الأستاذ سامح ..
و الله أنا خـَجـِلٌُ منك للغاية ..
من دماثة خلقك التي تجعلك تقف موقف ( الإحسان )
و ما أجَلـَّهُ من موقف
منك أتعلم اليوم ، أتهذب ، أرقىَ ..
الأستاذ هاني ..
الا يكفي أن أمر على عنوان واحد بدأتَ به مداخلاتك ، بشكوى موجهة الى إدارة المنتدى في حق المحترم أستاذنا سامح ، حتى
يصيبني الهلع ، ألا يكفيك مشاهدة حريق يندلع في مكان أنت به ،
لتبادر بالفرار .. أم أنك ستبدأ في دراسة أسباب الحريق و أبعاده ؟
أليس البحث عن مياه تعين في إطفاء الحريق ، هو الأولىَ ؟!
أما بخصوص ما بيننا .. فتكفيني مداخلتك لتطمئنني ، أما دليلي
فهو تقدمي بشكل رسمي للإقتران بخالتك ستيته ، و الشهود هم أعضاء سماعي ، و ليكن المأذون هو الأستاذ صلاح السويفي
لو رفضتني باعتبارك ولي أمرها ..سأشكوك إلى إدارة المنتدى
أنت حبيبي .. و عوضي على الله
ما هذا يا سمعجي؟ واضح أنك كنت في واحدة من تلك الحالات التي يلامس فيها الشعراء النجوم بإشراقات نادرة المثال. في الحقيقة عمل أكثر من رائع لا أملك معه إلا أن أسألك .. متى سنقرأ هذا الديوان كاملا ، متى يا سمعجي سينزل للأسواق. بربك يا أخي لا تحرمنا.
سؤال: إشمعنى إخترت هذه الآية بالذات لتدلل على كلامك
"فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية" رغم وجود عشرات من الآيات القرآنية التي استعملت فيها نفس الكلمة بعيدا عن معني الآيات القرآنية؟ منها
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"
"قال رب اجعلى آية ، ٌال آيتك ألا تكلم الناس .."
"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا .."
"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة .."
إشمعنى أيها الشاعر؟
مع تحياتي
محمود
__________________ علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....
أشكرك على تشبيهاتك الشاعرية (... التي يلامس فيها الشعراء النجوم بإشراقات نادرة المثال ) .. تكونشي شاعر يا سيادة السنيور و مخبي علينا ؟!
أما حكاية الديوان ، فهما ديوانان ، أحدهما إسمه ( النورس الأسود ) ، و الآخر ( رئم ) ، و الثالث المجمَّد حتى حينه ( عام الجراد ) ..
الديوانان أصدرتهما وزارة الثقافة ، و الترويسة كالتالي :
وزارة الثقافة / الهيئة العامة لقصور الثقافة / إقليم غرب و وسط الدلتا / فرع ثقافة دمنهور،، رئيس مجلس الإدارة : أحمد بهجت أبو شلوع ، أمين عام النشر : إجلال هاشم ، إشراف فني و تصميم غلاف : رضا إمام
الأول على غلافه لوحة تكعيبية لبيكاسو لطائر أسود ، و له منقار أحمر يشبه ( مشبك الغسيل ) و لا أعرف اسم اللوحة على وجه التحديد ، و الثاني له نفس الديباجة الحكومية مع إضافة ( سلسلة الرواد ) ، و غلافه عليه اللوحة الشهيرة ( Starry Night over the Rhone ) لفنسنت فان جوخ
و الثالث مش بعيد أضع على غلافه واحدا من أعمال حبيبك – فريدريش- اللي ألوانه فيها حركة و حياة ، و الذي قيل عنه ( تـَنـَصتْ .... ستسمع ُ صوتا عميقا يصدر من لوحاته ! )..
شفت بقى اللاموضوعية .. بدلا ً من أن أتحدث عن الشِعر ، تحدثت عن الفن التشكيلي .. عموما كلُّ الفنون تمتاح من بؤرةٍ واحدة !
روتينياً ، ليس لي من الدواوين التي تصدرها الحكومة سوى دَستة دواوين ، ( الطبعة تقريبا 600 ديوان )
شخصيا ً ، لا أملك إلا نسختين من الأول ، و ثلاثة من الثاني ، عمليا ً ، يُوَزع عددٌ من تلك الدواوين على قصور الثقافة في إقليم غرب الدلتا ، يعني من المفترض إذا توجهت إلى قصر الثقافة بكفر الشيخ ، ستجد نسخا ً في مكتبة القصر .. و غالباً سيجيبك أمين المكتبة : بَحّ .. جَبَرنا يا فندي – جاهلا ً أو متجاهلا ًسنيوريتك –
( من باب العلم بالشيء ، بعض أمناء المكتبات يفك الخط بمفتاح تِسعة )، و أذكر عندما سألت أمين أكبر مكتبة لدينا في المحافظة ، عن أحد القواميس ، فأخبرنى : عندنا قاموس – المَوَرْد – رغم أنه ليس ثمة علاقة بين القاموس ، و ماء الورد !!
واقعيا ً، ستجد أنها بيعت بالكيلوغرام ( حلوة غرام دي ) إلى واحدٍ من
مطاعم الفول و الطعمية
، فتحولت القصائد إلى قراطيس للفلافل ، و هنا ستلاحظ أنها تؤدي رسالتها على وجهٍ أفضل
نيجي بقى للعبة ( إشمعنى ) ..
و آهي فرصة للفلحسة ، لأني أحب ممارسة التفلحُس معك أيها السنيور ( فاكر الأوهام الأربعة )
و ( إشمعنى ) يعني ( لماذا ) التي حيرت الدنيا هى و أختها ( كيف )
تاركاتٍ الأخوات ( أين / كم / من ) للسابلةِ من الناس ..
أتذكـُر قصة ( الأغا التركي ) الشهيرة ، الذي كانت هوايته إصدار الأوامر و التسلط على العباد ، و الذي لمَّا انتهت مدة خدمته في السنجقدارية ، و عانى من الفراغ و الحرمان من السُّلطة ..
قام بشراء عشرين ( قـُلـَّة ) ، و مَلأها بالماء ، و وضعها على قارعة الطريق ، جالسا ً جلسته الفخيمة بجوار القـُلل ، و هو يدخن الأرجيلة ، و كلما تقدم أحد المارة ليروي ظمأه ، ممسكا ً بواحدة من القلل ، نهره الأغا قائلا ً :
سوس خرسيس فلا ّح .. إشمعنى القلة دى بالذات ، و لما كان أخونا العطشان ، ليست لديه إجابة على هذا السؤال ( الوجودي ) ، و هدفه هو أن ( يكربع بُقـَّين مية ) و يروح لحال سبيله ، فقد كان يقف مبهوتا ً أمام هذا الأغا ، شاعرا بالذنب ، فيشنفه الأغا بما لذ و طاب من التقريع و الشتائم ، ثم يأمره قائلا ً :
إشرب من دي .. و سيب دي ( برغم أن القلتين تؤديان الغرض ، ففي كلتيهما ماء ) !
ف ( إشمعنى اخترت الآية دي بالذات ) فلأنها الأقرب إلى يدي
رغم وجود آيات أخرى تؤدى نفس الغرض تقريبا ً ، و لأن مثلا ً واحدا يؤدي الغرض ، يكون بمثابة ( فرض كفاية ) ، يسقط ما دونه من أمثلة !
و لأدلل به على أن لفظة آية ، لا تعني بالضرورة آيات القرآن الكريم
و رغم يقيني أنك – لا مِراءَ - تعرف أن الشِعر لا يفسر من قِبَل الشاعر، و إنما يؤخذ ( علىَ أبوه ) أى على علاته ، و ليس على الشاعر إلا أن ينام ملءَ جفونه عن شواردها ، إلا أن العبد لله أحيانا يتجاوز مبدأ ( بطن الشاعر ) الذي هو من البديهيات ، مُفـَضـِّلا ً الكومبيليموو ( المجاملة ) ، على تجاهل مداخلةٍ ما ، فأتوخَّى أن أبدو جاهلا ً ، على أن أبدو ( جلياطا ً ) .. حلوة جلياطا ً دي
و قد قصدتُ أن أختار أسوأ معنى ورد للفظة ( آية ) ، من باب درأ الشبهات ، مدركا ًأن لكل مقام مقال ، و لكل حادثٍ حديث ، و لكل حَلة ( طنجرة ) غطاها ..
و ممتثلا ً في الوقت ذاته ، بالفرارجي الذي اتُهِـِمَ في جريمة قتل لم يرتكبها ، و حين سأله القاضي : إنت اللي قتلته ؟! ، فأجاب ( بتاع الفراخ )
ً : أقتل إيه يا باشا ؟! .. دا أنا عمري ما دبحت فرخة !!
برغم أنه يذبح يوميا عشرات الدجاجات ، أما القاضي ، فمن حسن الطالع أنه لم يكن ( أحمقا ) بالقدر الكافي ، فيقيم الحجة على الفرارجي باعتباره ( بيدبح فراخ )
الدكتور محمود ..
قديما قال إخواننا البـُعَدَة بتوع الفلسفة ، : إن طرحَ السؤال ، أهم من الإجابة ! ( فلحسة بقى )
دكتور سنيور محمود .. لي و قفة معك في يوم ما ، حول أخونا فريدريش..
كلنا فينا "حتة" ولو صغيرة من كل شيء. ستجد فيَّ قدرا من الشاعرية .. يتشابه أو يختلف عما لدى غيري ولكنه يكفيني لكي أسعد بعقلي أو بنفسي - يقولون أن الإنسان يتمنى دائما حظ غيره ولكنه لا يسعد إلا بعقله. أما بشأن العبارة التي أثارت سؤالك فهي حق وأنت سيد العارفين. جاري كسباروف .. بطل العالم السابق في الشطرنج والذي يعتبره الكثيرون أفضل لاعب على مدى التاريخ كان دائما يجيب على السؤال التقليدي بأنه لم يلعب بعد أفضل مبارياته. ذلك أن المبدع يمكن في أحيان كثيرة أن يصل إلى آفاق يراها الناس غير مسبوقة. صحيح ان كسباروف لعب ذات يوم مباراة قال بعدها انه سيصبح من الصعب عليه بعد ذلك أن يردد إجابته المفضلة ، ولكنني موقن أن الإبداع البشري قابل دائما لأن يتقدم خطوة أخرى حتى بعد أن يلامس النجوم.
سأعثر حتما على أشعارك يا صديقي .. أتمنى أن يخيب ظنك وأن يقع هذا الحادث السعيد في جنبات مكتبة قصر الثقافة وليس عند أحد بائعي الطعمية ..
فيما يتعلق باشمعنى التي حيرتك .. فقد كانت متعلقة بمناقشات دارت في كتب ومقالات علوم القرآن حول وجود الإيقاع والتفعيلة بل والوزن في بعض آيات القرآن وما إذا كان هذا يعد شعرا أم لا ، وكانت هذه الآية مما ذكر في هذا المجال. سؤالي لك كان مجرد مداعبة بريئة ليس إلا.
مع تحياتي
محمود
ملحوظة: مع العدد هدية متواضعة بمناسبة لوحة الخيل والبحر
__________________ علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....
الدكتور محمود
بالتأكيد ، المبدع الحقيقي لا يصل إلى ( ذروة ) ، فهو دائما متخم بالتساؤلات ، و ساع ٍ إلى عوالم جديدة ، و ليست لديه إجابة واضحة على إشكالياته الإنسانية ..
و بمناسبة كاسباروف ، فقد سُئل سؤالا آخر عن أصعب مبارياته ،
فقال : مباراتي مع البرنامج Deep junior في العام 2004
و التي انتهت بالتعادل بعد 6 جولات ..
و باعتبارك Deep senior فأنا أرشحك لإيقاف هذا الشطرنجي الأسطورة
أما عن وجود آيات قرآنية موزونة ، فتلك حقيقة ، رصدها المتخصصون ، و أجمَلـَها كاتب كردي عراقي في كتاب ( لا أذكر اسمه ) ، و الكتاب عند صديق لي ، كان قد اشتراه من بغداد ( شارع المتنبي ) قبل دخول المغول !
رَصَد الكاتب 19 آية موزونة على بحور الخليل بن أحمد ، منها آيات في سورة الرحمن و غيرها ..
و في سورة يوسف ، جاء على وزن بحر البسيط ، و هو بحرٌ مُرَكب ، ( فـَذلِكـُنَّ الذي لـُمْتُنَّني فيهِ ) ..
و وزنها ( مُتفعلن فاعلن مستفعلن فعْلن ) ..
و أتذكر أن الدكتور علي عبد الواحد وافي (عراقي)، و هو مِن أفضل مَن تناولوا إيقاع اللغة في كتابيه ( علم اللغة ، فقه اللغة )
قد عرج في كتابيه على الأوزان في القرآن ..
إيه يا دكتور .. إنت بتعرف كمان فى العَروض ؟!
يا ترى فيه إيه ما بتعرفشي فيه ؟! .. الكوانتم ، و لا نظرية الأوتار الفائقة ؟! ..