ملاعب أطفال البحر
تمشي الطفلة بقدميّها الصغيرتين تتقدم ببطء نحو مياه
البحر الفيروزي في حركات راقصة لتداعب الموجة القادمة
بشقاوة خطواتها في لطف.
تـُرسل ضحكة مـُدوّية و هي تجري هنا و هناك بين الأمواج المتلاحقة فتأتي إليها واحدة تلو الأخرى لتـُزغزغ أطرافها الدقيقة و قدميها المـُبللتين.
تتقهقر الفتاة عند انحصار موجة، ثم تجري لتستقبل أختها اللاهثة خلفها في مرح و سرور ، فتقفز بساقيها لكي تصدمهما الوافدة المهرولة بقوة.
تستمر الفتاة في جـَلـّجلة ضحكاتها تتردد أصداؤها في الأجواء لِتـُسمع لوحة الأرض و السماء، و البحر اليافع رابض بينهما في نشاط و حيوية.
ينتشي البحر بضحكات الطفلة الصغيرة التي تلعب مع صبايا الموجات النابضات بالحياة و حب المرح ، الساعيات للحرية و الانطلاق بلا حواجز أو حدود، المليئات بأسرار البحر الراكد بحثا عن الشط الممدود.
تجلس الفتاة على الرمال الناعمة الساخنة فتـسحبها ببطء فتشُدّ الصغيرة إلى أعتاب البحر لتلهو مع صديقاتها داخلات بيت المياه المخملي.
تترك الفتاة جسدها النحيل لهوى اللعب، فتـُرخي أطرافها على سطح الرمال المــُتحركة بكثبانها الثقيلة ناحية الأمواج الفتية التي تسكن عرض البحر.
صغيرتي كم تبدين رائعة في جنونك و طفولتك البريئة،
تمردك و بساطتك في ضحكك و لعبك ، مرحك و صفوك ،
في نضارة عمرك الغضّ الأخضر.
ها أنت تملئي ملعب البحر الرحب الشاسع ،
بالصخب و المشاكسة.
توحدي مع موجاته التي جاءت من أعماقه الغامضة
تحت مدى السماء.
الطائفات فوق نسائم الرياح ،السابحات بين الأفق اللانهائي ليصعدوا بكِ إلى عالم السِحر و الخيال، امتداد الكون
الكامن عند سلالم الأفق البعيد.
تأسِرك صغيرتي جبال الأمواج الشّابية لطبقات الجو الصاعد في ارتفاع مستمر، لقد سجنك الهوى و العشق لملاعب البحر المـُبهرة التي تـَشّع بالخيال الأسطوري.
تصغين لذكرياته عن أبطال الأساطير، جاءوا على ضفافه ليقهروه فـَقـُهروا بسحر جماله و قوته الفائقة، بكيانه الذي يـُهيمن على أرواح الآخرين فيملكهم هو تحت سطوته فلا يعرفوا طريق للخلاص من تعويذاته المـُنوّمة لكل الكائنات.
لقد سيطر عليك بحبه للأبد فلن تستطيعي الفكاك من شباكه المغزول بسلاسل المياه و خيوط الهواء ،ذات الغـُرز المـُلتـَحمة من ألوان قوس قزح.
سأذوب فيه و أرتمي عليه بكل وجودي ،
سأسبح بين طيات أمواجه، سأصبح
ذرة من جزئيات مدّه و جزره
سأفترش شُطئانه ، سأغنى وقت الغسق
مع هدير أمواجه المهرولة لتفنى بين
أحضان خـُلوده في عناق دائم أبدي .
__________________
http://youtu.be/dR2XQxWh5Ng
تكريم الوالد عن مُجمل مشواره الموسيقي
الــفــن الجــمــيل هو ما يسمو بالإنسان لأعلى
و لا يــشـُــــدّه للأســفــل بــِــحــجــة التــطــوّر
|