الموسيقى
الموسيقى
شكلت الموسيقى عبر التاريخ البشري مكوناً أساسياً من مكونات كافة الثقافات الإنسانية، إذ يرى علماء الإنسان (الأنثروبولجي) أن الأصوات بما فيها الموسيقى مكون أساسي من مكونات ثقافة أي مجتمع، تُساهم في تكوين الخصائص الثقافية بتشكيل الذائقة السمعية.
ما هي الموسيقى؟
التعريف البسيط للموسيقى أنها "ترتيب الأصوات في زمن محدد" و رغم صحة هذا التعريف إلا أنه مطاط لدرجة يمكن معها أن يشتمل على أصوات كثيرة مثل أنواع الكلام، والضجيج؛ كما أنه ضيق من ناحية أخرى لأنه لا يتضمن صفات أخرى هامة في الموسيقى كقدراتها التعبيرية، والصفات التجريدية في بنائها المعتمد على المنطق الرياضي، مما يجعل تعريفات الموسيقى الجامعة المانعة شبه مستحيل، ويختلف بشكل واضح من ثقافة لأخرى.
السلم الموسيقى :
يتكون من سبع نوتات كل نوتة تماثل حرفاً من حروف اللغة وهى: دو-ري-مي-فا-صول-لا-سي وتُقرأ من الشمال إلى اليمين، وعند قراءتها منغمة من الأساس تُنطق نوتة (دو) بصوت غليظ، تليها (رى) بصوت أَحَدٌ (أعلى قليلاً) ثم (مي) بصوت أعلىُ، وهكذا وصولاً إلى (سي) ثم (جواب دو) وكأننا نصعد سُلماً؛ ويمكن قراءتها من الدرجة الأعلى من (جواب الدو) نزولاً إلى (قرار الدو) مروراً ببقية النغمات، وهو التدرج الصوتي الذي تُصاغ عليه النوت الموسيقية في موازير المكونة لجميع الألحان مهما كثرت أو تعددت.
المازورة الموسيقية:
إذا كانت وحدة تكوين الجملة اللحنية هي النوتة، فالمازورة تقوم في الجملة الموسيقية بدور الكلمة في الجملة اللغوية، فاللحن عبارة عن مجموعة موازير متساوية حسب الزمن الموسيقى للحن، فإذا قلنا 1 ، 2 ، 3 ، 4 بطريقة متساوية، فهذه مازورة مكونة من أربع وحدات أي أربعة أجزاء، وإذا قلنا (دو رى مي فا) بنفس طريقة نطق الأرقام، فهذه أيضاً مازورة مكونة من أربع وحدات، وبالطبع يمكننا نطق هذه المازورة بسرعة أو بطء حسب سرعة الجملة اللحنية، ويمكننا نطق المازورة إيقاعياً ( دم ، تك ، تك ، دم ).
نموذج لصياغة جملة لحنية:
نكتب المازورة الأولى (دو رى مي فا) والمازورة الثانية ( صول لا سي دو ) والمازورة الثالثة ( مي فا صول لا ) فيصبح لدينا جملة لحنية مكونة من ثلاث موازير؛ كل مازورة مختلفة عن الأخرى.
ورموز الأزمنة الموسيقية هي:
1. روند: وحدة زمن مكونة من أربع أجزاء (أربع وحدات زمن تساوي مازورة كاملة) ويعنى هذا الرمز على السلم الموسيقى أننا ننطق نغمة طويلة بزمن المازورة بأكملها.
2. بلانش: وحدة زمن مكونة من جزأين (نصف مازورة).
3. نوار: وحدة زمن مكونة من جزء واحد (ربع مازورة).
4. كروش: وحدة زمن مكونة من نصف الجزء الواحد (ثُمن مازورة).
5. دبل كروش: وحدة زمن مكونة من ربع الجزء الواحد (1/16 من المازورة).
6. تربل كروش: وحدة زمن مكونة من ثُمن الجزء الواحد (1/32 من المازورة).
وكلما قصر الزمن داخل المازورة كلما ازدادت سرعة النغمة.
المقامات الموسيقية العربية
يقال أنها تزيد على أربعمائة مقام، وتذكر غالبية المراجع الموسيقية أن عدد المقامات الموسيقية العربية تسع مقامات أساسية هي: الراست - النهاوند - النوا أثر - الكرد - البياتي - الحجاز - الصبا - العجم - سيكا ولكل مقام من المقامات الأساسية في الموسيقى العربية مقامات فرعية تتفرع عنه تعد بالعشرات فعلى سبيل المثال لا الحصر مقام راست وهو المقام الشهير والذي يمكنك الإحساس به عندما تستمع إلى رائعة سيد مكاوي التي تغنت بها سيدة الغناء العربي ( يا مسهرني ) يتفرع عن مقام الراست الأصلي عدة مقامات منها السوزناك والذي يسمى أيضاَ السلملك - السوزدلار والذي يسمى أيضاَ السوزدل آرا ويسمى أيضاً الشورك - بشاير - ماهور - نيرز أو ديلدار أو راست مصري - دلنشين . وهكذا تتعدد المقامات الفرعية عن المقام الأصلي الواحد وتتفرع بدورها لفروع عديدة ونلاحظ أن أسمائها إما فارسية أو عربية أو تركية في الأغلب.
المقام :
هو تتابع ثماني نغمات تتابعاً لحنياً تتدرج في الحدة، تحصر فيما بينها سبع مسافات، والنغمة الثامنة في حدتها هي جواب النغمة الأولى.
الجواب:
تسمى النغمة المماثلة لنفس النغمة الغليظة (القرار) لكن في الطبقة الصوتية الحادة في الموسيقى العربية بالجواب، فلو افترضنا أن البداية هي نغمة صول تحت الوسطى، تكون نغمة الجواب لها هي صول الوسطى، وجواب صول الوسطي هي نغمة صول فوق الوسطى وهكذا.
مما يتكون المقام ؟
يتكون المقام من جنسين:
جنس الأصل: وهو للمقامات الأساسية، ويسمى المقام باسمه.
جنس الفرع: يظهر في بعض المقامات فروع أخرى تسمى جنس الفرع.
ويمكن الجمع بين جنس الأصل وجنس الفرع لتكوين المقام بإحدى الطرق الآتية:
1- الجمع المنفصل: وهو ما يفصل بين جنس الأصل وجنس الفرع ببعد فاصل مثل مقام الراست على سبيل المثال.
2- الجمع المتصل: وهو الذي ليس بين جنس الأصل وجنس الفرع أي فاصل ويبدأ جنس الفرع فيه من آخر نغمة في جنس الأصل ، وبالتالي فإنه ينتج عن ذلك بعد مكمل في نهاية جنس الفرع ، مثل مقام البياتي .
3- الجمع المتداخل: وهو ما يبدأ فيه جنس الفرع من النغمة التي قبل الأخيرة في جنس الأصل وينتج عن ذلك بعدين مكملين في نهاية المقام ، مثل مقام الصبا .
|
العرض الشجري