مش قلت لك أدخل نام إنتَ .. و آهو تريحنا من شغبك
عموما ، سأحاول تفسير أطروحاتك على قدر معرفتى ، و آهو ينوبنى فيك ثواب ..
أما عن نزار ، فبرغم شدة أمواجه التى غرق فيها مَن غرق ، و لكن الشاعر الذى يحاول أن يكتب بنكهته الخاصة ، عليه أن يتشمم كل الورود ، ليس فى حديقة الشـِّعر وحدها ، و إنما فى كل حدائق المعرفة ، ليستطيع أن يتمايز ، و يكوّن شخصيته و اتجاهه و روحه التى لا تشبه أحدا ، ثم يكتب ، بشرط : أن يكون لديه ما يقول!
( هناك شروط أخرى مش حاتاخد انت بالك منها ، بسبب جرعات المِش اليومية )
أما الطيبون من أمثالك ( الذين يرثون الأرض غالبا ) ، فلا يحبون رؤية الأشياء إلا من بُعدٍ واحد ، فالتأملات لها سقف لا تتخطاه ، و الخيال يجب ألا يشتط ، و وجهة النظر لها إطار ( ثيوقراطى ) بالأساس ..
فأنت ترى مثلا أن الأستعارات الجسدية ( عيب )، و أنا أتفهمك فى هذا يا ( شيخ ) هانى ( أيها العملاق ) .. لأنى أخمن إطارك المعرفى ، و مرجعيتك الأحادية ، و لكن أيضا لأنك من الطيبين الذين يرثون الأرض غالبا ً ، فأنت تلامس السطح الأملس الناعم للمفاهيم، و تقول : يا حلاوة ، دى مُريحة و ناعمة ، أنا لازم أدعو كل الناس ( للملاسة ) .. وآهو يبقى بثوابُه..
الأستاذ هانى .. هناك ثمن باهظ للمعرفة ، أدعو الله أن يجنبك إياه ..
و دلوقتى بقى .. تعالى ننزل على الأرض ..
1- الإستعارات الجسدية ليست قاصرة على شاعر بعينه ( و الأمثلة بالآلاف ) ، أنظر ما هو متاح هنا مثلا فى المنتدى ( فى أشعار العرب )، قصيدة صلاح عبد الصبورالرائعة ( الظل و الصليب )
2- الصورة ( أطفو على ماء نهديكِ) لا علاقة لها لا بالجنس و لا بنزار ،
غير أن تلقيك المباشر للفظة النهد ، أحدثت لديك إلتباسا ً، و اللفظة فى ذاتها
لا تمنح إيحاءا ً إلا داخل جملة و سياق ،فعليك لكى ترى الفيل كاملا ، أن تبتعد عن الصورة !
أما عن نزار ، فليس من شاعر ٍ يحتكر لفظة بعينها( النهد مثلا )، و لا موضوع بعينه ( الجسد كما تتخيل أنت )
فالتداخل عندك هنا مزدوج ، بل ثلاثى الأبعاد ( ربما بسبب النـَّظارة )
و بدا عندك كالتالى :
( نهد ! يبقى جنس،،، جنس ! يبقى نزار ،،، نزار ! يبقى الشاعر متأثر بيه فى الحِته دى ) .. يا سلام على المَلاسة ، و ترييح الدماغ ..
منكوا لله ..دا انتوا ماليتوا البلد و عاملين زحمة فى المواصلات !
أما كلمة ( آياتنا ) ، فالآية فى اللغةِ هى العلامة و الدلالة ( أنظر المعجم )
و يقول الله سبحانه و تعالى مخاطبا فرعون : ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ) ، فليس بالضرورة أن تنسحب كلمة آية أو آيات على مفهوم بعينه ، ففرعون هنا ( آية ) و لكن للعِبرة و عاقبة الظلم ..
أما ( عودى إذن يا يقينى الوحيد ) و قولك أن اليقين الوحيد هو الموت ، فأنت ترى الأمر بذهنية مباشرة ، لا تتناسب و التجربة الإبداعية ، فالنص كعمل إبداعي ، يتم تناوله من داخله و ليس من خارجه ، فلا يحق لك أن تضع جملة شعرية بكل ما تحمله من إيحاءات و دلالات ، داخل سياق آخر له إطار إنفعالى مختلف .. و الشـّعر دوره الإحالة إلى بُنىً تختلف عن المباشر و السائد ، و هذا الأمر يتطلب درجة من الوعى عند المتذوق أو المتلقي ، و إلا فليتوقف العالم عن الإبداع ، و الشاعر الذى يرى القمر مثلا مجرد رغيف من الخبز ، فهو مجنون ، لأنه خالف منطق الأشياء !!
أما عن الشموس التى أ ُعَرِّفها فى نهاية القصيدة ، فأنا عارف أنك ( كعملاق )عارف كل أدباء اسبانيا ، لوركا و سرفانتس و ألبارث و دى ميندوزو و دى لاباركا ، و أمُّ الكـَط بتاعة البط ..
و بعدين إزاى ما تعرفشى فيروز يا أخى ؟! فيروز .. بتاعة معانا ريال معانا ريال
آه .. نسيت .. تعريف الكلمات ..
: الزغبىّ من زغب ، و دا غير نوال الزغبى ، و الزغب يا جنتل ، هو ما صَغـُرَ و نـَعُمَ من الريش أو الشـَّعر ( تحسس مشروع الصلع على رأسك ، ستجد زغبا )
أما النشيج ، فهو النحيب ، أى البكاء المصحوب بشهيق ، يعني الشحتفة ..
عارف الشحتفة و لا أخليك تتشحتف ؟!
و أشكرك يا سيدى على الجاليرى الذى أهديتنى إياه
و على كلماتك الجميلة الراقية فى حق القصيدة ، و التعاويذ السحرية الفرعونية .. أبقاك الله لنا ( شيخا و ناقدا و عملاقا )