يوم عادى جدا
( 2 )
صباح مزعج آخر من صباحات اختراق الأذن ..
أزيز وطنين و قرقعة وصليل .. وهبد و رزع يوقظ الموتى
فى قبورهم ..
دفست رأسى بين وسادتين محاولا اقتناص ساعة نوم أخرى
من عمر الزمن وخاصة أن اليوم اجازة رسمية..
غير أن كاتم الصوت المزدوج ( الوسادتين ) فشل فشلا ذريعا
فى حجب ( كوكتيل ) الازعاج الذى انضم اليه صوت نحيب
يقطع القلب لمغن ( يعوص ) و يستغيث ، كأنما يسحبونه جرا
من رقبته الى السلخانة : ( خنتينى خلاص .. بعد الاخلاص ..
من بعدك قلبى العاشق لاص .. لازم أنسى .. أنا مش بلاص )
طار النوم و استبد بى الغضب ، فجلست ( مقرفصا ) على السرير..
و جعرت جعرة أوبرالية من طبقة ( التينور ) :
انت يا زفت ياللى برة .. وطى الكاسيت يا حيوان ! ..
كنت بالطبع أقصد بالحيوان الواد احمد ( ابنى ) الذى اتضح
فيما بعد أنه برىء من جريمة التحرش بأذنى ..
أيقنت أن طبقة ( التينور ) لن تنفع فى اختراق دوشة السوق
التى اقتحمت شقتنا دون أن أجد لها تفسيرا ..
أخذ نحيب المطرب ( المخنث ) يتصاعد فى آفاق أعصابى
مرددا بخنوثة مقززة : ( خنتينى خلااااس .. أنا مش بلاااااس )
ارتفع الدم فى رأسى .. فاندفعت من غرفة النوم كقذيفة ( باتريوت )
هوجاء غير محددة الهدف .. مزمعا قتل أول آدمى ألاقيه
دون رحمة !
ألجمتنى المفاجأة .. اذ وجدت الصالة قد تعرت من الكراسى
و الكنب و السجاجيد.. و لمحت زوجتى و معها بعض النسوة
و قد شرعن فى سحب كراسى الصالون التى أصدرت أزيزا
ذا ذبذبة يمكن قياسها بمقياس ( ريختر ) ، بينما باب الشقة
مفتوحا على مصراعيه .. أما النحيب المخنث و الصوت (الذليل)
فكان صادرا من الشقة المقابلة .. شقة على أفندى السمبوخسى
ذى الجسم البدين الأبيض ( المرهرط ) و النظارة كعب الكباية ..
وقفت مدهوشا و ( لائصا ) و قد استحال على ادراكى تفسير
ما يحدث من انقلاب استراتيجى فى بيتنا ..الى أن لمحتنى واحدة
من ( الخناشير )المصاحبات لزوجتى .. فقالت بصوت عفوى :
الأستاذ صحا !
تحولت كل الرؤوس تجاهى .. و لحظتها فقط تذكرت أننى واقف
بفانلتى الداخلية ( الكط ) ذات الثقب الواسع شمال شرق ( بطنى )..
و بنطلون ( التريننج ) الذى استحال لونه من الكحلى الى الرمادى
بفعل طول العشرة .. ( يادى الفضايح ).. قلتها فى نفسى و اندفعت
الى أقرب ملجأ يسترنى مواريا عورتى ( خرم الفانلة ) بكلتا يدى..
مرقت الى المطبخ مختبئا من العيون الغريبة المتفحصة .. لكنى
فوجئت بجثة
ضخمة بيضاء ( مرهرطة ) لامرأة فى العقد الخامس من عمرها
عرفت فيما بعد أنها علية السمبوخسى الأخت التوأم لجارنا
على أفندى السمبوخسى ..
و فى معمعة المفاجآت المتتالية استطعت تمييز عدد لا بأس به
من الحلل ( الطناجر ) الضخمة ، و أكوام متنوعة من الخضار
و بضعة صناديق من المياه الغازية تحتل المطبخ.. و قد وقفت بينهم السيدة
علية بقامتها المفتخرة .. و حين لمحتنى عبر نظارتها كعب الكباية..
ابتسمت ابتسامة ( واسعة ) تحول معها وجهها الى وجه بلياتشو
أبيض مرهرط .. و قالت بصوت مسرسع كأنما يصدر عن معزة ..
و لا يتناسب مع ضخامتها المفرطة :عقبال ولادك يابو احمد ..
وأطلقت ( زغروطة ) حادة خارقة
من النوع ( أم ديل ) .. أى التى تستمر فيها ياء ال ( لولولولولى )
الى ما لا نهاية !!
( البقية تأتى )
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال