أتمنى بالفعل أن نفتح هنا حوارات حول المعنى والمغزى في أغاني أم كُلثوم فقد نثري الموقع بالمناقشات الجادة والآراء المتنوعة
أدعوكم إلى الاستماع إلى إذاعة " الشباب والرياضة " ( مصر ) الخميس المقبل ـ 19 يونيو ـ من الواحدة إلى الثانية ظهرًا ( بتوقيت القاهرة ) حيث تدور هذه الساعة حول أمّ كلثوم بمناسبة احتفال فرنسا بها هذه الأيام ، وستكون البطولة لقصيدة " الأطلال " ، ومن يجد لديه الوقت للمداخلات سيسعدني ذلك .
هذه هي كلمات أغنية جددت حبك ليه للشاعر المبدع الأستاذ أحمد رامي
جددت حبك ليه بعد الفؤاد ما إرتاح
حرام عليك خليه غافل عن اللى راح
ده الهجر وانت قريب منى كان فيه أمل لوصالك يوم
لكن بعادك ده عنى خلى الفؤاد منك محروم
ياهل ترى قلبك مشتاق يحس لوعة قلبى عليك
ويشعلل النار والأشواق اللى طفيتها إنت بأيديك
دنا لو نسيت اللى كان وهان على الهوان
أقدر أجيب العمر منين وأرجع العهد الماضي
أيام ماكنا احنا الاتنين أنت ظالمنى وانا راضي
صعبان على أقول لك كان والحب زى ماكان واكتر
وافكرك بليالى زمان واوصف فى جنتها واصور
إنت النعيم والهنا وانت العذاب والضنى
والعمر إيه غير دول
إن فات على حبنا سنه وراها سنة
حبك شباب على طول
إنت اللى فات بنعيمه وراح وفات لى طيفه فى خيالى
أسهر معاه الليل سواح عايش على العهد الخالي
وانت اللى فات بضناه وشقاه وساب لى ناره فى ضلوعي
أن مر ع الخاطر ذاكره تنزل من الوجد دموعى
ياللى قضيت العمر معاك ارضى جفاك واتمنى رضاك
أنت النعيم والهنا وانت العذاب والضني
والعمر ليه غير دول
إن فات على حبنا سن وراها سنة
حبك شباب على طول
ياللى هواك فى الفؤاد عايش فى ظل الوداد
انت الخيال والروح وانت سمير الأمل
ييجى الزمان ويروح وانت حبيب الأجل
وازاى أقول لك كنا زمان والماضى كان فى الغيب بكره
واللى أحنا فيه دلوقت كمان ح يفوت علينا ولا ندرى
ولما أكون وياك هايم فى بحر هواك
مااعرفش إيه فات من عمرى إن كان رضا أو كان كان حرمان
وافضل وبس أنت فى فكرى ياللي بحبك زى زمان
وطبعاً لا يمكن للعبد الفقير إلى الله أن يستطيع أن يتكلم عن مهارة الأستاذ أحمد رامي وبراعته فى الشعر وطريقته في إختيار الألفاظ والصور والخيال وغير ذلك من أمور الشعر
ولكني توقفت كثيراً عند كلمة ( يشعلل ) التي إستخدمها فبالفعل لا توجد كلمة أخرى تعبر عن فكرته وعاطفته سوى هذه الكلمة
وأعتقد أنه لاتوجد كلمة يمكن أن تترك هذا التأثير في قلبي وسمعي سوى هذه الكلمة وتذكرت أيضاً أنه استخدم نفس الكلمة في أغنية هجرتك عندما قال حاولت أهرب من الأفكار اللى تشعلل نار حبي فتركت نفس التأثير الجميل
وهناك بيتين أعتقد أن المغزى منهما كبير جداً ويناقشان موضوع شغل الكثير من الفلاسفة والعلماء وهو موضوع ما هو الزمن بالنسبة لنا أو نسبية الزمن لا أدري كيف أعبر عنه بالضبط وهما
وإزاي أقولك كنا زمان والماضي كان في الغيب بكره
واللي إحنا فيه دلوقتي كمان حيفوت علينا ولا ندرى
أعتقد أنه من الواجب أن نضيف للشاعر أحمد رامي لقباً جديداً ( أينشتين الشعر العربي )
فعلا لقدت وعدت بالمشاركة عندما تكون ( جددت حبك ليه ) .. هى الأغنية المختارة .. وأنا أقصد الكلمات ..
وأنا أعلم .. وهكذا سمعت .. عن قصة هذه الأغنية .. عندما قابلها ( أحمد رامى ) على سلم مبنى الأذاعة والتليفزيون ..
ودار بينهما حديث وقال لها ( روحى طالعة ) وكان يقصدها هى .. فقد كانت صاعدة على السلم .. ثم عاد ألى منزله وصاغ :
جددت حبك ليه .. بعد الفؤاد ما أرتاح ...
ولكنى أريد أن أفهم ماذا كان يقصد .. وما مغزى البيتين التاليين .. وتكلم عنهما الأخ : عمر شريف .. وهما :
وأزاى أقولك كنا زمان ... والماضى كان فى الغيب بكره
واللى أحنا فيه دلوقت كمان ... هايفوت علينا ولا ندرى
كلنا نعلم أن الغيب ( مستقبل ) أى شئ لم يحدث بعد .. ( والغيب يعلمه الله ) .. ( فكيف يكون الماضى غيبا )
ماذا قصد ( رامى ) .. أو ماذا يريد أن يقول ... وماذا قصد بقوله واللى أحنا فيه .. ( هايفوت ) .. وهو حاضر أى واقع ..
الأستاذ الفاضل والشاعر الكبير : بشير عياد ..
ماذا كان يقصد ( رامى ) والمعنى فى بطن الشاعر كما يقولون .. ؟؟ وحضرتك أدرى منا ببحور الشعر وألغازه ..
بصراحة .. نفسى من زمان أعرف ماذا كان يقصد الراحل ( أحمد رامى ) ...
شكرا ... وتحياتى ...
__________________ أصل السماح ... طبع الملاح
ويابخت ... من سامح
هناك من الجمال .. فى كلمات هذه الأغنية .. أتكلم فيه منفصلا ( وهذا رأى شخصى ) ..
مثلا .. جددت حبك ( ليه ) .. بعد ( الفؤاد ) ما أرتاح .. ولم يقل ( القلب ) ...
وكذلك .. حرام عليك خليه ( غافل ) عن اللى راح ... ولم يقل .. ساهى أو ناسى ..
خلط جميل ورائع بين ( العامية ) و ( الفصحى ) ...
ولو ذهبنا الى ..
أنت اللى فات بنعيمه وراح .. وفات لى طيفه فى خيالى
أسهر معاه الليل سواح .. عايش على العهد الخالى ... ( مزج أيضا بين العامية والفصحى ) ولكنه جميل ...
وهناك الكثير .. وأكتفى بهذا حتى لا أطيل عليكم ..
بقى أن أقول .. لو تتبعنا الأغانى والقصائد التى ألفها ( أحمد رامى ) وغنتها ( الست ) ...
وجمعناها مع بعض .. ( حسب التوقيت الزمنى .. القديم ثم الحديث ) سنعرف منها القصة الكاملة ..
على سبيل المثال .. من ( ياللى كان يشجيك أنينى ) الى ( يامسهرنى ) مارا ب ( هجرتك ) و ( جددت حبك ) .. وغيرهم ..
تحياتى ...
__________________ أصل السماح ... طبع الملاح
ويابخت ... من سامح
أخي رضا رشيد
أنت وضعت يدك على " بيت القصيد " في هذه الرائعة " جددت حبك ليه ؟" ، فعندما يقول رامي :
وازّاي أقول لك كنا زمان .. والماضي كان في الغيب بكره
واللي احنا فيه دلوقتي كمان .. ح يفوت علينا ولا ندرى
فإنه يطالبنا بعدم تضييع الوقت في العتاب ومحاسبة الآخر ، يريد أن نمشي للأمام ونقتنص اللحظة المتاحة في صنع ما هو أجمل وأروع وأبقى ، بدلا من العتاب الذي قد ينبش الجراح القديمة ويوقظها فيضيع ما بين أيدينا ، ألم يكن الماضي الجميل الذي عشناه يمثل المستقبل ( بكره ) قبل أن يمضي به الزمن ويحوّله إلى ماض ؟؟ هذا الحاضر الذي نعيشه الآن إذا لم نقتنصه سيمر ويضيع وسيصبح ماضيًا أيضًا عندما يأتي علينا الغد ( بكره ) .
رامي يحاول أن يعلمنا أن نمضي إلى الأمام لا إلى الخلف ، فالـ " الخلف " ذكريات مضت بحلوها ومرّها ولن تشفع لنا الآن ، أما الأمام فهو المستقبل بكل ما فيه من أحلام لن تتحقق بمجرد أننا نحلمها ، ولكنها تتطلّب الإصرار أولا ثم التقاء إرادة الطرفين على غفران ما مضى من أجل ما سيأتي.
رامي جاء من الفصحى إلى العامية ، ولذلك فقاموسه " فصحوي " ، أما وضع كلمة " الفؤاد " في أول الأغنية فبسبب الوزن الشعري ( العَروض ، أو بحور الشعر ) فالأغنية ـ في معظمها ـ من البحر البسيط ، ( مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن ) ولكن يُدخل عليه رامي بعض الزحافات والعلل ( أو يستخدمها ) فتتحول " فاعلن " إلى " فعلن " ، ولو جاء بكلمة " القلب " مكان " الفؤاد " لاستوجب ذلك أن يحرّك لام " القلب " بالكسر بدلا من السكون فتصير " القـَلِب " كما ينطقها أهلنا في الصحراء الغربية .
الأغنية من الروائع التي أحبها وتملأ ذكرياتي ، وهي بالفعل جاءت بعد خصام عابر بين رامي وأمّ كلثوم ، وراح الخصام بلقاء عابر أسفر عن أغنية رائعة كسبناها وكسبتها الأجيال المقبلة .