جئتُ بالكـُرّاس مطويِّ الوَرَقْ
أمسحُ الدمـــعَ وآثــــارَ العـَرَقْ
في المآقــيْ قد تروْنَ المُشْتكَى
لا يــزالُ السهدُ فيها والقــَلـَقْ
بعدما أن حَبَسَتـْني فـِكْـرَتــــيْ
عادَ شعري بي جواداً وانـْطـَلقْ
هـذي بلقيسُ الليـــاليْ لا يرى
فجْـــــرَهُ إلا بعينيها الغــَسَقْ
إن مضى عنها نهــارٌ فالدجى
يحتسي من طهر كفـّيها الشّفقْ
في حماها عرَفَ الشعرُ الهوى
وانتشى الفنـــانُ ألحاناً و رَقْ
حين يغــدو بالقوافــي ثغــرُها
تـَطـْربُ الآذانُ من ثغـر ٍ صَدَقْ
يستقي الفنــانُ من أسجـاعها
فترى الأوتـــــارَ لحناً وانـْبَثقْ
يتغنـّى بلبــــــلٌ شــــــادٍ بــه
قد رمى الحيرة َفي بحرالشّبَقْ
هذي إكـــرام الجنابي والمها
دونها صِرْنَ خيـــالاً واحْترَقْ
لو تزيّـــــا كلُّ ظبــي ٍ مثلهــا
لا يجاري الذوقَ فيها والأنـَقْ
ما تحَـــرَّى الضيفُ إلا بابَها
لِقرى الضيف نــداها قد سَبَقْ
هذي بنـْتُ الرافــــدين المجتبى
فرعُها الوارفُ أصلاً من عَبَقْ