل الأغنيات التي قدمت كنماذج في المؤتمر ومن حسن حظ الدارسين، أن كل هذه التسجيلات أصبحت اليوم متاحة للجميع وتباع في دار الأوبرا المصرية.
وكان الكثير من حفاظ الأدوار والموشحات لا يزالون على قيد الحياة ومنهم الفنان الكبير داوود حسني الذي قدم عددا من ألحانه كما قدم عددا من ألحان من سبقوه وعاصرهم أمثال محمد عثمان وعبده الحامولي والشيخ عبدالرحيم المسلوب، كما قدم عزيز عثمان نجل الموسيقار محمد عثمان عدة ألحان من وضع والده منها دور 'أصل الغرام نظرة' وكذلك شقيقه إبراهيم عثمان وكان يصاحب المطربين هؤلاء وغيرهم كبار العازفين من مصر وفي مقدمتهم مصطفى بك رضا رئيس المعهد على آلة القانون وحفر بك على العود وسامي الشوا على الكمان والكثير غيرهم من مشاهير العازفين المصريين ومنهم منصور عوض الفنان الدارس والرائع كامل الخلعي صاحب أمتع ألحان الموشحات ومن أساطين الموسيقيين الذين قدموا تراثا كبيرا في المسرح الغنائي وإن كان لم ينل في هذا المجال ما ناله زميله السيد درويش.
وكما قلنا اشترك العراق بوفد من الفنانين في المؤتمر، برئاسة محمد القبانجي، وكان الرجل نجما من نجوم المؤتمر الساطعين بين نجومه الكثيرين.
وكان مبهرا وهو يقدم فن المقام العراقي امام أعضاء المؤتمر وزواره، ومن هذه المقامات غنى، يا يوسف الحسن، وراحت ليالي الهنا والويل ويلي ولا تظن عيني تنام، ومن يوم فراقك، وطلت يا ليل ولم تبد صباحا وهذه الأغنيات التي شدا بها القبانجي وغيرها كثير في ندوات مؤتمر الموسيقى العربية الأول، صاغها من المقامات العراقية المعروفة في بلاده فوجدت صدى جميلا في نفوس السامعين.
وكان صوته في ذلك الزمن البعيد غاية في الروعة، متسع المسافات فقد كان في أوج مجده أو قل في شرخ شبابه 'هو من مواليد سنة 1901'.
وفي كلمة، كان القبانجي أو القابنجي كما يكتبه آخرون، واحدا من ألمع نجوم المجتمع العربي الموسيقي في القاهرة، وشارك في الأبحاث التي نظم المؤتمر من أجلها وهي توحيد مسميات المقامات العربية وإشكالية تنوعها وأسمائها الكثيرة، وتاريخ الغناء العربي منذ الجاهلية حتى أواسط القرن العشرين والغناء الشعبي في كل أنحاء الوطن العربي وما شابه.
حضر ملك مصر الراحل فؤاد الأول حفلات المعهد التي أقيمت على هامش المؤتمر ولا غرابة في ذلك فقد عقد المؤتمر تحت رعايته وعنايته واستمع في احدى هذه الحفلات الى مطرب العراق الاول فأعجب بصوته وأدائه ايما اعجاب.
وفي اليوم التالي دعاه الملك الراحل الى القصر وأعطاه جائزة مالية مغرية، كاد القبانجي يرفضها لولا ان هدايا الملوك لا ترد، خاصة وأن فؤاد أهداه المبلغ كنوع من الهدية لرجل فنان كبير، وكان القبانجي قد شدا بعشرات المقامات العراقية في الحفل الذي شهده الملك فؤاد ومنها، يا يوسف الحسن فيك الحب قد ليما لو رأوك هووا في الأرض تعظيما لُم كوكبا ورمش غضا والتقت ريما وكان ضمن من شاهدوا هذا العرض الفني للقبانجي أمير الشعراء أحمد شوقي الذي سأل عن شاعر هذه الابيات فأخبره الفنان العراقي انه شاعر العراق الأول في ذلك الوقت الحبوبي النجفي ولعل سؤال شوقي جاء نتيجة رقة الأبيات من ناحية ولذكر يوسف بالجمال أو وصف الحبيب انه في جماله ورقة شمائله يشبه يوسف بن يعقوب عليهما السلام، وكان شوقي قد ذكر في قصيدته مضناك جفاه مرقده يوسف عندما قال، الحسن حلفته بيوسفه وفي كلمة كان محمد القبانجي أحد نجوم المؤتمر العربي في القاهرة.

مؤتمر بغداد

في عام 1964 عقد مؤتمر للموسيقى العربية في بغداد وشهد هذا المؤتمر الكثير من المؤتمرات على غرار ما حدث في القاهرة. وكان القبانجي هو النجم الساطع في هذا المؤتمر خاصة وأنه نال خبرة كبيرة من مؤتمر القاهرة، وفي هذه المناسبة، كان مطربنا الكبير هو المحاضر الأول في المقام العراقي وكيفية تطوره والاستعانة بالعلوم الحديثة في هذا المجال، كما كانت له محاضرات في الموسيقى العربية كما كانت له محاضرات في الموسيقى العربية عامة قديمها وحديثها لأنه كان عالما بها واسع الإطلاع في مجالها ومجال الشعر العربي في شتى عصوره، وفي الحفل الساهر في ختام المؤتمر كان هو المطرب الأول والذي اثرى الليلة بألحانه وجمال صوته وقدرته الفائقة على الانتقالات المقامية والتصرف فيها حتى ان بعض النقاد العراقيين ذكر أن القبانجي وهو يغني اتى بمقام جديد لم تعرفه الموسيقى العربية من قبل وأطلق عليه العراقي.
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس
رد

Tags
الفنانين العرب في مصر , قصص وحكايات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 13h12.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd