مساء الورد
"بشير عياد
تسجيلات أم كلثوم (حرف القاف)
أحبائي
قل للبخيلة " شعر علي الجارم ، وألحان أبي العلا محمد 1928 "
الإقتباس أعلاه لأخي العزيز الأستاذ الشاعر بشير عياد، تحية ومحبة له. وقد أخذته بطريقة القص واللصق لأن الموضوع مغلق.
وليسمح لي أستاذنا القدير بالتعليق بمايلي:
قصيدة قلْ للبخيلة بالسلام تورّعاً، من عيون قصائد الشعر العربي الكلاسيكي لحنها الشيخ أبي العلا وهي للشاعر إبن الدّهان وإسمه بالكامل أبوالفرج مهذب الدين عبد الله بن أسعد الموصلي ولد في مدينة الموصل بالعراق وتوفى في مدينة حمص السورية. وقد قالها في مدح الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي. وقد رأيت في كثير من المواقع والمنتديات مَنْ ينسبها خطأً الى الشاعر إبن نبيه المصري أو الى الشاعر علي الجارم أو يلتبس عند بعضهم الأمر فينسبها للشاعر شمس الدين محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله التلمساني، الملقب بالشاب الظريف، لأن السيدة أم كلثوم غنت منها الأبيات الثلاثة الأخيرة وهي للشاعر الشاب الظريف :
مِثْلُ الغَزالِ نَظْرةً وَلفْتَةً * مَنْ رآه مُقْبِلاً ولا افْتَتَنْ
أَحْسَنُ خَلْقِ اللَّه وَجْهاً وفماً * إنْ لَمْ يَكُنْ أَحقَّ بالحُسْنِ فَمَنْ
في جِسْمِه وَصُدْغِه وشَكْلِهِ * الماءُ والخُضْرَةُ والوَجْهُ الحَسَنْ
وقد غنتها السيدة أم كلثوم على النحو التالي:
مِثْلُ الغزال نظرة ولفتةً * من ذا رآها مرة ولا افتتن
أحسن خلق الله خلقا وثمن * إن لم تَكُن أحقّ بالحسن فمن؟
في ثغرها وخدّها وشكلها * الماء والخضرة والشكل الحسن
وبالعودة الى قصيدة إبن الدهان المكونة من ٥٦ بيتاً وتجدونها بالمرفقات ... نلاحظ أن السيدة أم كلثوم غنت منها خمسة أبيات وهي على التوالي الأبيات رقم ١١ ، ١٧، ١٢ ، ١٦ و ٢١ . مع تغيير في بعض كلمات الأبيات، فقد غنتها السيدة بهذه الكلمات :
قُلْ للبخيلةِ بالسلام تورعاً * كَيْفَ إِسْتَبَحْتِ دَمي ولَمْ تَتَورعي
وزعمت أن تصلي بعامٍ مقبل * هيهات ان أبقى إلى أن تَرجِعي
أبديعة الحُسنِ الّتي في وَجهِها * دون الوجوه عناية لِمُبَدعِ
ما كان ضركِ لو غَمَزْتِ بِحاجِبِ * يومَ التَفَرُّقِ أو أَشرتِ بإصبعِ
وتيقَّني إني بحبُّكِ مغرم * ثم إطمعي ما شئت بي أن تطمعي
البيت الثاني من القصيدة المغناة وهو رقم ١٧ من قصيدة الديوان كان على النحو التالي :
ووعَدْتني انْ عُدت عَوْدَ وِصالِنا * هيهات ماأبقى إلى أن تَرجِعي
والبيت الثالث من القصيدة المغناة وهو رقم ١٢ من قصيدة الديوان كان جاء كما يلي :
وبديعة الحُسْنِ الّتي في وَجهِها * دون الوجوه عناية لِلمُبَدِعِ
أما البيت الخامس من القصيدة المغناة وهو رقم ٢١ من قصيدة الديوان فقد جاء كما يلي :
وتيقَّني إني بحبُّكِ مُغرمٌ * ثم إصنعي ما شئْت بي أن تصنعي
وخلاصة الأمر فأن قصيدة قُل للبخيلة ذات الأبيات الثمانية والتي شَدت بها السيدة أم كلثوم، مكونة في حقيقة الأمر من مقطعين لقصيدتين الأبيات الخمسة الأولى منها للشاعر إبن الدّهان ،والثلاثة الأخيرة للشاعر التلمساني الملقب بالشاب الظريف .
وأخيراً شكري وتقديري لكم ولأستاذنا القدير الشاعر بشير عياد ،
لو أحببتم أن أرفع ديوان ابن الدهان فإن ذلك يزيدني سروراً .
من هو شاعر قصيدة قُلْ للبخيلة بالسلام تورّعاً؟!!
العرض الشجري