, و بعد أيها الأخوة فى ( سماعى ).. لم يتبق غير الحفل الساهر
فى شارع ( أغا) ، و الذى شاع خبره فى المناطق المجاورة ،
فتداعى اليه الناس من سوق الليمون ، و الكوبانية ، و السيالة ، و
حلقة السمك ، و البيّاصة ، بل ومينا البصل !! و لم يكن ليخطر
على بال الشيطان نفسه ، أن حفل عقد قران أنّوسة السمبوخسى
سيحظى بهذا الحضور الجماهيرى الغير المسبوق ، و أن كافة
أصناف المزاج ، سوف تتواجد ( ماءا و دخانا ) على موائد
الأسطى عبده الطنيخى ، و الذى اضطُر لأول مرة فى تاريخه
المديد مع الفِراشة ، الى تأجير كراسى و موائد و مفارش و عِدة
صيوان من الباطن ، فالكراسى وحدها وصل عددها اللى خمسمائة
دستة ، و العمال الذين اضطر لاستدعائهم من مقهى السيد بانجو و
حودة الشامورت ، َربا عددهم على الأربعين ، و ما كان لتلك
الجماهير الغفيرة أن تحضر الفرَح ، لولا الأسماء اللامعة البراقة
لنجوم الطرب و الغناء و الرقص الذين سيحيون الليلة ، و على
رأسهم مطرب الأنابيب ، و الذى اقتحم عالم الفيديو كليب
( كراكيبو ) ، فضلا عن سيدة الغناء الشعبى المعاصر ( عديلة )
، و التى لا يجرؤ واحد من أفراد فرقتها على نطق اسمها مجردا
من الألقاب ، فهى ( ست الكل ) ، التى غزت عالم الكاسيت ،
فاخترقت الآذان ، ، و انتشى بتغريدها الركاب فى كافة مواصلات
النقل الجماعى
وامتدت شهرتها الى محلات عصير القصب ، و عربات الكشرى
، و مطاعم السمين فى الناصرية و السيدة ، و اعترف لها النقاد
بأنها الامتداد الطبيبعى للأسطورة التى يوشك نجمها على الأفول ،
الست شفيقة محمود !!
و ما كان للجماهير العريضة من قوى الشعب العاطل و العامل و
المؤقت على السواء ، أن يسعى الى شارع ( أغا) ، حاملا ما
تيسر من زجاجات البيرة و الكينا و الزبيب و كافة منتجات
جناكليس ، الا لخاطر عيون ( المُرعِشة ) ، والتى يحلو للبعض
بتسميتها ( المُعْجنة ) ، الراقصة كوكى شُقَق ..
و لأننا على أبواب الشهر الكريم ، و الذى ( تنقرض ) فيه الأفراح
و الليالى الملاح ، فان صحبة الفنانين من أساطين الشدو المعاصر
، يمكثون فى إجازة اجبارية ، ( حتى فى مُخَيّلتى ) ، ولذا ، فاليوم
العادى جدا الذى لم يخطر على بال أبو احمد ، و الذى فجّر عنده
وعيا جديدا ، فبدّل منهجه العقلى ، و بدأ يؤمن بالفلسفة الواقعية ،
عوضا عن مثاليته التى ألقاها فى أول صندوق قمامة صادفه إثْرَ
ذلك اليوم التاريخى ..
حيث ارتد الى ما قبل الميلاد ، ليراجع واقعية أرسطو و توما
الاكوينى ، مقارنا اياها بالواقعية المعاصرة لأم التيتى و ميمى
نتاية و كراكيبو ، و كل الخارجين من عباءة ( باتعة الدادا ) من
معتنقى مذهب الواقعية المادية المعاصرة ( بالفِطرة )! .. و الذى
أيقن فى نهاية الأمر ، أن التجربة البشرية هى المجال الوحيد
الجدير بالاهتمام ، و أن العالم الخارجى بمكوناته الفيزيائية ،
مستقل عن محتوى العقل ، و أن حَمَلة لواء الغناء المعاصر ، هم
جزء من قوانين الطبيعة ، مثلهم مثل الذباب و القوارض و حرامى
الحلة ، فالانسان بوجودهم محكوم ، حتى لو صنع من نفسه قِردا
للحكمة ، لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم !!
و أراكم أيها الأخوة و الأصدقاء فى ( سماعى ) على خير ان شاء
الله بعد الشهر الكريم ( إجازة العوالم ) ، مع تفاصيل أحداث الحفل
الساهر ..
و من يدرى ، فربما يستغرقنى الوعى الجديد الذى انتاب أبو احمد
على كِبَر ، فلا أعود ليومى العادى جدا ،
و لا أعود اليكم أيضا ، مكتفيا بالفُرجة ( ما أحلاها ) كما تعودت
، منذ نشأتُ على أرض هذا الوطن المجيد !!
وبعد
أعتذر مقدما لعدم ردى على
أى مداخلة ( ما ) على الخاص أو العام ، فأنا خارج الخدمة
من الآن ، و لكم جزيل شكرى و تحيتى و أطيب تمنياتى ، وجزءا
من قلبى الذى اختطفتموه ، فمن يرده الىّ ؟!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال